من قواعد إصلاح النفس أن تعلم أن معركة الإنسان تكون مع أعظم خطاياه، ويعان على تلك المعركة بالفطرة.
فالكافر يدخل معركة التوحيد حتى ينتصر فيؤمن، فإذا آمن أزّته فطرته لتكون الصلاة معركته؛ فتركها أعظم خطاياه حينها.
ثم لا يزال حتى تستقيم نفسه مع الصلاة، فينتقل إلى أكبر خطاياه لتكون معركته القادمة؛ ويستمر في الصلاح حتى تراه يدقق في تفاصيل الورع وأعمال القلوب إذا أصلح ما فوقها.
وبهذا نفهم سرّ بكاء من فاته الوتر من الصالحين، فهي معركته الكبرى الحالية، بيننا يراها من لا زال في رتبة معركة الفرائض سببًا تافهًا للبكاء.
وهكذا يترقى الصالحون حتى يصير اللهو المباح خطيئته العظمى، فيبدأ باستثمار الثواني في زمن يدفع المرء ماله ليضيع وقته.
  فالكافر يدخل معركة التوحيد حتى ينتصر فيؤمن، فإذا آمن أزّته فطرته لتكون الصلاة معركته؛ فتركها أعظم خطاياه حينها.
ثم لا يزال حتى تستقيم نفسه مع الصلاة، فينتقل إلى أكبر خطاياه لتكون معركته القادمة؛ ويستمر في الصلاح حتى تراه يدقق في تفاصيل الورع وأعمال القلوب إذا أصلح ما فوقها.
وبهذا نفهم سرّ بكاء من فاته الوتر من الصالحين، فهي معركته الكبرى الحالية، بيننا يراها من لا زال في رتبة معركة الفرائض سببًا تافهًا للبكاء.
وهكذا يترقى الصالحون حتى يصير اللهو المباح خطيئته العظمى، فيبدأ باستثمار الثواني في زمن يدفع المرء ماله ليضيع وقته.
لكل منظومة فكرية قابلية للإتيان بجريمة عند حضور الضغط؛ فمن المنظومات ما تكون بعد الضغط مستهينة في الدماء، ومنها ما تكون قابليتها للانسلاخ أكثر، ومنها ما تكون قابلة للتشظي والاختلاف والتناحر البيني.
نعم؛ هي في الأوضاع الطبيعية بريئة، لكنها مع الضغوط تتأول لنفسها في نوع معيّن من الخطايا دون غيره، لأنها بُنيت هكذا.
فكر أبعد بخطوة وستختفي المفاجآت.
  نعم؛ هي في الأوضاع الطبيعية بريئة، لكنها مع الضغوط تتأول لنفسها في نوع معيّن من الخطايا دون غيره، لأنها بُنيت هكذا.
فكر أبعد بخطوة وستختفي المفاجآت.
يعلم من له بصر بالفقه أن الفتوى الفكرية أعسر أنواع الفتوى، فقد اجتمعت بها معطيات تجعل التأني فيها دلالة عقل وتقوى، ومن أسباب صعوبتها:
١- صعوبة التصور، إذ يحتاج قراءة فكرية تاريخية واقعية.
٢- التغير السريع، فلا يكاد التصور يستقر حتى يأتي ما يغيره.
٣- أنها نازلة وأكثر، فلا يمكن قياسها على مثال سابق يسهل مقاربته عليه.
٤- غلبة المصادر غير المحايدة، لاتصالها بقوى مؤثرة.
٥- كثير من أطراف التأثير غير متشرعين، فمصطلحاتهم تختلف عن مدلولات الحقل الشرعي، وحين يذكرون المصلحة والمفسدة مثلًا فمرادهم مختلف.
٦- أنها أحكام على وقائع حاضرة ومآلات مستقبلية، وضبط هذين البابين بدقّة مما اختص به الموفقون.
٧- سهولة التأويل لغير المنصوص بهوى وعلى ما يحب المرء، لذا لن تعجب من كون المقاصدية حاضرة في كل خطاب حركي رشد أو غوى.
٨- صعوبة مخالفة التحسين والتقبيح الجماهيري، وفي زمن تأثير وسائل التواصل لا تقل كلمة الحق أمام جمهور هادر عنها أمام سلطان جائر.
وعليه؛ فليس كل من تأنى وصمت عن إبداء رأيه في نازلة فكرية راغب أو راهب، أو أنه لا يحمل هم الأمة، قد يفعلها لأن هذا مقتضى التقوى والرسوخ.
هذا في الفتاوى الفكرية، أما المحكمات الواضحات فالأمر مختلف.
  ١- صعوبة التصور، إذ يحتاج قراءة فكرية تاريخية واقعية.
٢- التغير السريع، فلا يكاد التصور يستقر حتى يأتي ما يغيره.
٣- أنها نازلة وأكثر، فلا يمكن قياسها على مثال سابق يسهل مقاربته عليه.
٤- غلبة المصادر غير المحايدة، لاتصالها بقوى مؤثرة.
٥- كثير من أطراف التأثير غير متشرعين، فمصطلحاتهم تختلف عن مدلولات الحقل الشرعي، وحين يذكرون المصلحة والمفسدة مثلًا فمرادهم مختلف.
٦- أنها أحكام على وقائع حاضرة ومآلات مستقبلية، وضبط هذين البابين بدقّة مما اختص به الموفقون.
٧- سهولة التأويل لغير المنصوص بهوى وعلى ما يحب المرء، لذا لن تعجب من كون المقاصدية حاضرة في كل خطاب حركي رشد أو غوى.
٨- صعوبة مخالفة التحسين والتقبيح الجماهيري، وفي زمن تأثير وسائل التواصل لا تقل كلمة الحق أمام جمهور هادر عنها أمام سلطان جائر.
وعليه؛ فليس كل من تأنى وصمت عن إبداء رأيه في نازلة فكرية راغب أو راهب، أو أنه لا يحمل هم الأمة، قد يفعلها لأن هذا مقتضى التقوى والرسوخ.
هذا في الفتاوى الفكرية، أما المحكمات الواضحات فالأمر مختلف.
قال محب الدين النوبري في شرح طيبة النشر (٢/ ١٣٣):
"وقرأ أبو الحسن الحصري على أبى بكر القصري -القراءات السبع- تسعين ختمة حتى أكملها فى عشر سنين كما قال فى قصيدته:
وأذكر أشياخي الذي قرأتها
عليهم فأبدأ بالإمام أبي بكرِ
قرأتُ عليه السبعَ تسعين ختمةً
بدأتُ ابن عشر ثم أكملت في عشرِ"
ذكر البيتين في قصيدته المعارضة للخاقانية، يعني بدأ بعمر العاشرة وختم في عمر العشرين تسعين ختمة بالسبع.
  "وقرأ أبو الحسن الحصري على أبى بكر القصري -القراءات السبع- تسعين ختمة حتى أكملها فى عشر سنين كما قال فى قصيدته:
وأذكر أشياخي الذي قرأتها
عليهم فأبدأ بالإمام أبي بكرِ
قرأتُ عليه السبعَ تسعين ختمةً
بدأتُ ابن عشر ثم أكملت في عشرِ"
ذكر البيتين في قصيدته المعارضة للخاقانية، يعني بدأ بعمر العاشرة وختم في عمر العشرين تسعين ختمة بالسبع.
من طرائق الإعانة على النفس أن تفكر بطريقة"فاتورة التعبّد"، فأنتَ حين ترى منكرًا وتنصح فقد سددت فاتورة تعبّدك، وبرئت ذمتك، بقيت فاتورة المنصوح يسددها بالقبول والانتفاع في الدنيا أو فليسددها في الآخرة.
حين تسمع بمريض من أصحاب الحقوق فقد نزلت عليك فاتورة مستحقة؛ تسددها برسالة أو اتصال أو زيارة على حسب الواجب عليك حينها.
وهكذا في الأحداث العامة، عليك النظر في براءة ذمّتك بشعور أو كلمة أو مال أو بما فوق ذلك؛ حسب فاتورتك.
كل موطن عبادة يمرّ بك فكّر في فاتورتك أنت وسدّدها، ولا عليك من ذمم الآخرين التعبدية.
  حين تسمع بمريض من أصحاب الحقوق فقد نزلت عليك فاتورة مستحقة؛ تسددها برسالة أو اتصال أو زيارة على حسب الواجب عليك حينها.
وهكذا في الأحداث العامة، عليك النظر في براءة ذمّتك بشعور أو كلمة أو مال أو بما فوق ذلك؛ حسب فاتورتك.
كل موطن عبادة يمرّ بك فكّر في فاتورتك أنت وسدّدها، ولا عليك من ذمم الآخرين التعبدية.
Forwarded from أثارَة
  
رِفاق أثارة الكِرام
نستهل هذه المبادرة بالقراءة في علمين من أشرف العلوم وأعظمها، التفسير والسيرة، نستقي منهما ما يُنير لنا الدرب، ويُضيء لنا ظلمة الحياة ووحشتها..
هذا جدول سيرنا بين أيديكم، فتح الله عليكم وتقبل منكم🍃🤍
  نستهل هذه المبادرة بالقراءة في علمين من أشرف العلوم وأعظمها، التفسير والسيرة، نستقي منهما ما يُنير لنا الدرب، ويُضيء لنا ظلمة الحياة ووحشتها..
هذا جدول سيرنا بين أيديكم، فتح الله عليكم وتقبل منكم🍃🤍
"وكان [أي: الحافظ العراقي] قد لهج بتخريج أحاديث الاحياء وله من العمر نحو العشرين" 
الضوء اللامع (٤/ ١٧٣)
وذكر السخاوي بعدها ما مفاده أنه آنذاك لم يكن يملك أدوات التخريج، لكنه بعد سبع سنوات من ذلك التاريخ بدأ بالانكباب عليه على يد العز بن جماعة.
ولفظة لهج هنا فاتحة لكثير من المشاريع، حدّث نفسك ومن حولك بأمنياتك العلمية والدعوية، حتى لو لم تكن قادرًا وقتها، أوقد جمر همتك، ولا تنقطع، أو تكتفي بالأماني، وربنا يفتح لعباده الصادقين.
  الضوء اللامع (٤/ ١٧٣)
وذكر السخاوي بعدها ما مفاده أنه آنذاك لم يكن يملك أدوات التخريج، لكنه بعد سبع سنوات من ذلك التاريخ بدأ بالانكباب عليه على يد العز بن جماعة.
ولفظة لهج هنا فاتحة لكثير من المشاريع، حدّث نفسك ومن حولك بأمنياتك العلمية والدعوية، حتى لو لم تكن قادرًا وقتها، أوقد جمر همتك، ولا تنقطع، أو تكتفي بالأماني، وربنا يفتح لعباده الصادقين.
من حُسن صنيع الإمام الترمذي في سننه أنه رتّب ثلاثة مواضيع على أبواب متتالية لمعنى؛ فجعل بابين للصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أبواب الجمعة، ثم أبواب العيدين.
فالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير ما يُدخَل به يوم الجمعة الذي هو عيد المسلمين.
  فالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير ما يُدخَل به يوم الجمعة الذي هو عيد المسلمين.
استخرتُ الله في فتح نشرة بريدية غير علمية، بل لنا نحن عوام الناس، تنشر أسبوعيًا تقريبًا، فهل الأنفع أن تكون:
  Anonymous Poll
    64%
    مجاوبات (رسائل من وحي الأسئلة في النفس والحياة)
      
    18%
    قالَ أقولُ (نص من كتاب عام وتعليق عليه)
      
    45%
    نثر المعشّرات (آية أو حديث وعشر فوائد منها)
      
    مما توارد عليه العلماء أنهم كانوا إذا تعبوا من جلسة تصنيف، وضعوا القلم، وتنفّسوا، وقالوا:
لئن كان هذا الدمع يجري صبابة
على غير سُعدى فهو دمعٌ مضيعُ
روي هذا عن الإمام النووي، وبنحوه عن الشرف المُناوي، وطاشكبري زاده، والشوكاني، والشيخ محمد سالم ابن أَلُمّا الشنقيطي؛ وكلهم يستشهد بهذا البيت.
وقصدهم: لئن كان هذا التعب لغير الله فيا ضيعة المجهود.
  لئن كان هذا الدمع يجري صبابة
على غير سُعدى فهو دمعٌ مضيعُ
روي هذا عن الإمام النووي، وبنحوه عن الشرف المُناوي، وطاشكبري زاده، والشوكاني، والشيخ محمد سالم ابن أَلُمّا الشنقيطي؛ وكلهم يستشهد بهذا البيت.
وقصدهم: لئن كان هذا التعب لغير الله فيا ضيعة المجهود.
Forwarded from قناة منير الجبوري
  
⚙ متوفرٌ الآن على جميع الاجهزة ..
📱 لأجهزة الايفون
📌 https://apps.apple.com/us/app/al-noor-almubin/id6745144372
📱 لأجهزة الأندرويد
📌 https://play.google.com/store/apps/details?id=com.moddakir.alnooralmubinخ
  📱 لأجهزة الايفون
📌 https://apps.apple.com/us/app/al-noor-almubin/id6745144372
📱 لأجهزة الأندرويد
📌 https://play.google.com/store/apps/details?id=com.moddakir.alnooralmubinخ
كان الحافظ يوسف ابن عبد الهادي من أسرة قضاء، لكنه لم يتولّه، مع أهليته، وقد تعجبت من هذا، حتى وقفت على ما أحسبه السبب. 
ففي أثناء تحقيقي لكتاب "هداية الإنسان " رأيت ورقة بخطه، مدرجة بين الفصول، ولا صلة لها بالكتاب، وإنما هي ورقة مقلوبة فيها نصيحة شيخه بالابتعاد عن القضاء، ونصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي سلّط علينا البلايا بأفعالنا الردية، وضربنا بالأعداء والغلاء بأحوالنا الوهية، يحلم ويجود، ويصفح ويعود، ولو أخذنا بالجرائم لعجّل لنا بالبلية.
أحمده على ما منّ من العطيّة، وأشكره على ما منح من العيشة المرضيّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا اتصف بالوحدانية، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله صاحب الأخلاق الرضية، والمكارم السنية، والمآثر الوفية، وسلم تسليمًا.
أما بعد، يقول العبد الفقير، المعترف بالذنب والتقصير، يوسف بن حسن بن عبد الهادي، إنّي حضرتُ عدة مرار عند الشيخ العلامة، والحبر الفهامة، فصيح زمانه، وفائق أقرانه وإخوانه؛ نجم الدين أبي عبد الله محمد بن ولي الدين، صاحب الفضائل الجمة، والدين المتين، فسمعتُ منه كلامًا أعجبني، وخطابًا حرّكني وأيقظني، فإنه لا يزال يقول ذلك لأصحابه ومواصيله وأحبابه، هو كلام معناه: البعد من القضاء ولا أموره [كذا] كل البعد، والتخلص منهم بغاية الجهد، ولا يحضر الإنسان مجالسهم، ولا يقرب ديارهم ولا شرورهم، ويذكر في ذلك أمورًا عجيبة، وينوّه بمآثر غريبة، ويقول لو رأينا ذلك خيرًا ما سبقنا أحد إليه، وثابرنا بأنفسنا عليه، ويؤيد قوله هذا ما أخبرنا..." ثم انتهت الفائدة هنا.
وفي هذا أثر الشيخ المربي الواعظ على المرء وتوجيهه للخير.
  ففي أثناء تحقيقي لكتاب "هداية الإنسان " رأيت ورقة بخطه، مدرجة بين الفصول، ولا صلة لها بالكتاب، وإنما هي ورقة مقلوبة فيها نصيحة شيخه بالابتعاد عن القضاء، ونصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي سلّط علينا البلايا بأفعالنا الردية، وضربنا بالأعداء والغلاء بأحوالنا الوهية، يحلم ويجود، ويصفح ويعود، ولو أخذنا بالجرائم لعجّل لنا بالبلية.
أحمده على ما منّ من العطيّة، وأشكره على ما منح من العيشة المرضيّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا اتصف بالوحدانية، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله صاحب الأخلاق الرضية، والمكارم السنية، والمآثر الوفية، وسلم تسليمًا.
أما بعد، يقول العبد الفقير، المعترف بالذنب والتقصير، يوسف بن حسن بن عبد الهادي، إنّي حضرتُ عدة مرار عند الشيخ العلامة، والحبر الفهامة، فصيح زمانه، وفائق أقرانه وإخوانه؛ نجم الدين أبي عبد الله محمد بن ولي الدين، صاحب الفضائل الجمة، والدين المتين، فسمعتُ منه كلامًا أعجبني، وخطابًا حرّكني وأيقظني، فإنه لا يزال يقول ذلك لأصحابه ومواصيله وأحبابه، هو كلام معناه: البعد من القضاء ولا أموره [كذا] كل البعد، والتخلص منهم بغاية الجهد، ولا يحضر الإنسان مجالسهم، ولا يقرب ديارهم ولا شرورهم، ويذكر في ذلك أمورًا عجيبة، وينوّه بمآثر غريبة، ويقول لو رأينا ذلك خيرًا ما سبقنا أحد إليه، وثابرنا بأنفسنا عليه، ويؤيد قوله هذا ما أخبرنا..." ثم انتهت الفائدة هنا.
وفي هذا أثر الشيخ المربي الواعظ على المرء وتوجيهه للخير.
للحسن البصريّ كلمات نورانية عليها وشي النبوّة، منها ما رواه أبو نعيم في الحلية بإسناده، قال حين رأى جدلًا فارغًا:
"هؤلاء قوم ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم فتكلموا"
وهذا تحليل عبقري منه، فالملل من الأعمال ذات التكاليف الثقيلة يورث الرغبة في الفرار إلى ما هو أخف، ولأن حظهم من الورع لا يكفي للعودة للعبادة؛ استروحوا للكلام والثرثرة.
الذي يخيفني في هذا المعنى هو الاستخفاف بالقول، ولست أعني الجانب الوعظي الذي يحمل القول على خوف الوقوع في السيئات -وإن كان مهمًا- لكني أعني فكرة الاستخفاف بما هو ثقيل في ميزان الله، وجعل المباحث العلمية العميقة مجرد أحاديث مجالس للتأنّس وقضاء الأوقات.
إذا مللتَ طلب العلم على وجهه فانصرف للتعبد على وجهه؛ لا يكن انصرافك من صلب العلمِ إلى هوامشه من موجات وماجريات وتقييمات عاطفية وقيل وقال وغيبة مشرعنة والتعليق على كل حدث.
ومذهبي في هذا أن أنكر على من أحب ممن ولغ في "سواليف المجالس العلمية" مرة، فإن أبى فلا أعود لنصحه، فقد اختار الفاتورة الأخف لعجزه أو بخله عن دفع فاتورة الأمور العظيمة التي تحتاج مجهودًا وتضحية.
أما إن توهم في حديثه ما يفوق تزجية الأوقات من إلباسها جبة الوعي وفقه الواقع والموقف الشرعي فأنتقل من الشعور بالحسرة إلى الشعور بالشفقة عليه.
وأما إن زاد وزاد؛ فحمل ثرثرته على الوعي وحمل صمت غيره على الخوف من الصدع بما يقوله ويظنه الحق فقد صار أهلًا لأن يُسلب وصف الشفقة ويُمنح شعور الاشمئزاز والقرف حقًا وصدقًا.
اللهم أحينا كما تحب لما تحب كيف تحب.
  "هؤلاء قوم ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم فتكلموا"
وهذا تحليل عبقري منه، فالملل من الأعمال ذات التكاليف الثقيلة يورث الرغبة في الفرار إلى ما هو أخف، ولأن حظهم من الورع لا يكفي للعودة للعبادة؛ استروحوا للكلام والثرثرة.
الذي يخيفني في هذا المعنى هو الاستخفاف بالقول، ولست أعني الجانب الوعظي الذي يحمل القول على خوف الوقوع في السيئات -وإن كان مهمًا- لكني أعني فكرة الاستخفاف بما هو ثقيل في ميزان الله، وجعل المباحث العلمية العميقة مجرد أحاديث مجالس للتأنّس وقضاء الأوقات.
إذا مللتَ طلب العلم على وجهه فانصرف للتعبد على وجهه؛ لا يكن انصرافك من صلب العلمِ إلى هوامشه من موجات وماجريات وتقييمات عاطفية وقيل وقال وغيبة مشرعنة والتعليق على كل حدث.
ومذهبي في هذا أن أنكر على من أحب ممن ولغ في "سواليف المجالس العلمية" مرة، فإن أبى فلا أعود لنصحه، فقد اختار الفاتورة الأخف لعجزه أو بخله عن دفع فاتورة الأمور العظيمة التي تحتاج مجهودًا وتضحية.
أما إن توهم في حديثه ما يفوق تزجية الأوقات من إلباسها جبة الوعي وفقه الواقع والموقف الشرعي فأنتقل من الشعور بالحسرة إلى الشعور بالشفقة عليه.
وأما إن زاد وزاد؛ فحمل ثرثرته على الوعي وحمل صمت غيره على الخوف من الصدع بما يقوله ويظنه الحق فقد صار أهلًا لأن يُسلب وصف الشفقة ويُمنح شعور الاشمئزاز والقرف حقًا وصدقًا.
اللهم أحينا كما تحب لما تحب كيف تحب.
من وسائل تحصيل صفاء القلب عندي أن أصرف عن بصري رؤية من أوده شخصًا وأخالفه رأيًا.
وهذا يكون بإلغاء متابعته، حتى لا أرى ما يكتب فأغتابه بقلبي، وتتراكم عليه المآخذ في داخلي فأستوحش منه.
وقد يترقى الأمر رتبة في الخلاف فيكون للمرء سابق ضرر لي؛ فأصرف عيني عن محادثته بالحظر أو الحذف أو التجاهل، حتى لا يتجدد الشعور بالأذى في داخلي فأجدد بغضه، وقد علق الحافظ ابن حجر على الأمر بتغييب وحشي وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وفيه أن المرء يكره أن يرى من أوصل إلى قريبه أو صديقه أذى ولا يلزم من ذلك وقوع الهجرة المنهية بينهما" [فتح الباري ٧/٣٧١]
قلتُ: هذا في أذى القريب، فكيف بأذى أقرب قريب وهي النفس؟!
  وهذا يكون بإلغاء متابعته، حتى لا أرى ما يكتب فأغتابه بقلبي، وتتراكم عليه المآخذ في داخلي فأستوحش منه.
وقد يترقى الأمر رتبة في الخلاف فيكون للمرء سابق ضرر لي؛ فأصرف عيني عن محادثته بالحظر أو الحذف أو التجاهل، حتى لا يتجدد الشعور بالأذى في داخلي فأجدد بغضه، وقد علق الحافظ ابن حجر على الأمر بتغييب وحشي وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وفيه أن المرء يكره أن يرى من أوصل إلى قريبه أو صديقه أذى ولا يلزم من ذلك وقوع الهجرة المنهية بينهما" [فتح الباري ٧/٣٧١]
قلتُ: هذا في أذى القريب، فكيف بأذى أقرب قريب وهي النفس؟!
