روى قوام السنة في الترغيب والترهيب (١/ ٣٥٧) بإسناده أن حماد بن أبي أيوب كان يشتري لأهله كل يوم فاكهة بنصف درهم فقيل له: إن هذا يشق عليك، فقال:
"إني أذكر يتمهم بعدي".
"إني أذكر يتمهم بعدي".
شاهدت بودكاست لأستاذين يتحدثان بعنوان: "كيف تحول علم العقيدة إلى أداة للجدل والتناحر".
الحلقة رديئة علميًا ومنهجيًا، وحجم الأغلاط ونوعها مثيرة للخجل لا للإعجاب.
وحين أقول هذا فإني لا أعني ضلالات قد يحترمها الإنسان -على الأقل- لعمق النظر، أو دقة المدرَك، أو لطف المأخذ؛ بل هو نمط من الخلل في العلم الحصولي للمسائل.
وتستمرُّ معضلة محدود الذكاء الذي يتوهم قدراته فوق ماهي عليه؛ فإن صرّحتَ بوصفه المستحق قال عنك: متكبّر شتّام، وإن سكتّ انتفش حتى يكاد يطفئ سُرج الحقيقة بريشه.
وكلّ من طلب العلم بحقّه -أيًا يكن مذهبه العقدي- رأى في الحلقة دافعًا للتحصيل وضبط المعارف حتى لا ينحدر يومًا إلى هذا المستوى؛ فإما خُضرة العلم ونعيمه أو ُحمرة الحياء على الأقل، فالرجل يتكلم في الأمر العظيم بما لا يحسن، ويُظهر أنه يحسن، ويصف غيره بعدم الفهم.
أيستشهد الإنسان بنقل من كتاب ابن قتيية الدينوري "الاختلاف في اللفظ" ويثني عليه في سياق مدح ترك الخصومات مع الفرق، ولو أكمل عنوان الكتاب -ولن أقول أن يقرأ الكتاب كاملًا- لرأى العنوان: "الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية"!
ومن رأى الحلقة من مبتدئي المحصلين استعاذ بالله من هذه السيولة العقدية، ومن حال يجعل المرء لا يحسن تعريف "الدَّور" من حفظه ثم يتحدث عن العقائدية القاصرة بكل ثقة، ويذمّ كتب العقائد المسندة ثم في الوقت نفسه يمدح كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام في الإيمان -وهو عقيدة مسندة- لأجل عبارة وافقت هواه البحثي.
والمثال على أغلاط الحلقة وغيرها يراد للتفهيم لا للتحقيق كما نص العضد في شرحه على ابن الحاجب.
وها أنا أكرر: لستُ أتحدث عن خطأ يُصحح، بل عن تقحم من لا يجوز له علميًا غير الصمت وإعادة السلم التعليمي الشرعي على يد شيخ عقائدي قاصر -بزعمه-.
أرجو أن تكون لي عودة لكتابه وحلقته بالتفصيل؛ مع أني لا أظن الأشغال تسمح بذلك قريبًا.
الحلقة رديئة علميًا ومنهجيًا، وحجم الأغلاط ونوعها مثيرة للخجل لا للإعجاب.
وحين أقول هذا فإني لا أعني ضلالات قد يحترمها الإنسان -على الأقل- لعمق النظر، أو دقة المدرَك، أو لطف المأخذ؛ بل هو نمط من الخلل في العلم الحصولي للمسائل.
وتستمرُّ معضلة محدود الذكاء الذي يتوهم قدراته فوق ماهي عليه؛ فإن صرّحتَ بوصفه المستحق قال عنك: متكبّر شتّام، وإن سكتّ انتفش حتى يكاد يطفئ سُرج الحقيقة بريشه.
وكلّ من طلب العلم بحقّه -أيًا يكن مذهبه العقدي- رأى في الحلقة دافعًا للتحصيل وضبط المعارف حتى لا ينحدر يومًا إلى هذا المستوى؛ فإما خُضرة العلم ونعيمه أو ُحمرة الحياء على الأقل، فالرجل يتكلم في الأمر العظيم بما لا يحسن، ويُظهر أنه يحسن، ويصف غيره بعدم الفهم.
أيستشهد الإنسان بنقل من كتاب ابن قتيية الدينوري "الاختلاف في اللفظ" ويثني عليه في سياق مدح ترك الخصومات مع الفرق، ولو أكمل عنوان الكتاب -ولن أقول أن يقرأ الكتاب كاملًا- لرأى العنوان: "الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية"!
ومن رأى الحلقة من مبتدئي المحصلين استعاذ بالله من هذه السيولة العقدية، ومن حال يجعل المرء لا يحسن تعريف "الدَّور" من حفظه ثم يتحدث عن العقائدية القاصرة بكل ثقة، ويذمّ كتب العقائد المسندة ثم في الوقت نفسه يمدح كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام في الإيمان -وهو عقيدة مسندة- لأجل عبارة وافقت هواه البحثي.
والمثال على أغلاط الحلقة وغيرها يراد للتفهيم لا للتحقيق كما نص العضد في شرحه على ابن الحاجب.
وها أنا أكرر: لستُ أتحدث عن خطأ يُصحح، بل عن تقحم من لا يجوز له علميًا غير الصمت وإعادة السلم التعليمي الشرعي على يد شيخ عقائدي قاصر -بزعمه-.
أرجو أن تكون لي عودة لكتابه وحلقته بالتفصيل؛ مع أني لا أظن الأشغال تسمح بذلك قريبًا.
قال رجلٌ لمطرّف: أفضلَ من القرآن تريدون؟!
قال: لا، ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منّا.
رواه البيهقي في المدخل (٣١٠)، وزهير بن حرب في العلم (٩٨)، وابن عبد البر في جامعه (٢٣٤٩).
قال: لا، ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منّا.
رواه البيهقي في المدخل (٣١٠)، وزهير بن حرب في العلم (٩٨)، وابن عبد البر في جامعه (٢٣٤٩).
Forwarded from شريف محمد جابر
صدمني سوء الأدب الذي يرد فيه الأستاذ بدر الثوعي في هذا المنشور الذي يتحدث فيه عن بودكاست أجريته مع الأستاذ أحمد دعدوش، وأرجو أن تكون قناته مسروقة ومن يكتب فيها شخص آخر، فقد عهدته امرأ محترمًا لطيفًا لا يسارع إلى السخرية من أخيه المسلم ومعاداته بهذه الطريقة.
وعموما لا أحب الإطالة في الكلام غير العلمي بطريقة الأخ بدر، فثلاثة أرباع كلامه بلا فائدة علمية وإنما هو نواح وصراخ، بل أعقّب بنقاط سريعة تكشف تهافت ما ذكره وضعفه وتبيّن افتراءه وعدم فهمه في أحسن الأحوال:
- عجيب قوله أولا "ضلالات قد يحترمها الإنسان لعمق النظر أو دقة المدرك أو لطف المأخذ"، فإذا كانت "ضلالات" فأي عمق نظر أو لطف مأخذ أو دقة مدرك توصف به يا رحمك الله؟!
- استشكاله على الاستشهاد بابن قتيبة لا محل له، فلم يكن الاستشهاد به في سياق "مدح ترك الخصومات مع الفِرق" كما يذكر الأخ بدر، وهذا النصّ المستشهَد به لابن قتيبة: "وكان المتناظرون فيما مضى يتناظرون في معادلة الصبر بالشكر، وفي تفضيل أحدهما على الآخر، وفي الوساوس والخطرات، وفي مجاهدة النفس وقمع الهوى، فقد صار المتناظرون يتناظرون في الاستطاعة والتولّد والطفرة والجزء والعرَض والجوهر، فهم دائبون يخبطون في العشوات، قد تشعّبت بهم الطرق وقادهم الهوى بزمام الردى".
كان الاستشهاد بابن قتيبة كما هو واضح كنوع من تأريخ الانزياح في قضايا الإيمان ما بين السلف والمتأخرين في عصر ابن قتيبة كما ذكرت في الحلقة، فقد كان السلف يتناولون قضايا الإيمان الأصلية في الكتاب والسنّة، ثم صار المتكلّمون يتناولون قضايا حادثة ليست في الكتاب والسنّة ولا يُبنى عليها عمل.
ثم هل كان ابن قتيبة في كتابه هذا يردّ على أساس اللغة والنصوص أم على أرضية هذه المفاهيم الكلامية التي يذمّها؟ بل كان بحسب اللغة، وقال هو في كتابه: "ولم أعدُ في أكثر الردّ عليهم طريق اللغة"، فمن منّا لم يقرأ الكتاب يا أخ بدر؟ وما تنسبه إليّ من تناقض لا يوجد سوى في وهمك، فلم أستدل بهذا النص الواضح أعلاه لابن قتيبة على ترك الخصومات والردود!
- أمّا زعمه بأني أذم كتب العقائد المسندة فهو يجعلني أشك في سماعه للحلقة، فلو سمعها لوجد مدحي لها ولأصحابها، بل ذكرتُ في الحلقة امتلاء مكتبتي بها وشغفي بها، ومن يعرفني يعرف صولاتي معها وكم أحب إدمان النظر فيها، فسامحه الله، كيف وضع نفسه في موقف المفتري مع أن الأمر لا يحتاج أن يحمّل نفسه هذا.
- أمر أخير مهم يجب التنويه إليه وهو أنّ كثيرا ممن يردون على كتابي "العقائدية القاصرة" يظنّون بجهل أنني أدعو إلى الكف عن الردّ على الخصوم، ويعلم الله ليس فقط أنني لم أدع إلى ذلك، بل أكدت في الكتاب على أهمية الردّ، بل من يقرؤني يعرف أنني ناقد رادّ في كثيرٍ مما أكتب، وإنما قلت إنّ الرد والتوجيه يكون بمنهج القرون الأولى، وفصّلت معالم هذا المنهج.
الخلاصة أن الأستاذ بدر أعطانا محاضرة في "العلم الحصولي للمسائل" و"ضبط المعارف"، ثم إذا به ينحدر إلى مستوى من الضعف والخبط لم أكن أحب أن أراه فيه.
وأخشى أخيرا أن يكون الأستاذ بدر قد أوغل في علوم جافّة قسّت قلبَه فجعلته يُهدر ميثاق الأخوة الإيمانية بيننا لأوهام في رأسه أو لخلاف لم يحتمله من أخيه، بينما احتمل "ضلالات" فيها - بحسب وصفه - عمق نظر أو دقة مدرك أو لطف مأخذ!
وعموما لا أحب الإطالة في الكلام غير العلمي بطريقة الأخ بدر، فثلاثة أرباع كلامه بلا فائدة علمية وإنما هو نواح وصراخ، بل أعقّب بنقاط سريعة تكشف تهافت ما ذكره وضعفه وتبيّن افتراءه وعدم فهمه في أحسن الأحوال:
- عجيب قوله أولا "ضلالات قد يحترمها الإنسان لعمق النظر أو دقة المدرك أو لطف المأخذ"، فإذا كانت "ضلالات" فأي عمق نظر أو لطف مأخذ أو دقة مدرك توصف به يا رحمك الله؟!
- استشكاله على الاستشهاد بابن قتيبة لا محل له، فلم يكن الاستشهاد به في سياق "مدح ترك الخصومات مع الفِرق" كما يذكر الأخ بدر، وهذا النصّ المستشهَد به لابن قتيبة: "وكان المتناظرون فيما مضى يتناظرون في معادلة الصبر بالشكر، وفي تفضيل أحدهما على الآخر، وفي الوساوس والخطرات، وفي مجاهدة النفس وقمع الهوى، فقد صار المتناظرون يتناظرون في الاستطاعة والتولّد والطفرة والجزء والعرَض والجوهر، فهم دائبون يخبطون في العشوات، قد تشعّبت بهم الطرق وقادهم الهوى بزمام الردى".
كان الاستشهاد بابن قتيبة كما هو واضح كنوع من تأريخ الانزياح في قضايا الإيمان ما بين السلف والمتأخرين في عصر ابن قتيبة كما ذكرت في الحلقة، فقد كان السلف يتناولون قضايا الإيمان الأصلية في الكتاب والسنّة، ثم صار المتكلّمون يتناولون قضايا حادثة ليست في الكتاب والسنّة ولا يُبنى عليها عمل.
ثم هل كان ابن قتيبة في كتابه هذا يردّ على أساس اللغة والنصوص أم على أرضية هذه المفاهيم الكلامية التي يذمّها؟ بل كان بحسب اللغة، وقال هو في كتابه: "ولم أعدُ في أكثر الردّ عليهم طريق اللغة"، فمن منّا لم يقرأ الكتاب يا أخ بدر؟ وما تنسبه إليّ من تناقض لا يوجد سوى في وهمك، فلم أستدل بهذا النص الواضح أعلاه لابن قتيبة على ترك الخصومات والردود!
- أمّا زعمه بأني أذم كتب العقائد المسندة فهو يجعلني أشك في سماعه للحلقة، فلو سمعها لوجد مدحي لها ولأصحابها، بل ذكرتُ في الحلقة امتلاء مكتبتي بها وشغفي بها، ومن يعرفني يعرف صولاتي معها وكم أحب إدمان النظر فيها، فسامحه الله، كيف وضع نفسه في موقف المفتري مع أن الأمر لا يحتاج أن يحمّل نفسه هذا.
- أمر أخير مهم يجب التنويه إليه وهو أنّ كثيرا ممن يردون على كتابي "العقائدية القاصرة" يظنّون بجهل أنني أدعو إلى الكف عن الردّ على الخصوم، ويعلم الله ليس فقط أنني لم أدع إلى ذلك، بل أكدت في الكتاب على أهمية الردّ، بل من يقرؤني يعرف أنني ناقد رادّ في كثيرٍ مما أكتب، وإنما قلت إنّ الرد والتوجيه يكون بمنهج القرون الأولى، وفصّلت معالم هذا المنهج.
الخلاصة أن الأستاذ بدر أعطانا محاضرة في "العلم الحصولي للمسائل" و"ضبط المعارف"، ثم إذا به ينحدر إلى مستوى من الضعف والخبط لم أكن أحب أن أراه فيه.
وأخشى أخيرا أن يكون الأستاذ بدر قد أوغل في علوم جافّة قسّت قلبَه فجعلته يُهدر ميثاق الأخوة الإيمانية بيننا لأوهام في رأسه أو لخلاف لم يحتمله من أخيه، بينما احتمل "ضلالات" فيها - بحسب وصفه - عمق نظر أو دقة مدرك أو لطف مأخذ!
شريف محمد جابر
صدمني سوء الأدب الذي يرد فيه الأستاذ بدر الثوعي في هذا المنشور الذي يتحدث فيه عن بودكاست أجريته مع الأستاذ أحمد دعدوش، وأرجو أن تكون قناته مسروقة ومن يكتب فيها شخص آخر، فقد عهدته امرأ محترمًا لطيفًا لا يسارع إلى السخرية من أخيه المسلم ومعاداته بهذه الطريقة.…
الحمد لله وحده وبعد.
بعيدًا عن الإنشائيات العاطفية والأمور الشخصية في رد الأستاذ سأتعرض فقط لأول مسألة علمية ذكرها؛ لأن هذا هو الأنفع، ولو تعرضت للباقيات لطال المقام.
يقول الأستاذ في منشوره:
"هل كان ابن قتيبة في كتابه هذا يردّ على أساس اللغة والنصوص أم على أرضية هذه المفاهيم الكلامية التي يذمّها؟ بل كان بحسب اللغة"
تأمّل جيدًا؛ يقول إنّ ابن قتيبة في كتاب "الاختلاف في اللفظ" يرد على أساس اللغة والنصوص لا على أرضية هذه المفاهيم الكلامية التي يذمها.
فما المفاهيم والمسائل الكلامية التي يذمها؟
يجيب الأستاذ في الدقيقة ١١:٥٥ من حلقة البودكاست -وانظر إلى الاستعلاء على السلف-:
"أنا من الناس اللي بعتقد شيئًا فشيئًا بدأت أرى أن قضية تطور العصر، وإنك تصير تنظر لقضايا باستخفاف، فيه تطور فعلًا في طريقة تفكير البشر، إي نعم البشر أحيانًا ينتكسون، ولكن قضية زي قضية الإيمان هل مخلوق ولا لا؟ اليوم بطريقة تفكيرنا بالمجتمعات المسلمة [ثم استطرد وعاد وقال] هي قضية نبعت بسبب دخول التفكير الإغريقي وقضية الجوهر والعرض، نمط معين من التفكير…"
جميل؛ عرفنا مثالًا للمسائل الكلامية التي ذمها ابن قتيبة في كتابه المذكور وهي مسألة: هل الإيمان مخلوق أو لا؟
ثم ترى هذا النقل:
"والإيمان مخلوق لأنه لفظ باللسان وعقد بالقلب واستعمال للجوارح وكل هذه أفعال للعباد"
من القائل؟ ابن قتيبة.
في أي كتاب؟ في كتاب الاختلاف في اللفظ نفسه الذي تحدث عنه ونقل منه وقال أنه اجتنب المسائل المذمومة -عنده- ص٢١٦ بالطبعة الأخيرة.
إذن ابن قتيبة في كتابه " الاختلاف في اللفظ" رد المفاهيم الكلامية التي من أمثلتها قضية خلق الإيمان ولكنه تحدث عنها مقرًا في نفس الكتاب! هذا والله عبث.
هذا نموذج واحد لتحولنا من نمط طالب العلم الدارس، إلى نمط طالب العلم الباحث، ثم صرنا في طالب العلم الملتقط؛ الذي يلتقط لفظة من كتاب ويبني عليها فكرة خالفها المؤلف نفسه في الكتاب ذاته.
ولن أشغل وقتي بتتبع هذه الأمور؛ يحب الأستاذ أن يرى نفسًا أهلًا لهذه المباحث متقنًا لها؟ ذلك شأنه.
يحب مستمعوه وقراؤه أن يروا كلامه صحيحًا علميًا؟ لهم ذلك.
يحبون أجمعين تجهيل من تحدث بهذه المباحث وبالإطلاقات نفسها كالبخاري، وأحمد بن حنبل، والترمذي، وأبي عمر الطلمنكي، وحرب الكرماني، وابن سريج، والسجزي، وعثمان بن سعيد الدارمي، والكرجي، والآجري وجعلهم دراويش والأستاذ وحده من يفهم؟ ماشي.
لكني قلت ما عندي، ونصحت بما أعتقده حقًا، ولن أدخل في دوامة قيل وقال، ومقصودي ليس نقاش المسألة أبدًا، بل إثبات أن الأستاذ الذي يجهّل المتقدمين أحق بهذا الوصف، وأن حمية من تحامى على الأستاذ كان أولى بها أئمة المتقدمين وأكابر العلماء الربانيين، ومن شاء المجاملة فليسمح فيما يملكه؛ أما الحق والعلم والمعتقد والمنهج فأمانة أحب لقاء الله بأدائها بوضوح ولو عتب المحب وغضب الوديد.
بعيدًا عن الإنشائيات العاطفية والأمور الشخصية في رد الأستاذ سأتعرض فقط لأول مسألة علمية ذكرها؛ لأن هذا هو الأنفع، ولو تعرضت للباقيات لطال المقام.
يقول الأستاذ في منشوره:
"هل كان ابن قتيبة في كتابه هذا يردّ على أساس اللغة والنصوص أم على أرضية هذه المفاهيم الكلامية التي يذمّها؟ بل كان بحسب اللغة"
تأمّل جيدًا؛ يقول إنّ ابن قتيبة في كتاب "الاختلاف في اللفظ" يرد على أساس اللغة والنصوص لا على أرضية هذه المفاهيم الكلامية التي يذمها.
فما المفاهيم والمسائل الكلامية التي يذمها؟
يجيب الأستاذ في الدقيقة ١١:٥٥ من حلقة البودكاست -وانظر إلى الاستعلاء على السلف-:
"أنا من الناس اللي بعتقد شيئًا فشيئًا بدأت أرى أن قضية تطور العصر، وإنك تصير تنظر لقضايا باستخفاف، فيه تطور فعلًا في طريقة تفكير البشر، إي نعم البشر أحيانًا ينتكسون، ولكن قضية زي قضية الإيمان هل مخلوق ولا لا؟ اليوم بطريقة تفكيرنا بالمجتمعات المسلمة [ثم استطرد وعاد وقال] هي قضية نبعت بسبب دخول التفكير الإغريقي وقضية الجوهر والعرض، نمط معين من التفكير…"
جميل؛ عرفنا مثالًا للمسائل الكلامية التي ذمها ابن قتيبة في كتابه المذكور وهي مسألة: هل الإيمان مخلوق أو لا؟
ثم ترى هذا النقل:
"والإيمان مخلوق لأنه لفظ باللسان وعقد بالقلب واستعمال للجوارح وكل هذه أفعال للعباد"
من القائل؟ ابن قتيبة.
في أي كتاب؟ في كتاب الاختلاف في اللفظ نفسه الذي تحدث عنه ونقل منه وقال أنه اجتنب المسائل المذمومة -عنده- ص٢١٦ بالطبعة الأخيرة.
إذن ابن قتيبة في كتابه " الاختلاف في اللفظ" رد المفاهيم الكلامية التي من أمثلتها قضية خلق الإيمان ولكنه تحدث عنها مقرًا في نفس الكتاب! هذا والله عبث.
هذا نموذج واحد لتحولنا من نمط طالب العلم الدارس، إلى نمط طالب العلم الباحث، ثم صرنا في طالب العلم الملتقط؛ الذي يلتقط لفظة من كتاب ويبني عليها فكرة خالفها المؤلف نفسه في الكتاب ذاته.
ولن أشغل وقتي بتتبع هذه الأمور؛ يحب الأستاذ أن يرى نفسًا أهلًا لهذه المباحث متقنًا لها؟ ذلك شأنه.
يحب مستمعوه وقراؤه أن يروا كلامه صحيحًا علميًا؟ لهم ذلك.
يحبون أجمعين تجهيل من تحدث بهذه المباحث وبالإطلاقات نفسها كالبخاري، وأحمد بن حنبل، والترمذي، وأبي عمر الطلمنكي، وحرب الكرماني، وابن سريج، والسجزي، وعثمان بن سعيد الدارمي، والكرجي، والآجري وجعلهم دراويش والأستاذ وحده من يفهم؟ ماشي.
لكني قلت ما عندي، ونصحت بما أعتقده حقًا، ولن أدخل في دوامة قيل وقال، ومقصودي ليس نقاش المسألة أبدًا، بل إثبات أن الأستاذ الذي يجهّل المتقدمين أحق بهذا الوصف، وأن حمية من تحامى على الأستاذ كان أولى بها أئمة المتقدمين وأكابر العلماء الربانيين، ومن شاء المجاملة فليسمح فيما يملكه؛ أما الحق والعلم والمعتقد والمنهج فأمانة أحب لقاء الله بأدائها بوضوح ولو عتب المحب وغضب الوديد.
جاء في ترجمة العلامة عبد الحق الخيرآبادي (ت:١٣١٨هـ) -صاحب الحاشية على شرح القاضي للسلم-:
"وكان مداعبًا مزّاحًا ذا نفوذ عجيب على جلسائه، فلا يباحثه أحد في موضوع إلا شعر بالانقياد إلى برهانه، وإن كان البرهان في حد ذاته غير مقنع"
نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر ص٦٣٥.
"وكان مداعبًا مزّاحًا ذا نفوذ عجيب على جلسائه، فلا يباحثه أحد في موضوع إلا شعر بالانقياد إلى برهانه، وإن كان البرهان في حد ذاته غير مقنع"
نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر ص٦٣٥.
HACISELIMAGA663.pdf
32.3 MB
هذه رسالة مخطوطة في المنطق منسوبة للعلامة الچاربردي -صاحب المغني وشارح الشافية ومحشي الكشّاف-، ولما أحرر صدق نسبتها له، نصّ فيها على أن عمدته الرسالة لأثير الدين الأبهري (٦٦٣هـ).
استللتها من مجموع في السليمانية [حاجي سليم آغا (٦٦٣/ ٤)]
وعليها حاشية رد فيها صاحبها الذي لا أعرفه على الفناري في مواضع.
استللتها من مجموع في السليمانية [حاجي سليم آغا (٦٦٣/ ٤)]
وعليها حاشية رد فيها صاحبها الذي لا أعرفه على الفناري في مواضع.
نصٌ يعلّم العقل والمروءة والخُلق والتقوى وفقه العلم:
قال الوزير ابن هبيرة: سمعت أبا الحسين محمد بن القاضي أبي يَعْلَى يقول: جاء رجل من مَيَّافارقين [بلد قريب من ديار بكر الكردية الآن] إلى والدي ليتفقه عليه، فقال: أنت شافعيٌّ، وأهل بلدك شافعية، فكيف تشتغل بمذهب أحمد؟
قال: قد أحببته لأجلك.
فقال: يا ولدي ما هو مصلحة. تبقى وحدك في بلدك ما لكَ من تذاكره، ولا تذكر له درسًا، وتقع بينكم خصومات، وأنت وحيد لا يطيب عَيْشُك.
فقال: إنّما أحببته وطلبته لِمَا ظهر من دينك وعِلْمك.
قال: أنا أدلّك على من هو خيرٌ مني، الشّيخ أبو إسحاق [اي: الشيرازي الشافعي المعروف]
فقال: يا سيدي، إنّي لا أعرفه.
فقال: أنا أمضي معك إليه.
فقام معه وحمله إليه، فخرج الشيخ أبو إسحاق إليه، واحترمه وعظمه، وبالغ.
تاريخ الإسلام للذهبي (٣٢/ ١٥٧-١٥٨)
قال الوزير ابن هبيرة: سمعت أبا الحسين محمد بن القاضي أبي يَعْلَى يقول: جاء رجل من مَيَّافارقين [بلد قريب من ديار بكر الكردية الآن] إلى والدي ليتفقه عليه، فقال: أنت شافعيٌّ، وأهل بلدك شافعية، فكيف تشتغل بمذهب أحمد؟
قال: قد أحببته لأجلك.
فقال: يا ولدي ما هو مصلحة. تبقى وحدك في بلدك ما لكَ من تذاكره، ولا تذكر له درسًا، وتقع بينكم خصومات، وأنت وحيد لا يطيب عَيْشُك.
فقال: إنّما أحببته وطلبته لِمَا ظهر من دينك وعِلْمك.
قال: أنا أدلّك على من هو خيرٌ مني، الشّيخ أبو إسحاق [اي: الشيرازي الشافعي المعروف]
فقال: يا سيدي، إنّي لا أعرفه.
فقال: أنا أمضي معك إليه.
فقام معه وحمله إليه، فخرج الشيخ أبو إسحاق إليه، واحترمه وعظمه، وبالغ.
تاريخ الإسلام للذهبي (٣٢/ ١٥٧-١٥٨)
https://youtu.be/3ffJE526qXo?si=bcNXpB8Cg0wcy1mr
كتاب صوتي: "طليعة الاستهداء بالقرآن".
وشكر الله للأخ عبد الحي على اختياره الكتاب وأدائه بهذا الجمال.
كتاب صوتي: "طليعة الاستهداء بالقرآن".
وشكر الله للأخ عبد الحي على اختياره الكتاب وأدائه بهذا الجمال.
YouTube
كتاب صوتي || طليعة الاستهداء بالقرآن || تأليف: بدر بن مرعي آل مرعي || بصوت: عبدالحي [طالب حكمة]
📜 فهرس الكتاب:
00:00 القرآن أولا.. القرآن أبدا.
26:34 الفصل الأول: التأصيل.. المهاد المنهجي لمصطلح الاستهداء.
1:28:43 الفصل الثاني: التعليل.. بواعث الاستهداء بالقرآن.
1:57:12 الفصل الثالث: التمثيل.. نماذج الاستهداء بالقرآن.
4:19:58 الفصل الرابع: التكميل..…
00:00 القرآن أولا.. القرآن أبدا.
26:34 الفصل الأول: التأصيل.. المهاد المنهجي لمصطلح الاستهداء.
1:28:43 الفصل الثاني: التعليل.. بواعث الاستهداء بالقرآن.
1:57:12 الفصل الثالث: التمثيل.. نماذج الاستهداء بالقرآن.
4:19:58 الفصل الرابع: التكميل..…
"فكيف بنا وعندنا عهد الله ألا نسلم إخواننا إلى الأعداء، وننعم وهم في الشقاء، أو نملك بالحرية وهم أرقاء.
يا لله، ولهذا الخطب الجسيم، نسأل الله التوفيق للجمهور، والمنة بصلاح الآمر والمأمور"
ابن العربي المالكي في أحكام القرآن (٢/٥٨١)
اللهم فرّج عن إخواننا في غزة.
يا لله، ولهذا الخطب الجسيم، نسأل الله التوفيق للجمهور، والمنة بصلاح الآمر والمأمور"
ابن العربي المالكي في أحكام القرآن (٢/٥٨١)
اللهم فرّج عن إخواننا في غزة.
قيل لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل]: إذا أمرته بالمعروف فلم ينته أدعه، لا أقول له شيئًا؟ قال: لا، مر بالمعروف، قلت له: فإن أسمعني؟[يعني: كلامًا سيئًا وعاند] قال: «دعه، إن رددت عليه ذهب الأمر بالمعروف، وصرت تنتصر لنفسك فتخرج إلى الإثم، فإذا أمرت بالمعروف فإن قبل منك، وإلا فدعه»
الأمر بالمعروف من الجامع للخلال ص٢٨.
الأمر بالمعروف من الجامع للخلال ص٢٨.
ختم الإمام علَم الدين السَّخاوي (ت: ٦٤٣) في آخر كتابه "جمال القراء وكمال الإقراء" (٧٧٩/٢): بهذه الدعوات التي تدل على صلة العالم الروحية بشيوخه وتلاميذه.
"اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة.
وارحمْ مَنْ قرأنا عليه، وقرأَ علينا.
ومَنْ تَعلَّمنا منه وتَعلَّمَ منا.
واجعلْ بعضَنا على بعضٍ بركةً ورحمةً يا أرحم الراحمين.
اللهم ومَنْ سأَلنا الدعاءَ وسألناهُ الدعاءَ فأجبْ دعاءَنا فيه، ودعاءَه فينا.
واجعل السهمَ بيننا وبينهم واحدًا
واقضِ حوائجَنا وحوائجَهم وحوائجَ السائلين".
"اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة.
وارحمْ مَنْ قرأنا عليه، وقرأَ علينا.
ومَنْ تَعلَّمنا منه وتَعلَّمَ منا.
واجعلْ بعضَنا على بعضٍ بركةً ورحمةً يا أرحم الراحمين.
اللهم ومَنْ سأَلنا الدعاءَ وسألناهُ الدعاءَ فأجبْ دعاءَنا فيه، ودعاءَه فينا.
واجعل السهمَ بيننا وبينهم واحدًا
واقضِ حوائجَنا وحوائجَهم وحوائجَ السائلين".
الحمد على نِعمٍ مطوية لا يعرفها حاسد فيفسدها، كما أحمده على بلايا مخفية لا يعلمها مبغض فيشمت بها.
يحكي الإمام الحافظ ابن حجر -رحمه الله- طرفًا من معاناته في التدقيق العلمي:
"إن المواضع التي حصل لي الوقوفُ عليها ممَّا لم يقف عليها مَنْ قبلي لم تحصُل إلا بالعناء الطويل، والسَّهر الكثير، والاعتناء البالغ، وكان ذلك بعون اللَّه تعالى، ولكن كان ذلك مع وجود نشاط الشباب، وقلَّة الشواغل، وطالما طالعتُ المجلَّد بتمامه في اليوم واليومين، فلا أظفر بشيءٍ، وربما ظَفرْتُ بموضع واحدٍ، وأما الآن، فهو كما قيل:
من أين للهوى الثاني صِبًا ثاني"
الجواهر والدرر للشمس السخاوي(٢/ ٧١٣)
"إن المواضع التي حصل لي الوقوفُ عليها ممَّا لم يقف عليها مَنْ قبلي لم تحصُل إلا بالعناء الطويل، والسَّهر الكثير، والاعتناء البالغ، وكان ذلك بعون اللَّه تعالى، ولكن كان ذلك مع وجود نشاط الشباب، وقلَّة الشواغل، وطالما طالعتُ المجلَّد بتمامه في اليوم واليومين، فلا أظفر بشيءٍ، وربما ظَفرْتُ بموضع واحدٍ، وأما الآن، فهو كما قيل:
من أين للهوى الثاني صِبًا ثاني"
الجواهر والدرر للشمس السخاوي(٢/ ٧١٣)
كان القاضي علي بن سليمان المرداوي الحنبلي- مصحح المذهب ومنقحه ومرجحه - أكبر سنًا من الحافظ السيوطي الشافعي ب٣٢ سنة؛ ومع هذا يقول:
"ثم ظفرت بتصنيف لعلامة زمانه، الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن السيوطي، ناظم «جمع الجوامع»"
التحبير شرح التحرير (٢/ ٤٧٤)
"ثم ظفرت بتصنيف لعلامة زمانه، الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن السيوطي، ناظم «جمع الجوامع»"
التحبير شرح التحرير (٢/ ٤٧٤)
الهيشات اليوتيوبية حول مباحث الأسماء والصفات ليست ردودًا علمية من الطرفين، وليس طرف بأقل جناية من الآخر، وفيهم فضلاء أهون من غيرهم جناية؛ لكنّهم هداة بالجزء جُناة بالكل.
يعرفُ من حولي تعظيمي للأئمة المتنازع فيهم؛ بل إني أعتقد الولاية في الشيخ الإمام محيي الدين النووي رضي الله عنه ورحمه.
ولكني لحظتُ أن الذب عن الأئمة -وهو حقّ وواجب- إذا دخله من لا يحسن أو من لا يتقي صار بابًا للتهوين من مبحث الأسماء والصفات، وسمعت من يستهزئ صراحة بـ"صفات ربك" تحت دعوى الرد على الغلاة، ويُسكت عنه ممن دأبه الرد على ما هو دون ذلك، لأنه يسافه عنهم، وإن المشاكسات شؤم؛ أقل عثراتها أنها تُخلّف غلوًا مضادًا.
يعرفُ من حولي تعظيمي للأئمة المتنازع فيهم؛ بل إني أعتقد الولاية في الشيخ الإمام محيي الدين النووي رضي الله عنه ورحمه.
ولكني لحظتُ أن الذب عن الأئمة -وهو حقّ وواجب- إذا دخله من لا يحسن أو من لا يتقي صار بابًا للتهوين من مبحث الأسماء والصفات، وسمعت من يستهزئ صراحة بـ"صفات ربك" تحت دعوى الرد على الغلاة، ويُسكت عنه ممن دأبه الرد على ما هو دون ذلك، لأنه يسافه عنهم، وإن المشاكسات شؤم؛ أقل عثراتها أنها تُخلّف غلوًا مضادًا.
"وبعضهم إنما ينفرون عن التتار لفساد سيرتهم في الدنيا واستيلائهم على الأموال واجترائهم على الدماء والسبي؛ لا لأجل الدين. فهذا ضرب النفاق الأكبر"
شيخ الإسلام ابن تيمية (٢٨/ ٤٣٥)
شيخ الإسلام ابن تيمية (٢٨/ ٤٣٥)
كتاب الزهد ليُمن بن رزق التطيلي (ت:٢٧٠هـ) كتابٌ جميل نافع، صاحبه واعظ متقدّم، وفيه لفتات حسنة في إصلاح القلب وتزكيته، وخبايا النفس وطرائق السلوك إلى الله.
ويصلح للقراءة والتعليق في مجالس الشباب.
ويصلح للقراءة والتعليق في مجالس الشباب.
مراعاة الفئة المستهدفة في الدرس والتأليف:
"وفيه أكثر من هذا، إلا أنَّا نكره ونتحامى الإطالة، لا سيَّما في الدقيق، لأنه مما يجفو على أهل القرآن.
وقد كان شيخنا أبو علي عمل كتابه (الحُجَّة) وظاهرُ أمره أنه لأصحاب القراءة، وفيه أشياء كثيرة قلَّما ينتصف فيها كثير ممن يدَّعي هذا العلم، حتى إنه مجفوٌّ عند القُرَّاء لما ذكرناه".
المحتسب لابن جني (١/ ١٩٧)
"وفيه أكثر من هذا، إلا أنَّا نكره ونتحامى الإطالة، لا سيَّما في الدقيق، لأنه مما يجفو على أهل القرآن.
وقد كان شيخنا أبو علي عمل كتابه (الحُجَّة) وظاهرُ أمره أنه لأصحاب القراءة، وفيه أشياء كثيرة قلَّما ينتصف فيها كثير ممن يدَّعي هذا العلم، حتى إنه مجفوٌّ عند القُرَّاء لما ذكرناه".
المحتسب لابن جني (١/ ١٩٧)
