Telegram Web Link
من قواعد تقييم الأفكار الإصلاحية أن نفرّق بين مستويين:
- مستوى النفع.
- مستوى الكفاية.

ونلحظ الخلط بين المستويين عند الناس، فيرد الفكرة النافعة لأنها غير كافية في تغيير الحال إلى الأفضل؛ فيقولون: وماذا تصنع بعملك هذا أمام طوفان من الأفكار المضادة.
والعاقل ينظر لغاية ما يستطيعه من نفع، أما الكفاية فعمل متكامل، ولا يدعي المرء بأنه وحده يستطيع سد ثغر مهما بذل.
وهذا النظر يدفع للعمل؛ فلا تتهرب مما تستطيعه من نفع بحجة أنه غير كافٍ، فالنفع شيء والكفاية شيء آخر، فهو حجة على البطالين، وإغلاق بابٍ على المتهربين.
برأيي لا وجود لكتاب بعينه يصلح للبدء به في العلوم، بل يكون النصح على حسب كون المرء خالي الذهن، أو متعلم لكنه غير ضابط أو مرتب.
وسأضرب مثلًا لبعض العلوم أو أجزاء العلوم فيما أراه صالحًا:
في المعتقد قد نقول ادرس الواسطية، وقد نقول ادرس قواعد الأسماء والصفات للشيخ القاسم ثم الواسطية؛ على حسب تحصيله السابق وخلو ذهنه من العلم من عدمه.
وفي مصطلح الحديث يبدأ الخالي بتذكرة ابن الملقن، ثم يثني بالموقظة التي هي بداية المتعلم، ويستويان فيما بعدها.
في البلاغة يبدأ خالي الذهن بزبدة البلاغة أو دروس العربية، والآخر بموجز البلاغة للطاهر بن عاشور ثم يستويان في مئة المعاني والبيان ثم دراسة تلخيص المفتاح ثم مختصر السعد ثم المطول ثم لا تفاوت بل تكامل.
في المنطق يبدأ بتصريح المنطق أو إيساغوجي لخالي الذهن، الآخر ينتقل فورًا للمرقاة ثم يستويان عند تهذيب المنطق والشمسية.
وفي الصرف يدرس خالي الذهن الأمثلة المختلفة، والآخر يدرس المقصود ثم العزي حتى يصل للشافية.
وفي النحو مبادئ الدروس العربية لخالي الذهن، والآجرومية بتوسع أكبر للمتعلم، ثم يستويان في القطر وما بعده.
وفي فقه أصحابنا يبدأ خالي الذهن بالأجوبة الجلية -وعبارته تكاد تكون ملخصة من دليل الطالب-، ثم يستوي مع المتعلم في بداية العابد، ثم إن سلك طريق دليل الطالب أو زاد المستقنع أو عمدة الطالب فلكلٍ محطاته حتى يلتقيان في المنتهى أو الإقناع أو الكشاف.
وقد أعرضت عن بعض العلوم لأن مقصودي التمثيل للفكرة لا استيفاء السلم التعليمي.
السلام عليكم ي أحباب
للعلم فقط
أخي عز الدين تيسير أبو شبيكة
الذي أنشأ هذه القناة استشهد هو وثلة من أهلي بتاريخ 5/6/2025 ..
فدعواتكم لهم ونسأل الله أن يتقبلهم في عليين ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته..
عز الدين تيسير 🇵🇸
السلام عليكم ي أحباب للعلم فقط أخي عز الدين تيسير أبو شبيكة الذي أنشأ هذه القناة استشهد هو وثلة من أهلي بتاريخ 5/6/2025 .. فدعواتكم لهم ونسأل الله أن يتقبلهم في عليين ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته..
هذا أخ تفضل بجمع ما وجده لي من صوتيات، أحسبه من الأخفياء؛ فلم أعرف اسمه أو اسم قناته إلا اليوم حين حُولت لي هذا الرسالة.
اللهم تقبله وأهله، واجزه عني خير الجزاء، وكافئه وزده ونعّمه وأفضل عليه ربنا.
لا حول ولا قوة إلا بالله، ويا وجع قلبي عليه.
لستُ متابعًا لآخر الموضات النفسية، وآخر عهدي كان أيام الثرثرة عن التنمر، أو التخلي، أو النرجسية، أو العلاقات السامة، ثم لم أعد أعرف جديد هذا السوق.
وجزء لا يستهان به من طغيان هذه الموضات يكمن في اختيارات المترجمين؛ فلو توارد المترجمون على ترجمة كتب في باب معين لشعر أغلب الناس بالتقمص وبدؤوا بإشارات الاتهام للنفس والآخرين وفق ما قرؤوه.
أعتقد أن نمط الحياة المعاصر يدلل الروح بطريقة تجعل الإنسان كائنًا لا يطاق، ومنه ترسيخ مراعاة الحسّاس؛ مع أني أرى الحسّاس -الذي لا يكتم حساسيته- إنسانًا أنانيًا، ثقيل المعشر، يريد تعاملًا خاصًا، ويرى لنفسه حقوقًا لا تحق لغيره، ويحب منك أن تعامله كالأسوياء عند المغنم، لكن عليك أن تعامله كالمعذورين عند المغرم.
ثم إن في داخل كل إنسان حسّاس اعتقاد بالفوقية، وكل من سواه دونه في الشعور، فهو وحده الذي تؤثر به الكلمات، بينما يفترض أن الآخرين صخور لها أعضاء نامية.
لستُ أتحدث عن حالات مرضية، أو من كان يغالب نفسه ويكتم أحواله، كلامي عن طواويس البشر الذين يلبسون قبيح أفعالهم وأذاهم وسوء مخالطتهم للناس اسمًا أنيقًا هو الحساسية.
والذي أؤمن به أن المراعاة الزائدة ممن حولهم سبب في تزايد هذه الكائنات بيننا، واستفحال حالها، وارتفاع استحقاقيتها.
من براعة الاستهلال عند الشراح أن يشرحوا بلغة الفنّ من بداية المتن، فلا ينظر للبسملة والحمدلة على أنها مباحث محايدة بين العلوم؛ بل تُشرح بحسب ما بعدها من ذوق الفن.
وأستملح في هذا صنيع الشيخ ياسين الفاداني -رحمه الله- حين شرح البسملة في "حسن الصياغة شرح دروس البلاغة" قال:

"مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهَا [أي: البسملة] في فنِّ المعاني أنَّ مُقْتَضَى الحالِ تقديرُ المُتَعَلِّقِ مُتَأَخِّرًا؛ لإفادةِ الاهتمامِ باسمِهِ تعالى؛ لأنَّ المُقَامَ مُقَامُ استعانةٍ باللهِ، ولإفادةِ القصْرِ, وأيضاً مُقْتَضَى الحالِ قَطْعُ الرحمنِ الرحيمِ؛ لأنَّ المُقَامَ مُقَامُ ثَنَاءٍ، لكنَّ الواردَ في القرآنِ والسُّنَّةِ الإتْباعُ، فيكونُ مُخَالِفًا لِمُقْتَضَى الحالِ؛ لِمَا في الإتْباعِ مِن الجَرْيِ على الأصلِ؛ إذ الأصلُ عَدَمُ القَطْعِ. ومِمَّا يَتَعَلَّقُ بها في فَنِّ البيانِ أنَّ الباءَ حقيقةٌ في الإِلْصَاقِ، وهي هنا لِلِاسْتِعَانَةِ استعارةٌ تَبَعِيَّةٌ، ... ومِمَّا يَتَعَلَّقُ بها في فَنِّ البديعِ التَّوْرِيَةُ والقولُ بالمُوْجَبِ، فالأوَّلُ حيثُ أُطْلِقَت الرحمةُ وأُرِيدَ بها التَّفَضُّلُ والإحسانُ الذي هو معنًى بعيدٌ؛ لَأَنَّهُ مَجَازِيٌّ اعْتِمَادًاعلى قَرِينَةٍ خَفِيَّةٍ"

وهكذا دخل مباشرة في أجواء العلم، وأشار بلطف لمباحثه اللاحقة.
وقد أشار لهذا المسلك الحميد الشيخ أحمد زيني دحلان -رحمه الله- في [رسالة جليلة في مبحث البسملة] فقال:

"ينبغي له [أي: الشارح] أن يتكلم على البسملة بشيء مما يناسب ذلك الفن المشروع فيه، وفاء بحق البسملة وهو ألا يترك الكلام عليها رأسًا، وبحق الفن المشروع فيه وهو أن يتكلم عليها بما يناسب ذلك الفن لتعود بركة البسملة عليه"

قلت:
وللمفسر أن يذكر أنها آية فاتح كل سورة عدا براءة، وللفقيه أن يأتي بحكمها العام في المكارم، وللنحوي إعرابها وهكذا.
سأبدأ -بإذن الله - ابتداء من الأحد القادم الموافق للسادس من ربيع الثاني 1447 شرح كتاب " تلخيص المفتاح" للخطيب القزويني -رحمه الله-عن طريق البث المباشر في هذه القناة ، وذلك عصر الأحد والأربعاء من كل أسبوع ، حتى إتمام الكتاب بإذن الله، وقد وضعت ملفًا بعنوان:( دليل إتقان تلخيص المفتاح) ليكون عونا للدارسين، وبالله التوفيق.
د.محمد بن عبدالعزيز نصيف
سأبدأ -بإذن الله - ابتداء من الأحد القادم الموافق للسادس من ربيع الثاني 1447 شرح كتاب " تلخيص المفتاح" للخطيب القزويني -رحمه الله-عن طريق البث المباشر في هذه القناة ، وذلك عصر الأحد والأربعاء من كل أسبوع ، حتى إتمام الكتاب بإذن الله، وقد وضعت ملفًا بعنوان:(…
تلخيص المفتاح من أجمع كتب البلاغة، ويكفي طلاب العلم - غير المتخصصين في اللغة والتفسير- دراسة شرحه، والشيخ محمد يحسن الشرح والتمثيل وتقريب العبارة، وهو مشتغل بالكتاب وما تفرع عنه من منظوم وحواش.
القاعدة فيما وفقتَ إليه من عمل خير وغيرك على عملٍ صالح آخر:

- كلانا على خير وبرّ.
- جزاه الله خيرًا على قيامه بفرض الكفاية الذي لم أستطعه.
- أين أنا من عمله، وليس أين هو من عملي.

وبهذا يذهب البغض، والحسد، والعُجب، وينتفع المرء في نفسه وفي أمته.
العبادات كلها بركة، وقد جرب المجربون وتيقنوا أن الطاعات التي تطرق بابك، وتساق إليك، وتوافق حالًا لا يعلمه إلا الله، أكثر بركة مما سعيت له وتقصدته وجاهدت نفسك عليه.
ذلك أن الله ساقها فكفيت هم نية الطريق، ثم إن الله اختارك لهذه الطاعة امتحانًا لأمر أراده.
مثالها أن يأتيك مالٌ لا يعلم أمره أحد، فيطرق بابك حينها محتاج يطلب مبلغًا قريبًا مما أتاك.
وفي سير الموفقين مواقف دالة أن عبادات طرقت أبوابهم اختبارًا فكانت استجابتهم مفتاحًا لخيرات كان يحال بينهم وبينها قبل امتحان الصدق هذا.
‏الحمد لله.. تلك عشرة كاملة.
‏وصلت إليّ الطبعات الجديدة من "سلسلة تراث شيخ الإسلام ابن تيمية" بحلة قشيبة تسر الناظرين، فاكتمل عقدها في (١٠) مجلدات، ولله الحمد والمنة.

‏أسأل الله أن ينفع بها ويتقبلها بقبول حسن، وأسأله سبحانه التيسير والتمام وحسن القصد.

https://x.com/knashalnafaiys/status/1972948604588589256?s=46&t=_nnQx7TuKykcfLL41a_RaA
معضلة التعالم أنه سلوك توسّعي، لا يكفي أن تسكت عنه لتسلم، ولا وجود لحال تعادل معه؛ إما أن تبين حاله مهاجمًا أو سيأتي يوم ليرميك ببلائه فتكون مدافعًا، لا تعجب حينها إن عيّرك بما تفخر به.
وصلنا إلى مرحلةٍ غاية السمو الأخلاقي فيها ألا تكون سافلًا، ألا تقف مع ظالم لأنه أقوى، ولا تصفّق لفكرة ضالة لأنها أغلب؛ اللهم أرنا الحقّ حقًا وارزقنا اتباعه ونصرته والثبات عليه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه ودفعه والبراءة منه.
أورد الميداني في مجمع الأمثال (١/ ٢٠١) قصة مثل (الحصن أدنى لو تأييته) وفيه:

كانت لامرأة ابنة فرأتها تَحْثو التراب على راكب، فقالت لها: ما تصنعين؟ قالت: أريه أني حَصَان أتعفف.
وهذا الشاهد الذي أريده؛ أحيانًا يكون رفع الصوت مظهر قوة وهمي ليخفي ضعفًا داخليًا مستحكمًا، وكذا يكون الحلف الكثير أمارة اعتياد الكذب، كما أن نصرة الأمة وقضاياها بصدق لا تحتاج إلى جعجعة فارغة وحثو تراب لتري الناس أنك مهموم وصاحب وعي أممي.
#أنظار_في_علم_الإيمان ٣

اعلم -رحمك الله وسددك- أن الله حين أنزل آيات رد المكاره للنفس أراد بنا خيرًا؛ فقد قال تعالى: "قل هو من عند أنفسكم"، و"وما أصابك من سيئة فمن نفسك"، و نظائرها في القرآن معلومة.

وردّ السوء إلى النفس فيه فوائد:

١- الأدب مع الله، بإسناد الخير والنعمة إليه، ونسبة الشر إلى النفس، قال تعالى: "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن"
٢- أن الاعتراف بعد الاقتراف حلة الأشراف؛ فمن أذنب وقصر وغفل وتمادى ثم نسب ما به إلى الله أو إلى الناس فقد عظّم نفسه فوق الحق، وجعلها أعز من قول: أستغفر الله بالحال والمقال.
٣- أن في رد السوء إلى النفس حثًا لها لدرك الفضائل وتهذيب الرذائل.
٤- أن الإنسان الذي يعيش مظلومية دائمة دون أن يعود باللائمة على نفسه حاكم عليها بتكرار الذنب، واعتياد الغفلة.
٥- أن في رد المصيبة إلى كسب النفس أمارة صدق، وفي المعاندة والتأبي رائحة المخادعة وعدم الاعتبار بما جرى.

ولله الحكمة البالغة، وهو المتفضل بالخلق والإيجاد والهداية والقدر حلوه ومرّه، لا إله إلا هو.
لا يصلح العاطفيون للصفّ الأول وامتلاك قرار الإقدام والإحجام، مكانهم التنفيذ والتسويق للأفكار وإيقاد الحماسة لها كلما خبت.
والذي رأيته وشهدته بعيني مرارًا أنهم أكثر الناس مزايدة على الآخرين وتعاليًا بقناعاتهم الهشة، وما استطال أحد على الآخرين وتبجح إلا عُجّل امتحان صدقه علنًا فيما زايد فيه ليظهر تناقضه أو اطّراده.
2025/10/28 05:50:46
Back to Top
HTML Embed Code: