عزيزتي ماريا:
أكتبُ لكِ من وطنٍ أصبح لا يشبه نفسه، كأنه ينظر في مرآةٍ مُتصدِّعة لا تعكس سوى أشلاءه، لم نعد نعرفه ولم يعد يعرفنا!
كل ما يُراودني عنه الآن هو صورٌ باهتة وأصداءٌ بعيدة، كأنني أعيش في حلمٍ معطوب، توقّف عند مشهدٍ عالق بين البداية والنهاية.
أكتب لكِ من أرضٍ كانت بالأمس وطنًا، وصارت اليوم مجرد فكرة غامضة، ذكرى بعيدة.. تُشبه حلمًا نُطاردِه ولا ندركه.
أحنّ إلى الوطن يا ماريا كما يحنّ الجريح إلى عافيته، ليس الوطن الذي أراه اليوم، مثخنًا بالجراح، متعبًا حدَّ الانحناء.. بل الوطن الذي كان يحتضننا بلا خوف، بلا وجع، بلا هاجس الرحيل.. الوطن الذي كنَّا نحلم فيه، ونتنفس فيه الأمان كأنّه حقٌّ لا يتزعزع!
غريبٌ كيف تُسلب من الإنسان كل الأشياء دفعة واحدة، وكيف تصبح حياته كفيلم توقّف فجأة، وكل ما يملكه هو الأمل في أن تُستأنف اللقطات ذات يوم.
ولكن يا ماريا، كيف نمضي ونحن عالقون بين الأمس الذي يرفض أن يعود، واليوم الذي لا يعترف بنا؟
الحياة هنا انتظارٌ طويل.. انتظار شيء لا نعرفه، لكنه يشبه الخلاص.. انتظار أن تفتح الحياة نافذةً صغيرة، نطل منها على ما تبقى لنا من حياة.. لكنّ الانتظار، كما تعلمين، هو أسوأ أنواع العذاب.. أن تظلّ واقفاً على حافة الرجاء، وأنت تعلم أنّ الأرض قد تخونك في أي لحظة!
كل يوم هنا هو معركة يا ماريا.. معركةٌ مع الخوف الذي صار جزءًا منّا، يتغلغل عبر مسامنا، ويسكننا كما تسكننا أنفاسنا.
لا تسأليني كيف نستمر.. نحن فقط نحمل أحزاننا كأمتعةٍ قديمة، ونمضي بحثاً عن وطنٍ ضاع في الزحام..
أتساءل أحياناً، هل الوطن مكانٌ نعود إليه، أم شعورٌ نحمله معنا أينما ذهبنا؟ إن كان شعورًا، فقد أضعناه، وإن كان مكانًا، فقد أُغلق في وجهنا.. نحن الآن في المنفى، حتى ونحن على أرضه!
أكتب لكِ يا ماريا، لأقول لكِ أنني رغم كل شيء، ما زلت أؤمن بهذا الوطن، حتى وإن كان إيمانًا مُثقلاً بالخذلان، وأحبُّه، حتى وإن كان حبًّا يشُوبه الألم.
أكتبُ لكِ من وطنٍ أصبح لا يشبه نفسه، كأنه ينظر في مرآةٍ مُتصدِّعة لا تعكس سوى أشلاءه، لم نعد نعرفه ولم يعد يعرفنا!
كل ما يُراودني عنه الآن هو صورٌ باهتة وأصداءٌ بعيدة، كأنني أعيش في حلمٍ معطوب، توقّف عند مشهدٍ عالق بين البداية والنهاية.
أكتب لكِ من أرضٍ كانت بالأمس وطنًا، وصارت اليوم مجرد فكرة غامضة، ذكرى بعيدة.. تُشبه حلمًا نُطاردِه ولا ندركه.
أحنّ إلى الوطن يا ماريا كما يحنّ الجريح إلى عافيته، ليس الوطن الذي أراه اليوم، مثخنًا بالجراح، متعبًا حدَّ الانحناء.. بل الوطن الذي كان يحتضننا بلا خوف، بلا وجع، بلا هاجس الرحيل.. الوطن الذي كنَّا نحلم فيه، ونتنفس فيه الأمان كأنّه حقٌّ لا يتزعزع!
غريبٌ كيف تُسلب من الإنسان كل الأشياء دفعة واحدة، وكيف تصبح حياته كفيلم توقّف فجأة، وكل ما يملكه هو الأمل في أن تُستأنف اللقطات ذات يوم.
ولكن يا ماريا، كيف نمضي ونحن عالقون بين الأمس الذي يرفض أن يعود، واليوم الذي لا يعترف بنا؟
الحياة هنا انتظارٌ طويل.. انتظار شيء لا نعرفه، لكنه يشبه الخلاص.. انتظار أن تفتح الحياة نافذةً صغيرة، نطل منها على ما تبقى لنا من حياة.. لكنّ الانتظار، كما تعلمين، هو أسوأ أنواع العذاب.. أن تظلّ واقفاً على حافة الرجاء، وأنت تعلم أنّ الأرض قد تخونك في أي لحظة!
كل يوم هنا هو معركة يا ماريا.. معركةٌ مع الخوف الذي صار جزءًا منّا، يتغلغل عبر مسامنا، ويسكننا كما تسكننا أنفاسنا.
لا تسأليني كيف نستمر.. نحن فقط نحمل أحزاننا كأمتعةٍ قديمة، ونمضي بحثاً عن وطنٍ ضاع في الزحام..
أتساءل أحياناً، هل الوطن مكانٌ نعود إليه، أم شعورٌ نحمله معنا أينما ذهبنا؟ إن كان شعورًا، فقد أضعناه، وإن كان مكانًا، فقد أُغلق في وجهنا.. نحن الآن في المنفى، حتى ونحن على أرضه!
أكتب لكِ يا ماريا، لأقول لكِ أنني رغم كل شيء، ما زلت أؤمن بهذا الوطن، حتى وإن كان إيمانًا مُثقلاً بالخذلان، وأحبُّه، حتى وإن كان حبًّا يشُوبه الألم.
براءة قلب 🐣💙
https://www.facebook.com/share/19dCPLsnqw/
تابعوها ي شباب
صفحة لل القصص الإسلامية .. ح تعجبكم 🙃💙
صفحة لل القصص الإسلامية .. ح تعجبكم 🙃💙
لعلها مررت بك في وقتها : ✉️🌸
والله لتعجبن كيف يقَلب الله الموازين لأجل دعواتك
🥀🤍
والله لتعجبن كيف يقَلب الله الموازين لأجل دعواتك
🥀🤍
لإخواني وأحبابي ولكل منْ يُشاهد
لا أعلم مافي قلوبكُم ولكن أسال الله أن يفرج همومكم وييسر اموركم و يشرح صدوركم ويذهب احزانكم ويقضي حوائجكم ويجبر قلوبكم عاجلاً غير آجلاً 🥀🤍🤲
لا أعلم مافي قلوبكُم ولكن أسال الله أن يفرج همومكم وييسر اموركم و يشرح صدوركم ويذهب احزانكم ويقضي حوائجكم ويجبر قلوبكم عاجلاً غير آجلاً 🥀🤍🤲