يقول الله تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50) قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)} [التوبة: 50-52].
تتحدث الآية الأولى عن واحدة من رذائل المنافقين ومسالكهم الخبيثة لكيد المؤمنين، وهي أنه إن تُصِب المؤمنين حسنة من نصرٍ أو نعمة أو غنيمة، تَسُؤْهُم تلك الحسنة، وتورثهم حزنًا وغمًّا، بسبب شدة عداوتهم للمؤمنين. وإن تُصب المؤمنين مصيبة، يقولوا شامتين: {قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ}. وفي ضوء فرح المنافقين بمصائب المؤمنين، فقد وجَّهت الآيتان الأُخريان المؤمنين إلى كَبْتِ المنافقين وإخراس ألسنتهم من خلال هذين الرَّدَّيْن:
الرد الأول: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
وللمفسرين في بيان معنى الآية ثلاثة أقوال:
القول الأول: لن يصيبنا خير ولا شر، ولا خوف ولا رجاء، ولا شدة ولا رخاء، إلا وهو مُقدَّر علينا مكتوب عند الله. وكونُه مكتوبًا عند الله يدل على كونه معلومًا لله. فإذا علم الإنسان ذلك، وأن تغير الشيء عمَّا قضى الله به محال، زالت المنازعة عن نفسه، وحصل الرضا بالقدر؛ فإن من علم سر الله في القدر، هانت عليه المصائب.
الْقَوْلُ الثَّانِي: لن يصيبنا في عاقبة أمرنا إلا ما كتب الله لنا من الظفر بالعدو والنصر عليه. والمقصود أن يظهر للمنافقين أن أحوال المؤمنين وإن كانت مختلفة في السرور والغم، إلا أن العاقبة لهم والفتح والنصر والظفر من جانبهم، فيكون ذلك غيظًا للمنافقين وردًّا عليهم في ذلك الفرح.
الْقَوْلُ الثَّالِثُ: أن المؤمنين في كلا الحالين رابحون؛ فإن غُلِبوا كانوا مستحقين للأجر العظيم والثواب الجزيل في الآخرة، وإن كانوا هم الغالبين استحقوا الثواب في الآخرة، وفازوا بمغنم الدنيا والثناء الجميل فيها. وإذا كان الأمر كذلك، صارت تلك المصائب في جنب هذا الفوز بهذه الدرجات العالية مُتَحَمَّلَة.
وبعد أن ذكر الرازي هذه الأقوال، قال: "وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ وَإِنْ كَانَتْ حَسَنَةً، إِلَّا أَنَّ الْحَقَّ الصَّحِيحَ هُوَ الْأَوَّلُ".
الرد الثَّانِي: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ}.
ومعنى الآية: أن المؤمنين إذا خرجوا إلى الغزو، فلا ينتظرهم إلا إحدى العاقبتين، اللتين كل واحدة منهما أحسن من جميع العواقب: إما النصر على الأعداء، وفي ذلك الأجر والمغنم والاسم الجميل (الرجولية والشوكة والقوة). وإما أن يُقتَلوا بأيدي عدوهم، وفي ذلك الشهادة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
أما المنافقون، فبسبب ضعفهم وجبنهم قاعدون عن الغزو، خالِفون في البيوت، قانعون بالدُّون، لا يجاوزون مرتبة النساء والصبيان والعاجزين. وبجانب حياة الذلة والمسكنة هذه، فهم متوعَّدون بعذاب الله في الآخرة، أو بعذاب في الدنيا، إمّا من عند الله كالجوع والخوف والأوبئة، وإمّا بأيدي المؤمنين إذا أذن الله لهم بقتالهم.
والخلاصة: أنَّ المنافق لا يتربص بالمؤمن إلا إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وكل منهما في غاية الجلالة والرفعة والشرف. أما المسلم فيتربص بالمنافق -علاوة على الحياة الذليلة التي يحياها- إحدى حالتين: عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة، وكل واحدة من هاتين الحالتين في غاية الخسة والدناءة.
❤57👍11💯8
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}؛ آيةٌ يستدل بها العلماء في سياق بيان تيسير الله على عباده، ورفعه الحرج عنهم، وأن التكليف الشرعي مرهون بالاستطاعة. غير أنها، في الوقت نفسه، تأمر المكلَّف ببذل كل ما في وُسْعِه لامتثال أمر الله ورسوله، وهذا يتنافى مع اتخاذها ذريعة للتقصير أو التفلُّت من امتثال الأوامر. فهي، كما تفتح مجالًا للعذر عند العجز، تُوجِب العمل وَفْق كل الإمكانات المقدورة للمكلف. ومن ثم، فليس في قوله تعالى: {مَا اسْتَطَعْتُمْ} -كما يقول الطاهر ابن عاشور-: "تَخْفِيفٌ وَلَا تَشْدِيدٌ، وَلَكِنَّهُ عَدْلٌ وَإِنْصَافٌ. فَفِيهِ مَا عَلَيْهِمْ (من واجب بذل الجهد) وَفِيهِ مَا لَهُمْ (من رفع الحرج عند العجز)".
ربما تعجز السلطة الفلسطينية في ظل المعطيات الحالية عن مواجهة الاحتلال تحت مظلة السلطة، لكنها ليست عاجزة عن إطلاق يد المقاومة وترك أهل الضفة الغربية يدافعون عما تبقى من الأرض التي يلتهمها الاستيطان بشكل مجنون.
كما قد يكون العرب والمسلمون عاجزين عن خوض حرب شاملة مع العدو في هذه اللحظة التاريخية، لكنهم بالتأكيد، كأنظمة وأحزاب وشعوب، يملكون من أدوات الضغط ما يكفي لإيقاف حرب الإبادة.
غير أنّ المعضلة الحقيقية ليست في العجز، بل في غياب الإرادة.
ربما تعجز السلطة الفلسطينية في ظل المعطيات الحالية عن مواجهة الاحتلال تحت مظلة السلطة، لكنها ليست عاجزة عن إطلاق يد المقاومة وترك أهل الضفة الغربية يدافعون عما تبقى من الأرض التي يلتهمها الاستيطان بشكل مجنون.
كما قد يكون العرب والمسلمون عاجزين عن خوض حرب شاملة مع العدو في هذه اللحظة التاريخية، لكنهم بالتأكيد، كأنظمة وأحزاب وشعوب، يملكون من أدوات الضغط ما يكفي لإيقاف حرب الإبادة.
غير أنّ المعضلة الحقيقية ليست في العجز، بل في غياب الإرادة.
💯40❤12👍10
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الفيديو المليون الذي يوثِّق دمنا المسفوح، وجرحنا النازف.
تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون
إن كنت غفرت
أو كنت نسيت
📍 فيديو يوثق جريمة الاحتلال باستهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني خلال انتشالهم الشهداء والجرحى عقب قصف مجمع ناصر الطبي في خانيونس.
The millionth video documenting our spilled blood and our bleeding wound.
📍 A video documents the occupation’s crime of targeting ambulance and civil defense crews while they were retrieving the martyrs and the wounded following the bombing of Nasser Medical Complex in Khan Younis.
تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون
إن كنت غفرت
أو كنت نسيت
📍 فيديو يوثق جريمة الاحتلال باستهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني خلال انتشالهم الشهداء والجرحى عقب قصف مجمع ناصر الطبي في خانيونس.
The millionth video documenting our spilled blood and our bleeding wound.
📍 A video documents the occupation’s crime of targeting ambulance and civil defense crews while they were retrieving the martyrs and the wounded following the bombing of Nasser Medical Complex in Khan Younis.
😢75❤6🙏1
بعيدًا عن الجدل القائم حول توصيف فعل النظام السوري الجديد: من حيث كونه تطبيعًا أو لا.
فإنه، منذ قدومه، وفي كل مرة تتصل القضية بالكيان من قريب أو بعيد، يموضع هذا النظام نفسه خارج ساحة الصراع مع العدو الصهيوني تمامًا.
قد يفعل ذلك بدافع الاضطرار الذي تمليه ظروف الضعف، أو بدوافع أخرى؛ لا يهم. المهم أنَّ هذا الموقف يعدّ مكسبًا كبيرًا للعدو، وبالتالي خسارة مباشرة لرصيد مشروع المقاومة، الأمر الذي يضاعف التحديات أمام من يريد مقاومة هذا العدو، ويضعه أمام مشهد أكثر تعقيدًا. هذا علاوةً على أنّ العدو لن يقنع من المنخرطين في خطيئة التطبيع بغير القاع، خاصةً مع وجود "المندوب السامي" توم برَّاك.
فإنه، منذ قدومه، وفي كل مرة تتصل القضية بالكيان من قريب أو بعيد، يموضع هذا النظام نفسه خارج ساحة الصراع مع العدو الصهيوني تمامًا.
قد يفعل ذلك بدافع الاضطرار الذي تمليه ظروف الضعف، أو بدوافع أخرى؛ لا يهم. المهم أنَّ هذا الموقف يعدّ مكسبًا كبيرًا للعدو، وبالتالي خسارة مباشرة لرصيد مشروع المقاومة، الأمر الذي يضاعف التحديات أمام من يريد مقاومة هذا العدو، ويضعه أمام مشهد أكثر تعقيدًا. هذا علاوةً على أنّ العدو لن يقنع من المنخرطين في خطيئة التطبيع بغير القاع، خاصةً مع وجود "المندوب السامي" توم برَّاك.
❤60👍25💯18
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السلوك غير المتحضّر، غير المؤدّب، غير المتسامح، هو جذر المشاكل التي تعاني منها منطقتنا، والتي منها إزعاج السيد الأمريكي حين سأله الصحفيون بشكل متزامن، وهو أمرٌ اعتيادي في المؤتمرات الصحفية.
حين يغيب الحذاء الذي ضُرِب به بوش الابن، سيكون المنطق مختلًّا إلى الحدّ الذي يسمح للمندوب السامي "توم برَّاك" أن يصف تصرفات الصحفيين في القصر الجمهوري اللبناني بأنها حيوانية، وأن يخاطب من خلالهم المنطقة، كما لو كان أصحابها عبيدًا في مزرعته في القرن الثامن عشر.
حين يغيب الحذاء الذي ضُرِب به بوش الابن، سيكون المنطق مختلًّا إلى الحدّ الذي يسمح للمندوب السامي "توم برَّاك" أن يصف تصرفات الصحفيين في القصر الجمهوري اللبناني بأنها حيوانية، وأن يخاطب من خلالهم المنطقة، كما لو كان أصحابها عبيدًا في مزرعته في القرن الثامن عشر.
👍75❤21👏18
اعلم أن أحوال هذا العالم ممزوجة بالخير والشر، والمحبوب والمكروه، وهذه المعاني ظاهرة لا شك فيها، إلا أنا نقول: الشر وإن كان كثيرًا، إلا أن الخير أكثر، والمرض وإن كان كثيرًا، إلا أن الصحة أكثر منه، والجوع وإن كان كثيرًا، إلا أن الشِّبع أكثر منه.
وإذا كان الأمر كذلك، فكل عاقل اعْتَبَرَ أحوال نفسه، فإنه يجدها دائمًا في التغيرات والانتقال من حال إلى حال، ثم إنه يجد الغالب في تلك التغيرات هو السلامة والكرامة والراحة والبهجة.
أما الأحوال المكروهة، فهي وإن كانت كثيرة، إلا أنها أقل من أحوال اللذة والبهجة والراحة.
إذا عرفت هذا، فنقول: إن تلك التغيرات، لأجل أنها تقتضي حدوث أمر بعد عدمه، تدل على وجود الإله القادر، ولأجل أن الغالب فيها الراحة والخير، تدل على أن ذلك الإله رحيم محسن كريم.
ولما كانت هذه الأحوال معلومة لكل أحد، وحاضرة في عقل كل أحد عاقل، كان مُوجِبُ حمد الله وثنائه حاضرًا في عقل كل أحد. فلهذا السبب علم الله عباده كيفية الحمد، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وإذا كان الأمر كذلك، فكل عاقل اعْتَبَرَ أحوال نفسه، فإنه يجدها دائمًا في التغيرات والانتقال من حال إلى حال، ثم إنه يجد الغالب في تلك التغيرات هو السلامة والكرامة والراحة والبهجة.
أما الأحوال المكروهة، فهي وإن كانت كثيرة، إلا أنها أقل من أحوال اللذة والبهجة والراحة.
إذا عرفت هذا، فنقول: إن تلك التغيرات، لأجل أنها تقتضي حدوث أمر بعد عدمه، تدل على وجود الإله القادر، ولأجل أن الغالب فيها الراحة والخير، تدل على أن ذلك الإله رحيم محسن كريم.
ولما كانت هذه الأحوال معلومة لكل أحد، وحاضرة في عقل كل أحد عاقل، كان مُوجِبُ حمد الله وثنائه حاضرًا في عقل كل أحد. فلهذا السبب علم الله عباده كيفية الحمد، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
✍ الإمام الرازي
❤90👍9💯3
إنَّ التوفيقَ الإلهيَّ في عمليات المقاومة، بعد ما يقارب العامين من حرب الإبادة، خارجٌ عن الحسابات المادية المألوفة؛ بما لا يفسِّره إلا أنه قبسٌ من المعجزات.
❤238💯34🙏9
إن الذي يحسم مادة رجاء المخلوقين من قلبك هو الرضا بحكم الله -عز وجل- وقَسْمِهِ لك؛ فمن رضي بحكم الله وقَسْمِهِ، لم يبق لرجاء الخلق في قلبه موضع.
والذي يحسم مادة الخوف، هو التسليم لله؛ فإن من سَلَّمَ لله واستسلم له، وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع أيضًا.
فإن نفسَه التي يخاف عليها، قد سلَّمها إلى وليِّها ومولاها، وعلم أنه لا يصيبها إلا ما كتب لها، وأن ما كتب لها لا بد أن يصيبها؛ فلا معنى للخوف من غير الله بوجه.
والذي يحسم مادة الخوف، هو التسليم لله؛ فإن من سَلَّمَ لله واستسلم له، وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع أيضًا.
فإن نفسَه التي يخاف عليها، قد سلَّمها إلى وليِّها ومولاها، وعلم أنه لا يصيبها إلا ما كتب لها، وأن ما كتب لها لا بد أن يصيبها؛ فلا معنى للخوف من غير الله بوجه.
✍ مدارج السالكين، لابن القيم
❤94💯17👍12
رَبَّنَا، نَحْنُ عِبَادُكَ فِي غَزَّةَ، أَوَيْنَا إِلَى بَابِكَ وَنَحْنُ أَذِلَّةٌ، رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا. رَبَّنَا انْشُرْ لَنَا مِنْ رَحْمَتِكَ، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا مِرْفَقًا.
آمين يا رب العالمين
❤109👍3😢3
بلال جميل مطاوع
رَبَّنَا، نَحْنُ عِبَادُكَ فِي غَزَّةَ، أَوَيْنَا إِلَى بَابِكَ وَنَحْنُ أَذِلَّةٌ، رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا. رَبَّنَا انْشُرْ لَنَا مِنْ رَحْمَتِكَ، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا مِرْفَقًا. آمين يا رب…
Our Lord, we are Your servants in Gaza. We have sought refuge at Your gate while we are humbled. Our Lord, grant us mercy from Yourself, and prepare for us from our affair right guidance. Our Lord, spread upon us of Your mercy, and prepare for us ease and support in our affairs.
Ameen ya Rabb al-‘aalameen
❤37💯1
فَالطُف لِأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا
وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدْءَ المُسلِمينَ بِهِ
فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ
وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدْءَ المُسلِمينَ بِهِ
فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ
✍ نهج البردة، لأحمد شوقي
❤80💯8🙏3
الانحطاط الذي يمر به المسلمون، وما يترتب عليه من إسلامٍ لبقية الطائفة المنصورة لأرذل خلق الله، لا يضع العقل في الكل كما يقال، ولا يجعل الحليم حيرانَ فحسب، بل يثير أسئلة تضع الإسلامَ نفسَه في قفص الاتهام، ويفتح الباب أمام كثيرٍ من التساؤلات الوجودية التي لا تقف عند حدود الإسلام كدين أو السنة كطائفة، بل تمتد لتلامس وجود الله وصفاته.
أين الله عما يجري لعباده في الأرض المباركة؟ وكيف نفهم عدله أمام حرب الإبادة التي تجري عليهم منذ عامين؟ وهل الإسلام دين حيّ قادر على إنقاذ أهله أو مجرد منظومة فكرية تعجز أمام الواقع وتُختزل في الشعارات؟ ما قيمة الانتماء للإسلام إذا كان المسلم يخذل أخاه ويقف متفرجًا على مأساته؟ وما مصير المسلم الخاذل لإخوانه أو المتآمر عليهم في الآخرة مقارنة بمصير غير المسلم الذي ساندهم بكل إخلاص، ودفع ضريبة موقفه، أيهما أحق بالرحمة الإلهية؟
ثم إن مواقف النصرة التي يقوم بها غير المسلم تثير سؤالًا عن سنة الاستبدال: فهل يمكن اعتبار هذه المواقف استبدالًا جزئيًّا، يقوم فيه الكافر مقام المسلم في قضية محددة؟ وكيف يمكن إقناع العالَمِين بالحق الذي تحمله الطائفة السنية، خاصة في ظل تموضع معظم أنظمتها السياسية في المعسكر الصهيوأمريكي، في الوقت الذي ينحاز فيه الشيعة إلى جبهة المقاومة لهذا المعسكر؟ وكيف نوفق بين الواقع المَعِيش وبين وعد الله: {وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}؟ وغير ذلك من التساؤلات.
صحيح أن مرجعيتنا الدينية تملك منظومة فكرية لا تُعْيِيها الإجابةُ عن مثل هذه التساؤلات، غير أن الضعف بل الانحطاط الذي تمر به أمتنا يجعل تلك الإجابات أقرب إلى التنظير منها إلى الواقع، وتجعل قدرتها على الإقناع محدودة.
إن كثيرين لا يبوؤون بإثم الخِذلان فحسب، بل يتحمَّلون إثم فتنة الناس مسلمِهم وكافرِهم في الدين، وهو إثم عظيم لو كانوا يعلمون.
أين الله عما يجري لعباده في الأرض المباركة؟ وكيف نفهم عدله أمام حرب الإبادة التي تجري عليهم منذ عامين؟ وهل الإسلام دين حيّ قادر على إنقاذ أهله أو مجرد منظومة فكرية تعجز أمام الواقع وتُختزل في الشعارات؟ ما قيمة الانتماء للإسلام إذا كان المسلم يخذل أخاه ويقف متفرجًا على مأساته؟ وما مصير المسلم الخاذل لإخوانه أو المتآمر عليهم في الآخرة مقارنة بمصير غير المسلم الذي ساندهم بكل إخلاص، ودفع ضريبة موقفه، أيهما أحق بالرحمة الإلهية؟
ثم إن مواقف النصرة التي يقوم بها غير المسلم تثير سؤالًا عن سنة الاستبدال: فهل يمكن اعتبار هذه المواقف استبدالًا جزئيًّا، يقوم فيه الكافر مقام المسلم في قضية محددة؟ وكيف يمكن إقناع العالَمِين بالحق الذي تحمله الطائفة السنية، خاصة في ظل تموضع معظم أنظمتها السياسية في المعسكر الصهيوأمريكي، في الوقت الذي ينحاز فيه الشيعة إلى جبهة المقاومة لهذا المعسكر؟ وكيف نوفق بين الواقع المَعِيش وبين وعد الله: {وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}؟ وغير ذلك من التساؤلات.
صحيح أن مرجعيتنا الدينية تملك منظومة فكرية لا تُعْيِيها الإجابةُ عن مثل هذه التساؤلات، غير أن الضعف بل الانحطاط الذي تمر به أمتنا يجعل تلك الإجابات أقرب إلى التنظير منها إلى الواقع، وتجعل قدرتها على الإقناع محدودة.
إن كثيرين لا يبوؤون بإثم الخِذلان فحسب، بل يتحمَّلون إثم فتنة الناس مسلمِهم وكافرِهم في الدين، وهو إثم عظيم لو كانوا يعلمون.
❤56👍21😢21
بلال جميل مطاوع
الانحطاط الذي يمر به المسلمون، وما يترتب عليه من إسلامٍ لبقية الطائفة المنصورة لأرذل خلق الله، لا يضع العقل في الكل كما يقال، ولا يجعل الحليم حيرانَ فحسب، بل يثير أسئلة تضع الإسلامَ نفسَه في قفص الاتهام، ويفتح الباب أمام كثيرٍ من التساؤلات الوجودية التي لا…
The decline that Muslims are experiencing, and the consequences it brings—including the surrender of the rest of al-Tā’ifa al-Manṣūra to their enemies-the vilest of people—does not merely leave the forbearing perplexed; it raises questions that place Islam itself in the dock and opens the door to many of existential inquiries that go beyond Islam as a religion or the Sunnis as a sect, extending even to the existence of Allah and His attributes.
Where is Allah in the face of what is happening to His servants in the Blessed Land? How do we understand His justice in light of the genocidal war that has been waged against them for two years? Is Islam a living religion capable of saving its people, or is it merely an intellectual system that fails before reality and is reduced to slogans? What is the value of being a Muslim if a Muslim abandons his brother and stands idly by his suffering? And what is the fate of the Muslim who betrays or conspires against his brothers in the Hereafter compared to the non-Muslim who supported them wholeheartedly and paid the price for his stance? Which of them is more deserving of divine mercy?
Furthermore, the acts of support shown by non-Muslims for Gaza raise a question regarding the law of replacement: can these acts be considered a form of partial replacement, in which a non-Muslim fulfills the role of a Muslim in a specific case? How can the world be convinced of the truth carried by the Sunni sect, especially in light of the fact that most of its political regimes are positioned within the Zionist-American camp, while the Shiites align themselves with the resistance front against this camp? How do we reconcile this bleak reality with Allah’s promise: “And never will Allah grant the disbelievers a way to triumphs over the believers.”? And other such questions.
It is true that our religious tradition possesses an intellectual system capable of answering such questions, yet the weakness—and indeed the decline—through which our Ummah is passing renders these answers more theoretical than practical, and limits their persuasive power.
Many do not only bear the sin of abandoning their brothers, but also the sin of leading people—both Muslims and non-Muslims—into a trial (fitnah) in the religion, a grievous sin if they only knew.
Where is Allah in the face of what is happening to His servants in the Blessed Land? How do we understand His justice in light of the genocidal war that has been waged against them for two years? Is Islam a living religion capable of saving its people, or is it merely an intellectual system that fails before reality and is reduced to slogans? What is the value of being a Muslim if a Muslim abandons his brother and stands idly by his suffering? And what is the fate of the Muslim who betrays or conspires against his brothers in the Hereafter compared to the non-Muslim who supported them wholeheartedly and paid the price for his stance? Which of them is more deserving of divine mercy?
Furthermore, the acts of support shown by non-Muslims for Gaza raise a question regarding the law of replacement: can these acts be considered a form of partial replacement, in which a non-Muslim fulfills the role of a Muslim in a specific case? How can the world be convinced of the truth carried by the Sunni sect, especially in light of the fact that most of its political regimes are positioned within the Zionist-American camp, while the Shiites align themselves with the resistance front against this camp? How do we reconcile this bleak reality with Allah’s promise: “And never will Allah grant the disbelievers a way to triumphs over the believers.”? And other such questions.
It is true that our religious tradition possesses an intellectual system capable of answering such questions, yet the weakness—and indeed the decline—through which our Ummah is passing renders these answers more theoretical than practical, and limits their persuasive power.
Many do not only bear the sin of abandoning their brothers, but also the sin of leading people—both Muslims and non-Muslims—into a trial (fitnah) in the religion, a grievous sin if they only knew.
❤27👍5💯1
في ظلال آية
بعد أن حذَّر الله -سبحانه- عباده المؤمنين من موالاة الكافرين، وصف حال الذين يوالونهم من دون المؤمنين بقوله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ} [المائدة: ٥٢].
📚 وقد تضمَّنت هذه الآية جملة من الفوائد والمعاني، منها:
أولا: المراد بالذين في قلوبهم مرض المنافقون، مثل عبد الله بن أبي وأصحابه، وقد أُطْلِق المرضُ هنا على النفاق كما في قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: ١٠]؛ وذلك لأنه كفر يفسد الإيمان، كما أن الأمراض الحسية تفسد الأبدان.
ثانيًا: {يُسارِعُونَ فِيهِمْ} أي يسارعون في موالاة اليهود والنصارى ومودتهم؛ لأنهم كانوا أهل ثروة وكانوا يعينونهم على مهماتهم ويقرضونهم. وكان المنافقون يشكّون في مستقبل أمر الرسول ﷺ ويظنون أن الغلبة ستكون لأعدائه.
وكان تعبير القرآن {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} ولم يقل: "يسارعون إليهم"، وفي هذا إشارة –كما يقول الشيخ أبو زهرة– إلى أن المنافقين لم يكونوا مستقلين عن اليهود والنصارى ثم سعوا إليهم، بل هم أصلاً في دائرتهم القلبية والفكرية، ومنغمسون في مودتهم وموالاتهم، ثم يزدادون إغراقًا في ذلك، ويتهافتون عليهم تهافتًا شديدًا خوفًا من أن تصيبهم دائرة. ولو عُدِّيَ الفعل بـ "إلى" لفُهِمَ منه أنهم لم يكونوا منهم عند المسارعة، مع أن الحقيقة أنهم جزء منهم؛ وإنما الذي حصل منهم الانتقال من حال إلى حال داخل صفوف الكافرين أنفسهم، إذ هم منغمرون فيهم دائمًا، ولا يخرجون عن دائرتهم.
ثالثا: الْقَوْلُ الوارد فِي {يَقُولُونَ نَخْشى} قَوْل لِسَاني؛ لأن عبد الله بن أُبَيٍّ بن سَلُولَ قال ذلك، فقد كان اليهود أحلافًا له ولعبادة بن الصامت، فلما رأى عبادة مَنْزَعَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تجاههم، قال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ حِلْفِ يَهُودَ وَوَلَائِهِمْ وَلَا أُوَالِي إِلَّا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ حَاضِرًا فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَبْرَأُ مِنْ حِلْفِهِمْ فَإِنِّي لَا بُدَّ لِي مِنْهُمْ إِنِّي رَجُلٌ أَخَافُ الدَّوَائِرَ".
وَيُحْتَمَلُ أن يكون قولهم هذا قولًا نَفْسِيًّا، أي يقولون في أنفسهم. وقوله تعالى: {فَيُصْبِحُوا عَلى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ} يُؤَيِّدُ هذا الاحتمال.
وليس ثمة ما يمنع أن يكونوا قالوا ذلك في أنفسهم، ثم صرَّحوا به بألسنتهم، ويكون التصريح باللسان نتيجة القول في النفس.
رابعا: الدَّائِرَةُ تَغَيُّرُ الْحَالِ، وغلب إطلاقها على تغير الحال من الخير إلى الشر، كالهزائم والكوارث، قَالَ تَعَالَى: {وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ} [التَّوْبَة: ٩٨]، أي تَبَدُّلَ حالكم من النصر إلى الهزيمة.
وتنكير كلمة "دائرة" في الآية يفيد خوف المنافقين من أي نازلة صغيرة كانت أو كبيرة، فهم في هلع دائم، يرجون العون من الكفار في أي طارئ من حرب أو فقر أو مرض. ولهذا، فإنه عند أي اختلال -ولو بسيط- في موازين القوى لصالح الكفار، يسارع المنافقون في العدو الكافر أكثر، يطلبون ودّه، ويبتغون عنده الحماية، ويتذرعون بالخوف من "الدوائر". وحجة ابن سلول هذه، هي حجة كل ابن سلول على مدار الزمان، وتصوره هو تصور كل منافق مريض القلب، لا يدرك حقيقة الإيمان.
خامسا: تشير الآية إلى واحدة من طبائع المنافقين، وهي أنهم لا يمكن أن يكونوا صرحاء في انحيازهم، بل يترددون بين الناحيتين، ويلتمسون الحظوة عند الجانبين، فهم كما يقال: "يصلون خلف علي، ويأكلون على مائدة معاوية"، وأبلغ من ذلك وصف الله لهم بقوله: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ}.
سادسا: عسى: لفظ يدل على الرجاء والطمع في الحصول على المأمول، وإذا صدر من الله -تعالى- كان متحقق الوقوع، قَالَ الْخَلِيلُ: "(عَسَى) مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ فِي الْقُرْآنِ"؛ وذلك لأن الكريم إذا أَطْمَعَ في خيرٍ فعَلَه، فهو بمنزلة الوعد لِتَعَلُّقِ النفس به ورجائها له. والله أكرم من أن يخلف وعده أو أن يخيب من رجاه.
وقد جاء التعبير في الآية بصيغة الرجاء لتعليم المؤمنين ألا ييأسوا من رحمة الله، ومن مجيء نصره، وأن يعتادوا أن يتوجهوا إليه بالرجاء الصادق والأمل الخالص.
سابعا: الفتح يطلق على ثلاثة معان:
1) التوسعة بعد الضيق كما في قوله: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ}.
2) الفصل بين الحق والباطل كما في قوله: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ}.
3) النصر والظفر كما في قوله: {إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً}.
ولفظ الفتح في هذه الآية يشمل هذه الأمور الثلاثة فهو سعة بعد ضيق، وفصل بين حق وباطل، ونصر بعد جهاد طويل.
❤52💯5👍3
ثامنا: {أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} الأمر الذي من عند الله أمر سماوي خالص لَا يَكُونُ لِلنَّاسِ فِيهِ فِعْلٌ أَلْبَتَّةَ، ولهذا أسنده الحق سبحانه إلى نفسه فقال: "من عنده"، كإرسال الريح على الكفار، أو الخسف بهم، أو إهلاكهم بالطوفان والزلازل والأمراض والأوبئة، ونحو ذلك من النوازل السماوية التي لا مدخل للبشر فيها. وذلك كما وقع لبني النضير حين ألقى الله في قلوبهم الرعب فاستسلموا من غير حرب. وهذا بخلاف الفتح، فهو وإن كان من عند الله، لكنه يقع بأيدي المؤمنين، فهم سبب في حصوله.
وبهذا يتضح أن قوله تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} نظير لقوله: {وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} [التوبة: ٥٢].
إنه، برغم ظروف الابتلاء العظيم الذي نعيشه، فإننا موقنون أن الله سيأتي بالفتح أو أمر من عنده، وعندها سيصبح الذين في قلوبهم مرض –أتباع ابن سلول– على ما أسرّوا في أنفسهم وأظهروا في أفعالهم من المسارعة في موالاة العدو الصهيوأمريكي، نادمين.
وبهذا يتضح أن قوله تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} نظير لقوله: {وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} [التوبة: ٥٢].
إنه، برغم ظروف الابتلاء العظيم الذي نعيشه، فإننا موقنون أن الله سيأتي بالفتح أو أمر من عنده، وعندها سيصبح الذين في قلوبهم مرض –أتباع ابن سلول– على ما أسرّوا في أنفسهم وأظهروا في أفعالهم من المسارعة في موالاة العدو الصهيوأمريكي، نادمين.
❤86👍8🔥4
أما ثغور المقاومة، وغزة عاصمتها، فلها ربّ يحميها. وأما العرب، فلن يصلح حالهم -كما يقول نجيب محفوظ- إلا عندما يؤمنون بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة. والمحن التي هم فيها، إن خرجوا منها سالمين، فهي الرحمة، وإن خرجوا هالكين، فهو العدل.
❤128💯34🔥7
يومئ قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الزخرف: 40] إلى قطع رجاء النبي ﷺ من اهتداء أكثر كفار زمانه. ولهذا جاء بعد هذه الآية تحقيق الوعد الإلهي بالانتقام منهم، {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)}، وقد تضمنت الآيتان وعدًا بإظهار الدين، سواء في حياة النبي ﷺ أو بعد وفاته، ووعيدًا لهم بالعقاب في الدنيا قبل عقاب الآخرة. ولم يقبض الله تعالى رسوله ﷺ حتى أقر عينه من أعدائه، وحكَّمه في نواصيهم، وأورثه أرضهم وديارهم وأموالهم.
في قضية فلسطين المباركة: إن الله صاحب الأمر، وما نحن إلا مستخلفون فيه. فإما يذهبنَّ الله بنا شهداء، فإنه من عدونا منتقم، وإما أن يُرِيَنَا ما وعدنا، فإنه عليهم مقتدر.
في قضية فلسطين المباركة: إن الله صاحب الأمر، وما نحن إلا مستخلفون فيه. فإما يذهبنَّ الله بنا شهداء، فإنه من عدونا منتقم، وإما أن يُرِيَنَا ما وعدنا، فإنه عليهم مقتدر.
❤106👍12🔥5
في الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر 2025، نظمت الصين قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) بمشاركة قادة نحو 20 دولة حول العالم، واختتمتها بعرض عسكري ضخم في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.
جسّدت القمة عرضًا رئيسيًّا للتضامن بين دول الجنوب العالمي في مواجهة الهيمنة الأميركية والغربية، وقد شكلت الصور التي جمعت الزعيم الصيني شي جينبينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارًا دعائيًا واستعراضًا للتحدي ضد القوة الأميركية، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقول إن القادة الثلاثة يجتمعون لـ«التآمر ضد الولايات المتحدة».
وبعد أيام قليلة من القمة، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى «وزارة الحرب»! وأكد وزير الحرب الأميركي (بيت هيغسيث) أن الخطوة "تتعلق بتعزيز روح المحارب في البنتاغون"، وبما يتواءم مع شعارات إدارة ترامب: "أميركا أولًا، السلام من خلال القوة".
ووَفْقًا للباحث أحمد مولانا، فإن اسم "وزارة الحرب" يتسق مع قناعة عميقة لدى الوزير، ترى في القسوة والدموية وسيلة لإعادة الاعتبار لدور الجيش الأميركي عالميًّا. فهو يتبنّى طرحًا خلاصته أن الانتصار في الحرب يتطلب تحرير الجنود من قيود القانون الدولي وقواعد الاشتباك، وإطلاق العنان لهم ليكونوا الأكثر قسوة وفتكًا. وفي هذا السياق يقول: "إنني أستطيع أن أكتب 5 آلاف كلمة عن فلسفة الحرب، وحماقة القانون الدولي، والمتاهة المجنونة لقواعد الاشتباك… ولكن إذا كنا سنرسل شبابنا للقتال، فلا بد أن نطلق العنان لهم ليحققوا النصر. فهم يحتاجون إلى أن يكونوا الأكثر قسوة، والأكثر صرامة، والأكثر فتكًا. إن الحرب البرية، كما يُفهَم تاريخيًّا، تُعرَف بعدد الأشخاص الذين يمكنك ذبحهم في مكان واحد، وفي وقت واحد، مما يحدّ من إرادة عدوك وقدرته على القتال".
ويستدعي هيغسيث جيل الحرب العالمية الثانية باعتباره النموذج الأعلى للعظمة، إذ يضيف في كتابه: "التاريخ لا ينظر إلى أعظم الأجيال على أساس شعرهم أو مساعيهم الفنية أو براعتهم في الطهي. بل إن هذا اللقب مُنح لهم لأنهم كانوا أبطال الحرب العالمية الثانية. لقد كانوا عظماء؛ لأنهم أدركوا أنهم في حالة حرب، وأن خسارة الحرب ستؤدي إلى الفناء. لقد قتلوا العدو، وأنهت قنبلتان نوويتان حربًا كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتكلف ملايين الأرواح الأميركية".
وفيما يتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني، شكّل السابع من أكتوبر زلزالًا استراتيجيًّا قلب المفاهيم العسكرية والأمنية لدى العدو، فـ"الكيان ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده". وقد مرّت العقيدة الأمنية الإسرائيلية بمرحلة تحوّل عميق للتكيف مع البيئة الإقليمية الجديدة.
ويمكن القول إن العقيدة الأمنية الجديدة للكيان تسعى إلى "حسم الصراع بدل إدارته"، مع الدفع نحو "هندسة أمنية وديموغرافية جديدة"، وهي بذلك تتجاوز مفاهيم الاحتواء وإدارة الأزمات إلى مفاهيم الاستباق والحسم، من خلال ما يُعرَف بـ"المنع الاستباقي". وهي استراتيجية تهدف إلى إحباط أي تهديد محتمل قبل أن يتبلور أو يتحول إلى خطر فعلي؛ أو ما يمكن تسميته "وأد المخاطر".
وقد كان الأميركي حاضرًا في عمق إدارة الكيان للحرب في غزة والإقليم: من خلال وضع السياسات، وتقطيع الجبهات، وحشد الموارد، وممارسة الخداع. الأمر الذي يقود إلى أن هذه الحرب أميركية بقدر ما هي إسرائيلية؛ فهي حرب وجود وولادة ثانية للكيان الصهيوني برعاية أميركية، على حد تعبير المفكر الفلسطيني منير شفيق.
النزاع الروسي–الغربي، والتنافس الأميركي–الصيني، والأجواء الملتهبة في الشرق الأوسط؛ ثلاثتها عوامل تحفّز اندلاع حروب أوسع تعيد رسم معالم النظام الدولي. الأمر الذي يعني أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من الحروب والأزمات الاقتصادية.
في السياق الإقليمي، لم يكن العدوان على قطر لم يكن إلا مؤشرًا جديدًا على أنه لا أحد في مأمن من العدو الصهيوأميركي. ودليلًا إضافيًّا على أن الحرب في الإقليم إلى اتساع في الجغرافيا والأدوات لا إلى انتهاء، وأن حروبًا أخرى –غير التي حصلت– قادمة في الطريق. ففي اليوم ذاته الذي ضُربت فيه قطر، دشّن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسميًّا العمل الفعلي في سد النهضة. والواقع أن كلا الضربتين يأتيان في سياق استراتيجي متصل ينذر بمرحلة جديدة في المواجهة.
إن هذه الحرب تستهدف المقاوم وغيره: غزة والضفة، إيران وقطر، لبنان واليمن وسوريا الجديدة. فالمسألة ليست مجرد ردة فعل من العدو على فعلٍ مقاوم، بل تعبير عن مرحلة جديدة من الصراع تستهدف المنطقة بالإخضاع التام والاستباحة المطلقة. والواقع أنه في زمن "السادية السياسية"، لم يعد الاستسلام بالطريقة الكلاسيكية (اتفاق سلام) مجديًا، فالعدو لم يعد يقتنع بسقوف الإذعان والخضوع التي كانت توفرها اتفاقيات السلام والتفاهمات الأمنية، بل يريد المزيد.
جسّدت القمة عرضًا رئيسيًّا للتضامن بين دول الجنوب العالمي في مواجهة الهيمنة الأميركية والغربية، وقد شكلت الصور التي جمعت الزعيم الصيني شي جينبينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارًا دعائيًا واستعراضًا للتحدي ضد القوة الأميركية، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقول إن القادة الثلاثة يجتمعون لـ«التآمر ضد الولايات المتحدة».
وبعد أيام قليلة من القمة، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى «وزارة الحرب»! وأكد وزير الحرب الأميركي (بيت هيغسيث) أن الخطوة "تتعلق بتعزيز روح المحارب في البنتاغون"، وبما يتواءم مع شعارات إدارة ترامب: "أميركا أولًا، السلام من خلال القوة".
ووَفْقًا للباحث أحمد مولانا، فإن اسم "وزارة الحرب" يتسق مع قناعة عميقة لدى الوزير، ترى في القسوة والدموية وسيلة لإعادة الاعتبار لدور الجيش الأميركي عالميًّا. فهو يتبنّى طرحًا خلاصته أن الانتصار في الحرب يتطلب تحرير الجنود من قيود القانون الدولي وقواعد الاشتباك، وإطلاق العنان لهم ليكونوا الأكثر قسوة وفتكًا. وفي هذا السياق يقول: "إنني أستطيع أن أكتب 5 آلاف كلمة عن فلسفة الحرب، وحماقة القانون الدولي، والمتاهة المجنونة لقواعد الاشتباك… ولكن إذا كنا سنرسل شبابنا للقتال، فلا بد أن نطلق العنان لهم ليحققوا النصر. فهم يحتاجون إلى أن يكونوا الأكثر قسوة، والأكثر صرامة، والأكثر فتكًا. إن الحرب البرية، كما يُفهَم تاريخيًّا، تُعرَف بعدد الأشخاص الذين يمكنك ذبحهم في مكان واحد، وفي وقت واحد، مما يحدّ من إرادة عدوك وقدرته على القتال".
ويستدعي هيغسيث جيل الحرب العالمية الثانية باعتباره النموذج الأعلى للعظمة، إذ يضيف في كتابه: "التاريخ لا ينظر إلى أعظم الأجيال على أساس شعرهم أو مساعيهم الفنية أو براعتهم في الطهي. بل إن هذا اللقب مُنح لهم لأنهم كانوا أبطال الحرب العالمية الثانية. لقد كانوا عظماء؛ لأنهم أدركوا أنهم في حالة حرب، وأن خسارة الحرب ستؤدي إلى الفناء. لقد قتلوا العدو، وأنهت قنبلتان نوويتان حربًا كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتكلف ملايين الأرواح الأميركية".
وفيما يتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني، شكّل السابع من أكتوبر زلزالًا استراتيجيًّا قلب المفاهيم العسكرية والأمنية لدى العدو، فـ"الكيان ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده". وقد مرّت العقيدة الأمنية الإسرائيلية بمرحلة تحوّل عميق للتكيف مع البيئة الإقليمية الجديدة.
ويمكن القول إن العقيدة الأمنية الجديدة للكيان تسعى إلى "حسم الصراع بدل إدارته"، مع الدفع نحو "هندسة أمنية وديموغرافية جديدة"، وهي بذلك تتجاوز مفاهيم الاحتواء وإدارة الأزمات إلى مفاهيم الاستباق والحسم، من خلال ما يُعرَف بـ"المنع الاستباقي". وهي استراتيجية تهدف إلى إحباط أي تهديد محتمل قبل أن يتبلور أو يتحول إلى خطر فعلي؛ أو ما يمكن تسميته "وأد المخاطر".
وقد كان الأميركي حاضرًا في عمق إدارة الكيان للحرب في غزة والإقليم: من خلال وضع السياسات، وتقطيع الجبهات، وحشد الموارد، وممارسة الخداع. الأمر الذي يقود إلى أن هذه الحرب أميركية بقدر ما هي إسرائيلية؛ فهي حرب وجود وولادة ثانية للكيان الصهيوني برعاية أميركية، على حد تعبير المفكر الفلسطيني منير شفيق.
النزاع الروسي–الغربي، والتنافس الأميركي–الصيني، والأجواء الملتهبة في الشرق الأوسط؛ ثلاثتها عوامل تحفّز اندلاع حروب أوسع تعيد رسم معالم النظام الدولي. الأمر الذي يعني أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من الحروب والأزمات الاقتصادية.
في السياق الإقليمي، لم يكن العدوان على قطر لم يكن إلا مؤشرًا جديدًا على أنه لا أحد في مأمن من العدو الصهيوأميركي. ودليلًا إضافيًّا على أن الحرب في الإقليم إلى اتساع في الجغرافيا والأدوات لا إلى انتهاء، وأن حروبًا أخرى –غير التي حصلت– قادمة في الطريق. ففي اليوم ذاته الذي ضُربت فيه قطر، دشّن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسميًّا العمل الفعلي في سد النهضة. والواقع أن كلا الضربتين يأتيان في سياق استراتيجي متصل ينذر بمرحلة جديدة في المواجهة.
إن هذه الحرب تستهدف المقاوم وغيره: غزة والضفة، إيران وقطر، لبنان واليمن وسوريا الجديدة. فالمسألة ليست مجرد ردة فعل من العدو على فعلٍ مقاوم، بل تعبير عن مرحلة جديدة من الصراع تستهدف المنطقة بالإخضاع التام والاستباحة المطلقة. والواقع أنه في زمن "السادية السياسية"، لم يعد الاستسلام بالطريقة الكلاسيكية (اتفاق سلام) مجديًا، فالعدو لم يعد يقتنع بسقوف الإذعان والخضوع التي كانت توفرها اتفاقيات السلام والتفاهمات الأمنية، بل يريد المزيد.
💯23👍14❤5
