يومئ قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الزخرف: 40] إلى قطع رجاء النبي ﷺ من اهتداء أكثر كفار زمانه. ولهذا جاء بعد هذه الآية تحقيق الوعد الإلهي بالانتقام منهم، {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)}، وقد تضمنت الآيتان وعدًا بإظهار الدين، سواء في حياة النبي ﷺ أو بعد وفاته، ووعيدًا لهم بالعقاب في الدنيا قبل عقاب الآخرة. ولم يقبض الله تعالى رسوله ﷺ حتى أقر عينه من أعدائه، وحكَّمه في نواصيهم، وأورثه أرضهم وديارهم وأموالهم.
في قضية فلسطين المباركة: إن الله صاحب الأمر، وما نحن إلا مستخلفون فيه. فإما يذهبنَّ الله بنا شهداء، فإنه من عدونا منتقم، وإما أن يُرِيَنَا ما وعدنا، فإنه عليهم مقتدر.
في قضية فلسطين المباركة: إن الله صاحب الأمر، وما نحن إلا مستخلفون فيه. فإما يذهبنَّ الله بنا شهداء، فإنه من عدونا منتقم، وإما أن يُرِيَنَا ما وعدنا، فإنه عليهم مقتدر.
❤106👍12🔥5
في الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر 2025، نظمت الصين قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) بمشاركة قادة نحو 20 دولة حول العالم، واختتمتها بعرض عسكري ضخم في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.
جسّدت القمة عرضًا رئيسيًّا للتضامن بين دول الجنوب العالمي في مواجهة الهيمنة الأميركية والغربية، وقد شكلت الصور التي جمعت الزعيم الصيني شي جينبينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارًا دعائيًا واستعراضًا للتحدي ضد القوة الأميركية، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقول إن القادة الثلاثة يجتمعون لـ«التآمر ضد الولايات المتحدة».
وبعد أيام قليلة من القمة، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى «وزارة الحرب»! وأكد وزير الحرب الأميركي (بيت هيغسيث) أن الخطوة "تتعلق بتعزيز روح المحارب في البنتاغون"، وبما يتواءم مع شعارات إدارة ترامب: "أميركا أولًا، السلام من خلال القوة".
ووَفْقًا للباحث أحمد مولانا، فإن اسم "وزارة الحرب" يتسق مع قناعة عميقة لدى الوزير، ترى في القسوة والدموية وسيلة لإعادة الاعتبار لدور الجيش الأميركي عالميًّا. فهو يتبنّى طرحًا خلاصته أن الانتصار في الحرب يتطلب تحرير الجنود من قيود القانون الدولي وقواعد الاشتباك، وإطلاق العنان لهم ليكونوا الأكثر قسوة وفتكًا. وفي هذا السياق يقول: "إنني أستطيع أن أكتب 5 آلاف كلمة عن فلسفة الحرب، وحماقة القانون الدولي، والمتاهة المجنونة لقواعد الاشتباك… ولكن إذا كنا سنرسل شبابنا للقتال، فلا بد أن نطلق العنان لهم ليحققوا النصر. فهم يحتاجون إلى أن يكونوا الأكثر قسوة، والأكثر صرامة، والأكثر فتكًا. إن الحرب البرية، كما يُفهَم تاريخيًّا، تُعرَف بعدد الأشخاص الذين يمكنك ذبحهم في مكان واحد، وفي وقت واحد، مما يحدّ من إرادة عدوك وقدرته على القتال".
ويستدعي هيغسيث جيل الحرب العالمية الثانية باعتباره النموذج الأعلى للعظمة، إذ يضيف في كتابه: "التاريخ لا ينظر إلى أعظم الأجيال على أساس شعرهم أو مساعيهم الفنية أو براعتهم في الطهي. بل إن هذا اللقب مُنح لهم لأنهم كانوا أبطال الحرب العالمية الثانية. لقد كانوا عظماء؛ لأنهم أدركوا أنهم في حالة حرب، وأن خسارة الحرب ستؤدي إلى الفناء. لقد قتلوا العدو، وأنهت قنبلتان نوويتان حربًا كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتكلف ملايين الأرواح الأميركية".
وفيما يتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني، شكّل السابع من أكتوبر زلزالًا استراتيجيًّا قلب المفاهيم العسكرية والأمنية لدى العدو، فـ"الكيان ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده". وقد مرّت العقيدة الأمنية الإسرائيلية بمرحلة تحوّل عميق للتكيف مع البيئة الإقليمية الجديدة.
ويمكن القول إن العقيدة الأمنية الجديدة للكيان تسعى إلى "حسم الصراع بدل إدارته"، مع الدفع نحو "هندسة أمنية وديموغرافية جديدة"، وهي بذلك تتجاوز مفاهيم الاحتواء وإدارة الأزمات إلى مفاهيم الاستباق والحسم، من خلال ما يُعرَف بـ"المنع الاستباقي". وهي استراتيجية تهدف إلى إحباط أي تهديد محتمل قبل أن يتبلور أو يتحول إلى خطر فعلي؛ أو ما يمكن تسميته "وأد المخاطر".
وقد كان الأميركي حاضرًا في عمق إدارة الكيان للحرب في غزة والإقليم: من خلال وضع السياسات، وتقطيع الجبهات، وحشد الموارد، وممارسة الخداع. الأمر الذي يقود إلى أن هذه الحرب أميركية بقدر ما هي إسرائيلية؛ فهي حرب وجود وولادة ثانية للكيان الصهيوني برعاية أميركية، على حد تعبير المفكر الفلسطيني منير شفيق.
النزاع الروسي–الغربي، والتنافس الأميركي–الصيني، والأجواء الملتهبة في الشرق الأوسط؛ ثلاثتها عوامل تحفّز اندلاع حروب أوسع تعيد رسم معالم النظام الدولي. الأمر الذي يعني أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من الحروب والأزمات الاقتصادية.
في السياق الإقليمي، لم يكن العدوان على قطر لم يكن إلا مؤشرًا جديدًا على أنه لا أحد في مأمن من العدو الصهيوأميركي. ودليلًا إضافيًّا على أن الحرب في الإقليم إلى اتساع في الجغرافيا والأدوات لا إلى انتهاء، وأن حروبًا أخرى –غير التي حصلت– قادمة في الطريق. ففي اليوم ذاته الذي ضُربت فيه قطر، دشّن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسميًّا العمل الفعلي في سد النهضة. والواقع أن كلا الضربتين يأتيان في سياق استراتيجي متصل ينذر بمرحلة جديدة في المواجهة.
إن هذه الحرب تستهدف المقاوم وغيره: غزة والضفة، إيران وقطر، لبنان واليمن وسوريا الجديدة. فالمسألة ليست مجرد ردة فعل من العدو على فعلٍ مقاوم، بل تعبير عن مرحلة جديدة من الصراع تستهدف المنطقة بالإخضاع التام والاستباحة المطلقة. والواقع أنه في زمن "السادية السياسية"، لم يعد الاستسلام بالطريقة الكلاسيكية (اتفاق سلام) مجديًا، فالعدو لم يعد يقتنع بسقوف الإذعان والخضوع التي كانت توفرها اتفاقيات السلام والتفاهمات الأمنية، بل يريد المزيد.
جسّدت القمة عرضًا رئيسيًّا للتضامن بين دول الجنوب العالمي في مواجهة الهيمنة الأميركية والغربية، وقد شكلت الصور التي جمعت الزعيم الصيني شي جينبينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارًا دعائيًا واستعراضًا للتحدي ضد القوة الأميركية، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقول إن القادة الثلاثة يجتمعون لـ«التآمر ضد الولايات المتحدة».
وبعد أيام قليلة من القمة، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى «وزارة الحرب»! وأكد وزير الحرب الأميركي (بيت هيغسيث) أن الخطوة "تتعلق بتعزيز روح المحارب في البنتاغون"، وبما يتواءم مع شعارات إدارة ترامب: "أميركا أولًا، السلام من خلال القوة".
ووَفْقًا للباحث أحمد مولانا، فإن اسم "وزارة الحرب" يتسق مع قناعة عميقة لدى الوزير، ترى في القسوة والدموية وسيلة لإعادة الاعتبار لدور الجيش الأميركي عالميًّا. فهو يتبنّى طرحًا خلاصته أن الانتصار في الحرب يتطلب تحرير الجنود من قيود القانون الدولي وقواعد الاشتباك، وإطلاق العنان لهم ليكونوا الأكثر قسوة وفتكًا. وفي هذا السياق يقول: "إنني أستطيع أن أكتب 5 آلاف كلمة عن فلسفة الحرب، وحماقة القانون الدولي، والمتاهة المجنونة لقواعد الاشتباك… ولكن إذا كنا سنرسل شبابنا للقتال، فلا بد أن نطلق العنان لهم ليحققوا النصر. فهم يحتاجون إلى أن يكونوا الأكثر قسوة، والأكثر صرامة، والأكثر فتكًا. إن الحرب البرية، كما يُفهَم تاريخيًّا، تُعرَف بعدد الأشخاص الذين يمكنك ذبحهم في مكان واحد، وفي وقت واحد، مما يحدّ من إرادة عدوك وقدرته على القتال".
ويستدعي هيغسيث جيل الحرب العالمية الثانية باعتباره النموذج الأعلى للعظمة، إذ يضيف في كتابه: "التاريخ لا ينظر إلى أعظم الأجيال على أساس شعرهم أو مساعيهم الفنية أو براعتهم في الطهي. بل إن هذا اللقب مُنح لهم لأنهم كانوا أبطال الحرب العالمية الثانية. لقد كانوا عظماء؛ لأنهم أدركوا أنهم في حالة حرب، وأن خسارة الحرب ستؤدي إلى الفناء. لقد قتلوا العدو، وأنهت قنبلتان نوويتان حربًا كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتكلف ملايين الأرواح الأميركية".
وفيما يتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني، شكّل السابع من أكتوبر زلزالًا استراتيجيًّا قلب المفاهيم العسكرية والأمنية لدى العدو، فـ"الكيان ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده". وقد مرّت العقيدة الأمنية الإسرائيلية بمرحلة تحوّل عميق للتكيف مع البيئة الإقليمية الجديدة.
ويمكن القول إن العقيدة الأمنية الجديدة للكيان تسعى إلى "حسم الصراع بدل إدارته"، مع الدفع نحو "هندسة أمنية وديموغرافية جديدة"، وهي بذلك تتجاوز مفاهيم الاحتواء وإدارة الأزمات إلى مفاهيم الاستباق والحسم، من خلال ما يُعرَف بـ"المنع الاستباقي". وهي استراتيجية تهدف إلى إحباط أي تهديد محتمل قبل أن يتبلور أو يتحول إلى خطر فعلي؛ أو ما يمكن تسميته "وأد المخاطر".
وقد كان الأميركي حاضرًا في عمق إدارة الكيان للحرب في غزة والإقليم: من خلال وضع السياسات، وتقطيع الجبهات، وحشد الموارد، وممارسة الخداع. الأمر الذي يقود إلى أن هذه الحرب أميركية بقدر ما هي إسرائيلية؛ فهي حرب وجود وولادة ثانية للكيان الصهيوني برعاية أميركية، على حد تعبير المفكر الفلسطيني منير شفيق.
النزاع الروسي–الغربي، والتنافس الأميركي–الصيني، والأجواء الملتهبة في الشرق الأوسط؛ ثلاثتها عوامل تحفّز اندلاع حروب أوسع تعيد رسم معالم النظام الدولي. الأمر الذي يعني أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من الحروب والأزمات الاقتصادية.
في السياق الإقليمي، لم يكن العدوان على قطر لم يكن إلا مؤشرًا جديدًا على أنه لا أحد في مأمن من العدو الصهيوأميركي. ودليلًا إضافيًّا على أن الحرب في الإقليم إلى اتساع في الجغرافيا والأدوات لا إلى انتهاء، وأن حروبًا أخرى –غير التي حصلت– قادمة في الطريق. ففي اليوم ذاته الذي ضُربت فيه قطر، دشّن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسميًّا العمل الفعلي في سد النهضة. والواقع أن كلا الضربتين يأتيان في سياق استراتيجي متصل ينذر بمرحلة جديدة في المواجهة.
إن هذه الحرب تستهدف المقاوم وغيره: غزة والضفة، إيران وقطر، لبنان واليمن وسوريا الجديدة. فالمسألة ليست مجرد ردة فعل من العدو على فعلٍ مقاوم، بل تعبير عن مرحلة جديدة من الصراع تستهدف المنطقة بالإخضاع التام والاستباحة المطلقة. والواقع أنه في زمن "السادية السياسية"، لم يعد الاستسلام بالطريقة الكلاسيكية (اتفاق سلام) مجديًا، فالعدو لم يعد يقتنع بسقوف الإذعان والخضوع التي كانت توفرها اتفاقيات السلام والتفاهمات الأمنية، بل يريد المزيد.
💯23👍14❤5
دشّنت عملية «طوفان الأقصى» مرحلةً جديدة في الصراع مع العدو؛ فقد أثبتت الحوادث منذ ذلك اليوم المرة تلو الأخرى أن هذا الكيان قابلٌ للهزيمة، وأنه يعاني من قصور كبير مقارنةً بدعايته الاستعراضية، لولا تخلّي هذه المنطقة عن إرادتها الحرة وخضوعها لهيمنته، وبالطبع لولا الدعم الأمريكي.
لقد أظلَّ العرب "زمان الحرب"، وكُتِبَ عليهم القتال وهو كُرْهٌ لهم، وإن لم يسارعوا إلى تشكيل تحالف الضعفاء ليس لمحاربة الكيان، بل لوضع حدٍّ لعربدته، فليبشروا بقَرْنٍ جديدٍ من الإهانة، لكن في ظل السيد الإسرائيلي هذه المرة.
وصدقَ اللهُ الذي بصَّرنا بأن إسرائيل في علوّها لا تكتب نهايةَ التاريخ، بل تكتب نهايتها، {وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥)}.
لقد أظلَّ العرب "زمان الحرب"، وكُتِبَ عليهم القتال وهو كُرْهٌ لهم، وإن لم يسارعوا إلى تشكيل تحالف الضعفاء ليس لمحاربة الكيان، بل لوضع حدٍّ لعربدته، فليبشروا بقَرْنٍ جديدٍ من الإهانة، لكن في ظل السيد الإسرائيلي هذه المرة.
وصدقَ اللهُ الذي بصَّرنا بأن إسرائيل في علوّها لا تكتب نهايةَ التاريخ، بل تكتب نهايتها، {وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥)}.
💯56❤36👍6
اللَّهُمَّ، آتِنَا مَا وَعَدْتَنَا. اللَّهُمَّ، أَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا. اللَّهُمَّ، إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، تَكُنْ فِي الْأَرْضِ فِتْنَةٌ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ.
اللَّهُمَّ، آمِين، آمِين، آمِين.
❤112🙏13👍7
بعض المعطيات في ضوء اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في قطر
من بين الـ 57 دولة إسلامية في منظمة التعاون الإسلامي التي دُعِيَت للاجتماع في قطر لاتخاذ موقف من الغارة الاسرائيلية على قطر، نود الإشارة إلى المعطيات التالية:
أولا: هناك 29 دولة إسلامية تعترف اعترافًا دبلوماسيًّا قانونيًّا (De jure) بإسرائيل، وهناك 4 دول تعترف بإسرائيل اعترافًا واقعيًّا (De facto) من بينها قطر، وهناك 10 دول إسلامية "غير عربية" فقط لا تعترف بـ"إسرائيل" (أفغانستان، وبنغلاديش، وبروناي، وإندونيسيا، وإيران، وماليزيا، والمالديف، ومالي، والنيجر، وباكستان)؛ ذلك يعني أن 58% من المدعوين لقمة منظمة التعاون الإسلامي يعترفون باسرائيل قانونيًّا وواقعيًّا.
ثانيًا: يصل حجم التبادل التجاري بين الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وإسرائيل إلى حوالي 19 مليار دولار، تتصدرها في التجارة مع إسرائيل تركيا (حتى بعد الإعلان الأخير لقطع العلاقات التجارية)، تليها الإمارات العربية ومصر والأردن والمغرب وأذربيجان وكازخستان.
ثالثًا: يمكن تقسيم مواقف الدول الإسلامية إلى 3 مجموعات، هي:
1) دول أقرب للموقف الفلسطيني سياسيًّا: مثل إيران، وباكستان، وماليزيا، وبروناي، وبنغلاديش، وأفغانستان، ومالي، والنيجر، بل إن بعضها مثل تشاد استدعت سفيرها من "إسرائيل"، وشاركت بنغلاديش في رفع الدعوى في المحكمة الجنائية ضد "إسرائيل" بتهمة ممارسة الإبادة الجماعية.
2) دول أقرب في موقفها إلى الموقف الإسرائيلي: وهو ما يتضح في مواقف دول إسلامية في آسيا الوسطى خاصة، ويمكن اعتبار أذربيجان وكازاخستان الأكثر وضوحًا في هذا الجانب، بينما امتنعت طاجيكستان عن إدانة "طوفان الأقصى"، ومالت أوزبكستان إلى الدعوة لوقف التصعيد، مع ملاحظة أن جميع دول هذا الإقليم تقيم علاقات ديبلوماسية مع "إسرائيل"، وهي الأكثر قربًا من الموقف الإسرائيلي مقارنة بالأقاليم الأخرى.
3) دول حاولت الموازنة بين الطرفين بقدر ما، وهو الموقف الذي التزمت به بشكل عام بعض الدول الإفريقية، خصوصًا نيجيريا، كما أن إعلان تركيا "تعليق" تجارتها مع "إسرائيل" والتي تبلغ 8 مليارات دولار سنة 2023 يشكل خطوة مهمة، لا سيّما أن تركيا تُعدّ الشريك التجاري الأول لـ”إسرائيل” في الشرق الأوسط، ناهيك عن استمرار العلاقة الديبلوماسية بين الطرفين، إلى جانب التقارير عن تسهيلاتها لإيصال البترول للموانئ الإسرائيلية سواء من آسيا الوسطى أم من كردستان العراق.
✍ من مقال: قمة الدول الإسلامية في قطر، د. وليد عبد الحي.
https://www.facebook.com/share/p/1SQKDDxWu4/
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
❤31👍15😢9
النزوح مكافئ لخروج الروح
الإخراج من الديار ثقيل على النفس البشرية، حتى عدَّهُ القرآن مكافئًا لقتلِ النفس، {وَلَو أَنَا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُم أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنهُم} [النساء: 66]، فكأن تكليف الإنسان بالخروج من داره يساوي تكليفه بقتل نفسه.
ومن هنا، كان الإخراج من الديار من مبررات القتال في سبيل الله، {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ (39) ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ (40)} [الحج 39-40].
فقد بيّن القرآن الكريم أن الإذن للمؤمنين بالقتال إنما كان بسبب ما لحقهم من ظلم، ووضّح أن هذا الظلم مركَّب من أمرين، أحدهما: أنهم أُخْرِجوا من ديارهم بغير حق، والثاني: أنهم أُخْرِجوا بسبب أنهم قالوا: ربنا الله. وكلُّ واحد من الأمرين عظيمٌ في الظلم.
إن مجرد النزوح يكافئ خروج الروح، فكيف إذا وقع في سياق حربٍ إبادية، يشنها عدوٌّ وصفه القرآن بأنه أشد الناس عداوة للذين آمنوا؟!
كلما حاولنا أن نستقر في مكان استفزَّنا منه نزوح جديد، يرافقنا فيه -بعد عامين من الإبادة- سيلٌ من المآسي التي تُثْقِل القلب: الخوف، والفقر، والمرض، والجراح، والقهر، وافتقاد أبسط مقومات الحياة الآدمية.
في هكذا واقع، يغبط الحيُّ من سبقه إلى دار النعيم المقيم؛ لأن هذا النزوح ليس إلا موتًا بطيئًا متكررًا.
😢49❤27💯8
بلال جميل مطاوع
النزوح مكافئ لخروج الروح الإخراج من الديار ثقيل على النفس البشرية، حتى عدَّهُ القرآن مكافئًا لقتلِ النفس، {وَلَو أَنَا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُم أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنهُم} [النساء: 66]، فكأن تكليف…
Displacement is like the soul being torn away
Being driven out of one’s homeland weighs heavily on the human soul. The Qur’an even equated it with the taking of life:
“And if We had decreed upon them, "Kill yourselves" or "Leave your homes," they would not have done it, except for a few of them.” [Quran 4:66].
It is as if compelling a person to abandon his home is no less than commanding him to take his own life.
From this perspective, expulsion from one’s land is deemed a just cause for fighting in the way of Allah:
“Permission [to fight] has been given to those who are being fought, because they were wronged. And indeed, Allah is competent to give them victory. [They are] those who have been evicted from their homes without right—only because they say, ‘Our Lord is Allah’” [Quran 22:39–40].
The Qur’an makes clear that permission to fight was granted to the believers because of the oppression they suffered—a twofold injustice: first, that they were expelled from their homes without right; and second, that they were expelled merely for saying, “Our Lord is Allah.” Each of these alone is a grave act of injustice.
Indeed, mere displacement is tantamount to the soul’s departure. So what if it occurs in the context of a genocidal war, waged by an enemy whom the Qur’an describes as the most hostile of all people toward the believers?
Whenever we attempt to settle in one place, we are driven out with another displacement—accompanied, after years of extermination, by a flood of calamities that burden the heart: fear, poverty, disease, wounds, oppression, and the loss of even the most basic elements of human dignity.
In such a reality, the living envy those who have preceded them to the abode of Everlasting Bliss—for this displacement is nothing but a slow, repeated death.
😢19❤10💯5
"السلام مجرد وهم؛ فكما لم يكن هناك سلام من قبل، فربما لن يكون هناك سلام في المستقبل. فالأمر في حقيقته يعود إلى وجود طرفين، أحدهما يريد الهيمنة، وهذا يعني أن طرفًا آخر يجب أن يخضع" (توم برَّاك، المندوب السامي الأمريكي لسوريا).
لم يكن السلام يومًا غير ما قاله هذا المستعمِر. صحيح أن صريح حدَّ الوقاحة، كرئيس بلاده الحالي، لكنها الوقاحة التي عساها تبصِّر الأعمى بالحقائق العارية.
لكنه، في الوقت نفسه، يرى أنه في تلك المنطقة من العالم، "الشرق الأوسط"، لا يوجد مرادف دقيق لكلمة "الخضوع" باللغة العربية؛ وبالتالي لا يمكن للعرب أن يخضعوا. يقول هذا في ظل خضوع رسمي وشعبي غير مسبوق تمرّ به هذه المنطقة.
يمكن فهم كلامه في اتجاهين: الأول، أن الخضوع المطلوب أمريكيًّا وإسرائيليًّا في هذه المرحلة أكبر بكثير مما تقدمه هذه المنطقة الخاضعة -في معظمها- أصلًا. ومن هنا فهو يرى أن اللبنانيين -فيما يتعلق بسحب سلاح حزب الله- لا يفعلون شيئًا سوى الكلام، وأنهم لم يقوموا بأي عمل فعلي بهذا الصدد، مع أن أمريكا تسلحهم ليقاتلوا أبناء شعبهم "حزب الله" كما يقول؛ ولهذا فإن إسرائيل ستظل تمارس نزع السلاح على طريقتها.
الثاني: أن وجود رافضي الخضوع، على قلتهم، وبرغم المحاولات المستمرة لسحقهم من قِبَل حلف الاستعمار والاستبداد، هم الذين يقفون سدًّا في وجه الهيمنة واستباحة المنطقة؛ ولهذا يخشى المستعمِر بقاءهم وتأثيرهم، ولا يثق بالعرب ما دامت بلادهم تجود بمثلهم!
وإذا كانت هذه القلّة لا تعرف الخضوع والمستعمِر في ذروة جبروته، فهذا معناه أن المعارك ستستمر، إلى أن تكون العاقبة لهم بإذن الله؛ فـ {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
لم يكن السلام يومًا غير ما قاله هذا المستعمِر. صحيح أن صريح حدَّ الوقاحة، كرئيس بلاده الحالي، لكنها الوقاحة التي عساها تبصِّر الأعمى بالحقائق العارية.
لكنه، في الوقت نفسه، يرى أنه في تلك المنطقة من العالم، "الشرق الأوسط"، لا يوجد مرادف دقيق لكلمة "الخضوع" باللغة العربية؛ وبالتالي لا يمكن للعرب أن يخضعوا. يقول هذا في ظل خضوع رسمي وشعبي غير مسبوق تمرّ به هذه المنطقة.
يمكن فهم كلامه في اتجاهين: الأول، أن الخضوع المطلوب أمريكيًّا وإسرائيليًّا في هذه المرحلة أكبر بكثير مما تقدمه هذه المنطقة الخاضعة -في معظمها- أصلًا. ومن هنا فهو يرى أن اللبنانيين -فيما يتعلق بسحب سلاح حزب الله- لا يفعلون شيئًا سوى الكلام، وأنهم لم يقوموا بأي عمل فعلي بهذا الصدد، مع أن أمريكا تسلحهم ليقاتلوا أبناء شعبهم "حزب الله" كما يقول؛ ولهذا فإن إسرائيل ستظل تمارس نزع السلاح على طريقتها.
الثاني: أن وجود رافضي الخضوع، على قلتهم، وبرغم المحاولات المستمرة لسحقهم من قِبَل حلف الاستعمار والاستبداد، هم الذين يقفون سدًّا في وجه الهيمنة واستباحة المنطقة؛ ولهذا يخشى المستعمِر بقاءهم وتأثيرهم، ولا يثق بالعرب ما دامت بلادهم تجود بمثلهم!
وإذا كانت هذه القلّة لا تعرف الخضوع والمستعمِر في ذروة جبروته، فهذا معناه أن المعارك ستستمر، إلى أن تكون العاقبة لهم بإذن الله؛ فـ {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
🔗 رابط اللقاء كاملًا لمن أراد المتابعة: https://youtu.be/Yppp_DKa0sw?si=i7oBbrdWUgWXxWTX
YouTube
مقابلة خاصة لسكاي نيوز عربية مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك | #سكاي_خاص
اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، أن السلام في الشرق الأوسط "مجرد وهم"، ووصف اعتراف بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بالدولة الفلسطينية بأنه "غير مفيد". وأضاف براك، في حديثه لبرنامج "الحقيقة مع هادلي غامبل" على قناة "سكاي نيوز عربية": "عندما نقول…
💯35❤15
العرب والمسلمون -رسميًّا وشعبيًّا- إلا مَن رحم ربك، وقليل جدًّا ما هم؛ صُمٌّ عن سماع آهاتنا، بُكْمٌ عن الصَّدْع بمأساتنا، عُمْيٌ عن رؤية مشاهد الإبادة. وهم إلى اللحظة قومٌ لا يعقلون ولا يرجعون.
The Arabs and MuslimsMuslims—officially and popularly—except for those upon whom the mercy of your Lord rests, and they are exceedingly few—remain deaf to our cries of pain, dumb before our tragedy, and blind to the scenes of genocide. To this very moment, they are a people who neither understand nor return to the right path of supporting their brothers.
The Arabs and MuslimsMuslims—officially and popularly—except for those upon whom the mercy of your Lord rests, and they are exceedingly few—remain deaf to our cries of pain, dumb before our tragedy, and blind to the scenes of genocide. To this very moment, they are a people who neither understand nor return to the right path of supporting their brothers.
😢62💯16❤7
وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللهِ نُصْرَتُهُ
إِنْ تَلْقَهُ الْأُسْدُ فِي آجَامِهَا تَجِمِ
وَلَنْ تَرَى مِنْ وَلِيٍّ غَيْرَ مُنْتَصِرٍ
بِهِ وَلَا مِنْ عَدُوٍّ غَيْرَ مُنْقَصِمِ
إِنْ تَلْقَهُ الْأُسْدُ فِي آجَامِهَا تَجِمِ
وَلَنْ تَرَى مِنْ وَلِيٍّ غَيْرَ مُنْتَصِرٍ
بِهِ وَلَا مِنْ عَدُوٍّ غَيْرَ مُنْقَصِمِ
✍ البوصيري
❤57
في قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ}، قال الإمام الرازي: "دَلَّتِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ الْحَقَّ ثَقِيلٌ، وَأَنَّ الْمِحَنَ تُلَازِمُهُ، فَلِذَلِكَ قَرَنَ بِهِ التَّوَاصِيَ".
ولما كان التواصي بالحق أمرًا ثقيلًا، لا سيما في أزمنة المحنة وغربة الدين، أتبعه الله بالتواصي بالصبر، إذ الصبر مفتاح الثبات على الحق، والله أعلم.
ولما كان التواصي بالحق أمرًا ثقيلًا، لا سيما في أزمنة المحنة وغربة الدين، أتبعه الله بالتواصي بالصبر، إذ الصبر مفتاح الثبات على الحق، والله أعلم.
❤72👍8
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (٤٤)}.
ترشد الآيتان الكريمتان من سورة الزخرف إلى أن الاستمساك بالوحي المنزَّل من عند الله يجمع بين منافع الدين ومصالح الدنيا؛ فأما منافع الدين، فإن هذا الكتاب هو الصراط المستقيم الذي يعصم سالكه من الضلال، وأما منافع الدنيا، فإن التمسك بالقرآن يورث صاحبه الشرف والرفعة والذكر الحسن بين الناس، وهو أمر جُبِلَت النفوس على محبته. ولو لم يكن الذكر الجميل أمرًا مرغوبًا فيه، لما منَّ الله به على محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}، ولما طلبه إبراهيم -عليه السلام- حيث قال: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} [الشعراء: ٨٤].
❤67👍4
رَبَّنَا، إِنَّ أَعْدَاءَنَا وَأَوْلِيَاءَهُمْ قَدْ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ، فَصُبَّ عَلَيْهِمْ سَوْطَ عَذَابٍ، إِنَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ.
اللهم آمين
❤106🙏13💯8
على وقع اصطفاف الجميع خلف خطة مجرم الإبادة الجماعية "نتنياهو"، فإنه في غمرة حرب الإبادة المستمرة منذ عامين، كلما حطَّ بنا المقام في منزلة من منازل الابتلاء الشديد: الاستيئاس، واستبطاء الفرج، والخِذلان، والتكذيب، وقلة النصير، وشح الخيارات، ظننَّاه نهاية المطاف؛ فما تلبث أن تأتي محنة أصعب من التي قبلها، لندرك أن الابتلاءات يرقِّق بعضها بعضًا، وأن الاستيئاس لم يبلغ مداه، وأن ثمة خِذلانًا وتكذيبًا أشد، وأن الفرج قد يتأخر أكثر، وأن النصير قد ينعدم، وأن الأفق البشري قد ينسد، وأن المحنة اللاحقة أصعب وقعًا وأشد امتحانًا مما سبقها. وصلوات الله وسلامه على الرسل الذين ابتُلوا ثم كانت لهم العاقبة.
نسأل الله أن يلهم المقاومة رشدها، لما فيه خير العباد والبلاد.
نسأل الله أن يلهم المقاومة رشدها، لما فيه خير العباد والبلاد.
❤158👍24😢24
عن ثوبان -رضي الله عنه-، أن النبي ﷺ قال:
"إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأحْمَرَ والأبْيَضَ، وإنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتي أنْ لا يُهْلِكَها بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا يُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنِّي إذا قَضَيْتُ قَضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ، وإنِّي أعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أنْ لا أُهْلِكَهُمْ بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، ولَوِ اجْتَمَع عليهم مَن بأَقْطارِها -أوْ قالَ: مَن بيْنَ أقْطارِها- حتَّى يَكونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا" (صحيح مسلم). وفي ختام رواية أحمد وغيره: "ولا تزال طائفةٌ مِن أُمَّتي على الحقِّ ظاهرينَ لا يضُرُّهم مَن خَالَفهم حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ".
سأل النبي ﷺ ربه ألا يهلك أمته بجدبٍ عامٍّ، وألا يسلط عليها عدوًّا من الكفار يستبيح بيضتهم. وقد أعطاه الله المسألتين؛ فلن تهلك الأمة كلها بقحط عام، ولن يسلط عليها عدوًا يستأصلها استئصالًا كاملًا، ولو اجتمع على حربها مَن بأقطار الأرض جميعًا.
نعم، قد يهلك جدب أو قحط طائفة من المسلمين، لكن ليس جميعهم، وقد يستبيح العدو بيضة بعض المسلمين أو كثيرا منهم، لكن لا يمكن أن يستأصل شأفتهم جميعًا في الزمان الواحد.
وإجابة المسألة الثانية مشروطة بما إذا اجتنب المسلمون الاختلاف والتناحر، فإنه إذا وقع ذلك منهم، تَفرَّقَت جَماعتهم، واشتَغَلَ بعضُهم ببَعضٍ عن جِهادِ العَدوِّ، وحينئذ تَقْوى شَوكةُ العدوِّ ويَسْتولى عليهم، وقد تكرر وقوع هذا في التاريخ القديم والحديث.
يشير الحديث إلى العامل الداخلي ودوره المحوري في ظهور الكفار على المسلمين؛ فلولا التنازع وما يجره من فشلٍ وذهابٍ للريح، لما ظهروا عليهم، حتى وإن كانوا أقوى عدة وعددًا. والتاريخ شاهد أن المسلمين ثبتوا في وجه موجات الكفار رغم قلة العتاد وكثرة التضحيات، ولم يغلبوا إلا حين دبَّ فيهم الخلاف.
يحمل الحديث من البشرى، بقدر ما يحمله من النذير العظيم، وذلك أنه إذا حصل في الأمة اختلاف وتنازع وانشغال بعضها ببعض، فإن العدو -كما يُفهَم من الحديث- قد يستبيح بيضة المسلمين جميعا. فهل يمكن أن يحصل هذا؟!
قد يظهر العدو على الأمة، ظهورًا يظن المراقب معه أنها كالجسد الذي فارقته الروح، وأن العدو قد تمكن من المسلمين جميعهم. لكن الله تكفل بأن الحقَّ لا يَنقطِعُ في أُمَّةِ الإسلامِ؛ فهناك مَن يَتوارَثُه جِيلًا بعدَ جِيلٍ، ولهذا لا يزال في الأمة طائفة على الحق، حتى يأتي أمرُ اللهِ، وهي الريح الطيبة تكون قبل قيام الساعة تقبض أرواح المؤمنين.
هذه الطائفة المنصورة هي غياث الأمم في التِّياث الظُّلَم، ورمق المقاومة الأخير في وجه الباطل، وإن هلاكها يعنى الهيمنة التامة للباطل، وهذا ممتنع؛ لأنه يستلزم فوات سنة المدافعة بين الحق والباطل، والتي تقتضي وجود حقٍّ (وإن ضَعُف) وباطل يتدافعان.
ولأجل هذا جاء في ختام الروايات المطوّلة للحديث ذكر الطائفة المنصورة، والتي مجرّد بقائها، ولو مُثْقَلة بالجراح، مؤذن ببقاء الحق في العالَمين. وتلك من الحسرة في قلوب الكافرين، الذين ينفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله، ثم لا يُغلبون فحسب، بل هم في الآخرة إلى جهنم يُحشرون.
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
"إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها، وأُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأحْمَرَ والأبْيَضَ، وإنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتي أنْ لا يُهْلِكَها بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا يُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبِّي قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنِّي إذا قَضَيْتُ قَضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ، وإنِّي أعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أنْ لا أُهْلِكَهُمْ بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، ولَوِ اجْتَمَع عليهم مَن بأَقْطارِها -أوْ قالَ: مَن بيْنَ أقْطارِها- حتَّى يَكونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا" (صحيح مسلم). وفي ختام رواية أحمد وغيره: "ولا تزال طائفةٌ مِن أُمَّتي على الحقِّ ظاهرينَ لا يضُرُّهم مَن خَالَفهم حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ".
سأل النبي ﷺ ربه ألا يهلك أمته بجدبٍ عامٍّ، وألا يسلط عليها عدوًّا من الكفار يستبيح بيضتهم. وقد أعطاه الله المسألتين؛ فلن تهلك الأمة كلها بقحط عام، ولن يسلط عليها عدوًا يستأصلها استئصالًا كاملًا، ولو اجتمع على حربها مَن بأقطار الأرض جميعًا.
نعم، قد يهلك جدب أو قحط طائفة من المسلمين، لكن ليس جميعهم، وقد يستبيح العدو بيضة بعض المسلمين أو كثيرا منهم، لكن لا يمكن أن يستأصل شأفتهم جميعًا في الزمان الواحد.
وإجابة المسألة الثانية مشروطة بما إذا اجتنب المسلمون الاختلاف والتناحر، فإنه إذا وقع ذلك منهم، تَفرَّقَت جَماعتهم، واشتَغَلَ بعضُهم ببَعضٍ عن جِهادِ العَدوِّ، وحينئذ تَقْوى شَوكةُ العدوِّ ويَسْتولى عليهم، وقد تكرر وقوع هذا في التاريخ القديم والحديث.
يشير الحديث إلى العامل الداخلي ودوره المحوري في ظهور الكفار على المسلمين؛ فلولا التنازع وما يجره من فشلٍ وذهابٍ للريح، لما ظهروا عليهم، حتى وإن كانوا أقوى عدة وعددًا. والتاريخ شاهد أن المسلمين ثبتوا في وجه موجات الكفار رغم قلة العتاد وكثرة التضحيات، ولم يغلبوا إلا حين دبَّ فيهم الخلاف.
يحمل الحديث من البشرى، بقدر ما يحمله من النذير العظيم، وذلك أنه إذا حصل في الأمة اختلاف وتنازع وانشغال بعضها ببعض، فإن العدو -كما يُفهَم من الحديث- قد يستبيح بيضة المسلمين جميعا. فهل يمكن أن يحصل هذا؟!
قد يظهر العدو على الأمة، ظهورًا يظن المراقب معه أنها كالجسد الذي فارقته الروح، وأن العدو قد تمكن من المسلمين جميعهم. لكن الله تكفل بأن الحقَّ لا يَنقطِعُ في أُمَّةِ الإسلامِ؛ فهناك مَن يَتوارَثُه جِيلًا بعدَ جِيلٍ، ولهذا لا يزال في الأمة طائفة على الحق، حتى يأتي أمرُ اللهِ، وهي الريح الطيبة تكون قبل قيام الساعة تقبض أرواح المؤمنين.
هذه الطائفة المنصورة هي غياث الأمم في التِّياث الظُّلَم، ورمق المقاومة الأخير في وجه الباطل، وإن هلاكها يعنى الهيمنة التامة للباطل، وهذا ممتنع؛ لأنه يستلزم فوات سنة المدافعة بين الحق والباطل، والتي تقتضي وجود حقٍّ (وإن ضَعُف) وباطل يتدافعان.
ولأجل هذا جاء في ختام الروايات المطوّلة للحديث ذكر الطائفة المنصورة، والتي مجرّد بقائها، ولو مُثْقَلة بالجراح، مؤذن ببقاء الحق في العالَمين. وتلك من الحسرة في قلوب الكافرين، الذين ينفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله، ثم لا يُغلبون فحسب، بل هم في الآخرة إلى جهنم يُحشرون.
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
❤88👍7💯6
ما بين تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة تمضي مسيرة المقاومة إلى أن يُطرَد المحتلون من أرضنا أذلة وهم صاغرون.
حفظ الله شعبنا ومقاومتنا
❤95💯8👍4
بلال جميل مطاوع
ما بين تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة تمضي مسيرة المقاومة إلى أن يُطرَد المحتلون من أرضنا أذلة وهم صاغرون. حفظ الله شعبنا ومقاومتنا
Between the pessimism of the intellect and the optimism of the will, the march of resistance continues until the occupier is expelled from our land.
May Allah protect our people and our resistance.
❤28💯3👍1
في واقع الابتلاء العظيم الذي نعيشه، حيث عدوٌّ يسحقُ ويُبيدُ كلَّ مظاهرِ الحياة: الإنسانَ، والقيمَ، والعمرانَ، يستغرب بعضُ الناس من مستوى الانحطاط الديني أو الوطني أو الأخلاقي الذي يصل إليه البعضُ في مثلِ هذه الظروف التي لا يسعُ العاقلَ فيها إلا الاصطفافَ خلفَ أمتِه وشعبِه، مهما كانت التضحيات.
ومع ذلك، تجد من الناس من يصبح امتدادًا لمشاريعِ الاحتلال السياسية والأمنية، ومرتبطًا به ارتباطًا عضويًّا في بعض الأحيان. وتجلياتُ هذا في الواقع أظهرُ من أن يُسمَّى أصحابُها بأسمائهم.
وكلما انحطَّ البعضُ درجةً، زاد عجبُ الناس من حولهم: كيف يمكن لعاقلٍ وطنيٍّ -فضلًا عن مسلم- أن ينحدرَ إلى هذه الدركات من السقوط؟! فيقولون حينئذ: السقوط لا قاعَ له!
قد يزول العجبُ إذا عُلِم أنَّه في زمنِ اشتدادِ الفتن، ووقوعِ الأحداثِ العظام، وقربِ قيامِ الساعة، سينحدر أمرُ الديانة عند بعض الناس. ومن مظاهر ذلك قولُ النبي ﷺ: "وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ" (مسند أحمد).
والحديث يتحدث عن سلوك يقع من قبائل لا من أفراد، فنسأل الله السلامة.
أما لحوقُ قبائلَ من الأمة بالمشركين، فالمقصود أنهم يَلحقون بهم في الاعتقاد، كما حصل في رِدَّةِ بعض القبائل بعد وفاة النبي ﷺ، وقد يقترن بهذا اللحوقُ الاعتقادي لحوقُهم بدِيارِهم أيضًا.
وإذ قد وقع أن لحقت قبائلُ من الأمة بالمشركين بعد وفاة النبي ﷺ في خلافةِ الصدِّيق رضي الله عنه، فما الظنُّ بواقعِنا اليوم الذي ظهر فيه الباطلُ وأهلُه ظهورًا حتى ليظنَّ الرائي زَهوقَ الحقِّ تمامًا!
وأما عبادةُ الأوثان، وهي مظهرٌ من مظاهرِ اللحاقِ بالمشركين، فتحتمل عبادةَ الأصنامِ حقيقةً، ويؤيِّده حديث: "لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ والْعُزَّى" (صحيح مسلم)، أو مجازًا، كعبادةِ الدينارِ والدرهم، وعبادةِ أمريكا من دون الله أو مع الله!
ما تقدم، ليس مدعاة للانتحار باليأس والقنوط والقعود عن العمل، بل هو مدعاةٌ للعمل على بصيرة. فقد كان النبي ﷺ يُخبِرُ الصحابةَ -رضوان الله عليهم- بما سيكونُ في أمته بعد موته من الفتن والعظائم، تعليمًا وتعريفًا للأمةِ كلِّها بما سيحدث فيها، حتى يجتنبوا دواعيه، ويكونوا على حذرٍ، ويسارعوا إلى معالجته عند حدوثه.
إنه لا عاصمَ من الزيغِ إلا بالاعتصامِ بالإيمان، وإن المعركةَ مع الباطل في أصلِها معركةُ قلوبٍ وإيمانٍ قبل أن تكون معركةَ عقولٍ وحِراب. ونسأل مقلبَ القلوب أن يثبِّت قلوبَنا على دينِه. اللهم آمين.
ومع ذلك، تجد من الناس من يصبح امتدادًا لمشاريعِ الاحتلال السياسية والأمنية، ومرتبطًا به ارتباطًا عضويًّا في بعض الأحيان. وتجلياتُ هذا في الواقع أظهرُ من أن يُسمَّى أصحابُها بأسمائهم.
وكلما انحطَّ البعضُ درجةً، زاد عجبُ الناس من حولهم: كيف يمكن لعاقلٍ وطنيٍّ -فضلًا عن مسلم- أن ينحدرَ إلى هذه الدركات من السقوط؟! فيقولون حينئذ: السقوط لا قاعَ له!
قد يزول العجبُ إذا عُلِم أنَّه في زمنِ اشتدادِ الفتن، ووقوعِ الأحداثِ العظام، وقربِ قيامِ الساعة، سينحدر أمرُ الديانة عند بعض الناس. ومن مظاهر ذلك قولُ النبي ﷺ: "وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ" (مسند أحمد).
والحديث يتحدث عن سلوك يقع من قبائل لا من أفراد، فنسأل الله السلامة.
أما لحوقُ قبائلَ من الأمة بالمشركين، فالمقصود أنهم يَلحقون بهم في الاعتقاد، كما حصل في رِدَّةِ بعض القبائل بعد وفاة النبي ﷺ، وقد يقترن بهذا اللحوقُ الاعتقادي لحوقُهم بدِيارِهم أيضًا.
وإذ قد وقع أن لحقت قبائلُ من الأمة بالمشركين بعد وفاة النبي ﷺ في خلافةِ الصدِّيق رضي الله عنه، فما الظنُّ بواقعِنا اليوم الذي ظهر فيه الباطلُ وأهلُه ظهورًا حتى ليظنَّ الرائي زَهوقَ الحقِّ تمامًا!
وأما عبادةُ الأوثان، وهي مظهرٌ من مظاهرِ اللحاقِ بالمشركين، فتحتمل عبادةَ الأصنامِ حقيقةً، ويؤيِّده حديث: "لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ والْعُزَّى" (صحيح مسلم)، أو مجازًا، كعبادةِ الدينارِ والدرهم، وعبادةِ أمريكا من دون الله أو مع الله!
ما تقدم، ليس مدعاة للانتحار باليأس والقنوط والقعود عن العمل، بل هو مدعاةٌ للعمل على بصيرة. فقد كان النبي ﷺ يُخبِرُ الصحابةَ -رضوان الله عليهم- بما سيكونُ في أمته بعد موته من الفتن والعظائم، تعليمًا وتعريفًا للأمةِ كلِّها بما سيحدث فيها، حتى يجتنبوا دواعيه، ويكونوا على حذرٍ، ويسارعوا إلى معالجته عند حدوثه.
إنه لا عاصمَ من الزيغِ إلا بالاعتصامِ بالإيمان، وإن المعركةَ مع الباطل في أصلِها معركةُ قلوبٍ وإيمانٍ قبل أن تكون معركةَ عقولٍ وحِراب. ونسأل مقلبَ القلوب أن يثبِّت قلوبَنا على دينِه. اللهم آمين.
❤73💯12😢8
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله ﷺ قال: "إن الله يُبْغضُ الفُحْش والتَّفَحُّش، والذي نفسُ محمَّد بيده، لا تقوُم الساعةُ حتى يُخوَّنَ الأمينُ، ويُؤتَمَنَ الخائن، حتى يظهر الفُحْش والتفحُّش، وقطيعةُ الأرحام، وسوءُ الجِوِارِ. والذي نفس محمَّد بيده، إن مَثل المؤمن لَكَمَثَل القطْعة من الذهب، نفخ عليها صاحبُها فلم تَغيَّرْ ولم تَنْقُصْ، وِاِلذي نفس محمَّد بيده، إن مَثلِ المؤمن لَكَمَثَلِ النَّحْلَة، أكَلَتْ طِيّباً، ووضعتْ طيّباً، ووقَعَتْ فلم تُكْسَرْ ولم تَفْسُدْ" (مسند أحمد).
في ظلِّ الواقع المتردِّي الذي يتحدَّث عنه الشطرُ الأول من الحديث، يُبرِزُ شطرُه الثاني بعضَ أوصافِ المؤمنين، وهم خيارُ الناس في ذلك الزمان.
فالمؤمنُ، برغمِ شدَّة الابتلاء، ثابتٌ على دينه، لا يتغيَّر إيمانه ولا ينقص. يُعرَضُ أهل الإيمان على الفتنة فيثبتون، ويخرجون منها صافيةً عناصرُهم، خالصةً قلوبُهم، كما تَفْتِن النارُ الذهبَ لتفصلَ بينه وبين العناصرِ الرخيصةِ العالقةِ به، وكذلك تصنعُ الفتنةُ بالقلوب. ثم إنه في علاقاتهِ التعامليةِ مع الناسِ كالنحلة، فكلاهما يمتازُ بقلَّةِ المُؤْنَة، وكثرةِ النفع، والتنزُّهِ عن الأقذار، وقلَّةِ الأذى، وحُسنِ الأثر.
في ظلِّ الواقع المتردِّي الذي يتحدَّث عنه الشطرُ الأول من الحديث، يُبرِزُ شطرُه الثاني بعضَ أوصافِ المؤمنين، وهم خيارُ الناس في ذلك الزمان.
فالمؤمنُ، برغمِ شدَّة الابتلاء، ثابتٌ على دينه، لا يتغيَّر إيمانه ولا ينقص. يُعرَضُ أهل الإيمان على الفتنة فيثبتون، ويخرجون منها صافيةً عناصرُهم، خالصةً قلوبُهم، كما تَفْتِن النارُ الذهبَ لتفصلَ بينه وبين العناصرِ الرخيصةِ العالقةِ به، وكذلك تصنعُ الفتنةُ بالقلوب. ثم إنه في علاقاتهِ التعامليةِ مع الناسِ كالنحلة، فكلاهما يمتازُ بقلَّةِ المُؤْنَة، وكثرةِ النفع، والتنزُّهِ عن الأقذار، وقلَّةِ الأذى، وحُسنِ الأثر.
❤92👍7💯6
أمانة الإيمان
كيف يُعدّ اللهُ أولياءه لحمل الرسالة الكبرى؟
إنَّ الإيمانَ أمانةُ اللهِ في الأرضِ، لا يَحْمِلُها إلا مَنْ هُمْ لها أهل وفيهم على حَمْلها قدرة، وفي قلوبهم تَجَرُّد لها وإخلاص، وإلا الذين يؤثرونها على الراحة والدعة، وعلى الأمن والسلامة، وعلى المتاع والإغراء، وإنها لأمانة الخلافة في الأرض، وقيادة الناس إلى طريق الله، وتحقيق كلمته في عالم الحياة، فهي أمانة كريمة، وهي أمانة ثقيلة، وهي من أمر الله يضطلع بها الناس، ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاء.
ومن الفتنة أن يتعرَّض المؤمن للأذى من الباطل وأهله، ثم لا يجد النصير الذي يسانده ويدفع عنه، ولا يملك النصرة لنفسه ولا المنعة، ولا يجد القوة التي يواجه بها الطغيان، وهذه هي الصورة البارزة للفتنة، المعهودة في الذهن حين تذكر الفتنة، ولكنها ليست أعنف صور الفتنة، فهناك فتن كثيرة في صور شتى، ربما كانت أَمَرَّ وأدهى.
هناك فتنة الأهل والأحياء الذين يَخْشَى عليهم أن يصيبهم الأذى بسببه، وهو لا يملك عنهم دَفْعًا، وقد يهتفون به ليسالم أو ليستسلم، وينادونه باسم الحب والقرابة، واتقاء الله في الرحم التي يعرّضها للأذى أو الهلاك، وقد أُشِيرَ في هذه السورة (سورة العنكبوت) إلى لونٍ من هذه الفتنة مع الوالدين وهو شاقٌّ عسير.
وهناك فتنة إقبال الدنيا على المبطلين، ورؤية الناس لهم ناجحين مرموقين، تهتف لهم الدنيا، وتصفق لهم الجماهير، وتتحطم في طريقهم العوائق، وتُصَاغ لهم الأمجاد، وتصفو لهم الحياة. وهو مُهْمَل مُنْكَر لا يُحِسُّ به أحد، ولا يُحَامِي عنه أحد، ولا يشعر بقيمة الحق الذي معه إلا القليلون من أمثاله الذين لا يملكون من أمر الحياة شيئًا.
وهنالك فتنة الغربة في البيئة والاستيحاش بالعقيدة، حين ينظر المؤمن فيرى كل ما حوله وكل من حوله غارق في تيار الضلالة وهو وحده موحش عريب طريد.
وهناك فتنة من نوع آخر قد نراها بارزة في هذه الأيام، فتنة أن يجد المؤمن أممًا ودولًا غارقة في الرذيلة، وهي مع ذلك راقية في مجتمعها، متحضرة في حياتها، يجد الفرد فيها من الرعاية والحماية ما يناسب قيمة الإنسان، ويجدها غنية قوية، وهي مُشَاقَّة لله!
وهنالك الفتنة الكبرى، أكبر من هذا كله وأعنف، فتنة النفس والشهوة، وجاذبية الأرض، وثِقْلَة اللحم والدم، والرغبة في المتاع والسلطان، أو في الدعة والاطمئنان. وصعوبة الاستقامة على صراط الإيمان والاستواء على مرتقاه، مع المعوقات والمثبطات في أعماق النفس، وفي ملابسات الحياة، وفي منطق البيئة، وفي تصورات أهل الزمان!
فإذا طال الأمد، وأبطأ نصر الله، كانت الفتنة أشد وأقسى، وكان الابتلاء أشد وأعنف، ولم يثبت إلا من عصم الله، وهؤلاء هم الذين يحققون في أنفسهم حقيقة الإيمان، ويؤتمنون على تلك الأمانة الكبرى، أمانة السماء في الأرض، وأمانة الله في ضمير الإنسان.
وما بالله -حاشا لله- أن يعذب المؤمنين بالابتلاء، وأن يؤذيهم بالفتنة، ولكنه الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة، فهي في حاجة إلى إعداد خاص لا يتم إلا بالمعاناة العملية للمشاق، وإلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات، وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام، وإلا بالثقة الحقيقية في نصر الله أو في ثوابه، على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء.
والنفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث، وتستجيش كامن قواها المذخورة فتستيقظ وتتجمع، وتطرقها بعنف وشدة فيشتد عودها ويصلب ويصقل، وكذلك تفعل الشدائد بالجماعات، فلا يبقى صامدًا إلا أصلبها عودًا، وأقواها طبيعة، وأشدها اتصالًا بالله، وثقة فيما عنده من الحسنيين: النصر أو الأجر، وهؤلاء هم الذين يسلمون الراية في النهاية، مؤتمنين عليها بعد الاستعداد والاختبار.
وإنهم ليتسلمون الأمانة وهي عزيزة على نفوسهم بما أَدَّوْا لها من غالي الثمن، وبما بذلوا لها من الصبر على المحن، وبما ذاقوا في سبيلها من الآلام والتضحيات، والذي يبذل من دمه وأعصابه، ومن راحته واطمئنانه، ومن رغائبه ولذاته. ثم يصبر على الأذى والحرمان، يشعر ولا شك بقيمة الأمانة التي بذل فيها ما بذل، فلا يسلمها رخيصة بعد كل هذه التضحيات والآلام.
فأما انتصار الإيمان والحق في النهاية فأمر تكفَّل به وعدُ الله، وما يشك مؤمن في وعد الله، فإن أبطأ فلحكمة مقدَّرة، فيها الخير للإيمان وأهله، وليس أحد بأغير على الحق وأهله من الله، وحسب المؤمنين الذين تصيبهم الفتنة، ويقع عليهم البلاء، أن يكونوا هم المختارين من الله، ليكونوا أمناء على حق الله، وأن يشهد الله لهم بأن في دينهم صلابة فهو يختارهم للابتلاء. جاء في الصحيح: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء".
✍ في ظلال القرآن
❤59😢5🙏2
