خُلقنا في الحياة لخير أمرٍ
وذاك الأمر توحيد العبادةْ

ووَعْدُ الله في القرآن أنّا
به نغدو عمالقةً وسادةْ

فلا تلهيك هذي الدار عما
خُلقتَ له وكن عالي الإرادةْ

وأكثِرْ دائما من كل بِرٍّ
لتظفر بعد موتك بالسعادةْ

وهذا العمر - فاسمعني - قصيرٌ
وسَل أهل القبور ترى الشهادةْ

وهذي الدار عُقباها خرابٌ
فكيف الحرص فيها بالزيادةْ!

تبيع الدين والأخرى لِفانٍ!
فلستَ بذا ترى نِعم الإشادةْ

ويا رباه جنبّنا شرورا
وفينا فاجعل المعروف عادةْ
أمسى المجون لدى بعض الورى حَسَنا
واستعذبوا الفُحْش حتى صار ذا أدبا

أين العقول فما في الفُحْش من أدبٍ
كلا وليس ذوو الفحشاء بالأُدبا
سألتُ الله ربي ما أريدُ
ولستُ لغيره الشكوى أُجيدُ

هو الجبار يجبر كل كسرٍ
ورغم جنايتي ربي يَزيدُ!

ولي في كل مسألة ثوابٌ
وإن لم يأتِ ما قلبي يريدُ

وفي الأقدار مولانا حكيمٌ
ويفعل ما يشا إنّا عبيدُ

فلازم قرع باب الله واصبرْ
ولا تيأس فيأسُك لا يفيدُ

سيعطي اللهُ من يدعوه صدقا
وبالتقوى فأنتَ هو السعيدُ
دعابة .. ツ

إني إذا الخيل الجياد ركبتُها
فزعتْ لمن ما مثله لم تشهدِ

خافت ملوك الجن لما زرتها
والأسْد حين لقائها لم تصمدِ

لكنني بين الورى متواضعٌ
أبدي الجميل من الكلام وأبتدي

أخفي على أبناء جنسي هيبتي
كي لا تخاف إذا أتيتُ وتَبعدي
سارع إلى حصن الزواج فإنه
يحمي الفؤاد من القبيح ويحرسُ

ويصون إيمان الفتى ويزيدهُ
دينا ويَشبع بالحلال ويأنسُ

والدهر لا يخفى عليك بما بهِ
والقلب من ضَعْف التقى يتنجّسُ

والعبد يلقى العون من ربي إذا
قصد الجَنى وعن الرذائل يُحبَسُ

واحرص على ذات الديانة إنها
من كل مالٍ تشتهي هيَ أنفسُ
إله العرش لي في الموت شعرٌ
كثيرٌ ما له أبدا نظيرُ

سألتك جهرةً وسألتُ سِرا
وأنت على الذي أرجو قديرُ

أرحني بالممات فإن دهري
به شَرٌّ يزيد ويستطيرُ

يحض الخلقَ فيه على الدنايا
وكم في قبضة الفحشا أسيرُ!

فمُنّ بحُسن خاتمةٍ ومنها
لجنات الخلود غدا أسيرُ
تريد من الإله وفير رزقٍ
وطِيب العيش دون أذًى وهَمِّ

وأنت مُفرّطٌ في حق ربي
ولستَ ترى الصلاة من المهمِّ!

غفلتَ عن الدعاء ولا تبالي
وذكر الله عندك غير جمِّ!

وتعصي الله في سرٍّ وجهرٍ
بلا ندمٍ تعود لقُبحِ جُرمِ!

فكيف الله يكرم من تمادى؟!
فمنك غدا الشقاء عليك يهمي

فلو أصلحتَ دينك لاستقامتْ
أمورك فالهدى للسَّعد يُنمي
وأسترُ ما أرى في الناس عيبا
لعل الله يستر لي عيوبي

فإن تفضحْ فُضحت لعدل ربي
ومَن منّا المَلاك بلا ذنوبِ!

وسل مولاك عافية وحفظا
وقل يا نفسُ مما فيكِ توبي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
من كان في عون العباد فإنه
يلقى المعونة في الشدائد حاضرةْ

هذا الجزاء بجنسه فتنبّهوا
ولتحسنوا من أجل نيل الآخرةْ

📍 أداء: حميد الشامسي جزاه الله خيرا ..
من كان في عون العباد فإنه
يلقى المعونة في الشدائد حاضرةْ

هذا الجزاء بجنسه فتنبّهوا
ولتحسنوا من أجل نيل الآخرةْ
‏كم ضيّع المرء في الجوّال من زمنٍ
وبات فيه بغير الخير منشغلا

حتى غدا القلب كالجلمود وا أسفا
من قلة الذكر حتى عانق الزللا

يا نعم من كان بالخيرات مشتغلا
وجانب السوء طول العمر وانعزلا
عانق كتابك واستفد مما حوى
واسمع إليه إذا أتاك مكلّما

ولتعتبره كمثل ابنك إن يغبْ
فالكون في عينيك يمسي مظلما

من رام أن يحيا كنجم ساطعٍ
سيرى الكتاب إلى المعالي سلما
إني جمعتُ من الكتاب نفائسا
لأُفيد نفسي ثم غيريَ أنفعُ

فإذا كسلتُ وذاك أمر واقعٌ
أرجوه بعد الموت خلقا ينفعُ

والناس تزهد في الكتاب لجهلها
والعلم أثمن ما بعمرك تجمعُ

فاغرف من العلم الصحيح فإنه
نورٌ به تُحمى وأيضا تُرفَعُ
وللسعادة أسباب منوعة
منها رضا العبد في الضراء بالقدرِ

وخافقٌ قانعٌ بالشكر متصفٌ
لا يحسد الناس أو يسعى إلى الضرَرِ

وكثرة الذكر في صبح وفي غسقٍ
فالقلب أرضٌ وذكر الله كالمطرِ

وزوجةٌ من بنات الفضل صالحةٌ
مطيعةٌ وجهها يشفي من الكدرِ

ومسكنٌ فيه للأرواح متَّسعٌ
فضيّق الدار يدعوها إلى الضجرِ

ومركبٌ جيد لا يشتكي خللا
فيُتعب المرءَ في الأموال والعُمُرِ

وقُرب دارك ناسٌ نِعمَ معدنهمْ
أصحاب فضل ولا تخشى من الخطرِ

وعونُ من كان في ضر ونازلةٍ
فالجود أنسٌ وذو الإمساك في الحفرِ!

ودرهمٌ من حلال أنت تجمعه
يكفي ويحميك من ذلٍّ إلى البشرِ

وصاحبٌ صادق في الود ذو أدبٍ
يرجو لك الخير في ظَعْن وفي حَضَرِ

وأعظمُ الأمر توحيدٌ لبارئنا
وقَفْوُ خير الورى في الهدي والأثَرِ
إن الصديق له في القلب منزلةٌ
حتى تمناه مَن في النار واحترقا!

إن المواقف تُجلي كل خافيةٍ
ما كل ذو بسمةٍ في وده صدقا

لن تعرف الناس إلا بعد تجربةٍ
وأفضل الناس مَن في نفعك انطلقا

تلقى من الناس ما يَلقون من خُلُقٍ
والمرء يصحب مَن في طبعه اتفقا
إن الصلاة على الجنائز قُربةٌ
فيها كمثل الطُّوْر في الحسناتِ

كم فات من أجرٍ عليك لغفلةٍ
وتشاغلٍ كسلا عن الخيراتِ!

فاحرص عليها وادرِ أنك ميتٌ
واعمل لنَيل الفوز بالجناتِ
المال عزٌّ ويبني للورى شرفا
والفقر ذُلٌّ به ينحط ذو النسبِ

يقضي ذووا المال في الدنيا مآربهمْ
وصاحب الفقر في الحرمان والتعبِ!

والله قسّم هذا الرزق من حِكَمٍ
لم يظلم الناسَ أو يحرمْ بلا سببِ

والعبدُ ممتَحنٌ في كل حالتهِ
وبالتزام الهدى ينجو من العطبِ

فكن بدهرك ذا شكرٍ ومصطبرا
لا تحسد الناس إن ما رُمتَ لم تُصبِ

واعلم بأنك في فضلٍ بلا عددٍ
وانظر لحال الورى كم فيه من عجبِ!

كل ابن آدم يلقى ما يكدّرهُ
وباصطبارٍ سيُجزى عاليَ الرتبِ

وعش قنوعا عزيز النفس ذا كرمٍ
وأفرد الله بالتأليه والطلبِ

واحرص على المال من حِلٍّ تُجمّعهُ
لا تنسَ بعد الغِنى من كان في الكُرَبِ

واحذر حراما فمالُ السُّحت غايته
محقٌ وتظفر من مولاك بالغضبِ!
ألا تدري بأن الحق مرٌّ
وصاحبه بلا ذنبٍ يُعادى!

فكم لحق الألى من قبل ضرّ
ويلقى المثل من نصح العبادا

ولو بالحق تحيا في سلامٍ
لما المختار قد لقي اضطهادا

ومهما كنتَ ذا خُلُقٍ ودينٍ
فلن يرضى الذي ركب العِنادا

ستَلقَ أذيةً من كل حزبٍ
غويّ يبتغي فينا الفسادا

فلا تَدَعَنّ نور الله خوفا
ولو لاقيتَ أعداءً شِدادا

ولا تَبِع الهدى طمعا لدنيا
وهل في القبر مَن باع استفادا؟!

ولا تطغى فتأبى الحق كِبرا
فإن الله يبغض من تمادى

وكن ما عشتَ ذا شكرٍ وصبرٍ
وأنتَ على الوفا تحمي البلادا
الموتُ أمسى على المعروف أمنيةً
أرجو الأماني بأن تأتي على عجلِ

يا غافر الذنب أبغي منك مغفرةً
وجنة السَّعد واعصمني من الزللِ
📍 اللهم أحسن ختامنا ..

• قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إنه سيأتي عليكم زمان لو وَجد أحدكم الموتَ يُباع لاشتراه».

• عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «ليأتين على الناس زمان يجيء الرجل القبر فيتمرّغ عليه كما تتمرغ الدابة، يتمنى أن يكون فيه مكانَ صاحبه، ليس به حبا للقاء الله. يعني لما يرى من البلاء».

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «يوشك أن يأتي على الناس زمان يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر».

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «ليأتين على الناس زمان الموت فيه أحب إلى أحدهم من الغُسل بالماء البارد في اليوم القائظ، ثم لا يموت».


📚 انظر: السنن الواردة في الفتن (١٨١)، وحلية الأولياء ٣٨٤/١، والفتن لنعيم بن حماد (١٤٤)، (١٤٥).
2025/10/27 02:24:57
Back to Top
HTML Embed Code: