Telegram Web Link
الدلالة على أهل العلم فضل عظيم وباب واسع من أبواب الخير
أيسر طريقة وأعظم أجرا
اقره القرآن على قوله:
(أنا أنبئكم بتأويله)
لأن الدلالة على العلماء دلالة على العلم نفسه وتبليغ له


﴿وَقَالَ ٱلَّذِی نَجَا مِنۡهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعۡدَ أُمَّةٍ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِیلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ ۝٤
قراءة القرآن عند المريض تخفف مرضه بإذن الله.

عن طلحة بن مصرف، قال: دخلت على خيثمة -يعني ابن عبد الرحمن- وهو مريض، فقلت: إني أراك اليوم صالحًا، قال: نعم، قرئ عندي القرآن وكان يقال: إذا قرئ عند مريض القرآن وجد لذلك خفة
قال ابن حجر
أثر صحيح
[ليس لك من الأمر شيء]
قال الطبري رحمه الله:
وتأويل قوله:"ليس لك من الأمر شيء"، ليس إليك، يا محمد، من أمر خلقي إلا أن تنفذ فيهم أمري، وتنتهيَ فيهم إلى طاعتي، وإنما أمرهم إليّ والقضاء فيهم بيدي دون غيري، أقضى فيهم وأحكمُ بالذي أشاء، من التوبة على من كفر بي وعصاني وخالف أمري، أو العذاب إما في عاجل الدنيا بالقتل والنّقَم المبيرة، وإما في آجل الآخرة بما أعددتُ لأهل الكفر...اه

ليس لك من الأمر شيء
ينبغي للمؤمن أن يعلقها على أبواب قلبه

ترى ثناء الناس على رجل فيه مظاهر الفسق والفجور وقد أعطي الذكر الحسن
(ليس لك من الأمر شيء)
ترى جنازة مكتظة تتبع من علمت عنه القصور والمعصية والذنوب
(ليس لك من الأمر شيء)
ترى الدعوات بالخير تلاحق من يجاهر بالمعصية
(ليس لك من الأمر شيء)
ترى أبواب الرزق والعطاء تساق إلى من تراه سفيها أو فاسقا
(ليس لك من الأمر شيء)
تسمع قصة من أحد هؤلاء العصاة عن استجابة الله لدعائه أو تفريج كربته أو توفيقه له
(ليس لك من الأمر شيء)
ترى من عمره كله في الفجور يختم له بخاتمة حسنة
(ليس لك من الأمر شيء)
لا تقل هذا استدراج أو عقوبته في الآخرة أو والله لا يفلح فلان أو لا يغفر الله لفلان
(ليس لك من الأمر شيء)
الأمر كله لله
والغيب كله لله
من آثار الإيمان أن تكره المعصية وتكره أهلها
لكن لا يحملك على التألي على ربك
واعلم أنك في ابتلاء على الدوام
وأن ما تراه تختبر به
هل تقيم قلبك على التسليم والرضا والأدب
أم تزل قدمك إلى الاعتراض ...
إطالة الشكوى مظنة إجابة:

سورة نوح
من قوله تعالى
قَالَ رَبِّ إِنِّی دَعَوۡتُ قَوۡمِی لَیۡلࣰا وَنَهَارࣰا ۝٥ إلى آخرها:
دعاء
وشكوى طويلة...
٢٨ آية
كلها
دعاء.
طول الشكوى مظنة الإجابة.
قل في دعائك القصة كاملة
الله يعلمها : نعم
لكنه يحب المتضرعين.
الدعاء والذكر الحسن....

في قصص الأنبياء
يذكر الله تعالى دعوات الأنبياء
ثناء عليهم بها
وفيه إشارة أن كثرة الدعاء من أعظم
أسباب الذكر الحسن.
(بيدك الخير)
تقديم شبه الجملة
لإفادة الإختصاص
(الخير)
الألف واللام المستغرقة للجنس

أي بيده وحده ليس عند أحد غيره
لا أحد غير الله بيده مثقال ذرة من خير
الدنيا والآخرة
والخير كله
كل خير
ما تتطلع إليه النفوس من مال وولد ومنصب وصحة وسعادة وهداية وتوفيق ونجاة وراحة وهناء ودنيا وآخرة
كله بيد الله
وحده.
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)

جاءت هذه البشارة والوعد في لحظة صعبة وحزينة.في آيات الطلاق

امرأة تغادر البيت وتخسر الرجل الذي كان يكفيها المسكن والنفقة والحماية
تخسر حيطان الذكريات وحجرات الألفة والحب.
ورجل يفقد المودة والرحمة والسكن
وصغار يتصدع البيت فوق رؤوسهم
لحظة أسيفة لا يجبر أهلها إلا اللطيف الرحيم
فجاء الجبر في موعده
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)

قال ابن القيم رحمه الله:

(هذا جامِعٌ لشدائد الدنيا والآخرة، ومضايق الدنيا والآخرة؛ فإنّ الله يجعل للمُتَّقي مِن كلِّ ما ضاق على الناس واشتد عليهم في الدنيا والآخرة مخرجًا)
*توبة المغتاب*

استنبط ابن تيمية صحة توبة المغتاب من ختم النهي عن الغيبة بقوله تعالى (إن الله تواب رحيم)
قال رحمه الله في كتاب الصارم المسلول:
وقد قال تعالى لما نهى عن الغيبة: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ فعلم أن المغتاب له سبيل إلى التوبة بكل حال وإن كان الذي اغتيب ميتا أو غائبا بل على أصح الروايتين ليس عليه أن يستحله في الدنيا إذا لم يكن علم فإن فساد ذلك أكثر من صلاحه وفي الأثر: «كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته» وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾
(فكرهتموه)
وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ
قال الطبري رحمه الله
يقول تعالى ذكره للمؤمنين أيحبّ أحدكم أيها القوم أن يأكل لحم أخيه بعد مماته ميتا، فإن لم تحبوا ذلك وكرهتموه، لأن الله حرّم ذلك عليكم، فكذلك لا تحبوا أن تغتابوه في حياته، فاكرهوا غيبته حيا، كما كرهتم لحمه ميتا، فإن الله حرّم غيبته حيا، كما حرم أكل لحمه ميتا.
انتهي كلام الطبري
وفي تخصيص صورة الإكل وبشاعتها ووقوع الكراهة لفاعلها
إشارة إلى أن المغتاب يبتليه الله ببغض الناس له
ويعاقبه بنقيض قصده
فهو يغتاب مسلما من أجل أن يكرهه السامعون
فيقع في قلوب الناس بغضه هو أي المغتاب.
وهذا يجده كل مؤمن في نفسه
وتجد الرجل محسنا إليك ودودا معك
فيقع في أعراض المسلمين فينفر قلبك منه
اللهم سلمنا وسلم منا.
*مقالة قديمة ترددت في نشرها حين كتبتها قبل سنوات
لكن لا مانع منها الآن والصدر واسع لرفضها أو نقدها*

مشروع.....أم مشروعات

 

هل لديك مشروع في الحياة؟!

هل تعيش بدون مشروع؟

هل تبحث عن شغفك ومجال تركيزك؟!

 ما مشروع عمرك؟

هل مرت بك هذه الأسئلة المحرجة والموبخّة يوما؟

هل طلب منك شرح مشروعك في مجلس أو حوار...فتغيّر لونك وفركت أصابعك وشعرت بارتفاع حرارة الغرفة وتحشرج صوتك وشعرت بالضآلة، وبدأت في التفكير للتو في تصميم شيء يسمى مشروعًا.

هل تعاني من تشويش سكينتك بهذا السؤال!

إنسان بمشروع أو إنسان بلا جدوى..

واحدة من ثنائياتنا المعتادة التي تفهم من مدخل التناقض والتضاد.

والمشروع في حقيقته العرفية المتداولة اليوم هو أن يكون لك إسهام خاص وقيمة مضافة (بلغة الاقتصاد) في حقل خاص في العمل الدعوي أو التربوي أو العلمي مع التركيز الشديد فيه ووقف العمر عليه، وبذل وقتك وجهدك وعملك فيه، وبهذا المفهوم الضيق يحاول البعض فرز المجتمع إلى فريقين، وينهالون بمطارق التوبيخ على فريق اللامشروعيين، والفوضويين، وفاقدي التركيز.

والمقال لا يقدح أو يذم أو يهون من أهمية المشاريع في حياة فئة من المسلمين، وتعينها عليهم أحيانا، لكنه يحاول تفكيك فكرة سلب الجدوى ممن ليس لديهم أي مشروع بهذا المفهوم الخاص.

 ولتقرير هذه الفكرة نحتاج إلى بيان العديد من القضايا:

1- مشروع الحياة الأعظم لا يرسمه المؤمن لنفسه ، ولا يحدد اتجاهه بهواه واختياره، مشروع حياة المؤمن معروف الهدف والغاية ومحدد الوسيلة والطريقة، فالغاية هو تحقيق العبودية لله ومحبته والخضوع له، والوصول إلى ذلك على طريق النبي صلى الله عليه وسلم ووفق منهجة وسنته، ومع ان مصطلح مشروع العمر  لم يتحرر ، وبعض الفضلاء يقول إنهم يقصدون به  المشروع الشخصي بعد الواجبات والفرائض، ومع ذلك فلا بد من التذكير بالغاية الكبرى ووظيفة الإنسان في الحياة، حتى لا تقام مشاريع العمر على أنقاض الغاية الكبرى أو تزاحمها، أو تعرقل المسير إليها.

هناك فرق أكبر من أن يحتاج إلى بيان بين غاية الإنسان في الحياة ومغزى وجوده وبين فكرة  وجود مشروع خاص حياته، ومن القفزات الطائشة أن يوصف فاقد المشروع الخاص بفقدان الغاية الكلية للحياة وأنه يعيش هملا وعبثا، وأنهم يشربون الماء ويلوثون الهواء ويسببون الزحام فحسب، وأنهم زائدون على هذه الحياة،

 المشاريع الخاصة ليست هي الأصل فعموم المسلمين يعيشون لغايتهم الكبرى وهي تحقيق العبودية لله والفوز بجنته والنجاة من عذابه ويسلكون في سبيل ذلك القيام قدر طاقتهم بالأوامر ويجتنبون النواهي ويشاركون على تفاوتهم في النوافل ويتوبون ويستغفرون من المحرمات، وهذا مشروع يستهلك حياتهم ويعيشون له، وهو أهم مشاريع الحياة وعليه افتراق الناس في الدنيا والآخرة.

 

2- إذا قلنا إن مشروع العمر مصطلح له معنى خاص، يقصد به اختيار المناسب للإنسان من العبادات اللازمة أو المتعدية فإن اختيار المناسب لمشاريع أعمارنا اختيار شرعي أيضا، ما دمنا نريد بهذا المشروع القربة إلى الله فينبغي أن يكون الاختيار وفق هدايات الوحي فتفضيل العبادات على بعضها حكم شرعي يحتكم فيه إلى الكتاب والسنة.

قال ابن تيمية رحمه الله الفتاوى (7/651):

وأما قوله: فالأسباب التي يقوى بها الإيمان إلى أن يكمل على ترتيبها؟ هل يبدأ بالزهد؟ أو بالعلم؟ أو بالعبادة؟ أم يجمع بين ذلك على حسب طاقته؟ فيقال: له لا بد من الإيمان الواجب والعبادة الواجبة والزهد الواجب ثم الناس يتفاضلون في الإيمان؛ كتفاضلهم في شعبه وكل إنسان يطلب ما يمكنه طلبه ويقدم ما يقدر على تقديمه من الفاضل. والناس يتفاضلون في هذا الباب : فمنهم من يكون العلم أيسر عليه من الزهد ومنهم من يكون الزهد أيسر عليه ومنهم من تكون العبادة أيسر عليه منهما فالمشروع لكل إنسان أن يفعل ما يقدر عليه من الخير كما قال تعالى :  فاتقوا الله ما استطعتم } وإذا ازدحمت شعب الإيمان قدم ما كان أرضى لله وهو عليه أقدر فقد يكون على المفضول أقدر منه على الفاضل ويحصل له أفضل مما يحصل من الفاضل فالأفضل لهذا أن يطلب ما هو أنفع له وهو في حقه أفضل ولا يطلب ما هو أفضل مطلقا إذا كان متعذرا في حقه أو متعسرا يفوته ما هو أفضل له وأنفع ؛ كمن يقرأ القرآن بالليل فيتدبره وينتفع بتلاوته والصلاة تثقل عليه ولا ينتفع منها بعمل أو ينتفع بالذكر أعظم مما ينتفع بالقراءة فأي عمل كان له أنفع ولله أطوع أفضل في حقه من تكلف عمل لا يأتي به على وجهه بل على وجه ناقص ويفوته به ما هو أنفع له. اهـ

وتحصل من كلام ابن تيمية رحمه الله: أنه بعد الواجبات وعند ازدحام الفضائل فإن معايير اختيار الأفضل يتم وفق معيارين:

الأول: ما كان من العمل أرضى لله سبحانه وتعالى، وهذا معرفته بطريق الوحي.

الثاني: قدرته عليه ورغبته فيه.
تقع المشاريع الخاصة غالبا في دائرة النوافل، والحديث عنها بهذا الإلزام يضيف عليها الوجوب الذي يستحق اللوم والعقاب تاركه، وهذا مخالف لشرع الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال للإعرابي الذي أعلن التزامه بالفرائض: أفلح إن صدق.

المشاريع الخاصة غالبا تتطلب قدرات ومواهب خاصة، وإلزام عامة المسلمين بتكلف مشروع خاص، يناقض التفاوت في قدراتهم والفروق في استعداداتهم العقلية والنفسية والمالية والاجتماعية أيضا، بل تحمل بعض فاقدي هذه المواهب إلى إقحام نفسه في مشروع يستهلك عمره ويشغله ربما عن كثير من واجباته وهو لن يضيف أي شيء للبحر الذي ألقي بنفسه فيه بلا قارب ولا مجداف، كما أن تضخيم حتمية المشروع الشخصي لكل أحد حتى من طلبة العلم والدعاة والمربين يؤدي إلى تفتيت المشاريع الكبرى، وتعزيز الفردانية في التفكير والنجاحات، وضعف الميول التعاونية.

 

3- الفرائض والواجبات ليست محلا للاختيار، ولو أنها خارج التعريف الاصطلاحي لمشروع العمر، فينبغي استحضار الفرائض والواجبات عند رسم مشروع العمر، والوعي الكامل بها، حتى لا تتمدد مشاريع العمر على حسابها، وأن ندرك أن لمشاريع العمر وفق هذه المصطلح الفضلة من العمر بعد الفرائض والواجبات.

4- الحذر من التهميش للواجبات والفرائض في الحس والوعي، وأن تتحول إلى مجرد محطات هامشية لمشروع العمر المختار، وأن لا تؤثر المشاريع على مطالب تلك الواجبات وكمالاتها.

5- اختيار المشروع والمضي فيه قد يحمل صاحبه على التعصب له ورفعه فوق منزلته وتأخر ما قدمه الله في قلبه عنه قال ابن تيمية رحمه الله (24/199):

فإن في الناس من إذا اعتقد استحباب فعل ورجحانه يحافظ عليه ما لا يحافظ على الواجبات حتى يخرج به الأمر إلى الهوى والتعصب والحمية الجاهلية كما تجده فيمن يختار بعض هذه الأمور فيراها شعارا لمذهبه. ومنهم من إذا رأى ترك ذلك هو الأفضل يحافظ أيضا على هذا الترك أعظم من محافظته على ترك المحرمات حتى يخرج به الأمر إلى اتباع الهوى والحمية الجاهلية كما تجده فيمن يرى الترك شعارا لمذهبه وأمثال ذلك وهذا كله خطأ.

والواجب أن يعطي كل ذي حق حقه ويوسع ما وسعه الله ورسوله ويؤلف ما ألف الله بينه ورسوله ويراعي في ذلك ما يحبه الله ورسوله من المصالح الشرعية والمقاصد الشرعية ويعلم أن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن الله بعثه رحمة للعالمين بعثه بسعادة الدنيا والآخرة في كل أمر من الأمور وأن يكون مع الإنسان من التفصيل ما يحفظ به هذا الإجمال وإلا فكثير من الناس يعتقد هذا مجملا ويدعه عند التفصيل: إما جهلا وإما ظلما وإما اتباعا للهوى.

6- ينبغي ربط المشروع ابتداء وانتهاء واستدامة بأعمال القلوب الواجبة وتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى ومحبته عز وجل، فإن بعض تلك المشاريع لطبيعتها وبيئتها الخاصة قد تحمل الإنسان على قسوة القلب وضعف العبودية وإقفاره من الأعمال التي لا يقوم لها مشروع عمره كله، بل قد يورث النجاح الظاهر فيها الكبر والعجب والغفلة  والقسوة والتنافس والحسد والرياء ومع أن هذه عوارض لكل الأعمال والعبادات ولكنها تتفاوت من مشروع لآخر فعلى صاحب المشروع حراسة قلبه ومحبته لربه، والاستعداد لتضحيته بمشروعه عند شعوره بالخطر رأس مال حياته ومغزى وجوده.

7- الحذر من تسرب المفاهيم الغربية المادية وانتقال أفكارها إلى مشروع عمر المؤمن، ونهوض معاييرها في مشروعه، وتوهج مقاييسها المادية، التي ترتكز على الأرقام والحضور والتأثير والبصمة والشهرة والتاريخ والثناءات
نعم هذه من بشريات المؤمنين حصول القبول الواسع والذكر الحسن ولكنها ليست شرطا للفلاح الأخروي فالذي يتقلب في أنهار الجنة لغصن شوك أزاحه لا نعرف اسمه
انتشار الذكر الحسن واحدة من أمارات التوفيق
وانتفاع الخلائق والملايين بأحدهم كذلك
لكن ليست شرطا للفلاح الأخروي بل أبواب الجنة ثمانية ودروب الخير بلا حصر.



8-  المشاريع الشخصية تتطلب نفسيات بإمكانات استثنائية تقاوم رغبات التنقل والتنويع والمشاركة، وتتطلب حياة خالية من الضغوط الاجتماعية والمالية أيضا وهو ما يفتقده أكثر الناس، كما أن هذا الفرز يطيح أو يهون من تشجيع مشاركة الناس والشعور بالتقدير لذواتهم عند المشاركة في الاعمال الخيرية والتطوعية فصدقتك ليست مشروعا، ونصيحتك مرة واحدة لجارك ليست مشروعا، وبرك بأمك ليس مشروعا، ودرس واحد في العلم ليس مشروعا وهكذا،

ولو تأملت في حياة الصحابة والسلف والأخيار يدل على هذا والتركيز على قضية واحدة لم يكن أكثر من الاسثتناء.

صحيح أننا قد نقول إن مشروع أبي هريرة رضي الله عنه حفظ الحديث، ومشروع ابن عباس رضي الله عنه تأويل القرآن، مثلا، لكننا ستواجه ألف سؤال تحتار معهم مثلا ما هو مشروع أبي بكر الخاص.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمَن تَبِعَ منكم اليوم جنازة؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكر: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنَّة)).

بل حتى العلماء من التابعين فمن بعدهم مع اشتغالهم بالعلم كانت دائرة مفهوم المشروع أوسع بكثير من الاصطلاح المعاصر، فكثير منهم علماء وفقهاء ومحدثون ودعاة وعباد وصابرون ومنفقون .....

 فالذي تدل عليه نصوص الشريعة هي تشجيع الناس على كل عمل صالح يطيقونه وأنه عند الله بمكان مهما تنوع وتغير وتجدد بحسب الطاقة والإمكان، يصلي ويصوم ويتصدق ويحسن خلقه، ويدعو إلى الخير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكل ما وجد من نفسه إقبال على خير سار إليه، وكلما تيسر له معروف عمله به، دون أن يطوق نفسه بسياج المشروع ويخنقه فيه.

هذا المقال لا يعالج التفاضل بين العبادات والنوافل ولكن فكرته المركزية هي التخفيف من إلزام الخواص والعوام والشباب والفتيات بما يسمى المشاريع الشخصية والترحيب والاحتفاء بكل عمل خيري صالح لازم أو متعدي.

وجود مواهب خاصة وثغر ظاهر علمي أو تربوي أو غيره يحتاجه المسلمون، ووجد أحد من المسلمين في نفسه القدرة على القيام بفرض الكفاية فيه، فهؤلاء يشجعون ويعانون في تحقيق تلك الإضافة العلمية.

وفقكم الله لكل خير.
خذ العفو
ينزل بأحدهم ضائقة أو مرض فيقصر بعض إخوانه في التواصل بعذر أو بدون عذر
فإذا عافاه الله واجتاز ما كان فيه
وتواصل معه إخوانه جعل يتمثل ويلمز :
هؤلاء أصدقاء السعة ونحو ذلك.
وكأنه المعتمد بن عباد
أو حاتم طيء
أو صاحب ثروة
وأن الناس قد أقبلوا عليه من أجل جاهه أو ماله
والله قد أمرنا بأن نأخذ ما تيسر من أخلاق الناس ولا نعنتهم ونشق عليهم.
ثم إن الذين يتواصلون معك في فرحك الآن ليس لهم طمع في مالك ولا جاهك فأنت في الحالين سواء
وإنما تسهلت ظروفهم وسعدوا بحالك وإن قصروا في مواساتك لم يحبوا أن يقصروا في تهنئتك
خذ العفو....عافاك الله.
*مجرد زخرف*

يقول: “كنت أعدّ المال غاية..
وأجعل امتلاك منزل كبير أكبر همومي وشغلي..
ثم بعد مرض ابني..
نسيت كل تلك الهموم..
وصرت أعدّ أنفاس ابني المريض نعمة لا تُقدّر بثمن..".

تتلاشى كل أحلامك الدنيوية المادية إذا مرض ابن لك..
وتصير مجرد اهتمامات جزئية لا قيمة لها بجانب اهتمامك بشفاء هذا الابن المريض..

ما أحقر الدنيا..

ثم أخبرني با الله عليك..
كيف إذا.. ستكون قيمة الدنيا وزخرفها وكل مادياتها عندك يوم القيامة..
عندما تعاين الجنة والنار..
وتقف وحيدا بين يدي الله تعالى الجبار..؟!!

يوم الأهوال العظيمة..
حتى ذلك الابن الذي أنساك مرضه نعيم الدنيا.. ستفر منه..
وتأبى أن تعطيه حسنة واحدة قد تنقذه من النار..
فتتركه وحيدا.. يواجه بنفسه مصيره..

{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ  *  وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ  * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس:٣٤-٣٧].


https://www.tg-me.com/aalbakri/510
هذه الموعظة
تكفي من عنده بعض قلب
ليحزن سنة....☝️
في مقطع إعلاني على أحد مواقع التواصل رأيت مسوقا عقاريا يعرض عقارا في بلدتنا
قريبة من وسط البلد
والشارع الرئيسي
وفيها عدة قطع زراعية
كانت مساحة العقار كبيرة
قسمت المبلغ المطلوب على المساحة فإذا هي لا تزيد عن ٣٠٠ ريال للمتر..
البلدة التي كان بيع العقار فيها عارا وشنارا
تذكرت  الصراعات والخصومات والأحقاد التي نشبت في أجيال ماضية بسبب الأراضي
التي كانت تمثل شيئا لا يقدر بثمن
يستحق عند بعضهم أن تهجر أخاك وابن عمك وتقطع رحمك وتكره أقاربك
بثلاث مائة ريال ياصديقي
المتر الذي طلب منك أن تتنازل عنه فلم تفعل
بثلاث مائة ريال ثمن عشاء لشخصين فقط
بعت إخوانك وجيرانك وجماعتك
وما هو أغلى من ذلك.

العقار الذي أطار النوم من عيون كثيرة بسبب الشحناء والتقاضي والتخاصم
يبيعه حفيد المتخاصمين ب ٣٠٠ ريال للمتر
الأرض التي حلفت لو ذهبت نفسك ما تصالحت من أجلها
يعرض مترها بقيمة حذاء
يا لها من دار بائسة.
رسمنة العلاقات العائلية
لم يعد مستغربا أن تنقل لك الكاميرات صور الميكرفونات والمنابر الخشببة في البيوت والمجالس وتتابع الكلمات النثرية والشعرية وتنتهي بتسليم الهدايا وتكتشف في النهاية أنها مناسبة عائلية بسيطة لتهنئة ناجح أو مواساة متعب ...
العلاقات العائلية دافئة وسامية وأعمق من أن تبرد في هذا الإطار الجنائزي المرسم
العائلة عناق وحب وبسمة واقتراب ودفء
الوافدون والضيوف ليسوا رئيس وزراء منغوليا
ولا وزير دفاع التشيلي
إنهم إخوتك وبنو عمك وقرابتك وجماعتك وقبيلتك
وشركاؤك في عبث الطفولة وميعة الصبا.
وأصدقاؤك وصحبتك في السفر والسمر
لا تنتهك عفوية الحب بتخشيب هذه العلاقة وتجميدها في ثلاجات التكلف
أزيحوا هذه المايكات والمنابر
وعودوا متكئين في مجالس عفويتكم الأولى.
لا يحملك النشر في السناب والتيك توك أن تكلم بني عمك كأنك على منبر هيئة الأمم.
لا داعي لأن تحضر عزيمتهم في قريتكم بالبشت كل يوم
توقفوا يا أصحاب الجوالات عن الزحام على التغطية لتصنعوا محتوى
أنتم تصنعون وهما في قلوب هؤلاء المساكين
رجل مستور يجد نفسه تحت التصوير كلما التفت
سيظن المسكين أنه شخصية تاريخية وتفقدونه صوابه
وفي كتاب الزهد الكبير للبيهقي أن الْحَسَنِ ، مَشَوْا خَلْفَهُ فَقَالَ: «رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا يُبْقِي هَذَا مِنْ مُؤْمِنٍ ضَعِيفٍ»...
خاف على نفسه من مشي الناس خلفه
فكيف برجل يرى عشرات الجوالات في المجالس مصوبة عليه.
كتاب «التنكيل» من أحسن كتب الردود المعاصرة..
فهو من أكثرها علما وتحقيقا وتقعيدا، وتقصيا في جواب الشبهات، مع الإنصاف وغاية الرفق، وتمام الأدب، مع شخص لا يطيق أن يصبر على تطاوله وبغيه وتحريفه وكذبه وضلاله؛ إلا من وهب إعانة خاصة!
فرحم الله المعلمي وجعله في عليين!
وأنصح بقراءته؛ فهو يعلم العلم، وكشف الشبهات، والأدب، والرفق.
قل أن يفخر أحد على غيره بشيء إلا وسلط عليه من يفخر عليه من ذات الوجه الذي افتخر به.
فمن تطاول بنسب سلط عليه من يفاخره بنسب أعلى منه
ومن اعتز بمال أذله الله بمن هو أغنى منه
ومن ازدرى غيره بموقعه ودياره لقي من يحتقر دياره ومنازله.
ومن سخر من لسان قوم ولهجتهم سلط عليه من يضحك من لسانه ولهجته....
وهكذا...الوظائف والشهادات والعلم ...وما ما يتفاخر الناس به....

ومن تواضع لله رفعه.
2025/11/08 03:52:55
Back to Top
HTML Embed Code: