تناهى إلى مسامع سُقراط، أنَّ عرَّافةَ المدينة اعتبرته أعقل رجلٍ في العالم!
أربكَ هذا الأمر سُقراط، فهو لم يرَ نفسه مستحقاً لهذا التصنيف!
فقرر ببساطة أن يجولَ في أثينا للبحث عن رجل أعقل منه!
كان يعتقدُ أن الأمر سيسير على ما يُرام،
ويجد رجلاً أعقل منه، ويثبت خطأ العرَّافة!
انخرطَ في نقاشاتٍ عِدَّة مع ساسةٍ، وشعراء، وحرفيين، وزملاءٍ له في الفلسفة.
ولكنه أخيراً بدأ يدركَ أن العرَّافة مُحقَّة!
فكل الذين ناقشهم كانوا يملكون يقيناً حيال الأشياء،
ويدلون بآراء جامدة عن مواضيع لا خبرة لهم بها،
كانوا منفوخين بالهواء كبلالين!
وعندما كان يوجه لهم الأسئلة، كانوا عاجزين عن الإجابة!
أدركَ سقراط أن مكمن تفوقه في معرفته أنه يشك أصلاً في أنه يعرف،
وهذا ما يدفعه كي يقرأ، ويبحث، ويتعلم!
طبعاً على المرء أن لا يحقر نفسه،
وهذا مبدأ يجب التأكيد عليه قبل أن نخوض غمار الكلام!
ولكن بالمقابل فإن الرضى عن الذات مقتلة،
لأنه يدفع المرء إلى التجمد في مكانه!
ومن متناقضات الحياة الجميلة،
أن المرء لا يكتشف مساحة جهله إلا عندما يعرف!
فعلى سبيل المثال، إن قول الله تعالى: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ"،
تبدو لغير المتبحر في علم المواريث، آية محكمة ليس فيها للاجتهاد موضعاً،
ولا يمكن إضافة حرف في شرحها،
ولكن الحقيقة، في كتب فقهاء المواريث حالات كثيرة ن
ترثُ فيها المرأة أكثر من الرجل!
نحن ما دمنا لا نعرفُ عن الأمر إلا الآية، فسنعتَقد أننا من علماء المواريث،
ولكن بمجرد أن ندخل في التفريعات، ونخوض في الحيثيات،
سنعرف أننا لم نكن نعرف!
شخصياً، أكثر مرحلة من عمري كنتُ واثقاً أني أعرفُ فيها،
هي عندما كنتُ في الصف الأول الابتدائي،
كنتُ أعتقدُ أني أستطيع أن أشرح أي معضلة في الكون،
لأن الكون وقتها كان على مقاس معرفتي، أو بتعبير أدق على مساحة جهلي!
وأكثر مرحلة من مراحل عمري، اكتشفتُ فيها أني لا أعرفُ،
هي بعد مناقشة رسالتي في الدكتوراه!
كانت تلك أكثر مرة أبحثُ فيها، وأطلع،
وأرى الآراء، والاستنباطات، والمقاربات،
فعرفتُ أنه لا شيء يكشف عن بقعة الجهل إلا تسليط نور العلم عليه!
.
كتابي #نحن_نقص_عليك
#ادهم_الشرقاوي
أربكَ هذا الأمر سُقراط، فهو لم يرَ نفسه مستحقاً لهذا التصنيف!
فقرر ببساطة أن يجولَ في أثينا للبحث عن رجل أعقل منه!
كان يعتقدُ أن الأمر سيسير على ما يُرام،
ويجد رجلاً أعقل منه، ويثبت خطأ العرَّافة!
انخرطَ في نقاشاتٍ عِدَّة مع ساسةٍ، وشعراء، وحرفيين، وزملاءٍ له في الفلسفة.
ولكنه أخيراً بدأ يدركَ أن العرَّافة مُحقَّة!
فكل الذين ناقشهم كانوا يملكون يقيناً حيال الأشياء،
ويدلون بآراء جامدة عن مواضيع لا خبرة لهم بها،
كانوا منفوخين بالهواء كبلالين!
وعندما كان يوجه لهم الأسئلة، كانوا عاجزين عن الإجابة!
أدركَ سقراط أن مكمن تفوقه في معرفته أنه يشك أصلاً في أنه يعرف،
وهذا ما يدفعه كي يقرأ، ويبحث، ويتعلم!
طبعاً على المرء أن لا يحقر نفسه،
وهذا مبدأ يجب التأكيد عليه قبل أن نخوض غمار الكلام!
ولكن بالمقابل فإن الرضى عن الذات مقتلة،
لأنه يدفع المرء إلى التجمد في مكانه!
ومن متناقضات الحياة الجميلة،
أن المرء لا يكتشف مساحة جهله إلا عندما يعرف!
فعلى سبيل المثال، إن قول الله تعالى: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ"،
تبدو لغير المتبحر في علم المواريث، آية محكمة ليس فيها للاجتهاد موضعاً،
ولا يمكن إضافة حرف في شرحها،
ولكن الحقيقة، في كتب فقهاء المواريث حالات كثيرة ن
ترثُ فيها المرأة أكثر من الرجل!
نحن ما دمنا لا نعرفُ عن الأمر إلا الآية، فسنعتَقد أننا من علماء المواريث،
ولكن بمجرد أن ندخل في التفريعات، ونخوض في الحيثيات،
سنعرف أننا لم نكن نعرف!
شخصياً، أكثر مرحلة من عمري كنتُ واثقاً أني أعرفُ فيها،
هي عندما كنتُ في الصف الأول الابتدائي،
كنتُ أعتقدُ أني أستطيع أن أشرح أي معضلة في الكون،
لأن الكون وقتها كان على مقاس معرفتي، أو بتعبير أدق على مساحة جهلي!
وأكثر مرحلة من مراحل عمري، اكتشفتُ فيها أني لا أعرفُ،
هي بعد مناقشة رسالتي في الدكتوراه!
كانت تلك أكثر مرة أبحثُ فيها، وأطلع،
وأرى الآراء، والاستنباطات، والمقاربات،
فعرفتُ أنه لا شيء يكشف عن بقعة الجهل إلا تسليط نور العلم عليه!
.
كتابي #نحن_نقص_عليك
#ادهم_الشرقاوي
السّلام عليكَ يا صاحبي،
أكثرُ النَّاسِ عطاءً لشيءٍ هم الذين حُرموا منه،
إنهم يُعطون ببذخٍ لأنهم يعرفون أكثر من غيرهم مرارة الحِرمان!
أو لعلَّ الذي يُعطيكَ أراد أن يُعوِّضَ نفسه ما فقد،
ولعلَّ الذي أحبَّكَ بجنونٍ أرادَ أن يقول لكَ:
لقد تمنيتُ أن يُحبني أحدٌ مثلما أحببتُكَ!
يا صاحبي،
ليس كل من واساكَ خالياً من الحُزن،
لعلَّه عرف معنى أن يحزن المرءُ ولا يجد أحداً يواسيه!
ولا كل من أعطاكَ ثريٌّ،
لعلَّه عرفَ جيداً معنى أن يحتاجَ المرءُ ولا يجد!
ولا كُل من ربتَ على كتفكَ ليس له هَمٌّ،
لعله أراد أن يدعو بطريقةٍ أخرى، فيقول صامتاً وهو يُطبطبُ عليكَ:
ها أنا أربتُ على أكتاف الناس فاربِتْ على كتفي يا الله!
هذا الحياة قاسية يا صاحبي،
وكلُّ إنسان يخوضُ معركةً لا يدري بها أحد،
خلف الضحكات المُدوِّية جروح غائرة،
ووراء صور النِعمة حرمان قاتل،
حتى الكتابات عن الحُب هي في أحيانٍ كثيرة شوقٌ لحبيب مُنتظر،
يحدثُ أن يكتبَ الناسُ عما يفقدونه أكثر مما يجدونه،
فمُرَّ هيِّناً، وإياكَ أن لا ترى من الناس إلا الذي ترى!
والسّلام لقلبكَ
#ادهم_الشرقاوي
أكثرُ النَّاسِ عطاءً لشيءٍ هم الذين حُرموا منه،
إنهم يُعطون ببذخٍ لأنهم يعرفون أكثر من غيرهم مرارة الحِرمان!
أو لعلَّ الذي يُعطيكَ أراد أن يُعوِّضَ نفسه ما فقد،
ولعلَّ الذي أحبَّكَ بجنونٍ أرادَ أن يقول لكَ:
لقد تمنيتُ أن يُحبني أحدٌ مثلما أحببتُكَ!
يا صاحبي،
ليس كل من واساكَ خالياً من الحُزن،
لعلَّه عرف معنى أن يحزن المرءُ ولا يجد أحداً يواسيه!
ولا كل من أعطاكَ ثريٌّ،
لعلَّه عرفَ جيداً معنى أن يحتاجَ المرءُ ولا يجد!
ولا كُل من ربتَ على كتفكَ ليس له هَمٌّ،
لعله أراد أن يدعو بطريقةٍ أخرى، فيقول صامتاً وهو يُطبطبُ عليكَ:
ها أنا أربتُ على أكتاف الناس فاربِتْ على كتفي يا الله!
هذا الحياة قاسية يا صاحبي،
وكلُّ إنسان يخوضُ معركةً لا يدري بها أحد،
خلف الضحكات المُدوِّية جروح غائرة،
ووراء صور النِعمة حرمان قاتل،
حتى الكتابات عن الحُب هي في أحيانٍ كثيرة شوقٌ لحبيب مُنتظر،
يحدثُ أن يكتبَ الناسُ عما يفقدونه أكثر مما يجدونه،
فمُرَّ هيِّناً، وإياكَ أن لا ترى من الناس إلا الذي ترى!
والسّلام لقلبكَ
#ادهم_الشرقاوي
اتَمنوا امنيـة واختـاروا رقـم 🤍.
١ـسَيستجيب .
٢ـوَلِعَبدي ما سَأَل.
٣ـ ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾.
٤ـ ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ﴾.
٥ـ ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ﴾
٦ـ ﴿لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ﴾
١ـ
٢ـ
كم أنت حرٌّ أيها المنسي في المقهى!
فلا أحد يرى أثر الكمنجة فيك
لا أحد يحملقُ في حضورك أو غيابكْ
مقهى، وأنت مع الجريدة جالسٌ
في الركن منسيًّا، فلا أحد يهين
مزاجك الصافي
ولا أحد يفكر باغتيالكْ
كم أنت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالكْ!
- محمود درويش .
فلا أحد يرى أثر الكمنجة فيك
لا أحد يحملقُ في حضورك أو غيابكْ
مقهى، وأنت مع الجريدة جالسٌ
في الركن منسيًّا، فلا أحد يهين
مزاجك الصافي
ولا أحد يفكر باغتيالكْ
كم أنت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالكْ!
- محمود درويش .