السبت 3 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق لـ 25 أكتوبر 2025 م 18:56:05
سجل الزوار
بريد الموقع
أهداف الموقع
تعريف بالشيخ
لَقِّم المحتوى
الرئيسة » الفتاوى » في حُدودِ تركيزِ طالبِ العلمِ على علمِ النَّحو
التبويب الفقهي للفتاوى: فتاوى متنوعة > العلم والعلماء
الفتوى رقم: ١٤٢١
الصنف: فتاوى متنوِّعة ـ العلم والعلماء
في حُدودِ تركيزِ طالبِ العلمِ على علمِ النَّحو
السُّؤال:
تُوجَدُ نظرةٌ عند بعضِ الإخوةِ السَّلفيِّينَ حاصلُها: أنَّ التَّركيزَ على علمِ النَّحوِ والتَّدقيقَ في مَباحِثِه مُقدَّمٌ على تَناوُلِ كُتُبِ التَّوحيدِ بالتَّفصيلِ، بِاعتبارِ أنَّ النَّحوَ وسيلةٌ لفهمِ علومِ المقاصدِ، ولِأنَّ كُتُبَ العقيدَةِ تَناوَلَهَا عُلَماؤُنا بالشَّرحِ، الأمرُ الَّذي لا يستدعي التَّركيزَ عليها بقَدْرِ ما يحتاجُه الطَّالبُ مِنَ الحرصِ على ضبطِ علمِ اللُّغةِ العربيَّة، وأنَّه مِنَ العَيْب أَنْ يلحنَ في الكلامِ عند مُجالسَةِ إخوانِه.
والسُّؤالُ المطروحُ هو: كيفَ ينبغي أَنْ تكون نظرةُ السَّلفيِّ إلى أَهمِّيَّةِ هذه العلومِ وتفاوتِ درجاتِها؟ وهل «عِلمُ النَّحوِ» يُحقَّقُ به ضبطُ علمِ اللُّغة؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالعلومُ الَّتي لها تَعلُّقٌ بالشَّرع - مِنْ حيثُ الأهمِّيَّةُ عمومًا - على ثلاثةِ أقسامٍ:
· علومُ المصادِرِ:
- القرآنُ و«علمُ التَّفسير بالمأثور»وما يُتوسَّلُ به إلى القرآن: مِنْ «علم أصولِ التَّفسير»، و«علمِ القراءات»، و«علومِ القُرآن»، وغيرها - كما سيأتي قريبًا -.
- الحديثُ وروايتُه و«عِلمُ شرحِ السُّنَّة» وما يُتوسَّلُ به إلى الحديث مِنْ: «علمِ مصطلحِ الحديثِ»، و«علمِ معرِفَة الرِّجالِ والأسانيدِ»، وما يتعلَّقُ به مِنَ «الجرحِ والتَّعديلِ»، و«التَّحريفِ والتَّبديل»، وغيرها ممَّا سيأتي ذِكرُه في علم الوسائل.
· علومُ المقاصِدِ:
- «علم العقيدة»: وهو علمُ أصولِ الدِّين ومباحثِه وما يتعلَّقُ به مِنْ معرِفَة العقيدَةِ الإسلاميَّةِ؛ ويأتي في طليعةِ هذا العلمِ: «علمُ التَّوحيدِ».
- «علمُ الفِقه»: وما يتعلَّقُ به مِنْ فقهِ الكتاب والسُّنَّةِ، وفقهِ مذاهب السَّلف مِنَ الصَّحابةِ والتَّابعين كابنِ المُسيِّبِ وإبراهيمَ النَّخَعيِّ وابنِ سيرينَ والحسنِ وجابرِ بنِ زيدٍ وعطاءٍ والآثارِ المَرْويَّةِ عنهم، وعلمِ الفِقهِ المذهبيِّ ممَّنْ جاء بعد التَّابعين مِنَ الأئمَّةِ الأربعةِ ونُظَرائهم كالأوزاعيِّ والثَّوريِّ وابنِ عُيَيْنة وداودَ موزونةً بميزان الكتاب والسُّنَّةِ وفهمِ سلفِهم، ويأتي في طليعةِ الفقه: فقهُ العباداتِ ثمَّ المعاملات، وعلمُ الفقهِ المقارنِ، وعلم القضاءِ والأحكام والسِّياسةِ الشَّرعيَّة، وعلم فقهِ النَّوازِل، وما يتعلَّقُ به كالفَتاوي على المسائِل المُستجدَّةِ والمُعاصِرة، وعلم الفرائِض، وهو: ما يتعلَّقُ بالتَّرِكات وقِسمَتِها وغيرِها مِنَ المُقدَّرات كتقدير النَّفقاتِ والحقوق، وغيرها.
· علومُ الوسائِل أو علومُ الآلَة:
- «علمُ أصولِ العقيدةِ» والمبادئِ الَّتي تُبنى عليها، وما تَقدَّم ذِكرُه مِنْ وسائلَ لعلوم المصادر مِنَ القرآن والحديثِ مثل: «عِلمِ أصولِ التَّفسير وقواعدِه»، و«علمِ القراءات»، و«علمِ التَّجويدِ»، وأسبابِ النُّزول، وكثيرٍ مِنْ علومِ القُرآن الَّتي يستعان بها على تفسير القرآن وفهمِه أو ضبطِ لفظِه أو رسمِه أو قراءاتِه، و«علمُ مُصطلَحِ الحديثِ»، و«علمُ معرِفَةِ الرِّجالِ والأسانيدِ»، وما يتعلَّقُ به مِنَ «الجرحِ والتَّعديلِ»، و«التَّحريفِ والتَّبديل»، و«علمِ عِلَلِ الحديث»، و«ضبطِ الْمُتُون والغرائِبِ والمُشكِلات مِنَ المعانِي»، مع الإِحاطةِ بالتَّواريخِ والأنسابِ؛ لأنَّه يستعان بها لوزنِ طُرُقِ الأحاديث وعِلَلِها ليُستعانَ بها على الحكم عليها، لتمييزِ ما يصلحُ للاحتجاجِ مع بيانِ مراتبها عند التَّعارض والتَّرجيح عند محاولةِ استنباط الأحكامِ منها.
- «علمُ أصولِ الفِقه» وما يتعلَّقُ به مِنْ «علمِ تخريجِ الفُروعِ على الأصولِ»، وهو الَّذي تُعرَف به فائدةُ أصولِ الفِقه، و«علمِ تخريجِ الأصولِ على الأصولِ»، و«علمِ عِلَل الأحكامِ القياسيَّةِ»، و«علمِ مقاصدِ التَّشريعِ» وغيرِها.
- «علمُ القواعِدِ الفقهيَّة»ِ، و«علمُ القواعِد والضَّوابطِ» و«الأشباهِ والنَّظائرِ» و«الحدودِ والفُروقِ».
- «علومُ اللُّغةِ العربيَّةِ» وهو مجموعةُ علومٍ كثيرةٍ ومُستقِلَّةٍ منها: «علمُ المُفرَداتِ اللُّغويَّة»، و«علمُ الصَّرف»، و«علمُ النَّحو»، و«علمُ البلاغةِ»، و«علمُ المعاني»، و«علمُ الاشتِقاقِ»، و«علمُ البيانِ والبديعِ»، و«علمُ الشِّعر»، و«علمُ العَروضِ والقَوافي»، و«علمُ الإنشاءِ»، و«علمُ الأدبِ»، و«علمُ قواعدِ الكتابةِ»، و«علمُ قواعدِ القراءَةِ»، وغيرها.
سجل الزوار
بريد الموقع
أهداف الموقع
تعريف بالشيخ
لَقِّم المحتوى
الرئيسة » الفتاوى » في حُدودِ تركيزِ طالبِ العلمِ على علمِ النَّحو
التبويب الفقهي للفتاوى: فتاوى متنوعة > العلم والعلماء
الفتوى رقم: ١٤٢١
الصنف: فتاوى متنوِّعة ـ العلم والعلماء
في حُدودِ تركيزِ طالبِ العلمِ على علمِ النَّحو
السُّؤال:
تُوجَدُ نظرةٌ عند بعضِ الإخوةِ السَّلفيِّينَ حاصلُها: أنَّ التَّركيزَ على علمِ النَّحوِ والتَّدقيقَ في مَباحِثِه مُقدَّمٌ على تَناوُلِ كُتُبِ التَّوحيدِ بالتَّفصيلِ، بِاعتبارِ أنَّ النَّحوَ وسيلةٌ لفهمِ علومِ المقاصدِ، ولِأنَّ كُتُبَ العقيدَةِ تَناوَلَهَا عُلَماؤُنا بالشَّرحِ، الأمرُ الَّذي لا يستدعي التَّركيزَ عليها بقَدْرِ ما يحتاجُه الطَّالبُ مِنَ الحرصِ على ضبطِ علمِ اللُّغةِ العربيَّة، وأنَّه مِنَ العَيْب أَنْ يلحنَ في الكلامِ عند مُجالسَةِ إخوانِه.
والسُّؤالُ المطروحُ هو: كيفَ ينبغي أَنْ تكون نظرةُ السَّلفيِّ إلى أَهمِّيَّةِ هذه العلومِ وتفاوتِ درجاتِها؟ وهل «عِلمُ النَّحوِ» يُحقَّقُ به ضبطُ علمِ اللُّغة؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالعلومُ الَّتي لها تَعلُّقٌ بالشَّرع - مِنْ حيثُ الأهمِّيَّةُ عمومًا - على ثلاثةِ أقسامٍ:
· علومُ المصادِرِ:
- القرآنُ و«علمُ التَّفسير بالمأثور»وما يُتوسَّلُ به إلى القرآن: مِنْ «علم أصولِ التَّفسير»، و«علمِ القراءات»، و«علومِ القُرآن»، وغيرها - كما سيأتي قريبًا -.
- الحديثُ وروايتُه و«عِلمُ شرحِ السُّنَّة» وما يُتوسَّلُ به إلى الحديث مِنْ: «علمِ مصطلحِ الحديثِ»، و«علمِ معرِفَة الرِّجالِ والأسانيدِ»، وما يتعلَّقُ به مِنَ «الجرحِ والتَّعديلِ»، و«التَّحريفِ والتَّبديل»، وغيرها ممَّا سيأتي ذِكرُه في علم الوسائل.
· علومُ المقاصِدِ:
- «علم العقيدة»: وهو علمُ أصولِ الدِّين ومباحثِه وما يتعلَّقُ به مِنْ معرِفَة العقيدَةِ الإسلاميَّةِ؛ ويأتي في طليعةِ هذا العلمِ: «علمُ التَّوحيدِ».
- «علمُ الفِقه»: وما يتعلَّقُ به مِنْ فقهِ الكتاب والسُّنَّةِ، وفقهِ مذاهب السَّلف مِنَ الصَّحابةِ والتَّابعين كابنِ المُسيِّبِ وإبراهيمَ النَّخَعيِّ وابنِ سيرينَ والحسنِ وجابرِ بنِ زيدٍ وعطاءٍ والآثارِ المَرْويَّةِ عنهم، وعلمِ الفِقهِ المذهبيِّ ممَّنْ جاء بعد التَّابعين مِنَ الأئمَّةِ الأربعةِ ونُظَرائهم كالأوزاعيِّ والثَّوريِّ وابنِ عُيَيْنة وداودَ موزونةً بميزان الكتاب والسُّنَّةِ وفهمِ سلفِهم، ويأتي في طليعةِ الفقه: فقهُ العباداتِ ثمَّ المعاملات، وعلمُ الفقهِ المقارنِ، وعلم القضاءِ والأحكام والسِّياسةِ الشَّرعيَّة، وعلم فقهِ النَّوازِل، وما يتعلَّقُ به كالفَتاوي على المسائِل المُستجدَّةِ والمُعاصِرة، وعلم الفرائِض، وهو: ما يتعلَّقُ بالتَّرِكات وقِسمَتِها وغيرِها مِنَ المُقدَّرات كتقدير النَّفقاتِ والحقوق، وغيرها.
· علومُ الوسائِل أو علومُ الآلَة:
- «علمُ أصولِ العقيدةِ» والمبادئِ الَّتي تُبنى عليها، وما تَقدَّم ذِكرُه مِنْ وسائلَ لعلوم المصادر مِنَ القرآن والحديثِ مثل: «عِلمِ أصولِ التَّفسير وقواعدِه»، و«علمِ القراءات»، و«علمِ التَّجويدِ»، وأسبابِ النُّزول، وكثيرٍ مِنْ علومِ القُرآن الَّتي يستعان بها على تفسير القرآن وفهمِه أو ضبطِ لفظِه أو رسمِه أو قراءاتِه، و«علمُ مُصطلَحِ الحديثِ»، و«علمُ معرِفَةِ الرِّجالِ والأسانيدِ»، وما يتعلَّقُ به مِنَ «الجرحِ والتَّعديلِ»، و«التَّحريفِ والتَّبديل»، و«علمِ عِلَلِ الحديث»، و«ضبطِ الْمُتُون والغرائِبِ والمُشكِلات مِنَ المعانِي»، مع الإِحاطةِ بالتَّواريخِ والأنسابِ؛ لأنَّه يستعان بها لوزنِ طُرُقِ الأحاديث وعِلَلِها ليُستعانَ بها على الحكم عليها، لتمييزِ ما يصلحُ للاحتجاجِ مع بيانِ مراتبها عند التَّعارض والتَّرجيح عند محاولةِ استنباط الأحكامِ منها.
- «علمُ أصولِ الفِقه» وما يتعلَّقُ به مِنْ «علمِ تخريجِ الفُروعِ على الأصولِ»، وهو الَّذي تُعرَف به فائدةُ أصولِ الفِقه، و«علمِ تخريجِ الأصولِ على الأصولِ»، و«علمِ عِلَل الأحكامِ القياسيَّةِ»، و«علمِ مقاصدِ التَّشريعِ» وغيرِها.
- «علمُ القواعِدِ الفقهيَّة»ِ، و«علمُ القواعِد والضَّوابطِ» و«الأشباهِ والنَّظائرِ» و«الحدودِ والفُروقِ».
- «علومُ اللُّغةِ العربيَّةِ» وهو مجموعةُ علومٍ كثيرةٍ ومُستقِلَّةٍ منها: «علمُ المُفرَداتِ اللُّغويَّة»، و«علمُ الصَّرف»، و«علمُ النَّحو»، و«علمُ البلاغةِ»، و«علمُ المعاني»، و«علمُ الاشتِقاقِ»، و«علمُ البيانِ والبديعِ»، و«علمُ الشِّعر»، و«علمُ العَروضِ والقَوافي»، و«علمُ الإنشاءِ»، و«علمُ الأدبِ»، و«علمُ قواعدِ الكتابةِ»، و«علمُ قواعدِ القراءَةِ»، وغيرها.
- «علمُ الحِساب» الَّذي يتعلَّقُ بمعرِفَة الطُّرُقِ الحسابيَّةِ أو الهندسيَّة لقِسمَةِ أموالِ المواريثِ والعَقَاراتِ والوَصايا والزَّكَوَات ونحوِ ذلك، وهذا الحسابُ ضروريٌّ في الأموالِ حتَّى يأخُذَ كُلُّ ذي حقٍّ حقَّه.
وحقيقٌ التَّنبيهُ: أنَّه لا ينبغي أَنْ يتوهَّم طالبُ العلمِ أنَّ النَّحوَ العربيَّ هو اللِّسانُ العربيُّ كُلُّه، أو أنَّ المقصودَ باللُّغةِ العربيَّةِ هو خصوصُ النَّحوِ العربيِّ الَّذي هو علمٌ بأصولٍ تُعرَفُ بها أحوالُ أواخرِ الكَلِمةِ العربيَّةِ مِنْ جهةِ الإعرابِ والبناءِ، أو هو ذاك العلمُ الَّذي تُعرَف به الضَّوابطُ الَّتي تحكُم التَّراكيبَ اللُّغويَّة، ويترتَّبُ عليها صِحَّةُ الكلامِ وسلامةُ الإعرابِ؛ فهذا وَهمٌ زائفٌ؛ وإنَّما يُرادُ باللُّغةِ العربيَّةِ: جميعُ علومِها السَّالِفَةِ الذِّكرِ؛ لكِنْ أَصبحَ النَّحوُ علامةً على هذه العلومِ؛ كما قال السُّجَاعِيُّ الأزهريُّ (ت: ١١٩٧هـ): «والعربيَّةُ منسوبةٌ للعربِ، وهي علمٌ يُحترَزُ به عن الخللِ في كلامِ العربِ، وهو - بهذا المعنى - يَشمَلُ اثنَيْ عشَرَ علمًا، جمَعَها بعضُ أصحابِنا في قولِه:
صرفٌ، بيانٌ، معاني، النَّحوُ، قافيةٌ ** شِعرٌ، عَروضُ، اشتقاقُ، الخطُّ، إنشاءُ
محـاضراتٌ، وثاني عشرها لـغةٌ ** تلك الـعلومُ لها الآدابُ أسمـاءُ
ثمَّ صار عَلَمًا بالغلبةِ على النَّحو»(١).
لذلك فإنَّ حَصْرَ اللُّغةِ العربيَّةِ في علم النَّحوِ، أي: في أحوالِ أواخر الكلمات العربيَّةِ حالَ تركيبِها أو علمَيِ النَّحو والصَّرف - مِنَ الإعرابِ والبِناءِ وغيرِهما كالتَّثنِيَة، والجمعِ، والتَّصغيرِ والإضافَةِ - هو تحجيرٌ لموسَّعٍ، لأنَّ مجالَ اللُّغةِ أوسعُ بكثيرٍ مِنْ خصوصِ النَّحوِ بل والصَّرفِ أيضًا؛ قال أبو المكارِم الجارَبَرْدِيُّ (ت: ٧٤٦هـ): «وعلومُ الأدبِ علومٌ يُحترَزُ بها عن الخللِ في كلامِ العربِ لفظًا أو كتابةً، وهي - على ما صرَّحوا به - اثنا عشَرَ، مِنها أصولٌ، وهي العُمدَةُ في ذلك الاحتِرَازِ، ومنها فروعٌ.
أمَّا الأصولُ: فالبحثُ إمَّا عن المُفرَداتِ مِنْ حيثُ جواهِرُها وموادُّها فعِلمُ اللُّغةِ، أو مِنْ حيثُ صُوَرُها وهيئاتُها فعِلمُ التَّصريفِ، أو مِنْ حيثُ انتسابُ بعضِها إلى بعضٍ بالأصالةِ والفرعيَّةِ فعِلمُ الاشتِقاقِ.
وأمَّا عن المركَّباتِ على الإطلاقِ فإمَّا باعتبارِ هيئاتِها التَّركيبيَّةِ وتأدِّيها لِمَعانيها الأصليَّةِ فعِلمُ النَّحو، أو باعتبارِ إفادتِها لِمَعانٍ مُغايِرَةٍ لأصلِ المعنى فعِلمُ المعاني، أو باعتبارِ كيفيَّةِ تلك الإفادةِ في مراتِبِ الوُضوحِ فعِلمُ البيانِ.
وأمَّا عن المُركَّباتِ المَوزونَةِ فإمَّا مِنْ حيثُ وزنُها فعِلمُ العَروضِ، أو مِنْ حيثُ أواخِرُ أبياتِها فعِلمُ القافيَةِ.
وأمَّا الفُروعُ: فالبحثُ فيها إمَّا أَنْ يتعلَّقَ بنُقوشِ الكتابةِ فعِلمُ الخطِّ، أو يختصَّ بالمَنظومِ فالعِلمُ المسمَّى بقرضِ الشِّعر، أو بالمنثورِ فعِلمُ إنشاءِ النَّثرِ مِنَ الرَّسائِلِ والخُطَبِ، أو لا يختصَّ بشيءٍ منها فعِلمُ المُحاضَراتِ، ومنه التَّواريخُ..»(٢).
وضِمنَ هذا المنظورِ مِنْ سَعَةِ اللُّغةِ العربيَّةِ وكثرةِ صِيَغِها في الكلامِ؛ قال الإمامُ الشَّافعيُّ - رحمه الله -: «ولسانُ العربِ أوسعُ الألسنةِ مذهبًا وأكثرُها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميعِ عِلمِه إنسانٌ غيرُ نبيٍّ، ولكنَّه لا يذهب منه شيءٌ على عامَّتِها حتَّى لا يكونَ موجودًا فيها مَنْ يعرفه؛ والعلمُ به عند العرب كالعلم بالسُّنَّةِ عند أهل الفقه: لا نعلم رجلًا جمَعَ السُّنَنَ فلم يذهب منها عليه شيءٌ؛ فإذا جُمِع عِلمُ عامَّةِ أهلِ العلم بها أتى على السُّنَن، وإذا فُرِّق عِلمُ كُلِّ واحدٍ منهم ذهَبَ عليه الشَّيءُ منها، ثمَّ كان ما ذهَبَ عليه منها موجودًا عند غيرِه؛ وهم في العلم طبقاتٌ: منهم الجامعُ لأكثرِه وإِنْ ذهَبَ عليه بعضُه، ومنهم الجامعُ لِأقلَّ ممَّا جمَعَ غيرُه؛ وليس قليلُ ما ذهَبَ مِنَ السُّنَنِ على مَنْ جمَعَ أكثرَها دليلًا على أَنْ يُطلَبَ عِلمُه عند غيرِ طبَقَتِه مِنْ أهل العلم، بل يُطلَبُ عند نُظَرائِه ما ذهَبَ عليه حتَّى يُؤتَى على جميعِ سُنَنِ رسول الله - بأبي هو وأُمِّي -؛ فيتفرَّد جملةُ العلماءِ بجمعِها، وهم درجاتٌ فيما وَعَوْا منها؛ وهكذا لسانُ العربِ عند خاصَّتِها وعامَّتِها: لا يذهب منه شيءٌ عليها، ولا يُطلَبُ عند غيرِها، ولا يعلمه إلَّا مَنْ قَبِلَه عنها، ولا يَشرَكها فيه إلَّا مَنِ اتَّبَعها في تَعلُّمِه منها، ومَنْ قَبِلَه منها فهو مِنْ أهلِ لسانها؛ وإنَّما صار غيرُهم مِنْ غيرِ أهلِه بِتَركِه، فإذا صار إليه صار مِنْ أهله؛ وعِلمُ أكثرِ اللِّسانِ في أكثرِ العرب أعمُّ مِنْ عِلمِ أكثرِ السُّنَنِ في العلماء»(٣).
وحقيقٌ التَّنبيهُ: أنَّه لا ينبغي أَنْ يتوهَّم طالبُ العلمِ أنَّ النَّحوَ العربيَّ هو اللِّسانُ العربيُّ كُلُّه، أو أنَّ المقصودَ باللُّغةِ العربيَّةِ هو خصوصُ النَّحوِ العربيِّ الَّذي هو علمٌ بأصولٍ تُعرَفُ بها أحوالُ أواخرِ الكَلِمةِ العربيَّةِ مِنْ جهةِ الإعرابِ والبناءِ، أو هو ذاك العلمُ الَّذي تُعرَف به الضَّوابطُ الَّتي تحكُم التَّراكيبَ اللُّغويَّة، ويترتَّبُ عليها صِحَّةُ الكلامِ وسلامةُ الإعرابِ؛ فهذا وَهمٌ زائفٌ؛ وإنَّما يُرادُ باللُّغةِ العربيَّةِ: جميعُ علومِها السَّالِفَةِ الذِّكرِ؛ لكِنْ أَصبحَ النَّحوُ علامةً على هذه العلومِ؛ كما قال السُّجَاعِيُّ الأزهريُّ (ت: ١١٩٧هـ): «والعربيَّةُ منسوبةٌ للعربِ، وهي علمٌ يُحترَزُ به عن الخللِ في كلامِ العربِ، وهو - بهذا المعنى - يَشمَلُ اثنَيْ عشَرَ علمًا، جمَعَها بعضُ أصحابِنا في قولِه:
صرفٌ، بيانٌ، معاني، النَّحوُ، قافيةٌ ** شِعرٌ، عَروضُ، اشتقاقُ، الخطُّ، إنشاءُ
محـاضراتٌ، وثاني عشرها لـغةٌ ** تلك الـعلومُ لها الآدابُ أسمـاءُ
ثمَّ صار عَلَمًا بالغلبةِ على النَّحو»(١).
لذلك فإنَّ حَصْرَ اللُّغةِ العربيَّةِ في علم النَّحوِ، أي: في أحوالِ أواخر الكلمات العربيَّةِ حالَ تركيبِها أو علمَيِ النَّحو والصَّرف - مِنَ الإعرابِ والبِناءِ وغيرِهما كالتَّثنِيَة، والجمعِ، والتَّصغيرِ والإضافَةِ - هو تحجيرٌ لموسَّعٍ، لأنَّ مجالَ اللُّغةِ أوسعُ بكثيرٍ مِنْ خصوصِ النَّحوِ بل والصَّرفِ أيضًا؛ قال أبو المكارِم الجارَبَرْدِيُّ (ت: ٧٤٦هـ): «وعلومُ الأدبِ علومٌ يُحترَزُ بها عن الخللِ في كلامِ العربِ لفظًا أو كتابةً، وهي - على ما صرَّحوا به - اثنا عشَرَ، مِنها أصولٌ، وهي العُمدَةُ في ذلك الاحتِرَازِ، ومنها فروعٌ.
أمَّا الأصولُ: فالبحثُ إمَّا عن المُفرَداتِ مِنْ حيثُ جواهِرُها وموادُّها فعِلمُ اللُّغةِ، أو مِنْ حيثُ صُوَرُها وهيئاتُها فعِلمُ التَّصريفِ، أو مِنْ حيثُ انتسابُ بعضِها إلى بعضٍ بالأصالةِ والفرعيَّةِ فعِلمُ الاشتِقاقِ.
وأمَّا عن المركَّباتِ على الإطلاقِ فإمَّا باعتبارِ هيئاتِها التَّركيبيَّةِ وتأدِّيها لِمَعانيها الأصليَّةِ فعِلمُ النَّحو، أو باعتبارِ إفادتِها لِمَعانٍ مُغايِرَةٍ لأصلِ المعنى فعِلمُ المعاني، أو باعتبارِ كيفيَّةِ تلك الإفادةِ في مراتِبِ الوُضوحِ فعِلمُ البيانِ.
وأمَّا عن المُركَّباتِ المَوزونَةِ فإمَّا مِنْ حيثُ وزنُها فعِلمُ العَروضِ، أو مِنْ حيثُ أواخِرُ أبياتِها فعِلمُ القافيَةِ.
وأمَّا الفُروعُ: فالبحثُ فيها إمَّا أَنْ يتعلَّقَ بنُقوشِ الكتابةِ فعِلمُ الخطِّ، أو يختصَّ بالمَنظومِ فالعِلمُ المسمَّى بقرضِ الشِّعر، أو بالمنثورِ فعِلمُ إنشاءِ النَّثرِ مِنَ الرَّسائِلِ والخُطَبِ، أو لا يختصَّ بشيءٍ منها فعِلمُ المُحاضَراتِ، ومنه التَّواريخُ..»(٢).
وضِمنَ هذا المنظورِ مِنْ سَعَةِ اللُّغةِ العربيَّةِ وكثرةِ صِيَغِها في الكلامِ؛ قال الإمامُ الشَّافعيُّ - رحمه الله -: «ولسانُ العربِ أوسعُ الألسنةِ مذهبًا وأكثرُها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميعِ عِلمِه إنسانٌ غيرُ نبيٍّ، ولكنَّه لا يذهب منه شيءٌ على عامَّتِها حتَّى لا يكونَ موجودًا فيها مَنْ يعرفه؛ والعلمُ به عند العرب كالعلم بالسُّنَّةِ عند أهل الفقه: لا نعلم رجلًا جمَعَ السُّنَنَ فلم يذهب منها عليه شيءٌ؛ فإذا جُمِع عِلمُ عامَّةِ أهلِ العلم بها أتى على السُّنَن، وإذا فُرِّق عِلمُ كُلِّ واحدٍ منهم ذهَبَ عليه الشَّيءُ منها، ثمَّ كان ما ذهَبَ عليه منها موجودًا عند غيرِه؛ وهم في العلم طبقاتٌ: منهم الجامعُ لأكثرِه وإِنْ ذهَبَ عليه بعضُه، ومنهم الجامعُ لِأقلَّ ممَّا جمَعَ غيرُه؛ وليس قليلُ ما ذهَبَ مِنَ السُّنَنِ على مَنْ جمَعَ أكثرَها دليلًا على أَنْ يُطلَبَ عِلمُه عند غيرِ طبَقَتِه مِنْ أهل العلم، بل يُطلَبُ عند نُظَرائِه ما ذهَبَ عليه حتَّى يُؤتَى على جميعِ سُنَنِ رسول الله - بأبي هو وأُمِّي -؛ فيتفرَّد جملةُ العلماءِ بجمعِها، وهم درجاتٌ فيما وَعَوْا منها؛ وهكذا لسانُ العربِ عند خاصَّتِها وعامَّتِها: لا يذهب منه شيءٌ عليها، ولا يُطلَبُ عند غيرِها، ولا يعلمه إلَّا مَنْ قَبِلَه عنها، ولا يَشرَكها فيه إلَّا مَنِ اتَّبَعها في تَعلُّمِه منها، ومَنْ قَبِلَه منها فهو مِنْ أهلِ لسانها؛ وإنَّما صار غيرُهم مِنْ غيرِ أهلِه بِتَركِه، فإذا صار إليه صار مِنْ أهله؛ وعِلمُ أكثرِ اللِّسانِ في أكثرِ العرب أعمُّ مِنْ عِلمِ أكثرِ السُّنَنِ في العلماء»(٣).
ولا شكَّ أنَّ هذه العلومَ مُتفاوِتَةُ الدَّرجاتِ، مِنْ حيثُ الشَّرفُ والأهمِّيَّةُ، فالعلمُ بالله، وتوحيدُه في ألوهيَّتِه ورُبوبيَّتِه وأسمائِه الحُسنَى وصِفاتِه العُلى هو أَوجبُ الواجِباتِ وأفضلُها، وأهمُّ المُهِمَّاتِ وأجلُّها، وأشرفُ العلومِ وأكملُها؛ لأنَّ العِلمَ عِلمانِ: عِلمٌ باللهِ المعبودِ، وعِلمٌ بحكمِ الله وأمرِه؛ ولمَّا كان شرفُ العِلمِ مِنْ شرفِ المعلومِ كان العِلمُ بالله أَشرَفَهما.
وتبرُزُ أهمِّيَّةُ هذا العِلمِ باللهِ وتوحيدِه باعتبارِ إضافَتِه إلى بابِ «الإيمانِ بالله تعالَى»؛ وأشرَفُ عِلمٍ يَكتسِبُه العبدُ المؤمِنُ هو معرِفَةُ اللهِ المعبودِ، فهو أشرفُ العلومِ وأعظَمُها وأجلُّها وأكبرُها، ثمَّ يَليهِ أوامرُ اللهِ وأحكامُه لِتَعلُّقِها بأفعال المكلَّفينَ مِنْ جهةِ العبادَةِ، وكِلاهُما مقصودٌ في حدِّ ذاتِه: فالأوَّلُ الفِقهُ الأكبرُ مِنْ جهةِ الاعتقادِ والإيمانِ الجازمِ الَّذي يعقِدُ عليه العبدُ قلبَه، والثَّاني الفقهُ الأصغَرُ مِنْ جهةِ العملِ الصَّالحِ بما شرَعَه اللهُ؛ فمَا أمَرَ اللهُ بِه ممَّا يُحِبُّه اللهُ ويَرضاهُ فهو عِلمٌ وعملٌ وإيمانٌ وتَقوَى.
أمَّا عِلمُ الآلةِ - مِنْ حيثُ الرِّفعَةُ والشَّرفُ - فإنَّما يكتسِبُ ذلك الوصفَ إذا كان وسيلةً إلى مقصودٍ شرعيٍّ وتابعًا له؛ والتَّابعُ للمتبوعِ - في الأصلِ - ليس له حكمٌ مُستَقِلٌّ، وإنَّما حُكمُه حكمُ المَتبوعِ، بل إنَّ علمَيِ النَّحوِ والصَّرفِ لا يكفيانِ بمُجرَّدِهما في اقتفاءِ نحوِ كلام العرب، كما أنَّ عِلمَ النَّحو أو عِلمَ اللُّغةِ لا يفيدان بمُجرَّدهما في عِدَّةِ مواضعَ مِنَ الشَّريعةِ سواءٌ في باب القياسِ أو العِللِ أو النَّاسخ والمنسوخِ أو المُقدَّرات ونحوِها؛ مثالُه: عجزُ عِلمِ اللُّغةِ والنَّحوِ بمُجرَّدِهما عن تحديدِ موضعِ قطعِ اليد في السَّرِقةِ بمَعزِلٍ عن الحديث والفقه، وغيرُها كثيرٌ.
هذا، وقد خصَّ اللهُ تعالى بذِكرِ العلمِ والعُلماءِ فضيلةً وشرفًا، حيثُ قرَنَ اللهُ تعالى شهادةَ أُولي العلمِ بشهادَتِه لنفسِه بالوحدانيَّةِ، وشهادةِ الملائكَةِ له بذلك؛ فكانَت شهادتُهم مِنْ أكبرِ الأدلَّةِ على توحيدِه ودِينِه وجزائِه، فقالَ تعالى: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١٨﴾ [آل عِمران]؛ وفي مَعرِضِ شرحِ هذه الآيةِ قالَ السِّعديُّ - رحمه الله -: «هذه أجَلُّ الشَّهاداتِ الصَّادرَةِ مِنَ المَلِكِ العظيمِ، ومِنَ الملائِكَة، وأهلِ العِلم، على أجَلِّ مشهودٍ عليه، وهو توحيدُ اللهِ، وقيامُه بالقِسطِ، وذلك يتضمَّنُ الشَّهادةَ على جميعِ الشَّرعِ، وجميعِ أحكامِ الجزاءِ؛ فإنَّ الشَّرعَ والدِّينَ، أصلُه وقاعدَتُه: توحيدُ اللهِ وإفرادُه بالعبودِيَّة، والاعترافُ بانفرادِه بصِفاتِ العظمَةِ والكِبرياءِ، والمجدِ والعِزِّ والقُدرَةِ والجلالِ، وبِنُعوتِ الجودِ والبِرِّ والرَّحمةِ والإحسانِ والجمالِ، وبكمالِه المُطلَقِ الَّذي لا يُحصي أحدٌ مِنَ الخَلْقِ أَنْ يُحيطوا بشيءٍ منهُ أو يَبلُغوه أو يَصِلوا إلى الثَّناءِ عليه؛ والعِباداتُ الشَّرعيَّةُ والمُعامَلاتُ وتوابِعُها، والأمرُ والنَّهيُ، كُلُّه عدلٌ وقِسطٌ، لا ظُلمَ فيه ولا جَوْرَ بوجهٍ مِنَ الوُجوهِ، بل هو في غايةِ الحكمةِ والإحكامِ، والجزاءُ على الأعمالِ الصَّالحةِ والسَّيِّئةِ كُلُّه قِسطٌ وعدلٌ»(٤).
كمَا أثنَى اللهُ على أهلِ العلمِ بالحقِّ والإيمانِ المُستلزِمِ إيثارَ الحقِّ، وامتَنَّ عليهم بِنَيلِ الرِّفعَةِ والسَّعادةِ والشَّرفِ المُؤهِّلِ لهم لأعلَى الدَّرجاتِ والمَقاماتِ في الدُّنيا والآخِرَة؛ وذلك مُبتَغى كُلِّ طالبِ علمٍ يسعَى لتَحقيقِ مُسمَّى العلمِ والإيمانِ؛ وفي هذا المضمونِ قالَ ابنُ القيِّم - رحمه الله -: «أفضلُ ما اكتسبَتْه النُّفوسُ وحصَّلَتْهُ القُلوبُ ونالَ به العبدُ الرِّفْعةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ هو العلمُ والإيمانُ.
ولهذا قَرَنَ بينَهما سبحانَهُ في قوله: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِ﴾ [الرُّوم: ٥٦]، وقولِه: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰت﴾ [المجادلة: ١١].
وهؤلاءِ هم خُلاصَةُ الوجودِ ولُبُّه والمؤهَّلون للمَراتِبِ العَاليَةِ.
ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ غالِطونَ في حقيقةِ مُسمَّى العلمِ والإيمانِ اللَّذيْنِ بهما السَّعادةُ والرِّفعةُ وفي حقيقَتِهما، حتَّى إنَّ كُلَّ طائفةٍ تظنُّ أنَّ ما معها مِنَ العلمِ والإيمانِ هو هذا الَّذي به تُنالُ السَّعادةُ، وليس كذلك، بل أكثرُهم ليس معهُم إيمانٌ يُنجي ولا علمٌ يَرفَعُ، بل قد سَدُّوا على نُفوسِهم طُرُقَ العلمِ والإيمانِ اللَّذَيْن جاءَ بِهما الرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم ودَعَا إليهما
وتبرُزُ أهمِّيَّةُ هذا العِلمِ باللهِ وتوحيدِه باعتبارِ إضافَتِه إلى بابِ «الإيمانِ بالله تعالَى»؛ وأشرَفُ عِلمٍ يَكتسِبُه العبدُ المؤمِنُ هو معرِفَةُ اللهِ المعبودِ، فهو أشرفُ العلومِ وأعظَمُها وأجلُّها وأكبرُها، ثمَّ يَليهِ أوامرُ اللهِ وأحكامُه لِتَعلُّقِها بأفعال المكلَّفينَ مِنْ جهةِ العبادَةِ، وكِلاهُما مقصودٌ في حدِّ ذاتِه: فالأوَّلُ الفِقهُ الأكبرُ مِنْ جهةِ الاعتقادِ والإيمانِ الجازمِ الَّذي يعقِدُ عليه العبدُ قلبَه، والثَّاني الفقهُ الأصغَرُ مِنْ جهةِ العملِ الصَّالحِ بما شرَعَه اللهُ؛ فمَا أمَرَ اللهُ بِه ممَّا يُحِبُّه اللهُ ويَرضاهُ فهو عِلمٌ وعملٌ وإيمانٌ وتَقوَى.
أمَّا عِلمُ الآلةِ - مِنْ حيثُ الرِّفعَةُ والشَّرفُ - فإنَّما يكتسِبُ ذلك الوصفَ إذا كان وسيلةً إلى مقصودٍ شرعيٍّ وتابعًا له؛ والتَّابعُ للمتبوعِ - في الأصلِ - ليس له حكمٌ مُستَقِلٌّ، وإنَّما حُكمُه حكمُ المَتبوعِ، بل إنَّ علمَيِ النَّحوِ والصَّرفِ لا يكفيانِ بمُجرَّدِهما في اقتفاءِ نحوِ كلام العرب، كما أنَّ عِلمَ النَّحو أو عِلمَ اللُّغةِ لا يفيدان بمُجرَّدهما في عِدَّةِ مواضعَ مِنَ الشَّريعةِ سواءٌ في باب القياسِ أو العِللِ أو النَّاسخ والمنسوخِ أو المُقدَّرات ونحوِها؛ مثالُه: عجزُ عِلمِ اللُّغةِ والنَّحوِ بمُجرَّدِهما عن تحديدِ موضعِ قطعِ اليد في السَّرِقةِ بمَعزِلٍ عن الحديث والفقه، وغيرُها كثيرٌ.
هذا، وقد خصَّ اللهُ تعالى بذِكرِ العلمِ والعُلماءِ فضيلةً وشرفًا، حيثُ قرَنَ اللهُ تعالى شهادةَ أُولي العلمِ بشهادَتِه لنفسِه بالوحدانيَّةِ، وشهادةِ الملائكَةِ له بذلك؛ فكانَت شهادتُهم مِنْ أكبرِ الأدلَّةِ على توحيدِه ودِينِه وجزائِه، فقالَ تعالى: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١٨﴾ [آل عِمران]؛ وفي مَعرِضِ شرحِ هذه الآيةِ قالَ السِّعديُّ - رحمه الله -: «هذه أجَلُّ الشَّهاداتِ الصَّادرَةِ مِنَ المَلِكِ العظيمِ، ومِنَ الملائِكَة، وأهلِ العِلم، على أجَلِّ مشهودٍ عليه، وهو توحيدُ اللهِ، وقيامُه بالقِسطِ، وذلك يتضمَّنُ الشَّهادةَ على جميعِ الشَّرعِ، وجميعِ أحكامِ الجزاءِ؛ فإنَّ الشَّرعَ والدِّينَ، أصلُه وقاعدَتُه: توحيدُ اللهِ وإفرادُه بالعبودِيَّة، والاعترافُ بانفرادِه بصِفاتِ العظمَةِ والكِبرياءِ، والمجدِ والعِزِّ والقُدرَةِ والجلالِ، وبِنُعوتِ الجودِ والبِرِّ والرَّحمةِ والإحسانِ والجمالِ، وبكمالِه المُطلَقِ الَّذي لا يُحصي أحدٌ مِنَ الخَلْقِ أَنْ يُحيطوا بشيءٍ منهُ أو يَبلُغوه أو يَصِلوا إلى الثَّناءِ عليه؛ والعِباداتُ الشَّرعيَّةُ والمُعامَلاتُ وتوابِعُها، والأمرُ والنَّهيُ، كُلُّه عدلٌ وقِسطٌ، لا ظُلمَ فيه ولا جَوْرَ بوجهٍ مِنَ الوُجوهِ، بل هو في غايةِ الحكمةِ والإحكامِ، والجزاءُ على الأعمالِ الصَّالحةِ والسَّيِّئةِ كُلُّه قِسطٌ وعدلٌ»(٤).
كمَا أثنَى اللهُ على أهلِ العلمِ بالحقِّ والإيمانِ المُستلزِمِ إيثارَ الحقِّ، وامتَنَّ عليهم بِنَيلِ الرِّفعَةِ والسَّعادةِ والشَّرفِ المُؤهِّلِ لهم لأعلَى الدَّرجاتِ والمَقاماتِ في الدُّنيا والآخِرَة؛ وذلك مُبتَغى كُلِّ طالبِ علمٍ يسعَى لتَحقيقِ مُسمَّى العلمِ والإيمانِ؛ وفي هذا المضمونِ قالَ ابنُ القيِّم - رحمه الله -: «أفضلُ ما اكتسبَتْه النُّفوسُ وحصَّلَتْهُ القُلوبُ ونالَ به العبدُ الرِّفْعةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ هو العلمُ والإيمانُ.
ولهذا قَرَنَ بينَهما سبحانَهُ في قوله: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِ﴾ [الرُّوم: ٥٦]، وقولِه: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰت﴾ [المجادلة: ١١].
وهؤلاءِ هم خُلاصَةُ الوجودِ ولُبُّه والمؤهَّلون للمَراتِبِ العَاليَةِ.
ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ غالِطونَ في حقيقةِ مُسمَّى العلمِ والإيمانِ اللَّذيْنِ بهما السَّعادةُ والرِّفعةُ وفي حقيقَتِهما، حتَّى إنَّ كُلَّ طائفةٍ تظنُّ أنَّ ما معها مِنَ العلمِ والإيمانِ هو هذا الَّذي به تُنالُ السَّعادةُ، وليس كذلك، بل أكثرُهم ليس معهُم إيمانٌ يُنجي ولا علمٌ يَرفَعُ، بل قد سَدُّوا على نُفوسِهم طُرُقَ العلمِ والإيمانِ اللَّذَيْن جاءَ بِهما الرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم ودَعَا إليهما
الأمَّةَ، وكان عليهما هو وأصحابُهُ مِنْ بعدِه وتابِعوهم على منهاجِهم وآثارِهم»(٥).
أمَّا القول ﺑ «أنَّ التَّركيزَ على علمِ النَّحوِ والتَّدقيقَ في مَباحِثِه مُقدَّمٌ على تَناوُلِ كُتُبِ التَّوحيدِ بالتَّفصيلِ» فهذا خطأٌ مَعدودٌ مِنْ تلبيسِ إبليسَ الَّذي يُزهِّدُ في التَّوحيدِ، ويُقلِّلُه في نفوسِ طلبةِ العلمِ؛ وقد عقَدَ ابنُ الجوزيِّ فصلًا فقال: «ذِكرُ تلبيسِه [أي: إبليس] على أهلِ اللُّغةِ والأدب: قال المصنِّفُ: قد لبَّس على جمهورِهم فشغَلَهم بعلومِ النَّحوِ واللُّغةِ عن المُهِمَّاتِ اللَّازمةِ الَّتي هي فَرْضُ عينٍ مِنْ معرفةِ ما يَلزَمُهم عِرفانُه مِنَ العبادات، وما هو أَوْلى بهم: مِنْ آداب النُّفوس وصلاحِ القلوب، وبما هو أفضلُ: مِنْ علوم التَّفسيرِ والحديثِ والفقه؛ فأَذهَبُوا الزَّمانَ كُلَّه في علومٍ لا تُرادُ لنفسِها بل لغيرها؛ فإنَّ الإنسانَ إذا فَهِمَ الكلمةَ فينبغي أَنْ يترقَّى إلى العمل بها، إذ هي مُرادةٌ لغيرها، فترى الإنسانَ منهم لا يكاد يعرف مِنْ آداب الشَّريعةِ إلَّا القليلَ ولا مِنَ الفقهِ، ولا يلتفت إلى تزكيةِ نفسِه وصلاحِ قلبِه؛ ومع هذا ففيهم كِبرٌ عظيمٌ؛ وقد خيَّل لهم إبليسُ أنَّكم علماءُ الإسلامِ لأنَّ النَّحوَ واللُّغةَ مِنْ علوم الإسلام، وبها يُعرَفُ معنى القرآنِ العزيزِ؛ ولَعَمْري إنَّ هذا لا يُنكَرُ، ولكنَّ معرفةَ ما يَلزَمُ مِنَ النَّحو لإصلاحِ اللِّسان وما يُحتاجُ إليه مِنَ اللُّغةِ في تفسير القرآن والحديثِ أمرٌ قريبٌ، وهو أمرٌ لازمٌ، وما عدا ذلك فضلٌ لا يُحتاجُ إليه؛ وإنفاقُ الزَّمانِ في تحصيلِ هذا الفاضلِ وليس بمُهِمٍّ مع تركِ المُهِمِّ غلطٌ، وإيثارُه على ما هو أَنفعُ وأعلى رتبةً كالفقه والحديثِ غَبْنٌ؛ ولو اتَّسَع العُمرُ لمعرفةِ الكُلِّ كان حَسَنًا، ولكنَّ العُمرَ قصيرٌ، فينبغي إيثارُ الأهمِّ والأفضل»(٦).
ثمَّ ذكَرَ - رحمه الله - صُوَرًا مِنْ تلبيسِ إبليسَ على النُّحَاةِ كما ذكَرَ قبل ذلك وبعدَه صُوَرًا مِنْ تلبيسِه على العلماء في فنون العلم مِنْ القُرَّاءِ والمُحدِّثين والفقهاءِ وغيرِهم؛ فكيف يكون تلبيسُه ـ إذن - بِحالِ الطَّلبة؟! ومِنْ أعظمِ التَّلبيسِ أَنْ يقفَ بالمرء عند الوسائلِ ويقعدَ به عن الغاياتِ والمَقاصِدِ، كما يقعد بمَنْ حصَّلَ العِلمَ عن العمل به؛ ولذلك قِيلَ: العلمُ يهتِفُ بالعَمَل * فإِنْ أجابَه وإلَّا ارتَحَل.
وقد بيَّنتُ في فتوَى سابقةٍ موسومةٍ ﺑ «في طُرُقِ تحصيلِ علمِ العقائدِ والتَّدرُّجِ في تَلَقِّيه» بِمَ يبدَأُ طالبُ العلمِ في طلبِ العلومِ وتحصيلِها؟ وذكرتُ أَنَّه يبدَأَ بتَعلُّمِ معنَى الشَّهادَتَيْنِ أوَّلًا، لأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لمُعاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنه: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: عِبَادَةُ اللهِ»(٧)، والَّذِي تُفسِّرُه روايةُ: «فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ»(٨)؛ فتحقيقُ الشَّهادةِ هو حقيقةُ العبادة؛ والشَّهادةُ هي: الرُّكنُ الأوَّلُ مِنْ أركانِ الإسلامِ، فيتعلَّمُ شروطَ «لا إلَهَ إلَّا اللهُ»، الَّتي لا تنفَعُ قائلَها إلَّا بِاجْتماعِها، ويحاوِلُ في كُلِّ شرطٍ مِنْ هذه الشُّروطِ أَنْ يَحفَظَهُ ويفهَمَه جيِّدًا، بما يذكُرُه العلماءُ، وبالأمثِلَةِ الَّتي تُوضِّحُ له معنَى كُلِّ شرطٍ، وبالأدلَّةِ الَّتي تُذكَرُ في هذا البابِ؛ وبالمُقابِلِ يعرِفُ نواقِضَ الشَّهادةِ، وهي أضدادُ الشَّهادةِ الَّتي تُقابِلُ الشُّروطَ، ويتفقَّهُ فيها على غِرارِ ما ذُكِر في الشُّروطِ؛ وللعُلماءِ المُعاصِرين رسائلُ عديدةٌ في شرحِ شروطِ «لا إلَهَ إلَّا اللهُ» ونواقِضِها.
ثمَّ بعد ذلك - ثانيًا - يُعرِّجُ على معرِفةِ التَّوحيدِ بقِسمَتِه الثُّنائيَّةِ: التَّوحيدُ العِلميُّ والتَّوحيدُ العمليُّ، والعلاقةِ بينهما، ويتعرَّفُ على المعبودِ سُبحانَه وأسمائِه الحُسنى وصِفاتِه العُلى ضِمنَ التَّوحيدِ العلميِّ، كما يتعرَّفُ على ما يُضادُّ التَّوحيدَ مِنْ أنواعِ الشِّركِ في الرُّبوبيَّةِ والألوهيَّةِ والأسماءِ والصِّفاتِ؛ ولا شكَّ أنَّ ذلك العِلمَ لا ينفع صاحِبَه إلَّا بامتثالِه بالعمل الَّذي هو المَقصِدُ الأسمى، فإنَّ العبادةَ عملٌ مبنيٌّ على العلم الصَّحيح.
وعَليهِ، فالَّذي يُدرِكُهُ أهلُ الفَطانةِ والنَّباهةِ أنَّ الاهتمامَ بعلوم المَقاصِدِ مِنَ العقيدةِ والفقه تأصيلًا وتحقيقًا، وَفْقَ ما نزَلَ في كتاب الله وسُنَّةِ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم وما سار عليه أئمَّةُ السَّلف، والعملَ بهما باطنًا وظاهرًا أَأمَنُ في الدُّنيا وأَسلَمُ في الآخرة ممَّنْ ضبَطَ علومَ العربيَّةِ وأجادَها وضيَّع عِلمَ التَّوحيدِ والعقيدةِ حتَّى وقَعَ في شيءٍ مِنَ المخالفات الشَّرعيَّةِ إِنْ لم تكن المُخالفاتُ شركيَّاتٍ، فإنَّ المرء لا يُسألُ في قَبرِه عن رفعِ الفاعلِ ونصبِ المفعولِ،
أمَّا القول ﺑ «أنَّ التَّركيزَ على علمِ النَّحوِ والتَّدقيقَ في مَباحِثِه مُقدَّمٌ على تَناوُلِ كُتُبِ التَّوحيدِ بالتَّفصيلِ» فهذا خطأٌ مَعدودٌ مِنْ تلبيسِ إبليسَ الَّذي يُزهِّدُ في التَّوحيدِ، ويُقلِّلُه في نفوسِ طلبةِ العلمِ؛ وقد عقَدَ ابنُ الجوزيِّ فصلًا فقال: «ذِكرُ تلبيسِه [أي: إبليس] على أهلِ اللُّغةِ والأدب: قال المصنِّفُ: قد لبَّس على جمهورِهم فشغَلَهم بعلومِ النَّحوِ واللُّغةِ عن المُهِمَّاتِ اللَّازمةِ الَّتي هي فَرْضُ عينٍ مِنْ معرفةِ ما يَلزَمُهم عِرفانُه مِنَ العبادات، وما هو أَوْلى بهم: مِنْ آداب النُّفوس وصلاحِ القلوب، وبما هو أفضلُ: مِنْ علوم التَّفسيرِ والحديثِ والفقه؛ فأَذهَبُوا الزَّمانَ كُلَّه في علومٍ لا تُرادُ لنفسِها بل لغيرها؛ فإنَّ الإنسانَ إذا فَهِمَ الكلمةَ فينبغي أَنْ يترقَّى إلى العمل بها، إذ هي مُرادةٌ لغيرها، فترى الإنسانَ منهم لا يكاد يعرف مِنْ آداب الشَّريعةِ إلَّا القليلَ ولا مِنَ الفقهِ، ولا يلتفت إلى تزكيةِ نفسِه وصلاحِ قلبِه؛ ومع هذا ففيهم كِبرٌ عظيمٌ؛ وقد خيَّل لهم إبليسُ أنَّكم علماءُ الإسلامِ لأنَّ النَّحوَ واللُّغةَ مِنْ علوم الإسلام، وبها يُعرَفُ معنى القرآنِ العزيزِ؛ ولَعَمْري إنَّ هذا لا يُنكَرُ، ولكنَّ معرفةَ ما يَلزَمُ مِنَ النَّحو لإصلاحِ اللِّسان وما يُحتاجُ إليه مِنَ اللُّغةِ في تفسير القرآن والحديثِ أمرٌ قريبٌ، وهو أمرٌ لازمٌ، وما عدا ذلك فضلٌ لا يُحتاجُ إليه؛ وإنفاقُ الزَّمانِ في تحصيلِ هذا الفاضلِ وليس بمُهِمٍّ مع تركِ المُهِمِّ غلطٌ، وإيثارُه على ما هو أَنفعُ وأعلى رتبةً كالفقه والحديثِ غَبْنٌ؛ ولو اتَّسَع العُمرُ لمعرفةِ الكُلِّ كان حَسَنًا، ولكنَّ العُمرَ قصيرٌ، فينبغي إيثارُ الأهمِّ والأفضل»(٦).
ثمَّ ذكَرَ - رحمه الله - صُوَرًا مِنْ تلبيسِ إبليسَ على النُّحَاةِ كما ذكَرَ قبل ذلك وبعدَه صُوَرًا مِنْ تلبيسِه على العلماء في فنون العلم مِنْ القُرَّاءِ والمُحدِّثين والفقهاءِ وغيرِهم؛ فكيف يكون تلبيسُه ـ إذن - بِحالِ الطَّلبة؟! ومِنْ أعظمِ التَّلبيسِ أَنْ يقفَ بالمرء عند الوسائلِ ويقعدَ به عن الغاياتِ والمَقاصِدِ، كما يقعد بمَنْ حصَّلَ العِلمَ عن العمل به؛ ولذلك قِيلَ: العلمُ يهتِفُ بالعَمَل * فإِنْ أجابَه وإلَّا ارتَحَل.
وقد بيَّنتُ في فتوَى سابقةٍ موسومةٍ ﺑ «في طُرُقِ تحصيلِ علمِ العقائدِ والتَّدرُّجِ في تَلَقِّيه» بِمَ يبدَأُ طالبُ العلمِ في طلبِ العلومِ وتحصيلِها؟ وذكرتُ أَنَّه يبدَأَ بتَعلُّمِ معنَى الشَّهادَتَيْنِ أوَّلًا، لأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لمُعاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنه: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: عِبَادَةُ اللهِ»(٧)، والَّذِي تُفسِّرُه روايةُ: «فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ»(٨)؛ فتحقيقُ الشَّهادةِ هو حقيقةُ العبادة؛ والشَّهادةُ هي: الرُّكنُ الأوَّلُ مِنْ أركانِ الإسلامِ، فيتعلَّمُ شروطَ «لا إلَهَ إلَّا اللهُ»، الَّتي لا تنفَعُ قائلَها إلَّا بِاجْتماعِها، ويحاوِلُ في كُلِّ شرطٍ مِنْ هذه الشُّروطِ أَنْ يَحفَظَهُ ويفهَمَه جيِّدًا، بما يذكُرُه العلماءُ، وبالأمثِلَةِ الَّتي تُوضِّحُ له معنَى كُلِّ شرطٍ، وبالأدلَّةِ الَّتي تُذكَرُ في هذا البابِ؛ وبالمُقابِلِ يعرِفُ نواقِضَ الشَّهادةِ، وهي أضدادُ الشَّهادةِ الَّتي تُقابِلُ الشُّروطَ، ويتفقَّهُ فيها على غِرارِ ما ذُكِر في الشُّروطِ؛ وللعُلماءِ المُعاصِرين رسائلُ عديدةٌ في شرحِ شروطِ «لا إلَهَ إلَّا اللهُ» ونواقِضِها.
ثمَّ بعد ذلك - ثانيًا - يُعرِّجُ على معرِفةِ التَّوحيدِ بقِسمَتِه الثُّنائيَّةِ: التَّوحيدُ العِلميُّ والتَّوحيدُ العمليُّ، والعلاقةِ بينهما، ويتعرَّفُ على المعبودِ سُبحانَه وأسمائِه الحُسنى وصِفاتِه العُلى ضِمنَ التَّوحيدِ العلميِّ، كما يتعرَّفُ على ما يُضادُّ التَّوحيدَ مِنْ أنواعِ الشِّركِ في الرُّبوبيَّةِ والألوهيَّةِ والأسماءِ والصِّفاتِ؛ ولا شكَّ أنَّ ذلك العِلمَ لا ينفع صاحِبَه إلَّا بامتثالِه بالعمل الَّذي هو المَقصِدُ الأسمى، فإنَّ العبادةَ عملٌ مبنيٌّ على العلم الصَّحيح.
وعَليهِ، فالَّذي يُدرِكُهُ أهلُ الفَطانةِ والنَّباهةِ أنَّ الاهتمامَ بعلوم المَقاصِدِ مِنَ العقيدةِ والفقه تأصيلًا وتحقيقًا، وَفْقَ ما نزَلَ في كتاب الله وسُنَّةِ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم وما سار عليه أئمَّةُ السَّلف، والعملَ بهما باطنًا وظاهرًا أَأمَنُ في الدُّنيا وأَسلَمُ في الآخرة ممَّنْ ضبَطَ علومَ العربيَّةِ وأجادَها وضيَّع عِلمَ التَّوحيدِ والعقيدةِ حتَّى وقَعَ في شيءٍ مِنَ المخالفات الشَّرعيَّةِ إِنْ لم تكن المُخالفاتُ شركيَّاتٍ، فإنَّ المرء لا يُسألُ في قَبرِه عن رفعِ الفاعلِ ونصبِ المفعولِ،
وإنَّما يُسألُ: مَنْ ربُّك؟ ما دِينُك؟ مَنْ نبيُّك؟ ويُسألُ يومَ القيامةِ عن إعراضِه عن العِلمِ الشَّرعيِّ الصَّحيح، وعن عِلمِه هل عَمِلَ به؟ وعن عُمُرِه وشبابِه فيما أفناه؟ ورُبَّما ينقضي العُمرُ دون استيعابِ جُمَلِ النَّحو بالتَّفصيل، أو يُباغِتُه الموتُ دون تَهيِئةِ أسبابِ الاستعدادِ للآخِرةِ والتَّأهُّلِ لِلِقاءِ اللهِ تعالى؛ واللهُ المُستعانُ.
وحريٌّ بالتَّنبيهِ - في الأخير -: أنَّ ما سِيقَ مِنْ تعليلٍ بتقديمِ مَقاصِدِ العلومِ - في الجُملةِ - على وسائِلِها فغايتُه هو بيانُ أهمِّيَّةِ العلومِ ومَراتبِها مِنْ حيثُ القوَّةُ والشَّرفُ، وإظهارُ مزيَّةِ التَّدرُّجِ في الطَّلبِ والتَّحصيلِ مُراعِيًا في ذلك البدءَ بالأهمِّ فالمُهِمِّ، وترتيب الأولويَّاتِ، وعدم الاشتغالِ بالوسيلةِ عن الغايةِ اشتغالًا مُبالَغًا فيه؛ ولا أَعنِي - بأيِّ وجهٍ مِنَ الوجوهِ - التَّزهيدَ المُطلَقَ في «علمِ اللُّغةِ» عمومًا، ولا في «علمِ النَّحوِ» خصوصًا.
كما تَحسُنُ الإشارةُ إلى أنَّه ليسَ المطلوبُ - في زمنِ التَّخصُّصاتِ العلميَّةِ المتعدِّدةِ - أَنْ يقومَ المُدرِّسُ المتخصِّصُ في علوم اللُّغةِ خاصَّةً الفاقدُ لغيرِها، بتدريسِ ما لا يُتقِنُهُ - تأصيلًا وتفصيلًا - مِنْ علومِ الشَّريعةِ والعقيدةِ، وإنَّما الواجبُ عليهِ أَنْ يُنزِّلَ علومَ الوسائلِ منزلتَها؛ ولا أَنْ يتصدَّرَ فيما ليس أهلًا لتَدريسِه، لنقصِه فيه واحتياجِه إلى طلبٍ مُستوفِي النِّصاب مِنْ ذلك العلمِ الَّذي يُؤهِّلُه لتدريسِه، لأنَّ «فاقِدَ الشَّيءِ لا يُعطيه»، والتَّصدُّرَ قبلَ التَّأهُّلِ آفةٌ في العلمِ والعملِ، وكما قِيلَ: «مَنْ تَصدَّر قبلَ أوانِه فقَدْ تَصدَّى لهوانِه»(٩)، و«مَنْ قعَدَ قبلَ وقتِه ذَلَّ»(١٠)؛ بل المطلوبُ منه أَنْ يحفِّزَ نفسَه وطلَبَتَه على طلبِ علومِ المصادرِ والمقاصدِ، ويَحُثَّهم على المزيدِ منها، ذلك لأنَّ التَّنويعَ في العلومِ والاستزادةَ منها يُوسِّعُ اللهُ عليه بها - مِنْ فضله - دائرةَ فقهِه ودلائلَ معرفتِه الَّتي يَقِي - بها وبالعملِ بها - نَفْسَه وأهلَه مِنْ نارٍ وَقودُها النَّاسُ والحجارةُ، وتُعينُه على أَنْ يَرقى بها إلى درجةِ الاجتهادِ ومَصافِّ المجتهدين.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٤ ذي القعدة ١٤٤٦ﻫ
المـوافق ﻟ: ٢٢ مـايـو ٢٠٢٥م
وحريٌّ بالتَّنبيهِ - في الأخير -: أنَّ ما سِيقَ مِنْ تعليلٍ بتقديمِ مَقاصِدِ العلومِ - في الجُملةِ - على وسائِلِها فغايتُه هو بيانُ أهمِّيَّةِ العلومِ ومَراتبِها مِنْ حيثُ القوَّةُ والشَّرفُ، وإظهارُ مزيَّةِ التَّدرُّجِ في الطَّلبِ والتَّحصيلِ مُراعِيًا في ذلك البدءَ بالأهمِّ فالمُهِمِّ، وترتيب الأولويَّاتِ، وعدم الاشتغالِ بالوسيلةِ عن الغايةِ اشتغالًا مُبالَغًا فيه؛ ولا أَعنِي - بأيِّ وجهٍ مِنَ الوجوهِ - التَّزهيدَ المُطلَقَ في «علمِ اللُّغةِ» عمومًا، ولا في «علمِ النَّحوِ» خصوصًا.
كما تَحسُنُ الإشارةُ إلى أنَّه ليسَ المطلوبُ - في زمنِ التَّخصُّصاتِ العلميَّةِ المتعدِّدةِ - أَنْ يقومَ المُدرِّسُ المتخصِّصُ في علوم اللُّغةِ خاصَّةً الفاقدُ لغيرِها، بتدريسِ ما لا يُتقِنُهُ - تأصيلًا وتفصيلًا - مِنْ علومِ الشَّريعةِ والعقيدةِ، وإنَّما الواجبُ عليهِ أَنْ يُنزِّلَ علومَ الوسائلِ منزلتَها؛ ولا أَنْ يتصدَّرَ فيما ليس أهلًا لتَدريسِه، لنقصِه فيه واحتياجِه إلى طلبٍ مُستوفِي النِّصاب مِنْ ذلك العلمِ الَّذي يُؤهِّلُه لتدريسِه، لأنَّ «فاقِدَ الشَّيءِ لا يُعطيه»، والتَّصدُّرَ قبلَ التَّأهُّلِ آفةٌ في العلمِ والعملِ، وكما قِيلَ: «مَنْ تَصدَّر قبلَ أوانِه فقَدْ تَصدَّى لهوانِه»(٩)، و«مَنْ قعَدَ قبلَ وقتِه ذَلَّ»(١٠)؛ بل المطلوبُ منه أَنْ يحفِّزَ نفسَه وطلَبَتَه على طلبِ علومِ المصادرِ والمقاصدِ، ويَحُثَّهم على المزيدِ منها، ذلك لأنَّ التَّنويعَ في العلومِ والاستزادةَ منها يُوسِّعُ اللهُ عليه بها - مِنْ فضله - دائرةَ فقهِه ودلائلَ معرفتِه الَّتي يَقِي - بها وبالعملِ بها - نَفْسَه وأهلَه مِنْ نارٍ وَقودُها النَّاسُ والحجارةُ، وتُعينُه على أَنْ يَرقى بها إلى درجةِ الاجتهادِ ومَصافِّ المجتهدين.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٤ ذي القعدة ١٤٤٦ﻫ
المـوافق ﻟ: ٢٢ مـايـو ٢٠٢٥م
«حاشية السُّجاعيِّ على شرح «قَطْر الندى» لابن هشامٍ» (٧).
(٢) «حاشية الجارَبَرْدِيِّ على «الشَّافية» لابن الحاجب» [ضِمنَ مجموعة الشَّافية في علمَيِ التَّصريف والخطِّ] (١/ ١١٧).
(٣) «الرِّسالة» للشَّافعي (٤٢ ـ ٤٤). فائدة: ذكَرَ الخطيبُ في «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٠٧) أنَّ «محمَّد بنَ إدريسَ الشَّافعيَّ يقول: مَنْ أراد أَنْ يتبحَّر في النَّحو فهو عيالٌ على الكسائيِّ»، ثمَّ أشارَ إلى شيءٍ مِنْ تبحُّرِه في النَّحو واللُّغةِ والعلومِ الشَّرعيَّة، ومع ذلك فقَدْ شَهِدَ الكِسائيُّ على نفسِه وشَهِدَ أصحابُه ـ أيضًا ـ بوقوعِه في اللَّحنِ ووقوعِ نُظَرائه مع جلالتِهم كما في «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٠٨ ـ ٤٠٩).
(٤) «تفسير السِّعدي» (٩٦٣).
(٥) «الفوائد» لابن القيِّم (١٥١).
(٦) «تلبيس إبليس» ـ المنيريَّة ـ (١٢٦).
(٧) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الزَّكاة» باب: لا تُؤخَذُ كرائمُ أموالِ النَّاس في الصَّدقة (١٤٥٨)، ومسلمٌ في «الإيمان» (١٩)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(٨) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ بنحوه في «الزَّكاة» بابُ أخذِ الصَّدقةِ مِنَ الأغنياء وتُرَدُّ في الفقراء حيث كانوا (١٤٩٦)، ومسلمٌ (١٩).
(٩) «شُعَب الإيمان» للبيهقي (١٠/ ٥١٦) مِنْ قول أبي الطَّيِّب بنِ أبي سهلٍ الصُّعلوكيِّ.
(١٠) «سِيَر أعلام النُّبَلاء» للذَّهبي (٧/ ١٤٥) مِنْ قولِ زُفَرَ بنِ الهُذَيْلِ صاحبِ أبي حنيفة.
(٢) «حاشية الجارَبَرْدِيِّ على «الشَّافية» لابن الحاجب» [ضِمنَ مجموعة الشَّافية في علمَيِ التَّصريف والخطِّ] (١/ ١١٧).
(٣) «الرِّسالة» للشَّافعي (٤٢ ـ ٤٤). فائدة: ذكَرَ الخطيبُ في «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٠٧) أنَّ «محمَّد بنَ إدريسَ الشَّافعيَّ يقول: مَنْ أراد أَنْ يتبحَّر في النَّحو فهو عيالٌ على الكسائيِّ»، ثمَّ أشارَ إلى شيءٍ مِنْ تبحُّرِه في النَّحو واللُّغةِ والعلومِ الشَّرعيَّة، ومع ذلك فقَدْ شَهِدَ الكِسائيُّ على نفسِه وشَهِدَ أصحابُه ـ أيضًا ـ بوقوعِه في اللَّحنِ ووقوعِ نُظَرائه مع جلالتِهم كما في «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٠٨ ـ ٤٠٩).
(٤) «تفسير السِّعدي» (٩٦٣).
(٥) «الفوائد» لابن القيِّم (١٥١).
(٦) «تلبيس إبليس» ـ المنيريَّة ـ (١٢٦).
(٧) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الزَّكاة» باب: لا تُؤخَذُ كرائمُ أموالِ النَّاس في الصَّدقة (١٤٥٨)، ومسلمٌ في «الإيمان» (١٩)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(٨) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ بنحوه في «الزَّكاة» بابُ أخذِ الصَّدقةِ مِنَ الأغنياء وتُرَدُّ في الفقراء حيث كانوا (١٤٩٦)، ومسلمٌ (١٩).
(٩) «شُعَب الإيمان» للبيهقي (١٠/ ٥١٦) مِنْ قول أبي الطَّيِّب بنِ أبي سهلٍ الصُّعلوكيِّ.
(١٠) «سِيَر أعلام النُّبَلاء» للذَّهبي (٧/ ١٤٥) مِنْ قولِ زُفَرَ بنِ الهُذَيْلِ صاحبِ أبي حنيفة.
تنبيه لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن
قال الإمام أبو بكر الآجري:
يَنْبَغِي لِمَن رَزَقَهُ اللَّهُ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ أنْ يَعْلَمَ أنَّ اللَّهَ قَدْ خَصَّهُ بِخَيْرٍ عَظِيمٍ؛ فَلْيَعْرِفْ قَدْرَ ما خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ، ولْيَقْرَأْ لِلَّهِ لا لِلْمَخْلُوقِينَ ولِيَحْذَرْ مِنَ المَيْلِ إلى أنْ يُسْتَمَعَ مِنهُ لِيَحْظى بِهِ عِنْدَ السّامِعِينَ رَغْبَةً فِي الدُّنْيا، والمَيْلِ إلى حُسْنِ الثَّناءِ والجاهِ عِنْدَ أبْناءِ الدُّنْيا، والصَّلاةِ بِالمُلُوكِ دُونَ الصَّلاةِ بِعَوامِّ النّاسِ ، فَمَن مالَتْ نَفْسُهُ إلى ما نَهَيْتُهُ عَنْهُ خِفْتُهُ أنْ يَكُونَ حُسْنُ صَوْتِهِ فِتْنَةً عَلَيْهِ، وإنَّما يَنْفَعُهُ حُسْنُ صَوْتِهِ إذا خَشِيَ اللَّهَ فِي السِّرِّ والعَلانِيَةِ، وكانَ مُرادُهُ أنْ يُسْتَمَعَ مِنهُ القُرْآنُ؛ لِيَنْتَبِهَ أهْلُ الغَفْلَةِ عَنْ غَفْلَتِهِمْ، فَيَرْغَبُوا فِيما رَغَّبَهُمُ اللَّهُ، ويَنْتَهُوا عَمّا نَهاهُمْ، فَمَن كانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ انْتَفَعَ بِحُسْنِ صَوْتِهِ، وانْتَفَعَ بِهِ النّاسُ.
أخلاق أهل القرآن ص ١٥٨
قال الإمام أبو بكر الآجري:
يَنْبَغِي لِمَن رَزَقَهُ اللَّهُ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ أنْ يَعْلَمَ أنَّ اللَّهَ قَدْ خَصَّهُ بِخَيْرٍ عَظِيمٍ؛ فَلْيَعْرِفْ قَدْرَ ما خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ، ولْيَقْرَأْ لِلَّهِ لا لِلْمَخْلُوقِينَ ولِيَحْذَرْ مِنَ المَيْلِ إلى أنْ يُسْتَمَعَ مِنهُ لِيَحْظى بِهِ عِنْدَ السّامِعِينَ رَغْبَةً فِي الدُّنْيا، والمَيْلِ إلى حُسْنِ الثَّناءِ والجاهِ عِنْدَ أبْناءِ الدُّنْيا، والصَّلاةِ بِالمُلُوكِ دُونَ الصَّلاةِ بِعَوامِّ النّاسِ ، فَمَن مالَتْ نَفْسُهُ إلى ما نَهَيْتُهُ عَنْهُ خِفْتُهُ أنْ يَكُونَ حُسْنُ صَوْتِهِ فِتْنَةً عَلَيْهِ، وإنَّما يَنْفَعُهُ حُسْنُ صَوْتِهِ إذا خَشِيَ اللَّهَ فِي السِّرِّ والعَلانِيَةِ، وكانَ مُرادُهُ أنْ يُسْتَمَعَ مِنهُ القُرْآنُ؛ لِيَنْتَبِهَ أهْلُ الغَفْلَةِ عَنْ غَفْلَتِهِمْ، فَيَرْغَبُوا فِيما رَغَّبَهُمُ اللَّهُ، ويَنْتَهُوا عَمّا نَهاهُمْ، فَمَن كانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ انْتَفَعَ بِحُسْنِ صَوْتِهِ، وانْتَفَعَ بِهِ النّاسُ.
أخلاق أهل القرآن ص ١٥٨
🔸حكم متابعة المؤذن داخل دورة المياه..⁉️
🔹السؤال:
▪️يسأل أخونا هذا السؤال ويقول: إذا كنت في دورة المياه، وسمعت المؤذن، هل أقول كما يقول؟ مع العلم أن ذلك في السر، وإذا كنت أذكر الله في سري في دورة المياه، هل هذا ممنوع؟ جزاكم الله خيرًا.
🔹#الجواب:
▪️لا يشرع لك ذلك في دورة المياه، ولكن في قلبك لا بأس من دون تلفظ، وكون الإنسان في قلبه يستحضر هذا الذكر العظيم، فلا بأس، وإن كان على حاجته يستذكر حاجات دينية معاني القرآن، معاني الأحاديث، لا حرج، إنما المكروه التلفظ. نعم.
▪️المقدم: جزاكم الله خيرًا.
🔹#المصدر:فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله..🌹
🔹السؤال:
▪️يسأل أخونا هذا السؤال ويقول: إذا كنت في دورة المياه، وسمعت المؤذن، هل أقول كما يقول؟ مع العلم أن ذلك في السر، وإذا كنت أذكر الله في سري في دورة المياه، هل هذا ممنوع؟ جزاكم الله خيرًا.
🔹#الجواب:
▪️لا يشرع لك ذلك في دورة المياه، ولكن في قلبك لا بأس من دون تلفظ، وكون الإنسان في قلبه يستحضر هذا الذكر العظيم، فلا بأس، وإن كان على حاجته يستذكر حاجات دينية معاني القرآن، معاني الأحاديث، لا حرج، إنما المكروه التلفظ. نعم.
▪️المقدم: جزاكم الله خيرًا.
🔹#المصدر:فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله..🌹
👍1
🔹حـكم النـوم علـى البطـن..✅👇
▪الشَـــيخ العَـــلّامَة عَبـــد العَزيــز بِن بَــاز - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
❪✵❫ #الجَـــــوَابُ :
✅لـقد قـيل لـي إن النـوم علـى البـطن مـحرم فـهل هـذا صحـيح ؟
✅وإذا كـان صـحيحاً فمـاذا أفعـل لأنـي لا أرتـاح إلا إذا نمـت عـلى هـذا المـوضع وأن النـوم عـلى البـطن مـريح بالنـسبة لـي؟
❪✵❫ #الجَــــوَابُ :
✾ قـد جـاء عـن الـنبي ﷺ أنـه رأى بعـض أصـحابه قـد نـام علـى بطـنه فـحركه فـي رجـله وقـال لـه :
⇦ 【 إن هـذه ضـجعة يبغـضها الله 】
☜ وفـي روايـــة :
⇦ 【 إنـها ضـجعة أهـل الـنار 】
↶ فـهي ضـجعة مـكروهة ينبـغي تركـها إلا مـن ضـرورة كالوجـع الـذي يحـتاج مـعه صـاحبه إلـى هـذه الضـجعة وإلا فينـبغي تركـها وأقـل أحـوالها الـكراهة
❆ لـقول النبـي -ﷺ- إنـها ضجـعة يبغـضها الله فيـنبغي تركـها وعـلى الأقـل الـكراهة فـي ذلـك مـع أن ظـاهر الحـديث التـحريم.
👈فينبـغي للـمؤمن والمـؤمنة تـرك هـذه الضـجعة إلا مـن ضـرورة لا حـيلة فـيها.
▪الشَـــيخ العَـــلّامَة عَبـــد العَزيــز بِن بَــاز - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
❪✵❫ #الجَـــــوَابُ :
✅لـقد قـيل لـي إن النـوم علـى البـطن مـحرم فـهل هـذا صحـيح ؟
✅وإذا كـان صـحيحاً فمـاذا أفعـل لأنـي لا أرتـاح إلا إذا نمـت عـلى هـذا المـوضع وأن النـوم عـلى البـطن مـريح بالنـسبة لـي؟
❪✵❫ #الجَــــوَابُ :
✾ قـد جـاء عـن الـنبي ﷺ أنـه رأى بعـض أصـحابه قـد نـام علـى بطـنه فـحركه فـي رجـله وقـال لـه :
⇦ 【 إن هـذه ضـجعة يبغـضها الله 】
☜ وفـي روايـــة :
⇦ 【 إنـها ضـجعة أهـل الـنار 】
↶ فـهي ضـجعة مـكروهة ينبـغي تركـها إلا مـن ضـرورة كالوجـع الـذي يحـتاج مـعه صـاحبه إلـى هـذه الضـجعة وإلا فينـبغي تركـها وأقـل أحـوالها الـكراهة
❆ لـقول النبـي -ﷺ- إنـها ضجـعة يبغـضها الله فيـنبغي تركـها وعـلى الأقـل الـكراهة فـي ذلـك مـع أن ظـاهر الحـديث التـحريم.
👈فينبـغي للـمؤمن والمـؤمنة تـرك هـذه الضـجعة إلا مـن ضـرورة لا حـيلة فـيها.
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا أحبك في الله
الشيخ :أحبَكَ الله الذي أحببتني فيه .
السائل: أخ سلفي حامل لكتاب الله طالب العلم يطلب الحق هو في غردايه يقول شيخنا بارك الله فيكم ماأخطاء الشيخ أبو أسامة وهل أستمر في طلب العلم عنده أو أخرج وإذا خرجت هل يشترط أن أكتب بيانا أفيدونا بارك الله فيكم
الجواب:
والله أنا يبلغني هذا أنني أتكلم عن أبي أسامة وكذا وكذا ، وأنا ليس لي علاقة به لا من قريب ولا من بعيد ،يعني العلاقة به أعرفه لكن لربما وقف وقفة مع التخذيلية كسائر المخذلين عموما.
وأنا لم أتكلم عليه فأنا شخصيا لم أتكلم عليه أصلا لكن اصطصحب إن شئت الناس الذين وقفوا موقف الحق المبين ورأوه أنه خذل الحق و اتخذوا معه أمرا وهذا من منطلق ما رأوه أمرا حسنا فمثله مثل المخذلة عامة ،والعلم عند الله . مفهوم
السائل: نعم فاهم يا شيخ ، لكن هل يستمر الإنسان طلب العلم عنده أو يخرج وإذا خرج هل يشترط أن يكتبب بيانا؟
الشيخ : أنا قلت لك أنني لم أتكلم عليه كما لم أتكلم على غيره ، لأن الكثير من المخذلة طلاب العلم تكلموا فيهم
وأنا لا أريد أن أدخل في واجهة وصراع ،ونحن خرجنا ولا نريد الدخول فإذن خرجنا من هذا وعندنا مهمة أخرى ،
وكثير من الطلبة تكلموا في كثير ممن خذلوا الحق وأداروا ظهورهم للحق ولم ينصروا كل المواقف التي من شأنها أن تقوم هذه الدعوة عليها فهم خذلوها ،ولم يصدروا لا بيانا ولا موقفا ولا تراجعا ولا أي شيئ..
فإذن أنت تُعلِم ماذا؟ فالإنسان يتعلم الشرع ويتعلم أضداد الشرع ويقف مع الشرع وينصر أهل الشرع ويجاهد أضداد الشرع .
ثم ضرب الشيخ مثالا لتقريب الفهم؟ 👇
أنت الآن تتعلم التوحيد لابد أن تتعلم الشرك لكي تعرف من هم المشركين ، فأنت تقف مع المشركين أم مع أهل التوحيد؟
توقف مع أهل التوحيد وتنصر أهل التوحيد وتذم أهل البدع والشرك ووو ، وإذا لم تفعل هذا فماذا قرأت إذن ؟
ومبدأ الولاء والبراء.. إذا ماتوالي مع أهل الحق فيعني خذلتهم والنبي ﷺ قال{المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ، }.. فهذا لا يخذل الناس وإنما يخذل دعوة ،فكيف تخذل دعوة
هذه فقط صورة أعطيها لك ولا أدخل في التفاصيل ،وكما قلت مبدأ الولاء والبراء ظاهر ،
الإنسان لو تُعلم علم صحيح لابد أن يكون معك الولاء والبراء ، وإذا تَعلّم هذا ويذهب يجنح إلى جهة أخرى مثل الذين يتعلمون التوحيد وكذا ثم يدخلون في ميدان القضاء وميدان المحماة ،فماذا قرأت أنت ،
قرأت على أساس الشريعة وعلى أساس أن الحكم لله ، فإذن كيف تقاضي في الأحكام و تدخل في ميدان القوانين ....
من مجلس اليوم السبيت 3 جمادى الأولى 1447 الموافق ل25 أكتوبر 2025
كتبه ونقله : #إتباع_السلف_الصالح
المجالس الصباحية للشيخ العلامة أبي عبد المعز محمد على فركوس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا أحبك في الله
الشيخ :أحبَكَ الله الذي أحببتني فيه .
السائل: أخ سلفي حامل لكتاب الله طالب العلم يطلب الحق هو في غردايه يقول شيخنا بارك الله فيكم ماأخطاء الشيخ أبو أسامة وهل أستمر في طلب العلم عنده أو أخرج وإذا خرجت هل يشترط أن أكتب بيانا أفيدونا بارك الله فيكم
الجواب:
والله أنا يبلغني هذا أنني أتكلم عن أبي أسامة وكذا وكذا ، وأنا ليس لي علاقة به لا من قريب ولا من بعيد ،يعني العلاقة به أعرفه لكن لربما وقف وقفة مع التخذيلية كسائر المخذلين عموما.
وأنا لم أتكلم عليه فأنا شخصيا لم أتكلم عليه أصلا لكن اصطصحب إن شئت الناس الذين وقفوا موقف الحق المبين ورأوه أنه خذل الحق و اتخذوا معه أمرا وهذا من منطلق ما رأوه أمرا حسنا فمثله مثل المخذلة عامة ،والعلم عند الله . مفهوم
السائل: نعم فاهم يا شيخ ، لكن هل يستمر الإنسان طلب العلم عنده أو يخرج وإذا خرج هل يشترط أن يكتبب بيانا؟
الشيخ : أنا قلت لك أنني لم أتكلم عليه كما لم أتكلم على غيره ، لأن الكثير من المخذلة طلاب العلم تكلموا فيهم
وأنا لا أريد أن أدخل في واجهة وصراع ،ونحن خرجنا ولا نريد الدخول فإذن خرجنا من هذا وعندنا مهمة أخرى ،
وكثير من الطلبة تكلموا في كثير ممن خذلوا الحق وأداروا ظهورهم للحق ولم ينصروا كل المواقف التي من شأنها أن تقوم هذه الدعوة عليها فهم خذلوها ،ولم يصدروا لا بيانا ولا موقفا ولا تراجعا ولا أي شيئ..
فإذن أنت تُعلِم ماذا؟ فالإنسان يتعلم الشرع ويتعلم أضداد الشرع ويقف مع الشرع وينصر أهل الشرع ويجاهد أضداد الشرع .
ثم ضرب الشيخ مثالا لتقريب الفهم؟ 👇
أنت الآن تتعلم التوحيد لابد أن تتعلم الشرك لكي تعرف من هم المشركين ، فأنت تقف مع المشركين أم مع أهل التوحيد؟
توقف مع أهل التوحيد وتنصر أهل التوحيد وتذم أهل البدع والشرك ووو ، وإذا لم تفعل هذا فماذا قرأت إذن ؟
ومبدأ الولاء والبراء.. إذا ماتوالي مع أهل الحق فيعني خذلتهم والنبي ﷺ قال{المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ، }.. فهذا لا يخذل الناس وإنما يخذل دعوة ،فكيف تخذل دعوة
هذه فقط صورة أعطيها لك ولا أدخل في التفاصيل ،وكما قلت مبدأ الولاء والبراء ظاهر ،
الإنسان لو تُعلم علم صحيح لابد أن يكون معك الولاء والبراء ، وإذا تَعلّم هذا ويذهب يجنح إلى جهة أخرى مثل الذين يتعلمون التوحيد وكذا ثم يدخلون في ميدان القضاء وميدان المحماة ،فماذا قرأت أنت ،
قرأت على أساس الشريعة وعلى أساس أن الحكم لله ، فإذن كيف تقاضي في الأحكام و تدخل في ميدان القوانين ....
من مجلس اليوم السبيت 3 جمادى الأولى 1447 الموافق ل25 أكتوبر 2025
كتبه ونقله : #إتباع_السلف_الصالح
المجالس الصباحية للشيخ العلامة أبي عبد المعز محمد على فركوس حفظه الله
قوة الشيخ الألباني وعدم محاباته لأقربائه :
ولده عبدالمصور الذي تغيب في أمريكا عدة أعوام هذا الولد إذا نظرت في وجهه استحييت من فرط أدبه !!،
جاء عبدالمصور من أمريكا وذهب الى الجامعة فقالوا له: مامعك تزكية وانت ابن الشيخ الكبير؟!
اذهب واحضر إجازة من والدك !
لأن هذا عندنا إجراء روتيني لابد من استيفائه٠
فجاء الى والده - ونحن جلوس في بيته -
وتلطف غاية التلطف في طرح قضيته على والده
فالشيخ الألباني قال له:*تريد تزكية ؟*
📃قال : نعم قال ائتني بورقةوقلم
ونحن أخذنا الأمر عادياً وطبيعياً أنه سيعطي لابنه إجازة
📃فكتب في الورقة :
*أما بعد
*فهذا ولدي عبدالمصور بن محمد ناصر الدين الساعاتي تغيّب عني منذ أربعة عشر عاماً في بلاد الكفر ولا أدري عن دينه ولا خلقه شيئًا والسلام*
📓المصــدر
[( شرح كتاب الإبانة عن اصول الديانة في الشاملة (18/ 21)]
ولده عبدالمصور الذي تغيب في أمريكا عدة أعوام هذا الولد إذا نظرت في وجهه استحييت من فرط أدبه !!،
جاء عبدالمصور من أمريكا وذهب الى الجامعة فقالوا له: مامعك تزكية وانت ابن الشيخ الكبير؟!
اذهب واحضر إجازة من والدك !
لأن هذا عندنا إجراء روتيني لابد من استيفائه٠
فجاء الى والده - ونحن جلوس في بيته -
وتلطف غاية التلطف في طرح قضيته على والده
فالشيخ الألباني قال له:*تريد تزكية ؟*
📃قال : نعم قال ائتني بورقةوقلم
ونحن أخذنا الأمر عادياً وطبيعياً أنه سيعطي لابنه إجازة
📃فكتب في الورقة :
*أما بعد
*فهذا ولدي عبدالمصور بن محمد ناصر الدين الساعاتي تغيّب عني منذ أربعة عشر عاماً في بلاد الكفر ولا أدري عن دينه ولا خلقه شيئًا والسلام*
📓المصــدر
[( شرح كتاب الإبانة عن اصول الديانة في الشاملة (18/ 21)]
■ قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه ﷲ-:
🖊"الرجل قد يكون ذا منزلة عالية في الدنيا، ولكنّه ليس له قدر عند ﷲ، وقد يكون في الدنيا ذا مرتبة منحطة، وليس له قيمة عند الناس، وهو عند ﷲ خير من كثير ممن سواه، نسأل ﷲ -تعالى- أن يجعلنا وإياكم من الوجهاء عنده، وأن يجعل لنا ولكم عنده منزلةً عاليةً، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".
📔[شرح رياض الصالحين (ج٣/ص٥٣)].
═══ ❁❁❁ ═══
🖊"الرجل قد يكون ذا منزلة عالية في الدنيا، ولكنّه ليس له قدر عند ﷲ، وقد يكون في الدنيا ذا مرتبة منحطة، وليس له قيمة عند الناس، وهو عند ﷲ خير من كثير ممن سواه، نسأل ﷲ -تعالى- أن يجعلنا وإياكم من الوجهاء عنده، وأن يجعل لنا ولكم عنده منزلةً عاليةً، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".
📔[شرح رياض الصالحين (ج٣/ص٥٣)].
═══ ❁❁❁ ═══
" .. إِنَّ تَبَـرُّجَ النِّسَـاءِ، وَاخْتِلَاطَـهُنَّ بِالرِّجَـالِ، فِي مَجَالَاتِ الْأَعْمَالِ، وَتَسَكُّعِـهنَّ فِي الْأَسْـوَاقِ، بِدُونِ حَاجَةٍ، مُشْكِلَةٌ خَطِيرَةٌ لَا يَنْبَغِي تَجَـاهُلُهَـا، أَوِ السُّكُوتُ عَنْـهَا؛ لِأَنَّهَا مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ، وَسُقُوطِ الْمُرُوءَةِ وَالْأَخْـلَاقِ، وَحُـلُولِ الْعَذَابِ وَالْعِـقَابِ "
[الْعَلَّامَةُ ابْنُ عُثَيْمَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ، الشَّرْحُ الصَّوْتِيُّ لِزَادِ الْمُسْتَقْنِعِ (٤٨٥٤/٢)].
ht
[الْعَلَّامَةُ ابْنُ عُثَيْمَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ، الشَّرْحُ الصَّوْتِيُّ لِزَادِ الْمُسْتَقْنِعِ (٤٨٥٤/٢)].
ht
■ قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه ﷲ-:
🖊"الرجل قد يكون ذا منزلة عالية في الدنيا، ولكنّه ليس له قدر عند ﷲ، وقد يكون في الدنيا ذا مرتبة منحطة، وليس له قيمة عند الناس، وهو عند ﷲ خير من كثير ممن سواه، نسأل ﷲ -تعالى- أن يجعلنا وإياكم من الوجهاء عنده، وأن يجعل لنا ولكم عنده منزلةً عاليةً، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".
📔[شرح رياض الصالحين (ج٣/ص٥٣)].
═══ ❁❁❁ ═══
🖊"الرجل قد يكون ذا منزلة عالية في الدنيا، ولكنّه ليس له قدر عند ﷲ، وقد يكون في الدنيا ذا مرتبة منحطة، وليس له قيمة عند الناس، وهو عند ﷲ خير من كثير ممن سواه، نسأل ﷲ -تعالى- أن يجعلنا وإياكم من الوجهاء عنده، وأن يجعل لنا ولكم عنده منزلةً عاليةً، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".
📔[شرح رياض الصالحين (ج٣/ص٥٣)].
═══ ❁❁❁ ═══
من مقاصد الصلاة التي ذكرها العلامة الشاطبي: الاستراحة إليها من أَنْكَادِ الدنيا، ففي الخبر: "أرحنا بها يا بلال"، وفي الصحيح: "جُعلت قرة عيني في الصلاة".
• الموافقات (٦٦٤/٢).
• الموافقات (٦٦٤/٢).
👈رحل الإمام بقي بن مخلدٍ - رحمه الله على قدميه ، من الأندلس إلى بغداد ؛ لأجل ملاقاة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، وطلب العلم على يديه .
↩️قال بقيّ : فلما اقتربت من بغداد ، وصل إليّ خبر محنة الإمام أحمد ، وعلمت أنه ممنوع من الاجتماع بالناس وتدريسهم !
✔️فاغتممت لذلك كثيراً ؛ فلما وصلت إلى بغداد ، وضعت متاعي في غرفةٍ ، ثم خرجت أبحث عن منزل أحمد بن حنبل ؛ فدُللت عليه ؛ فطرقت الباب ؛ ففتح لي الباب الإمام أحمد نفسه ، فقلت : يا أبا عبد الله ! رجل غريب الدار ، وطالبُ حديث ، ومقيد سُنة ، ولم تكن رحلتي إلا إليك ؟
⭕️فقال لي : أدخل ولا يراك أحد ؛ فسألني وقال : أنا ممتحنٌ ، وممنوع من التدريس والتعليم !
⬅️فقلت له : أنا رجلٌ غريب ؛ فإن أذنت لي آتيك كل يوم في لباس الفقراء والشحاذين ، وأقف عند دارك ، وأسأل الصدقة والمساعدة ؛ فتخرج إليّ ، وتحدثني ؛ ولو بحديث واحد .
⭕️فقال بقي : فكنت آتي كل يوم ؛ فأقف على الباب وأقول : الأجر رحمكم الله ، فكان أحمد يخرج إليّ ويُدخلني الممر ، ويحدثني بالحديثين والثلاثة وأكثر ،
✒️حتى اجتمع لي قُرابة ثلاث مئة حديث .
⬅️ثم إن الله رفع الكربة عن الإمام أحمد ، وانتشر ذكره ؛ فكنت إذا أتيت الإمام أحمد بعد ذلك (وهو في حلقته الكبيرة ، وحوله طلاب العلم) كان يُفسح لي مكاناً ، ويقربني منه ، ويقول لأصحاب الحديث :
👈هذا يقع عليه اسم طالب العلم .
📝المصدر : الإمام الذهبي - رحمه الله
[ سير أعلام النبلاء (٢٩٢/١٣) ]
══════
↩️قال بقيّ : فلما اقتربت من بغداد ، وصل إليّ خبر محنة الإمام أحمد ، وعلمت أنه ممنوع من الاجتماع بالناس وتدريسهم !
✔️فاغتممت لذلك كثيراً ؛ فلما وصلت إلى بغداد ، وضعت متاعي في غرفةٍ ، ثم خرجت أبحث عن منزل أحمد بن حنبل ؛ فدُللت عليه ؛ فطرقت الباب ؛ ففتح لي الباب الإمام أحمد نفسه ، فقلت : يا أبا عبد الله ! رجل غريب الدار ، وطالبُ حديث ، ومقيد سُنة ، ولم تكن رحلتي إلا إليك ؟
⭕️فقال لي : أدخل ولا يراك أحد ؛ فسألني وقال : أنا ممتحنٌ ، وممنوع من التدريس والتعليم !
⬅️فقلت له : أنا رجلٌ غريب ؛ فإن أذنت لي آتيك كل يوم في لباس الفقراء والشحاذين ، وأقف عند دارك ، وأسأل الصدقة والمساعدة ؛ فتخرج إليّ ، وتحدثني ؛ ولو بحديث واحد .
⭕️فقال بقي : فكنت آتي كل يوم ؛ فأقف على الباب وأقول : الأجر رحمكم الله ، فكان أحمد يخرج إليّ ويُدخلني الممر ، ويحدثني بالحديثين والثلاثة وأكثر ،
✒️حتى اجتمع لي قُرابة ثلاث مئة حديث .
⬅️ثم إن الله رفع الكربة عن الإمام أحمد ، وانتشر ذكره ؛ فكنت إذا أتيت الإمام أحمد بعد ذلك (وهو في حلقته الكبيرة ، وحوله طلاب العلم) كان يُفسح لي مكاناً ، ويقربني منه ، ويقول لأصحاب الحديث :
👈هذا يقع عليه اسم طالب العلم .
📝المصدر : الإمام الذهبي - رحمه الله
[ سير أعلام النبلاء (٢٩٢/١٣) ]
══════
💥جديد نصائح التوجيهات 💥
سئل فضيلة الشيخ فركوس حفظه الله :
أنا أخ من ولاية تيزي وزو منّ الله علي بمعرفة المنهج السلفي والإستقامة عليه لكن أجد صعوبة في التعامل مع والدي بحيث أن والدي يسب ويطعن في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقول إنه علماني و أمي بمجرد أن تغضب تسب الله تعالى ورسوله و تمنعني من الخروج لأداء صلاة الفجر في جماعة فما هي نصيحتكم لي وجزاكم الله خيرا ؟
فكان مما أجاب حفظه الله :
نقول و بالله التوفيق : من سبَّ الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر لا يختلفون في هذا ومن سب الرسول فإن القاضي و إن تاب فإنه يضرب رأسه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل عرضه في حل كذا إنتهى لهذا القول إبن تيمية في صارم المسلول في شاتم الرسول .
أما من سب الله تعالى وتاب فإن الله تعالى قال " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " الآية .
الذنوب كلها تدل العموم وإستغراق جميع الذنوب و أكدها بجميع الذنوب .
وزاد ذلك حتى الإنسان يسب الله وكذا إذا أقبل عليه بصدق و إخلاص مع شروط التوبة المعروفة فإن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن سيئاتهم.
كذلك الأم تسب الله وتسب الدين كلاهما كافرين والله يخرج الحي من الميت والميت من الحي ، والحي الحي قلبه بالإيمان فإبنهما سلفي يخشى الله ويعمل على معرفة دينه والاستقامة عليه وأمه وأبوه ميتان لأن الكافر ميت فعندما يأتي القرآن وتأتي السنة فيتغذى بها فإنه يحيى كالأرض التي تكون جافة فينزل عليه المطر من السماء فتحيا فحياة القلوب بالوحي
فالأصل أن يتعامل مع والديه بالمعروف وألا يطعهما في معصية قال الله تعالى " وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا "الآية.
وينبغي أن يتبرأ من أعمالهما كقوله سبحانه وتعالى " وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ " الآية .
تتبرأ من أعمالهم لأنه إن سكت ورضي فهذه يعني الذي يرضى بالمنكر منكر و الذي رضي بكفر كافر لهذا قال الله سبحانه وتعالى عن اليهود : " وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ " فالعلماء قالوا في تفسير هذه الآية كالقرطبي وغيره قالوا : وقتلهم الأنبياء مع أنهم لم يقتلوا الأنبياء لكن رضوا بفعل أسلافهم الذي قتلوا الأنبياء فهم قتلة مثلهم.
إذن الرضى بالمعصية معصية قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا عملت الخطيئة فالأرض كان من شهدها فنكرها قال مرة فكرهها كمن غاب عنها ".
فمن شهدها وكان حاضر في مجلس لا يستطيع أن يقوم و لا يخرج وسمع منكرات في ذلك المجلس سواء كانت منكرات سب أو غيره فخشي أن يخرج لأنه كذا ولكنه كرهها ولم يرضى فهذا معدود كأنه غير موجود في ذلك المكان .
" إذا عملت الخطيئة فالأرض كان من شهدها فنكرها وقال مرة فكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كمن شهدها"
إذا كان الغائب سواء في ذلك الزمان أو زمن متباعد فإذا رضيها اي رضي ذلك الصنيع كمن شهدها فكأنه شهد المنكر فهو من أهل المنكر بمعنى أنه يأخذ الوزر الذي هم فيه بمنكرهم لأنهم مشتركون جميعا في منكرهم ويعاونون على المنكر .
فلابد أن يتبرأ من هذا لئلا يكون معهم مشارك .
فأما قول : أنه لا يتركونه للذهاب إلى الصلاة فقد ذكرت الآية قبل قليل ، و أن الطاعة في المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
و لكن يحاول ألا يصطدم معهم ليس بالعنف قد يفعلون أشياء يمنعونه من أداء الصلوات وقد يغلقون الأبواب ويصدونه عن سواء السبيل .
والصد عن الدين في أصله هو من عمل الكفار و لا يلزم كل صد أن يكون الرجل كافرا قد يصد عن الدين و الحج و عن تعلم الدين قد لا يكون كافرا لكن فيه خصلة الكفار .
قال الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " الآية.
يعني الذين كفروا يصدون عن سبيل الله وسبيل الله هو الإسلام
ثم ذكر الحج وهذا معطوف الخاص عن العام لأهمية الحج لأن في صلح الحديبية منعهم من الحج وصدوهم عن مسجد الحرام .
كثير من الناس يصدون عن الدين وهم ليسوا بكفار ممكن اِجتهاد أو تأويل ممكن تجد سلفي يدرس وقد تجد عامي أو صوفي يصده عن التعلم يقول لا تذهب عنده فهذا مدخلي أو وهابي تجدهم ينعتونه للتنفير عن مجالسه هذا صد عن سبيل الله صد عن تعلم التوحيد تعلم الدين هذا من فعل الكفار و لكن ليسوا كفارا ربما منطلقهم خطأ في رايتهم أو في منهجهم ممكن يتبعون أناس يوجهونهم هم
سئل فضيلة الشيخ فركوس حفظه الله :
أنا أخ من ولاية تيزي وزو منّ الله علي بمعرفة المنهج السلفي والإستقامة عليه لكن أجد صعوبة في التعامل مع والدي بحيث أن والدي يسب ويطعن في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقول إنه علماني و أمي بمجرد أن تغضب تسب الله تعالى ورسوله و تمنعني من الخروج لأداء صلاة الفجر في جماعة فما هي نصيحتكم لي وجزاكم الله خيرا ؟
فكان مما أجاب حفظه الله :
نقول و بالله التوفيق : من سبَّ الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر لا يختلفون في هذا ومن سب الرسول فإن القاضي و إن تاب فإنه يضرب رأسه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل عرضه في حل كذا إنتهى لهذا القول إبن تيمية في صارم المسلول في شاتم الرسول .
أما من سب الله تعالى وتاب فإن الله تعالى قال " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " الآية .
الذنوب كلها تدل العموم وإستغراق جميع الذنوب و أكدها بجميع الذنوب .
وزاد ذلك حتى الإنسان يسب الله وكذا إذا أقبل عليه بصدق و إخلاص مع شروط التوبة المعروفة فإن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن سيئاتهم.
كذلك الأم تسب الله وتسب الدين كلاهما كافرين والله يخرج الحي من الميت والميت من الحي ، والحي الحي قلبه بالإيمان فإبنهما سلفي يخشى الله ويعمل على معرفة دينه والاستقامة عليه وأمه وأبوه ميتان لأن الكافر ميت فعندما يأتي القرآن وتأتي السنة فيتغذى بها فإنه يحيى كالأرض التي تكون جافة فينزل عليه المطر من السماء فتحيا فحياة القلوب بالوحي
فالأصل أن يتعامل مع والديه بالمعروف وألا يطعهما في معصية قال الله تعالى " وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا "الآية.
وينبغي أن يتبرأ من أعمالهما كقوله سبحانه وتعالى " وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ " الآية .
تتبرأ من أعمالهم لأنه إن سكت ورضي فهذه يعني الذي يرضى بالمنكر منكر و الذي رضي بكفر كافر لهذا قال الله سبحانه وتعالى عن اليهود : " وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ " فالعلماء قالوا في تفسير هذه الآية كالقرطبي وغيره قالوا : وقتلهم الأنبياء مع أنهم لم يقتلوا الأنبياء لكن رضوا بفعل أسلافهم الذي قتلوا الأنبياء فهم قتلة مثلهم.
إذن الرضى بالمعصية معصية قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا عملت الخطيئة فالأرض كان من شهدها فنكرها قال مرة فكرهها كمن غاب عنها ".
فمن شهدها وكان حاضر في مجلس لا يستطيع أن يقوم و لا يخرج وسمع منكرات في ذلك المجلس سواء كانت منكرات سب أو غيره فخشي أن يخرج لأنه كذا ولكنه كرهها ولم يرضى فهذا معدود كأنه غير موجود في ذلك المكان .
" إذا عملت الخطيئة فالأرض كان من شهدها فنكرها وقال مرة فكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كمن شهدها"
إذا كان الغائب سواء في ذلك الزمان أو زمن متباعد فإذا رضيها اي رضي ذلك الصنيع كمن شهدها فكأنه شهد المنكر فهو من أهل المنكر بمعنى أنه يأخذ الوزر الذي هم فيه بمنكرهم لأنهم مشتركون جميعا في منكرهم ويعاونون على المنكر .
فلابد أن يتبرأ من هذا لئلا يكون معهم مشارك .
فأما قول : أنه لا يتركونه للذهاب إلى الصلاة فقد ذكرت الآية قبل قليل ، و أن الطاعة في المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
و لكن يحاول ألا يصطدم معهم ليس بالعنف قد يفعلون أشياء يمنعونه من أداء الصلوات وقد يغلقون الأبواب ويصدونه عن سواء السبيل .
والصد عن الدين في أصله هو من عمل الكفار و لا يلزم كل صد أن يكون الرجل كافرا قد يصد عن الدين و الحج و عن تعلم الدين قد لا يكون كافرا لكن فيه خصلة الكفار .
قال الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " الآية.
يعني الذين كفروا يصدون عن سبيل الله وسبيل الله هو الإسلام
ثم ذكر الحج وهذا معطوف الخاص عن العام لأهمية الحج لأن في صلح الحديبية منعهم من الحج وصدوهم عن مسجد الحرام .
كثير من الناس يصدون عن الدين وهم ليسوا بكفار ممكن اِجتهاد أو تأويل ممكن تجد سلفي يدرس وقد تجد عامي أو صوفي يصده عن التعلم يقول لا تذهب عنده فهذا مدخلي أو وهابي تجدهم ينعتونه للتنفير عن مجالسه هذا صد عن سبيل الله صد عن تعلم التوحيد تعلم الدين هذا من فعل الكفار و لكن ليسوا كفارا ربما منطلقهم خطأ في رايتهم أو في منهجهم ممكن يتبعون أناس يوجهونهم هم
أنفسهم يحتاجون إلى توجيه خاصة و أنهم مسلمون إسلاما وراثيا ، ورثوا الإسلام على أبائهم بعجره و بجره بالبدع وغيره لما كان صغيرا يذهب للمسجد فيسمع البدع فيظن أن ذلك هو الإسلام ككل فلما يرى الواحد يمتنع من قرآءة القرآن جماعة يقول كيف ؟ أنا منذ كنت صغيرا أقرأ القرآن جماعة فيبدأ يستدل بصغره و ما شّب عليه لما يجد من يعترض على فعل البدع كدرس الجمعة ووو يراهم في ضلال مبين .
فالمنطلق ليس فيه إسلام ذاتي لأن الإسلام ليس فيه البدع و لكن الإسلام الوراثي فيه كل شيئ كما يقال حاطب ليل لهذا عندهم الإسلام محشو بالبدع ولهذا كل مئة سنة يأتي للأمة من يجدد لها أمر دينها والتجديد ليس معنى يأتي بدين جديد و لكن يزيل البدع والخرفات ووو
حتى يترك الإسلام مصفا لما ترى شيئ عليه غبار ينظفها و يرجعها كما كانت كذلك تتراكم مع السنوات البدع و الناس تأخذها كدرس ليالي رمضان و بين كل ركعتين أذكار جماعة قولهم يا لطيف يالطيف.. وكثير من الأمور.
و الحمدلله بفضل الله ثم بفضل الدعوة السلفية التي هي طريق تصفية كل ما ليس من الإسلام ، ترك الإسلام صافيا منها وكانت المصافحة بعد السلام و الذكر الجماعي بعد السلام وهذه لم تكن من السنة هذا هو الإسلام الوراثي ويرو هذه الأشياء من خلالها ويصدون الناس عن طريق الحق ظنًّا منهم أنهم على غير الحق بمعنى هم في الأصل يردون الحق فمضو على محاربة الحق من حيث لا يعلمون و هم محاسبون على عدم طلبهم للعلم لكن لا يحكم عليهم بالكفر لوجود مانع منعهم من رؤية ذلك .
قيّده : أبو معاوية منير الحامدي
من مجلس الشيخ المبارك صبيحة
الجمعة 3 جمادى الأولى 1447ه
الموافق 24 أكتوبر 2025م
فالمنطلق ليس فيه إسلام ذاتي لأن الإسلام ليس فيه البدع و لكن الإسلام الوراثي فيه كل شيئ كما يقال حاطب ليل لهذا عندهم الإسلام محشو بالبدع ولهذا كل مئة سنة يأتي للأمة من يجدد لها أمر دينها والتجديد ليس معنى يأتي بدين جديد و لكن يزيل البدع والخرفات ووو
حتى يترك الإسلام مصفا لما ترى شيئ عليه غبار ينظفها و يرجعها كما كانت كذلك تتراكم مع السنوات البدع و الناس تأخذها كدرس ليالي رمضان و بين كل ركعتين أذكار جماعة قولهم يا لطيف يالطيف.. وكثير من الأمور.
و الحمدلله بفضل الله ثم بفضل الدعوة السلفية التي هي طريق تصفية كل ما ليس من الإسلام ، ترك الإسلام صافيا منها وكانت المصافحة بعد السلام و الذكر الجماعي بعد السلام وهذه لم تكن من السنة هذا هو الإسلام الوراثي ويرو هذه الأشياء من خلالها ويصدون الناس عن طريق الحق ظنًّا منهم أنهم على غير الحق بمعنى هم في الأصل يردون الحق فمضو على محاربة الحق من حيث لا يعلمون و هم محاسبون على عدم طلبهم للعلم لكن لا يحكم عليهم بالكفر لوجود مانع منعهم من رؤية ذلك .
قيّده : أبو معاوية منير الحامدي
من مجلس الشيخ المبارك صبيحة
الجمعة 3 جمادى الأولى 1447ه
الموافق 24 أكتوبر 2025م
معنى تيكتوك
تيك: أَحمق تائِكٌ: شَدِيدُ الْحُمْقِ وَلَا فِعْلَ لَهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ قَبْلَ هَذِهِ الترجمة.
توك
توك: أَحمق تائِكٌ: شَدِيدُ الْحُمْقِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لِذَلِكَ لَمْ أَخص بِهِ الْوَاوَ دُونَ الْيَاءِ وَلَا الْيَاءَ دون الواو.
(لسان العرب — ابن منظور (٧١١ هـ))
تيك: أَحمق تائِكٌ: شَدِيدُ الْحُمْقِ وَلَا فِعْلَ لَهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ قَبْلَ هَذِهِ الترجمة.
توك
توك: أَحمق تائِكٌ: شَدِيدُ الْحُمْقِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لِذَلِكَ لَمْ أَخص بِهِ الْوَاوَ دُونَ الْيَاءِ وَلَا الْيَاءَ دون الواو.
(لسان العرب — ابن منظور (٧١١ هـ))
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا أحبك في الله
الشيخ :أحبَكَ الله الذي أحببتني فيه .
السائل: أخ سلفي حامل لكتاب الله طالب العلم يطلب الحق هو في غردايه يقول شيخنا بارك الله فيكم ماأخطاء الشيخ أبو أسامة وهل أستمر في طلب العلم عنده أو أخرج وإذا خرجت هل يشترط أن أكتب بيانا أفيدونا بارك الله فيكم
الجواب:
والله أنا يبلغني هذا أنني أتكلم عن أبي أسامة وكذا وكذا ، وأنا ليس لي علاقة به لا من قريب ولا من بعيد ،يعني العلاقة به أعرفه لكن لربما وقف وقفة مع التخذيلية كسائر المخذلين عموما.
وأنا لم أتكلم عليه فأنا شخصيا لم أتكلم عليه أصلا لكن اصطصحب إن شئت الناس الذين وقفوا موقف الحق المبين ورأوه أنه خذل الحق و اتخذوا معه أمرا وهذا من منطلق ما رأوه أمرا حسنا فمثله مثل المخذلة عامة ،والعلم عند الله . مفهوم
السائل: نعم فاهم يا شيخ ، لكن هل يستمر الإنسان طلب العلم عنده أو يخرج وإذا خرج هل يشترط أن يكتبب بيانا؟
الشيخ : أنا قلت لك أنني لم أتكلم عليه كما لم أتكلم على غيره ، لأن الكثير من المخذلة طلاب العلم تكلموا فيهم
وأنا لا أريد أن أدخل في واجهة وصراع ،ونحن خرجنا ولا نريد الدخول فإذن خرجنا من هذا وعندنا مهمة أخرى ،
وكثير من الطلبة تكلموا في كثير ممن خذلوا الحق وأداروا ظهورهم للحق ولم ينصروا كل المواقف التي من شأنها أن تقوم هذه الدعوة عليها فهم خذلوها ،ولم يصدروا لا بيانا ولا موقفا ولا تراجعا ولا أي شيئ..
فإذن أنت تُعلِم ماذا؟ فالإنسان يتعلم الشرع ويتعلم أضداد الشرع ويقف مع الشرع وينصر أهل الشرع ويجاهد أضداد الشرع .
ثم ضرب الشيخ مثالا لتقريب الفهم؟ 👇
أنت الآن تتعلم التوحيد لابد أن تتعلم الشرك لكي تعرف من هم المشركين ، فأنت تقف مع المشركين أم مع أهل التوحيد؟
توقف مع أهل التوحيد وتنصر أهل التوحيد وتذم أهل البدع والشرك ووو ، وإذا لم تفعل هذا فماذا قرأت إذن ؟
ومبدأ الولاء والبراء.. إذا ماتوالي مع أهل الحق فيعني خذلتهم والنبي ﷺ قال{المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ، }.. فهذا لا يخذل الناس وإنما يخذل دعوة ،فكيف تخذل دعوة
هذه فقط صورة أعطيها لك ولا أدخل في التفاصيل ،وكما قلت مبدأ الولاء والبراء ظاهر ،
الإنسان لو تُعلم علم صحيح لابد أن يكون معك الولاء والبراء ، وإذا تَعلّم هذا ويذهب يجنح إلى جهة أخرى مثل الذين يتعلمون التوحيد وكذا ثم يدخلون في ميدان القضاء وميدان المحماة ،فماذا قرأت أنت ،
قرأت على أساس الشريعة وعلى أساس أن الحكم لله ، فإذن كيف تقاضي في الأحكام و تدخل في ميدان القوانين ....
من مجلس اليوم السبيت 3 جمادى الأولى 1447 الموافق ل25 اكتوبر 2025
كتبه ونقله : إتباع السلف الصالح
المجالس الصباحية للشيخ العلامة أبي عبد المعز محمد على فركوس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا أحبك في الله
الشيخ :أحبَكَ الله الذي أحببتني فيه .
السائل: أخ سلفي حامل لكتاب الله طالب العلم يطلب الحق هو في غردايه يقول شيخنا بارك الله فيكم ماأخطاء الشيخ أبو أسامة وهل أستمر في طلب العلم عنده أو أخرج وإذا خرجت هل يشترط أن أكتب بيانا أفيدونا بارك الله فيكم
الجواب:
والله أنا يبلغني هذا أنني أتكلم عن أبي أسامة وكذا وكذا ، وأنا ليس لي علاقة به لا من قريب ولا من بعيد ،يعني العلاقة به أعرفه لكن لربما وقف وقفة مع التخذيلية كسائر المخذلين عموما.
وأنا لم أتكلم عليه فأنا شخصيا لم أتكلم عليه أصلا لكن اصطصحب إن شئت الناس الذين وقفوا موقف الحق المبين ورأوه أنه خذل الحق و اتخذوا معه أمرا وهذا من منطلق ما رأوه أمرا حسنا فمثله مثل المخذلة عامة ،والعلم عند الله . مفهوم
السائل: نعم فاهم يا شيخ ، لكن هل يستمر الإنسان طلب العلم عنده أو يخرج وإذا خرج هل يشترط أن يكتبب بيانا؟
الشيخ : أنا قلت لك أنني لم أتكلم عليه كما لم أتكلم على غيره ، لأن الكثير من المخذلة طلاب العلم تكلموا فيهم
وأنا لا أريد أن أدخل في واجهة وصراع ،ونحن خرجنا ولا نريد الدخول فإذن خرجنا من هذا وعندنا مهمة أخرى ،
وكثير من الطلبة تكلموا في كثير ممن خذلوا الحق وأداروا ظهورهم للحق ولم ينصروا كل المواقف التي من شأنها أن تقوم هذه الدعوة عليها فهم خذلوها ،ولم يصدروا لا بيانا ولا موقفا ولا تراجعا ولا أي شيئ..
فإذن أنت تُعلِم ماذا؟ فالإنسان يتعلم الشرع ويتعلم أضداد الشرع ويقف مع الشرع وينصر أهل الشرع ويجاهد أضداد الشرع .
ثم ضرب الشيخ مثالا لتقريب الفهم؟ 👇
أنت الآن تتعلم التوحيد لابد أن تتعلم الشرك لكي تعرف من هم المشركين ، فأنت تقف مع المشركين أم مع أهل التوحيد؟
توقف مع أهل التوحيد وتنصر أهل التوحيد وتذم أهل البدع والشرك ووو ، وإذا لم تفعل هذا فماذا قرأت إذن ؟
ومبدأ الولاء والبراء.. إذا ماتوالي مع أهل الحق فيعني خذلتهم والنبي ﷺ قال{المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ، }.. فهذا لا يخذل الناس وإنما يخذل دعوة ،فكيف تخذل دعوة
هذه فقط صورة أعطيها لك ولا أدخل في التفاصيل ،وكما قلت مبدأ الولاء والبراء ظاهر ،
الإنسان لو تُعلم علم صحيح لابد أن يكون معك الولاء والبراء ، وإذا تَعلّم هذا ويذهب يجنح إلى جهة أخرى مثل الذين يتعلمون التوحيد وكذا ثم يدخلون في ميدان القضاء وميدان المحماة ،فماذا قرأت أنت ،
قرأت على أساس الشريعة وعلى أساس أن الحكم لله ، فإذن كيف تقاضي في الأحكام و تدخل في ميدان القوانين ....
من مجلس اليوم السبيت 3 جمادى الأولى 1447 الموافق ل25 اكتوبر 2025
كتبه ونقله : إتباع السلف الصالح
المجالس الصباحية للشيخ العلامة أبي عبد المعز محمد على فركوس حفظه الله
