0:56

وَمِثلِيَ لا يَأسى عَلى ما يَفوتُهُ
إِذا كانَ عُقبى ما يَنالُ زَوالُ.

أي : ما لا نفع في قُربه، لا ضرر في فقده ..

لماذا لا تقول شيئًا يشبه الأشياء التي أود سماعها
لماذا أبدًا لا تأتي مثلما أودكَ أن تأتي ؟

‏إذا كانت الثمرة التي أكلتها كُتبَت لك منذُ اللحظة التي زُرِعت بذرتها، فما الذي يجعلك تظن أن ما كُتب لك لن يجد طريقه إليك؟

مره على باب العمر
كتلي الليالي هواي، واشربنه جف الصبح
وحلفت تبقى وياي
خليت حزنك نهر واحنة عطاشى ضحك مانستلذ بالماي

عبد الوهاب الحمداني

‏بكرا تنضج وتعرف انك مش مضطر تستحمل شخص بيأثر ع نفسيتك لمجرد انك بتحبه

يبدو إنَ ما بيننا ضئيلٌ جداً
لدرجة إنهُ لا يفلح أن يَجتمع
حتى على هيئة نص.

انا بلياك حالي يخاف من حالي

كأنَّ رياض أحمد في تلك الأغنية لا يغنّي للمرأة التي رحلت بجسدها، بل لتلك التي رحلت بروحها وبقيت أمامه، صامتة، جامدة، تُشبه التمثال.
إنّه يصرخ في وجه الغياب الحاضر:
“تكلّمي… أو لا تتكلّمي، فإنّ سكوتكِ أبلغ من ألف كلمة. إنّ صمتكِ جرحٌ، وغيابكِ الحيّ أقسى من موت بعيد.”

هو لا يناجيها بوصفها غائبة خلف المسافات، بل بوصفها غائبة خلف جدارٍ من برودٍ وانطفاء. فالحبّ عنده ليس أن تجلس بقربه، بل أن تكوني معه، تردّين على نبضه، وتلمسين صوته بقلبكِ.
حين يغنّي: “اسكت… والسكوت إنتِ”، كأنّه يعترف بأنّها لم تترك له سوى الفراغ، فراغٍ يجاوره في الليل، فيتحوّل السكوت إلى كيان، إلى شخصٍ كامل، إلى حضورٍ مخيف يشاركه وحدته.

الأغنية إذن ليست أغنية شوقٍ لبعيدةٍ عبر الحدود، بل اعترافٌ مرّ بأنّ أقسى غيابٍ هو غياب الحبيب وهو حاضر.
إنّها مناجاة للغائبة الصامتة، عتابٌ موجوع، ورسالة حبّ مكسورة تريد أن تقول:
“لم أطلب الكثير… طلبتُ أن تجيبيني فقط، أن تمنحيني كلمةً تداوي هذا القلب، لكنّكِ فضّلتِ أن تتركيني أقرأ وجعي في صمتكِ.”

‏"كلّما كبرت في العمر وجدت أنه من غير الممكن العيش إلا مع الذين يحرّروننا، ويحبّوننا حبًا خفيف الحمل بمقدار ما يكون اختبارًا قويًا، الحياة اليوم قاسية جدًا، مريرة جدًا، مرهقة جدًا، حتى نتحمّل أيضًا عبودية جديدة آتية من الذي نحبّه"

- ألبير كامو.

صباح الدوامات

🤔🤔.