هذه ليست أفضل أيامي، لكنني أعيشها يارب على يقين تام بك، لأنك تراني كما لا أحد يراني، أسعى في سبيل سعيًا حثيثا تبصره يا الله، علني أن أجد في نهاية هذا السبيل ما يجبر خاطري ويرحم تعبي، وأن تمنحني يا وهاب عطفك ولطفك ورحمتك.
لكِنك الوّحيد الذي كلّما أجتاحني شعُور بهيّج
أو مشيتُ في طريقٍ طويلٍ تمنيتُك مَعي.
أو مشيتُ في طريقٍ طويلٍ تمنيتُك مَعي.
فجأة كل الأشياء فيك تُقرر أن تهدأ، رُغم أن الأحداث كانت تتطلب منك الإنفجار، لكنّك ببساطة تهدأ وتموت فيك كل طاقات الثوران .
كان ميدان العمر مزحومًا برؤيا غير واضحة، ومع ذلك أصررت على وجود نصيبي من الأمل ولو كان ضئيلا، جاريت الأيام، مشيت بعيدًا وقريبًا، ذهبت بقلبي نحو أشياء كثيرة ليتعلّم، وثقت بنسيم بارد حل على روحي، وامتنعت عن كل أسباب القسوة، واجهت الحياة بقلبي هذا، ورأيت إمكانية العيش بعدما تؤمن وتصدق، وكم كان باهظاً ثمن هذا الإيمان والتصديق .
من المُدهش جداً أن تتأمل كيف يُمكن لعامٍ واحد، أو حدث واحد، أن يُغيّرك بهذا القدر الكبير، كيف أنّ الأعوام ليست مُتساوية، فبعض السنوات تمرُّ كأنها شهر، وأخرى تجعلك تكبر عشرة أعوام دفعةً واحدة، العُمر لا يُحتسب بالأيام والأعوام، وإنما بالتجارب، والمشاعر، والعثرات والخيبات، والإنتصارات الكبيرة منها والصغيرة، الزمن لا تصفه التجاعيد ولكن قسماتُ الوجه، والبسمات، والدموع، كُنا هنا يوماً ما، وغدًا في مكانٍ آخر، كانت قلوبنا غضّة والآن نضجت وغدًا يحين موعد قطافها، كُنّا واثقين جدًا وتغيّرت رؤانا وآراؤنا خلال الرحلة، كُنّا لا نعرفُ وصرنا الآن نعرفُ، ولكننا لا نزالُ على جهل ولازلنا نبحث ونسألُ ونحتار ما دمنا على قيد الحياة .
في رواية شمس بيضاء باردة كتبت كفى الزعبي هذه العبارة:
"وأرعبتني فكرة أنني أهدر وجودي وأستهلكه هباءً في المكان والزمان الخاطئين".
"وأرعبتني فكرة أنني أهدر وجودي وأستهلكه هباءً في المكان والزمان الخاطئين".
" دائمًا تبدو هادئًا، وكأن ما يحدث حولك لا يعنيك، لكنك لست كذلك .. أنت بطريقتك الخاصة تقاتل بكل قوة، وإن لم يستطع الآخرون أن يروا ذلك بمجرد النظر إليك ."
منذُ مدة
لم أشعُر بهذا الهدوء
كأنني فجأةً
قررت بعد مسافاتٍ شاهِقة
أن أمنحني
فكرةَ الوقوف.
لم أشعُر بهذا الهدوء
كأنني فجأةً
قررت بعد مسافاتٍ شاهِقة
أن أمنحني
فكرةَ الوقوف.
ليس حقيقيًا أن الإنسان يمضي دون اكتراث، إننا دائمًا ما نكترث، نَحِنّ، وتستوقفنا المشاعر طوال مسيرنا فالطريق لكنها طريقتك في أن تقبِض على هذا القلب أو تدعهُ ينجرف.
كلما تقدمت، كلما تساقطت من يديك الأشياء التي أعددتها ضمن أثمن أشياءك، كلما كبرت، كلما تساقط الأصدقاء، تغيّرت الأحلام، وتفاجئت كثيرًا .