باب ما جاء في بكاء رسول الله ﷺ
كان رسولُ الله ﷺ أعبَدَ الناس وأكثرهم خشيةً لله، لِذا حصل منه ﷺ بكاءٌ في مواضع لأسبابٍ مُتنوعةٍ.
🔹قال ابن القيم -رحمه الله-:
«وأما بكاؤه ﷺ فكان من جِنسِ ضحكهِ، لم يكُن بشهيقٍ ورفعِ صوتٍ کما لم يكن ضحكه بقَهقَهَةٍ، ولكن كانت تدمَعُ عيناه حتى تَهْمُلَا، ويُسمَعُ لصدرِهِ أزيزٌ، وكان بكاؤهُ تارةً رحمةً للميت، وتارةً خوفًا على أُمَّتِهِ وشفقةً عليها، وتارةً من خشيةِ الله، وتارةً عند سماعِ القرآن، وهو بكاءُ اشتياقٍ ومحبةٍ وإجلالٍ، مُصاحِبٌ للخوفِ والخشيةِ، ولمَّا ماتَ ابنُه إبراهيم دمعت عيناه، وبکی رحمةً له، وقال: «تدمَعُ العينُ، ويحزَنُ القلبُ، ولا نقولُ إلّا ما يُرضِي ربَّنا، وإنَّا بكَ يا إبراهيمُ لَمَحزُونُونَ» ¹.
وبکی لمَّا شاهَدَ إحدى بناته ونفسُها تَفِيضُ، وبکی لمَّا قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله -تعالى-: {فكيفَ إذا جِئنَا مِن كلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ وَجِئنا بكَ على هَؤُلاءِ شَهيدًا}، وبکی لمَّا مات عثمان بن مَظعون، وبکی لمَّا كَسَفت الشمسُ، وصلَّى صلاة الكُسوف، وجعل يبكي في صلاته، وجعل ينفُخ، ويقول: «ربِّ ألَم تعِدني ألّا تُعَذِّبَهُم وأنا فيهم وهُم يستغفِرُونَ، ونحنُ نستغفِرُكَ»، وبكى لمَّا جلس على قبرِ إحدى بناته، وكان يبكي أحيانًا في صلاة الليل".
¹- أخرجه البخاري (۱۳۰۳)، ومسلم (۲۳۱۵) من حديث أنس بن مالك له.
كان رسولُ الله ﷺ أعبَدَ الناس وأكثرهم خشيةً لله، لِذا حصل منه ﷺ بكاءٌ في مواضع لأسبابٍ مُتنوعةٍ.
🔹قال ابن القيم -رحمه الله-:
«وأما بكاؤه ﷺ فكان من جِنسِ ضحكهِ، لم يكُن بشهيقٍ ورفعِ صوتٍ کما لم يكن ضحكه بقَهقَهَةٍ، ولكن كانت تدمَعُ عيناه حتى تَهْمُلَا، ويُسمَعُ لصدرِهِ أزيزٌ، وكان بكاؤهُ تارةً رحمةً للميت، وتارةً خوفًا على أُمَّتِهِ وشفقةً عليها، وتارةً من خشيةِ الله، وتارةً عند سماعِ القرآن، وهو بكاءُ اشتياقٍ ومحبةٍ وإجلالٍ، مُصاحِبٌ للخوفِ والخشيةِ، ولمَّا ماتَ ابنُه إبراهيم دمعت عيناه، وبکی رحمةً له، وقال: «تدمَعُ العينُ، ويحزَنُ القلبُ، ولا نقولُ إلّا ما يُرضِي ربَّنا، وإنَّا بكَ يا إبراهيمُ لَمَحزُونُونَ» ¹.
وبکی لمَّا شاهَدَ إحدى بناته ونفسُها تَفِيضُ، وبکی لمَّا قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله -تعالى-: {فكيفَ إذا جِئنَا مِن كلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ وَجِئنا بكَ على هَؤُلاءِ شَهيدًا}، وبکی لمَّا مات عثمان بن مَظعون، وبکی لمَّا كَسَفت الشمسُ، وصلَّى صلاة الكُسوف، وجعل يبكي في صلاته، وجعل ينفُخ، ويقول: «ربِّ ألَم تعِدني ألّا تُعَذِّبَهُم وأنا فيهم وهُم يستغفِرُونَ، ونحنُ نستغفِرُكَ»، وبكى لمَّا جلس على قبرِ إحدى بناته، وكان يبكي أحيانًا في صلاة الليل".
¹- أخرجه البخاري (۱۳۰۳)، ومسلم (۲۳۱۵) من حديث أنس بن مالك له.
#حديث اليوم
- *((مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ.))*
الراوي: أم سلمة أم المؤمنين.
المحدث: مسلم.
المصدر: صحيح مسلم.
خلاصة حكم المحدث: *[صحيح]*.
------------------
*شرح الحديث:*
الأُضحيَّةُ هي ما يُقدِّمُه القادرون قُربةً للهِ في أيَّامِ عِيدِ الأضحى، فيَذبَحُ كلُّ واحدٍ على حسَبِ استطاعتِه وما يَقدِرُ عليه مِن الأنعامِ؛ مِن الإبلِ أو البقَرِ أو الضَّأنِ، وعلى المُضحِّي أنْ يَتَّبِعَ السُّننَ والآدابَ الشَّرعيَّةَ؛ لأنَّها إنْ تَمَّت على وَفْقِ الشَّرعِ ووَفْقِ أهدافِه أعْطى اللهُ للمسْلمِ ثَوابًا عظيمًا.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: *«مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذبَحُه»* أَي: عِنده قُدرةٌ واستطاعةٌ أنْ يَذبَحَ ما يُمكِنُه مِن الإبلِ أو البقرِ أو الغنمِ ممَّا تَوافرتْ شُروطُه الشَّرعيَّةُ،
فإذا ثَبَتَ دُخولُ شَهرُ ذي الحِجَّةِ بظُهورِ هِلالِه، فعَلَى مَن أَرادَ أنْ يُضحِّيَ ألَّا يَأخُذَ شَيئًا مِن شَعرِه، سَواءٌ كانَ شَعرَ الرَّأسِ أو شَعرَ الإِبْطِ أو العانةِ، ولا مِن أَظفارِه، سَواءٌ كانَ ظُفرَ يدٍ أو رِجلٍ،
بلْ يَترُكُ ذلك كلَّه حتَّى يَذبَحَ أُضحيَّتَه، وفي ذلك تَشبُّهٌ بالمُحْرِمِ، فكَما أنَّ المُحرِمَ بالحجِّ في ذلك الوقتِ لا يَأخُذُ شَيئًا مِنَ شَعرِه أوِ أظْفارِه، فكَذلكَ غَيرُ المُحرِمِ له نَصيبٌ مِن شَعائرِ النُّسُكِ،
فَأَمَرَه ألَّا يَأخُذَ شَيئًا مِن شَعرِه وأَظفارِه، فيَستشْعِرُ بذلك ما عليه المحْرِمون مِن أحوالٍ، ويَتذَكَّرُ ما هُم فيه مِن رَحمةٍ ورِضوانٍ، فَيسأَلُ اللهَ مِن فضْلِه، ويَرْجو رَحمتَه، ويَخْشى عَذابَه.
-------------------
- *((مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ.))*
الراوي: أم سلمة أم المؤمنين.
المحدث: مسلم.
المصدر: صحيح مسلم.
خلاصة حكم المحدث: *[صحيح]*.
------------------
*شرح الحديث:*
الأُضحيَّةُ هي ما يُقدِّمُه القادرون قُربةً للهِ في أيَّامِ عِيدِ الأضحى، فيَذبَحُ كلُّ واحدٍ على حسَبِ استطاعتِه وما يَقدِرُ عليه مِن الأنعامِ؛ مِن الإبلِ أو البقَرِ أو الضَّأنِ، وعلى المُضحِّي أنْ يَتَّبِعَ السُّننَ والآدابَ الشَّرعيَّةَ؛ لأنَّها إنْ تَمَّت على وَفْقِ الشَّرعِ ووَفْقِ أهدافِه أعْطى اللهُ للمسْلمِ ثَوابًا عظيمًا.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: *«مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذبَحُه»* أَي: عِنده قُدرةٌ واستطاعةٌ أنْ يَذبَحَ ما يُمكِنُه مِن الإبلِ أو البقرِ أو الغنمِ ممَّا تَوافرتْ شُروطُه الشَّرعيَّةُ،
فإذا ثَبَتَ دُخولُ شَهرُ ذي الحِجَّةِ بظُهورِ هِلالِه، فعَلَى مَن أَرادَ أنْ يُضحِّيَ ألَّا يَأخُذَ شَيئًا مِن شَعرِه، سَواءٌ كانَ شَعرَ الرَّأسِ أو شَعرَ الإِبْطِ أو العانةِ، ولا مِن أَظفارِه، سَواءٌ كانَ ظُفرَ يدٍ أو رِجلٍ،
بلْ يَترُكُ ذلك كلَّه حتَّى يَذبَحَ أُضحيَّتَه، وفي ذلك تَشبُّهٌ بالمُحْرِمِ، فكَما أنَّ المُحرِمَ بالحجِّ في ذلك الوقتِ لا يَأخُذُ شَيئًا مِنَ شَعرِه أوِ أظْفارِه، فكَذلكَ غَيرُ المُحرِمِ له نَصيبٌ مِن شَعائرِ النُّسُكِ،
فَأَمَرَه ألَّا يَأخُذَ شَيئًا مِن شَعرِه وأَظفارِه، فيَستشْعِرُ بذلك ما عليه المحْرِمون مِن أحوالٍ، ويَتذَكَّرُ ما هُم فيه مِن رَحمةٍ ورِضوانٍ، فَيسأَلُ اللهَ مِن فضْلِه، ويَرْجو رَحمتَه، ويَخْشى عَذابَه.
-------------------
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أحيوا سنة التكبير ..
❀•°
قال الشيخ #محمد_العثيمين رحمه الله:
يسن التكبير المطلق في كل عشر ذي الحجة، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر اليوم التاسع، وسميت عشرا وهي تسع من باب التغليب.
(الشرح الممتع).📚
•
قال الشيخ #محمد_العثيمين رحمه الله:
يسن التكبير المطلق في كل عشر ذي الحجة، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر اليوم التاسع، وسميت عشرا وهي تسع من باب التغليب.
(الشرح الممتع).📚
•
قصة الحاج الليبي عامر أصبحت حديث الناس في موسم حج 2025، لما فيها من عِبَرٍ عن اليقين بالله والثقة في تحقيق النية الصادقة.
🕋 القصة باختصار:
عامر، شاب من جنوب ليبيا، حضر إلى مطار سبها متأخرًا قليلًا عن موعد إقلاع طائرة الحجاج. أثناء استكمال إجراءات السفر، أوقفه رجال الأمن بسبب تشابه اسمه مع أسماء ممنوعة من السفر، ما تسبب في تأخير صعوده إلى الطائرة.
بعد حل المشكلة الأمنية، كانت الطائرة قد أقلعت بالفعل. قال له أحد الضباط: "الله غالب، مش مكتوبالك". لكن عامر، بثقة ويقين، رد: "النية حج، وإن شاء الله هروح".
• المعجزة الأولى:
فوجئ الجميع بعودة الطائرة إلى المطار بعد دقائق من إقلاعها بسبب عطل فني. طلبت سلطات المطار من الطيار السماح لعامر بالصعود، لكنه رفض فتح الأبواب، وأقلعت الطائرة مجددًا.
• المعجزة الثانية:
بعد فترة قصيرة، عادت الطائرة مرة أخرى بسبب عطل آخر. هذه المرة، قرر الطيار عدم الإقلاع إلا بعد صعود عامر، قائلاً: "مش هطير إلا لما عامر يركب".
صعد عامر إلى الطائرة، ووصل إلى الأراضي المقدسة، مؤديًا مناسك الحج.
💡 العبرة:
قصة عامر تذكرنا بأن النية الصادقة واليقين بالله يمكن أن يغيرا مجرى الأحداث. عندما يكون القلب معلقًا بالله، فإن المستحيل يصبح ممكنًا.
كما قال عامر بعد وصوله: "إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون".
نسأل الله أن يرزقنا يقينًا كيقين عامر، وأن يجعلنا من عباده المخلصين.
شاهدتم #يقين عامر... ؟؟ كيف استجاب الله دعوته .
هذا اليقين الذي أقصده الثقة القوية بالله التي لا يزعزعها اي شيء ..
عندما ندعو الله نحن ندعو من بيده مقاليد السموات والأرض كل ما علينا أن نثق بالله و نتأكد أن الإجابة حاصلة ..
يا رب يقين ثابت في قلوبنا نزداد به يومًا بعد يوم من فضلك العظيم .
🕋 القصة باختصار:
عامر، شاب من جنوب ليبيا، حضر إلى مطار سبها متأخرًا قليلًا عن موعد إقلاع طائرة الحجاج. أثناء استكمال إجراءات السفر، أوقفه رجال الأمن بسبب تشابه اسمه مع أسماء ممنوعة من السفر، ما تسبب في تأخير صعوده إلى الطائرة.
بعد حل المشكلة الأمنية، كانت الطائرة قد أقلعت بالفعل. قال له أحد الضباط: "الله غالب، مش مكتوبالك". لكن عامر، بثقة ويقين، رد: "النية حج، وإن شاء الله هروح".
• المعجزة الأولى:
فوجئ الجميع بعودة الطائرة إلى المطار بعد دقائق من إقلاعها بسبب عطل فني. طلبت سلطات المطار من الطيار السماح لعامر بالصعود، لكنه رفض فتح الأبواب، وأقلعت الطائرة مجددًا.
• المعجزة الثانية:
بعد فترة قصيرة، عادت الطائرة مرة أخرى بسبب عطل آخر. هذه المرة، قرر الطيار عدم الإقلاع إلا بعد صعود عامر، قائلاً: "مش هطير إلا لما عامر يركب".
صعد عامر إلى الطائرة، ووصل إلى الأراضي المقدسة، مؤديًا مناسك الحج.
💡 العبرة:
قصة عامر تذكرنا بأن النية الصادقة واليقين بالله يمكن أن يغيرا مجرى الأحداث. عندما يكون القلب معلقًا بالله، فإن المستحيل يصبح ممكنًا.
كما قال عامر بعد وصوله: "إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون".
نسأل الله أن يرزقنا يقينًا كيقين عامر، وأن يجعلنا من عباده المخلصين.
شاهدتم #يقين عامر... ؟؟ كيف استجاب الله دعوته .
هذا اليقين الذي أقصده الثقة القوية بالله التي لا يزعزعها اي شيء ..
عندما ندعو الله نحن ندعو من بيده مقاليد السموات والأرض كل ما علينا أن نثق بالله و نتأكد أن الإجابة حاصلة ..
يا رب يقين ثابت في قلوبنا نزداد به يومًا بعد يوم من فضلك العظيم .
#حديث اليوم
- ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ.
الراوي: أنس بن مالك.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
خلاصة حكم المحدث: *[صحيح]*.
------------------
*شرح الحديث*:
الأضاحيُّ من شَعائِرِ الإسْلامِ، ومِن أعظَمِ القُرُباتِ إلى اللهِ تعالَى، وفيها فَضائِلُ مُتعدِّدةٌ، وهي مِن سُننِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المتأكِّدةِ على مَن كان عِندَهُ قُدْرةٌ أو سَعةٌ، ولها شُروطٌ وآدابٌ بيَّنَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقَولِه وفِعلِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أَنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضحَّى، أي: في يومِ عِيدِ الأَضْحى، في اليَومِ العاشِرِ مِن شَهرِ ذي الحِجَّةِ، «بكَبْشَين أَمْلَحَينِ»، أي: أَبْيضِين يُخالِطُهما السَّوادُ، وقيلَ: الأملَحُ هو الأبيَضُ الخالِصُ البَياضُ، والكَبْشُ: هو ذَكَرُ الغَنَمِ.
ويَصِفُ أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه كَيفيَّةَ ذَبْحِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهما؛ فيُبَيِّنُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَنامَ كُلَّ كَبْشٍ على جَنْبِه، وجَعَل رِجْلَه على عُنُقِها من جِهَةِ الجَنْبِ، والصَّفْحَةُ: الجَنْبُ، «يُسمِّي ويُكبِّر»، أي: يقولُ: بِاسمِ اللهِ، اللهُ أَكْبَرُ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو الذَّابِحُ لهما بيَدِه الشَّريفةِ.
*وفي الحَديثِ*: إقرانُ التَّكبيرِ على الذَّبيحةِ مع ذِكرِ اللهِ عليها عندَ ذَبْحِها.
----------------
- ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ.
الراوي: أنس بن مالك.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
خلاصة حكم المحدث: *[صحيح]*.
------------------
*شرح الحديث*:
الأضاحيُّ من شَعائِرِ الإسْلامِ، ومِن أعظَمِ القُرُباتِ إلى اللهِ تعالَى، وفيها فَضائِلُ مُتعدِّدةٌ، وهي مِن سُننِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المتأكِّدةِ على مَن كان عِندَهُ قُدْرةٌ أو سَعةٌ، ولها شُروطٌ وآدابٌ بيَّنَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقَولِه وفِعلِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أَنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضحَّى، أي: في يومِ عِيدِ الأَضْحى، في اليَومِ العاشِرِ مِن شَهرِ ذي الحِجَّةِ، «بكَبْشَين أَمْلَحَينِ»، أي: أَبْيضِين يُخالِطُهما السَّوادُ، وقيلَ: الأملَحُ هو الأبيَضُ الخالِصُ البَياضُ، والكَبْشُ: هو ذَكَرُ الغَنَمِ.
ويَصِفُ أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه كَيفيَّةَ ذَبْحِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهما؛ فيُبَيِّنُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَنامَ كُلَّ كَبْشٍ على جَنْبِه، وجَعَل رِجْلَه على عُنُقِها من جِهَةِ الجَنْبِ، والصَّفْحَةُ: الجَنْبُ، «يُسمِّي ويُكبِّر»، أي: يقولُ: بِاسمِ اللهِ، اللهُ أَكْبَرُ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو الذَّابِحُ لهما بيَدِه الشَّريفةِ.
*وفي الحَديثِ*: إقرانُ التَّكبيرِ على الذَّبيحةِ مع ذِكرِ اللهِ عليها عندَ ذَبْحِها.
----------------
#حديث اليوم
- *((بِئْسَ ما لأحَدِهِمْ أنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، واسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ؛ فإنَّه أشَدُّ تَفَصِّيًا مِن صُدُورِ الرِّجالِ مِنَ النَّعَمِ.))*
الراوي: عبدالله بن مسعود.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
خلاصة حكم المحدث: *[صحيح]*.
------------------
*شرح الحديث:* القَرآنُ الكريمُ هو كلامُ اللهِ المقَدَّسُ، والمسلِمُ مُطالَبٌ بأن يقومَ بحِفْظِه ومعرفةِ ألفاظِه ومبانيه ومعانيه؛ فهو طريقُ الهِدايةِ والصَّلاحِ، فينبغي تعاهُدُه والمداومةُ على قراءتِه ومراجعَتِه حتى يَظَلَّ ثابتًا في العَقلِ والقَلبِ.
وفي هذا الحديثِ يذُمُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن يَقولُ: *«نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وَكَيْتَ»*، و(كَيْتَ وَكَيْتَ): لفظٌ يُعبَّرُ به عَنِ الجُملِ الكثيرةِ والكلامِ الطَّويلِ،
وسَببُ الذُّمِّ ما في قول: *(نَسِيتُ)* مِنَ الإشعارِ بعَدمِ الاعتناءِ بالقرآنِ؛ إذْ لا يقَعُ النِّسيانُ إلَّا بتَرْكِ التَّعاهدِ وكثرةِ الغفْلةِ، فلو تَعاهَدَه بتِلاوتِه والقيامِ به في الصَّلاةِ وغيرِها، لَدامَ حِفظُه وتَذكُّرُه،
فإذا قال الإنسانُ: نَسيتُ الآيةَ الفلانيَّةَ، فكأنَّه شهِدَ على نفْسِه بِالتَّفريطِ، فيكونُ مُتعلِّقُ الذَّمِّ تَرْكَ الاستذكارِ والتَّعاهُدِ؛ لأنَّه الَّذي يُورثُ النِّسيانَ؛ ولذلك أنكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يقولَ أحدٌ: نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ،
وأمَرَ أنْ يُقالَ: *«نُسِّيتُ»*، يعني: أنَّ اللهَ تعالَى هو الَّذي أنساهُ، ومعناه: أنَّه عُوقِبَ بوُقوعِ النِّسيانِ عليه؛ لِتفريطِه في مُعاهدتِه واستذكارِه،
ثُمَّ أَوْصى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِاستذكارِ القرآنِ ومُراجعتِه؛ لأنَّه أشدُّ تَفَصِّيًا، يعني: انفلاتًا *«مِنَ النَّعمِ»*، أي: مِنَ الإبلِ، والمعنى: أنَّ الإنسانَ إذا لم يُداومِ مُراجعةَ القرآنِ فإنَّه يَنفلِتُ مِنْ صدرِه كما تَهرُبَ الإبلُ إذا فُكَّ وِثاقُها، وهي أسرعُ الحيواناتِ نُفورًا.
وهَجرُ القُرآنِ من أسبابِ نِسيانِه، وتكونُ عاقبتُه وَخيمةً في الدُّنيا والآخرةِ، وهَجرُ القُرآنِ يَشمَلُ هَجْرَ اللَّفظِ،
وهَجْرَ المعنى، وهَجْرَ العمَلِ؛ فقد يكونُ الإنسانُ يتلوه ليلًا ونهارًا في كلِّ آنٍ، ويكونُ هاجرًا له؛ لأنَّه لم يعمَلْ به، وقد يكونُ يَقرَؤه لفظًا ولكِنَّه لا يفهَمُه معنًى، فيكونُ هجرًا؛ لأنَّ الله تعالى قال: *{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}* [ص: 29] ، فإذا لم يكن تدَبُّرٌ ولا تذَكُّرٌ فهذا هجْرٌ للقُرآنِ.
*وفي الحَديثِ*: الحثُّ على تَعاهُدِ القرآنِ بالتِّلاوةِ والدَّرسِ، والتَّحذيرُ مِن تَعريضِه لِلنِّسْيانِ بإهمالِ تِلاوتِه.
-------------
- *((بِئْسَ ما لأحَدِهِمْ أنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، واسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ؛ فإنَّه أشَدُّ تَفَصِّيًا مِن صُدُورِ الرِّجالِ مِنَ النَّعَمِ.))*
الراوي: عبدالله بن مسعود.
المحدث: البخاري.
المصدر: صحيح البخاري.
خلاصة حكم المحدث: *[صحيح]*.
------------------
*شرح الحديث:* القَرآنُ الكريمُ هو كلامُ اللهِ المقَدَّسُ، والمسلِمُ مُطالَبٌ بأن يقومَ بحِفْظِه ومعرفةِ ألفاظِه ومبانيه ومعانيه؛ فهو طريقُ الهِدايةِ والصَّلاحِ، فينبغي تعاهُدُه والمداومةُ على قراءتِه ومراجعَتِه حتى يَظَلَّ ثابتًا في العَقلِ والقَلبِ.
وفي هذا الحديثِ يذُمُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن يَقولُ: *«نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وَكَيْتَ»*، و(كَيْتَ وَكَيْتَ): لفظٌ يُعبَّرُ به عَنِ الجُملِ الكثيرةِ والكلامِ الطَّويلِ،
وسَببُ الذُّمِّ ما في قول: *(نَسِيتُ)* مِنَ الإشعارِ بعَدمِ الاعتناءِ بالقرآنِ؛ إذْ لا يقَعُ النِّسيانُ إلَّا بتَرْكِ التَّعاهدِ وكثرةِ الغفْلةِ، فلو تَعاهَدَه بتِلاوتِه والقيامِ به في الصَّلاةِ وغيرِها، لَدامَ حِفظُه وتَذكُّرُه،
فإذا قال الإنسانُ: نَسيتُ الآيةَ الفلانيَّةَ، فكأنَّه شهِدَ على نفْسِه بِالتَّفريطِ، فيكونُ مُتعلِّقُ الذَّمِّ تَرْكَ الاستذكارِ والتَّعاهُدِ؛ لأنَّه الَّذي يُورثُ النِّسيانَ؛ ولذلك أنكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يقولَ أحدٌ: نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ،
وأمَرَ أنْ يُقالَ: *«نُسِّيتُ»*، يعني: أنَّ اللهَ تعالَى هو الَّذي أنساهُ، ومعناه: أنَّه عُوقِبَ بوُقوعِ النِّسيانِ عليه؛ لِتفريطِه في مُعاهدتِه واستذكارِه،
ثُمَّ أَوْصى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِاستذكارِ القرآنِ ومُراجعتِه؛ لأنَّه أشدُّ تَفَصِّيًا، يعني: انفلاتًا *«مِنَ النَّعمِ»*، أي: مِنَ الإبلِ، والمعنى: أنَّ الإنسانَ إذا لم يُداومِ مُراجعةَ القرآنِ فإنَّه يَنفلِتُ مِنْ صدرِه كما تَهرُبَ الإبلُ إذا فُكَّ وِثاقُها، وهي أسرعُ الحيواناتِ نُفورًا.
وهَجرُ القُرآنِ من أسبابِ نِسيانِه، وتكونُ عاقبتُه وَخيمةً في الدُّنيا والآخرةِ، وهَجرُ القُرآنِ يَشمَلُ هَجْرَ اللَّفظِ،
وهَجْرَ المعنى، وهَجْرَ العمَلِ؛ فقد يكونُ الإنسانُ يتلوه ليلًا ونهارًا في كلِّ آنٍ، ويكونُ هاجرًا له؛ لأنَّه لم يعمَلْ به، وقد يكونُ يَقرَؤه لفظًا ولكِنَّه لا يفهَمُه معنًى، فيكونُ هجرًا؛ لأنَّ الله تعالى قال: *{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}* [ص: 29] ، فإذا لم يكن تدَبُّرٌ ولا تذَكُّرٌ فهذا هجْرٌ للقُرآنِ.
*وفي الحَديثِ*: الحثُّ على تَعاهُدِ القرآنِ بالتِّلاوةِ والدَّرسِ، والتَّحذيرُ مِن تَعريضِه لِلنِّسْيانِ بإهمالِ تِلاوتِه.
-------------
من وجد فتورا أو كسلا في هذه الأيام العشر
فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله خالصا من قلبه.
بعضًا من فضائل ((لا حول ولا قوة إلا بالله))
ومن فضائلها: أن من داوم عليها وجد قوة في بدنه، قال ابن القيم -رحمه الله-، «وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يذكر أثرًا في هذا الباب، وهو: «أن الملائكة لما أُمروا بحمل العرش، قالوا: يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما قالوها حملوه» .
وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك، ومن يُخاف، وركوب الأهوال» .
وكان حبيب بن مسلمة يستحب إذا لقي عدوًا، أو ناهض حصنًا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنه ناهض يومًا حصنًا فانهزم الروم، فقالها المسلمون وكبروا، فانصدع الحصن.
مجموع الفتاوى لابن تيمية.
الوابل الصيب لابن القيم.
فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله خالصا من قلبه.
بعضًا من فضائل ((لا حول ولا قوة إلا بالله))
ومن فضائلها: أن من داوم عليها وجد قوة في بدنه، قال ابن القيم -رحمه الله-، «وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يذكر أثرًا في هذا الباب، وهو: «أن الملائكة لما أُمروا بحمل العرش، قالوا: يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما قالوها حملوه» .
وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك، ومن يُخاف، وركوب الأهوال» .
وكان حبيب بن مسلمة يستحب إذا لقي عدوًا، أو ناهض حصنًا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنه ناهض يومًا حصنًا فانهزم الروم، فقالها المسلمون وكبروا، فانصدع الحصن.
مجموع الفتاوى لابن تيمية.
الوابل الصيب لابن القيم.
#حديث اليوم
- *((ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟.))*
الراوي: عائشة أم المؤمنين
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث: *[صحيح]*
---------------------
*شرح الحديث*:
فَضَّلَ اللهُ بعضَ الأيَّامِ عَلى بعضٍ، والأيَّامُ الفاضِلةُ هي مَواسِمُ لنَفَحاتِ اللهِ وعَطاياهُ لعِبادِه، يَغفِرُ فيها الذُّنوبَ، ويَرفَعُ فيها الدَّرَجاتِ، وَمِن تِلكَ الأيَّامِ الفاضلةِ يَومُ عَرَفةَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ما يكونُ في يَومِ عَرفةَ مِنَ الخَلاصِ عنِ العَذابِ، والعِتقِ منَ النَّارِ، أَكثرَ ممَّا يَكونُ في سائرِ الأيَّامِ، وعَرَفةُ بُقعةٌ على الطَّريقِ بيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ، تبعُدُ عن مَكَّةَ حَوالَيْ (22 كم)، وعلى بُعدِ (10 كم) مِن مِنًى، و(6 كم) مِن مُزدَلِفةَ،
يقِفُ عليها الحجَّاجُ يومَ التَّاسِعِ من ذي الحِجَّةِ يَدْعونَ اللهَ ويَستَغفرونَه،
*«وإنَّه»* سُبحانَه وتَعالى *«لَيدْنو»* دُنُوًّا يَليقُ بجَلالِهِ وعَظمَتِه، كما أثْبَتَه سُبحانَه لِنَفسِه، دُونَ تَشبيهٍ أوْ تَمثيلٍ، ثُمَّ يُباهي المَلائكةَ بمَن بعَرَفةَ منَ المسلِمينَ الواقِفينَ؛
فيُظهِرُ فَضْلَهم لهم ويُرِيهِم حُسنَ عَملِهم، ويُثْني عَليهم عِندَهم، وأَصلُ البَهاءِ: الحُسنُ والجَمالُ، فيُفاخِرُ بهم ويُعظِّمُهم بحَضرةِ الملائكةِ،
*«فيَقولُ: ما أَرادَ هَؤلاءِ؟»*، أي: أيُّ شَيءٍ أَرادَ هَؤلاءِ حيثُ تَركوا أهْلَهم وأَوْطانَهم وصَرَفوا أَموالَهم وأَتعَبوا أَبْدانَهم؟
والجوابُ محذوفٌ، تَقديرُه: ما أرادوا إلَّا المَغفرةَ والرِّضا، وَهذا يَدُلُّ عَلى أَنَّهم مَغفورٌ لَهم؛ لأنَّه لا يُباهى بأهْلِ الخَطايا والذُّنوبِ إلَّا مِن بَعدِ التَّوبةِ والغُفرانِ.
*وفي الحَديثِ*: إِثباتُ صِفةِ الدُّنوِّ للهِ سُبحانَه وتَعالى كَما تَليقُ بجَلالِه وعَظمتِه، مِنْ غير تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
*وَفيه:* إِثباتُ صِفةِ المُباهاةِ للهِ سُبحانَه وتَعالى كَما تَليقُ بِجلالِه وعَظمتِه، مِنْ غَيْرِ: تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
- *((ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟.))*
الراوي: عائشة أم المؤمنين
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم
خلاصة حكم المحدث: *[صحيح]*
---------------------
*شرح الحديث*:
فَضَّلَ اللهُ بعضَ الأيَّامِ عَلى بعضٍ، والأيَّامُ الفاضِلةُ هي مَواسِمُ لنَفَحاتِ اللهِ وعَطاياهُ لعِبادِه، يَغفِرُ فيها الذُّنوبَ، ويَرفَعُ فيها الدَّرَجاتِ، وَمِن تِلكَ الأيَّامِ الفاضلةِ يَومُ عَرَفةَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ما يكونُ في يَومِ عَرفةَ مِنَ الخَلاصِ عنِ العَذابِ، والعِتقِ منَ النَّارِ، أَكثرَ ممَّا يَكونُ في سائرِ الأيَّامِ، وعَرَفةُ بُقعةٌ على الطَّريقِ بيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ، تبعُدُ عن مَكَّةَ حَوالَيْ (22 كم)، وعلى بُعدِ (10 كم) مِن مِنًى، و(6 كم) مِن مُزدَلِفةَ،
يقِفُ عليها الحجَّاجُ يومَ التَّاسِعِ من ذي الحِجَّةِ يَدْعونَ اللهَ ويَستَغفرونَه،
*«وإنَّه»* سُبحانَه وتَعالى *«لَيدْنو»* دُنُوًّا يَليقُ بجَلالِهِ وعَظمَتِه، كما أثْبَتَه سُبحانَه لِنَفسِه، دُونَ تَشبيهٍ أوْ تَمثيلٍ، ثُمَّ يُباهي المَلائكةَ بمَن بعَرَفةَ منَ المسلِمينَ الواقِفينَ؛
فيُظهِرُ فَضْلَهم لهم ويُرِيهِم حُسنَ عَملِهم، ويُثْني عَليهم عِندَهم، وأَصلُ البَهاءِ: الحُسنُ والجَمالُ، فيُفاخِرُ بهم ويُعظِّمُهم بحَضرةِ الملائكةِ،
*«فيَقولُ: ما أَرادَ هَؤلاءِ؟»*، أي: أيُّ شَيءٍ أَرادَ هَؤلاءِ حيثُ تَركوا أهْلَهم وأَوْطانَهم وصَرَفوا أَموالَهم وأَتعَبوا أَبْدانَهم؟
والجوابُ محذوفٌ، تَقديرُه: ما أرادوا إلَّا المَغفرةَ والرِّضا، وَهذا يَدُلُّ عَلى أَنَّهم مَغفورٌ لَهم؛ لأنَّه لا يُباهى بأهْلِ الخَطايا والذُّنوبِ إلَّا مِن بَعدِ التَّوبةِ والغُفرانِ.
*وفي الحَديثِ*: إِثباتُ صِفةِ الدُّنوِّ للهِ سُبحانَه وتَعالى كَما تَليقُ بجَلالِه وعَظمتِه، مِنْ غير تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.
*وَفيه:* إِثباتُ صِفةِ المُباهاةِ للهِ سُبحانَه وتَعالى كَما تَليقُ بِجلالِه وعَظمتِه، مِنْ غَيْرِ: تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ، وَمِنْ غَيْرِ: تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ.