كلمة منهجية للشيخ سمير ميرابيع حفظه الله بمدينة بودواو يوم الجمعة 24 ماي 2024

..
*جـديـد المحادثات*


*إبهاج النّفوس بتجلية القول بأنّ العلماء سكتوا عن فركوس -3-.*

🔹جواب ماتع ورد مقنع لمسألة "سكوت العلماء عن فركوس".🔹


▪️السّائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا لو تفضلتم علينا بجواب آخر عن قوله بأن العلماء سكتوا عن فركوس ولم يتكلموا في هذه الفتنة.

▪️الشّيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.

هذا ليس بصحيح بل هي مغالطة وبيانها من أوجه:

🔸أولها: أن أهل العلم تكلموا فيه:
فمنهم من ذكره باسمه وحذر منه واتهمه بالسرورية صريحة فصيحة، ومنهم من وصفه بأنه طالب علم، بل منهم من رماه بالجهل. ومنهم من حذر منه وإن لم يذكره باسمه بل أشار إليه تعريضا ورب تعريض أنكى من التصريح. ومنهم من يحذر منه في لقاءاته.

🔸الثاني: أن هذا من التقليد المذموم إذ ينبغي على طالب العلم فضلا عمن ينتسب للعلم أن يكون متبعا للدليل متحريا الحق ولا يقلد دينه الرجال كما قال ابن مسعود: "اغد عالما أو متعلما ولا تكن إمعة". وقال: "لا يكون أحدكم إمعة إن أحسن الناس أحسن وإن أساؤوا أساء".

والإمعة هو من يقول: أنا مع فلان لضعف رأيه.

🔸الثالث: أن السكوت عدم وقد يكون مبنيا على عدم العلم بالشيء وهو لا يدل على القبول ولا على عدمه فلا يعول عليه. وإذا كان الإجماع السكوتي ليس بحجة عند جماهير أهل العلم فكيف يكون سكوت أحد العلماء أو سكوت بعضهم حجة ؟!

🔸الرابع: أن العالم إذا سكت في قضية فلا ينسب له قول ولا رأي ولا يدل على أنه موافق لها كما اشتهر عن الشافعي أنه قال: "لا ينسب لساكت قول". فكيف يحتج بسكوت العالم؟! وقد يسكت لوجود مانع أو عدم علمه بالقضية وهو معذور في ذلك لكن ما عذر من يتبعه في ذلك؟!

🔸الخامس: إن احتجاجهم بسكوت عالم أو بعض أهل العلم حجة عليهم، لأن الرجل يتهم في منهجه وينسب لأخطر الجماعات ويتهم في علمه بالسرقات والخيانات العلمية؛ ومع هاته الاتهامات الخطيرة والانحرافات المثيرة والضلالات الكثيرة لم نسمع أحدا منهم دافع عنه وبرّأه مما اتهم به، مع قيام المقتضى وانتفاء المانع، بل منهم من تبرأ من تزكيته السابقة. والسكوت في موضع التهمة إقرار.

🔸السادس: أن العالم قد يسكت عن ابداء رأيه في قضية لشهرتها أو إلى حين ظهوره أو لوجود مانع أو نحو ذلك كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية: أن من المسائل مسائل جوابها السكوت. وقد سكت الإسلام في بداية الدعوة عن أشياء ثم بينها بعدما ظهر الإسلام وانتشر .

🔸السابع: أن أئمة الحديث إذا سكتوا عن راو متهم فيعني أنهم تركوا الرواية عنه لكونه شديد الضعف كما جرى عليه اصطلاح البخاري. فلعل سكوت من سكت عنه اكتفاء بهذه القاعدة.
وفي كل لا يحتج بالسكوت عن المتهم.

🔸الثامن: أن السكوت عن الأخطاء وعدم الصدع بالحق مذموم بل هو منهي عنه فلا يجوز الاحتجاج بأمر مذموم منهي عنه. لهذا أنكر الإمام أحمد على العلماء الذين سكتوا في محنة خلق القرآن حتى أنه ترك الرواية عن بعضهم. واشتهر عنه أنه قال: إذا سكت العالم تقية فمتى يظهر الحق.

🔸التاسع: أن أئمة الحديث لم يعتدوا بسكوت بعض علماء الجرح والتعديل كابن حبان وابن أبي خاتم وغيرهما عن بعض الرواه ولم يذكروهم بجرح ولا تعديل. ولم يأخذوا بسكوتهم بل اعتبروا هؤلاء الرواة المسكوت عنهم من قبيل المجهولين الذين لا تقبل روايتهم .

🔸العاشر: أنه من المقرر عند أئمة الجرح والتعديل إذا تعارض الجرح مع التعديل يقدم الجرح لأن مع الجارح زيادة علم ليست عند المعدل. كمال قال ابن خزيمة في رجل وتكلم فيه فقيل له أحمد يوثقه فقال ابن حزينة: "أحمد لا يعرفه ولو عرف ما عرفنا منه لما وثقه". هذه في تعارض الجرح والتعديل فالأولى والأحرى أن يقدم الجرح المفسر على سكوت العالم.

- فهذه قواعد علمية قاعدة واحدة منها تنسف مزاعم من يستند إلى سكوت العالم فكيف لو اجتمعت.

- والحاصل أن الاحتجاج والاعتذار بسكوت العالم باطل وعن الدليل عاطل بل هو حجة عليهم. ونحن أجبنا على هذه الشبهة الواهية فقط وإلا فإنا على يقين من ديننا على حال الرجل وانحرافه. والله ولي التوفيق.

▪️السائل: نفع الله بكم وزادكم من فضله هل تأذنون بنشرها ؟

▪️الشيخ: لا مانع.

▪️السائل: جزاكم الله خيرا فيه سؤال أخير له صله بالأسئلة السابقة لو تتكرمون بالجواب عليه.

▪️الشيخ: فرصة أخرى.

▪️السائل: إن شاء الله نفع الله بكم.

https://www.tg-me.com/httpstmetenwirelhawalik