وسأكتفي الآن بمناقشته في آخر أخطائه التي وقع فيها، وهي مسألة أن (الذَّات) اسم لله تعالى بالإجماع، فقد ادَّعى ذلك، ثم لما توالت عليه الرُّدود؛ حاول التملُّص والتَّهرب مِن هذا الخطأ؛ فوقع في مثله أو أشد، فقال: (هو صفة وليس اسمًا)، ثمَّ تنصَّل مِن كلِّ ذلك حتَّى وقع في الكذب عياذا بالله تعالى! فاتَّهم مَن انتقده في خطئه المُثبَتِ بصوته وكتابته؛ بأنَّهم لا يفهمون، وأنَّهم يقرؤون بحقدهم وسوء فهمهم!
نعم، هم لا يفهمون يا دكتور؛ لأنَّهم حاكموك إلى صوتك وكتابتك! وكان عليهم أن يفهموا قصدك الذي في بطنك بأنك أردت (الاسم) من حيث اللغة لا (الاسم) مِن أسماء الله الحسنى!!!
فيا عقلاء بني آدم!
الذي يتكلم في (باب الأسماء والصِّفات)، ويقول: إذا أجمع السَّلف على صفةٍ، أو على اسمٍ مِن أسماءِ الله -عزَّ وجلَّ- فهو حجَّةٌ، ويضرب لذلك مثالا فيقول: (مثاله: اسمُ (الذَّات) لم يرد في الكتاب ولا في السُّنَّة ...).
الضمير في (مثاله) راجع على ماذا؟! أليس راجعا على ما كنت تقرره قبل ذلك وهو إثبات الاسم أو الصِّفة بالإجماع؟! فلماذا التَّلبيس على النَّاس والتَّلاعب بالألفاظ؟!
وإذا قلنا -تنزُّلًا- بأنَّك تقصد الاسم مِن حيث اللُّغة، فما مناسبةُ المثال إذن بالأسماء والصفات، و(الذَّات) ليس اسما ولا صفة؟! وما دخل الإجماع في ذلك؟ وما علاقة هذا بما تقرِّره مِن أنَّ الإجماع أحد الأدلة في إثبات الأسماء أو الصفات؟!
ثم إنَّك بعدما ذكرتَ أنَّ الذَّات اسمٌ مع عدم وروده في الكتاب والسُّنَّة، قلتَ بعدها: (وبعضهم استدل بقول أبي رواحة ... عبد الله بن رواحة([1]) -رضي الله عنه- لمَّا قُدِّم إلى الموت، وخيِّر بين الإيمان وبين الرِّدَّة -كما في البخاري- قال: «ولست أبالي حين أقتل مُسلِمًا على أي جنب إن كان في ذات الله مصرعي»([2]).
فأثبت (الذَّات) وقول الصَّحابي معتبر، سيَّما إذا كان فيما لا مجال للرأي ولا للاجتهاد ولا للقياس فيه، فإذا تكلم في مسائل أصول الشرائع؛ كأصول الإيمان، وأصول الاعتقاد، وأمور الغيبيات؛ فله حكم الرَّفع).
فكلامك هذا أردت به إثبات أن الذَّات اسم من أسماء الله تعالى، فاستدللت بهذا الكلام من خُبيب -رضي الله عنه-، ولذلك ذكرتَ أنَّ له حكم الرَّفع، وإلَّا فما مناسبة استدلالك هذا إذا كان إطلاقك له مِن حيث اللُّغة وأنك لا تريد به الاسم من أسماء الله تعالى؟! نسأل الله أن يعافينا مما ابتلاك به.
ثم مِمَّا يؤكِّد أنَّه أراد الاسم مِن أسماء الله تعالى؛ أنَّ أحد الإخوة طرح سؤالًا على شيخنا عادل الشُّوربَجِي -حفظه الله تعالى-، فقال: (السلام عليكم حياكم الله شيخنا الفاضل، لو تكرمتم علينا بالجواب عن هذا السؤال الذي صدر من أحد المشايخ عندنا في الجزائر يقول: إن اسم ذات الله من أسماء الله -عز وجل-؟ هل اسم الذات ثابت؟ وجزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم)
فأجابه شيخنا -حفظه الله-بقوله: (لا يصح)، أي: لا يصح (الذَّات) اسمًا لله تعالى.
فأرسل أحد الإخوة جواب شيخنا عادل -حفظه الله- للدكتور جمعة -أصلحه الله-، وقال له: (ما تعليقكم على ذلك بارك الله فيكم؟)
فأجابه الدُّكتور جمعة: (لو تسأله هو عن قول أبي رواحة: إن كان في ذات الله مصرعي).
فالسَّائل نص في سؤاله أنَّ هذا الشَّيخ الجزائري يقول: (إنَّ اسم الذَّات مِن أسماء الله -عزَّ وجلَّ-، فلو كان الدكتور صادقا فيما ادعاه من أنه لم يقصد أنَّه اسم من أسماء الله تعالى؛ لأنكر على السَّائل سؤاله أصلًا، ولقال له: ومَن قال لك بأنِّي أقول إنَّه اسمٌ مِن أسماء الله تعالى؟ وإنَّما أقصد بالاسم كيت وكيت!
لكن الرَّجل لم يفعل ذلك، بل أقرَّ السَّائل في سؤاله ابتداءً، ولذلك طلب مِن السَّائل أن يسأل شيخنا عن قول خُبَيب في قوله: (في ذات الله مصرعي)، يعني: وماذا تقول في هذا الكلام مِن خبيب؟! أليس دليلا على ذلك؟!
ثم لمَّا اعتذر منه السَّائل بأنَّه ليس هو صاحب السُّؤال، ردَّ عليه الدُّكتور متملِّصًا مِن كون الذَّات اسمًا، فقال: (هو صفةٌ وليس اسمًا) وهذه طامَّة أخرى تبيِّن بجلاء أنَّ الدكتور يتكلم في هذا العلم بغير استحقاقٍ، ولذلك يقع في التَّخبيط والتَّخليط، ورحم الله ابن حجر إذ قال: «إذا تكلَّم المرء في غير فَنِّه أتى بهذه العجائب» [فتح الباري (3/ 584)].
وكلامه هذا أيضا يدل دلالة واضحة على أنَّه لم يقصد به الاسم مِن حيث اللغة كما زعم، بل كلامه على إثباته اسمًا أو صفةً لله تعالى، فلمَّا رأى أنَّ الشيخ عادلًا خطَّأ كونه اسمًا قال: إذن هو صفة!
والذَّات ليس اسمًا مِن أسماء الله تعالى، ولا صفةً مِن صفاته، بل هو خبَرٌ يُخبَر به عن الله تعالى كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ممَّا سبق نقله في الرَّدِّ السَّابق.
نعم، هم لا يفهمون يا دكتور؛ لأنَّهم حاكموك إلى صوتك وكتابتك! وكان عليهم أن يفهموا قصدك الذي في بطنك بأنك أردت (الاسم) من حيث اللغة لا (الاسم) مِن أسماء الله الحسنى!!!
فيا عقلاء بني آدم!
الذي يتكلم في (باب الأسماء والصِّفات)، ويقول: إذا أجمع السَّلف على صفةٍ، أو على اسمٍ مِن أسماءِ الله -عزَّ وجلَّ- فهو حجَّةٌ، ويضرب لذلك مثالا فيقول: (مثاله: اسمُ (الذَّات) لم يرد في الكتاب ولا في السُّنَّة ...).
الضمير في (مثاله) راجع على ماذا؟! أليس راجعا على ما كنت تقرره قبل ذلك وهو إثبات الاسم أو الصِّفة بالإجماع؟! فلماذا التَّلبيس على النَّاس والتَّلاعب بالألفاظ؟!
وإذا قلنا -تنزُّلًا- بأنَّك تقصد الاسم مِن حيث اللُّغة، فما مناسبةُ المثال إذن بالأسماء والصفات، و(الذَّات) ليس اسما ولا صفة؟! وما دخل الإجماع في ذلك؟ وما علاقة هذا بما تقرِّره مِن أنَّ الإجماع أحد الأدلة في إثبات الأسماء أو الصفات؟!
ثم إنَّك بعدما ذكرتَ أنَّ الذَّات اسمٌ مع عدم وروده في الكتاب والسُّنَّة، قلتَ بعدها: (وبعضهم استدل بقول أبي رواحة ... عبد الله بن رواحة([1]) -رضي الله عنه- لمَّا قُدِّم إلى الموت، وخيِّر بين الإيمان وبين الرِّدَّة -كما في البخاري- قال: «ولست أبالي حين أقتل مُسلِمًا على أي جنب إن كان في ذات الله مصرعي»([2]).
فأثبت (الذَّات) وقول الصَّحابي معتبر، سيَّما إذا كان فيما لا مجال للرأي ولا للاجتهاد ولا للقياس فيه، فإذا تكلم في مسائل أصول الشرائع؛ كأصول الإيمان، وأصول الاعتقاد، وأمور الغيبيات؛ فله حكم الرَّفع).
فكلامك هذا أردت به إثبات أن الذَّات اسم من أسماء الله تعالى، فاستدللت بهذا الكلام من خُبيب -رضي الله عنه-، ولذلك ذكرتَ أنَّ له حكم الرَّفع، وإلَّا فما مناسبة استدلالك هذا إذا كان إطلاقك له مِن حيث اللُّغة وأنك لا تريد به الاسم من أسماء الله تعالى؟! نسأل الله أن يعافينا مما ابتلاك به.
ثم مِمَّا يؤكِّد أنَّه أراد الاسم مِن أسماء الله تعالى؛ أنَّ أحد الإخوة طرح سؤالًا على شيخنا عادل الشُّوربَجِي -حفظه الله تعالى-، فقال: (السلام عليكم حياكم الله شيخنا الفاضل، لو تكرمتم علينا بالجواب عن هذا السؤال الذي صدر من أحد المشايخ عندنا في الجزائر يقول: إن اسم ذات الله من أسماء الله -عز وجل-؟ هل اسم الذات ثابت؟ وجزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم)
فأجابه شيخنا -حفظه الله-بقوله: (لا يصح)، أي: لا يصح (الذَّات) اسمًا لله تعالى.
فأرسل أحد الإخوة جواب شيخنا عادل -حفظه الله- للدكتور جمعة -أصلحه الله-، وقال له: (ما تعليقكم على ذلك بارك الله فيكم؟)
فأجابه الدُّكتور جمعة: (لو تسأله هو عن قول أبي رواحة: إن كان في ذات الله مصرعي).
فالسَّائل نص في سؤاله أنَّ هذا الشَّيخ الجزائري يقول: (إنَّ اسم الذَّات مِن أسماء الله -عزَّ وجلَّ-، فلو كان الدكتور صادقا فيما ادعاه من أنه لم يقصد أنَّه اسم من أسماء الله تعالى؛ لأنكر على السَّائل سؤاله أصلًا، ولقال له: ومَن قال لك بأنِّي أقول إنَّه اسمٌ مِن أسماء الله تعالى؟ وإنَّما أقصد بالاسم كيت وكيت!
لكن الرَّجل لم يفعل ذلك، بل أقرَّ السَّائل في سؤاله ابتداءً، ولذلك طلب مِن السَّائل أن يسأل شيخنا عن قول خُبَيب في قوله: (في ذات الله مصرعي)، يعني: وماذا تقول في هذا الكلام مِن خبيب؟! أليس دليلا على ذلك؟!
ثم لمَّا اعتذر منه السَّائل بأنَّه ليس هو صاحب السُّؤال، ردَّ عليه الدُّكتور متملِّصًا مِن كون الذَّات اسمًا، فقال: (هو صفةٌ وليس اسمًا) وهذه طامَّة أخرى تبيِّن بجلاء أنَّ الدكتور يتكلم في هذا العلم بغير استحقاقٍ، ولذلك يقع في التَّخبيط والتَّخليط، ورحم الله ابن حجر إذ قال: «إذا تكلَّم المرء في غير فَنِّه أتى بهذه العجائب» [فتح الباري (3/ 584)].
وكلامه هذا أيضا يدل دلالة واضحة على أنَّه لم يقصد به الاسم مِن حيث اللغة كما زعم، بل كلامه على إثباته اسمًا أو صفةً لله تعالى، فلمَّا رأى أنَّ الشيخ عادلًا خطَّأ كونه اسمًا قال: إذن هو صفة!
والذَّات ليس اسمًا مِن أسماء الله تعالى، ولا صفةً مِن صفاته، بل هو خبَرٌ يُخبَر به عن الله تعالى كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ممَّا سبق نقله في الرَّدِّ السَّابق.
👍3👌1
ثمَّ مِن تلبيسه على أتباعه أنَّه زعم أنَّ إنكارنا عليه لأجل استخدامه لفظ (اسم)، وهذا غير صحيحٍ؛ فإنكارنا عليه لأجل استخدمها في سياق إثبات الأسماء والصِّفات، وإلَّا فلو كان كلامه عن باب الإخبار، وقال: (مثل اسم الذَّات)، فلن يعتَرض عليه أحدٌ، ولن يتَّهمه أحدٌ بأنَّه يُثبِته اسمًا لله تعالى، والدَّليل على ذلك أنِّي نقلتُ في ردِّي السَّابق كلام شيخ الإسلام فقلتُ: «وفي مجموع الفتاوى (6/ 142) لمَّا بيَّن أنَّ الله لا يدعى إلَّا بالأسماء الحسنى قال: (وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيِّئٍ؛ لكن قد يكون باسمٍ حسنٍ أو باسمٍ ليس بسيِّئٍ وإن لم يُحكَم بحُسنه، مثل: اسمِ «شيء» و«ذات» و«موجود»؛ إذا أريد به الثابت ... »إلخ.
فشيخ الإسلام لمَّا ذكر ضابط ما يُخبَر به عن الله تعالى، ذكر مثالا على ذلك، فقال: (مثل اسم شيء، وذات ...) إلخ فهل يَفهم منه طالبُ علمٍ شمَّ رائحة العلم أنَّه يريد بقوله (مثل اسم) أنَّه اسمٌ مِن أسماء الله تعالى، وهو يقرِّر أنَّه مِن الأخبار؟! حاشا وكلَّا.
من (الرجوع عن الخطأ بين أئمة السلف وأدعياء الخلف -الدكتور جمعة أنموذجا-)
فشيخ الإسلام لمَّا ذكر ضابط ما يُخبَر به عن الله تعالى، ذكر مثالا على ذلك، فقال: (مثل اسم شيء، وذات ...) إلخ فهل يَفهم منه طالبُ علمٍ شمَّ رائحة العلم أنَّه يريد بقوله (مثل اسم) أنَّه اسمٌ مِن أسماء الله تعالى، وهو يقرِّر أنَّه مِن الأخبار؟! حاشا وكلَّا.
من (الرجوع عن الخطأ بين أئمة السلف وأدعياء الخلف -الدكتور جمعة أنموذجا-)
👍7