بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه قناة رغبنا بإنشائها رجاء إستفادت كل من انضم إلينا منها وسيكون موضوعها مما تدعو الحاجة إليه وإلى بيانه وايضاحه ألا هو ما لا يسع المرء جهله وما لا يستقيم دين المرء إلا به ويتخلل ذلك بعض ما يتعلق بفقه المناسبات وتكون مرفقة ببعض النصائح والتوجيهات والإرشادات
وأسوتنا وقدوتنا في هذا رسولنا الكريم ونبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ويلزم من هذا وينبغي أن كل من اقتدى وتأسى به أن يسير على هديه وطريقته وأن يبدأ بما بدأ به
وإننا من هذا المنبر نرحب بكل من انضم إلينا واشترك معنا
ونقول لهم حللتم أهلا ونزلتم سهلا طبتم وطاب ممشاكم وتبوءتم من الجنة مقعدا
هذا ونسأل من الله لنا ولكم العون والسداد والتوفيق والرشاد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه قناة رغبنا بإنشائها رجاء إستفادت كل من انضم إلينا منها وسيكون موضوعها مما تدعو الحاجة إليه وإلى بيانه وايضاحه ألا هو ما لا يسع المرء جهله وما لا يستقيم دين المرء إلا به ويتخلل ذلك بعض ما يتعلق بفقه المناسبات وتكون مرفقة ببعض النصائح والتوجيهات والإرشادات
وأسوتنا وقدوتنا في هذا رسولنا الكريم ونبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ويلزم من هذا وينبغي أن كل من اقتدى وتأسى به أن يسير على هديه وطريقته وأن يبدأ بما بدأ به
وإننا من هذا المنبر نرحب بكل من انضم إلينا واشترك معنا
ونقول لهم حللتم أهلا ونزلتم سهلا طبتم وطاب ممشاكم وتبوءتم من الجنة مقعدا
هذا ونسأل من الله لنا ولكم العون والسداد والتوفيق والرشاد
M163_matwiat_com (5) (5).pdf
2.2 MB
مطوية فضل عشر من ذي الحجة
أحكام عيد الأضحى المبارك
أحكام الأضحية
أحكام عيد الأضحى المبارك
أحكام الأضحية
حكم شراء الأضاحي عبر تطبيقات في الجوال دون تعيين المضحّى عنه
السؤال :
هناك تطبيقات في أجهزة الهواتف الذكيَّة تَتْبَع لمؤسسات يتم شراء الأضاحي عن طريقها، بحيث يُعرض خيارات؛ كعدد الأضاحي المطلوبة، ووقت الذبح، في اليوم الأول من العيد، أو الثاني، أو الثالث، مع بيان الأسعار، فكثير من الناس يطلب عددًا من الأضاحي بهذه الطريقة، وهي طريقة ذائعة الآن.
والسؤال: عن كون تلك الأضاحي المطلوبة غير مُعيَّنة بالنسبة لأصحاب هذه الأضاحي، فهل يصح ذلك، وفي حال كونه لا يسوغ، فما التوجيه لتصحيح ذلك؟ كما لو كان هناك أرقام تسلسلية، بحيث يَعرف كلُّ واحد أضحيته مثلًا.
الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد؛ أما بعد:
فإن ذبح الأضاحي عبادة سنَّها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الله بها في قوله سبحانه: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، والنيَّة شرطٌ في جميع العبادات؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم: إنَّما الأعمال بالنِّيات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى [1] ، فلا بد مِن النيَّة في الأضحية: نيَّةِ التقرب إلى الله، وهذه حقيقة الإخلاص، ونيَّةِ المتقرَّب به، فلا يتحقق التقرُّب بشيء من المال إلا بقصد التقرُّب به، ويشمل ذلك تعيين المتقرَّب به، ونوع القربة؛ أضحيةً -مثلا- أو عقيقةً أو هديًا، أو زكاة أو صدقةَ تطوُّع، وقد نصَّ الفقهاء -رحمهم الله- على أنه لابد في الأضحية وغيرها من التَّعيين، وذكروا ما يحصل به التَّعيين من قول أو فعل؛ كقول المضحِّي: هذه أضحية، أو يشتريها بنيَّة أن يضحِّي بها، [2] والحاصل أنَّه لابد من تعيين المضحَّى به، وذلك يشمل تعيين المضحَّى به، وتعيين المضحَّى عنه، فينوي أن هذه أضحية، وأنها أضحية عن فلان، والطريقة المذكورة في التطبيق الوارد في السؤال يفُوت فيها تعيين المضحَّى عنه؛ فعشر ضحايا عن عشرة لابد من نيَّة كلِّ أضحية عن واحد معيَّن منهم، وهذا لا يتحقق إلا بأن يقال: هذه أضحية فلان، وإلا كانت كلُّ واحدةٍ مشتركةً بين الجميع، والأضحية لا يصح فيها الاشتراك في الملك. [3]
ولي تجربة للسَّلامة من هذا الإشكال؛ فقد كنتُ أبعث أضاحي من عندنا إلى من يقبل التوكيل في بعض البلاد الإسلامية؛ فعرَض لي هذا الإشكال، فبدا لي للتخلص من هذا أن نرسل بقائمة أصحاب الأضاحي مرقَّمةً؛ لكل واحد رقم يخصُّه، وطلبتُ من الوكيل المتعهِّد أن يعيَّن تلك الأضاحي بوضع الأرقام عليها، من غير مراعاة الترتيب عند ذبحها، فالأضحية رقم (1) تكون عن الشخص الذي رقمه (1) في البيان، وهكذا، وهذه الطريقة تحقق تعيين صاحبِ كلِّ أضحية، فينبغي إرشاد الذين يعملون بالتطبيق إلى هذا الحل، ويبيَّن لهم أنه لا ينبغي التهاون في هذا الأمر؛ لأن تعيين صاحب كلِّ أضحية لا بد منه. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في 2 رجب 1443 هـ
↑1أخرجه البخاري (1)- واللفظ له-، ومسلم (1907) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.↑2ينظر: المجموع شرح المهذب (8/401)، والمغني (13/377).↑3مراد شيخنا -حفظه الله-: الاشتراك في الشاة بخلاف البقر والإبل فيصح التشريك في الملك إلى سبعة. وينظر: المغني (13/392)، والشرح الممتع (7/428).
السؤال :
هناك تطبيقات في أجهزة الهواتف الذكيَّة تَتْبَع لمؤسسات يتم شراء الأضاحي عن طريقها، بحيث يُعرض خيارات؛ كعدد الأضاحي المطلوبة، ووقت الذبح، في اليوم الأول من العيد، أو الثاني، أو الثالث، مع بيان الأسعار، فكثير من الناس يطلب عددًا من الأضاحي بهذه الطريقة، وهي طريقة ذائعة الآن.
والسؤال: عن كون تلك الأضاحي المطلوبة غير مُعيَّنة بالنسبة لأصحاب هذه الأضاحي، فهل يصح ذلك، وفي حال كونه لا يسوغ، فما التوجيه لتصحيح ذلك؟ كما لو كان هناك أرقام تسلسلية، بحيث يَعرف كلُّ واحد أضحيته مثلًا.
الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد؛ أما بعد:
فإن ذبح الأضاحي عبادة سنَّها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الله بها في قوله سبحانه: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، والنيَّة شرطٌ في جميع العبادات؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم: إنَّما الأعمال بالنِّيات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى [1] ، فلا بد مِن النيَّة في الأضحية: نيَّةِ التقرب إلى الله، وهذه حقيقة الإخلاص، ونيَّةِ المتقرَّب به، فلا يتحقق التقرُّب بشيء من المال إلا بقصد التقرُّب به، ويشمل ذلك تعيين المتقرَّب به، ونوع القربة؛ أضحيةً -مثلا- أو عقيقةً أو هديًا، أو زكاة أو صدقةَ تطوُّع، وقد نصَّ الفقهاء -رحمهم الله- على أنه لابد في الأضحية وغيرها من التَّعيين، وذكروا ما يحصل به التَّعيين من قول أو فعل؛ كقول المضحِّي: هذه أضحية، أو يشتريها بنيَّة أن يضحِّي بها، [2] والحاصل أنَّه لابد من تعيين المضحَّى به، وذلك يشمل تعيين المضحَّى به، وتعيين المضحَّى عنه، فينوي أن هذه أضحية، وأنها أضحية عن فلان، والطريقة المذكورة في التطبيق الوارد في السؤال يفُوت فيها تعيين المضحَّى عنه؛ فعشر ضحايا عن عشرة لابد من نيَّة كلِّ أضحية عن واحد معيَّن منهم، وهذا لا يتحقق إلا بأن يقال: هذه أضحية فلان، وإلا كانت كلُّ واحدةٍ مشتركةً بين الجميع، والأضحية لا يصح فيها الاشتراك في الملك. [3]
ولي تجربة للسَّلامة من هذا الإشكال؛ فقد كنتُ أبعث أضاحي من عندنا إلى من يقبل التوكيل في بعض البلاد الإسلامية؛ فعرَض لي هذا الإشكال، فبدا لي للتخلص من هذا أن نرسل بقائمة أصحاب الأضاحي مرقَّمةً؛ لكل واحد رقم يخصُّه، وطلبتُ من الوكيل المتعهِّد أن يعيَّن تلك الأضاحي بوضع الأرقام عليها، من غير مراعاة الترتيب عند ذبحها، فالأضحية رقم (1) تكون عن الشخص الذي رقمه (1) في البيان، وهكذا، وهذه الطريقة تحقق تعيين صاحبِ كلِّ أضحية، فينبغي إرشاد الذين يعملون بالتطبيق إلى هذا الحل، ويبيَّن لهم أنه لا ينبغي التهاون في هذا الأمر؛ لأن تعيين صاحب كلِّ أضحية لا بد منه. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في 2 رجب 1443 هـ
↑1أخرجه البخاري (1)- واللفظ له-، ومسلم (1907) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.↑2ينظر: المجموع شرح المهذب (8/401)، والمغني (13/377).↑3مراد شيخنا -حفظه الله-: الاشتراك في الشاة بخلاف البقر والإبل فيصح التشريك في الملك إلى سبعة. وينظر: المغني (13/392)، والشرح الممتع (7/428).
الموقع الرسمي لـفضيلة الشيخ عبدالرحمن ناصر البراك
حكم شراء الأضاحي عبر تطبيقات في الجوال دون تعيين المضحّى عنه - الموقع الرسمي لـفضيلة الشيخ عبدالرحمن ناصر البراك
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
فضل يوم عرفة وأحكامه_ معالي الشيخ صالح الفوزان
حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة هل هو خاص بأهل عرفة أو هو عام لجميع المسلمين
السؤال :
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (خيرُ الدّعاء دعاءُ يوم عرفة) [1] ، هل هو خاصّ بأهل عرفة مِن الحجاج ، أو هو عام لجميع المسلمين في جميع الأقطار ؟ جزاكم الله خيرًا .
↑1 أخرجه بهذا اللفظ: أحمد (6961)، والترمذي (3585) من طريق حماد بن أبي حُميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حُميد هو محمد بن أبي حُميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث". وقال الحافظ في التلخيص (2/ 547): " وفي إسناده حماد بن أبي حميد وهو ضعيف".
وله شاهد مرسل من حديث طلحة بين عبيد الله بن كريز: أخرجه مالك في الموطأ (2/ 300) برقم: (726 / 239) – ومن طريقه البيهقي في سننه الكبير (4/ 470) برقم (8391)-، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4 / 378) برقم: (8125) من طريق زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مرسلًا. ولفظه: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة". وهذا إسناد مرسل صحيح، كما قال الألباني في "الصحيحة" (4/6) برقم (1503)، وقد وصله ابن عدي في الكامل (4/1600)، والبيهقي في الشعب (3778) من طريق عبد الرحمن بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن سُميٍّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. قال ابن عدي: "وهذا منكر عن مالك، عن سُميٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف". وقال البيهقي: "هكذا رواه أبو عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه، إنما رواه مالك في الموطأ مرسلًا".
وللحديث شاهد آخر من حديث علي: أخرجه الطبراني في الدعاء (874) من طريق قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي مرفوعًا. قال الألباني: "وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات غير قيس بن الربيع فهو سيء الحفظ، فحديثه حسن بماله من الشواهد". وأخرجه البيهقي في سننه الكبير (5/ 190) برقم (9475) من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكره. قال البيهقي: "تفرد به موسى بن عبيدة وهو ضعيف ولم يدرك أخوه عليا رضي الله عنه". وينظر: الصحيحة" (4/6) برقم (1503).
الحمدُ لله ، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أمَّا بعد:
فإنَّ أخصَّ خصائص يوم عرفة هو الوقوفُ بعرفة الذي هو الرّكنُ الأعظمُ مِن أركان الحج ، وهو الذي استفاضت الأحاديثُ في فضله وفضل أهل الموقف ، كما جاء في صحيح مسلم [1] عن عائشة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (ما مِنْ يومٍ أكثرُ من أن يَعْتِقَ الله فيه عبدًا مِن النار مِن يوم عَرَفَة، وإنه لَيَدْنو يَتَجَلَّى، ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟) ، وهذا صريح الدلالة بأنَّ الوعد بالعتق مِن النَّار وإجابة الدّعاء المناسب لذكر الدنو ، الذي هو مِن نوع النزول الإلهي ثلثَ الليل الآخر مِن كلِّ ليلة ، لكنَّ النزول الإلهي كلّ ليلةٍ عامٌّ لكلّ المسلمين مَن كان منهم داعيًا في ذلك الوقت ، وأما دنو الرَّب تعالى عشية عرفة فهو مختصٌّ بأهل الموقف ؛ فما اقتضاه الحديث مِن العتق مِن النار وإجابة الدعاء ، هو مختصٌّ بِمَن قَبِل اللهُ عملَهُ مِن أهل الموقف ؛ ولهذا لا يذكر أهلُ العلم حديثَ: (خيرُ الدّعاءِ دعاءُ يومِ عرفة) إلا عند ذكر الوقوف بعرفة، ولا يذكره أحدٌ في فضائل الأيام مطلقًا.
وعليه: فهذا الحديث المسؤول عنه -والله أعلم- مختصٌّ بأهل الموقف مِن الحجاج ، تقبَّل الله منهم ، ورزقنا سبحانه مِن فضله ، ولكنَّ الله عز وجل تفضَّل على أهل سائر الأقطار بفضيلةٍ في هذا اليوم ، وهي صيامُه ، فهو لهم دون أهل عرفة ، فقد سُئل -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن صوم يوم عرفة ، فقال: (يكفِّرُ السَّنةَ الماضية والباقية) رواه مسلم [2] . والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمَّد .
أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في السابع من ذي الحجة لعام 1439هـ
↑1 برقم (1348). ↑2 برقم (1162).
السؤال :
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (خيرُ الدّعاء دعاءُ يوم عرفة) [1] ، هل هو خاصّ بأهل عرفة مِن الحجاج ، أو هو عام لجميع المسلمين في جميع الأقطار ؟ جزاكم الله خيرًا .
↑1 أخرجه بهذا اللفظ: أحمد (6961)، والترمذي (3585) من طريق حماد بن أبي حُميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حُميد هو محمد بن أبي حُميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث". وقال الحافظ في التلخيص (2/ 547): " وفي إسناده حماد بن أبي حميد وهو ضعيف".
وله شاهد مرسل من حديث طلحة بين عبيد الله بن كريز: أخرجه مالك في الموطأ (2/ 300) برقم: (726 / 239) – ومن طريقه البيهقي في سننه الكبير (4/ 470) برقم (8391)-، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4 / 378) برقم: (8125) من طريق زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مرسلًا. ولفظه: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة". وهذا إسناد مرسل صحيح، كما قال الألباني في "الصحيحة" (4/6) برقم (1503)، وقد وصله ابن عدي في الكامل (4/1600)، والبيهقي في الشعب (3778) من طريق عبد الرحمن بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن سُميٍّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. قال ابن عدي: "وهذا منكر عن مالك، عن سُميٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف". وقال البيهقي: "هكذا رواه أبو عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه، إنما رواه مالك في الموطأ مرسلًا".
وللحديث شاهد آخر من حديث علي: أخرجه الطبراني في الدعاء (874) من طريق قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي مرفوعًا. قال الألباني: "وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات غير قيس بن الربيع فهو سيء الحفظ، فحديثه حسن بماله من الشواهد". وأخرجه البيهقي في سننه الكبير (5/ 190) برقم (9475) من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكره. قال البيهقي: "تفرد به موسى بن عبيدة وهو ضعيف ولم يدرك أخوه عليا رضي الله عنه". وينظر: الصحيحة" (4/6) برقم (1503).
الحمدُ لله ، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أمَّا بعد:
فإنَّ أخصَّ خصائص يوم عرفة هو الوقوفُ بعرفة الذي هو الرّكنُ الأعظمُ مِن أركان الحج ، وهو الذي استفاضت الأحاديثُ في فضله وفضل أهل الموقف ، كما جاء في صحيح مسلم [1] عن عائشة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (ما مِنْ يومٍ أكثرُ من أن يَعْتِقَ الله فيه عبدًا مِن النار مِن يوم عَرَفَة، وإنه لَيَدْنو يَتَجَلَّى، ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟) ، وهذا صريح الدلالة بأنَّ الوعد بالعتق مِن النَّار وإجابة الدّعاء المناسب لذكر الدنو ، الذي هو مِن نوع النزول الإلهي ثلثَ الليل الآخر مِن كلِّ ليلة ، لكنَّ النزول الإلهي كلّ ليلةٍ عامٌّ لكلّ المسلمين مَن كان منهم داعيًا في ذلك الوقت ، وأما دنو الرَّب تعالى عشية عرفة فهو مختصٌّ بأهل الموقف ؛ فما اقتضاه الحديث مِن العتق مِن النار وإجابة الدعاء ، هو مختصٌّ بِمَن قَبِل اللهُ عملَهُ مِن أهل الموقف ؛ ولهذا لا يذكر أهلُ العلم حديثَ: (خيرُ الدّعاءِ دعاءُ يومِ عرفة) إلا عند ذكر الوقوف بعرفة، ولا يذكره أحدٌ في فضائل الأيام مطلقًا.
وعليه: فهذا الحديث المسؤول عنه -والله أعلم- مختصٌّ بأهل الموقف مِن الحجاج ، تقبَّل الله منهم ، ورزقنا سبحانه مِن فضله ، ولكنَّ الله عز وجل تفضَّل على أهل سائر الأقطار بفضيلةٍ في هذا اليوم ، وهي صيامُه ، فهو لهم دون أهل عرفة ، فقد سُئل -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن صوم يوم عرفة ، فقال: (يكفِّرُ السَّنةَ الماضية والباقية) رواه مسلم [2] . والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمَّد .
أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في السابع من ذي الحجة لعام 1439هـ
↑1 برقم (1348). ↑2 برقم (1162).
الموقع الرسمي لـفضيلة الشيخ عبدالرحمن ناصر البراك
حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة هل هو خاص بأهل عرفة أو هو عام لجميع المسلمين - الموقع الرسمي لـفضيلة الشيخ عبدالرحمن ناصر البراك