Telegram Web Link
*س/ هل من تنبيهات قبل التوجه للحج؟*

ج/ الحج عبادة عظيمة وطاعة جليلة وأحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو طريق لأن يعود الإنسان طاهراً من الذنوب كما ولدته أمه، وهنالك جملة من التنبيهات قبل الذهاب للحج وأثناء الذهاب يمكن إجمالها فيما يلي:

1️⃣ أولاً: يجب إخلاص النية لله في هذا العمل العظيم، وبخاصة من تكرر منه الحج، فلا يكون همّه المفاخرة والمباهاة بعدد حجاته وعمراته، بل يكون المقصود هو العبودية لله والتقرب إليه قال تعالى: *{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}* [البينة: 5]، وقال تعالى: *{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}* [الكهف: 110]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»*.

2️⃣ ثانياً: تجديد التوبة والتحلل من مظالم العباد، والإقبال على العبادة بنفس طيبة وقلب طاهر؛ لتحقق هذه العبادات ثمرتها من تكفير السيئات ورفعة الدرجات قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}* [التحريم: 8]، وقال تعالى: *{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* [النور: 31]. فيقلع عن المعصية ويندم على فعلها ويعزم أن لا يعود إليها قال تعالى: *{وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}* [الحجرات: 11]، وإن كانت متعلقة بحق آدمي تحلل منه وأعاد حقه ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ»*، ومن ذلك قضاء المستطيع الديون الحالة وجوباً، والمؤجلة استحباباً، وما كان مؤجلاً يوثقه بشكل واضح وبيّن؛ فإن أمر الدَّين عظيم والاستهانة به خطيرة.

3️⃣ ثالثاً: كتابة الوصية، أو تجديدها إن كانت مكتوبة وتحتاج لتجديد ففي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ* (لا ينبغي له وليس من حقه) *لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ*، (مال يمكن أن يوصي بجزء منه) *يَبيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»* أي: في مكان قريب يسهل الحصول عليها بعد الموت. هَذَا لفظ البخاري. وفي روايةٍ لمسلمٍ: *«يَبِيتُ ثَلاَثَ لَيَالٍ»* قَالَ ابن عمر رضي الله عنهما: مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ إِلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي. فيوضح في الوصية ماله وما عليه.

4️⃣ رابعاً: وجوب تحري النفقة الحلال، وتطهير المأكل والمشرب والكسب من أي مال حرام ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *"أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51] وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟"*. فالكسب الحرام يمنع إجابة الدعاء.

5️⃣ خامساً: ينبغي الحرص على تعلم أحكام المناسك والسؤال عنها حتى يعبد الله على بصيرة، قال تعالى: *{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}* [النحل: 43]، وفي المتفق عليه عن مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ...»*.
6️⃣ سادساً: ليحرص على مرافقة من يعينه على اغتنام وقته وحفظ زمانه، رفقة تعينه على الخير إن ذكر، ويذكّرونه إن نسي ففي سنن أبي داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *«لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ»*، ولتحرص الرفقة على أن يكون معهم من عنده بصيرة في الأحكام الشرعية؛ للاستفادة منه.

7️⃣ سابعاً: تجب المحافظة على الواجبات وفي مقدمتها الصلاة، كما ينبغي الحرص على الازدياد من الخير واستغلال الوقت فيما ينفع ويفيد، والمحافظة على الأذكار، ومن ذلك أذكار السفر والتأدب بآدابه، ويدعو لأهله وجيرانه وأحبابه عند توديعهم وفي سفره، ويكثر من دعاء الله والتضرع إليه بطلب الخير والفلاح، وعدم الغفلة عن تلاوة كتابه وتدبر معانيه.

8️⃣ ثامناً: ينبغي الحرص على حسن التعامل مع رفقائه في السفر وسائر من يلقاه، والاستمساك بالرفق والصبر، والبعد عن الفظاظة والقسوة.

9️⃣ تاسعاً: ينبغي الحرص على نفع الآخرين بما يستطيع، وإعانة من يحتاج إلى إعانة من ضعيف أو كبير سن ونحوهم ففي المتفق عليه عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»*.

🔟 عاشراً: ليحرص الشخص على الاستغناء عما في أيدي الناس والتعفف عن سؤالهم ففي المتفق عليه عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ»*.

1️⃣1️⃣ الحادي عشر: يجب البعد عن كل ما يخدش حجه، والحذر من سائر الذنوب والمعاصي، والبعد عن أي أذية لأي أحد قال تعالى: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}* [البقرة: 197].

2️⃣1️⃣الثاني عشر: ليستشعر الإنسان عظمة المكان الذي هو متجه إليه؛ فيغتنم مدة بقائه فيه، وعظمة الأعمال التي سيقوم بها؛ فيقوم بها على أكمل وجه، سائلاً ربه التوفيق والقبول والسداد.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*س/ ما هي فضائل الحج ومنافعه؟*

ج/ الحج هو أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو واجب على كل مستطيع في عمرة مرة واحدة كما هو معلوم، وفي الحج فضائل عظيمة ومنافع كثيرة ففيه مغفرة الذنوب ففي المتفق عليه واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»*، وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: *«أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا؟ وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟»*،

وهو طريق موصل لرضوان الله والجنة ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ»*،

وهو من أحب الأعمال إلى الله ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: *«إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»*. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: *«الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»* قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: *«حَجٌّ مَبْرُورٌ»*،

وهو سبب لسعة الرزق وذهاب الفقر ففي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ»*،

وهو سبب لاستجابة الدعاء ففي سنن ابن ماجه بسند حسن عنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ، وَفْدُ اللَّهِ، دَعَاهُمْ، فَأَجَابُوهُ، وَسَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمْ»*،

هذا غير ما يُرجى من المغفرة العظيمة والعتق من النار بوقوف عرفة، وما يحصل له من أجور التلبية والذكر، ومضاعفة الصلاة في المسجد الحرام، وأجر الطواف والسعي ورمي الجمار، والحلق وسائر مناسك هذه العبادة ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ لِابْنِ عُمَرَ مَا لِي لَا أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«إِنَّ اسْتِلَامَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا»*. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: *«مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا يُحْصِيهِ*، أي سبع مرات، *وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ»*. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: *«مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا، وَلَا وَضَعَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ»*، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ، أَوْ شَجَرٍ، أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا»*،

والحج من أعظم العبادات في تحقيق التأثير السلوكي على المستوى الخاص والعام بتحقيق التوحيد لله، وتوحيد الكلمة، والإحساس بالشعور الأخوي مع كافة المسلمين، وتذكر الآخرة بهذا الجمع العظيم، وعند التجرد من الثياب، ولبس ثياب واحدة، وتعلم الصبر والسعي في نفع الآخرين، وحصول غير ذلك من المنافع التي أودعها الله في هذه العبادة العظيمة قال تعالى: *{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 27، 28].

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*س/ ما هو الفضل في صيام أيام البيض؟ وفي أي أيام الشهر تكون أفضل؟*

ج/📝 صوم أيام البيض في الشهر كالتطوع بصوم الشهر كاملاً، ومن فعل ذلك كل شهر فكأنما تطوع بصيام الدهر ففي المتفق عليه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ»*،

وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " *مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ*، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: *{مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}* [الأنعام: 160] اليَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ"،

📝 ومن فضلها أن صومها يذهب قسوة الصدر وما يحصل له من كدر فقد روى النسائي بسند صحيح عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*.

📝 وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صيامها ويوصي بذلك ففي المتفق عليه واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: *«صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»*، وفي صحيح مسلم عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ: أوصاني حَبِيبي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ لَنْ أدَعَهُنَّ مَا عِشتُ: *«بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وبِأنْ لا أنَامَ حَتَّى أُوتِرَ»*.

📝 والأفضل أن يصومها في أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كما ورد في بعض الأحاديث فقد روى أبو داود وابن ماجه بسند صحيح عَنْ قتادة بن مِلْحَانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ *«هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ»*، وروى الترمذي والنسائي بسند حسن عن أبي ذر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ»*.

📝 ولا مانع من صومها في غير الأيام المذكورة في أول الشهر أو وسطه أو آخره متتابعة أو متفرقة لإطلاق كثير من الأحاديث ففي صحيح مسلم عن مُعَاذَة الْعَدَوِيَّة أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: *«أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟» قَالَتْ: «نَعَمْ»، فَقُلْتُ لَهَا: «مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟» قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ»*،

◀️ فمن أمكنه صومها وسط الشهر فهو أفضل، وإلا صامها حيث يتيسر له من أيام الشهر، فلنحرص على الصيام والدعاء لأنفسنا وبلدنا وسائر بلاد المسلمين، وأن ينصر المجاهدين في غزة وفلسطين، ويهزم اليهود المعتدين، ومن ساندهم من سائر المجرمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ من اقترض مبلغاً من المال ليحج فهل حجه صحيح؟*

ج/ نعم الحج صحيح، ولكن الله لم يوجبه إلا على المستطيع كما قال تعالى: *{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}* [آل عمران: 97]، ويدخل في الاستطاعة القدرة المالية بأن يملك من المال ما يكفيه لحجه، ويكفي لنفقة من يعولهم مدة غيابه، ومن لم يكن كذلك فلا يلزمه الحج، ولا يلزمه أن يقترض لذلك،

فالإنسان لا يستهين بأمر الحج ويماطل ويسوّف مع وجود القدرة لديه، وكذلك لا يشق على نفسه بالاستدانة من الناس أو التعرّض لمسألتهم لأجل أمر هو معذور شرعاً في تركه، ولكن لو اقترض فحج فحجه صحيح، مع وجوب حرصه وسعيه في سداد القرض.

سائلاً الله أن ييسر للجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
(دورة علمية لمدة أسبوعين ابتداء من نصف شهر ذي القعدة إلى نهايته، كل يوم درس علمي بما لا يزيد على عشر دقائق) حول: "أحكام العشر" يتم من خلالها بيان أحكام الأشهر الحرم، وأحكام الأضحية، وفضائل عشر ذي الحجة، وأحكام يوم عرفة، وأحكام يوم النحر، وأحكام صلاة العيد، وأحكام أيام التشريق.
وسيتم النشر على قناة التليجرام والواتس.

رابط قناة التليجرام
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
رابط قناة الواتس

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الأول: يوم الخميس 15/ ذو القعدة / 1445هـ.

*الدرس الأول: خير الأشهر الحرم*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: نعمة مواسم الطاعة. إن من نعمة الله تعالى على عباده أن يسَّر لهم مواسم للخيرات وأكرمهم بأوقات لمضاعفة أجور الطاعات ورفعة الدرجات، كيوم الجمعة في أيام الأسبوع فهو خير يوم طلعت عليه الشمس، وكليلة القدر في ليالي العام فهي خير من ألف شهر، وكشهر رمضان بين الشهور فهو شهر الخيرات والبركات، وكعشر ذي الحجة في أيام العام فهي أفضل أيام الدنيا في العبادة والطاعة، وفيها يوم عرفة ويوم النحر، وهكذا نوّع الله مواسم الخير تفضلاً على عباده؛ مما يستلزم أن نشكر الله على ذلك بالاجتهاد في هذه المواسم في طاعة الله والإقبال عليه والتزود من أنواع البر؛ والحرص على كسب أكبر قدر من الحسنات.

*ثانياً*: من مواسم الخير الأشهر الحرم وهي ذو القَعدة وذو الحِجَّة والمحرَّم ورجب ففي المتفق عليه عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»*.

*ثالثاً*: من مزاياها النص على حرمتها وشرَفِها في كتابه الكريم، وأن رعاية حرمتها هو من الاستقامة على الدين والشريعة حيث قال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36].

*رابعاً*: الطاعة وعمل الخير في الأشهر الحرم أعظم وأفضل عند الله، والمعصية والظلم أسوأ وأقبح؛ فهي إنما سميت بالحرم لزيادة حرمتها قال تعالى: *{فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]، وقال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ}* [المائدة: 2].

*خامساً*: هذه الأشهر هي زمن قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرة فيها فقد اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ، وشهر القعدة هو الشهر الذي واعد الله فيه موسى عليه السلام كما في قَوْلِهِ تَعَالَى: *{وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ}* [الْأَعْرَافِ: 142] قِيلَ إِنَّهَا: ذُو الْقِعْدَةِ بِكَمَالِهِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ.

*سادساً*: فيها شهر محرم الذي أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله إضافة تشريف وتكريم، والتطوع فيه بالصيام يفضل التطوع في غيره من الأشهر ففي صحيح مسلم عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، ...»*، كما يشتمل على يوم عاشوراء الذي صومه يكفر ذنوب سنة كاملة.

*سابعاً*: فيها شهر ذي الحجة وهو الشهر المشتمل على أفضل أيام الدنيا، وفيه تقع كل أعمال الحج.

*ثامناً*: في الأشهر الحرم يوم عرفة ويوم النحر ويوم القَّر وأيام التشريق، وهي من أعظم الأيام عند الله وعيد أهل الإسلام.

*تاسعاً*: إن تعظيم هذه الأشهر هو من تعظيم شعائر الله وحرماته وقد قال تعالى: *{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}* [الحج: 30]، وقال تعالى: *{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32]، فينبغي أن يكون ذلك دافعاً للإنسان للحفاظ على الواجبات واجتناب المحرمات وترك السوء والمنكرات، والقيام بحقوق الله وحقوق الناس.

وفق الله الجميع.
-------------
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*(دروس فقه العشر)*
*الدرس الأول: وفيه:*

بيان حكمة مواسم الخيرات، وما ينبغي تجاهها.
وبيان الأشهر الحرم.
وما تميّزت به على وجه العموم والخصوص.
وبيان مكانتها في القرآن والسنة،
ولماذا سميت بالحرم، والإشارة إلى أفضلية عبادات فيها، وماذا تختلف الطاعة أو المعصية فيها عن غيرها من الأشهر؟
وما ذا ينبغي أن يترتب على ذلك؟

وفق الله الجميع.
________
رابط الدرس:
https://youtu.be/4yPwGafdP6I
*(دروس فقه العشر)*
الدرس الثاني: وفيه:
بيان الأضحية، ولم سميت بهذا الاسم؟
وبيان حكم الأضحية
والحكمة منها
والوصف المطلوب فيها
وفق الله الجميع.
_
https://youtu.be/4w__EEwv0_8
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*.
🖋 د. بندر الخضر.
اليوم الثاني: يوم الجمعة 16/ ذو القعدة / 1445هـ.
الدرس الثاني: *تعريف الأضحية وبيان حكمها*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: تعريف الأضحية لغة واصطلاحاً: لغة: اسم لما يضحى به، أي: يذبح أيام عيد الأضحى.

اصطلاحاً: هي ما يُذبَح من بهيمة الأنعام من الإبل أو البقر أو الغنم في يوم النحر وأيام التشريق تقرباًّ إلى الله تعالى بنية الأضحية.

وسميت بهذا الاسم نسبة لوقت الضحى؛ لأنه الوقت المشروع لبداية الأضحية.

*ثانياً*: حكم الأضحية: مشروعة بعموم الكتاب وصريح السنة والإجماع. قال تعالى: *{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}* [الكوثر: 2]، وقال تعالى: *{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* [الحج: 36]، وفي المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
ولا خلاف في كون الأضحية من شرائع الدين.

وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة، وبَّوب الإمام البخاري في صحيحه: "باب سنة الأضحية" ثم قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما: هي سنة ومعروف.

وبعض العلماء أوجبها فلا ينبغي لقادر تركها والرغبة عما ورد فيها من أجر وفضل.

*ثالثاً*: الحكمة من الأضحية.
في مشروعية الأضحية حكم كثيرة منها: التقرب إلى الله تعالى بها، وإحياء سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، والتوسعة على العيال يوم العيد وأيام التشريق، وإدخال الفرحة على الفقراء والمساكين، وشكر الله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.

*رابعاً*: تعظيم أمر الأضحية. ينبغي العناية بها فهي من شعائر الإسلام وقد قرنها الله في كتابه بالصلاة.

وإن العناية باختيارها من تعظيم شعائر الله قال تعالى: *{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: تعظيمها: استسمانها واستحسانها. فيختار الأفضل والأسمن، وأخرج البخاري معلقاً ووصله أبو نعيم في مستخرجه عن أبي أمامة بن سهل رضي الله عنه قال: *"كنا نسمِّن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمّنون"*. وعند ابن ماجه وأحمد بسند صحيح ما جاء في وصف الكبشين من قول عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما: *"سمينين"*.

ومن تعظيمها: إظهارها؛ ولذلك فذبحها أفضل من الصدقة بثمنها، فالإنسان يحرص على تعظيم شعائر الله.

يتبع ....

سائلاً الله أن يتقبل من الجميع.

___
رابط قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
رابط قناة التليجرام.
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*(دروس فقه العشر)*
الدرس الثالث:
*"شروط الأضحية"* وفيه :
بيان ممّ تكون؟
وسنها المعتبر شرعاً،
وبيان العيوب المانعة من الإجزاء،
وبيان وقت الذبح ابتداءً وانتهاءً.
وفق الله الجميع.
___
رابط الدرس: https://youtu.be/DnqXS4wB5ak
*《برنامج فقه الحج》*
*للدكتور بندر الخضر*

فقه الحج في دروس قصيرة بأسلوب مبسط يجمع ببن المسائل والدلائل ويجيب عن كثير من الإشكالات التي تقع للحجاج ويكثر السؤال عنها..

◀️ الدرس الأول: *مسائل في حكم الحج:*
https://youtu.be/qn1T_TuJIBk

◀️ الدرس الثاني: *فضائل الحج:*
https://youtu.be/SLAGQ9GdtEg

◀️الدرس الثالث:*شروط الحج:*
https://youtu.be/sNBmTsDccuQ

◀️ الدرس الرابع: *تنبيهات مهمة لقاصد الحج:*
https://youtu.be/ZcVukr4duNs

◀️ الدرس الخامس: *أحكام الميقات:*
https://youtu.be/V_mjBmVqJC0

◀️ الدرس السادس: *أحكام الإحرام:*
https://youtu.be/OfbEvy1sEnA


◀️ الدرس السابع: *محظورات الإحرام:*
https://youtu.be/SmZkNac6pa8

◀️ الدرس الثامن: *أعمال أول أيام الحج (يوم التروية)*
https://youtu.be/p4Dnva9mEN8

◀️ الدرس التاسع: *أعمال يوم عرفة وليلة العيد*
https://youtu.be/qAsMwRR5jO4

◀️ الدرس العاشر: *أعمال يوم النحر (يوم العيد)*
https://youtu.be/ZG4PbjHmUMQ

◀️ الدرس الحادي عشر: *أعمال أيام التشريق وختام الحج:*
https://youtu.be/6CTptT0gPKc

أعمال زيارة المدينة النبوية.
https://youtu.be/-AapTkKcDis
*《دروس فقه العشر》*
الدرس الرابع:
*"بيان أحكام في ذبح الأضحية وتوزيعها"*

ببيان حكم امتناع المضحي عن الأخذ من الشعر والظفر بعد دخول شهر ذي الحجة وهل يترتب على ذلك شيء
وبيان عدد من تجزئ عنهم البدنة والبقرة والشاة
وبيان ما يُشرَع عند ذبح الأضحية
والأفضل في الذبح
وآلة الذبح
وحكم بيع شيء منها أو إعطاء الجزار
وماذا يستحب في توزيعها؟.

وفق الله الجميع.
_____________
رابط الدرس:
https://youtu.be/ROjuv0ur7cw
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 11445هـ.*
د. بندر الخضر.
اليوم الرابع: يوم الأحد 18/ ذو القعدة /
الدرس الرابع: *بيان أحكام في ذبح الأضحية وتوزيعها*، هنالك بعض المسائل المتعلقة بذبح الأضحية وتوزيعها التي يحسن بيانها وهي كالتالي:

*أولاً*: يُشرع للمضحي الامتناع عن الأخذ من الشعر والظفر بعد دخول شهر ذي الحجة حتى يذبح الأضحية ففي صحيح مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«إِذَا رَأَيْتُمْ هِلاَلَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ»*، وفي صحيح مسلم عن أُمَّ سَلَمَة رضي الله عنها زَوْج النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلاَلُ ذِى الْحِجَّةِ، فَلاَ يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّىَ»*. وقد أجمع العلماء على أنه لا فدية على المضحي إذا أخذ من شعره أو أظفاره في عشر ذي الحجة، سواء فعل ذلك عمداً أم نسياناً، ولكن الذين أوجبوا الامتناع جعلوه آثماً وعليه التوبة والاستغفار.

*ثانياً*: تجزئ البدنة والبقرة عن سبعة ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ.

*ثالثاً*: تجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثر عددهم: فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: كَانَتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.

*رابعاً*: تُشرَع التسمية عند ذبح الأضحية: فيضع رجله على صفحة عنقها ويقول: بسم الله، الله أكبر، اللهم هذا منك ولك سائلاً الله القبول. قال الله تعالى: *{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}* [الأنعام: 121]، وقال تعالى: *{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}* [الأنعام: 118]، وفي المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.

*خامساً*: يستحب أن يذبحها بنفسه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكونه عبادة. وله أن ينيب غيره مع استحباب حضوره الذبح ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه *أن النبي صلى الله عليه وسلم نَحَرَ ثَلاَثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ*. أي: ما بقي.

*سادساً*: يُشرع كون الذبح بآلة حادة وهو من إحسان الذبح الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ ...، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ»*.

*سابعاً*: يحرم بيع شيء منها حتى الجزار لا يعطيه الأجرة منها ففي المتفق عليه واللفظ لمسلم عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه قَالَ: *أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لاَ أُعْطِىَ الْجَزَّارَ مِنْهَا، قَالَ: *«نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا»*. أَجِلَّتِهَا: جمع "جُلٍّ"، وهو ما يطرح على ظهر البعير من كساء ونحوه. وروى الحاكم والبيهقي بسند حسن عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ بَاعَ جِلْدَ أُضْحِيَّتِهِ فَلاَ أُضْحِيَّةَ لَهُ»*.

*ثامناً*: يستحب أن يأكل من أضحيته ويهدي ويتصدق. قال الله تعالى: *{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}* [الحج: 28]، وقال تعالى: *{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* [الحج: 36]، وفي المتفق عليه عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَاحْبِسُوا أَوِ ادَّخِرُوا»*، وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«لِيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ»*.

وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
(دروس فقه العشر)
الدرس الخامس:
*في بيان فضائل العشر*، وفيه:

ذكر عشر فضائل مع ما يدل على ذلك من القرآن والسنة
وبيان أفضلية العمل فيها
وبيان الذي جعل لها هذه الأفضلية.

وفق الله الجميع.
_________________
رابط الدرس:
https://youtu.be/EQoU8YhFB80
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الخامس: يوم الاثنين 19/ ذو القعدة.

الدرس الخامس: *بيان فضائل العشر ومكانتها*.
يمكن إجمال ما ورد في بيان فضلها فيما يلي:

*الفضيلة الأولى*: هي فاتحة أحد الأشهر الحرم التي خصها الله بالذِّكر وأكَّد على حرمة الظلم فيها فقال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]. وفي المتفق عليه عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: *«إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»*، وإنما سميت بالحُرُم لزيادة حرمتها، ولقد جعل الله فاتحة هذا الشهر عشرة أيام هي أفضل أيام العام.

*الفضيلة الثانية*: قسم الله بها: هذه العشر عظمها الله فأقسم بها في كتابه، وهو من أعظم ما يكون في بيان أهميتها وإيضاح مكانتها قال تعالى: *{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 2]، وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.

*الفضيلة الثالثة*: مدحه للذاكرين له فيها: هذه العشر هي الأيام المعلومات التي مدح الله الذاكرين له فيها فقال تعالى: *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]. وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.

*الفضيلة الرابعة*: هذه العشر هي ختام أشهر الحج التي نص الله عليها في كتابه بقوله سبحانه: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}* [البقرة: 197]، قال الجمهور: ختامها هي عشر ذي الحجة.

*الفضيلة الخامسة*: هي العشر التي أتمها الله لموسى عليه السلام في قول كثيرين قال تعالى: *{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}* [الأعراف: 142]، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجة".

*الفضيلة السادسة*: هذه العشر هي أفضل أيام الدنيا فقد أخرج البزار بسند صحيح عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ*، يَعْنِي: عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ». وجدير بكل حريص على الخير أن يعرف قدرها ويعطيها حقها من الاجتهاد في طاعة الله والإقبال عليه والتزود من أنواع البر.

*الفضيلة السابعة*: العمل الصالح فيها أفضل من العمل في سائر أيام العام: ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*، فيحرص الشخص على الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد، والحرص على الصيام.

*الفضيلة الثامنة*: اشتمالها على يوم عرفة الذي صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.

*الفضيلة التاسعة*: اشتمالها على يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر وهو يوم الأضحى والنحر ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ،»*.

*الفضيلة العاشرة*: ابتداء مناسك الحج الركن الخامس من أركان الإسلام في هذه العشر: حيث يتم الإحرام بالحج لدى غالبية الحجاج في اليوم الثامن من العشر الذي هو يوم التروية. ومعلوم مكانة الحج والعمرة في دين الإسلام وأن التقرب إلى الله بهما من أفضل الأعمال.
وبالجملة فقد امتازت عشر ذي الحجة بما لا يوجد في غيرها من الأيام باجتماع أمهات العبادة فيها من الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها، وإن المقصود من بيان فضل العشر هو الدعوة إلى الاجتهاد فيها بطاعة الله والتقرب إليه بأنواع العبادات من القيام بالواجبات، والتحلل من المظالم، وأداء الحقوق، والحرص على النوافل والمستحبات.

وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*تيسير الزواج*

إن تيسير الزواج من نعم الله على بلدتنا وأبنائنا وبناتنا على مدى زمن طويل؛ مما يوجب الحفاظ على ذلك؛ بحفظ سنة التيسير والتسهيل في كل خطوات النكاح والبعد عن المباهاة والتكلف والمفاخرة وأفعال الشهرة في مراسيم الزواج وأعماله؛ فإن ذلك لا يجلب إلا الشر والبلاء لشبابنا وأجيالنا ويضع العوائق الكثيرة في طريق تيسير النكاح، وقد قال تعالى: *{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}* [الأنفال: 53]،

وإن من يسعى في تعسير الزواج، واختراع أشياء فيها إثقال على كاهل الزوج أو أولياء الزوجة، إنما يسعى في الإثم والوزر، ويسن السنن السيئة التي عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده.

ولقد جاءت النصوص الشرعية الكثيرة ترغّب في تيسير أمر النكاح وعدم المغالاة ففي المتفق عليه عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد الصحابة لما أراد منه أن يدفع مهراً عند الزواج: *«التَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»*، وروى أبو داود بسند صحيح عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ»*، وفي رواية الحاكم والبيهقي بسند صحيح: *«خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ»*، وروى أحمد بسند صحيح عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، ..»*، ثم من وسّع الله عليه إذا جاءت عنده وسّع عليها كما يريد قال تعالى: *{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}* [الطلاق: 7]، دون أن يصبح ذلك من مراسيم الزواج التي يُذَم من خالفها، والتي لا نجني منها إلا وضع البذور الشائكة في طريق الأبناء والبنات في مستقبل أمرهم.

فعلى الجميع الاستمساك بسنة التيسير، وعلى كل واحد أن يفكر فيما تجلبه المغالاة على المجتمع من تعطيل للزواج وقلة الإقبال عليه، وما يجر إليه ذلك من فساد الأخلاق والوقوع في الحرام، وتفكك الأسر وخواء البيوت وعنوسة الفتيات، وغير ذلك من المفاسد والويلات والمصائب.

سائلاً الله أن يحفظ بلدتنا وسائر البلاد من كل شر وسوء وبلاء ومكروه.

🖋️ د. بندر الخضر.
2025/07/07 22:20:37
Back to Top
HTML Embed Code: