Telegram Web Link
*كلفة العزاء*

التعزية لأخيك المسلم الذي نزلت به المصيبة هي من هدي شريعتنا الإسلامية العظيمة، وقد أخرج ابن ماجه بسند حسن من حديث عمرو بن حزم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: *«مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ، إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»*.

ومقصود التعزية هو جبر المصاب والدعاء له ولميته بالخير، وتذكيره بما أعدّه الله للصابر من خلَف في الدنيا وأجر في الآخرة، ولا يجوز الإثقال على أهل الميت، أو دفعهم للتكلف، وبعضهم يستدين لأجل صناعة الطعام لمن تجمّعوا لديه من الأصحاب والجيران والأرحام القريبين والبعيدين، وربما صرف من التركة وفي الورثة من لا يرغب في ذلك، أو فيهم صغار ويتامى ونحوهم وهو جمع خطأ إلى خطأ،

والمشروع هو صناعة الطعام لأهل الميت الذين انشغلوا بحزن مصيبة الموت عن صنع الطعام لأنفسهم فيصنعه لهم الجيران والأقارب ونحوهم ففي سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه بسند حسن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ، أَوْ أَمْرٌ يَشْغَلُهُمْ»*.

قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم (1/317) مستدلاً بهذا الحديث: *"وَأُحِبُّ لِجِيرَانِ الْمَيِّتِ أَوْ ذِي قَرَابَتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا لِأَهْلِ الْمَيِّتِ فِي يَوْمِ يَمُوتُ وَلَيْلَتِهِ طَعَامًا يُشْبِعُهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ، وَذِكْرٌ كَرِيمٌ، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْخَيْرِ قَبْلَنَا، وَبَعْدَنَا"*،

وفي المجموع للإمام النووي رحمه الله (5/ 320): *"وَأَمَّا إصْلَاحُ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا وَجَمْعُ النَّاسِ عَلَيْهِ فَلَمْ يُنْقَلْ فيه شيء وَهُوَ بِدْعَةٌ غَيْرُ مُسْتَحَبَّةٍ"*،

وفي المغني لموفق الدين ابن قدامة رحمه الله (2/ 410): *"فَأَمَّا صُنْعُ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا لِلنَّاسِ، فَمَكْرُوهٌ؛ لِأَنَّ فِيهِ زِيَادَةً عَلَى مُصِيبَتِهِمْ، وَشُغْلًا لَهُمْ إلَى شُغْلِهِمْ، وَتَشَبُّهًا بِصُنْعِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ"*،

وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (24/ 316): *"وَأَمَّا صَنْعَةُ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا يَدْعُونَ النَّاسَ إلَيْهِ فَهَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ وَإِنَّمَا هُوَ بِدْعَةٌ"*.

فعلى الجميع التعاون في إنهاء مخالفة الهدي الشرعي والبعد عن الإثقال على ذوي الميت، أو تحويل مكان العزاء إلى موطن لهو وتضييع للأوقات، وجزى الله خيراً كل من يكون سبباً في إحياء السنن، والقضاء على المخالفات وسيء العادات.

سائلاً الله أن يوفق الجميع لكل خير وأن يرحم موتانا وموتاكم أجمعين، ويرفع درجتهم في عليين، ولا يحرمنا أجرهم ولا يفتنا بعدهم ويغفر لنا ولهم.

🖋️ د. بندر الخضر.
*تنبيهات مهمة تتعلق بالتعزية*

التعزية لأخيك المسلم الذي نزلت به المصيبة هي من هدي شريعتنا الإسلامية العظيمة وقد أخرج ابن ماجه بسند حسن من حديث عمرو بن حزم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: *«مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ، إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»*،.

وأحب التنبيه لأمور تتعلق بذلك:

1️⃣ التنبيه الأول: إن من البعد عن الهدي النبوي ما يحصل من الإثقال على أهل الميت، أو دفعهم للتكلف وبعضهم يستدين لأجل صناعة الطعام لمن تجمّعوا لديه من الأصحاب والجيران والأرحام القريبين والبعيدين، والمشروع هو صناعة الطعام لأهل الميت الذين انشغلوا بحزن مصيبة الموت عن صنع الطعام لأنفسهم فيصنعه لهم الجيران والأقارب ونحوهم ففي سنن أبي داود وابن ماجه والترمذي بسند حسن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ، أَوْ أَمْرٌ يَشْغَلُهُمْ»*.

قال الإمام الشافعي رحمه الله مستدلاً بهذا الحديث: "وَأُحِبُّ لِجِيرَانِ الْمَيِّتِ أَوْ ذِي قَرَابَتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا لِأَهْلِ الْمَيِّتِ فِي يَوْمِ يَمُوتُ، وَلَيْلَتِهِ طَعَامًا يُشْبِعُهُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ، وَذِكْرٌ كَرِيمٌ، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْخَيْرِ قَبْلَنَا، وَبَعْدَنَا".

2️⃣ التنبيه الثاني: إن وقوع الموت هو من أعظم ما يذكِّر الإنسان بحقيقة هذه الحياة ويقوده للتهيؤ للآخرة ولكن المحزن أن كثيراً من مجالس العزاء تتحول إلى أماكن لهو وتضييع للأوقات حتى تجد بعضهم يتكئ لقاته وسجارته من بعد الظهر إلى آخر المساء ويسمع منادي الصلاة فلا يجيب فأين الاتعاظ بما حصل من الموت؟ وأين الوقوف الحقيقي مع النفس والانتصار على الشيطان؟.

3️⃣ التنبيه الثالث: بعض الشباب فيما يتعلق بالتعزية يبادر في نشرها على وسائل التواصل العامة ويباغت بعض أقارب الميت بالخبر خاصة فيما يتعلق بالحوادث وموت الفجأة والأصل هو التأني وترك الأمر لذويه حتى يعلنوا أو يتواصلوا مع من يقوم بذلك، وقد يكون الخبر غير صحيح، أو فيه شيء من الصحة ويضاف إليه ما ليس منه فلم العجلة والحرص على السبق في النشر وعدم التثبت؟ وقد أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»*.

4️⃣ التنبيه الرابع: ينبغي إرشاد النساء والبنات إلى الالتزام بالهدي الشرعي عند الذهاب لأهل الميت وأن المقصود هو المواساة؛ مما يستلزم البعد عن كل ما يتنافى مع ذلك، ومن ذلك: أن بعض النساء تحوّل بيت أهل الميت إلى مكان تجارة وهيشات بيع وشراء وعرض مبيعات، وهذا يتنافى مع مقصود التعزية وفيه شغل لأهل الميت وربما إيذاء، فينبغي شغل الوقت بما يفيد والبعد عن القيل والقال وسائر ما يجلب الآثام،

وختاماً أقول: على الجميع التذكُّر بأن مقصود التعزية هو جبر المصاب والدعاء له ولميته بالخير، وتذكيره بما أعده الله للصابر من خلَف في الدنيا وأجر في الآخرة.

سائلاً الله أن يرحم موتانا وموتاكم أجمعين، وأن يرفع درجتهم في عليين، ولا يحرمنا أجرهم ولا يفتنا بعدهم ويغفر لنا ولهم.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
مماطلة تصل بالشخص إلى هذه العاقبة.
👇
https://youtu.be/2bQIk1UHfs4?si=eiJxq1HHmqqU9r2c
*س/ هنالك حديث يذكر أعمالاً إذا قام بها الشخص في يوم الجمعة كان كفّارة له، فما هي هذه الأعمال؟*

ج/ يوم الجمعة هو يوم عظيم، وهو عيد الإسلام الأسبوعي، وله فضائل كثيرة؛ مما يستلزم الحرص على اغتنامه والتأدب بآدابه، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وتلاوة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء ففيه ساعة إجابة، وأما المشار إليه في السؤال فقد ورد في ذلك أكثر من حديث، منها ما في صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»*،

وروى أحمد وأبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا»*،

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
تليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
واتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
سعيك في هذه النجدة يؤدي إلى كل ما يلي:
👇
https://youtu.be/WNuLlclXigQ?si=y5uC-H8B6a9qsWDT
ذنب ربما تساهل به الكثير، وإثمه قد يصل إلى إثم سفك الدم الحرام.
👇
https://youtu.be/ZcWslGXXtdM?si=gX4zccOD6p7ZgAmn
وفاء عظيم وجليل هنيئاً لصاحبه.
👇
https://youtu.be/5zC4fbY9e-g?si=7QUpKpruHPD5IqJi
*وسائل تواصل لا تقاطع*

إن وسائل التواصل ومنها مجموعات الواتس نعمة علينا إذا أحسنّا استخدامها، وجعلناها وسيلة لترسيخ روح التآخي والمحبة والود والتعاون في الدعوة للخير وتبني القضايا العامة، وتسخير أقلامها فيما يعود بالنفع العام والسعي في رفع المعاناة ومساندة المظلوم،

ولا يجوز أن نجعلها وسائل للتقاطع فيما بيننا وبث الكراهية وترسيخ الأحقاد والضغائن، وميداناً للسباب والشتام والطعن في بعضنا بعضاً،

وليكن التعقيب والمناقشة والاعتراض ملتزماً بأدب الإسلام في القول قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}* [الأحزاب: 70]، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ»*.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
في تحقيق ذلك منافع عظيمة للمجتمع بشكل عام.
👇
https://youtu.be/TL9mMxtgF9E?si=Dqz_7LuFwo9WiCkv
*س/ لماذا سمي شهر ذي القعدة بهذا الاسم؟ وهل له فضيلة في الشرع؟*

ج/ ⬅️ أما سبب تسميته بذلك؛ فلأنه كان يتّسم بالهدوء عند العرب ويقعدون فيه عن الغزو والغارات والقتال والترحال ويتأهّبون للحج.

◀️ وشهر ذي القعدة هو شهر ما قبل ختام العام الهجري فهو الشهر الحادي عشر من أشهر السنة الهجرية، وهو الشهر الذي يسبق الحج.

⬅️ ومن فضيلته أنه أحد الأشهر الحرم المعظمة المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}* [التوبة: 36].

  فهي أربعة أشهر منها شهر ذي القعدة ففي المتفق عليه عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»*.

  فيكون لشهر ذي القعدة ما للأشهر الحرم من التعظيم والحرمة قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ}* [المائدة: 2].

ومن هذا التعظيم حصول المزيد من الحرص على الطاعة وعمل الخير، والأمر الآخر حصول المزيد من الحرص على اجتناب الإثم والخطيئة فالطاعة وعمل الخير في الشهر الحرام أعظم وأفضل، والمعصية والظلم أسوأ وأقبح ولذا جاء التأكيد في النهي عن الوقوع في المخالفة فقال تعالى: *{فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]. وهي إنما سميت بالحُرُم لزيادة حرمتها.

⬅️ ومن فضيلة شهر ذي القعدة حصول اعتمار النبي صلى الله عليه وسلم فيه *فقد اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ* حتى التي قرنها مع حجته أحرم بها في ذي القعدة؛ ومن ذلك أخذ بعض العلماء فضيلة العمرة فيه؛ لكونه الوقت الذي اختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، مما يدل على استحباب العمرة فيه عند تيسر ذلك.

وشهر ذي القعدة هو أحد أشهر الحج وقد قال تعالى: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}* [البقرة: 197]

  وهو الشهر الذي واعد الله فيه موسى عليه السلام في قَوْلِهِ تَعَالَى: *{وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ}* [الْأَعْرَافِ: 142]، فأكثر المفسرين على أن الثلاثين هي ذو القعدة بِكَمَالِهِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ.

  كما حصلت أحداث أخرى عظيمة في هذا الشهر، ⬅️

والمهم هو استغلال الزمان الفاضل بما ينبغي من القيام بالطاعة والبعد عن المعصية والتحلل من مظالم الناس والبعد عن أذيتهم أو إنزال الضرر بهم،

والقيام بما فيه رفع المعاناة عنهم وجلب النفع لهم في أي مجال من مجالات حياتهم، فمن عَظّم ما عظّمه الله استجلب لنفسه الخير العظيم قال تعالى: *{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}* [الحج: 30]، وهو دليل على التقوى قال تعالى: *{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32].

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر
__
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
ما الذي يحصل عند تأخير الجنازة؟
👇
https://youtu.be/vxDUS_hMLz4?si=iU9HCF-_2r6GcOlp
*قبل الكتابة أو النقل*

قبل أن تكتب أو تنقل أي كلمة أو مقالة في شخص أو جماعة، أو قريب أو بعيد، عليك أن تستشعر مسؤوليتك بين يدي الله عما تكتبه أو تنقله، وأن تعد للسؤال جواباً، فما أعظم إثم التجني أو الاكتفاء بمجرد النسخ واللصق لرمي التهم على الآخرين، والوقيعة في أعراض عباد الله الأحياء منهم والميتين قال تعالى: *{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}* [الزخرف: 19]، وقال تعالى: *{تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ}* [النحل: 56]،

وروى أبو داود بسند صحيح عَن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«... وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ»*.
وردغة الخبال: عصارة أهل النار، وهي ما يخرج من أجسادهم من قيح وصديد.

وروى أحمد بسند حسن عن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«وَمَنْ بَغَى مُؤْمِنًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ حَبَسَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ»*.

فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه.

عافاني الله وإياكم.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ ما هي النصيحة لمن يكثر من اليمين والحلف؟*

ج/ 📝 ينبغي تعظيم أمر اليمين وعدم الاستهانة بها، وأن لا يحلف الشخص إلا عند الحاجة لذلك قال تعالى: *{وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}* [المائدة: 89]،

وقال تعالى: *{وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ}* [البقرة: 224]،

وإن من الاستخفاف باليمين أن يتخذها الإنسان وسيلة لترويج البضائع والسلع ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى قَتَادَةَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *« إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ؛ فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ»*.
وروى الطبراني بسند صحيح عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *« ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ...، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللهَ بِضَاعَةً، لَا يَشْتَرِي إِلَّا بِيَمِينِهِ، وَلَا يَبِيعُ إِلَّا بِيَمِينِهِ»*،

فكيف إذا كانت الأيمان فاجرة كاذبة؟

فالحذر.

عافاني الله وإياكم.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هل ورد ما يدل على أن بعد ظهر يوم الأربعاء من أوقات استجابة الدعاء؟*

ج/ 📝 نعم ورد ما يدل على أن ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء هو من أوقات استجابة الدعاء في حديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد في المسند بسند حسنه جماعة من المحدثين عن جابر رضي الله عنه *أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ"* قَالَ جَابِرٌ: *«فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ»*،

ففهم جابر رضي الله عنه أن هذا من أوقات استجابة الدعاء وكان يتحرى الدعاء فيه.

فعلينا أن نغتنم سائر أوقات استجابة الدعاء في الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا، وأن يعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
للاشتراك في قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

للاشتراك في قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
تفصيل حول العبادة التي لا مثيل لها.
👇
https://youtu.be/driRy1Rr7Ak?si=dCahJ5ku3s1SvfcD
*س/ هل ثبت أن الميت ترتفع درجته عند الله باستغفار الحي له؟*

ج/ 📝 نعم فالدعاء وسؤال الله المغفرة للميت، مما ينتفع به انتفاعاً عظيماً ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»*. ومعنى عدم الانقطاع أن هذه الأعمال لا زالت توصل إليه الحسنات والثواب؛ فترتفع درجته ومنزلته عند الله بذلك، وقد روى ابن ماجه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ: *«إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ»*.

فلنحرص على الدعاء لأمواتنا، ودوام سؤال الله المغفرة لهم ورفعة درجاتهم وعلو منازلهم في الجنة وقد قال تعالى: *{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}* [الحشر: 10].
أسأل الله تعالى أن يرحم ويغفر لأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين، ويعلي درجتهم في عليين، ويجعل قبورهم من رياض الجنة، وينزلهم منازل الصديقين والشهداء والصالحين. اللهم آمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
2025/06/29 15:52:55
Back to Top
HTML Embed Code: