Telegram Web Link
‏قال ابن القيم : الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يطيق فعله بدونه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في مشيته ، وكلامه، وإقدامه، وكتابته، أمرا عجيبا؛ فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة أو أكثر، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما.
قال ابن القيم : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يذكر …أن الملائكة لما أمروا بحمل العرش قالوا: يا ربنا، كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك؟
فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فلما قالوها حملوه !
‏عن جابر - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في الليل لساعة ، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة ".
‏رواه مسلم
‏قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - : ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة ، ورب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا .
لابأس من الاحتياط إذا خيف الغدر ؛ فقدكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لايأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها فيأكل منها ؛ من أجل الشاة التي أهديت له بخيبر .
قال ابن حجر : إسناده حسن .
‏كما أن بناء دور الجنة غرس أشجارها يحصل بأعمال بني آدم الصالحة من الذكر وغيره، وكذلك حسن ما فيها من الأزواج وغيرهم يتزايد بتحسين الأعمال الصالحة، فكذلك جهنم، تسعر وتزداد آلات العذاب فيها بكثرة ذنوب بني آدم وخطاياهم وغضب الرب تعالى عليهم.

‏رسائل ابن رجب
‏ ٤ / ١٩٨
قال تعالى : ( وأصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ) ؛ قال ابن رجب : هذه الآية، تضمنت ذكر ما يتبرد به في الدنيا، من الكرب والحر، وهو ثلاثة: الماء، والهواء، والظل، فهواء جهنم السموم، وهو الريح الحارة الشديدة الحر، وماؤها الحميم الذي قد اشتد حره، وظلها اليحموم، وهو قطع دخانها، أجارنا الله من ذلك كله بكرمه ومنه. رسائل ابن رجب 4 /206
ورد عن بعض السلف أنه ضمن لمن قرأ هذه العشرين الآية أن يعصمه الله تعالى من كل شيطان مريد ؛ آية الكرسي ، وثلاث آيات من الأعراف {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض} ، وعشرا من الصافات ، وثلاث آيات من الرحمن {يا معشر الجن والإنس} ، وخاتمة سورة الحشر {لو أنزلنا هذا القرآن ) الآيات .
الماء إذا جرى مشرقا كان أعذب وأصح من الذي يجري نحو المغرب .

معجم البلدان ٢ /١٥٤
لطيفة
في قوله تعالى :( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) .
قال بعض أهل العلم : لو لم يقل على إبراهيم لبقيت النار باردة أبدا .
‏قال ابن رجب : أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن العبد إذا وقف بين يدي ربه للحساب فإنه تستقبله النار تلقاء وجهه، وأخبر أن الصدقة تقي صاحبها من النار ؛ ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه، فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
‏قال الشاعر :
‏إذا ضيقت أمرا ضاق جدا
‏ وإن هونت ماقد عز هانا
‏فلا تهلك لشيء فات يأسا
‏ فكم أمر تصعّب ثم لانا
‏روي عن عمارة بن عقيل أنه سمع منشدا ينشد قول جده جرير:
‏أمّا لقلبك لا يزال موكلا
‏ بهوى جمانة، أو بريا العاقر
‏فقال للمنشد : ما جمانة وما ريا العاقر؟
‏فقال: امرأتاه . فضحك عمارة وقال: والله ما هما إلا رملتان عن يمين بيت جرير وشماله .
مما ذكر المزي في سيرة حسان بن عطية أنه كان يتنحى إذا صلى العصر في ناحية المسجد ، فيذكر الله حتى تغيب الشمس .
ومما ذكره من كلماته :
١-من أطال قيام الليل هون الله عليه قيام يوم القيامة ،
٢- ما عادى عبد ربه بشيء أشد من أن يكره ذكره ، أو من يذكره .
٣-ما ابتدع قوم في دينهم بدعة إلا نزع الله منهم مثلها من السنة ثم لايردها عليهم إلى يوم القيامة .
قال شارح الطحاوية : أكبر المسائل التي وقع فيها الخلاف بين الأمة مسألة القدر ، وقد اتسع الكلام فيها غاية الاتساع .
عندي في هذا الكلام نظر ؛ لأن أكبر المسائل التي وقع فيها الخلاف بين الأمة إما مسألة الصفات أو مسألة الإيمان وقد اتسع الكلام في هاتين المسألتين أكثر من اتساعه في القدر .
طرفة أدبية
استعمل عتبة بن أبي سفيان رجلا من آله على الطائف، فظلم رجلا من أزد شنوءة، فأتى الأزدي عتبة، فمثل بين يديه، فقال:
أمرت من كان مظلوما ليأتيكم
فقد أتاكم غريب الدار مظلوم
ثم ذكر ظلامته، فقال له عتبة: إني أراك أعرابيا جافيا،والله ما أحسبك تدري كم تصلي في كل يوم وليلة ، فقال: أرأيت إن أنبأتك ذلك، أتجعل لي عليك مسألة ؟
قال ؛ نعم .
فقال الأعرابي:
إن الصلاة أربع وأربع
ثم ثلاث بعدهن أربع
ثم صلاة الفجر لا تضيع
فقال: صدقت فاسأل !
فقال: كم فقار ظهرك ؟
فقال: لا أدري .
فقال: أفتحكم بين الناس وأنت تجهل هذا من نفسك .
قال: ردوا عليه غنيمته.
‏قال تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) ؛ قال البغوي : معناه أن المؤمن لا يبتلى بشيء من الذنوب إلا جعل الله له منه مخرجا ؛ بعضها بالتوبة ، وبعضها برد المظالم والقصاص، وبعضها بأنواع الكفارات، فليس في دين الإسلام ذنب لا يجد العبد سبيلا إلى الخلاص من العقاب فيه.
ذكر ابن القاسم عند الإمام مالك ؛ فقال : عافاه الله ، مثله كمثل جراب مملؤ مسكا . وكان ابن القاسم مع رسوخه في الفقه عابدا ورعا ، وله في ذلك أخبار ذكرها أهل العلم في سيرته ؛ منها أنه نزل بمسجد، ببعض المدائن فنام هو وصاحبه ، ثم انتبه من النوم مذعورا، فقال لصاحبه : رأيت الساعة كأن رجلا دخل علينا من باب هذا المسجد، ومعه طبق مغطى، وفيه رأس خنزير، أسأل الله خيرها. فما لبثوا إلا قليلا حتى أقبل رجل معه طبق مغطى بمنديل، وفيه رطب من تمر تلك القرية، فجعله بين يدي ابن القاسم، وقال: كل. قال: ما إلى ذلك من سبيل. قال: فأعطه أصحابك. قال: أنا لا آكله، أعطيه غيري! فانصرف الرجل، فقال ابن القاسم لصاحبه : هذا تأويل الرؤيا.
وكان يقال: إن تلك القرية، أكثرها وقف غصبت.
قوله تعالى ﴿لا يسأل عما يفعل ﴾ ؛ هل ذلك لكمال حكمته ، أو لمجرد قهره وقدرته ؟ السلف على الأول ، ونفاة الحكمة من الجهمية وغيرهم على الثاني ؛ ولهذا أجازوا على الله فعل كل ممكن .
قال الشوكاني في نيل الأوطار : قوله ( فإن أذنا فجاهد ) ، فيه دليل على أنه يجب استئذان الأبوين في الجهاد … واستدل بالحديث على تحريم السفر بغير إذنهما ؛ لأن الجهاد إذا منع منه مع فضيلته فالسفر المباح أولى .
2025/10/21 21:24:27
Back to Top
HTML Embed Code: