وَأَنْ يَبْلُغَ الثَّنَاءَ الْحَسَنَ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى: المَلَائِكَةِ، وَالنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛ فعَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (قَالَ اللَّهُ عز وجل: لَا يَذْكُرُنِي عَبْدٌ فِي نَفْسِهِ إِلَّا ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ مِنْ مَلَائِكَتِي، وَلَا يَذْكُرُنِي فِي مَلَأٍ إِلَّا ذَكَرْتُهُ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى). [حسن، أخرجه: الطبراني/الدعاء(1863)(1/522)]
فَسَعَى بِعَزْمٍ وَجِدٍّ وَرَتْعٍ فِي رِيَاضِ ذِكْرِ اللهِ، وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ وَأَلوَانِ طَاعَتِهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ، فَقَالَ: (سِيرُوا، هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ) قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ). [أخرجه: مسلم/صحيحه(2676)(8/ 63)]
مُشْتَغِلَاً بِخَيْرِ أَعْمَالِ الدُّنْيَا وَأَحَبِّهَا إِلَى اللهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ). [حسن، أخرجه: الترمذي/سننه(2322)(4/ 561)]
وَعَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الأَعمَالِ إِلَى اللهِ: أَن تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطبٌ مِن ذِكرِ اللهِ). [حسن، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(181)(20/93)]
يَرْجُو أَن يَكُونَ فِي حِرْزِ اللهِ وَحِصْنِهِ الْمَتِينِ؛ فَعَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (... وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللهِ عز وجل). [صحيح، أخرجه: أحمد/مسنده(17170) (28/ 405)]
وَأَنْ يَكُونَ فِي أَمَانٍ مِنَ الْفِتَنِ الْمُضِلَّةِ فِي الدُّنْيَا، وَعَذَابِ النَّارِ فَي الآخِرَةِ؛ فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ، مِنْ ذِكْرِ اللهِ). [حسن لغيره، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(2296)(3/5)]
رَجُلٌ أَحَبَّ اللهَ فَأَكثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ، وَعَرَفَ أَنَّ اللهَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ وَمَالِكُهُ، وَمَا مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا مِنْهُ، فَأَيْقَنَ أَنَّ اللهَ وَحْدَهُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ، فَخَلا بَعِيدَاً عَنِ النَّاسِ يَجْمَعُ قَلْبَهُ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَيُحسِنُ التَّدَبُّرَ، وَيُحَقِّقُ الْإِخْلَاصَ؛ لِتَقَعَ الْعِبَادَةُ مِنَ اللهِ مَوْقِعَهَا، فَقَابَلَهُ اللهُ عز وجل عَلَى إِخلَاصِهِ وَاجتِهَادِهِ بِالْقُرْبِ وَالْأَمْنِ، فَأَظَلَّهُ بِظِلِّ الْعَرْشِ، وَلَيْسَ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ مَا هُوَ أَعْظَمُ وَلَا أَكْرَمُ وَلَا أَمْجَدُ وَلَا أَقرَبُ إِلَى اللهِ مِنَ الْعَرْشِ.
وَمَنَحَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْأَمْنِ وَالْعَافِيَةِ مَا لَم يَنَلْهُ كَثِيرٌ مِنْ عِبَادِهِ، وَقَدْ أَرْهَقَهُمْ حَرَجُ الْمَوقِفِ، وَدُنُوُّ الشَّمْسِ مِنْ رُؤُوسِهِمْ، وَلَيْسَ ثَمَّةَ مِنْ ظِلٍّ يَوْمَئِذٍ إِلَّا ظِلُّ عَرْشِهِ، فَهَنِيئَاً لِلذَّاكِرِينَ الْمُخْلِصِينَ.
فَسَعَى بِعَزْمٍ وَجِدٍّ وَرَتْعٍ فِي رِيَاضِ ذِكْرِ اللهِ، وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ وَأَلوَانِ طَاعَتِهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ، فَقَالَ: (سِيرُوا، هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ) قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ). [أخرجه: مسلم/صحيحه(2676)(8/ 63)]
مُشْتَغِلَاً بِخَيْرِ أَعْمَالِ الدُّنْيَا وَأَحَبِّهَا إِلَى اللهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ). [حسن، أخرجه: الترمذي/سننه(2322)(4/ 561)]
وَعَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الأَعمَالِ إِلَى اللهِ: أَن تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطبٌ مِن ذِكرِ اللهِ). [حسن، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(181)(20/93)]
يَرْجُو أَن يَكُونَ فِي حِرْزِ اللهِ وَحِصْنِهِ الْمَتِينِ؛ فَعَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (... وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللهِ عز وجل). [صحيح، أخرجه: أحمد/مسنده(17170) (28/ 405)]
وَأَنْ يَكُونَ فِي أَمَانٍ مِنَ الْفِتَنِ الْمُضِلَّةِ فِي الدُّنْيَا، وَعَذَابِ النَّارِ فَي الآخِرَةِ؛ فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ، مِنْ ذِكْرِ اللهِ). [حسن لغيره، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(2296)(3/5)]
رَجُلٌ أَحَبَّ اللهَ فَأَكثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ، وَعَرَفَ أَنَّ اللهَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ وَمَالِكُهُ، وَمَا مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا مِنْهُ، فَأَيْقَنَ أَنَّ اللهَ وَحْدَهُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ، فَخَلا بَعِيدَاً عَنِ النَّاسِ يَجْمَعُ قَلْبَهُ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَيُحسِنُ التَّدَبُّرَ، وَيُحَقِّقُ الْإِخْلَاصَ؛ لِتَقَعَ الْعِبَادَةُ مِنَ اللهِ مَوْقِعَهَا، فَقَابَلَهُ اللهُ عز وجل عَلَى إِخلَاصِهِ وَاجتِهَادِهِ بِالْقُرْبِ وَالْأَمْنِ، فَأَظَلَّهُ بِظِلِّ الْعَرْشِ، وَلَيْسَ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ مَا هُوَ أَعْظَمُ وَلَا أَكْرَمُ وَلَا أَمْجَدُ وَلَا أَقرَبُ إِلَى اللهِ مِنَ الْعَرْشِ.
وَمَنَحَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْأَمْنِ وَالْعَافِيَةِ مَا لَم يَنَلْهُ كَثِيرٌ مِنْ عِبَادِهِ، وَقَدْ أَرْهَقَهُمْ حَرَجُ الْمَوقِفِ، وَدُنُوُّ الشَّمْسِ مِنْ رُؤُوسِهِمْ، وَلَيْسَ ثَمَّةَ مِنْ ظِلٍّ يَوْمَئِذٍ إِلَّا ظِلُّ عَرْشِهِ، فَهَنِيئَاً لِلذَّاكِرِينَ الْمُخْلِصِينَ.
السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: يَدُلُّ بِمَفْهُومِهِ أَنَّ ذِكْرَ اللهِ فِي الْجَلْوَةِ وَإِنْ جَامَعَهُ التَّدَبُّرُ وَالْبُكَاءُ؛ لَمْ يَبْلُغْ مَبْلَغَ مَنِ احْتَجَبَ بِذِكْرِهِ عَنِ النَّاسِ لِيُحَقِّقَ كَمَالَ الْخُشُوعِ وَالسَّلَامَةِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَدُونَهُمْ مَكَانَةً مَنْ خَلَا بِالذِّكْرِ مِنْ غَيْرِ تَدَبُّرٍ، وَمَنْ أَعْلَنَ الذِّكْرَ مِنْ غَيْرِ تَدَبُّرٍ، وَأَبْعَدُهُمْ عَنِ اللهِ الْغَافِلُ عَنِ الذِّكْرِ، وَالْهَاجِرُ لِكِتَابِ رَبِّهِ، وَالْمُرَائِي فِي ذِكْرِهِ؛ فَإِنَّ هَذَا أَوَّلُ مَنْ تُسَعَّرُ بِهِ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (... وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ). [أخرجه: مسلم/صحيحه(1905)(6/ 47)]
#الفتاوى
الفتاوى النافعة
🔶 السؤال/ هل التيمم من الحدث الأكبر يعد رفعًا مؤقتًا للحدث، أم رفعًا نهائيًا ولا يلزم بعده الاغتسال حتى ولو توفرت الأدوات؟
🔶 الجواب/ أخي السائل وفقك الله لطاعته وبعد
التيمم بدل عن الوضوء والغسل عند تحقق شروطه تستباح به الصلاة ولا يرفع به الحدث.
ومتى حضر الماء وزال العذر وجب للجنب ومن نقئت من الحيض أو النفاس الغسل؛ لحديث أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصَّعيدُ الطَّيِّبُ طَهورُ المسلمِ ، وإن لم يجدِ الماءَ عشرَ حججٍ ، فإذا وجدتَ الماءَ فأمسِسْهُ بشرتَكَ فإنَّ ذلِكَ خيرٌ) واله أعلم.
🖋 أ.د. سلمان نصر الدايه
https://www.facebook.com/SalmanDaya
https://www.tg-me.com/drslman
الفتاوى النافعة
🔶 السؤال/ هل التيمم من الحدث الأكبر يعد رفعًا مؤقتًا للحدث، أم رفعًا نهائيًا ولا يلزم بعده الاغتسال حتى ولو توفرت الأدوات؟
🔶 الجواب/ أخي السائل وفقك الله لطاعته وبعد
التيمم بدل عن الوضوء والغسل عند تحقق شروطه تستباح به الصلاة ولا يرفع به الحدث.
ومتى حضر الماء وزال العذر وجب للجنب ومن نقئت من الحيض أو النفاس الغسل؛ لحديث أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصَّعيدُ الطَّيِّبُ طَهورُ المسلمِ ، وإن لم يجدِ الماءَ عشرَ حججٍ ، فإذا وجدتَ الماءَ فأمسِسْهُ بشرتَكَ فإنَّ ذلِكَ خيرٌ) واله أعلم.
🖋 أ.د. سلمان نصر الدايه
https://www.facebook.com/SalmanDaya
https://www.tg-me.com/drslman
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
الْكَشْفُ عَنْ صِفَاتِ مَنْ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَحْتَ الْعَرْشِ
الْحَدِيثُ الثَّانِي
عَنْ أَبي اليَسَرِ رضي الله عنه قال: بَصُرَتْ عَيْنَايَ هَاتَانِ وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ هَاتَانِ، وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ، رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ؛ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ). [أخرجه: مسلم/صحيحه(3006)(4/2301)]
وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ، أَوْ مَحَا عَنْهُ؛ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). [صحيح، أخرجه: أحمد/مسنده(22559)(37/ 251)]
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ؛ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ). [صحيح، أخرجه: الترمذي/سننه(1306)(3/ 591)]
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى حِبِّي صلى الله عليه وسلم لَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: (يُظِلُّ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ أَعَانَ أَخْرَقَ). [ضعيف جداً، أخرجه: الطبراني/معجمه الأوسط(7920)(8/ 48)]
فِي الْأَحَادِيثِ فَوَائِدُ:
الْأُولَى: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ قَبِيلِ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخُصُوصُ، فَهِيَ مَقْصُورَةٌ عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ دُونَ غَيْرِهِمْ؛ لِأَنَّ الْكَافِرَ يُكَافَأُ عَلَى عَمَلِهِ الصَّالِحِ فِي الدُّنْيَا بِبَرَكَةٍ فِي مَالِهِ، أَوْ بِدَفْعِ مَكْرُوهٍ عَنْهُ، أَوْ بِشِفَاءٍ مِنْ مَرَضٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ لِحَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا). [أخرجه: مسلم/صحيحه(2808)(8/ 135)]
الْحَدِيثُ الثَّانِي
عَنْ أَبي اليَسَرِ رضي الله عنه قال: بَصُرَتْ عَيْنَايَ هَاتَانِ وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ هَاتَانِ، وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ، رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ؛ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ). [أخرجه: مسلم/صحيحه(3006)(4/2301)]
وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ، أَوْ مَحَا عَنْهُ؛ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). [صحيح، أخرجه: أحمد/مسنده(22559)(37/ 251)]
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ؛ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ). [صحيح، أخرجه: الترمذي/سننه(1306)(3/ 591)]
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى حِبِّي صلى الله عليه وسلم لَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: (يُظِلُّ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ أَعَانَ أَخْرَقَ). [ضعيف جداً، أخرجه: الطبراني/معجمه الأوسط(7920)(8/ 48)]
فِي الْأَحَادِيثِ فَوَائِدُ:
الْأُولَى: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ قَبِيلِ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخُصُوصُ، فَهِيَ مَقْصُورَةٌ عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ دُونَ غَيْرِهِمْ؛ لِأَنَّ الْكَافِرَ يُكَافَأُ عَلَى عَمَلِهِ الصَّالِحِ فِي الدُّنْيَا بِبَرَكَةٍ فِي مَالِهِ، أَوْ بِدَفْعِ مَكْرُوهٍ عَنْهُ، أَوْ بِشِفَاءٍ مِنْ مَرَضٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ لِحَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا). [أخرجه: مسلم/صحيحه(2808)(8/ 135)]
وَلَا أَجْرَ لَهُ عَلَى صَالِحِ عَمَلِهِ فِي الآخِرَةِ، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ﴾ [إبراهيم: 18]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [النور: 39]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: 23]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 117].
الثَّانِيَةُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ الْغَنِيَّ إِذَا أَقْرَضَ الْمُعْسِرَ، وَأَنظَرَهُ، أَوْ وَضَعَ عَنهُ، أَوْ أَبْرَأَهُ؛ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلَاً عَلَى قُوَّةِ إِيمَانِهِ، وَنُورِ بَصِيرَتِهِ، وَإِحْسَانِهِ، وَعِلْمِهِ أَنَّ مَا عِنْدَهُ مِنْ مَالٍ هُوَ مِنَ اللهِ، وَقَد أَمَرَهُ فِيهِ بِالزَّكَاةِ، وَإِجَابَةِ الْمُضْطَّرِّ، وَإِغَاثَةِ الْمَلهُوفِ، وَالنَّفَقَةِ عَلَى الزَوجَةِ، وَالْقَاصِرِ مِنَ الْوَلَدِ، وَقِرَى الضَّيفِ، وَرَغَّبَهُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْهِبَةِ، وَالْوَصِيَّةِ، وَالْوَقفِ، وَالْقَرْضِ، فَإِذَا وَهَبَ، أَوْ أَوْقَفَ، أَوْ أَقْرَضَ؛ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلَاً أَغلَبِيَّاً عَلَى وَفَائِهِ بِالْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ؛ لِأَنَّ الْعَاقِلَ لَا يَصِيرُ إِلَى النَّافِلَةِ وَهُوَ مُفَرِّطٌ بِالْفَرِيضَةِ.
وَإِنَّ الدَّائِنَ إِذَا أَمْهَلَ الْمَدِينَ، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ؛ كَانَ ذَلِكَ بُرْهَانَاً عَلَى مُرَاعَاتِهِ لِلْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ، وَبُرْهَاناً عَلَى سَلَامَتِهِ مِنْ دَاءِ الشُّحِّ، وَقَدْ أَقَامَ اللهُ تَعَالَى الْبَرَاءَةَ مِنْهُ سَبِيلَاً إِلَى الْفَلَاحِ؛ فَقَالَ سُبحَانَهُ: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [التغابن: 16].
وَكَانَ بُرْهَانَاً عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ فِيمَا أَعْطَاهُ مِنْ مَالٍ، وَقَدْ سَلَّطَهُ فِي رِضَاهُ، وَشَاهِدَاً عَلَى رَحمَتِهِ بِالْمُعْسِرِ الْمُحْتَاجِ، وَقَد قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) [أخرجه: البخاري/صحيحه (7010) (6/ 2711)]، وَدَلِيلَاً عَلَى تَوفِيقِهِ إِلَى عِبَادَةٍ مُتَعَدِّيَةِ الْأَثَرِ، ثَرِيَّةٍ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالْحَنَانِ، وَهِيَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى أَهْلِ الْعِوَزِ وَالْحَاجَةِ؛ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَى اللهِ، وَعَلَى عَمَلٍ هُوَ مِنْ أَحَبِّ الْأَعمَالِ إِلَى اللهِ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلَاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا - وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ). [حسن، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(13646)(12/ 453)]
الثَّانِيَةُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ الْغَنِيَّ إِذَا أَقْرَضَ الْمُعْسِرَ، وَأَنظَرَهُ، أَوْ وَضَعَ عَنهُ، أَوْ أَبْرَأَهُ؛ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلَاً عَلَى قُوَّةِ إِيمَانِهِ، وَنُورِ بَصِيرَتِهِ، وَإِحْسَانِهِ، وَعِلْمِهِ أَنَّ مَا عِنْدَهُ مِنْ مَالٍ هُوَ مِنَ اللهِ، وَقَد أَمَرَهُ فِيهِ بِالزَّكَاةِ، وَإِجَابَةِ الْمُضْطَّرِّ، وَإِغَاثَةِ الْمَلهُوفِ، وَالنَّفَقَةِ عَلَى الزَوجَةِ، وَالْقَاصِرِ مِنَ الْوَلَدِ، وَقِرَى الضَّيفِ، وَرَغَّبَهُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْهِبَةِ، وَالْوَصِيَّةِ، وَالْوَقفِ، وَالْقَرْضِ، فَإِذَا وَهَبَ، أَوْ أَوْقَفَ، أَوْ أَقْرَضَ؛ كَانَ ذَلِكَ دَلِيلَاً أَغلَبِيَّاً عَلَى وَفَائِهِ بِالْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ؛ لِأَنَّ الْعَاقِلَ لَا يَصِيرُ إِلَى النَّافِلَةِ وَهُوَ مُفَرِّطٌ بِالْفَرِيضَةِ.
وَإِنَّ الدَّائِنَ إِذَا أَمْهَلَ الْمَدِينَ، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ؛ كَانَ ذَلِكَ بُرْهَانَاً عَلَى مُرَاعَاتِهِ لِلْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ، وَبُرْهَاناً عَلَى سَلَامَتِهِ مِنْ دَاءِ الشُّحِّ، وَقَدْ أَقَامَ اللهُ تَعَالَى الْبَرَاءَةَ مِنْهُ سَبِيلَاً إِلَى الْفَلَاحِ؛ فَقَالَ سُبحَانَهُ: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [التغابن: 16].
وَكَانَ بُرْهَانَاً عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ فِيمَا أَعْطَاهُ مِنْ مَالٍ، وَقَدْ سَلَّطَهُ فِي رِضَاهُ، وَشَاهِدَاً عَلَى رَحمَتِهِ بِالْمُعْسِرِ الْمُحْتَاجِ، وَقَد قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) [أخرجه: البخاري/صحيحه (7010) (6/ 2711)]، وَدَلِيلَاً عَلَى تَوفِيقِهِ إِلَى عِبَادَةٍ مُتَعَدِّيَةِ الْأَثَرِ، ثَرِيَّةٍ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالْحَنَانِ، وَهِيَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى أَهْلِ الْعِوَزِ وَالْحَاجَةِ؛ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَى اللهِ، وَعَلَى عَمَلٍ هُوَ مِنْ أَحَبِّ الْأَعمَالِ إِلَى اللهِ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلَاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا - وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ). [حسن، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(13646)(12/ 453)]
الثَّالِثَةُ: وَفِيهَا أَنَّ الْجَزَاءَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، فَكَمَا أَمَّنَ الدَّائِنُ الْمُحْتَاجَ بِالْقَرْضِ، وَأَمَّنَهُ بِإِنْظَارِهِ، أَوِ الْوَضْعِ عَنْهُ، أَوْ إبْرَائِهِ مِنَ الْقَلَقِ وَالْأَرَقِ، وَذُلِّ السُّؤَالِ، وَعُقُوبَةِ السُّلْطَانِ؛ فَقَدْ قَابَلَهُ اللَّهُ بِالْأَمْنِ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَشَدَائِدِ الْحَشْرِ وَطُولِ الْحِسَابِ، وَأَظَلَّهُ بِظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلَّهُ.
الرَّابِعَةُ: فِيهِ فَضْلُ الْقَرْضِ، وَأَنَّهُ مِنْ صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ، وَأَنَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الصَّدَقَةِ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (كُلُّ قَرْضٍ صَدَقَةٌ). [حسن، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(3498) (4/ 17)]
وَفِي رِوَايَةٍ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلَّا كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً). [أخرجه: ابن ماجه/سننه (2430) (2/ 812)، قال الألباني: حديث ضعيف إلا المرفوع منه فحسن]
وَفِيهِ فَضْلُ إِنْظَارِ الْمَدِينِ الْمُعسِرِ، وَفَضْلِ إِبرَائِهِ مِنْ بَعضِ الدَّيْنِ أَوْ كُلِّهِ؛ فَعَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ) قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ) قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ) ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ) قَالَ لَهُ: (بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ، فَأَنْظَرَهُ؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ).
وَرَوَاهُ أَحمَدُ مُختَصَرَاً، قَالَ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ، فَأَنْظَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُهُ صَدَقَةً). [صحيح، أخرجه: أحمد/مسنده (23046) (38/ 153)]
الرَّابِعَةُ: فِيهِ فَضْلُ الْقَرْضِ، وَأَنَّهُ مِنْ صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ، وَأَنَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الصَّدَقَةِ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (كُلُّ قَرْضٍ صَدَقَةٌ). [حسن، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(3498) (4/ 17)]
وَفِي رِوَايَةٍ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلَّا كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً). [أخرجه: ابن ماجه/سننه (2430) (2/ 812)، قال الألباني: حديث ضعيف إلا المرفوع منه فحسن]
وَفِيهِ فَضْلُ إِنْظَارِ الْمَدِينِ الْمُعسِرِ، وَفَضْلِ إِبرَائِهِ مِنْ بَعضِ الدَّيْنِ أَوْ كُلِّهِ؛ فَعَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ) قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ) قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ) ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ) قَالَ لَهُ: (بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ، فَأَنْظَرَهُ؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ).
وَرَوَاهُ أَحمَدُ مُختَصَرَاً، قَالَ: (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ، فَأَنْظَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُهُ صَدَقَةً). [صحيح، أخرجه: أحمد/مسنده (23046) (38/ 153)]
الْخَامِسَةُ: فِيهِ فَضْلُ إِعَانَةِ الْأَخْرَقِ الْمُسِيءِ التَّدْبِيرِ الَّذِي لَا يُتْقِنُ مَا يَفْعَلُ؛ لِضَعْفٍ فِي عَقْلِهِ، أَوْ عَمَىً فِي بَصَرِهِ، أَوْ عَجْزٍ فِي بَدَنِهِ؛ فَإِنَّ إِعَانَتَهُ مِنْ الْمَعْرُوفِ.
وَمَنْ كَانَ سَهْلًا، رَفِيقًا، مُعِينًا لِأَهْلِ الضَّعْفِ، وَدَامَ عَلَى ذَلِكَ؛ قَابَلَهُ اللَّهُ بِالتَّوْفِيقِ وَالْإِعَانَةِ فَضْلًا عَنْ الْأَجْرِ وَالْمُثُوبَةِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا؛ نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ؛ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا؛ سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ...). [أخرجه: مسلم/صحيحه (2699) (8/ 71)]
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَا يَزَالُ اللهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ). [صحيح لغيره، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(4801)(5/ 118)]
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ؛ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً). [حسن لغيره، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(5081)(5/ 202)]
عَلَى أَنَّ إِعَانَةَ الْأَخْرَقِ، وَإِغَاثَةَ الْمَلْهُوفِ صَدَقَةٌ وَأَيُّ صَدَقَةٍ، أَفْصَحَ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ)، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: (فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ)، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفِ)، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (فَلْيَأْمُرْ بِالْخَيْرِ، أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ)، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (فَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ؛ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ). [أخرجه: البخاري/صحيحه(5676)(5/ 2241)، مسلم/صحيحه(1008)(2/699)]
وَمَنْ كَانَ سَهْلًا، رَفِيقًا، مُعِينًا لِأَهْلِ الضَّعْفِ، وَدَامَ عَلَى ذَلِكَ؛ قَابَلَهُ اللَّهُ بِالتَّوْفِيقِ وَالْإِعَانَةِ فَضْلًا عَنْ الْأَجْرِ وَالْمُثُوبَةِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا؛ نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ؛ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا؛ سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ...). [أخرجه: مسلم/صحيحه (2699) (8/ 71)]
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَا يَزَالُ اللهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ). [صحيح لغيره، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(4801)(5/ 118)]
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ؛ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً). [حسن لغيره، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(5081)(5/ 202)]
عَلَى أَنَّ إِعَانَةَ الْأَخْرَقِ، وَإِغَاثَةَ الْمَلْهُوفِ صَدَقَةٌ وَأَيُّ صَدَقَةٍ، أَفْصَحَ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ)، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: (فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ)، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفِ)، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (فَلْيَأْمُرْ بِالْخَيْرِ، أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ)، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (فَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ؛ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ). [أخرجه: البخاري/صحيحه(5676)(5/ 2241)، مسلم/صحيحه(1008)(2/699)]
وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقَابِلُ رَحْمَةَ هَؤُلَاءِ عَلَى أَهْلِ الضَّعْفِ وَالْعَجْزِ وَالْمَسْكَنَةِ بِرَحْمَةٍ خَاصَّةٍ مِنْ لَدُنْهُ؛ فَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاء). [صحيح، أخرجه: الترمذي/سننه(1924)(4/ 323)]
وَيُؤَمِّنُهُمْ مِنْ مَخَاوِفِ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ؛ فَيُظِلُّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وَيُثَبِّتُهُمْ عَلَى الصِّرَاطِ الْمَضْرُوبِ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَجُوزُوهُ إلَى الْجِنَانِ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (... وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ؛ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ). [حسن، أخرجه: الطبراني/ المعجم الكبير(13646)(12/ 453)]
وَحَسْبُ هَؤُلَاءِ فَخْرًا أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ تَبْلُغُهُمْ رَحْمَةُ اللَّهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي الْيَسَرِ رضي الله عنه، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يَسْتَظِلُّ فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَرَجُلٌ أَنْظَرَ مُعْسِرًا حَتَّى يَجِدَ شَيْئًا أَوْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِمَا يَطْلُبُهُ، يَقُولُ مَا لِي عَلَيْكَ صَدَقَةٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، وَيَحْرِقُ صَحِيفَتَهُ). [حسن، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(377)(19/ 167)]
السَّادِسَةُ: يَسْتَفَادُ بِدَلَالَةِ الْمَفْهُومِ أَنَّ مَنْ ضَيَّقَ عَلَى مَدِينِهِ الْمُعْسِرِ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ بِالطَّلَبِ أَوْ أَغْلَظَ عَلَيْهِ؛ فَقَدْ ضَيَّعَ أَمْرَ اللَّهِ بِالْإِمْهَالِ وَالتَّيْسِيرِ الثَّابِتِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 280]، وَفَاتَهُ جَزَاءُ الْإِنْظَارِ وَالتَّيْسِيرِ، وَقَدْ يَتَعَرَّضُ إِلَى كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ.
۞۞۞۞
وَيُؤَمِّنُهُمْ مِنْ مَخَاوِفِ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ؛ فَيُظِلُّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وَيُثَبِّتُهُمْ عَلَى الصِّرَاطِ الْمَضْرُوبِ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَجُوزُوهُ إلَى الْجِنَانِ؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (... وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ؛ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ). [حسن، أخرجه: الطبراني/ المعجم الكبير(13646)(12/ 453)]
وَحَسْبُ هَؤُلَاءِ فَخْرًا أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ تَبْلُغُهُمْ رَحْمَةُ اللَّهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي الْيَسَرِ رضي الله عنه، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يَسْتَظِلُّ فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَرَجُلٌ أَنْظَرَ مُعْسِرًا حَتَّى يَجِدَ شَيْئًا أَوْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِمَا يَطْلُبُهُ، يَقُولُ مَا لِي عَلَيْكَ صَدَقَةٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، وَيَحْرِقُ صَحِيفَتَهُ). [حسن، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(377)(19/ 167)]
السَّادِسَةُ: يَسْتَفَادُ بِدَلَالَةِ الْمَفْهُومِ أَنَّ مَنْ ضَيَّقَ عَلَى مَدِينِهِ الْمُعْسِرِ وَأَلَحَّ عَلَيْهِ بِالطَّلَبِ أَوْ أَغْلَظَ عَلَيْهِ؛ فَقَدْ ضَيَّعَ أَمْرَ اللَّهِ بِالْإِمْهَالِ وَالتَّيْسِيرِ الثَّابِتِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 280]، وَفَاتَهُ جَزَاءُ الْإِنْظَارِ وَالتَّيْسِيرِ، وَقَدْ يَتَعَرَّضُ إِلَى كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ.
۞۞۞۞
الْكَشْفُ عَنْ صِفَاتِ مَنْ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَحْتَ الْعَرْشِ
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قَالَ اللهُ عز وجل: الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي). [صحيح لغيره، أخرجه: أحمد/مسنده(17158)(28/ 389)]
فِي الْحَدِيثِ فَوَائِدُ:
الْأُولَى: فِيهِ فَضْلُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ الْتَقَتْ قُلُوبُهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ دُونَ بَاعِثٍ مِنْ نَسَبٍ، وَلَا مَالٍ، وَاتَّفَقَتْ عَلَى طَاعَتِهِ، وَتَوَثَّقَتْ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَتَعَاهَدَتْ عَلَى نُصْرَةِ شَرِيعَتِهِ إِجْلَالًا لَهُ وَتَعْظِيمًا.
وَإِنَّ قُلُوبًا خَلَتْ فِي حُبِّهَا وَاجْتِمَاعِهَا مِنْ بَوَاعِثِ الطَّبْعِ وَالْمَالِ، وَاتَّحَدَتْ عَلَى بَاعِثِ الْإِيمَانِ، وَالسِّبَاقِ إِلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ فَكَانَ وَلَاؤُهَا وَبَرَاؤُهَا عَلَى الْهُدَى، أَحَبَّتْ فِي اللَّهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ، وَأَبْغَضَتْ فِيهِ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ، وَأَعْطَتْ فِيهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ، وَمَنَعَتْ فِيهِ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ؛ تَشَوُّفًا إِلَى اسْتِكْمَالِ الْإِيمَانِ، وَالِارْتِقَاءِ إِلَى مَنَازِلِ الْإِحْسَانِ؛ طَامِحَةً أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ غَدًا فِي الْجِنَانِ؛ فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ؛ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ). [حسن، أخرجه: الترمذي/سننه(2521)(4/ 670)]
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ). [حسن صحيح، أخرجه: أبو داود/سننه(4681)(4/ 354)]
وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ؟) قَالُوا: الصَّلَاةُ، قَالَ: (حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا). قَالُوا: الزَّكَاةُ، قَالَ: (حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا)، قَالُوا: صِيَامُ رَمَضَانَ، قَالَ: (حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ)، قَالُوا: الْحَجُّ، قَالَ: (حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ)، قَالُوا: الْجِهَادُ، قَالَ: (حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ)، قَالَ: (إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ). [حسن بشواهده، أخرجه: أحمد/مسنده(18524)(30/ 488)]
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قَالَ اللهُ عز وجل: الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي). [صحيح لغيره، أخرجه: أحمد/مسنده(17158)(28/ 389)]
فِي الْحَدِيثِ فَوَائِدُ:
الْأُولَى: فِيهِ فَضْلُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ الْتَقَتْ قُلُوبُهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ دُونَ بَاعِثٍ مِنْ نَسَبٍ، وَلَا مَالٍ، وَاتَّفَقَتْ عَلَى طَاعَتِهِ، وَتَوَثَّقَتْ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَتَعَاهَدَتْ عَلَى نُصْرَةِ شَرِيعَتِهِ إِجْلَالًا لَهُ وَتَعْظِيمًا.
وَإِنَّ قُلُوبًا خَلَتْ فِي حُبِّهَا وَاجْتِمَاعِهَا مِنْ بَوَاعِثِ الطَّبْعِ وَالْمَالِ، وَاتَّحَدَتْ عَلَى بَاعِثِ الْإِيمَانِ، وَالسِّبَاقِ إِلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ فَكَانَ وَلَاؤُهَا وَبَرَاؤُهَا عَلَى الْهُدَى، أَحَبَّتْ فِي اللَّهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ، وَأَبْغَضَتْ فِيهِ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ، وَأَعْطَتْ فِيهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ، وَمَنَعَتْ فِيهِ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ؛ تَشَوُّفًا إِلَى اسْتِكْمَالِ الْإِيمَانِ، وَالِارْتِقَاءِ إِلَى مَنَازِلِ الْإِحْسَانِ؛ طَامِحَةً أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ غَدًا فِي الْجِنَانِ؛ فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ؛ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ). [حسن، أخرجه: الترمذي/سننه(2521)(4/ 670)]
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ). [حسن صحيح، أخرجه: أبو داود/سننه(4681)(4/ 354)]
وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ؟) قَالُوا: الصَّلَاةُ، قَالَ: (حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا). قَالُوا: الزَّكَاةُ، قَالَ: (حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا)، قَالُوا: صِيَامُ رَمَضَانَ، قَالَ: (حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ)، قَالُوا: الْحَجُّ، قَالَ: (حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ)، قَالُوا: الْجِهَادُ، قَالَ: (حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ)، قَالَ: (إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ). [حسن بشواهده، أخرجه: أحمد/مسنده(18524)(30/ 488)]
مَا أَطْهَرَهَا مِنْ قُلُوبٍ مُلِئَتْ بِنُورِ الْإِيمَانِ، وَاسْتَرْشَدَتْ بِهُدَى الْقُرْآنِ، وَبَادَرَتْ طَيَّ الصَّحِيفَةِ بِطَاعَةِ الرَّحْمَنِ، وَاتِّبَاعِ نَبِيِّهِ الْعَدْنَانِ صلى الله عليه وسلم، فَتَزَاوَرَتْ وَتَبَاذَلَتْ وَتَنَاصَرَتْ؛ لِتَنَالَ مَحَبَّتَهُ؛ فَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْثِرُ عَنْ رَبِّهِ عز وجل يَقُولُ: (حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ). [صحيح، أخرجه: أحمد/مسنده(22080)(36/ 399)]
وَعَنْ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ، قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه: هَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِيهِ نِسْيَانٌ، وَلَا كَذِبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ: قَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَصَادَقُونَ مِنْ أَجْلِي). [حسن صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(9080)(9/ 40)]
فِي الْحَدِيثِ تَأْكِيدٌ لِمَحَبَّةِ اللَّهِ لَهُمْ عَلَى أُخُوَّةِ الْإِيمَانِ الْمُوَثَّقَةِ بِمَحَبَّتِهِ وَلُزُومِ طَاعَتِهِ، وَالتَّزَاوُرِ، وَالتَّبَاذُلِ، وَالتَّوَاصُلِ مِنْ أَجْلِهِ فَقَابَلَهُمْ بِمَحَبَّتِهِ الَّتِي تَعْنِي اصْطِفَاءَهُ لَهُمْ مِنَ الْأَغْيَارِ، وَتَسْخِيرَهُ لِقُلُوبِهِمْ وَجَوَارِحِهِمْ فِي رِضَاهُ، وَتَأْيِيدَهُ لَهُمْ بِقَبُولِ دُعَائِهِمْ، وَإِجَابَةِ سُؤَالِهِمْ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ). [أخرجه: البخاري/صحيحه(6137)(5/ 2385)]
وَحَرَّضَهُمْ عَلَى التَّنَافُسِ فِي الصَّفَاءِ، وَصِدْقِ الْوُدِّ، بِأَنَّ أَشَدَّهُمْ حُبًّا لِأَخِيهِ أَشَدُّهُمْ حُبًّا إِلى اللَّهِ، وَأَحَظُّهُمْ فِي الْخَيْرِ عِنْدَهُ؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا تَحَابَّ رَجُلَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَى اللَّهِ عز وجل أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ). [حسن صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(2899)(3/ 192)]
وَعَنْ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ، قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه: هَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ فِيهِ نِسْيَانٌ، وَلَا كَذِبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ: قَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَصَادَقُونَ مِنْ أَجْلِي). [حسن صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(9080)(9/ 40)]
فِي الْحَدِيثِ تَأْكِيدٌ لِمَحَبَّةِ اللَّهِ لَهُمْ عَلَى أُخُوَّةِ الْإِيمَانِ الْمُوَثَّقَةِ بِمَحَبَّتِهِ وَلُزُومِ طَاعَتِهِ، وَالتَّزَاوُرِ، وَالتَّبَاذُلِ، وَالتَّوَاصُلِ مِنْ أَجْلِهِ فَقَابَلَهُمْ بِمَحَبَّتِهِ الَّتِي تَعْنِي اصْطِفَاءَهُ لَهُمْ مِنَ الْأَغْيَارِ، وَتَسْخِيرَهُ لِقُلُوبِهِمْ وَجَوَارِحِهِمْ فِي رِضَاهُ، وَتَأْيِيدَهُ لَهُمْ بِقَبُولِ دُعَائِهِمْ، وَإِجَابَةِ سُؤَالِهِمْ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ). [أخرجه: البخاري/صحيحه(6137)(5/ 2385)]
وَحَرَّضَهُمْ عَلَى التَّنَافُسِ فِي الصَّفَاءِ، وَصِدْقِ الْوُدِّ، بِأَنَّ أَشَدَّهُمْ حُبًّا لِأَخِيهِ أَشَدُّهُمْ حُبًّا إِلى اللَّهِ، وَأَحَظُّهُمْ فِي الْخَيْرِ عِنْدَهُ؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا تَحَابَّ رَجُلَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَى اللَّهِ عز وجل أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ). [حسن صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(2899)(3/ 192)]
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ). [صحيح، أخرجه: الترمذي/سننه(1944)(4/ 333)]
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه مَرْفُوعَاً قَالَ: (مَا مِنْ رَجُلَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ؛ إِلَّا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ). [صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(5279)(5/ 267)]
وَإِنَّ لِكُلِّ عَامِلٍ عَمَالَةٌ، وَلِكُلِّ مُتْقِنٍ كَرَامَةٌ، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَجْزَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْعَطَاءَ، وَرَفَعَ لَهُمُ الْمَنَازِلَ، وَجَعَلَ النُّورَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَأَقْعَدَهُمْ عَلَى مَنَابِرِ النُّورِ، وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ، وَأَظَلَّهُمْ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ وَأَمَّنَهُمْ مِنْ الْمَخَاوِفِ، وَصَرَفَ عَنْهُمُ الْأَحْزَانَ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ جُلَسَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَكِلْتَا يَدَيِ اللهِ يَمِينٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، وَلَا شُهَدَاءَ، وَلَا صِدِّيقِينَ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: (الْمُتَحَابُّونَ بِجِلَالِ اللهِ تَعَالَى). [صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(12686)(12/ 134)]
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ)، قِيلَ: مَنْ هُمْ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُمْ؟ قَالَ: (هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِنُورِ اللهِ مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلَا أنْسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ)، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: 62]. [صحيح، أخرجه: ابن حبان/صحيحه(689)(1/ 471)]
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه مَرْفُوعَاً قَالَ: (مَا مِنْ رَجُلَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ؛ إِلَّا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ). [صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الأوسط(5279)(5/ 267)]
وَإِنَّ لِكُلِّ عَامِلٍ عَمَالَةٌ، وَلِكُلِّ مُتْقِنٍ كَرَامَةٌ، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَجْزَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْعَطَاءَ، وَرَفَعَ لَهُمُ الْمَنَازِلَ، وَجَعَلَ النُّورَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَأَقْعَدَهُمْ عَلَى مَنَابِرِ النُّورِ، وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ، وَأَظَلَّهُمْ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ وَأَمَّنَهُمْ مِنْ الْمَخَاوِفِ، وَصَرَفَ عَنْهُمُ الْأَحْزَانَ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ جُلَسَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَكِلْتَا يَدَيِ اللهِ يَمِينٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، وَلَا شُهَدَاءَ، وَلَا صِدِّيقِينَ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: (الْمُتَحَابُّونَ بِجِلَالِ اللهِ تَعَالَى). [صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(12686)(12/ 134)]
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ)، قِيلَ: مَنْ هُمْ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُمْ؟ قَالَ: (هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِنُورِ اللهِ مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلَا أنْسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ)، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: 62]. [صحيح، أخرجه: ابن حبان/صحيحه(689)(1/ 471)]
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الله)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: (هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ، وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ لعَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ)، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: 62]. [صحيح، أخرجه: أبو داود/سننه(3527)(3/ 311)]
الثَّانِيَةُ: يُسْتَفَادُ بِدَلَالَةِ الْمَفْهُومِ أَنَّ الْمُتَحَابِينَ عَلَى غَيْرِ الْإِيمَانِ وَطَاعَةِ الرَّحْمَنِ وَتَحَابُّوا عَلَى الْفِسْقِ وَالضَّلَالِ، أَوِ اجْتَمَعَتْ قُلُوبُهُمْ عَلَى مَتَاعِ الدُّنْيَا مِنَ الْلَّهْوِ وَالْلَّعِبِ، وَالشَّهَوَاتِ وَالتِّجَارَاتِ، وَضَيَّعُوا حَقَّ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ؛ يُؤَخَّرُ عَنْهُ جَزَاءُ الْأَمْنِ مِنْ أَهْوَالِ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَتَأْخُذُهُمْ الْمَخَاوِفُ وَالْمَشَاقُّ، وَيُحْرَمُونَ مِنْ ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
الثَّانِيَةُ: يُسْتَفَادُ بِدَلَالَةِ الْمَفْهُومِ أَنَّ الْمُتَحَابِينَ عَلَى غَيْرِ الْإِيمَانِ وَطَاعَةِ الرَّحْمَنِ وَتَحَابُّوا عَلَى الْفِسْقِ وَالضَّلَالِ، أَوِ اجْتَمَعَتْ قُلُوبُهُمْ عَلَى مَتَاعِ الدُّنْيَا مِنَ الْلَّهْوِ وَالْلَّعِبِ، وَالشَّهَوَاتِ وَالتِّجَارَاتِ، وَضَيَّعُوا حَقَّ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ؛ يُؤَخَّرُ عَنْهُ جَزَاءُ الْأَمْنِ مِنْ أَهْوَالِ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَتَأْخُذُهُمْ الْمَخَاوِفُ وَالْمَشَاقُّ، وَيُحْرَمُونَ مِنْ ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
الْكَشْفُ عَنْ صِفَاتِ مَنْ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَحْتَ الْعَرْشِ
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (التاجِرُ الصَّدُوقُ تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ يومَ القِيَامَةِ). [ضعيف جداً، أخرجه: ابن حجر العسقلاني/زهر الفردوس(1231)(3/ 587)]
فِي الْحَدِيثِ فَوَائِدُ:
الْأُولَى: التَّاجِرُ اسْمُ جِنْسٍ حُلِّيَ بـِ (ال) الِاسْتِغْرَاقِ، فَكَانَ عَامَّاً، قَدْ خُصَّ بِـ (الصَّدُوقِ) فَخَرَجَ مِنَ الْعُمُومِ التَّاجِرُ الْكَذُوبُ.
وَالتَّاجِرُ الصَّدُوقُ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخُصُوصُ، وَهُوَ التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْمُؤْمِنُ دُونَ الْكَافِرِ، مَعَ صَرْفِ النَّظَرِ عَنْ مِلَّتِهِ.
فَيَكُونُ الْمَعْنَى: التَّاجِرُ الْمُؤْمِنُ الصَّدُوقُ يُظِلُّهُ اللهُ تَحْتَ عَرْشِهِ، وَلَا يَبْلُغُ هَذَا الْجَزَاءَ التَّاجِرُ الْكَافِرُ أَبَدَاً وَلَوْ كَانَ صَدُوقَاً، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَمَلٌ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ خَالِدٌ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: 72]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ [آل عمران: 91]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 117].
الثَّانِيَةُ: فِيهِ فَضْلُ التَّاجِرِ الصَّدُوقِ، أَيْ: ظَاهِرِ الصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ، صَدَقَ مَعَ اللهِ فَرَاقَبَهُ فِي تِجَارَتِهِ، وَتَعَلَّمَ أَحْكَامَ الْبُيُوعِ؛ لِيُصِيبَ الْحَلَالَ، وَيَجْتَنِبَ الْحَرَامَ، وَيُدْرِكَ الْكَسْبَ الطَّيِّبَ؛ فَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الْكَسْبِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ) [حسن لغيره، أخرجه: أحمد/مسنده(17265)(28/502)]، وَهُوَ الْبَيْعُ الْمُجَرَّدُ عَنِ الْمَحْظُورِ، فَلَا غِشَّ فِيهِ وَلَا غَرَرَ، وَلَا خِدَاعَ فِيهِ، وَلَا كَذِبَ.
وَلَا يُدْرَكُ الْبَيْعُ الْمَبْرُورُ إِلَّا بِالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، وَالْعِلْمِ بِأَحْكَامِ الْبُيُوعِ، وَمُرَاقَبَةِ اللهِ، وَاجْتِنَابِ مَسَاخِطِهِ؛ فَعَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: "لَا يَبِيعُ فِي سُوقِنَا هَذَا إِلَّا مَنْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ". [صحيح، أخرجه: الترمذي/الصلاة(485)(1/303)]
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: "مَنِ اتَّجَرَ قَبْلَ أَنْ يَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ؛ فَقَدِ ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا، ثُمَّ ارْتَطَمَ ثُمَّ ارْتَطَمَ". [السمرقندي/تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين(ص364)]
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (التاجِرُ الصَّدُوقُ تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ يومَ القِيَامَةِ). [ضعيف جداً، أخرجه: ابن حجر العسقلاني/زهر الفردوس(1231)(3/ 587)]
فِي الْحَدِيثِ فَوَائِدُ:
الْأُولَى: التَّاجِرُ اسْمُ جِنْسٍ حُلِّيَ بـِ (ال) الِاسْتِغْرَاقِ، فَكَانَ عَامَّاً، قَدْ خُصَّ بِـ (الصَّدُوقِ) فَخَرَجَ مِنَ الْعُمُومِ التَّاجِرُ الْكَذُوبُ.
وَالتَّاجِرُ الصَّدُوقُ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخُصُوصُ، وَهُوَ التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْمُؤْمِنُ دُونَ الْكَافِرِ، مَعَ صَرْفِ النَّظَرِ عَنْ مِلَّتِهِ.
فَيَكُونُ الْمَعْنَى: التَّاجِرُ الْمُؤْمِنُ الصَّدُوقُ يُظِلُّهُ اللهُ تَحْتَ عَرْشِهِ، وَلَا يَبْلُغُ هَذَا الْجَزَاءَ التَّاجِرُ الْكَافِرُ أَبَدَاً وَلَوْ كَانَ صَدُوقَاً، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَمَلٌ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ خَالِدٌ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: 72]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ [آل عمران: 91]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 117].
الثَّانِيَةُ: فِيهِ فَضْلُ التَّاجِرِ الصَّدُوقِ، أَيْ: ظَاهِرِ الصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ، صَدَقَ مَعَ اللهِ فَرَاقَبَهُ فِي تِجَارَتِهِ، وَتَعَلَّمَ أَحْكَامَ الْبُيُوعِ؛ لِيُصِيبَ الْحَلَالَ، وَيَجْتَنِبَ الْحَرَامَ، وَيُدْرِكَ الْكَسْبَ الطَّيِّبَ؛ فَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الْكَسْبِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ) [حسن لغيره، أخرجه: أحمد/مسنده(17265)(28/502)]، وَهُوَ الْبَيْعُ الْمُجَرَّدُ عَنِ الْمَحْظُورِ، فَلَا غِشَّ فِيهِ وَلَا غَرَرَ، وَلَا خِدَاعَ فِيهِ، وَلَا كَذِبَ.
وَلَا يُدْرَكُ الْبَيْعُ الْمَبْرُورُ إِلَّا بِالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، وَالْعِلْمِ بِأَحْكَامِ الْبُيُوعِ، وَمُرَاقَبَةِ اللهِ، وَاجْتِنَابِ مَسَاخِطِهِ؛ فَعَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: "لَا يَبِيعُ فِي سُوقِنَا هَذَا إِلَّا مَنْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ". [صحيح، أخرجه: الترمذي/الصلاة(485)(1/303)]
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: "مَنِ اتَّجَرَ قَبْلَ أَنْ يَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ؛ فَقَدِ ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا، ثُمَّ ارْتَطَمَ ثُمَّ ارْتَطَمَ". [السمرقندي/تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين(ص364)]
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ رحمه الله قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: مَا الَّذِي لَا يَسَعُ الْمُؤْمِنَ مِنْ تَعْلِيمِ الْعِلْمِ إِلَّا أَنْ يَطْلُبَهُ؟ وَمَا الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ قَالَ: «لَا يَسَعُهُ أَنْ يَقْدَمَ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا بِعِلْمٍ، وَلَا يَسَعُهُ حَتَّى يَسْأَلَ». [أخرجه: ابن عبد البر/جامع بيان العلم وفضله(1/ 56)]
وَصَدَقَ مَعَ اللَّهِ فَلَمْ تُلْهِهِ تِجَارَتُهُ وَبَيْعُهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَرَصَ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 37-38].
وَصَدَقَ مَعَ اللَّهِ فَكَانَ يُتْبِعُ بَيَاعَاتِهِ الصَّدَقَةَ؛ لِتَذْهَبَ بِلَغْوِهِ وَعَثْرَتِهِ؛ اسْتِهْدَاءً بِإِرْشَادَاتِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّهُ يَشْهَدُ بَيْعَكُمُ الْحَلِفُ وَالْكَذِبُ؛ فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ). [صحيح، أخرجه: النسائي/سننه(3800)(7/ 15)]
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ مَاجَهْ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَاللَّغْوُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ). [صحيح، أخرجه: ابن ماجه/سننه (2145)(2/ 726)]
وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ فِي مُعَامَلَتِهِ، فَلَمْ يَكْتُمْ عَيْبًا، وَلَمْ يَحْتَكِرْ سِلْعَةً، وَلَمْ يَحْلِفْ كَذِبًا، وَلَمْ يُغَرِّرْ بِهِمْ فِي رِبْحٍ فَاحِشٍ؛ طَمَعًا فِي رِضَا اللَّهِ وَبَرَكَةِ التِّجَارَةِ وَالرِّزْقِ؛ فَعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا). [أخرجه: البخاري/صحيحه(1973)(2/ 732)، مسلم/صحيحه(1532)(3/1164)]
وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ؛ حَذَرًا مِنْ الْكَسْبِ الْحَرَامِ؛ لِأَنَّهُ سُمٌّ قَاتِلٌ، يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيُعْمِي الْبَصِيرَةَ، وَيُسْقِمُ الْبَدَنَ، وَيُذْهِبُ الْبَرَكَةَ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ، وَيُعَجِّلُ بِزَوَالِ النِّعْمَةِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29].
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه: (يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ). [صحيح، أخرجه: الترمذي/سننه(614)(2/512)]
وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ، وَحَرَصَ أَنْ يُطَاوِعَهُمْ عَلَى الْإِقَالَةِ مَتَى أَرَادُوا؛ رَجَاءَ أَنْ يُقِيلَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ الْتِزَامًا بِهَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : (مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). [صحيح، أخرجه: ابن حبان/صحيحه(652)(1/ 454)]
وَصَدَقَ مَعَ اللَّهِ فَلَمْ تُلْهِهِ تِجَارَتُهُ وَبَيْعُهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَرَصَ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 37-38].
وَصَدَقَ مَعَ اللَّهِ فَكَانَ يُتْبِعُ بَيَاعَاتِهِ الصَّدَقَةَ؛ لِتَذْهَبَ بِلَغْوِهِ وَعَثْرَتِهِ؛ اسْتِهْدَاءً بِإِرْشَادَاتِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّهُ يَشْهَدُ بَيْعَكُمُ الْحَلِفُ وَالْكَذِبُ؛ فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ). [صحيح، أخرجه: النسائي/سننه(3800)(7/ 15)]
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ مَاجَهْ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَاللَّغْوُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ). [صحيح، أخرجه: ابن ماجه/سننه (2145)(2/ 726)]
وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ فِي مُعَامَلَتِهِ، فَلَمْ يَكْتُمْ عَيْبًا، وَلَمْ يَحْتَكِرْ سِلْعَةً، وَلَمْ يَحْلِفْ كَذِبًا، وَلَمْ يُغَرِّرْ بِهِمْ فِي رِبْحٍ فَاحِشٍ؛ طَمَعًا فِي رِضَا اللَّهِ وَبَرَكَةِ التِّجَارَةِ وَالرِّزْقِ؛ فَعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا). [أخرجه: البخاري/صحيحه(1973)(2/ 732)، مسلم/صحيحه(1532)(3/1164)]
وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ؛ حَذَرًا مِنْ الْكَسْبِ الْحَرَامِ؛ لِأَنَّهُ سُمٌّ قَاتِلٌ، يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيُعْمِي الْبَصِيرَةَ، وَيُسْقِمُ الْبَدَنَ، وَيُذْهِبُ الْبَرَكَةَ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ، وَيُعَجِّلُ بِزَوَالِ النِّعْمَةِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29].
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه: (يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ). [صحيح، أخرجه: الترمذي/سننه(614)(2/512)]
وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ، وَحَرَصَ أَنْ يُطَاوِعَهُمْ عَلَى الْإِقَالَةِ مَتَى أَرَادُوا؛ رَجَاءَ أَنْ يُقِيلَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ الْتِزَامًا بِهَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : (مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ، أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). [صحيح، أخرجه: ابن حبان/صحيحه(652)(1/ 454)]
وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ، فَعَامَلَهُمْ بِالسَّمَاحَةِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَالْقَضَاءِ وَالِاقْتِضَاءِ؛ لِيَنَالَ دَعْوَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالرَّحْمَةِ؛ فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: (رَحِمَ اللهُ رَجُلًا، سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى). [أخرجه: البخاري/صحيحه(2076)(3/ 57)]
وَفِي رِوَايَةٍ: (رَحِمَ اللهُ عَبْدًا، سَمْحًا إِذَا بَاعَ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى، سَمْحًا إِذَا قَضَى). [صحيح، أخرجه: ابن حبان/صحيحه(647)(1/ 452)]
الثَّالِثَةُ: التَّاجِرُ الصَّدُوقُ لَمَّا رَاقَبَ اللَّهَ فِي تِجَارَتِهِ، وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ فِي مُعَامَلَتِهِ، وَعَلِمَ مِنْ حَدِيثِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَكْثَرَ التُّجَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُبْعَثُونَ فُجَّارًا إلَّا مَنْ اتَّقَى وَبَرَّ وَصَدَقَ، وَمَضَى عَلَى هَذَا السَّنَنِ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ؛ رَجَاءَ النَّجَاةِ مِنْ أَنْ يُبْعَثَ فَاجِرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى المُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ)، فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: (إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ، وَبَرَّ، وَصَدَقَ). [ضعيف، أخرجه: الترمذي/سننه(1210)(3/ 507)]
فَلِلَّهُ دُرُّهُ مِنْ رَجُلٍ قَدِ انْتَصَرَ عَلَى فِتْنَةِ الْمَالِ رُغْمَ حُبِّ النَّفْسِ لَهَا، وَأَنَّهَا زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَالْتَزَمَ الْقَنَاعَةَ سَبِيلًا لَمْ يُخْطِئْهَا فِي مَسِيرَتِهِ، وَاهْتَدَى بِبَصِيرَتِهِ أَنَّ الرِّزْقَ مَقْدُورٌ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ صَاحِبُهُ، وَأَنَّهُ لَا يَسُوقُهُ حِرَصُ حَرِيصٍ، وَلَا يَرُدُّهُ كَرَاهَةُ كَارِهٍ، وَأَنَّ ابْنَ آدَمَ لَوْ رَكِبَ الرِّيحَ فَارًّا مِنْ رِزْقِهِ؛ لَرَكِبَ الرِّزْقُ الْبَرْقَ لِيَقَعَ فِي فَمِ ابْنِ آدَمَ.
وَأَيْقَنَ أَنَّ الصِّدْقَ مَعَ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى سَبِيلُ الْبَرَكَةِ وَالْفَرَجِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]، وَبِالصِّدْقِ وَالْبِرِّ يَطُولُ عُمُرُ الْمَالِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ [الكهف: 82] وَلَمْ يَكُنْ أَبًا مُبَاشِرًا؛ بَلْ كَانَ جَدًّا بَعِيدًا، فَلِصَلَاحِهِ وَإِخْلَاصِهِ؛ أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَ مَالِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْأَحْفَادِ الْأَبَاعِدِ.
وَعَلِمَ أَنَّ الْغِشَّ وَالْكَذِبَ وَالْحَلِفَ وَالْفُجُورَ يَمْحَقُ الرِّزْقَ، وَيَمْنَعُ الْبَرَكَةَ؛ فَعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ). [ضعيف، أخرجه: أحمد/مسنده(22438)(37/ 111)]
فَهَذَا الْمُنْتَصِرُ عَلَى فِتْنَةِ الْمَالِ، الْمُؤَثِرُ عَلَى شَهْوَتِهِ وَحَظِّ نَفْسِهِ رِضَا اللَّهِ، قَابَلَهُ اللهُ بِإِظْلَالِهِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَفَعَهُ إِلَى مَنَازِلِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ؛ فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ). [ضعيف، أخرجه: الترمذي/سننه(1209)(3/ 507)]
وَفِي رِوَايَةٍ: (رَحِمَ اللهُ عَبْدًا، سَمْحًا إِذَا بَاعَ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى، سَمْحًا إِذَا قَضَى). [صحيح، أخرجه: ابن حبان/صحيحه(647)(1/ 452)]
الثَّالِثَةُ: التَّاجِرُ الصَّدُوقُ لَمَّا رَاقَبَ اللَّهَ فِي تِجَارَتِهِ، وَصَدَقَ مَعَ النَّاسِ فِي مُعَامَلَتِهِ، وَعَلِمَ مِنْ حَدِيثِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَكْثَرَ التُّجَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُبْعَثُونَ فُجَّارًا إلَّا مَنْ اتَّقَى وَبَرَّ وَصَدَقَ، وَمَضَى عَلَى هَذَا السَّنَنِ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ؛ رَجَاءَ النَّجَاةِ مِنْ أَنْ يُبْعَثَ فَاجِرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى المُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ)، فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: (إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ، وَبَرَّ، وَصَدَقَ). [ضعيف، أخرجه: الترمذي/سننه(1210)(3/ 507)]
فَلِلَّهُ دُرُّهُ مِنْ رَجُلٍ قَدِ انْتَصَرَ عَلَى فِتْنَةِ الْمَالِ رُغْمَ حُبِّ النَّفْسِ لَهَا، وَأَنَّهَا زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَالْتَزَمَ الْقَنَاعَةَ سَبِيلًا لَمْ يُخْطِئْهَا فِي مَسِيرَتِهِ، وَاهْتَدَى بِبَصِيرَتِهِ أَنَّ الرِّزْقَ مَقْدُورٌ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ صَاحِبُهُ، وَأَنَّهُ لَا يَسُوقُهُ حِرَصُ حَرِيصٍ، وَلَا يَرُدُّهُ كَرَاهَةُ كَارِهٍ، وَأَنَّ ابْنَ آدَمَ لَوْ رَكِبَ الرِّيحَ فَارًّا مِنْ رِزْقِهِ؛ لَرَكِبَ الرِّزْقُ الْبَرْقَ لِيَقَعَ فِي فَمِ ابْنِ آدَمَ.
وَأَيْقَنَ أَنَّ الصِّدْقَ مَعَ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى سَبِيلُ الْبَرَكَةِ وَالْفَرَجِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]، وَبِالصِّدْقِ وَالْبِرِّ يَطُولُ عُمُرُ الْمَالِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ [الكهف: 82] وَلَمْ يَكُنْ أَبًا مُبَاشِرًا؛ بَلْ كَانَ جَدًّا بَعِيدًا، فَلِصَلَاحِهِ وَإِخْلَاصِهِ؛ أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَ مَالِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْأَحْفَادِ الْأَبَاعِدِ.
وَعَلِمَ أَنَّ الْغِشَّ وَالْكَذِبَ وَالْحَلِفَ وَالْفُجُورَ يَمْحَقُ الرِّزْقَ، وَيَمْنَعُ الْبَرَكَةَ؛ فَعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ). [ضعيف، أخرجه: أحمد/مسنده(22438)(37/ 111)]
فَهَذَا الْمُنْتَصِرُ عَلَى فِتْنَةِ الْمَالِ، الْمُؤَثِرُ عَلَى شَهْوَتِهِ وَحَظِّ نَفْسِهِ رِضَا اللَّهِ، قَابَلَهُ اللهُ بِإِظْلَالِهِ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَفَعَهُ إِلَى مَنَازِلِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ؛ فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ). [ضعيف، أخرجه: الترمذي/سننه(1209)(3/ 507)]
الرَّابِعَةُ: يَدُلُّ الْحَدِيثُ بِمَفْهُومِ الصِّفَةِ أَنَّ التَّاجِرَ الْكَذُوبَ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنْ طِيبِ الرِّزْقِ وَبَرَكَتِهِ، وَأَنَّى لَهُ ذَلِكَ وَهُوَ مَغْمُوسٌ فِي الْفُجُورِ؛ فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ) قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ؟ قَالَ: (بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُونَ، وَيَأْثَمُونَ). [صحيح، أخرجه: أحمد/مسنده(15530)(24/290)]
وَعَنْ رِفَاعَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ رضي الله عنه إِلَى الْمُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ) فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: (إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارَاً، إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ، وَبَرَّ، وَصَدَقَ). [ضعيف، أخرجه: الترمذي/سننه(1210)(3/507)]
وَالتَّاجِرُ الْكَذُوبُ مَبْغُوضٌ مِنَ اللهِ عز وجل؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ: الْبَيَّاعُ الْحَلَّافُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْإِمَامُ الْجَائِرُ). [صحيح، أخرجه: النسائي/سننه(2576)(5/86)]
وَالتَّاجِرُ الْكَذُوبُ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِ، وَيُعَذِّبُهُ عَذَابَاً أَلِيمَاً؛ فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقُلْتُ: خَابُوا وَخَسِرُوا، فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ). [أخرجه: مسلم/صحيحه (106)(1/102)]
وَعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أُشَيْمِطٌ زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللهَ بِضَاعَةً، لَا يَشْتَرِي إِلَّا بِيَمِينِهِ، وَلَا يَبِيعُ إِلَّا بِيَمِينِهِ). [صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(6111)(6/246)]
۞۞۞۞
وَعَنْ رِفَاعَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ رضي الله عنه إِلَى الْمُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ) فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: (إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارَاً، إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ، وَبَرَّ، وَصَدَقَ). [ضعيف، أخرجه: الترمذي/سننه(1210)(3/507)]
وَالتَّاجِرُ الْكَذُوبُ مَبْغُوضٌ مِنَ اللهِ عز وجل؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ: الْبَيَّاعُ الْحَلَّافُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْإِمَامُ الْجَائِرُ). [صحيح، أخرجه: النسائي/سننه(2576)(5/86)]
وَالتَّاجِرُ الْكَذُوبُ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِ، وَيُعَذِّبُهُ عَذَابَاً أَلِيمَاً؛ فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقُلْتُ: خَابُوا وَخَسِرُوا، فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ). [أخرجه: مسلم/صحيحه (106)(1/102)]
وَعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أُشَيْمِطٌ زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللهَ بِضَاعَةً، لَا يَشْتَرِي إِلَّا بِيَمِينِهِ، وَلَا يَبِيعُ إِلَّا بِيَمِينِهِ). [صحيح، أخرجه: الطبراني/المعجم الكبير(6111)(6/246)]
۞۞۞۞