مقدمة المحقق د. وصفي أبو زيد لكتاب كفاح الجزائر:
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،،
في منتصف القرن العشرين، كانت الأمة الإسلامية تئنُّ تحت وطأة احتلالٍ غربيٍّ جائرٍ نال من جسدها واستباحَ تراثها، غير أنّ روحها كانت تقاومُ في عزمٍ وإيمان، وتستجمع قواها لتستأنف حضورها في التاريخ، وفي ذلك الزمن الموشوم بدماء المقاومة وأصوات النهضة، كانت الجزائر إحدى الساحات التي احتدمت فيها معركةُ الإيمان والهوية؛ معركةٌ لم تكن بين جيشين متقابلين فحسب، بل بين رسالتين متصارعتين: رسالةٍ تُريد أن تنزع عن الإنسان الجزائري إسلامَه وعروبتَه، وأخرى تُجاهدُ لتبقيه موصولًا بربِّه وتاريخه وأمَّته.
كانت تلك الفترة ميدانَ اختبارٍ كبيرٍ للعقل الإسلاميّ الحديث؛ إذ انكشفت فيها هشاشةُ المشاريع السياسية الوافدة، وبرزت الحاجةُ إلى فكرٍ يردّ الأمةَ إلى يقينها الأول، ويُعيد للنهضة الإسلامية بوصلةَ مقاصدها الربانية.
وفي هذا السياق المُلتهب بزفرات التاريخ، أطلَّت أقلامُ المصلحين من شتى ديار الإسلام لتُؤازر كفاح الجزائر، وترى فيه رمزًا لجهاد الأمة كلِّها ضدَّ الاستعمار والتغريب، ومن بين تلك الأقلام، لمع قلمُ المفكّر العظيم والأديب الكبير سيد قطب، وهو في أوج تحوّله الفكري من الأدب إلى الرسالة، ومن الانفعال الوجداني إلى الوعي الحضاريّ الراشد.
لقد تلاقى صوتُ سيد قطب القادم من القاهرة، مع أنين الجزائر التي كانت تنزف تحت نير الاستعمار، فامتزج النداء بالنداء، وارتفع الوجدان الإسلاميُّ المشترك في نغمةٍ واحدةٍ تنادي بالتحرر والوحدة والعودة إلى الإسلام؛ إذ لم تكن الجزائر في ضمير سيد قطب قطرًا من أقطارٍ، ولا حادثةً من حوادث، بل كانت مرآةَ الأمة في لحظة ابتلائها، وجرسَ نهوضها في لحظة عودتها إلى ذاتها.
ومن هنا وُلدتْ مقالاتُه الأربع في صحيفة البصائر - لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين - كأنها رسائلُ من المشرق إلى المغرب، ومن الكلمة إلى البندقية، تُوحِّد بين الفكر والجهاد، وتربط بين الدعوة والتحرير.
وهكذا، في قلب تلك السنوات الحارّة من خمسينيات القرن العشرين، امتدَّ جسرٌ روحيٌّ وفكريٌّ بين مدرسة الإصلاح في الجزائر وحركة الوعي الإسلامي في مصر؛ ليتجلى من خلاله خطابٌ جديدٌ يجمع بين التحليل السُّننيّ والتعبير الأدبيّ، بين الفكر والوجدان، وبين الإيمان بالوحدة والعمل لبعثها، ومن هذا الجسر وُلد هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، جامعًا بين الدراسة والتحقيق، ليقدّم نصوص سيد قطب كما كُتبت أول مرة، ويقرأَها كما تُقرأ بعد أن تجاوزت حدود الزمان والمكان، فصارت جزءًا من ملحمة الأمة في كفاحها الطويل من أجل الحرية والعقيدة.
موضوع الكتاب وأهميته
هذا الكتاب يُعيد إلى الذاكرة العلمية فصلًا مهملًا من فصول الفكر الإسلامي الحديث، ويستخرج من بطون الصحف صفحاتٍ ناصعةً دوَّنها قلمٌ من أقلام النهضة، هو قلمُ سيد قطب .. إنّه محاولة لإحياء تلك اللحظة الفكرية التي التقت فيها الكلمةُ بالجهاد، والعقيدةُ بالتحرير، عندما كتب سيد قطب مقالاته الأربع في صحيفة البصائر، جريدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، سنة 1953م، في ذروة المقاومة الفكرية ضدَّ الاستعمار الفرنسي.
تنبعُ أهمية هذه المقالات من أنّها تمثّل المرحلة الوسيطة في حياة سيد قطب الفكرية: مرحلةَ التحوّل من النقد الأدبي إلى الوعي الإسلاميّ الحضاري، ومن الانفعال الوجداني إلى التأصيل السننيّ العميق؛ فهي النصوص التي تكشف عن ميلاد خطابه الإصلاحيّ الأمميّ، وتُظهِر بجلاء أنّ مفهومه لـ«الإسلام» كان منذ ذلك الوقت مشروعًا لبناء الإنسان والأمة، لا مجرّد مذهبٍ تعبّديٍّ أو إطارٍ نظريٍّ للتجديد الديني.
ولم تكن الجزائر بالنسبة له حادثةً في صحيفة، بل رمزًا للمحنة والبعث معًا؛ لذلك جاءت مقالاتُه فيها مرآةً صافيةً لوعيه بفكرة الأمة الواحدة، وحسّه بوحدة المعركة بين المشرق والمغرب، وقراءته التاريخية العميقة لسنن الله في الابتلاء والنهوض، فقد عبّر في مقاله الأول كفاح الجزائر عن فقهٍ ميدانيٍّ للتاريخ، وفي مقاله الثاني نحن خير أمة أخرجت للناس عن رؤيته الإصلاحية للأمة ورسالتها، وفي مقاله الثالث طريق النصر عن فلسفته السُّنَنية في النصر والهزيمة، ثم ختم بمقال مؤتمر الدعوة الإسلامية الذي يضع لبناتِ العمل المؤسسي للدعوة في إطارٍ عالميٍّ واعٍ .. فهذه المقالات الأربع ليست مجرّد صدى عاطفيٍّ لكفاح شعب، بل خلاصةُ فكرٍ تربويٍّ وسياسيٍّ مبكرٍ، عبّر به سيد قطب عن وعيٍ شاملٍ بوحدة الأمة، وعن استبصاره بالسنن التي تحكم قيامها ونهضتها، كما تكشف عن عوامل انهيارها وسقوطها.
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،،
في منتصف القرن العشرين، كانت الأمة الإسلامية تئنُّ تحت وطأة احتلالٍ غربيٍّ جائرٍ نال من جسدها واستباحَ تراثها، غير أنّ روحها كانت تقاومُ في عزمٍ وإيمان، وتستجمع قواها لتستأنف حضورها في التاريخ، وفي ذلك الزمن الموشوم بدماء المقاومة وأصوات النهضة، كانت الجزائر إحدى الساحات التي احتدمت فيها معركةُ الإيمان والهوية؛ معركةٌ لم تكن بين جيشين متقابلين فحسب، بل بين رسالتين متصارعتين: رسالةٍ تُريد أن تنزع عن الإنسان الجزائري إسلامَه وعروبتَه، وأخرى تُجاهدُ لتبقيه موصولًا بربِّه وتاريخه وأمَّته.
كانت تلك الفترة ميدانَ اختبارٍ كبيرٍ للعقل الإسلاميّ الحديث؛ إذ انكشفت فيها هشاشةُ المشاريع السياسية الوافدة، وبرزت الحاجةُ إلى فكرٍ يردّ الأمةَ إلى يقينها الأول، ويُعيد للنهضة الإسلامية بوصلةَ مقاصدها الربانية.
وفي هذا السياق المُلتهب بزفرات التاريخ، أطلَّت أقلامُ المصلحين من شتى ديار الإسلام لتُؤازر كفاح الجزائر، وترى فيه رمزًا لجهاد الأمة كلِّها ضدَّ الاستعمار والتغريب، ومن بين تلك الأقلام، لمع قلمُ المفكّر العظيم والأديب الكبير سيد قطب، وهو في أوج تحوّله الفكري من الأدب إلى الرسالة، ومن الانفعال الوجداني إلى الوعي الحضاريّ الراشد.
لقد تلاقى صوتُ سيد قطب القادم من القاهرة، مع أنين الجزائر التي كانت تنزف تحت نير الاستعمار، فامتزج النداء بالنداء، وارتفع الوجدان الإسلاميُّ المشترك في نغمةٍ واحدةٍ تنادي بالتحرر والوحدة والعودة إلى الإسلام؛ إذ لم تكن الجزائر في ضمير سيد قطب قطرًا من أقطارٍ، ولا حادثةً من حوادث، بل كانت مرآةَ الأمة في لحظة ابتلائها، وجرسَ نهوضها في لحظة عودتها إلى ذاتها.
ومن هنا وُلدتْ مقالاتُه الأربع في صحيفة البصائر - لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين - كأنها رسائلُ من المشرق إلى المغرب، ومن الكلمة إلى البندقية، تُوحِّد بين الفكر والجهاد، وتربط بين الدعوة والتحرير.
وهكذا، في قلب تلك السنوات الحارّة من خمسينيات القرن العشرين، امتدَّ جسرٌ روحيٌّ وفكريٌّ بين مدرسة الإصلاح في الجزائر وحركة الوعي الإسلامي في مصر؛ ليتجلى من خلاله خطابٌ جديدٌ يجمع بين التحليل السُّننيّ والتعبير الأدبيّ، بين الفكر والوجدان، وبين الإيمان بالوحدة والعمل لبعثها، ومن هذا الجسر وُلد هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، جامعًا بين الدراسة والتحقيق، ليقدّم نصوص سيد قطب كما كُتبت أول مرة، ويقرأَها كما تُقرأ بعد أن تجاوزت حدود الزمان والمكان، فصارت جزءًا من ملحمة الأمة في كفاحها الطويل من أجل الحرية والعقيدة.
موضوع الكتاب وأهميته
هذا الكتاب يُعيد إلى الذاكرة العلمية فصلًا مهملًا من فصول الفكر الإسلامي الحديث، ويستخرج من بطون الصحف صفحاتٍ ناصعةً دوَّنها قلمٌ من أقلام النهضة، هو قلمُ سيد قطب .. إنّه محاولة لإحياء تلك اللحظة الفكرية التي التقت فيها الكلمةُ بالجهاد، والعقيدةُ بالتحرير، عندما كتب سيد قطب مقالاته الأربع في صحيفة البصائر، جريدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، سنة 1953م، في ذروة المقاومة الفكرية ضدَّ الاستعمار الفرنسي.
تنبعُ أهمية هذه المقالات من أنّها تمثّل المرحلة الوسيطة في حياة سيد قطب الفكرية: مرحلةَ التحوّل من النقد الأدبي إلى الوعي الإسلاميّ الحضاري، ومن الانفعال الوجداني إلى التأصيل السننيّ العميق؛ فهي النصوص التي تكشف عن ميلاد خطابه الإصلاحيّ الأمميّ، وتُظهِر بجلاء أنّ مفهومه لـ«الإسلام» كان منذ ذلك الوقت مشروعًا لبناء الإنسان والأمة، لا مجرّد مذهبٍ تعبّديٍّ أو إطارٍ نظريٍّ للتجديد الديني.
ولم تكن الجزائر بالنسبة له حادثةً في صحيفة، بل رمزًا للمحنة والبعث معًا؛ لذلك جاءت مقالاتُه فيها مرآةً صافيةً لوعيه بفكرة الأمة الواحدة، وحسّه بوحدة المعركة بين المشرق والمغرب، وقراءته التاريخية العميقة لسنن الله في الابتلاء والنهوض، فقد عبّر في مقاله الأول كفاح الجزائر عن فقهٍ ميدانيٍّ للتاريخ، وفي مقاله الثاني نحن خير أمة أخرجت للناس عن رؤيته الإصلاحية للأمة ورسالتها، وفي مقاله الثالث طريق النصر عن فلسفته السُّنَنية في النصر والهزيمة، ثم ختم بمقال مؤتمر الدعوة الإسلامية الذي يضع لبناتِ العمل المؤسسي للدعوة في إطارٍ عالميٍّ واعٍ .. فهذه المقالات الأربع ليست مجرّد صدى عاطفيٍّ لكفاح شعب، بل خلاصةُ فكرٍ تربويٍّ وسياسيٍّ مبكرٍ، عبّر به سيد قطب عن وعيٍ شاملٍ بوحدة الأمة، وعن استبصاره بالسنن التي تحكم قيامها ونهضتها، كما تكشف عن عوامل انهيارها وسقوطها.
❤5👍1👏1
إن جمع هذه المقالات ودراستها وتحقيقها هو من قبيل الوفاء للتاريخ الفكري للأمة؛ إذ تُظهر هذه النصوص كيف كان الوعي الجزائريّ والمصريّ والعربيّ متلاحمًا في خندقٍ واحد، يتبادلان الفكرة كما يتبادلان الرصاصة، ويؤمنان بأنّ الكلمة الصادقة لا تقلّ أثرًا عن بندقية المجاهد في المعركة الواحدة من أجل الحرية والإيمان؛ لذلك فإن هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ ليس مجرّد نشرٍ لمقالاتٍ قديمة، بل هو قراءة جديدة لوثيقةٍ فكريةٍ من وثائق الوعي الإسلاميّ الحديث، تُعيد بناء الجسر بين الكلمة والجهاد، بين التاريخ والمستقبل، وبين الفكر والعمل في مشروع الأمة الحضاريّ.
صلة سيد قطب بالجزائر وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
كان ارتباط سيد قطب بالجزائر ثمرةَ تفاعلٍ عميقٍ بين تيارين إصلاحيين التقيا على ضفّتَي وادي النيل ووادي مزاب، يجمع بينهما همٌّ واحد: بعثُ الإسلام في النفوس ليبعث الحياة في الأرض، ويحرر الشعوب من نير الاستعمار والاستعباد.
لقد ربطت بين سيد قطب وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وشائجُ من الفكر والدعوة، تشكّلت خيوطُها الأولى حين وفَد الشيخ محمد البشير الإبراهيمي إلى القاهرة بعد نفيه من الجزائر( )، فكان لقاؤه بسيد قطب لقاءَ روحين مؤمنتين بأنّ الأمة لا تُبعث إلا بالعودة إلى القرآن والإسلام، وفي رحاب القاهرة احتضن مكتب جمعيةُ العلماء النشاطَ الفكريَّ والإعلاميَّ الجزائريَّ، وكان سيد قطب من أبرز المشاركين في ندواته الأسبوعية ومؤتمراته الإصلاحية، يشارك العلماءَ الجزائريين همَّ الدعوة وهمَّ التحرير.
وقد سجّل الباحث محمد بدر الدين سيفي في مقالة له – سيأتي الحديث عنها - أنّ أول علاقةٍ مباشرةٍ بين الرجلين كانت في مؤتمر القدس الإسلامي عام 1953م، حيث جلس الإبراهيمي رئيسًا لأعمال المؤتمر، وشارك سيد قطب عضوًا في لجنته التنفيذية إلى جانب نخبةٍ من العلماء والدعاة، ومنذ ذلك التاريخ توثقت العلاقة، وأثمرت عن إسهام سيد قطب في صحيفة البصائر - لسان حال جمعية العلماء - بأربع مقالاتٍ خالدةٍ: كفاح الجزائر، ونحن خير أمة أخرجت للناس، وطريق النصر، ومؤتمر الدعوة الإسلامية، وقد مهّد لهذه المقالات تقديمٌ بليغٌ من هيئة تحرير البصائر، كتبها في الحقيقة البشير الإبراهيمي، وسيأتي ذكرها قبل المقال في القسم الثاني من هذا الكتاب.
وهي شهادة تمثّل وثيقةً ناطقةً على عمق المكانة التي حظي بها سيد قطب في ضمير الحركة الإصلاحية الجزائرية؛ فقد رأت فيه امتدادًا لرسالتها في المشرق، ووجد هو فيها النموذج العمليّ للإسلام الحيّ الذي يُجاهد في سبيل الله، لا في سبيل قومٍ أو حدود، ومن ثمّ أصبحت مقالاته في البصائر جسرًا بين المشرق والمغرب، وحلقةً من حلقات التواصل العلميّ والفكريّ بين المدرسة الإبراهيمية والمدرسة القطبية في بداياتها، تشهدان معًا على وحدة الفكرة الإصلاحية في الأمة وإن تعددت لغاتُها وأوطانها.
منهج الدراسة والتحقيق
يقوم هذا العمل على منهجٍ مزدوجٍ يجمع بين التحليل والدراسة من جهة، والتحقيق العلمي للنصوص من جهةٍ أخرى؛ ليقدّم صورةً متكاملةً للمقالات الأربع في أبعادها الفكرية والتاريخية والنصّية معًا، فليس المقصود من جمعها مجردَ النشر أو إعادة الطباعة، بل إحياءُ نصوصها في بيئتها الفكرية التي صدرت فيها، وفهمُها في ضوء الوعي الذي أنجبها، ثم عرضُها على موازين العلم والتحقيق لتستأنف حياتها في خدمة الفكر الإسلاميّ الحديث.
أولًا: منهج الدراسة
اعتمدت الدراسةُ في هذه المقالات لسيد قطب قراءةً تحليليةً تجمع بين المنهج التاريخي والمنهج النصّي؛ إذ تمّ تتبّع سياقها الزمني والسياسي، وربطها بمسار التحول الفكري في حياة سيد قطب، وبموقفه من قضايا النهضة والوحدة والتحرر، ثم جرى تحليلُ مضامينِها من خلال أربعة محاورٍ رئيسةٍ تمثّلُ المراحلَ الفكرية الموضوعية التي تعاقبت فيها المقالات:
1. مرحلة التشخيص الحضاري في مقال كفاح الجزائر، حيث يعرض الكاتبُ خطرَ الاستعمار على الدين والهوية.
2. مرحلة الوعي بالأمة ورسالتها في مقال نحن خير أمة أخرجت للناس، وفيه تتبلور نظرته إلى وظيفة الأمة الإصلاحية.
3. مرحلة السنن والتغيير في مقال طريق النصر، وهو بيانٌ لقوانين النصر والهزيمة في ضوء العقيدة.
4. مرحلة البناء المؤسسي للدعوة في مقال مؤتمر الدعوة الإسلامية، وهو خاتمة فكرية تربط بين الروح والتنظيم.
وقد تمّ دعم هذه القراءة بالرجوع إلى أهمّ الدراسات المعاصرة التي تناولت هذه المقالات، وفي مقدمتها: مقال الدكتور مولود عويمر، ومقال الأستاذ محمد بدر الدين سيفي، اللَّذَينِ أضاءا كثيرًا من الجوانب التاريخية والفكرية للعلاقة بين سيد قطب وجمعية العلماء، فكانت دراستهما أساسًا توثيقيًا ساعد في رسم الإطار العام لهذه الدراسة وتحليل خطابها ومقاصدها؛ فضلا عن التعمق المتأني والمستفيض في معاني المقالات، ودلالاتها التاريخية والفكرية والحضارية.
صلة سيد قطب بالجزائر وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
كان ارتباط سيد قطب بالجزائر ثمرةَ تفاعلٍ عميقٍ بين تيارين إصلاحيين التقيا على ضفّتَي وادي النيل ووادي مزاب، يجمع بينهما همٌّ واحد: بعثُ الإسلام في النفوس ليبعث الحياة في الأرض، ويحرر الشعوب من نير الاستعمار والاستعباد.
لقد ربطت بين سيد قطب وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وشائجُ من الفكر والدعوة، تشكّلت خيوطُها الأولى حين وفَد الشيخ محمد البشير الإبراهيمي إلى القاهرة بعد نفيه من الجزائر( )، فكان لقاؤه بسيد قطب لقاءَ روحين مؤمنتين بأنّ الأمة لا تُبعث إلا بالعودة إلى القرآن والإسلام، وفي رحاب القاهرة احتضن مكتب جمعيةُ العلماء النشاطَ الفكريَّ والإعلاميَّ الجزائريَّ، وكان سيد قطب من أبرز المشاركين في ندواته الأسبوعية ومؤتمراته الإصلاحية، يشارك العلماءَ الجزائريين همَّ الدعوة وهمَّ التحرير.
وقد سجّل الباحث محمد بدر الدين سيفي في مقالة له – سيأتي الحديث عنها - أنّ أول علاقةٍ مباشرةٍ بين الرجلين كانت في مؤتمر القدس الإسلامي عام 1953م، حيث جلس الإبراهيمي رئيسًا لأعمال المؤتمر، وشارك سيد قطب عضوًا في لجنته التنفيذية إلى جانب نخبةٍ من العلماء والدعاة، ومنذ ذلك التاريخ توثقت العلاقة، وأثمرت عن إسهام سيد قطب في صحيفة البصائر - لسان حال جمعية العلماء - بأربع مقالاتٍ خالدةٍ: كفاح الجزائر، ونحن خير أمة أخرجت للناس، وطريق النصر، ومؤتمر الدعوة الإسلامية، وقد مهّد لهذه المقالات تقديمٌ بليغٌ من هيئة تحرير البصائر، كتبها في الحقيقة البشير الإبراهيمي، وسيأتي ذكرها قبل المقال في القسم الثاني من هذا الكتاب.
وهي شهادة تمثّل وثيقةً ناطقةً على عمق المكانة التي حظي بها سيد قطب في ضمير الحركة الإصلاحية الجزائرية؛ فقد رأت فيه امتدادًا لرسالتها في المشرق، ووجد هو فيها النموذج العمليّ للإسلام الحيّ الذي يُجاهد في سبيل الله، لا في سبيل قومٍ أو حدود، ومن ثمّ أصبحت مقالاته في البصائر جسرًا بين المشرق والمغرب، وحلقةً من حلقات التواصل العلميّ والفكريّ بين المدرسة الإبراهيمية والمدرسة القطبية في بداياتها، تشهدان معًا على وحدة الفكرة الإصلاحية في الأمة وإن تعددت لغاتُها وأوطانها.
منهج الدراسة والتحقيق
يقوم هذا العمل على منهجٍ مزدوجٍ يجمع بين التحليل والدراسة من جهة، والتحقيق العلمي للنصوص من جهةٍ أخرى؛ ليقدّم صورةً متكاملةً للمقالات الأربع في أبعادها الفكرية والتاريخية والنصّية معًا، فليس المقصود من جمعها مجردَ النشر أو إعادة الطباعة، بل إحياءُ نصوصها في بيئتها الفكرية التي صدرت فيها، وفهمُها في ضوء الوعي الذي أنجبها، ثم عرضُها على موازين العلم والتحقيق لتستأنف حياتها في خدمة الفكر الإسلاميّ الحديث.
أولًا: منهج الدراسة
اعتمدت الدراسةُ في هذه المقالات لسيد قطب قراءةً تحليليةً تجمع بين المنهج التاريخي والمنهج النصّي؛ إذ تمّ تتبّع سياقها الزمني والسياسي، وربطها بمسار التحول الفكري في حياة سيد قطب، وبموقفه من قضايا النهضة والوحدة والتحرر، ثم جرى تحليلُ مضامينِها من خلال أربعة محاورٍ رئيسةٍ تمثّلُ المراحلَ الفكرية الموضوعية التي تعاقبت فيها المقالات:
1. مرحلة التشخيص الحضاري في مقال كفاح الجزائر، حيث يعرض الكاتبُ خطرَ الاستعمار على الدين والهوية.
2. مرحلة الوعي بالأمة ورسالتها في مقال نحن خير أمة أخرجت للناس، وفيه تتبلور نظرته إلى وظيفة الأمة الإصلاحية.
3. مرحلة السنن والتغيير في مقال طريق النصر، وهو بيانٌ لقوانين النصر والهزيمة في ضوء العقيدة.
4. مرحلة البناء المؤسسي للدعوة في مقال مؤتمر الدعوة الإسلامية، وهو خاتمة فكرية تربط بين الروح والتنظيم.
وقد تمّ دعم هذه القراءة بالرجوع إلى أهمّ الدراسات المعاصرة التي تناولت هذه المقالات، وفي مقدمتها: مقال الدكتور مولود عويمر، ومقال الأستاذ محمد بدر الدين سيفي، اللَّذَينِ أضاءا كثيرًا من الجوانب التاريخية والفكرية للعلاقة بين سيد قطب وجمعية العلماء، فكانت دراستهما أساسًا توثيقيًا ساعد في رسم الإطار العام لهذه الدراسة وتحليل خطابها ومقاصدها؛ فضلا عن التعمق المتأني والمستفيض في معاني المقالات، ودلالاتها التاريخية والفكرية والحضارية.
👍3👏1
ثانيًا: منهج التحقيق
أما في قسم التحقيق، فقد كان المقصود إخراج نصوص سيد قطب كما وردت في أعداد صحيفة البصائر الأصلية، وجلب نصوصها مصورةً، مع مراعاة الدقة العلمية والأمانة النصية في النقل والمقابلة والتوثيق، وقد تمّ تحقيق المقالات وفق الضوابط الآتية:
• تصحيح النص: بمقابلة ما ورد في النسخ المتاحة من الصحيفة، وإثبات أي تعليق أو تصحيح في الهامش.
• تشكيل المواضع المهمة التي يلتبس فيها المعنى أو يتوقف على ضبطها التذوقُ اللغويّ أو الدلالةُ الفكرية.
• إضافة التعليقات التوضيحية المأخوذة من مؤلفات سيد قطب الأخرى، لإظهار وحدة الفكرة وتطورها في ذهنه، مع التنبيه إلى مواضع الاتفاق والاختلاف في التعبير والمضمون.
• التعريف بالأعلام والمصطلحات التي وردت في النصوص، وتخريج الآيات والأحاديث والشواهد الأدبية توثيقًا واستكمالًا.
• إثبات المصادر التاريخية والفكرية التي اعتمدها سيد قطب صراحةً أو ضمنًا، وربطها بمؤلفاته اللاحقة مثل: في ظلال القرآن، ومعالم في الطريق، وفي التاريخ فكرة ومنهاج، والمستقبل لهذا الدين، ونحو مجتمع إسلامي، ولماذا أعدموني؛ ليُرى بوضوحٍ كيف نبتتْ بذورُ الفكر القطبيّ من تربة الإصلاح الجزائريّ والوعي الإسلاميّ العام.
وإلى جانب هذا الجهد النصّي، حرصتُ على أن تكون التعليقاتُ ذاتِ طبيعةٍ تفسيريةٍ تربط بين النصّ والسياق، لا نقديةً تُثقل النصّ بتأويلٍ لاحقٍ أو تجريدٍ فلسفيٍّ بعيد، ليظلّ الكلامُ ناطقًا بروح صاحبه كما أراده، وكما وعاه مجاهدوه ومحبّوه يومَ نُشرت تلك المقالات الأولى في جريدة البصائر، وإن لم تخلُ التعليقات من لمحات نقدية وتصحيحية كما جاء التعليق على نور الدين محمود العراقي مثلا، وبعض الألفاظ من ناحية الفصحى.
هدف العمل وغايته
يأتي هذا العمل محاولة علمية لإعادة اكتشاف سيد قطب في ضوء نصوصه الإسلامية الأولى، يوم كان صوته صوتَ الأمة في يقظتها الكبرى، قبل أن يُصبح موضع جدل واختلاف، تتداخله الأهواء الفكرية، والنزعات السياسية الاستبدادية، وما بين علماء السلطان وعلماء القرآن.
فالقصد الأصيل من هذا الكتاب أن يُبرز سيد قطب الداعية والمفكر الإسلاميَّ العالميَّ الذي عاش قضية الإسلام، لا في حدود وطنٍ، بل في آفاق الإنسانية الواسعة، وجعل من الجزائر رمزًا لتجدُّدِ الأمة حين تؤمن وتنهض وتكافح .. إنّ هذه المقالات الأربع تمثل بواكيرَ الوعي المقاصديّ والحضاريّ في فكر سيد قطب، وتكشف عن ملامح مشروعه النهضويّ قبل أن يتبلور في مؤلفاته الكبرى.
وإذ يسعى هذا العمل إلى جمع هذه المقالات وتحقيقها ودراستها دراسةً نصيةً وفكريةً، فإنّ غايته الأبعد هي إعادة بناء الجسر بين المشرق والمغرب في الوعي الإسلاميّ الحديث؛ ذلك الجسر الذي مثّلتْهُ في خمسينيات القرن العشرين صحفُ النهضة وأقلامُ المصلحين: الإبراهيمي في الجزائر، وسيد قطب في مصر، وغيرهما من رجالات الفكر الذين آمنوا بأنّ الإسلام حضارةٌ جامعةٌ لا تعرف التجزئة، ولا تنغلق على الحدود.
كما يهدف هذا الكتاب إلى تقديم نموذجٍ في التحقيق الأكاديميّ المؤصّل يجمع بين ضبط النصوص وإحياء الفكر؛ فيقرأ المقالات في سياقها التاريخيّ والسياسيّ، ثم يفسّرها في ضوء منهج سيد قطب في فهم القرآن والسنن الإلهية والاجتماع الإنسانيّ، ومن ثمّ فهو يضع هذه المقالات في مكانها الصحيح ضمن البناء الكليّ لفكره، لا باعتبارها مقالاتٍ صحفيةً عارضةً، بل لبناتٍ أساسيةً في مسيرة تكوينه الفكريّ، ومنعطفِ تحوّله من الأدب والنقد إلى الأدب والدعوة والرسالة جميعًا.
ومن المقاصد العلمية لهذا العمل كذلك أن يكشف عن عمق العلاقة الفكرية بين حركة الإصلاح في الجزائر وحركة الوعي الإسلامي والتغيير الجذري في مصر، بما يقدمه من وثائق وشواهد وتحليلات توضّح أنّ الفكر الإسلاميّ المعاصر لم يكن سلسلةَ جهودٍ منفصلة، بل نسيجًا واحدًا تآزرت خيوطُه من الشرق إلى الغرب في مواجهة الاستعمار والغزو الثقافي والانحراف الحضاريّ.
بهذا يطمحُ الكتابُ أن يكون جزءًا من سجلٍّ مُوثقٍ لتاريخ الفكرة الإسلامية في عصر النهضات، لا على سبيل التأريخ فقط، بل على سبيل البعث والإلهام؛ إذ يُعيد إلى أجيالنا المعاصرة صورةَ الجيل الأول من المصلحين في عصرنا، الذين فهموا الإسلام رسالةً للتحرير والعمران، وأدركوا أنّ القلم في ميدان الدعوة لا يقلُّ أثرًا عن السيف في ميدان الكفاح.
***
وهكذا يتّضح أن هذا العمل ليس مجرد إعادة نشرٍ لأوراقٍ قديمةٍ منسية، بل هو إحياءٌ لمرحلةٍ خصبةٍ من تاريخ الفكر الإسلاميّ الحديث، استيقظت فيها الكلمةُ لتكون جهادًا، وأشرقت فيها الأقلام لتُضيء طريق الأمة نحو وعيها بذاتها ووحدتها ورسالتها.
أما في قسم التحقيق، فقد كان المقصود إخراج نصوص سيد قطب كما وردت في أعداد صحيفة البصائر الأصلية، وجلب نصوصها مصورةً، مع مراعاة الدقة العلمية والأمانة النصية في النقل والمقابلة والتوثيق، وقد تمّ تحقيق المقالات وفق الضوابط الآتية:
• تصحيح النص: بمقابلة ما ورد في النسخ المتاحة من الصحيفة، وإثبات أي تعليق أو تصحيح في الهامش.
• تشكيل المواضع المهمة التي يلتبس فيها المعنى أو يتوقف على ضبطها التذوقُ اللغويّ أو الدلالةُ الفكرية.
• إضافة التعليقات التوضيحية المأخوذة من مؤلفات سيد قطب الأخرى، لإظهار وحدة الفكرة وتطورها في ذهنه، مع التنبيه إلى مواضع الاتفاق والاختلاف في التعبير والمضمون.
• التعريف بالأعلام والمصطلحات التي وردت في النصوص، وتخريج الآيات والأحاديث والشواهد الأدبية توثيقًا واستكمالًا.
• إثبات المصادر التاريخية والفكرية التي اعتمدها سيد قطب صراحةً أو ضمنًا، وربطها بمؤلفاته اللاحقة مثل: في ظلال القرآن، ومعالم في الطريق، وفي التاريخ فكرة ومنهاج، والمستقبل لهذا الدين، ونحو مجتمع إسلامي، ولماذا أعدموني؛ ليُرى بوضوحٍ كيف نبتتْ بذورُ الفكر القطبيّ من تربة الإصلاح الجزائريّ والوعي الإسلاميّ العام.
وإلى جانب هذا الجهد النصّي، حرصتُ على أن تكون التعليقاتُ ذاتِ طبيعةٍ تفسيريةٍ تربط بين النصّ والسياق، لا نقديةً تُثقل النصّ بتأويلٍ لاحقٍ أو تجريدٍ فلسفيٍّ بعيد، ليظلّ الكلامُ ناطقًا بروح صاحبه كما أراده، وكما وعاه مجاهدوه ومحبّوه يومَ نُشرت تلك المقالات الأولى في جريدة البصائر، وإن لم تخلُ التعليقات من لمحات نقدية وتصحيحية كما جاء التعليق على نور الدين محمود العراقي مثلا، وبعض الألفاظ من ناحية الفصحى.
هدف العمل وغايته
يأتي هذا العمل محاولة علمية لإعادة اكتشاف سيد قطب في ضوء نصوصه الإسلامية الأولى، يوم كان صوته صوتَ الأمة في يقظتها الكبرى، قبل أن يُصبح موضع جدل واختلاف، تتداخله الأهواء الفكرية، والنزعات السياسية الاستبدادية، وما بين علماء السلطان وعلماء القرآن.
فالقصد الأصيل من هذا الكتاب أن يُبرز سيد قطب الداعية والمفكر الإسلاميَّ العالميَّ الذي عاش قضية الإسلام، لا في حدود وطنٍ، بل في آفاق الإنسانية الواسعة، وجعل من الجزائر رمزًا لتجدُّدِ الأمة حين تؤمن وتنهض وتكافح .. إنّ هذه المقالات الأربع تمثل بواكيرَ الوعي المقاصديّ والحضاريّ في فكر سيد قطب، وتكشف عن ملامح مشروعه النهضويّ قبل أن يتبلور في مؤلفاته الكبرى.
وإذ يسعى هذا العمل إلى جمع هذه المقالات وتحقيقها ودراستها دراسةً نصيةً وفكريةً، فإنّ غايته الأبعد هي إعادة بناء الجسر بين المشرق والمغرب في الوعي الإسلاميّ الحديث؛ ذلك الجسر الذي مثّلتْهُ في خمسينيات القرن العشرين صحفُ النهضة وأقلامُ المصلحين: الإبراهيمي في الجزائر، وسيد قطب في مصر، وغيرهما من رجالات الفكر الذين آمنوا بأنّ الإسلام حضارةٌ جامعةٌ لا تعرف التجزئة، ولا تنغلق على الحدود.
كما يهدف هذا الكتاب إلى تقديم نموذجٍ في التحقيق الأكاديميّ المؤصّل يجمع بين ضبط النصوص وإحياء الفكر؛ فيقرأ المقالات في سياقها التاريخيّ والسياسيّ، ثم يفسّرها في ضوء منهج سيد قطب في فهم القرآن والسنن الإلهية والاجتماع الإنسانيّ، ومن ثمّ فهو يضع هذه المقالات في مكانها الصحيح ضمن البناء الكليّ لفكره، لا باعتبارها مقالاتٍ صحفيةً عارضةً، بل لبناتٍ أساسيةً في مسيرة تكوينه الفكريّ، ومنعطفِ تحوّله من الأدب والنقد إلى الأدب والدعوة والرسالة جميعًا.
ومن المقاصد العلمية لهذا العمل كذلك أن يكشف عن عمق العلاقة الفكرية بين حركة الإصلاح في الجزائر وحركة الوعي الإسلامي والتغيير الجذري في مصر، بما يقدمه من وثائق وشواهد وتحليلات توضّح أنّ الفكر الإسلاميّ المعاصر لم يكن سلسلةَ جهودٍ منفصلة، بل نسيجًا واحدًا تآزرت خيوطُه من الشرق إلى الغرب في مواجهة الاستعمار والغزو الثقافي والانحراف الحضاريّ.
بهذا يطمحُ الكتابُ أن يكون جزءًا من سجلٍّ مُوثقٍ لتاريخ الفكرة الإسلامية في عصر النهضات، لا على سبيل التأريخ فقط، بل على سبيل البعث والإلهام؛ إذ يُعيد إلى أجيالنا المعاصرة صورةَ الجيل الأول من المصلحين في عصرنا، الذين فهموا الإسلام رسالةً للتحرير والعمران، وأدركوا أنّ القلم في ميدان الدعوة لا يقلُّ أثرًا عن السيف في ميدان الكفاح.
***
وهكذا يتّضح أن هذا العمل ليس مجرد إعادة نشرٍ لأوراقٍ قديمةٍ منسية، بل هو إحياءٌ لمرحلةٍ خصبةٍ من تاريخ الفكر الإسلاميّ الحديث، استيقظت فيها الكلمةُ لتكون جهادًا، وأشرقت فيها الأقلام لتُضيء طريق الأمة نحو وعيها بذاتها ووحدتها ورسالتها.
👍3👏1
فما بين البصائر الجزائرية التي حملت صوت الإصلاح في المغرب، والظلال المصرية التي نطقت ببيان القرآن في المشرق، ثم سلكت طريقها العالمي، قامت صلةٌ روحيةٌ عميقةٌ لا يقطعها المكان ولا يحدّها الزمان، عنوانها: أن الإسلام فكرةٌ عالميةٌ حيةٌ تتجدد حيث يُؤمن بها المؤمنون، وتُكتبُ حيث ينهض الكُتّاب المجاهدون.
ولقد شاء الله أن تجتمع في هذه المقالات الأربع لُحمةُ الفكرِ والجهادِ، فصوت سيد قطب فيها ليس صوتَ أديبٍ يصفُ مأساةً من بعيد، ولا صوتَ مفكرٍ يُنظّر لمستقبلٍ مجهول، بل هو صوتُ الداعية الذي رأى في كفاح الجزائر صورةً لكفاح الأمة في سبيل خلاصها من عبودية الإنسان للإنسان، وإعادتها إلى عبودية الله وحده.
إنّ إعادة نشر هذه المقالات، بعد مرور اثنين وسبعين عامًا وبضعة أشهر على كتابتها، هي وفاءٌ للذاكرة الفكرية للأمة، وتذكيرٌ لأجيالها الجديدة بأنّ الوحدة الإسلامية لم تكن شعارًا طوباويًّا وهميًّا، بل كانت حقيقةً عاشها المصلحون، وتواصلاً علميًّا ووجدانيًّا صنعته الأقلام قبل أن تصنعه الجيوش.
وإذ يتقدّم هذا الكتاب إلى القارئ الكريم بقسميه – قسم الدراسة، وقسم التحقيق – فهو لا يكتفي بتعريفه بسيد قطب في بداياته الفكرية، بل يُقدّمه شاهدًا على أنّ النهضة الإسلامية كانت دائمًا ثمرةَ التفاعل بين الفكر والعمل، بين العلم والجهاد، بين المشرق والمغرب، وأنّ الأمة التي أنجبت ابن باديس والإبراهيميّ في الجزائر، وسيد قطب في مصر، قادرةٌ على أن تُنجب في كل عصرٍ رجالًا يجمعون بين الإيمان والبصيرة، وبين البيان والقيام.
وقد أسميته "كفاح الجزائر" وهو عنوان إحدى مقالات الأستاذ سيد قطب، جريًا على طريقة القرآن في تسمية بعض سوره، فقد سمَّى أطول سورة فيه "سورة البقرة"، وقصة البقرة لا تستغرق إلا بعضًا منها.
وما هذا العمل إلا خطوةٌ في سبيل الوفاء لتلك المسيرة المباركة، ولبنةٌ في بناء الوعي التاريخيّ والمعرفيّ للأمة؛ ليبقى فكرُ المصلحين منارًا في طريق التحرر والعمران، وتبقى الجزائرُ في ضمير الفكر الإسلاميّ رمزَ النهوض حين يغشى اليأسُ العالمَ، وصوتَ الإيمان حين تَبْهَتُ الأصواتُ، ومرآةَ الأمة حين تنظر في وجهها لتتذكّر ماضيَها ومستقبلَها.
ندعو الله تعالى أن يجدد الرحمات والرضوان على شهيد الإسلام الأستاذ سيد قطب، وينفع بما تركه من مشروع فكري عملاق، ويبارك في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وشعب الجزائر المجاهد، وينقل أمتنا الإسلامية من حال التفرق إلى حال الوحدة، ومن حال الضعف إلى حال القوة، ومن حال الوهن إلى حال النصر والتمكين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
كتبه الفقير إلى عفو الله تعالى
وصفي عاشور أبو زيد
ماردين التركية 7 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 29 أكتوبر 2025م
هامش:
الكتاب الآن في معرض الجزائر الدولي للكتاب، ينتهي 8 نوفمبر الجاري، وهو في دار #Allure_Audiovisuel ، ومكان الدار في الطابق الأول في الجناح المركزي، رقم: M 21 – mezzanine بالتنسيق مع دار الفنار للعلوم والآداب، وهذا واتس دار الفنار:
00213559892232
ولقد شاء الله أن تجتمع في هذه المقالات الأربع لُحمةُ الفكرِ والجهادِ، فصوت سيد قطب فيها ليس صوتَ أديبٍ يصفُ مأساةً من بعيد، ولا صوتَ مفكرٍ يُنظّر لمستقبلٍ مجهول، بل هو صوتُ الداعية الذي رأى في كفاح الجزائر صورةً لكفاح الأمة في سبيل خلاصها من عبودية الإنسان للإنسان، وإعادتها إلى عبودية الله وحده.
إنّ إعادة نشر هذه المقالات، بعد مرور اثنين وسبعين عامًا وبضعة أشهر على كتابتها، هي وفاءٌ للذاكرة الفكرية للأمة، وتذكيرٌ لأجيالها الجديدة بأنّ الوحدة الإسلامية لم تكن شعارًا طوباويًّا وهميًّا، بل كانت حقيقةً عاشها المصلحون، وتواصلاً علميًّا ووجدانيًّا صنعته الأقلام قبل أن تصنعه الجيوش.
وإذ يتقدّم هذا الكتاب إلى القارئ الكريم بقسميه – قسم الدراسة، وقسم التحقيق – فهو لا يكتفي بتعريفه بسيد قطب في بداياته الفكرية، بل يُقدّمه شاهدًا على أنّ النهضة الإسلامية كانت دائمًا ثمرةَ التفاعل بين الفكر والعمل، بين العلم والجهاد، بين المشرق والمغرب، وأنّ الأمة التي أنجبت ابن باديس والإبراهيميّ في الجزائر، وسيد قطب في مصر، قادرةٌ على أن تُنجب في كل عصرٍ رجالًا يجمعون بين الإيمان والبصيرة، وبين البيان والقيام.
وقد أسميته "كفاح الجزائر" وهو عنوان إحدى مقالات الأستاذ سيد قطب، جريًا على طريقة القرآن في تسمية بعض سوره، فقد سمَّى أطول سورة فيه "سورة البقرة"، وقصة البقرة لا تستغرق إلا بعضًا منها.
وما هذا العمل إلا خطوةٌ في سبيل الوفاء لتلك المسيرة المباركة، ولبنةٌ في بناء الوعي التاريخيّ والمعرفيّ للأمة؛ ليبقى فكرُ المصلحين منارًا في طريق التحرر والعمران، وتبقى الجزائرُ في ضمير الفكر الإسلاميّ رمزَ النهوض حين يغشى اليأسُ العالمَ، وصوتَ الإيمان حين تَبْهَتُ الأصواتُ، ومرآةَ الأمة حين تنظر في وجهها لتتذكّر ماضيَها ومستقبلَها.
ندعو الله تعالى أن يجدد الرحمات والرضوان على شهيد الإسلام الأستاذ سيد قطب، وينفع بما تركه من مشروع فكري عملاق، ويبارك في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وشعب الجزائر المجاهد، وينقل أمتنا الإسلامية من حال التفرق إلى حال الوحدة، ومن حال الضعف إلى حال القوة، ومن حال الوهن إلى حال النصر والتمكين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
كتبه الفقير إلى عفو الله تعالى
وصفي عاشور أبو زيد
ماردين التركية 7 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 29 أكتوبر 2025م
هامش:
الكتاب الآن في معرض الجزائر الدولي للكتاب، ينتهي 8 نوفمبر الجاري، وهو في دار #Allure_Audiovisuel ، ومكان الدار في الطابق الأول في الجناح المركزي، رقم: M 21 – mezzanine بالتنسيق مع دار الفنار للعلوم والآداب، وهذا واتس دار الفنار:
00213559892232
❤9👍1👏1
من كتب العلامة المحقق شيخ العربية في عصرة محمود محمد شاكر: مؤلفات، وتحقيقات
كيف تقرأ كُتب العلَّامة محمود شاكر (شيخ العربية)؟
أولًا.. هذه منهجية علمية لقراءة وفهم كُتب العلامة محمود شاكر:
https://www.facebook.com/100006424311202/posts/3136121663278613/?app=fbl
ثانيًا.. الأعمال المُصورة pdf بروابط مباشرة للتحميل؛ اقرأ فيها ما ألَّفَهُ، وإن قرأتَ ما حَقَّقَه فخيرٌ وبركةٌ:
https://www.facebook.com/100003772726440/posts/2472028559599544/?app=fbl
ثالثًا.. هذا مقالٌ رائعٌ عن تاريخ وحقيقة أبي فهر محمود شاكر، بقلم العلامة البحر الأستاذ الدكتور محمود الطناحي:
https://www.facebook.com/100000780884575/posts/4710100765692573/?app=fbl
رابعًا.. هذا مقطعٌ نادرٌ لحديث الأستاذ محمود شاكر عن زوجته:
https://www.facebook.com/100003772726440/posts/2652251304910601/?app=fbl
خامسًا.. هذا مقطع صغير لصوت أبي فهر وهو يتحدث في أحد الندوات، ولا يخفى عليكم صوته الفخم في الكلام، وبلاغته وأسلوبه الرائع، رغم أنه يهاب الارتجال بالكلام في جمعٍ من الناس!:
https://www.facebook.com/100003772726440/posts/2422894977846236/?app=fbl
سادسًا.. هذه نُبذة بسيطة لأقوال العلماء والأدباء في شيخ العربية محمود محمد شاكر:
https://www.facebook.com/100003772726440/posts/2480348735434193/?app=fbl
سابعًا.. هذه روابط الصفحات والمجموعة التي تهتم بتراث الشيخ محمود شاكر:
- أولا الصفحات:
https://www.facebook.com/1shakr
https://www.facebook.com/Abou.Fihr
https://www.facebook.com/abofhr.shker.mahmoud
- ثانيًا الجروب:
https://www.facebook.com/groups/181677442336225/?ref=share
وأخيرًا.. قد نَشرتُ لشيخ العربية العلامة محمود محمد شاكر عشرات الاقتباسات والكلمات المؤثرة الجذَّابة، يُمكنكم الرجوع إليها عن طريق البحث عن صور العلامة محمود محمد شاكر في صفحتي.
- وكَتَبَهُ: رشوان عبدِالله الأزهري.
كيف تقرأ كُتب العلَّامة محمود شاكر (شيخ العربية)؟
أولًا.. هذه منهجية علمية لقراءة وفهم كُتب العلامة محمود شاكر:
https://www.facebook.com/100006424311202/posts/3136121663278613/?app=fbl
ثانيًا.. الأعمال المُصورة pdf بروابط مباشرة للتحميل؛ اقرأ فيها ما ألَّفَهُ، وإن قرأتَ ما حَقَّقَه فخيرٌ وبركةٌ:
https://www.facebook.com/100003772726440/posts/2472028559599544/?app=fbl
ثالثًا.. هذا مقالٌ رائعٌ عن تاريخ وحقيقة أبي فهر محمود شاكر، بقلم العلامة البحر الأستاذ الدكتور محمود الطناحي:
https://www.facebook.com/100000780884575/posts/4710100765692573/?app=fbl
رابعًا.. هذا مقطعٌ نادرٌ لحديث الأستاذ محمود شاكر عن زوجته:
https://www.facebook.com/100003772726440/posts/2652251304910601/?app=fbl
خامسًا.. هذا مقطع صغير لصوت أبي فهر وهو يتحدث في أحد الندوات، ولا يخفى عليكم صوته الفخم في الكلام، وبلاغته وأسلوبه الرائع، رغم أنه يهاب الارتجال بالكلام في جمعٍ من الناس!:
https://www.facebook.com/100003772726440/posts/2422894977846236/?app=fbl
سادسًا.. هذه نُبذة بسيطة لأقوال العلماء والأدباء في شيخ العربية محمود محمد شاكر:
https://www.facebook.com/100003772726440/posts/2480348735434193/?app=fbl
سابعًا.. هذه روابط الصفحات والمجموعة التي تهتم بتراث الشيخ محمود شاكر:
- أولا الصفحات:
https://www.facebook.com/1shakr
https://www.facebook.com/Abou.Fihr
https://www.facebook.com/abofhr.shker.mahmoud
- ثانيًا الجروب:
https://www.facebook.com/groups/181677442336225/?ref=share
وأخيرًا.. قد نَشرتُ لشيخ العربية العلامة محمود محمد شاكر عشرات الاقتباسات والكلمات المؤثرة الجذَّابة، يُمكنكم الرجوع إليها عن طريق البحث عن صور العلامة محمود محمد شاكر في صفحتي.
- وكَتَبَهُ: رشوان عبدِالله الأزهري.
Facebook
Mohamed Moussa Camara
كيف تقرأ كتب العلّامة أبي فهر محمود محمّد شاكر؟
لو كانت الأرزاق على مقادير الاستحقاق لكان مكان محمود محمّد شاكر في جيل أبي عثمان الجاحظ وأضرابه، وإنّي كلّما حَدَتْنِي الرّغبة إلى الكتابة عنه،...
لو كانت الأرزاق على مقادير الاستحقاق لكان مكان محمود محمّد شاكر في جيل أبي عثمان الجاحظ وأضرابه، وإنّي كلّما حَدَتْنِي الرّغبة إلى الكتابة عنه،...
❤5
يارب!
أدرك أهلنا في السودان وفلسطين، وغيرهما من بلاد المسلمين، واجعلهم في ديارهم ٱمنين، وعلى عدوهم منتصرين، ودمر ديار الظالمين، واكتب الأمن والأمان لعبادك المؤمنين، يا كريم.
https://www.tg-me.com/drwasfy
أدرك أهلنا في السودان وفلسطين، وغيرهما من بلاد المسلمين، واجعلهم في ديارهم ٱمنين، وعلى عدوهم منتصرين، ودمر ديار الظالمين، واكتب الأمن والأمان لعبادك المؤمنين، يا كريم.
https://www.tg-me.com/drwasfy
Telegram
قناة د. وصفي أبو زيد
نحو رفعة ديننا وعزة أمتنا
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
❤17
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
" كلما كان الرجل أتم إخلاصا لله كان أحق بالشفاعة، وأما من علق قلبه بأحد المخلوقين يرجوه ويخافه فهذا من أبعد الناس عن الشفاعة ."
[اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ٥٥٢].
https://www.tg-me.com/drwasfy
" كلما كان الرجل أتم إخلاصا لله كان أحق بالشفاعة، وأما من علق قلبه بأحد المخلوقين يرجوه ويخافه فهذا من أبعد الناس عن الشفاعة ."
[اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ٥٥٢].
https://www.tg-me.com/drwasfy
Telegram
قناة د. وصفي أبو زيد
نحو رفعة ديننا وعزة أمتنا
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
❤12😢2
(فأحببتُ الأدبَ حُبّاً جمّاً ملأ ما بين جانحتيَّ، فلم تكن ساعةٌ من الساعات أحبَّ إليَّ ولا آثرَ عندي من ساعةٍ أخلو فيها بنفسي، وأمسكُ علَيَّ بابي ثم أسلم نفسي إلى كتابي، فيُخيَّلُ إليَّ أني قد انتقلتُ مِن هذا العالم الذي أنا فيه إلى عالمٍ آخر من عوالم التاريخ الغابر، فأشهد بعيني تلك العصور الجميلة).
- المنفلوطي.
https://www.tg-me.com/drwasfy
- المنفلوطي.
https://www.tg-me.com/drwasfy
❤15👍3
وراء كل امرأة مستقرة عاطفيًا ونفسيًا زوج (نبيل)، أو أخٌ (عطوف)، أو أبٌ (كريم) أو ابن (بار)..
فهؤلاء برجولتهم هدايا القدر لها، ونعمة تُحدث الناس بها..
وإن أظهرت امرأة قوتها واستقلالها، فهي محاولة للاستقواء قد تنجح لكن سينقصها ما تستوي به الحياة وتهون.. فلا تلومنّ امرأة على قناع تُخفي خلفه ضعفها، فكل امرأة قوية بـ رجل في حياتها منذ ولادتها وحتى الممات زوج أو أخ أو أب أو ابن أو خال أو عم..
رجولة تشبعها كرامة وعزة وعاطفة!
ا. هبة عبد الجواد
https://www.tg-me.com/drwasfy
فهؤلاء برجولتهم هدايا القدر لها، ونعمة تُحدث الناس بها..
وإن أظهرت امرأة قوتها واستقلالها، فهي محاولة للاستقواء قد تنجح لكن سينقصها ما تستوي به الحياة وتهون.. فلا تلومنّ امرأة على قناع تُخفي خلفه ضعفها، فكل امرأة قوية بـ رجل في حياتها منذ ولادتها وحتى الممات زوج أو أخ أو أب أو ابن أو خال أو عم..
رجولة تشبعها كرامة وعزة وعاطفة!
ا. هبة عبد الجواد
https://www.tg-me.com/drwasfy
❤14👍3💯1💔1
حول الجائزات الإعرابية
ذكر شيخُنا سعد مصلوح -حفظه الله- وجهًا إعرابيًّا لم يُسبَق إليه في قوله تعالى: (ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)؛ حيث قال: "وقع لي في قوله تعالى: (لهم البشرى) وجه إعرابي، وهو أن اللام في (لهم) هي لام ابتداء مؤكِّدة دخلت على الجملة الاسمية المؤلّفة من مبتدأ وخبر: (هم البشرى)".
وكان أن اعترض على هذا الوجه بعضُ الفضلاء من ذوي النظر، وكتب غيرُ واحد في ذلك، فكان لابد من بيان الأمر وإيضاحه.
وأقول -وبالله توفيقي وعليه معتمَدي-: من أبواب إعجاز الكتاب العزيز وديمومته عبر الزمان والمكان أنه حمّال أوجُه، وأنه يتّسع لاختلاف الأنظار والمشارب، فينظر الفقيهُ إليه على أنه مُدوّنة فقهية، وينظر اللغوي إليه على أنه مُدوّنة لغوية، وينظر البلاغي إليه على أنه مُدوّنة بلاغية، وهكذا تتنوّع المشارب والاتجاهات ويبقى النص القرآني معينًا واحدًا لهذا التنوّع.
ويتمثّل الشَّرَكُ المنهجي الذي أدّى إلى اعتراض المعترض في أمرين:
الأول: تنزيل هذه الجائزات الإعرابية منزلة الواجب، ولا يقول بهذا أحد، يكفي في تسميتها أنها جائزة أو أنها أوجه محتملة.
الثاني: فَهْمُ هذه الجائزات على أنها تلغي ما سواها من وجوه، ولا يقول بهذا أحد أيضًا؛ لأن هذه الجائزات إنما تُفهَم على سبيل التجاوُر والتكامُل لا التعانُد والإقصاء، نعم هي تتمايز على درجات لكنها تبقى مُتجاورة ما دامت محتملة.
والذي يقرأ في كُتُب معاني القرآن الكريم وبيان وجوه إعرابه يجد كثيرًا من الأقوال فيها غير مسبوقة بسابق، وهي وجوه يحتملها المعنى ونظم الآيات من الجهة اللغوية، ولا تُصادِم ما هو مُقرر في الشريعة من أحكام، أو ما هو معلوم من قواعد الصناعة العلمية. ويجد أيضًا الناظر في هذه الكتب أن أكثر العبارات دورانًا فيها قولهم: (يحتمل اللفظ كذا)، و(تحتمل الآية كذا)، و(يجوز في العربية كذا وكذا). ولله در الماوردي رحمه الله قال فأحسن وأبان عما نحن فيه في مقدمة تفسيره المسمى (النكت والعيون): "... وذاكرًا ما سنح به الخاطر من معنى يحتمل، عبَّرتُ عنه بأنه محتمل، ليتميز ما قيل مما قلتُه، ويُعلَم ما استُخرِج مما استخرجتُه".
وها هو ذا السيوطي رحمه الله لا يفتأ يفخر في كتابه الإتقان بأنه أتى بما لم يُسبق إليه، وأنه استخرج وجهًا لم ينص عليه من سبقه، أو أنه جمع عشرين وجهًا بلاغيًّا لم يسبقه إليها سابق في آية ما.
ومن فُرِق له عن وجه في كتاب الله عز وجل فهو أبو عُذْرته، بشرط أن يحتمل المعنى المستنبط ظاهر لفظ القرآن الكريم وقواعد العربية، وألا يُصادِم نصوص الشريعة وأحكامها وقواعد الصناعة العلمية.
وقد كان مُعربو القرآن الكريم يقترحون أوجُهًا إعرابية لم تَرِد لها قراءة صحيحة أو شاذّة، وكان ذلك على جهة اتساع اللفظ وانفتاح الدلالة، والإحالة على الممكِن في العربية، وليس على جهة اقتراح بدائل تكون عِوضًا عما جاءت به القراءات أو الآثار المروية، وقد نبَّه ابن الجزري -كما في منجد المقرئين- على أن هذه الجائزات التي تَحْسُن في الرأي لغة وإعرابًا إنما هي من قبيل النحو والإعراب.
ومن ذلك قوله تعالى: (واعلموا أنّ الله يَحُول بين المرء وقلبه وأنّه إليه تُحشرون)، وعلّق عليه الشوكاني في فتح القدير بقوله: "قال الفراء: ولو استأنفتَ فكسرتَ همزة (أنّه) لكان صوابًا. ولعلّ مُراده: أنّ مثل هذا جائز في العربيّة".
ونقل السمين الحلبي في الدر المصون عن بعض النحاة في قوله تعالى: (فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان) قولهم: "ويجوز في العربيةِ نَصْبُ (فإمساك) و(تسريحٌ) على المصدرِ؛ أي: فأمسكوهنَّ إمساكًا بمعروفٍ أو سرِّحوهنَّ تسريحًا بإحسان، إلا أنه لم يَقْرأ به أحد".
وجوّز الزجاج والنحاس والعكبري في قوله تعالى: (الرحمن الرحيم) من البسملة؛ حيث أجازوا رفعهما قطعًا على المدح، وذلك على الخبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو الرحمن الرحيم. وهذا التجويز لم ترد به قراءة صحيحة أو شاذّة
ولا يخفى ما في هذه الممارسة اللغوية من جرأة علمية محمودة، وهي جُرأة انتهجها مُعربو القرآن الكريم في البحث والنظر والتحليل؛ لاستعراض إمكانات التفكير اللغوي في هذا النصّ العزيز، ولا شك أن من صفات الباحث الجادّ التحلِّي بالجرأة في اقتحام مسائل العلم، على نور وبصيرة مما اكتسبه من معارف وعلوم. ولو أن باحثًا في عصرنا سلك هذا المسلك في النص القرآني لقامت الدنيا عليه ولم تقعد!!
كما لا يخفى ما في هذه الممارسة من الغاية التعليمية التي تهدف إلى تمرين العقل الناظر في الكتاب العزيز ليقف على تنوّع وجوهه اللغوية المتاحة.
ذكر شيخُنا سعد مصلوح -حفظه الله- وجهًا إعرابيًّا لم يُسبَق إليه في قوله تعالى: (ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)؛ حيث قال: "وقع لي في قوله تعالى: (لهم البشرى) وجه إعرابي، وهو أن اللام في (لهم) هي لام ابتداء مؤكِّدة دخلت على الجملة الاسمية المؤلّفة من مبتدأ وخبر: (هم البشرى)".
وكان أن اعترض على هذا الوجه بعضُ الفضلاء من ذوي النظر، وكتب غيرُ واحد في ذلك، فكان لابد من بيان الأمر وإيضاحه.
وأقول -وبالله توفيقي وعليه معتمَدي-: من أبواب إعجاز الكتاب العزيز وديمومته عبر الزمان والمكان أنه حمّال أوجُه، وأنه يتّسع لاختلاف الأنظار والمشارب، فينظر الفقيهُ إليه على أنه مُدوّنة فقهية، وينظر اللغوي إليه على أنه مُدوّنة لغوية، وينظر البلاغي إليه على أنه مُدوّنة بلاغية، وهكذا تتنوّع المشارب والاتجاهات ويبقى النص القرآني معينًا واحدًا لهذا التنوّع.
ويتمثّل الشَّرَكُ المنهجي الذي أدّى إلى اعتراض المعترض في أمرين:
الأول: تنزيل هذه الجائزات الإعرابية منزلة الواجب، ولا يقول بهذا أحد، يكفي في تسميتها أنها جائزة أو أنها أوجه محتملة.
الثاني: فَهْمُ هذه الجائزات على أنها تلغي ما سواها من وجوه، ولا يقول بهذا أحد أيضًا؛ لأن هذه الجائزات إنما تُفهَم على سبيل التجاوُر والتكامُل لا التعانُد والإقصاء، نعم هي تتمايز على درجات لكنها تبقى مُتجاورة ما دامت محتملة.
والذي يقرأ في كُتُب معاني القرآن الكريم وبيان وجوه إعرابه يجد كثيرًا من الأقوال فيها غير مسبوقة بسابق، وهي وجوه يحتملها المعنى ونظم الآيات من الجهة اللغوية، ولا تُصادِم ما هو مُقرر في الشريعة من أحكام، أو ما هو معلوم من قواعد الصناعة العلمية. ويجد أيضًا الناظر في هذه الكتب أن أكثر العبارات دورانًا فيها قولهم: (يحتمل اللفظ كذا)، و(تحتمل الآية كذا)، و(يجوز في العربية كذا وكذا). ولله در الماوردي رحمه الله قال فأحسن وأبان عما نحن فيه في مقدمة تفسيره المسمى (النكت والعيون): "... وذاكرًا ما سنح به الخاطر من معنى يحتمل، عبَّرتُ عنه بأنه محتمل، ليتميز ما قيل مما قلتُه، ويُعلَم ما استُخرِج مما استخرجتُه".
وها هو ذا السيوطي رحمه الله لا يفتأ يفخر في كتابه الإتقان بأنه أتى بما لم يُسبق إليه، وأنه استخرج وجهًا لم ينص عليه من سبقه، أو أنه جمع عشرين وجهًا بلاغيًّا لم يسبقه إليها سابق في آية ما.
ومن فُرِق له عن وجه في كتاب الله عز وجل فهو أبو عُذْرته، بشرط أن يحتمل المعنى المستنبط ظاهر لفظ القرآن الكريم وقواعد العربية، وألا يُصادِم نصوص الشريعة وأحكامها وقواعد الصناعة العلمية.
وقد كان مُعربو القرآن الكريم يقترحون أوجُهًا إعرابية لم تَرِد لها قراءة صحيحة أو شاذّة، وكان ذلك على جهة اتساع اللفظ وانفتاح الدلالة، والإحالة على الممكِن في العربية، وليس على جهة اقتراح بدائل تكون عِوضًا عما جاءت به القراءات أو الآثار المروية، وقد نبَّه ابن الجزري -كما في منجد المقرئين- على أن هذه الجائزات التي تَحْسُن في الرأي لغة وإعرابًا إنما هي من قبيل النحو والإعراب.
ومن ذلك قوله تعالى: (واعلموا أنّ الله يَحُول بين المرء وقلبه وأنّه إليه تُحشرون)، وعلّق عليه الشوكاني في فتح القدير بقوله: "قال الفراء: ولو استأنفتَ فكسرتَ همزة (أنّه) لكان صوابًا. ولعلّ مُراده: أنّ مثل هذا جائز في العربيّة".
ونقل السمين الحلبي في الدر المصون عن بعض النحاة في قوله تعالى: (فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان) قولهم: "ويجوز في العربيةِ نَصْبُ (فإمساك) و(تسريحٌ) على المصدرِ؛ أي: فأمسكوهنَّ إمساكًا بمعروفٍ أو سرِّحوهنَّ تسريحًا بإحسان، إلا أنه لم يَقْرأ به أحد".
وجوّز الزجاج والنحاس والعكبري في قوله تعالى: (الرحمن الرحيم) من البسملة؛ حيث أجازوا رفعهما قطعًا على المدح، وذلك على الخبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو الرحمن الرحيم. وهذا التجويز لم ترد به قراءة صحيحة أو شاذّة
ولا يخفى ما في هذه الممارسة اللغوية من جرأة علمية محمودة، وهي جُرأة انتهجها مُعربو القرآن الكريم في البحث والنظر والتحليل؛ لاستعراض إمكانات التفكير اللغوي في هذا النصّ العزيز، ولا شك أن من صفات الباحث الجادّ التحلِّي بالجرأة في اقتحام مسائل العلم، على نور وبصيرة مما اكتسبه من معارف وعلوم. ولو أن باحثًا في عصرنا سلك هذا المسلك في النص القرآني لقامت الدنيا عليه ولم تقعد!!
كما لا يخفى ما في هذه الممارسة من الغاية التعليمية التي تهدف إلى تمرين العقل الناظر في الكتاب العزيز ليقف على تنوّع وجوهه اللغوية المتاحة.
Telegram
قناة د. وصفي أبو زيد
نحو رفعة ديننا وعزة أمتنا
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
❤6
وما ذكره الشيخ سعد مصلوح مقبولٌ دلالةً وصناعةً، وليس معنى قبوله إقصاءَ ما ذكره أهلُ المعاني والتفسير، ولا ما رُوي من آثار بخصوصه، بدليل أن العلماء توسّعوا في بيان دلالة هذه البشرى بما يتجاوزُ حدود المروي من هذه الآثار في خصوص هذه الآية.
وحديث الشيخ -حفظه الله- حديثٌ لغوي يُتيحه النظم القرآني، وهو لا يُخالف نصوص الشرع ولا أحكامه ولا يُصادِم الصناعة العلمية في النظر والاستنباط، وله سَلفٌ في هذا عند علماء التفسير واللغة على وجه العموم؛ حيث تنوّعت أنظارهم في بيان وجوه القرآن بما يحتمله نظمه ولا يخالف ما تقرّر من قواعد.
والذي يعترض على قول الشيخ لا ينبغي أن يكتفي بإصدار الأحكام العامّة، أو التمسُّك فحسب بما ورد من أقوال وآثار فيها، لأن في هذا مُصادرة على الناظر في كتاب الله عز وجل، بل على المعترض أن يُبين لنا فساد هذا القول من جهات: الدلالة ونظم الآية والصناعة العلمية، أو فساد ما يَؤُول إليه من لوازمَ تُخرِجه عن حدّ الصحّة. هنا نُسلّم له اعتراضه، أما غير ذلك فلا.
وكتبه: محمد مصطفى الكَـنْـز، عفا الله عنه
https://www.tg-me.com/drwasfy
وحديث الشيخ -حفظه الله- حديثٌ لغوي يُتيحه النظم القرآني، وهو لا يُخالف نصوص الشرع ولا أحكامه ولا يُصادِم الصناعة العلمية في النظر والاستنباط، وله سَلفٌ في هذا عند علماء التفسير واللغة على وجه العموم؛ حيث تنوّعت أنظارهم في بيان وجوه القرآن بما يحتمله نظمه ولا يخالف ما تقرّر من قواعد.
والذي يعترض على قول الشيخ لا ينبغي أن يكتفي بإصدار الأحكام العامّة، أو التمسُّك فحسب بما ورد من أقوال وآثار فيها، لأن في هذا مُصادرة على الناظر في كتاب الله عز وجل، بل على المعترض أن يُبين لنا فساد هذا القول من جهات: الدلالة ونظم الآية والصناعة العلمية، أو فساد ما يَؤُول إليه من لوازمَ تُخرِجه عن حدّ الصحّة. هنا نُسلّم له اعتراضه، أما غير ذلك فلا.
وكتبه: محمد مصطفى الكَـنْـز، عفا الله عنه
https://www.tg-me.com/drwasfy
Telegram
قناة د. وصفي أبو زيد
نحو رفعة ديننا وعزة أمتنا
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
❤7
... مقال أكثر من رائع : :
السم الذي يقتل الرجال :
ذات مرة تعبت فتاة جميلة من حياتها الزوجية وأرادت قتل زوجها والتخلص منه.
في الصباح توجهت لامها وقالت لها يا امي تعبت من زوجي و لم اعد قادرة على العيش معه . اريد ان اقتله ولكن اخشى ان يحملني قانون الارض المسؤولية، هل يمكنك مساعدتي يا امي؟"
اجابت الام:
- نعم يا ابنتي يمكنني مساعدتك، ولكن، هناك مهمة صغيرة.
سالت الابنة ?? اي مهمة؟ انا مستعد ة ومستعد ة لتولي اي مهمة للتخلص منه??
قالت الام حسنا :
١.. سيكون عليك ان تتصالحي معه، حتى لا يشتبه فيك احد عندما يموت.
٢.. سيكون عليك تجميل نفسك حتى تبدين شابة وجذابة بالنسبة له ولا يشك بأي شيء
٣.. عليك ان تعتني به جيدا وان تكوني لطيفة جدا ومقدرة له ولأهله حتى لا يحس بأي شيء
٤.. يجب ان تكوني صبورة ومحبة واقل غيرة، وان يكون لديك اذان اكثر استماع، وان تكوني اكثر احتراما حتى يقول زوجتي مثالية ولا أحد يظن بك
٥. انفقي دون اسراف ولا تغضبي حتى عندما يعطيك المال لاي شيء حتى يقول زوجتي ليست طماعة وتحب المال فقط
٦.. لا ترفعي صوتك عليه ولكن شجعي السلام والحب حتى لا يشتبه فيك عندما يموت.
هل يمكنك القيام بكل ذلك؟
سالت الام.
نعم استطيع. اجابت
قالت الام حسناً
خذي هذا المسحوق وصبي قليلا في وجبته اليومية، سوف تقتله ببطء.
بعد ٣٠ يوم رجعت الابنة لامها وقالت.
امي، ليس لدي اي نية لقتل زوجي أو التخلص منه مرة اخرى. من الان صرت أحبه لانه تغير تماما، هو الان زوج لطيف جدا مما تخيلت.
ماذا يمكنني ان افعل لايقاف مفعول السم ؟
ارجوك ساعديني يا امي.
دعت بنبرة حزينة.
اجابت الام ؛
لا تقلقي يا ابنتي. ما اعطيتك اياه في البداية كان مجرد مسحوق عاديا . لن يقتله ابدا.
في الواقع، كنتي السم الذي كان يقتل زوجك ببطء بالتوتر والخلاف والمشاكل.
فعندما بدأت تحبينه وتكرمينه وتعتني به رأيته يتغير الى زوج لطيف ولطيف جدآ.
الرجال ليسوا اشرارا حقا، ولكن طريقتنا في الارتباط بهم تحدد استجاباتهم ومشاعرهم تجاهنا.
منقول
https://www.tg-me.com/drwasfy
السم الذي يقتل الرجال :
ذات مرة تعبت فتاة جميلة من حياتها الزوجية وأرادت قتل زوجها والتخلص منه.
في الصباح توجهت لامها وقالت لها يا امي تعبت من زوجي و لم اعد قادرة على العيش معه . اريد ان اقتله ولكن اخشى ان يحملني قانون الارض المسؤولية، هل يمكنك مساعدتي يا امي؟"
اجابت الام:
- نعم يا ابنتي يمكنني مساعدتك، ولكن، هناك مهمة صغيرة.
سالت الابنة ?? اي مهمة؟ انا مستعد ة ومستعد ة لتولي اي مهمة للتخلص منه??
قالت الام حسنا :
١.. سيكون عليك ان تتصالحي معه، حتى لا يشتبه فيك احد عندما يموت.
٢.. سيكون عليك تجميل نفسك حتى تبدين شابة وجذابة بالنسبة له ولا يشك بأي شيء
٣.. عليك ان تعتني به جيدا وان تكوني لطيفة جدا ومقدرة له ولأهله حتى لا يحس بأي شيء
٤.. يجب ان تكوني صبورة ومحبة واقل غيرة، وان يكون لديك اذان اكثر استماع، وان تكوني اكثر احتراما حتى يقول زوجتي مثالية ولا أحد يظن بك
٥. انفقي دون اسراف ولا تغضبي حتى عندما يعطيك المال لاي شيء حتى يقول زوجتي ليست طماعة وتحب المال فقط
٦.. لا ترفعي صوتك عليه ولكن شجعي السلام والحب حتى لا يشتبه فيك عندما يموت.
هل يمكنك القيام بكل ذلك؟
سالت الام.
نعم استطيع. اجابت
قالت الام حسناً
خذي هذا المسحوق وصبي قليلا في وجبته اليومية، سوف تقتله ببطء.
بعد ٣٠ يوم رجعت الابنة لامها وقالت.
امي، ليس لدي اي نية لقتل زوجي أو التخلص منه مرة اخرى. من الان صرت أحبه لانه تغير تماما، هو الان زوج لطيف جدا مما تخيلت.
ماذا يمكنني ان افعل لايقاف مفعول السم ؟
ارجوك ساعديني يا امي.
دعت بنبرة حزينة.
اجابت الام ؛
لا تقلقي يا ابنتي. ما اعطيتك اياه في البداية كان مجرد مسحوق عاديا . لن يقتله ابدا.
في الواقع، كنتي السم الذي كان يقتل زوجك ببطء بالتوتر والخلاف والمشاكل.
فعندما بدأت تحبينه وتكرمينه وتعتني به رأيته يتغير الى زوج لطيف ولطيف جدآ.
الرجال ليسوا اشرارا حقا، ولكن طريقتنا في الارتباط بهم تحدد استجاباتهم ومشاعرهم تجاهنا.
منقول
https://www.tg-me.com/drwasfy
Telegram
قناة د. وصفي أبو زيد
نحو رفعة ديننا وعزة أمتنا
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
https://youtube.com/@Profdrwasfy
https://x.com/dr_wasfy
❤21😁2👍1
(قرأت جملةً صالحة من نوادر العرب في آدابهم ومكارمهم وأخلاقهم، ولطف وجدانهم، فلم أرَ بينها نادرةً أعلق بالقلوب، ولا أجمل أثرًا في النفوس من قول أبي عُيَيْنَةَ الكاتب المعروف في عهد الدولة العباسية، وكان كفيف البصر: اختلفتُ إلى القاضي أحمد بن أبي دؤاد أربعين سنة، فما سمعته مرة يقول لغلامه عند تشييعي: خذ بيده يا غلام، بل يقول: اخرج معه يا غلام).
- المنفلوطي.
https://www.tg-me.com/drwasfy
- المنفلوطي.
https://www.tg-me.com/drwasfy
❤10
تدعوكم *رابطة العلماء السوريين* - فرع إسطنبول لحضور ندوةٍ حوارية بعنوان:
◀️ *الأمّةُ الإسلاميةُ غير قابلةٍ للاستبداد* ▶️
مع فضيلة الشيخ: ✅ *د. غازي التوبة*
الرئيس السابق لرابطة العلماء السوريين
يحاوره
فضيلة الشيخ ✳️ *د. محمد أيمن الجمال*
مدير فرع إسطنبول لرابطة العلماء السوريين
📆 *يوم السبت* 📆 *الموافق 08-11-2025*
🕰️ *الساعة الثامنة مساءً حسب توقيت إسطنبول*
🌐 شارك في اللقاء عبر الرابط👇👇
Join Zoom Meeting https://us02web.zoom.us/j/86802890297?pwd=CAnDygFww01n13XKwCWQ2lwljydJlw.1 Meeting ID: 868 0289 0297 Passcode: 324239
◀️ *الأمّةُ الإسلاميةُ غير قابلةٍ للاستبداد* ▶️
مع فضيلة الشيخ: ✅ *د. غازي التوبة*
الرئيس السابق لرابطة العلماء السوريين
يحاوره
فضيلة الشيخ ✳️ *د. محمد أيمن الجمال*
مدير فرع إسطنبول لرابطة العلماء السوريين
📆 *يوم السبت* 📆 *الموافق 08-11-2025*
🕰️ *الساعة الثامنة مساءً حسب توقيت إسطنبول*
🌐 شارك في اللقاء عبر الرابط👇👇
Join Zoom Meeting https://us02web.zoom.us/j/86802890297?pwd=CAnDygFww01n13XKwCWQ2lwljydJlw.1 Meeting ID: 868 0289 0297 Passcode: 324239
👍5❤2
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
صلى عليك الله يا نور الهدى
يا من رقدت تحت قبة خضراء
يا من رقدت تحت قبة خضراء
