| عُدنا إليكُم من جَديدٍ يا أحبَّة؛

مرحبًا بكلّ مَن مرّ مِن هاهُنا، أسأل الله أن يُعيننَا ويوفّقنَا ويُسدّدنا، وأن يتجاوز عن تقصيرنا، وأن يغفِر لنا ويرحمَنا، وأنِ يختِم على قلوبنَا بعمَلٍ صالحٍ نلقاه به وهُو راضٍ عنّا.

- عُدنَا والعَودُ أحمدُ :)

قال تعالى : ‏﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذ۪ي
ف۪ي قَلْبِه۪ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاًۚ﴾

نهى الله - سبحانه ـ أمهات المؤمنين - ونساء المؤمنين تبع لهن في ذلك عن الخضوع بالقول، وهو تليين الكلام وترقيقه بانكسار مع الرجال، وهذا النهي وقاية من طمع من في قلبه مرض شهوة وتحريك قلبه لتعاطي أسبابه، وإنما تتكلم المرأة بقدر الحاجة في الخطاب من غير استطراد ولا إطناب ولا تليين خاضع في الأداء !

وليحذر المسلم من بدايات التبرج في محارمه، وذلك بالتساهل في لباس بناته الصغيرات بأزياء لو كانت على "بالغات" لكانت فسقًا وفجورًا، مثل إلباسها القصير، والضيق، والبنطال، والشفاف الواصف لبشرتها، إلى غير ذلك من ألبسة أهل النار كما تقدم في الحديث الصحيح

وفي هذا من الإلف التبرج والسفور وكسر
حاجز النُّفرَة وزوال الحياء ما ليخفى

فليتق الله من ولاّه الله الأمر !

ㅤ
اللهم إني قد هممت بارتداء اللباس الشرعي
ابتغاء مرضاتك عني وتطبيقًا لشريعتك
فاللهم الثبات الثبات 🤍

أتأمل حال نساء اليوم، وأتعجب من أن تلك النسوة سيكُنَّ أمهات في المستقبل، أو منهن من أصبحن أمهات بالفعل، أنظر لسذاجتها ووقاحتها وتماديها بالعري وأقول: ما الجيل الذي سيخرج من هكذا أحوال وهكذا نساء

لما فقد الرجال وظيفتهم ومسؤوليتهم وتنازلوا عن قوامتهم رأينا ما نراه اليوم لكن ما العامل وراء تخليهم عن مسؤولياتهم؟

أبرزها وأولها البعد عن الدين، في رأيي يوجد تلازم بين الرجولة والتدين فليس رجلًا من لم يكن مرجعيته كتاب ربه وسنة نبيه، يعني المرأة التي تخرج شبه عارية !

هل هذه خرجت من بيت رجل؟ لا قطعًا
بل ديوث مسخ في هيئة رجل

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

جاء في تفسير القرطبي فيما معناه عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء

قال الإمام الإبراهيمي -رحمه الله-:

والزواج عقد بين قلبين، ووصل بين نفسين، ومزج بين روحين، -وفي الأخير- تقريب بين جسمين، فإذا تراخت عراه بين القلبين ضاعت حكمة الله في السكون والرحمة والعطف

آثار الإبراهيمي ٢٩٧/٣

أراد رسول الله ﷺ أن يُطلق حفصة
فجاء جبريل فقال: يا محمد، طلّقت حفصة وهي صوامةٌ قوامةٌ، وهي زوجتك في الجنة، فراجِعها

لما كانت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها لها حال مع الله في الصيام والقيام فهذا الحال جعل الله يذكرها في حال شدتها وحاجتها

ويرسل جبريل -عليه السلام- ليأمر النبي ﷺ أن يراجعها ويذكر له هاتين الصفتين التي أحبها الله بهما "إنها صوامة قوامة"

لو قيل لكِ: لعل المتبرجة أقرب إلى الله من المحجبة، فلا تطيلي الكلام، فقط قولي:

ليست مهمتي أن أقرر أيهن أقرب إلى الله بل أن آمر بالمعروف "ومنه الحجاب" وأنهى عن المنكر "ومنه التبرج" بالحكمة والحسنى

لأن الهدف من هذا التساؤل غالبًا هو التخلص من شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ㅤ
وبالستر يتم الحياء وتكتمل المروءة ويجمل المظهر ويرضى الإله سبحانه، وبالتعري يقل الحياء وتسقط المروءات ويتسلع الجسد وتنمو الفواحش ويذهب الدين ويفرح الشيطان، وليس هذا خاصًا بالنساء، بل هو للذكر والأنثى، وإنما يختلف حد الستر بينهما

قالت: يا رسول الله، إني أُصرع وأتكشف، فادعُ الله أن يشفيني. فقال: إن شئتِ دعوتُ الله أن يشفيك، وإن شئتِ صبرتِ ولك الجنة؟ فقالت: بل أصبِر، ولي الجنة، ولكن ادعُ الله ألا أتكشف، فدعا لها "فكانت لا تتكشف"

فصلت في العرض (أصرع وأتكشف) وأشملت في طلب الدعاء (فادع الله أن يشفيني) فإنها إن شفيت ما تكشفت فخيرها النبي ﷺ بين حسن الصبر مع عظم الجزاء (أن تصبري ولك الجنة) وبين الدعاء بالشفاء (وسيجيب الله دعاء نبيه) فاختارت علة البدن مع الصبر عليها ومنال الجنة المؤكد (بشرى النبي ﷺ لها) بدل صحة البدن وتداركت فطلبت الدعاء بعدم التكشف

هذا هو "فقه الصالحات" وهي تعلم ألا جناح عليها بعد الصرع فلا تؤاخذ، ولكنه قبح الفعل أصالة تعافه النفس على الرغم من بشرى النبي الكريم ﷺ لها بالجنة

المرأة العاقلة يضيق صدرها وتحزن
عندما تقرأ فيما ورد من أحاديث وأخبار في فتنة النساء، وترجو من اللّٰه أن لا تكون في زمرة هذا النوع منهنّ، وتراها تسعى وتسرع في ترك كلّ منهيٍ عنه يفتن رجل

ومن أُختلّ دينها وخُدشت فطرتها، تفرح أنها "تُذهب لبّ الرجل الحازم" وتعدّه انتصارًا، ناسيةً أن لبّه يذهب، إما بمن تفتنه خارجًا من المتبرجات المتميعات أو بزوجة تعين الدهر عليه مجبنة مبخلة له مفسدة لدينه

والله سبحانه قد أوجب على الرجل أن يغار على أهله ويصونهم عن الفواحش، فإذا سكت عن تغيير ذلك كان ديوثًا , وهو الذي جاء فيه الحديث "لا يدخل الجنة ديوث"

وهو "يعني الديوث" ضد الغيور
والغيرة التي يحبها الله تعالى هي الغيرة في الريبة، فإذا لم يغر من فعل الفاحشة كان ذلك دياثة، لكن الغيرة على أهل الرجل أوجب من الغيرة على غير أهله

- ابن تيمية || جامع المسائل ٤٧٦/٧

كما يحرم نظر الرجل إلى المرأة كذلك يحرم نظر المرأة إلى الرجل، وهو أمر جهله الناس فلا يأمرون به النساء ولا ينبهونهنَّ على ذلك، حتى صرن يسترسلنَّ في النظر إلى الرجال، وأشد في النظر "اعتقادهنَّ أنه مباح"

- ابن العربي المالكي

أخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، والبيهقي في السنن، عن عاصم الأحول قال: دخلت على حفصة بنت سيرين وقد ألقت عليها ثيابها، فقلت: أليس يقول الله: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ﴾ ؟ قالت: اقرأ ما بعده: ﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ﴾ "وهو إثبات الجلباب"

إليكِ أختاه مما ٳبتلينا به بعض ما توارثناه
من تقليد أعمى للغرب "نمص الحواجب" الذي أنتزع روحك الغالية من رحمة الله وليس شعيرات تحسبيها هينة وهي عند الله كبيرة

أعلمتي ٲنكِ "ملعونة ومطرودة" من رحمة الله تحسبيها لوجهك جميلة وهي عند الله طرد وغضب فما لكِ بها لتعلمي أن أجمل ما يجمل وجهك وينيره نقائه من كل معصية عين لا تنظر لحرام وأذن لا تسمع ما يغضب الله وفم لا ينطق إلا بحق وبذكر الله وبشرة تتنقى بين الحين والأخر بماء الوضوء والصفاء فـ بعد هذا ما لنا نطرد أرواحنا التي أرهقتنا في الدنيا من راحة الأخرة