Telegram Web Link
من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه.

من عجز عن المبيت بمزدلفة فليبت عزمه على طاعة الله، وقد قرّبه وأزلفه.

من لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف، فليقم لله بحق الرجاء والخوف.

من لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنى.

من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت؛ فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.

[لطائف المعارف (ص/501) لابن رجب]
{ربنا اصرف عنّا عذاب جهنّم إن عذابها كان غراما}
قال ابنُ جزي: ﴿كَانَ غَرَاماً﴾ أي هلاكاً وخسراناً، وقيل ملازماً.

قال أبو مُسلم الخولاني:
ما عرضت لي دعوةٌ فذكرتُ النّار، إلاّ صرفتُها إلى الاستعاذة منها.
[تاريخ دمشق (208/27) لابن عساكر]

‏ونحن في يوم عتق فإنَّهُ (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) [صحيح مسلم]

فـ(يوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيعتق الله من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين).
[لطائف المعارف (ص/482) لابن رجب]

وقد (روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي، قال: ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتقا للرقاب من يوم عرفة، فأكثِر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الجن والإنس، فإنّهُ عامّةُ دعائي اليوم).
[لطائف المعارف (ص/496) لابن رجب]
مد إليه يد الاعتذار، وقم على بابه بالذل والانكسار، وارفع قصة ندمك مرقومةً على صحيفة خدِّك بمداد الدموع الغزار وقل: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: ٢٣]

[لطائف المعارف (ص/497) لابن رجب]
إذا طلب الأسيرُ الأمان من الملك الكريم أمَّنَه.

الأمانَ الأمانَ وزري ثقيلُ ... وذنوبي إذا عُددن تطولُ
أوبقتنِي وأوثقتنِي ذنُوبي ... فترى لي إلى الخلاص سبيلُ

[لطائف المعارف (ص/498) لابن رجب]
[ دعاء حسن ]

روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي، قال: ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتقا للرقاب من يوم عرفة.
فأكثِر فيه أن تقول:

اللهم أعتق رقبتي من النار،
وأوسع لي من الرزق الحلال،
واصرف عني فسقة الجن والإنس،

فإنّهُ عامّةُ دعائي اليوم.

[لطائف المعارف (ص/496) لابن رجب]
يوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيعتق الله من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين، فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم؛ من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده؛ لا شتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة.

[لطائف المعارف (ص/482) لابن رجب]
قال مالك: سمعت أهل العلم يستحبون الزينة والطيب في كل عيد.
واستحبه الشافعي.
وخرَّج البيهقي بإسناد صحيح، عن نافع، أن ابن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه.

[فتح الباري (415/8) لابن رجب]
الغسل للعيدين..قد نص أحمد على استحبابه.
وحكى ابن عبد البر الإجماع عليهِ.
وكان ابن عمر يفعله، كذا رواه نافع عنه.

[فتح الباري (415/8) لابن رجب]
إظهار السرور في العيد من شعار الدين.

[فتح الباري (433/8) لابن رجب]
﴿وَمِنهُم مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١]

قد استحب كثير من السلف كثرة الدعاء بهذا في أيام التشريق.
قال عكرمة: كان يستحب أن يقال في أيام التشريق: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}..

وهذا الدعاء من أجمع الأدعية للخير وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر منه وروي: أنه كان أكثر دعائه. وكان إذا دعا بدعاء جعله معه؛ فإنه يجمع خيري الدنيا والآخرة.

[لطائف المعارف (ص/505) لابن رجب]
أيام التشريق :

قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ]

وذكر الله عز وجل المأمور به في أيام التشريق أنواع متعددة:

1️⃣ منها: ذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبات بالتكبير في أدبارها وهو مشروع إلى آخر أيام التشريق عند جمهور العلماء. وقد روي عن عمر وعلي وابن عباس. وفيه حديث مرفوع في إسناده ضعف.

2️⃣ ومنها: ذكره بالتسمية والتكبير عند ذبح النسك؛ فإن وقت ذبح الهدايا والأضاحي يمتد إلى آخر أيام التشريق عند جماعة من العلماء وهو قول الشافعي ورواية عن الإمام أحمد وفيه حديث مرفوع: "كل أيام منى ذبح" وفي إسناده مقال. وأكثر الصحابة على أن الذبح يختص بيومين من أيام التشريق مع يوم النحر وهو المشهور عن أحمد وقول مالك وأبي حنيفة والأكثرين.

3️⃣ ومنها: ذكر الله عز وجل على الأكل والشرب فإن المشروع في الأكل والشرب أن يسمي الله في أوله ويحمده في آخره وفي الحديث عن النبي الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها"..

4️⃣ ومنها: ذكره بالتكبير عند رمي الجمار في أيام التشريق وهذا يختص به أهل الموسم.

5️⃣ ومنها: ذكر الله تعالى المطلق؛ فإنه يستحب الإكثار منه في أيام التشريق، وقد كان عمر يكبر بمنى في قبته فيسمعه الناس فيكبرون فترتج منى تكبيرا.

[لطائف المعارف (ص/504) لابن رجب]
كُلَّما جَنَّ الغَاسِقْ حَنَّ العَاشِقْ

لَوَ انَّكَ أَبْصَرْتَ أَهْلَ الْهَوَى = إِذَا غَارَتِ الأَنْجُمُ الطُّلَّعُ

فَهَذَا يَنُوحُ عَلَى ذَنْبِهِ = وَهَذَا يُصَلِّي وَذَا يَرْكَعُ

[اختيار الأولى (ص/89) لابن رَجب]
أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة.
وكلما أحدثوا شكرا على النعمة كان شكرهم نعمةً أخرى، فيحتاج إلى شكر آخر، ولا ينتهي الشكر أبدا.

إذا كان شكري نعمةَ الله نعمةً ... علي له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الأيام واتصل العمر

[لطائف المعارف (ص/507) لابن رجب]
{فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}

في الأمر بالذكر عند انقضاء النسك معنى، وهو أنّ سائر العبادات تنقضي ويفرغ منها، وذكر الله باق لا ينقضي ولا يُفرغ منه، بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا والآخرة.

[لطائف المعارف (ص/506) لابن رجب]
فإنما يراد من صحبة الأخيار= صلاح الأعمال والأحوال والاقتداء بهم في ذلك، والانتقال من الغفلة إِلَى اليقظة، ومن البطالة إِلَى العمل، ومن التخليط إِلَى التكسب، والقول والفعل إِلَى الورع، ومعرفة عيوب النفس وآفاتها واحتقارها، فأما من صحبهم وافتخر بصحبتهم وادعى بذلك الدعاوى العريضة وهو مصر عَلَى غفلته وكسله وبطالته، فهو منقطع عن الله من حيث ظن الوصول إِلَيْهِ، كذلك المبالغة في تعظيمِ الشيوخ وتنزيلهم منزلة الأنبياء هو مما نهي عنه.

[مجموع الرسائل (252/1) لابن رجب]
من لم يكن له مثل تقواهم، لم يدر ما الذِي أبكاهم، ومن لم يشاهد جمال يوسف، لم يدر ما الذي آلم قلب يعقوب.

[اختيار الأولى (ص/89) لابن رَجب]
قاله الإمام ابن رجب رحمه الله في كتابه العظيم: فضل علم السلف
احذرُوا هذا العدوَّ الذي أخرج أباكم من الجنة؛ فإنَّه ساعٍ في منعكم من العود إليها بكل سبيلٍ، والعداوةُ بينَكم وبينَهُ قديمة؛ فإنه ما أُخرجَ مِن الجنة وطُرِدَ عن الخِدمَةِ إلا بسبب تكبُّرِه على أبيكم وامتناعِهِ من السجود له لمَّا أُمِرَ به. وقد أُبلِسَ من الرَّحمة وأيِسَ من العَوْدِ إلى الجنةِ، وتحقَّقَ خلودهُ في النارِ، فهو يجتهِدُ على أن يُخلِّدَ معه في النار بني آدمَ؛ بتحسينِ الشركِ؛ فإن عجِزَ قنعَ بما دونَه مِن الفُسُوقِ والعصيانِ، وقد حذَّرَكم مولاكم منه، وقد أُعذرَ مَن أنذر، فخذوا حِذرَكم {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ}.

[لطائف المعارف (ص/119) لابن رجب]
المؤمن في الدنيا كالغريب المجتاز ببلدة غير مستوطن فيها، فهو يشتاق إلى بلده وهمه الرجوع إليه والتزود بما يوصله في طريقه إلى وطنه، ولا يُنافس أهل ذلك البلد المستوطنين فيه في عزهم، ولا يجزع مما أصابه عندهم من الذل… لأن أباه لما كان في دار البقاء ثم خرج منها فهمّه الرجوع إلى مسكنه الأول، فهو أبدا يحن إلى وطنه الذي أُخرج منه كما يقال: "حب الوطن من الإيمان"

وكما قيل:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل

ولبعض شيوخنا في هذا المعنى:
فحي على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى وفيهم المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطت به أوطانه فهو مغرم
فأي اغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم

[كشف الكُربة (ص/ ) لابن رجب]
اعلم أن العبد في حق دينه على ثلاث درجات: 

‏إما سالم.. وهو المقتصر على أداء الفرائض وترك المعاصي.

‏أو رابح.. وهو المتطوع بالقربات والنوافل.

‏أو خاسر.. وهو المقصر عن اللوازم.

‏فإن لم تقدر أن تكون رابحاً، فاجتهد تكون سالماً، وإياك ثم إياك أن تكون خاسراً.

‏[بداية الهداية (ص/114) لأَبي حامِد الغَزّالي]
2025/06/27 17:27:09
Back to Top
HTML Embed Code: