Telegram Web Link
[ تعرّض لنفحات الله وسله العفو والمغفرة والعتق ]

لما كثرت أسباب المغفرة في رمضان، كان الذي تفوته المغفرة فيه محروما غاية الحرمان، وفي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال:
"آمين آمين آمين" قيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت: "آمين آمين آمين؟ فقال: "إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت آمين".

[لطائف المعارف (ص/211) لابن رجب]
لما دفن عبد الله بن غالب كان يفوح من تراب قبره رائحة المسك، فرُؤي في المنام فسئل عن تلك الرائحة التي توجد من قبره؟ فقال: تلك رائحة التلاوة والظمأ.

[لطائف المعارف (ص/39) لابن رجب]
إخواني المعوّل على القبول لا على الاجتهاد، والاعتبار ببر القلوب لا بعمل الأبدان.
رب قائم حظه من قيامه السهر!
كم من قائم محروم، وكم من نائم مرحوم؛ هذا نام وقلبه ذاكر وهذا قام وقلبه فاجر!

إن المقادير إذا ساعدت ... ألحقت النائم بالقائم

لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات، والاجتهاد في الأعمال الصالحات، وكل ميسر لما خلق له؛ أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.

[لطائف المعارف (ص/193) لابن رجب]
من أعظم ما يُتقرَّب به العبد إلى الله تعالى مِنَ النَّوافل: كثرة تلاوة القرآن، وسماعهُ بتفكُّر وتدبُّرٍ وتفهُّمٍ، قال خباب بن الأرت لرجل: تقرَّب إلى الله ما استطعتَ، واعلم أنَّك لن تتقرب إليه بشيءٍ هو أحبُّ إليه من كلامه… لا شيءَ عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذَّةُ قلوبهم، وغايةُ مطلوبهم.

[جامع العلوم والحِكَم (ص/781) لابن رجب]
تقدم بعض التابعين ليصلي بالناس إمامًا، فالتفت إلى المأمومين يعدّل الصفوف وقال: استووا؛ فغُشي عليه فسئل عن سبب ذلك فقال: لما قلت لهم استقيموا فكرت في نفسي فقلت لها: فأنت هل استقمت مع الله طرفة عين؟

[لطائف المعارف (ص/18) لابن رجب]
مرَّ أبو جعفر محمد بن علي بمحمد بن المنكدر وهو مغموم، فسأل عن سبب غمه، فقِيلَ لَهُ: الدَّين قد فدحه، فَقَالَ أبو جعفر: أفتح له في الدعاء؟ قيل: نعم.

قال: لقد بورك لعبد في حاجة أكثر فيها من دعاء ربه كائنة ما كانت.

[مجموع الرسائل (171/3) لابن رجب]
المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منه بعدَ كثرة دعائه وتضرُّعه، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة، وقال لها: إنَّما أُتيتُ من قِبَلِكَ، ولو كان فيك خيرٌ لأُجِبْتُ، وهذا اللومُ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطَّاعاتِ، فإنَّه يُوجبُ انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنَّه أهلٌ لما نزل به من البلاء، وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكرب، فإنَّه تعالى عندَ المنكسرةِ قلوبهم من أجله.

‏[جامع العلوم والحكم(589/2) لابن رجب]
لا تقنط ..!

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}

فيا أيها العاصي -وكلنا ذلك- لا تقنط من رحمة الله بسوء أعمالك فكم يعتق من النار في هذه الأيام من أمثالك فأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لا يهلك على الله إلا هالك.

إذا أوجعتك الذنوب فداوها ... برفع يد في الليل والليل مظلم

ولا تقنطن من رحمة الله إنما ... قنوطك منها من ذنوبك أعظم

[لطائف المعارف (ص/375) لابن رجب]
زجل المسبّحين ربما يشوبه الافتخار، وأنين المذنبين يزينه الانكسار،
«لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم»

[لطائف المعارف (ص/112) لابن رجب]
[ التبكير إلى الصلاة ]

قال ابن عبد البر: لا أعلم خلافاً بين العلماء أن من بكّر وانتظر الصلاة، وإن لم يصل في الصف الأول أفضل ممن تأخر، وإن صلى في الصف الأول.

[فتح الباري (352/5) لابن رجب]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas
كثيراً ما يغلب على من يعتني بالقيامِ بحقوق الله، والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته إهمالُ حقوق العباد بالكُلِّيَّة أو التقصير فيها، والجمعُ بَيْنَ القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيزٌ جداً لا يَقوى عليه إلاَّ الكُمَّلُ مِنَ الأنبياءِ والصديقين.


[لطائف المعارف (ص/427) لابن رجب]
عباد الله شهر رمضان قد انتصف، فمن منكم حاسب نفسه فيه لله وانتصف..
ألا إنّ شهركم قد أخذ في النقص، فزيدوا أنتم في العمل، فكأنّكُم به وقد انصرف،
فكل شهر فعسى أن يكون منه خلف، وأما شهر رمضان فمن أين لكم منه خلف؟!

تنصف الشهر والهفاه وانهدما … واختص بالفوز بالجنات من خدما

وأصبح الغافل المسكين مُنْكسِرا ... مثلي فيا ويحه ياعظم ماحرما

من فاته الزرع في وقت البذار فما ... تراه يحصد إلا الهم والندما

طوبى لمن كانت التقوى بضاعته ... في شهره وبحبل الله معتصما

[لطائف المعارف (ص/184) لابن رجب]
العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا، ولا حالا، ولا مقالا، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر.
قال يحيى بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.

إن كنت لا أصلح للقرب ... فشأنكم عفو عن الذنب

كان مطرف يقول في دعائه: اللهم، ارض عنا، فإن لم ترض عنا فاعف عنا.

[لطائف المعارف (ص/363) لابن رجب]
قال بعض السّلف:
ترك دانق ممّا يكرهه الله أحبّ إليّ من خمسمائة حجّة.

كفّ الجوارح عن المحرّمات أفضل من التطوّع بالحجّ وغيره، وهو أشقّ على النفوس.

[لطائف المعارف (ص/439) لابن رجب]
سلوا الله الثّبات على الطّاعات إلى الممات،
وتعوّذوا به من تقلّب القلوب،
ومن الحور بعد الكور.
ما أوحش ذلّ المعصية بعد عزّ الطّاعة!

[لطائف المعارف (ص/393) لابن رجب]
أصحّ ما روي في الحوادث في [ليلة سبع عشرة من رمضان] أنّها ليلة بدر.. وقيل: تسع عشرة، والمشهور أنّها كانت ليلة سبع عشرة..

وصبيحتها هو يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان. وسمي يوم الفرقان؛ لأنّ الله تعالى فرّق فيه بين الحقّ والباطل، وأظهر الحق وأهله على الباطل وحزبه، وعلت كلمة الله وتوحيده، وذلّ أعداؤه من المشركين وأهل الكتاب، وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة.

[لطائف المعارف (ص/316) لابن رجب]
بات [النبي ﷺ] تلك الليلة الجمعة سابع عشر رمضان قائما يصلّي ويبكي ويدعو الله ويستنصره على أعدائه.
وفي «المسند» عن علي بن أبي طالب، قال: «لقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت شجرة يصلّي ويبكي حتى أصبح».

[لطائف المعارف (ص/318) لابن رجب]
قصّة بدر يطول استقصاؤها، وهي مشهورة في التفسير وكتب الصحاح والسنن والمسانيد والمغازي والتواريخ وغيرها.

[لطائف المعارف (ص/320) لابن رجب]
قال أبو عثمان النهدي:

كانوا يُعظّمون ثلاث عشرات:

العشر الأخير من رمضان

والعشر الأول من ذي الحجة

والعشر الأول من محرم .

[لطائف المعارف (ص/35) لابن رجب]
عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: (إن المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا) وشبك أصابعه.

هذا التشبيك من النبي ﷺ في هذا الحديث كان لمصلحة وفائدة، لم يكن عبثا؛ فإنه لما شبه شد المؤمنين بعضهم بعضا بالبنيان، كان ذلك تشبيها بالقول، ثم أوضحه بالفعل، فشبك أصابعه بعضها في بعض؛ ليتأكد بذلك المثال الذي ضربه لهم بقوله، ويزداد بيانا وظهورا.

ويفهم من تشبيكه: أن تعاضد المؤمنين بينهم كتشبيك الأصابع بعضها في بعض، فكما أن أصابع اليدين متعددة فهي ترجع إلى أصل واحد ورجل واحد، فكذلك المؤمنون وإن تعددت أشخاصهم فهم يرجعون إلى أصل واحد، وتجمعهم أخوة النسب إلى آدم ونوح، وأخوة الإيمان.

وهذا كقوله ﷺ في حديث النعمان بن بشير: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمى والسهر) خرجاه في الصحيحين.

وفي رواية: (المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

[فتح الباري (419/3) لابن رجب]
2025/07/08 19:16:43
Back to Top
HTML Embed Code: