Telegram Web Link
"سبعةٌ يُظلِّهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه،.. ورجلٌ قلبه معلَّقٌ في المساجِد"

قال ابن رجب الحنبلي:
فهو يحب المسجد ويألفه لعبادة الله فِيهِ، فإذا خرج مِنْهُ تعلق قلبه بِهِ حَتَّى يرجع إِلَيْهِ، وهذا إنما يحصل لمن ملك نفسه وقادها إلى طاعة الله فانقادت لَهُ.

[فتح الباري (47/6) لابن رجب]
[ شهر رجب ]

كان أهل الجاهلية يتحرون الدعاء فيه على الظالم، وكان يستجاب لهم، ولهم في ذلك أخبار مشهورة قد ذكرها ابن أبي الدنيا في كتاب مجاب الدعوة وغيره..

[لطائف المعارف (ص/121) لابن رجب]
وأما الإعتمار في رجب فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب فأنكرت ذلك عائشة عليه وهو يسمع فسكت .

واستحب الإعتمار في رجب عمر بن الخطاب وغيره وكانت عائشة تفعله وابن عمر أيضا ونقل ابن سيرين عن السلف أنهم كانوا يفعلونه..

[لطائف المعارف (ص/120) لابن رجب]
[ صوم رجب ]

لم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولكن روي عن أبي قلابة قال: في الجنة قصر لصوام رجب. قال البيهقي: أبو قلابة من كبار التابعين لا يقول مثله إلا عن بلاغ..

وإنما ورد في صيام الأشهر الحرم كلها حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "صم من الحرم واترك" قالها ثلاثا خرجه أبو داود وغيره، وخرجه ابن ماجه وعنده: "صم أشهر الحرم" ..

وقد كان بعض السلف يصوم الأشهر الحرم كلها ..

وكره صيام رجب كله يحيى بن سعيد الأنصاري، والإمام أحمد وقال: يفطر منه يوما أو يومين، وحكاه عن ابن عمر وابن عباس وقال الشافعي في القديم: أكره أن يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان، واحتج بحديث عائشة: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل شهرا قط إلا رمضان..

وتزول كراهة إفراد رجب بالصوم بأن يصوم معه شهر آخر تطوعا عند بعض أصحابنا مثل أن يصوم الأشهر الحرم أو يصوم رجب وشعبان وقد تقدم عن ابن عمر وغيره صيام الأشهر الحرم والمنصوص عن أحمد أنه لا يصومه بتمامه إلا من صام الدهر..

[لطائف المعارف (ص/120) لابن رجب]
روى زائدة بن أبي الرقاد عن زياد التميمي عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" وروي عن أبي إسماعيل الأنصاري أنه قال: لم يصح في فضل رجب غير هذا الحديث وفي قوله نظر، فإن هذا الإسناد فيه ضعف..

وفي هذا الحديث دليل على استحباب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرا وخير الناس من طال عمره وحسن عمله..

وكان السلف يستحبون أن يموتوا عقب عمل صالح من صوم رمضان أو رجوع من حج وكان يقال: من مات كذلك غفر له..

كان بعض العلماء الصالحين قد مرض قبل شهر رجب فقال: إني دعوت الله أن يؤخر وفاتي إلى شهر رجب فإنه بلغني أن لله فيه عتقاء، فبلغه الله ذلك، ومات في شهر رجب.

[لطائف المعارف (ص/121) لابن رجب]
كتب بعضُ السلف إلى أخ له: أمَّا بعد، فإن كان الله معك فمن تخاف؟ وإن كان عليك فمن ترجو؟

وهذه المعيةُ الخاصة هي المذكورةُ في قوله تعالى لموسى وهارون: {لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: ٤٦]، وقول موسى: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: ٦٢]. وفي قول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وهما في الغار: "ما ظَنُّكَ باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إنَّ الله معنا".

فهذه المعيةُ الخاصةُ تقتضي النَّصر والتَّأييدَ، والحفظ والإِعانة بخلاف المعية العامة المذكورة في قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: ٧]، وقوله: {وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: ١٠٨]، فإنَّ هذه المعية تقتضي علمَه واطِّلاعه ومراقبته لأعمالهم، فهي مقتضيةٌ لتخويف العباد منه، والمعية الأولى تقتضي حفظ العبد وحياطَتَه ونصرَه.

فمن حفظ الله، وراعى حقوقه، وجده أمامَه وتُجاهه على كلِّ حالٍ، فاستأنس به، واستغنى به عن خلقه.

‏[جامع العلوم والحكم (471/1) لابن رجب]
كتمان العلم النافع سبب لظهور الجهل والمعاصي، وذلك يوجب محو المطر ونزول البلاء، فيعم دواب الأرض، فتهلك بخطايا بني آدم، فتلعن الدّواب من كان سبباً لذلك.

[مجموع الرسائل (31/1) لابن رجب]
الشهوات المحرَّمة، فإنَّ النفوس متطلعة إليها وقادرة عليها، وإنَّما يمنع منها مانعُ الإيمان خاصة.

[مجموع الرسائل (202/1) لابن رجب]
وإذا كان الإنسان تسوءه سيئته، ويعمل لأجلها عملاً صالحاً كان ذلك دليلاً على إيمانه.

[فتح الباري (28/3) لابن رجب]
«إنَّ النصر مع الصبر»

يشمل النصرَ في الجهادين: جهادُ العدوِّ الظاهر، وجهادُ العدوِّ الباطن، فمن صبرَ فيهما، نُصِرَ وظفر بعدوِّه، ومن لم يصبر فيهما وجَزِعَ، قُهِرَ وصار أسيراً لعدوّه، أو قتيلاً له.

[جامع العلوم والحِكَم (ص/459) لابن رجب]
لما هرب الحسنُ من الحجاج دخلَ إلى بيتِ حبيبٍ أبي محمد، فقال له حبيب: يا أبا سعيد، أليس بينك وبينَ ربِّك ما تدعوه، فيَستركَ مِنْ هؤلاء؟ ادخل البيتَ، فدخل، ودخل الشُّرَطُ على أثره، فلم يرَوْهُ، فذُكِرَ ذلك للحجاج، فقال: بل كان في البيت، إلا أن الله طَمَسَ أعينهم فلم يروه.

واجتمع الفضيلُ بنُ عياض بشعوانة العابدة، فسألها الدُّعاءَ، فقالت: يا فضيلُ، وما بينَك وبينَه ما إن دعوته أجابك، فغُشِيَ على الفضيل.

‏[جامع العلوم والحكم (474/1) لابن رجب]
قيل لمعروف: ما الَّذي هيَّجك إلى الانقطاع والعبادة؟ وذكر له الموت والبرزخ والجنة والنار، فقال معروف: إن ملكًا هذا كله بيده إن كانت بينك وبينه معرفةٌ كفاك جميع هذا.

وفي الجملة، فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه، عامله الله باللطف والإِعانة في حال شدَّته.

‏[جامع العلوم والحكم (474/1) لابن رجب]
تجدون الكتاب في جناح دار اللباب A62 في الصالة رقم 3

‏⁧ #معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب_2025
"اللَّهُمَّ زِيِّنَا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ"

أما زينة الإيمان، فالإيمان قول وعمل ونية.

فزينة الإيمان تشمل زينة القلب بتحقق الإيمان له.

وزينة اللسان بأقوال الإيمان.

وزينة الجوارح بأعمال الإيمان.

[مجموع الرسائل (183/1) لابن رجب]
﴿إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذينَ يَعمَلونَ السّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتوبونَ مِن قَريبٍ فَأُولئِكَ يَتوبُ اللَّهُ عَلَيهِم وَكانَ اللَّهُ عَليمًا حَكيمًا﴾

التوبة من قريب: فالجمهور على أن المراد بها التوبة قبل الموت؛ فالعمر كله قريب، والدنيا كلها قريب.
فمن تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، ومن مات ولم يتب فقد بَعُد كُل البُعد..
فمن تاب قبل أن يُغرغر، فقد تاب من قريب.

[لطائف المعارف (ص/579) لابن رجب]
وصلت إليكم معشر الأمّة رسالة من أبيكم إبراهيم مع نبيّكم محمد عليهما السّلام، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «رأيت ليلة أسري بي إبراهيم، فقال:

يا محمد، أقرئ أمّتك مني السّلام، وأخبرهم أنّ الجنّة عذبة الماء، طيبة التّربة، وأنها قيعان، وأنّ غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر»..

أرض الجنة اليوم قيعان، والأعمال الصّالحة لها عمران، بها تبنى القصور وتغرس أرض الجنان، فإذا تكامل الغراس والبنيان انتقل إليه السكّان.

[لطائف المعارف (ص/111) لابن رجب]
وظيفة شهر شعبان لطائف المعارف.pdf
4 MB
وظائف شهر شعبان - لطائف المعارف لابن رجب (الأصل)
ar_mokhtasar_lateaf_alma3aref 1.pdf
313.6 KB
وظائف شهر شعبان - لطائف المعارف لابن رجب (المختصر)
فمعرفة العبد لربه نوعان:

أحدُهما المعرفةُ العامة، وهي: معرفةُ الإِقرار به والتَّصديق والإِيمان، وهذه عامةٌ للمؤمنين.

والثاني: معرفة خاصة تقتضي= ميلَ القلب إلى الله بالكلية، والانقطاع إليه، والأنس به، والطمأنينة بذكره، والحياء منه، والهيبة له، وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون، كما قال بعضهم: مساكينُ أهلُ الدُّنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيبَ ما فيها، قيل له: وما هو؟ قال: معرفةُ الله عزَّ وجلَّ.

وقال أحمدُ بنُ عاصم الأنطاكيُّ: أحبُّ أن لا أموتَ حتَّى أعرف مولاي، وليس معرفتُه الإِقرارَ به، ولكن المعرفة التي إذا عرفته استحييتُ منه.

‏[جامع العلوم والحكم (473/1) لابن رجب]
"احفظ الله يحفظك"

الله عزَّ وجلَّ يحفظُ على المؤمن الحافظ لحدوده دينَه، ويحُولُ بينه وبين ما يُفسد عليه دينَه بأنواعٍ مِنَ الحفظ.

وقد لا يشعرُ العبدُ ببعضها، وقد يكونُ كارهًا له، كما قال في حقِّ يوسُف عليه السلام: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: ٢٤].

‏[جامع العلوم والحكم (470/1) لابن رجب]
2025/07/08 21:52:31
Back to Top
HTML Embed Code: