Telegram Web Link
من كلام الحافظ عبدالغني المقدسي صاحب "عمدة الأحكام":

أبلغ مَا سأل العبد ربه ثلاثة أشياء:
رضوان اللَّه عَزَّ وَجَلَّ،
والنظر إِلَى وجهه الكريم،
والفردوس الأعلى.

[ذيل طبقات الحنابلة (20/3) لابن رجب]
أداء الواجبات كلّها أفضل من التنفّل بالحجّ والعمرة وغيرهما؛ فإنّه ما تقرّب العباد إلى الله تعالى بأحبّ إليه من أداء ما افترض عليهم.

وكثير من الناس يهون عليه التنفّل بالحجّ والصّدقة ولا يهون عليه أداء الواجبات من الديون وردّ المظالم، وكذلك يثقل على كثير من النّفوس التنزّه عن كسب الحرام والشبهات، ويسهل عليها إنفاق ذلك في الحجّ والصّدقة.

[لطائف المعارف (ص/438) لابن رجب]
الله تعالى جعل في الدنيا أشياء كثيرة تذكّر بالنار المعدّة لمن عصاه وبما فيها من الآلام والعقوبات من أماكن وأزمان وأجسام وغير ذلك:

أمّا الأماكن؛ فكثير من البلدان مفرطة الحرّ أو البرد، فبردها يذكّر بزمهرير جهنّم، وحرّها يذكّر بحرّ جهنّم وسمومها، وبعض البقاع يذكّر بالنار، كالحمّام. قال أبو هريرة: نعم البيت الحمّام يدخله المؤمن فيزيل به الدّرن، ويستعيذ بالله فيه من النّار

كان السّلف يذكرون النّار بدخول الحمّام* فيحدث ذلك لهم عبادة. دخل ابن وهب الحمّام، فسمع تاليا يتلو: {وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النّارِ} [غافر: ٤٧]، فغشي عليه..
كان بعض السّلف إذا أصابه كرب الحمّام يقول: يا برّ يا رحيم، منّ علينا وقنا عذاب السّموم.
صبّ بعض الصالحين على رأسه ماء من الحمّام فوجده شديد الحرّ، فبكى، وقال: ذكرت قوله تعالى: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ} [الحجّ: ١٩].

كل ما في الدنيا يدلّ على صانعه، ويذكّر به، ويدلّ على صفاته؛ فما فيها من نعيم وراحة يدلّ على كرم خالقه وفضله وإحسانه وجوده ولطفه، وما فيها من نقمة وشدّة وعذاب يدلّ على شدّة بأسه وبطشه وقهره وانتقامه. واختلاف أحوال الدّنيا من حرّ وبرد وليل ونهار وغير ذلك يدلّ على انقضائها وزوالها.

[لطائف المعارف (ص/553) لابن رجب]

______________________________

(*) [هو المُستحم: المتخذ لغرض الاغتسال والتنظف، وليس مكان قضاء الحاجة كما في عرفنا اليوم، وقد كتبوا في أحكامه، ومنه أحكام الحمام لابن المبرد، وغيره].
قال أبو عثمان النهدي:

كانوا يُعظّمون ثلاث عشرات:

العشر الأخير من رمضان

والعشر الأول من ذي الحجة

والعشر الأول من محرم .

[لطائف المعارف (ص/35) لابن رجب]
‏واعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب :

١- منها: [ شرف المكان ] المعمول فيه ذلك العمل كالحرم ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة..

٢- ومنها: [ شرف الزمان ] كشهر رمضان وعشر ذي الحجة..

٣- وقد يضاعف الثواب بأسباب أُخر منها: [ شرف العامل ] عند الله وقربه منه وكثرة تقواه.

[لطائف المعارف (ص/269) لابن رجب]
[عشر ذي الحجة]

وأما استحباب الإكثار من الذّكر فيها؛ فقد دلَّ عليه قول الله عزّوجل: {ويذكروا الله في أيامٍ معلومات} فإنَّ الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء.

وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).

[لطائف المعارف (ص/461) لابن رجب]
وأما نوافل عشر ذي الحجة فأفضل من نوافل عشر رمضان، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف أكثر من مضاعفة فرائض غيره.

[فتح الباري (16/9) لابن رجب]
روى أبو عمرو النيسابوري في (كتاب الحكايات) بإسناده عن حُميد، قال: سمعت ابن سيرين وقتادة يقولان: صومُ كُلِّ يومٍ من العَشْرِ يعدُل سنة..
وممن كان يصوم العشر عبدالله بن عمر رضي الله عنه.

[لطائف المعارف (ص/459) لابن رجب]
وأما قيام ليالي العشر فمستحب... وكان سعيد بن جبير.. إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتّى ما يكاد يقدر عليه.
وروي عنهُ أنّهُ قال: لا تطفئوا سُرجكم ليالي العشرِ؛ تُعجِبُه العبادة.

[لطائف المعارف (ص/460) لابن رجب]
﴿ والفجر ۝ وَلَيَالٍ عشر ﴾

وأمّا الليالي العشر فهي عشر ذي الحجة؛ هذا الصحيح الذي عليه جمهور المفسّرين من السلف وغيرهم، وهو الصّحيح عن ابن عبّاس.

[لطائف المعارف (ص/469) لابن رجب]
واختلف العلماء: هل يُشرع إظهار التكبير والجهرُ به في الأسواق في العشر، فأنكره طائفة، واستحبّه أحمدُ والشافعيُّ، لكنَّ الشافعيَّ خصّه بحال رؤية بهيمة الأنعام، وأحمد يستحبّه مطلقا.

وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان إلى السّوق في العشر، فيكبران ويكبّر النّاس بتكبيرهما.

[لطائف المعارف (ص/475) لابن رجب]
فالسَّعيدُ مَنِ اغْتَنَمَ مواسمَ الشُّهورِ والأيَّامِ والسَّاعات، وتَقَرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها مِن وظائفِ الطَّاعات، فعَسى أنْ تُصيبَهُ نفحةٌ مِن تلكَ النَّفحات، فيَسْعَدُ بها سعادةً يَأْمَنُ بعدَها مِن النَّارِ وما فيها مِن اللفَحات.

[لطائف المعارف (ص/40) لابن رجب]
مِن أفضلِ الأعمالِ عندَ اللهِ لِمَن أرادَ بهِ وجهَ اللهِ إيقاظَ الرَّاقدينَ، وتنبيهَ الغافلين، قالَ اللهُ تَعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، ووَعَدَ مَن أمَرَ بصدقةٍ أو معروفِ يَبْتَغي بهِ وجهَهُ أجرًا عظيما، وأخْبَرَ نبيُّهُ صلى الله عليه وسلم أن "مَن دَعا إلى هدًى فلهُ مثلُ أجرِ مَن تَبِعَهُ" وكَفى بذلكَ فضلًا عميما.

[لطائف المعارف (ص/44) لابن رجب]
كانَتْ مجالسُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - معَ أصحابِهِ عامَّتُها مجالسَ تذكيرٍ باللهِ وترغيبٍ وترهيبٍ: إمَّا بتلاوةِ القرآنِ، أو بما آتاهُ اللهُ مِن الحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ وتعليمِ ما يَنْفَعُ في الدِّينِ. كما أمَرَهُ اللهُ تَعالى في كتابهِ أنْ يُذَكِّرَ ويَعِظَ ويَقُصَّ، وأنْ يَدْعُوَ إلى سبيلِ ربِّهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ، وأنْ يُبَشِّرَ ويُنْذِرَ.
وسَمَّاهُ اللهُ مبشِّرًا ونذيرًا وداعيًا إلى اللهِ. والتَّبشيرُ والإنذارُ هوَ التَّرغيبُ والتَّرهيبُ، فلذلكَ كانَتْ تلكَ المجالسُ تُوجِبُ لأصحابِهِ.. رقَّةَ القلوبِ؛ والزُّهدَ في الدُّنيا والرَّغبةَ في الآخرةِ.

[لطائف المعارف (ص/47) لابن رجب]
الغافلُ يَفْرَحُ بلهوِهِ وهواهُ، والعاقلُ يَفْرَحُ بمولاهُ.

وأنْشَدَ سَمْنونُ في هذا المعنى:

وكانَ فُؤادي خالِيًا قَبْلَ حُبِّكُمْ … وَكانَ بِذِكْرِ الخَلْقِ يَلْهو وَيَمْرَحُ

فَلَمَّا دَعا قَلْبي هَواكَ أجابَهُ … فَلَسْتُ أراهُ عَنْ فِنائِكَ يَبْرَحُ

[لطائف المعارف (ص/605) لابن رجب]
القاعد لعذر شريك للسائر وربما سبق السائر بقلبه السائرين بأبدانهم...

يا سائرين إلى البيت العتيق .. لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا

إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا .. ومن أقام على عذر كمن راحا

[لطائف المعارف (ص/477) لابن رجب]
[ فضائل يوم عرفة ]

يوم عرفة له فضائل متعددة :

منها: أنه يومُ إكمال الدين وإتمام النّعمة.

ومنها: أنّه عيدٌ لأهل الإسلام.. لكنّه عيدٌ لأهل الموقف خاصّة..

ومنها: أنّه قد قيل: إنّه الشفع الذي أقسم الله به في كتابه، وأنّ الوتر يوم النّحر..
وقيل: إنّه الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه، فقال تعالى: (وشاهد ومشهود).

ومنها: أنه روي أنّه أفضل الأيام.. ذهب إلى ذلك طائفة من العلماء.
ومنهم من قال: يوم النّحر أفضل الأيام.

ومنها: أنّه روي عن أنس بن مالك أنّه قال: كان يقال: يومُ عرفة بعشرة آلاف يوم، يعني في الفضل.. وروي عن عطاء قال: من صام يومَ عرفة كان له كأجر ألفي يوم.

ومنها: أنّه يوم الحجّ الأكبر عند جماعة من السلف، منهم عُمر وغيره. وخالفهم آخرون، وقالوا: يومُ الحجّ الأكبر يوم النّحر.

ومنها: أنّ صيامه كفّارة سنتين.

ومنها: أنّه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، والعتق من النّار، والمباهاة بأهل الموقف.

[لطائف المعارف (ص/488) لابن رجب]
من طمع في العتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة فليحافظ على الأسباب التى يرجى بها العتق والمغفرة..

فمنها: صيام ذلك اليوم.

ومنها: حفظ جوراحه عن المحرمات في ذلك اليوم.

ومنها: الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق فإنها أصل دين الإسلام الذي أكلمه الله تعالى في ذلك اليوم وأساسه.

ومنها: أن يعتق رقبة إن أمكنه.

ومنها: كثرة الدعاء بالمغفرة، والعتق؛ فإنّه يرجى إجابة الدعاء فيه..

وليحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة فيه والعتق:
فمنها: الاختيال..
ومنها: الإصرار على الكبائر..

[لطائف المعارف (ص/493) لابن رجب]
اختلف العلماء في التعريف بالأمصار عشيّة عرفة، وكان الإمام أحمد لا يفعله ولا يُنكِر على من فعله؛ لأنه روي عن ابن عباس وغيره من الصحابة.

[لطائف المعارف (ص/475) لابن رجب]
2025/07/05 18:42:48

❌Photos not found?❌Click here to update cache.


Back to Top
HTML Embed Code: