في الحقيقة إن شريحة كبيرة مننا؛ نحن المؤمنين العصاة، نستنشق بعض الراحة لما نلاقي من هم مشهود لهم بالصلاح يقعوا في زلات شبيهة باللي بإحنا بنعملها.
فيتبادر إلى الذهن: ما هو أنا مش لوحدي اللي بعمل ده، ده فلان وقع وبالتالي أكثر الناس كده.
وبدل ما توجه نفسك بداية لدعاء الله أن تتثبت من الفتنة وأن يعصمك الله من الزلل وألا يُهتك سترك، إنت ممكن تروح بلمزة شيطان أو هوى نفس إنك ترتاح جراء فعلك الذنب ده.
انتبه من الجزئية دي أوي!
ولا تأمن ستر الله عليك وحلمه عليك.

قرأت كثيرا دعاء بعض الناس نشرته يقول:
" يا رب يوم بلا ذنب. "
وهنا إنت ممكن تستعجب شوية، لأن الموضوع يبان سهل إن الواحد ممكن يقضي يوما واحدا بلا ذنب.
لكن لما تفند كده يومك، ده لو تذكرت كل شيء، هتلاقيك مثلا اغتبت واحد كده على الماشي.
تفاعلت بتعليق تحقر من غيرك أو تستصغره.
شاركت بإعجاب على منشور هزلي يسخر من الغير.
أظهرت وجها من أوجه العقوق لوالديك.
كل دي من محقرات الذنوب التي لا يأبه لها، وفيها هلكة الإنسان مع الوقت.
علشان كده كثرة الذكر ضرورة حتمية لمواجهة كل ده.
اربط كثرة ذكر ربنا بمخافته وتقواه، نضف نفسك أول بأول.

ليس معنى أنني لم أعد أحدثك عن وجعٍ قد حلّ بي؛ أنني تجاوزت.
ليس معنى أنني لم أعد أتحدث عن مصاب إخواني؛ أنني نسيت.
ليس معنى أنني أكثر في الصمت ولا أشارك تفاصيلي؛ أن الكلام قد شَح وَنَدر.
بل يكون كل ما يظهره المرء أحيانا عكس ما يضمره تماما.
فيكون مليئا بكل شيء، ويخرج على ذويه بلا شيء.
وهذا والله ضرب من التعافي المؤلم، أن يروض نفسه على الصمت، في أحلك الأيام وأصعبها، حتى لا يقول ما لا يُحمد عقباه ويشت شتاتا عظيما؛ بلسانه وقلبه.

فيه طرحة بتلبسها كثير من البنات دلوقتي شكلها قميء جدا؛ عاملة زي الكوفية، حتة قماشة بتتحط على الدماغ وبعدين الواحدة تجيب طرفها الناحية التانية.
تظهر رقبتها تقريبا بالكامل ونص شعرها من فوق.
يعني حتى دي لا ترقى لكونها طرحة، وإنما هي حتة قماشة ولا لها أي لازمة.
تلبسها المؤمنة المسلمة اللي المفروض تستر نفسها كويس عن أعين الناس تحت مسمى الموضة.
طيب والله العظيم لو هي بمنطق الموضة؛ فهي شكلها مقرف أصلا.
فالله المستعان على دماغ اللي بيلبسوها، ربنا يهديهم؛ لأنهم بالشكل ده كل يوم بيخرجوا على الملأ بذنب عظيم وكمان ممكن تفسد غيرها من البنات المذبذات إنهم يقلدوهم.
ومفيش حاجة هتفيدك بقول:
" ما هو كل الناس بتعمل كده. "
كلمة بتهون الذنب على قلب مرتكبه، وناسيين إن كله آتيه يوم القيامة فردا.
فأنتِ هتقفي قدام ربنا - الجبار المتعال - سبحانه لوحدك.
محدش هينفعك.
حساب ربنا عظيم والله، والتهاون في الحاجات دي عظيم جدا.
لا تختبروا ربنا بتهاونكم وغفلتكم.

الكلام ده متأخر بس قلت أكتبه للي محتاجه، واللي محتاجه كتير.
والله وبالله إن كل الحاجات تقضى بتسليمها لله رب العالمين.
لكن فيه حاجات معينة كده يستعصي عليك فهمها أو فهم إزاي هتقضى أصلا، وتلاقيها اتحلت بخارج حدود المنطق بتاعك أو ببصيرتك القاصرة مهما قعدت وحللت وفكرت.

جالي كذا مرة ظرف معين وأفضل أجيبه يمين وشمال وتعبت جدا ويأخد مني مجهود طويل في كيفية تحليله وتدبيره؛ ساعتها والدي يبص لي يقول لي: سيبها لله.
لما أفكر كده وأقول: طيب ما هي كلها أصلا لله، إحنا كلنا لله.
فأدعو ربنا دعاء المضطر وأتجنب خالص التفكير في الأمر ده مهما دخل دماغي وفاجئني، وأقفل وأصلي على النبي وأذكر الله وبس كده.

والله العظيم ألاقيها اتحلت من عند ربنا سبحانه بلا حول مني ولا قوة؛ وبأسباب مش ممكن أكون فكرت فيها وبأبواب تتفتح قدامي مكنتش متخيل إنها موجودة أصلا.
واحد صاحبي الله يوسع عليه كان بيكلمني يقولي: في سنة واحدة ربنا يوسع علي بالطريقة دي؟
فأنت متخيل مجرد التساؤل وراه إيه من امتنان العبد ده لمولاه سبحانه!
متخيل هو فكر قد إيه وتعب قد إيه في تحليل شيء غيبي؛ لحد ما وصل للسؤال ده؛ اللي مش هو استنكارب ولكن تعجبا من قدرة الله سبحانه في تدبيره ولطفه على عباده.

سيبها لله، وربك كريم.

تَدخل النساء في حياة النساء، مش بس يصل إلى عدم تركهن ما لا يعنيهن، وإنما تصل إلى أمرهن بالمنكر.
كم واحدة عملت بتنصح غيرها وشجعتها تتخلى عن الخمار أو النقاب لأنه مكبرها عن سنها أو إنها مش حلوة فيه.
كم واحدة أيدت رأي صاحبتها في تبرج وزينة تحت مصطلح الجمال والحلاوة.
كم واحدة دخلت بيت زوجية هادئ وزعزعت استقراره بشوية (نصايح) للزوجة وهي في الأصل مفاسد وقنابل موقوتة.

المؤمن في الزمن ده محتاج يتحرص جدا في اللي حواليه ومين اللي يحاوط نفسه بهم ومين اللي يتقبل منه الكلام.
مش أي عابر وأي حد ييجي يعمل نفسه قلبه علينا وينصحنا وهو من وراء نصحه غل أو حقد أو سوء تدبير وحكمة؛ تودي بنا في مهلكة.

أنا ملاحظ إن بعض البنات اللي بقت تلبس خمار أو نقاب بقوا يلبسوه علشان يشوفوا نظرة الإعجاب من الغير ليهم.
واتحول من حاجة لها قيمتها وعملها إلى مجرد شوية صور وعرض أزياء.

وبالتالي بنلاقي البنت من دول بقت تجري على كل منشور بيمدح في النقاب أو الخمار بشكل من الكياتة واللطافة وتسيب كومنت وترد على ده ودي بنفس الكياتة واللطافة ونسيت مع مرور الوقت عفة الخمار ووقاره وحياء البنت نفسها اللي المفروض تتمسك به.

بقينا نشوف أولاد تنزل بوستات مشابهة وألاقي البنات من دول تكاد تتغزل في صاحب البوست من كتر ما هو (قمر وحلو) إنه قال كلمتين حلوين في حق الخمار والنقاب وإنه (مبهج).
بقينا نشوف النقاب وهو بيتحول بالتدريج لسلعة إلكترونية تجيب شوية لايكات لأنه حلو على اللي لابساه وكذلك الخمار.

أنا معنديش مشكلة شخصية معاكِ مشكلة إنك تتصوري وتحتفظي بوقارك وحشمتك، تحتفظي بيهم لنفسك أو توريهم لاصحابك.
لكن الصورة طالما بقت على العام ودخلت في المواضع دي كده إحنا بنتكلم في فتنة مريبة.
وأنتِ بتتصوري متنسيش إن النقاب أو الخمار مش مجرد قماشة للصور والتبرك بيها وخلاص!
مش مجرد نظرة إعجاب من الناس علشان تشاور عليكِ وتقول المحتشمة راحت المحتشمة جات!
لا، أنتِ المفروض لابساه لوجه الله وغاية رضاه، فَدول بييجي معاهم التزام وحشمة وحياء وعفة.

فأرجوكن، متخلوش الرياء يدخل قلوبكن، وخلوا كل عمل صالح لوجه الله تعالى.
ومتبقوش ذريعة يتعلق عليها شماعات كثير أوي تحت بند( أهو شوف المنتقبات بيعملوا إيه؟!)
وكمان متسحبوش اللي بدأوا طريق الإصلاح بأفعالكن المريبة.
نعلم يقينا أن كل نفس بما كسبت رهينة، ولكن الإنسان مش عايش في الدنيا وحده.. وساعات كثيرة بيبقى إمام للإفساد، يفسد نفسه وغيره بدراية أو بجهل.

كمان ساعات ممكن نوصل لاتفاق نهائي بأمر الله بوقف الحرب كليا في غزة..
دعواتكم وشدوا سواعد بعضكم وآزروا إخوانكم بأن تكتنفوهم بدعائكم في وقتنا المبارك هذا..
اللهم أتمها على خير، واجعل كيد الكافرين في نحورهم.

أهو ده خبر يطرب القلب ويخليه يرقص فرحا ويقوم يوزع شربات..
يا رب سدد ووفق وأتم نعمتك على عبادك يا رب.

تذكير بشيء بديهي من الممكن أن يتغافل عنه فيما بعد:
المقاطعة مستمرة إلى الأبد.
بهدنة، بوقف حرب، بمعاهدة سلام مزعومة، المقاطعة مستمرة.

زمن قدره عامان علمني الكثير.
علمني معنى الرحمة، على نفسي ألا أهلكها بالذنوب، وبغيري ألا أغفل عنهم في الدعاء.
علمني ما هو حجم الدنيا الحقيقي، قزمت أثرها في القلب وهذبت معاني الآخرة ووطدتها.
علمني كيف أحزن ومتى أحزن؟ فلا يريبني ولا تحزنني سفاسف الأمور، ولا أتكاسل عن أمور عظيمة جراء عثرة واحدة في طريقي.
علمني أن أهذب مشاعري وكلامي وأفعالي، أن اكون رشيدا في كل أمري.
علمني ما هو معيار تربية النشء وألا تكون الدنيا هي الزخم الأكبر في قلوبهم.
علمني ألا أكون أنانيا؛ أنجو بنفسي فقط، بل أشارك غيري أحزانهم ومصابهم وكأننا كتلة واحدة لا تنفك عن بعضها.
علمني الكثير الذي يطول شرحه.
هذب الله قلوبنا وعلمها وفهمها وبصرها بالحكمة وقت الزلات والفِتَن والريبة.

ينحسر البيان وتندر الكلمات إذا اشتد الحزن، أو إذا أحب المرء حبا شديدا.
حالتان متضادتان يتعايش معهما الإنسان يوميا، تارة بالحزن وتارة بالحب.
ومن الممكن أن تجتمع الحالتان في يوم واحد؛ فيحزن لعلة؛ ثم يطمئن من فوره إذا ربت على كتفه أحد محب صدوق.
وإني متى نظرت في حال أحدهم من الذين طغى الصمت عليهم؛ دعوت الله أن يكون صمته عن بهجة وليس عن حزن يفوق قدرته على البيان.

أنا في التايم لاين اليومين دول بعد ما سمعت آراء البعض في اللي حاصل الفترة دي.

استشهد صالح الجعفراوي وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رحمك الله يا صالح

من قتلوا صالحا هم بيننا لا يغفلون طرفة عين عنا حتى يقومون علينا قومة واحدة؛ أنجاس منافقين أشد خطرا من أكفر الكفرة المحاربين.. إذ إنهم متخفيين لا يظهرون نفاقهم وعداءهم إلا بغتة، طعنة في ظهر الأمة كلها.
أسأل الله سبحانه أن يخرج أضغانهم واحدا واحدا حتى نعرفهم على رؤوس الناس، ثم يكونون عبرة وحسرة على أنفسهم.

سبحانك اللهم، دلوقتي استشعرت آية ( وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدا وما تدري نفسٌ بأي أرض تموت ) حقا.
أهو صالح الله يرحمه ويتقبله كان فَرِحًا فَرَحا شديدا بتوقف آلة الحـ.ـرب على إخوانه.
لسا بيتنفس الصعداء، استـ.ـشهد بعدها بيومين.
يعني قدر الله له النجاة في كل هذا ثم قدر الله الموت فيما بعد.
تذكرت برضو أخانا المصري اللي سافر الإمارات علشان يشتغل وأول ما نزل من الطيارة وقعد شوية مات!
تقبل الله صالحا ورحم موتانا وموتى المسلمين.
وبهذا أدعو: اللهم توفنا وأنت راض عنا يا رب، في أي أرض لا نعلمها وبأي كيفية، لا تتوفنا إلا وأنت راض غير ساخط يا رب.

الإنسان إذا غلبته معيشته؛ لجأ للوهم.
يبني في خياله أوهاما، عن حبيب لن يطال، وعن حلم بعيد المنال، وعن أشياء كثيرة يود لو يمسكها بيديه.
لم يتحمل المكابدة فلجأ إلى مخدر مؤقت ليزيح عنه بعض الذي فيه.
لم يختر المواجهة والصبر، فهرب إلى مخبأ الخيال ليقتنص بعض الجمال في دنياه.
وهو في ذلك يحقن نفسه بالألم والكدر ولا يدري.

هناك حالة من (الاستعباط) في الانغماس في الذنوب.
وهي إنك تكرر الذنب تحت غطاء إنك بتصلي وبتعمل أعمال صالحة؛ فَربنا سبحانه هيغفر لك.
معك المبرر للإقدام على ما تفعله، مش مرة واتنين؛ بل مئات المرات.
المبرر اللي يفضل يتكرر لحد ما تنغمس كليا في الوحل ومتقدرش تنجد نفسك.
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.
كفاك مبررات رعاك الله وعافاك، إنت مش عارف خاتمتك على إيه.

ولكن قلبه معقود بحب عقيم لا يلفظ رحمة ولا ودّا.
ومع ذلك تتبادر إليه كل فكرة حلوة مستساغة حتى يكبل نفسه بنفسهِ في استكمال مسيرته في ذلك الحب.
آفته الوحيدة؛ الوحدة.
وحدته التي لا يريد أن يقبع فيها مرة أخرى، أي نتيجة أخرى وأي حل آخر؛ يكون مرغوبا لديه عن تلك الوحدة؛ حتى لو كان حبا شديدا على قلبه؛ يؤذيه من فوره، لا يتبسط فيه لشعور ولا يألف مرضاة.
رفقته السيئة أحب إليه من وحدته التي يراها مقيتة!