اليوم وفي كل يوم،

لا يحق للمُنَظّرين الاعتراض والاستنكار على المقاوِمِين والمجاهدين أفعالهم وطريقتهم التي يدافعون بها عن أنفسهم، فالأمر أكبر من أن يراه نظر المُنَظّر "الكيوت" الضيّق، وأوسع من إدراكه القاصر..

وكما قيل ويقال "القضية ليست قضية رأي، بل عقيدة"

عقيدة أيها المنظر الكيوت
لا يحق لك حتى التعليق على أفعالهم أيها الكيوت الجالس في زاويتك الدافئة تحيط بك "البطانيات" كما تحتضن أرغفة الخبز "سندويتش الشاورما"

أيها الكيوت، المرابطون في أرض الجهاد يسمعون الله ويدينون بدين الله، ولا يقدمون على ما يفعلون باستحسان رأي ارتأوه، بل فيهم من يفتيهم ويفقههم في الأحكام، وقد أعدوا عدتهم لمعركتهم في كل جانب وما كان الاقتحام العسكري إلا جانب واحد، وفي كل وقت الإعداد والتنفيذ أنت في زاويتك وفراشك الوثير لا تعلم شيئا؛ هؤلاء حرّكهم دينهم الحنيف، فراجع ما حركك حين اعترضت وأنكرت!

ثم، هب أن في الموضوع رأي، ألم يخرسك حياؤك حين وضعت رأيك وانتقادك واعتراضك، ألم تحدثك نفسك أنه لا يحق لك الحديث في غير اختصاصك، ألم يداخلك شك في رأيك ولو لوهلة وقد رأيت ما رأيت من المعجزات والفتوحات الربانية لهؤلاء المُستضعَفين المُحاصَرين؟!

أيها الكيوت، راجع نفسك، أَخْرِسها، تابع بكل ما أوتيتَ من صمت.. فحقُّ الكلام اليوم لم يعد لك!
يالله يارحمن يالله يارحيم
في لحظة يستشهد أكثر من ٥٠٠ فوق ٢٦٠٠ والعالم ساكت، واحنا عاجزين، مكتوفي الأيدي، غثااااء غثاااء
نعوذ بالله من هذا الهوان والذل
نعوذ بالله من هذا الهوان

والله أن من رحل واستشهد من إخواننا قد فاز، الخوف علينا، الخوف على إيماننا، هل بقي منا من لم تحدثه نفسه بالجهاد فيموت على النفاق؟!!

لا أبقى الله قادرا على رد جزء من هذا الهوان والقتل، لا أبقاه الله أبدا ولا وفقه ولا رفع له راية

والله أن ما ينزل على إخواننا في غزة يخلع القلوب وهم ثابتون، يثبتهم الله ويجزيهم على صبرهم.
الخاسر والخائب من خذلهم فيما يستطيع، حتى في دعاء من قلب خالص.

ادعو لهم من قلب خالص أستحلفكم بالله، وانووا الطاعات وترك المعاصي لوجه الله عسى يتنزل النصر وتتنزل الرحمات.

حسبنا الله ونعم الوكيل
"وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء"
بعد ظهور السقوط القِيَمي والانحلال الأخلاقي للغرب جليًا في ارتكاب المذابح ودعمِه غير المنتهي لقتل المسلمين، وفي الكذب الواعي والتلفيق وتبرير القتل الوحشي، بل والتلذذ بهذه الأمور والتشفي بها؛ عرف الكثير ممن خُدِعوا بالثوابت والحضارة الغربية الحقيقة. أما من لا يزال مُنبهرًا بالغرب -بعد ما رأى سقوط كل ثوابته الهشة- فلا أمل له في رؤية الحقيقة أبدا؛ فأنّى لمُنكر ضوءِ النهار وهو يراه مِن إقناع؟!

لذلك يحتاج عالمنا الإسلامي اليوم الحذر من الانبهار بالشرق وروسيا أكثر من حذره من الغرب. إنها وإن وقفت ضد الغرب وهدّدت وندّدت لن ترقُب في مؤمن إلًّا ولا ذمة إذا تمكّنت في بلداننا الإسلامية وفي وجدان عامّة المسلمين تمكُّن الغرب؛ وتاريخ هذه الدول والإمبراطوريات ملطخ بدماء المسلمين وشاهد على احتلال بلدانهم وإذلالهم وصدهم عن دينهم وقتلهم والتنكيل بهم، وليس ببعيد عنا مذابح إدلب المتزامنة مع مذابح غزة والمدعومة من روسيا واحتلال الشيشان وأفغانستان وقتل المسلمين فيهما وفي بورما وإذلال الصين للأويغور، وفي غابر الزمن مذابح المغول في بغداد التي لا تزال طرية في وجداننا رغم بعدها.

فلا يتصور مسلم أن الفرج والعزة يأتيه من غرب كافر أو من شرق كافر أيضًا، فكلهم على نفس الملة وإن اختلفت مذاهبهم. يكفي أن يبقى وعيُنا حاضرًا ولا نُخدع الكرّة تلو الكرة، فعِز الأُمة في تمسُّكها بحبل الله، والرغبة إليه، والإيمان أن تسخيرَ كافرٍ على كافرٍ آخر مكر منه لعباده المؤمنين. هذا الوعي البسيط مما لا يسع المسلم تركه، إن لم يستطع صنع سلاحه الرادع والمرهب، وزرع كفافه، واستخلاص ما ينفعه في دنياه ويمكنه في الأرض.

أدعو هنا أهل الاختصاص في التاريخ والدعوة والعلماء المسلمين لتبيين ذلك، والتحذير من الركون إلى غير الله في جلب العزة والتمكين، والتوعية بخطر الشرق الذي لا يراعي إلا مصلحته في كل مواقفه.
عابِر
بعد ظهور السقوط القِيَمي والانحلال الأخلاقي للغرب جليًا في ارتكاب المذابح ودعمِه غير المنتهي لقتل المسلمين، وفي الكذب الواعي والتلفيق وتبرير القتل الوحشي، بل والتلذذ بهذه الأمور والتشفي بها؛ عرف الكثير ممن خُدِعوا بالثوابت والحضارة الغربية الحقيقة. أما من…
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حتى لا تقع في الخطأ وتوالي أعداءك موالاة عمياء كأنهم إخوان لك في الدين، اعرف أنك في هذا الكون وحدك ومعك الله، فابتغ العزة بالثبات على مبادئك وتطوير نفسك بنفسك واستعن بربك وعوّل عليه وحده

هذا بوتين الذي يعدّه اليوم أصحاب ذاكرة السمكة ولي أمر المسلمين وحامي ثوابتهم ومقدساتهم!

أما من ينكر الكلام عنه في هذا الوقت بالتحديد فأقول له الآن هو أفضل الأوقات أصلًا! أما الغرب فضيحته بجلاجل حتى في أوساط شعبه ومجتمعاته، فلن يعجز عن رؤية حقيقته اليوم إلا من به عمى وصمم لا يرى ولا يسمع. وأما كثير ممن رأى في الغرب الحضارة ووعى على الفضيحة فسقط في نفسه تحول أمله وانبهاره إلى الشرق وإلى أمثال هذا المجرم الروسي، وكأنه مقدور له أن يوالي أحدا خارج دائرة فكره ودينه ومنشئه.

لذلك هذا التوقيت الصحيح للتنبيه من الاستمرار في نفس الدائرة. انبهار بالشرق وتسليم له حتى يكشر أنيابه فيقت.ل ويحتل وينكل ويسرق ويهجّر من لا يتدين كما يريد هو، ثم توجه نحو الغرب وتسليم له بحثا عن بعض السلامة والكرامة فيحدث مثل ما حدث من الشرق، ثم انخداع مرة أخرى بالشرق وهكذا!

ولو تأملت فحرّية الإسلام مكفولة لدى الطرفين ما بقيت في الصوامع، وإلا فهو الإر.هاب!
ألم تكن تتعجّب من قصة المستعصم؛ ذبيح التتار العباسي!
إذ يروي التاريخ أنه والتتار يحاصرون بغداد قبل استباحتها كان يراقص جوارٍ له!، لا شكّ أنك تذكر السهم الذي أصاب إحداهُنّ.. لا شكَّ تذكر ما كان مكتوبًا عليه!
حصار.. حاكم.. حفل راقص.. ألا يذكِّرك هذا بشيء!

ظل ذاك الجبانُ يرقص حتى ذُبحت دولته.. ولم يُروَ عنه إلا أنه أمر بزيادة الستائر وتحصين نوافذ القصر ألّا يُصيب سهمٌ آخر أخرى من أثيراته..

لكنك تذكر كذلك قصصًا أخرى لأبطالٍ ماتوا شامخين؛ تمتد قافلتهم من يوم الأحزاب المشهود إلى البشرات وعكّا وحارم إلى غانجي وغزّة وإدلب..

سيقرأ أحفادنا كما قرأنا أن ملكًا استبيحت بيضته وهو يرقص، وسيشتمون كما شتمنا من سلّم لعدوه مفاتيح دولته وسكانها، وسينعتوننا بالغثاء والخور كما نعتنا من بكى الأندلس وبكى الخلافة وبكى الشام.. وسيقرءون أخبار رجال عصرنا فيهشّون للضيف كما هششنا لمحمد بن أمية دي بالور، ويعجبون للأقزام كما عجبنا لحفيد صلاح الدين الذي سلَّم الأقصى، وتخفق قلوبهم لخطابات أبي عبيدة و إجابات الملا محمد عمر كما خفقت قلوبنا لكلمات رِبعيّ بن عامر ورسائل الرشيد وخُطب نور الدين وابن تيميّة، ويبكون حسّان عبود وزهران وأحمد ياسين ومروان حديد كما بكينا ابن الزبير والغافقي وقُطُز؛ فيتشبّهون بهم ويتسمَّون بأسمائهم فخرًا وانتماءً..

وقبل ذلك كله؛ فالله من ورائهم محيط.
أظهر الطوفان أن تحرير القدس لا يمر من سوريا ولا من اليمن، وأن وجدان الأمة -كل الأمة- مرتبط مباشرة بالأقصى ومُعادٍ جذريًا لليهود.
وكما كشفت غزة الغطاء عن منافقين كُثُر نحقِر صلاتنا إلى صلاتهم وصيامنا إلى صيامهم، جلّت لنا أقليات وطوائف قَصَرت عملها على حصْر الولاء للمؤمنين والبراء من الكفار بموالاتها ومعاداتها.
ومع أن الخوض في انحراف عقائد هذه الفئات ليس هذا مكانه إلا أنها تُكرس هذه الانحرافات وتقرنها بمسميات جليلة، ورموز دينية وشخصيات لها ارتباط وثيق بعواطف المسلمين، ما يجعل مخالفة الضلالات يبدو عداءً لهذه الرموز والشخصيات ومعارضةً لتلك التسميات الشريفة، وإن لم يكن الأمر كذلك عند من لديه أبسط فهم للغة العقل وأسس الدين.
ولمن يفهم سياسة المحتل وقوى ما بعد سايكس وبيكو، يعرف أن هذا ديدن القوى المتحكمة ببلداننا، تمكين أقلية مكروهة أو منحرفة من رقاب الناس بالقوة -بالدعم المباشر أو بالتغاضي- فتكون شديدة البأس على شعبها، لا تلتف حولها الأكثرية، ضعيفة التمثيل للداخل، مُسيّرة بالضرورة لصالح العدو أو الحليف المخالف في العقيدة أو الدين.

هذا توصيف بسيط ومختصر لطبيعة الأمور في دولنا، وربما هو السبب في بقاء السيل البشري الكبير والشجاع داخل قفص عاجز عن النُصرة، يشاهد استفراد العدو بإخوته ويمتلئ غيظًا وتحريضًا على القتال ولا يكاد يجد لنجدتهم سبيلا.

ومع هذا فاليقين كله أن العاقبة للمتقين وأن الله مع المؤمنين
ترتعد الفرائص عندما أسمع تساؤل الصحابة -وهم خير الناس بعد الأنبياء على الإطلاق- حين يتعجبون من الطائفة أو الجماعة الظاهرة على الحق التي ذكرها لهم رسول الله، فيسألون النبي بإعجاب: أين هم؟ فيجيب: هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

نرى اليوم ما تعجّب منه الصحابة وهم المهاجرون المجاهدون الصابرون، خير جيل مشى على الدنيا!
نرى بأعيننا الطائفة التي تشوقوا هم لمعرفتها، نشاهد بأسها وظهورها عيانًا ياخلق الله!

والله إنها أيام مشهودة، ما رأينا مثلها قط وما أحسبنا نرى مثلها أبدا!

اللهم أنزل نصرك الذي وعدت، واشدد وطأتك على يهود، وعذبهم بأيدي المؤمنين، واشف صدور قوم مؤمنين، واربط على قلوب المجاهدين وثبت منهم الأقدام، وسدد رميهم، واخلُفهم في أهلهم وأموالهم بخير ما خلفت مجاهدًا في أهله وماله.
مجاهدو غزة هم بشرى يعقوب بعد اليأس، وفرج أيوب بعد الصبر، ونصر الله بعد الذل. إنهم كيانات سماوية وجودها في الأرض محض عبور، وهم رحمات إلهية تتنزل على الصابرين المظلومين؛ زادهم الله رفعة وقوة، وزادنا بهم عزا وحرية وغلبة...
بعد ثلاثة أشهر من الرباط والصبر ومعايشة الموت والخوف والجوع والمرض والتشرد في كل لحظة، لا تكفي الكلمات في وصف الفظائع التي مر بها إخوتنا في غزة ولا تفي.

ولست أنتوي وصف ذلك، فمهما بالغت سيظل خيالي أقصر، وكلامي أضيق على الوصف من سم الخياط على الجمل. ويكفي أن يتخيل امرؤ مرور سحابة سوداء تمطر نارا ثم تنقشع لدقائق ثم تمر فتنهمل قنابل على من اكتن أو نجى منها في مرورها الأول فتقتل وتقطع وتناثر الأجساد وتشوي الجثث وتسوي أحياء كاملة بالأرض.

ولكن كلام في الصدر أغالب عنه الدمع وانقباض الفؤاد، فلو كان هذا الجهاز يكتب شيئا غير الحروف لحملته الغُصص وانكسار الخاطر.

أكثر من تسعين يوما وطرق السماء مكتظة بالأرواح الطيبة الصاعدة إلى ظِلال الجِنان، تاركةً لنا أجساد وأشلاء تذكرنا بعجزنا وقلة حيلتنا وتخاذلنا ونقصنا عن مراتب النُصرة والجهاد والاستشهاد، ومغادِرةً ثكالى وبواكي لم نكن أهلا حتى لمواساتها.

ثلاثة أشهر مرت عرّفتنا بجَد "روح الروح" الذي أصبح في كل مكان كالملك الكريم أو كالنسمة الرقيقة، يتحرك مصبرا ومواسيا. تراه في الصف يصلي الجنازة على عشرين أو خمسين، ثم تراه يوزع الألعاب على الأطفال ويؤمّن المرعوبين والجازعين ويذكرهم بالله. أصبحت أبحث عنه في كل صورة منقولة من تلك الديار كأنه جار طيب لي أطمئن على أحواله.

ثم ذاك الشهيد الساجد "تيسير". آه كم كررت الدقيقتين وكم أعدت المقطع! ذاك هو رزين الحي، حافظ الحي، إمام مسجد الحي المبارك. وفي كل إعادة للمقطع أتخيله مارا إلى مسجده، ساجدا في محرابه آمًا للمصلين بخشوع في قيام ليل رمضان وفي كل الصلوات؛ نعم، أعرفه حق المعرفة! وإن كنت في صنعاء وهو في غزة، قد عرفته بقلبي الذي أحبَّه ولساني الذي دعا له وروحي التي اتصلت به وبصري الذي كرر مقطع استشهاده وأعاد! سيرة شهادة كهذه لا تخفى. عرفته كما يعرف الناس القمر!
ياشهيد ياطيب
"هبني مُقلتيك لكي أرى .. كم جنةٍ عُرضت عليك لتسجدا"

وفي نصف هذه المدة كنت قد عرفت جبلا، وياللعجب! فغزة سهل لا جبال فيه. وبكل العجب أيضا أخطأ ظني اليوم وأنا أرى هذا الشيء ليس من مادة الجبال فالجبال تُزلزلها الأهوال. يكفي أن نعرف أنه وائل، ومن أراد المبالغة من اليوم في وصف شيء فليقل "صلب كوائل". ذلك الكهل الذي نراه كالأخ الكبير، يعلمنا القوة والعناد. حتى في حزنه وقار وملاذ؛ ينكسر قلبك لمصابه وما إن تراه صابرا صلبا تخجل من هيجان حزنك وسكون محياه وهو الأولى بالحزن والكمد!

وكل غزة بوائل الصلب وتيسير الشهيد والجد الطيب وغيرهم وأمثالهم ممن لم نعرف؛ عشنا معهم أتراحهم وأفراحهم البسيطة، أصبحنا نراهم عائلتنا البعيدة، يضربون الأمثال المستحيلة ويصنعون تاريخا حظُّه أن تسجله الكاميرا، ولو انتقل فعلهم وصبرهم وجهادهم وثباتهم في مقالات وكتب لقلنا مبالغات وخيالات كُتّاب.

"فياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما"
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لا زالت وطأة الحرب تشتد وأوزارها تمتد على إخوتنا في غزة، وما فتئ المجاهدون ينكلون بأعداء الله والدين والأرض والبشرية.

ثقتنا بأن الله معهم ولن يضيع جهادهم، فلا أنصع من الحق الذي هم عليه ولا أشرف من الهم الذي حملوه ليجاهدوا هذا الجهاد.

وربما كان الحماس لدينا للدعاء وعمل الممكن والثبات عليه في أول الحرب أكثر، ولكن اليوم أصبح البلاء أضعاف والجهد أكبر والحاجة أكثر إلحاحًا، فالثبات الثبات حتى يأتي الله بأمر من عنده ويختم لعباده بالحسنى. ولا يخذل أحدكم إخوته بترك ما عزم عليه وعمِله بادئ الأمر قبل أربعة شهور!

اللهم انصر عبادك المؤمنين، وثبت أقدامهم، وتقبل شهداءهم، واجبر كسرهم، وداو جريحهم، وعجل لهم ولأهلنا وأهلهم بالفرج والفتح المبين.
Audio
يا صاحب الهم | يا رب الباري | المنشد أ. محمود الحمود | جلسة الانوار
﴿ها أَنتُم هؤُلاءِ تُدعَونَ لِتُنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَن يَبخَلُ وَمَن يَبخَل فَإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ وَاللَّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم﴾
[محمد: ٣٨]

قانون الاستبدال الإلهي لا يستثني أحدا، حتى لو كان من أكرم نسل وأشرف نسب..
إن تبدل موقفك فلا تضر إلا نفسك. فأنت محتاج فقير والله مستغنٍ غني، وغيرك أكرم منك بالحق -وإن رأيته أحقر الخلق!
وانظر كيف استبدل الله بلالًا الحبشي بأبي طالب وأشراف قريش حين اختار هو الحق واختار الأشراف الكرام (في الدنيا) الباطل.
رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وشكر ربه تفضله عليه، وعرف ميزان التفاضل بين الناس عند ربهم، وأدرك أن لكل حال منقلب وتحول..

وأشغل نفسه بإصلاح عيوبه وخدمة أمّته بما حباه الله، وعرف أن القلوب بين إصبعي الرحمن يقلبها كيف يشاء، والمُلك والفضل بيديه تعالي يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ويُعزّ من يشاء ويُذل من يشاء. رحم الله النفوس الكريمة والأرواح السامية التي لا تغيرها دولة الأيام وتقلبات الأحوال.

#MQ
سبحان الله!
اكتشفت لتوي أن تاريخ دخول الغزاة الغرب إلى أرض المسلمين الأفغان يوافق السابع من أكتوبر. وبعد عشرين سنة خرج الغزاة وعُمِرت أرض الإسلام بأهلها الذين صبروا وصابروا ورابطوا وأوغلوا الجراح فيمن بغى عليهم واستكبر.

لست أدري هل كان اختيار شباب فلسطين نفس اليوم في التقويم الميلادي قصدا أم صدفة، ولكنه يحمل رسالة للغزاة الغربيين ربما يكونوا قد فطنوها أن الغازي سيخرج من أرضهم مهزوما خاسرا ولو بعد حين.
والرسالة الأكثر أهمية هي للأمة وأساسها أن الله مع الصابرين في الدنيا قبل الآخرة، فالأمل بالله فسيح أن بالعمل وإعداد المستطاع والتضحية والإيمان يُمَكَّن للعباد الصالحين أصحاب الحق بإذن الله.
Forwarded from جهاد حلس
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مقطع مذهل !!
‏مسن من غزة، قصفوا بيته فوق رأسه، ولما وصل إليه المسعفون وجدوه تحت الأنقاض يصلي الفجر وأطنان الركام فوق رأسه !!
عابِر
مقطع مذهل !! ‏مسن من غزة، قصفوا بيته فوق رأسه، ولما وصل إليه المسعفون وجدوه تحت الأنقاض يصلي الفجر وأطنان الركام فوق رأسه !!
جاءت الحداثة والنظام العالمي العدمي بعُرفٍ يجعل قيمة الإنسان كلها فيما تنتجه أفكاره ويداه في عالم المادة. لم يُبقِ هذا العرف قيمةً للروح ولا منزلةً للأخلاق والضمير في دركات الدنيا.
وكان الإسلام قد جاء بعكس هذه العدمية منذ أربعة عشر قرنا، مُهذِّبا مكارم الأخلاق رافعا لصاحبه في الدنيا والآخرة بالعروة الوثقى والحبل الوثيق بين الإنسان وخالقه، وبالحث على عدم نسيان السعي في الماديات وعِمارة الأرض والأخذ بأسباب القوة والتمكين.
وبهذا جعل لجميع الخلق فرصة السمو والترقي في الدارين، فكان كل من يستمسك بتلك العروة الوثقى أمة كاملة، غنيا بإيمانه وبربه عن كل الدنيا.

ولا مجال للمقارنة بين هذا وذاك ولا يخطر على عقلٍ حاضر وضع الثرى والثريا في كفتي ميزان، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين وهي وصية الله لعباده والنصيحة للمسلمين وصية رسوله.
2024/05/04 08:01:37
Back to Top
HTML Embed Code: