🔴لا يشفعون إلا لمن ارتضى:
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه وليس بين الإحسان والإساءة منزلة، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة ولأهل الإساءة عند ربهم النار.

فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئًا لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب إلى الله أن يرضى عنه.

• المصدر
الكافي ج ٨ ص ١١

🔴الهاربون من مسرح الحياة:
قال السيد محمد باقر الصدر: الطائفة الخامسة في عملية التجزئة الفرعونية للمجتمع هي: الطائفة التي تتهرب من مسرح الحياة، تبتعد عن المسرح وتتهرب منه وتترهب، وهذه الرهبانية ظاهرة موجودة في كل مجتمعات الظلم على مر التاريخ، وهي تتخذ صيغتين:

الأولى: صيغة جادة، رهبانية جادة تريد أن تفر بنفسها لكي لا تتلوث بأوحال المجتمع هذه الرهبانية الجادة هي التي عبر عنها القرآن الكريم بقوله : {ورهبانية ابتدعوها} هذه الرهبانية يشجبها الإسلام، لأنها موقف سلبي تجاه مسؤولية خلافة الإنسان على الأرض.

وهناك صيغة مفتعلة للرهبانية: يترهب ويلبس مسوح الرهبان ولكنه ليس راهبًا في أعماق نفسه، وإنما يريد بذلك أن يخدر الناس ويشغلهم عن فرعون وظلم فرعون ويسطو عليهم نفسيًا وروحيًا، وهذا هو الذي عبر عنه القرآن الكريم بقوله : {إن كثيرًا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطِلِ وَيَصُدُّون عن سبيل الله}.

• المصدر
المدرسة القرآنية ص ١٨١

🔴التقية من أمريكا:
ماذا تعني التقية من أمريكا غير أن تكون خاضعًا ذليلاً ومطبعًا خسيسًا... لا يوجد شيء يمكن أن يكون مصداقًا للتقية مع أمريكا إلا هذا، فيكون مذهب أمير المؤمنين (عليه السلام) حاله حال الدول العربية والإسلامية الخائنة والمطبعة.

ثم إن أمريكا وإسرائيل هدفها السيطرة على العديد من بلدان المسلمين وتلوح الأخيرة بين الفينة والأخرى بخارطة (من النيل إلى الفرات) فهل تقابل هذه الأطماع بالتقية؟! ثم يقول: إنّه لا يتقي من أمريكا وإسرائيل... كيف لا تتقي؟! وما الفعل الذي فعلته لكي نصدق أنك لا تتقي منهما؟!

كما أن مجابهة العدو الخارجي وإعداد القوة له كما هو منطق الإسلام والقرآن الكريم من صميم عقيدة كل شيعي وليس الخميني والخامنئي، وفي الوقت نفسه الوحدة الإسلامية مع المختلف في دائرة المسلمين أنفسهم عقيدة كل الشيعة أيضًا تبعًا لوصايا الأئمة (عليهم السلام).

حتى السيد صادق الشيرازي ذكر أنّ من سياسات أمير المؤمنين (عليه السلام) هي: (حفظ الوحدة الإسلامية) ثم قال: (فلم يدع أمير المؤمنين (عليه السلام) مجالاً #للمشعوذين والذين يريدون إلقاء الخلاف بين المسلمين) [السياسة من وقائع الإسلام ص ١٦٦].

وقال قبله السيد محمد الشيرازي: (كل صوت يدعو إلى التفرقة فهو #صوت_مرفوض عند المسلمين؛ ذلك لأن الوحدة فوق كل شيء كما الإنسان الملزم بالوحدة العامة كذلك ملزم بالوحدة الخاصة) [لكيلا تتنازعوا ص ٣٥].

ولم يدع أحد من دعاة الوحدة الإسلامية أنها تنعي التنازل عن الحقائق المذهبية العقدية والتاريخية، بل معناها عدم إثارة الآخرين كما قال الشيخ المطهري: (إن تأييد أطروحة (الوحدة الإسلامية) لا يستوجب التقصير في إعلان الحقائق والذي يجب تجنبه هو إثارة عواطف الطرف المخالف وعصبيته وضغائنه.

أما البحث العلمي فإنه يعتمد العقل والمنطق، ولا شأن له بالعواطف والأحاسيس، ومن حسن الحظ، أن عصرنا الراهن شهد بروز كثير من الباحثين المحققين في الوسط الشيعي، يلتزمون هذا المنهج ويتبعونه.

وعلى رأسهم جميعًا العلامة الجليل آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي، والعلامة الكبير آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والعلامة الجليل آية الله الشيخ عبد الحسين الأميني مؤلف كتاب (الغدير) الشريف) [سلسلة أصول الدين (الإمامة) ص ٣١].

فإذا كان ياسر الحبيب واتباعه حريصون على دماء الشيعة فكم وكم أثار أسلوبهم في أستفزاز المخالفين في المذهب وهم يعيشون في #بيريطانيا فيقتل الشيعة بسبب خطابهم الطائفي الاستفزازي في #افغانستان و #سوريا وغيرها من الدول المستضعفة؟!

🔴النقاب عند السيد الخوئي:
يرى السيد الخوئي أنّ النقاب واجب على الاحوط وجوبًا، ولكن ما حدود هذا النقاب، وهل يلزم الاستفتاء المذكور في جواز قيادة السيارة مع النقاب التناقض؟!

والجواب: من الواضح أنّ النقاب الواجب لا يشمل العينين؛ لأنّه إنما سمي النقاب نقابًا لأنّ فيه نقبين على العينين تنظر المرأة منهما.

وجاء في المعجم الأوسط مادة نقب: (النِّقاب: القناع تجعله المرأة على مارن أنفها تستر بها وجهها)، وإذا كان كذلك فأين وجه التناقض والسخرية والاستهزاء؟!

بل ينبغي الاستهزاء بالمستهزء نفسه، فهل خروج الأنف والفم شرط في قيادة السيارة؟! فأنت تحتاج إلى العين والرؤية في قيادة السيارات، وليس الشم واللسان!

🔴رئاسة أمير المؤمنين (عليه السلام) :
قال الشيخ عبد الله جوادي الآملي: الذي يسعى لتقلّد زمام الرئاسة في المجتمع، عليه قبل ذلك أن يصير بالضرورة رئيسًا على كافّة قواه الباطنيّة، فيُحكم سيطرته من الناحية الإدراكيّة على الوهم والخيال، ومن الناحية التحركيّة على الشهوة والغضب.

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مُصفى هذا العسل، ولُباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي)، غير أنّه يقول (عليه السلام) : (ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك).

ونحن أيضًا لا نتوقع ذلك من أنفسنا ومن الآخرين، لكن علينا أن نسعى لكي نطوي هذا الطريق نحن أولاً، فلا نمدّ أيدينا إلى الحرام.

• المصدر
مبادئ الأخلاق في القرآن ص ٢٨٢

🔴عندي عقل:
إن من يترك تقليد الفقهاء بحجة (عندي عقل) فأوّل مخالفة ارتكبها ضد العقل هو مسألة: (رجوع الجاهل في أي أختصاص إلى العالم به) فكل شخص عنده عقل حين يستعمل عقله يرشده إلى هذا الأمر.

التملص من التقليد سببه الحقيقي الذي ظهر على فلتات لسانها هو (عدم الحاجة)، أي: عدم الحاجة إلى تطبيق تعاليم الإسلام والأحكام ومعرفة الطرق والقنوات الصحيحة التي منها يستقى معرفة تلك الأحكام.

فكل شخص (غير محتاج) لتعلم الأحكام الشرعية ومعرفتها فهو بشكل طبيعي غير محتاج إلى (التقليد)؛ كما أن غير المحتاج إلى إرشادات بناء صحيحة لا يحتاج إلى المهندس، والذي يتمتع بصحة جيدة في هذا الظرف لا يحتاج إلى الطبيب وهكذا...

🔴مثابرة وجد السيد الخميني:
قال السيد روح الله الخميني بعد أن نفاه الشاه من إيران إلى العراق في مجلس درسه في النجف الأشرف في زقاق الحويش الضيق في مسجد صغير يسمى اليوم بـ(مسجد الشيخ الأنصاري) لطلبته من العرب والعجم:

وقد دلت آية النفر أن الفقهاء بحسب أصل تكوينهم ووظيفتهم إنما هو لتبليغ الحكم، وانتشار الإسلام بين الناس، لا الإنزواء والابتعاد، وأنتم موظفون لتشكيل الحكومة الإسلامية، فيجب أن تبدأوا بالتبليغات أولاً.

فإن جميع من سيطروا على الحكم كانوا أولاً جماعة قليلين، بلغوا آرائهم إلى الناس ووسعوا تبليغاتهم ودعايتهم حتى استطاعوا أن يسيطروا على الحكم، فإن كنتم لا تستطيعون السيطرة على الحكم فعلاً، فإنكم لا تستطيعون التبليغ.

فلا تقتصروا فيه على أحكام العبادات، بل ينبغي التأكيد على الأحكام القانونية والسياسية للإسلام، فإذا اتسعت التبليغات فإنكم سترون أنّ الأمة تستقيظ فجأة، ويستطيع بعض أفرادها السيطرة على الحكم بالإسلام.

وليس ذلك من الممتنعات كما قد يتخيل، فكثير من الفقراء المدقعين أصبحوا (ملك التجار) باعتبار جديتهم بالعمل، فلو كنا مجدين بالعمل وفهمنا الواقع، وعلمنا أن للإسلام أحكامًا عادلة غير متوفرة في قوانين الدول، جاء بها في زمان كانت البشرية تعيش في الوحشية والتخلف.

• المصدر
كتاب البيع ج ٩ ص ٤٤

🔴آثار الخصومة في الدين:
روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب عن ذكر الله عز وجل، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن، وتستجيز الكذب) [الأمالي للصدوق ص ٥٠٣].

في هذا الحديث الشريف مفاصل مهمة في الخصومة نركز عليها عبر النقاط الآتية:

النقطة الأولى: الخصومة في الدين
ركز الحديث بشكل مباشر على الخصومة في (الدين)؛ لأنها تعطي للخصومة غطاء (القدسية) ويسلب هذا الغطاء عن الخصم بتفسيقه وتضليله أو أي أسباب أخرى تخرج الخصم عن الدين.

وقد ذكر الشيخ محمد اليعقوبي في بعض دروسه القرآنية بتاريخ ٢ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} (المائدة: ٩١) ما يلي:

إنّ الخصومة الدنيوية قد تنتفي بالتقاء بعض مصالح المتخاصمين في أي أمر من أمور دنياهم، ومن هنا نرى بعض الأحزاب السياسية تتخاصم أشد التخاصم ولكن حين يتوافقون في المصالح تجدهم أصدقاء.

أمّا الخلافات الدينية فمن الصعب جدًا أن يلتقي المختلفان على صداقة بعد أن يرى كل طرف أنّ الآخر مخالف للدين وللمقدس يفضفي على المخاصمة طابع القداسة فتشتد ويعظم الخلاف.

النقطة الثانية: تشغل القلب عن ذكر الله
ليس المقصود من ذكر الله تعالى هو الذكر اللساني؛ لأننا قد نجد الكثير من المتخاصمين في الدين يكثرون من ذكر الله بألسنتهم.

ويشهد لذلك ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (ثلاث من أشد ما عمل العباد: ... وذكر الله على كل حال، وهو أن يذكر الله عز وجل #عند_المعصية يهم بها فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية) [الخصال ص ١٣١].

فصاحب المخاصمة الدينية لا يذكر الله تعالى في خصمه وسيأتي أنّه بسبب ذلك يشتغل قلبه عن ذكر الله في المعصية فيمارس في حق الخصم كل ألوان المحرمات كالغيبة والبهتان بالكذب على الخصم وعدم إنصافه ونحو ذلك.

النقطة الثالثة: تورث النفاق
لأن المتخاصمين لا يجعلون الإنصاف نصب أعينهم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك أنّه يعادي (فلان) ويوالي (علان) بسبب رأي من الآراء.

ولكن نجد هذا الرأي نفسه موجود عند (علان) ولكن لا يعاديه، بل يواليه؛ لأن الغرض من العداوة والخصام ليست الآراء والمعتقدات، بل هي غطاء لتبرير العدوان فقط، وهذا الأمر من أهم مربيات النفاق في كثير من الشخصيات.

النقطة الرابعة: تكسب الضغائن
هذه النقطة من البديهيات الواضحات؛ لأن التعامل غير المنصف وعدم التقوى في تسقيط الآخرين يوجب لمن التفت إلى تلك المغالطات والإشكاليات الهابطة الحقد على من يثيرها ويستفز الآخرين بها.

النقطة الخامسة: تستجيز الكذب
فيرى أن الخصم جائز الكذب عليه وبهتانه بعنوان أنّه من أهل البدع والريب أو يلبسه أي عنوان آخر كأنه من أصحاب المقالات الباطلة ومن ثم يستحل البهتان عليه بالكذب والافتراء كما يصنع تمامًا #محور_البهتان.

🔴برأيك لماذا؟!
بعض الصفحات الصفراء تنشر تصريحًا لبعض الخطباء الذين يقلدون الشيخ اليعقوبي دام ظله بأنّ عليه انتخاب قائمة معينة في الانتخابات فتنشر تلك الصفحات (الممولة) التابعة لجهة معينة كلام ذاك الخطيب لغرض تسقيط الشيخ اليعقوبي.

ولكن نفس تلك الجهة تسكت سكوت القبور حين صرح أحد #المراجع_الأربعة وهو الشيخ بشير النجفي بانتخاب قائمة عمار الحكيم حصرًا وإن وجد فيها بعض من لا يعجبك فالمهم أن لا يخرج الناخب عن قائمة عمار الحكيم!

برأيك... هل المحاباة بالنقد وتسقيط شخص لموقف معين وتقديس شخص مع أنّ له موقف مطابق وعدم نقده عليه يدل على سلامة سريرة أولئك الناقدين أو أنّ حربهم التسقيطية مؤدلجة لغرض وهدف معين يغطونه بعناوين مختلفة تبرر حملاتهم التسقيطية؟!

اللهم صل على محمد وآل محمد...

🔴التفسير الثالث للاختلاف بين العلماء:
قد يحصل في مختلف الأزمنة خلاف بين عالمين وفقيهين من فقهاء أهل البيت (عليهم السلام) فيفسر هذا الخلاف بتفسيرين:

#التفسير_الأوّل: يرى اتباع (س) من العلماء أن (ص) من العلماء منحرف وفاسق؛ لأنّه انتقد العالم (س)؛ ولما كانت طبيعة عامة الناس التقديس المفرط يرون الانتقاد لغير المعصوم كالمرجع ولو بأمر اجتماعي فسق وفجور!

#التفسير_الثاني: على العكس من الأوّل، إذ يرى اتباع (ص) من العلماء بأنّ مرجعهم ما دام قد انتقد (س) من العلماء فهو الفاسق والفاجر والعاجز والجهل إلخ..

وهذا هو شأن أكثر عامة الناس في تفسير الكثير من الأمور بطريقة: إمّا أسود أو أبيض، وإمّا أنت معي أو ضدي، وهذه النظرة #الأحادية مرض ينبغي علاجه بقليل من التفكير وإنشاء تفسير ثالث يحترم الاختلاف ولا يجعله أداة للصراعات الداخلية وهو الآتي:

#التفسير_الثالث: ليس (س) من العلماء ولا (ص) اختلفوا في أي أمر ما بداعي الاختلاف بالمصالح الدنيوية؛ لأنّ هناك احتمال كبير أن يكون سبب الاختلاف هو بسبب (تشخيص المصلحة) فيرى (س) أن المصلحة في كذا أمر ويرى (ص) أن المصلحة بخلاف هذا الأمر.

يقول الشيخ جعفر السبحاني بهذا الصدد: (الاختلاف في تشخيص الحق، فربما يتنازع فردان لا للحرص الشديد، بل للاختلاف في تشخيص (الحق) فكل واحد منهما يعتقد ـ اعتقاداً جازمًا ـ بأن الحق هو ما يراه دون غيره.

وربما يبلغ الطرفان المختلفان المتنازعان ـ مع ذلك ـ أقصى درجات التقوى وحسن النية والفضيلة، ولكن جهلهما بالحق دفعهما إلى ذلك الاختلاف والتنازع، ولا ريب أن بقاء الاختلاف في المجتمع يشكل خطرًا كبيرًا على أمنه واستقراره وسلامته.

إذ قد يؤدي إلى العدوان، وتأجج نيران البغضاء والضغينة بين المتخاصمين المختلفين، وربما أريقت ـ في هذا السبيل ـ دماء كثيرة، وأهدرت أموال طائلة، وضاعت أغراض شريفة ليس إلا لأمور حقيرة لا تستأهل كل تلك التبعات والعواقب.

ومن أجل ذلك حث القرآن الكريم على سد باب الاختلاف وقطع دابره من الجذور وحث المسلمين على الإصلاح بين المتنازعين إذ قال: {وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال: ١) [مفاهيم القرآن ج ٢ ص ٣٢٤].

وللسيد الخامنئي كلام مثله إذ قال: (لو كان هناك ـ لا قدر الله ـ عالم على قدر كبير من التقوى، لكنه جاهل بزمانه ولا يعرف ماذا يدور في هذا العالم، ولا يستطيع أن يفرق بين الصديق والعدو، سترون هذا الجبل من العلم والتقوى قد أصبح في كفة الباطل) [الحوزة وعلماء الدين ج ١ ص ١٥٤].

فلم يقل إنّ العالم المخالف هو فاسق أو ضال أو منحرف، بل صرّح بأنّه (جبل من التقوى)، ولكن تشخيصه للحق لم يكن دقيقًا، بل كان سبب في وقوفه من حيث لا يشعر مع جهة الباطل.

وذكر السيد الخامنئي أيضًا: (ربما يوجد بعض الطيبين والأتقياء والعلماء، ولكنهم لا يعرفون شيئًا عن الزمان والمكان وأوضاع هذا العالم، مما يتسبب في أن يصبحوا وسيلة للشيطان الرجيم، فمع أنهم عملوا طبقًا لتكليفهم وتشخيصهم، وليسوا بأناس سيئين، وسيدخلهم الله الجنة، ولكن من الممكن أن يوقعوا بعض الجهلة والبسطاء ـ لا سمح الله ـ بسبب طبيعتهم تلك) [الحوزة وعلماء الدين ج ١ ص ١٥٥].

ومن الطبيعي أنّ الالتفات إلى الرأي أو التفسير الثالث في كثير من المباحث الفقهية والاجتماعي والأصولية هو من الأمارات على النباهة وعدم حرص العقل أمام رؤيتين فقط من دون أن ينشط عقله بالتفكير! ولذلك تطبيقات ومصاديق كثيرة.

🔴الحلبوسي والخنجر:
العمى الذي أصاب هؤلاء أن منطقهم طائفي بامتياز، ويدعون أنّ الشيعة بدافع طائفي هي التي تسيطر على الحكم!

مع العلم أنّ الحكم ليس شيعيًا بمعنى الكلمة، بل لهؤلاء حصص #ووزارات #وواردات #واقتصاديات انتشلتهم من بيع #الدهن_الحر وغيره إلى ما هم عليه اليوم من البذخ والبطر!

🔴المرجع الديني والسياسة:
قال السيد روح الله الخميني: الفكرة القائلة بأنَّ طالب الحوزة العلمية يجب أن يكون منفصلاً عن المجتمع والسياسة من الأفكار الخطرة المنحرفة التي استطاع زرعها فينا الخارجون عن الدين، وهم يريدون بذلك القضاء علينا وقتل الإنسانية فينا.

فإنَّهم يخافون (الإنسان) ويسدّون أمامنا طرق الكمال، ولا مانع لديهم بعد ذلك أن نعمر المساجد بالصلاة والعبادة. حين وصل القائد البريطاني إلى بلادنا وسمع المؤذّن يؤذّن سأل: إذا قام بهذا العمل فهل يضرّ بالدولة البريطانية؟ فقيل له: كلا. فقال: فليفعل ما يشاء) [كتاب البيع ج ٨ ص ١٦٢].

وقال أيضًا: (كنت ذات يوم مع السيد القمي وشخص آخر من الحكومة الإيرانية فقال لي هذا الشخص: إنّ السياسة ليست إلا الكذب والدجل والفساد والشيطنة، فدعوها لنا، ولا تتدخلوا في السياسة.

أقول: نعم، إذا كان معنى السياسة هو ذلك، فهم أولى بها، إلا أنّ سياسة الإسلام هي الحق والعدل والرشاد. ثم إنَّهم في اليوم التالي نشروا كذبًا أنّه قد تم الاتفاق على عدم تدخل العلماء في السياسة، فخطبت وقلت: هذا كذبٌ، إذا كان الخميني وافق على ذلك أخرجوه من البلد) [كتاب البيع ج ٨ ص ٢٢٠].

🔴وإن أثم سكن النار:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غاديًا في حالين: إما عالمًا أو متعلمًا، فإن لم يفعل فرط، فإن فرط ضيع، وإن ضيع أثم، وإن أثم سكن النار، والذي بعث محمدًا (صلى الله عليه وآله) بالحق.

• المصدر
الأمالي (الطوسي) ص ٣٠٣

🔴لهم الحق في الانتقام!
ألا لعنة الله على الظالمين ومن يركن إليهم...

🔴هل علم الأخلاق يوناني؟
ذكر صاحب الحدائق أنّ الفقيه لا يشترط فيه العدالة فقط، بل لا بدّ أن يكون متحليًا بالأخلاق الحسنة ومتخليًا عن الرذائل الأخلاقية إذ قال ما نصه:

(وذلك بأن يكون متصفًا بعلم الأخلاق الذي هو السبب الكلي المقرب من الملك الخلاق، وهو تحلية النفس بالفضائل وتخليتها من الرذائل، وإن كان هذا العلم الآن قد عفت مراسمه وانطمست في هذه الأزمنة معالمه، وإنما المدار بين الناس الآن على العلم بهذه العلوم الرسمية المجامعة للفسق في جل من تسمى بها) [الحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٥٨].

ولاحظ عليه بعض العلماء بما نصه: (ما يوهمه كلامه من أنّ علم الأخلاق مقرب من الملك الخلاق غير صحيح؛ فإنّ علم الأخلاق مأخوذ من فلسفة اليونانيين؛ لأن علم الأخلاق جزء من فلسفتهم، والفلسفة كانت مشتملة على المنطق والطبيعيات والإلهيات والأخلاق) [الاجتهاد والتقليد والاحتياط ص ٤٢٩].

والإشكال على صاحب الحدائق بذلك غريب لعدة نقاط:
#أولاً: إن عبارة صاحب الحدائق لا توهم ذلك من قريب؛ لأنّه لم يقل (عالم بعلم الأخلاق...) حتى يمكن أن يكون عالمًا بالمعاني الأخلاقية ولكنه لا يطبقها وليس بصاحب أخلاق، وإنما قال: (أن يكون متصفًا بعلم الأخلاق...)

والاتصاف بالأخلاق هو المقرب لرب الأرباب، وليس مجرد العلم بها، وقد دلت على ذلك جملة من الأحاديث أهمها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة، ويكون له خلق حسن، فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم) [وسائل الشيعة ج ١٢ ص ١٤٩].

مضافًا إلى أنّ جميع سياق كلامه ومنهجه في الأهتمام بالأحاديث والأخبار لا يدل من قريب ولا من بعيد أنّه يقصد بعلم الأخلاق هو الأخلاق بالمصطلح اليوناني بما فيها من تشقيقات وتفريعات، بل يقصد الأخلاق المقربة من الله تعالى.

#ثانيًا: هل يتنافى أصل مفهوم الأخلاق بين الإسلام والفلاسفة اليونانيين؟ نرجع في الجواب عن هذا السؤال إلى تعريف الفلاسفة للأخلاق، إذ نقل الشيخ محمد تقي فلسفي عدة أقوال لهم:

#القول_الأول: لسقراط إذ يقول: (يبحث الإنسان عن المتعة والسعادة ولا هم له إلا هذا، ولكن المتعة لا تتأتى باستيفاء اللذات والشهوات، بل هي أيسر منالاً بكبح أهواء النفس، إذ سعادة الأفراد تتحقق ضمن سعادة المجتمع؛ ولذا فإنّ سعادة الفرد هي في قيامه بأداء واجبه نحو الآخرين) [الأخلاق، لفلسفي ج ١ ص ٦].

#القول_الثاني: لأرسطو إذ يقول: (لو تعمقنا في نظرتنا لما وجدنا أحدًا يبلغ غايته إلا إذا أدى الواجب الملقى على عاتقه على أحسن وجه، إذ القيام بالواجب بأفضل ما يمكن هو الفضيلة لكل كائن، إذن لا يبلغ الإنسان مطلوبه من السعادة إلا بالفضيلة) [المصدر السابق].

#القول_الثالث: لديكارت وهو من الفلاسفة الأوربيين إذ يقول: (لسنا قادرين على العيش منفردين، لذلك كان لا بد لنا من أن نعتبر مصالحنا تابعة للمصالح الحقيقية للمجتمع الذي نعيش بين ظهرانيه، فإذا أحس الفرد بأنّ مصلحة الكل مقدمة على مصلحة الجزء برزت المكارم السامية، بحيث إنّه يخاطر بحياته في سبيل الآخرين...) [المصدر السابق].

وبعد قراءة تعريفاتهم نحن أمام قراءتين:
#الأولى: أن ننظر إلى كل ما يصدر من الغرب بنظرة الريبة والشك والباطل وهذه نظرة عمياء؛ لأننا لا بدّ أن ندرس المفاهيم التي ذكروها ونقيمها وفق العقل والمنطق الصحيح وهل تلك المفاهيم صحيحة أو لا، وهل تعارض الإسلام أو لا؟

#الثانية: القراءة العمياء أيضًا ولكن بعين المنبهر لكل ما يصدر من الغرب، فكل ما قرأ كلمة أو جملة ذكرت لعالم غربي أو فيلسوف يوناني يقبل بها تعبدًا دون تأمّل وتفكر.

فإذا تجاوزنا القراءتين العمياوَين (الجاحدة، والمنبهرة) يمكن ألا نرى هناك اختلافًا من حيث المبدأ بين الأخلاق من جهة الفكر اليوناني والأخلاق من جهة الفكر الإسلامي، وأعني من جهة المبدأ أي المبادئ الأساسية التي ينطلق منها علم الأخلاق وليس التفريعات والتشقيقات التي من الممكن أن يحصل فيها اختلاف

ونرى في جملة من الأحاديث يكون مطلق الأخلاق يكون من مبدأ التعايش كما روي عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) : (ثلاث من لم تكن فيه فليس مني ولا من الله عز وجل... إلى أن قال: وحسن خلق يعيش به في الناس) [الخصال ص ١٤٥].

..... يتبع إن شاء الله تعالى