• والإسلام هو ملة الأنبياء قاطبة، وإن تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم، كما قال تعالى: ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ﴾، والآيات في هذا كثيرة والأحاديث، فمنها قوله صلى الله عليه وسلم : " نحن معشر الأنبياء أولاد عَلاَّت ديننا واحد " .
• إن أولاد العلات هم الإخوة من أب واحد وأمهات شتى ، فالدين واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، وإن تنوعت الشرائع التي هي بمنزلة الأمهات .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
﴿ يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ﴾ ، أي : أحسنوا في حال الحياة والزموا هذا ليرزقكم الله الوفاة عليه ، فإن المرء يموت غالبا على ما كان عليه ، ويبعث على ما مات عليه ، وقد أجرى الله الكريم عادته بأن من قصد الخير وفق له ويسر عليه ، ومن نوى صالحا ثبت عليه .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
﴿فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم لَعَنّاهُم وَجَعَلنا قُلوبَهُم قاسِيَةً يُحَرِّفونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ وَنَسوا حَظًّا مِمّا ذُكِّروا بِهِ﴾
⭐️ قال العلاّمة العثيمين في شرح الحِليَة
صـ ٣٣
وهذا النّسيان يشمل النّسيان الذّهني والعملي، فيكون، بمعنى: ينسونه ذهنياً أو يتركونه؛ لأنّ النّسيان في اللّغة العربيّة يكون بمعنى: التّرك.
صـ ٣٣
وهذا النّسيان يشمل النّسيان الذّهني والعملي، فيكون، بمعنى: ينسونه ذهنياً أو يتركونه؛ لأنّ النّسيان في اللّغة العربيّة يكون بمعنى: التّرك.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}92
" قَالَ " لهم مترققا لهم, " يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ " .
أي: كيف تراعونني لأجل رهطي, ولا تراعونني لله, فصار رهطي أعز عليكم من الله.
" وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا " أي: نبذتم أمر الله, وراء ظهوركم, ولم تبالوا به, ولا خفتم منه.
" إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " لا يخفى عليه من أعمالكم, مثقال ذرة, في الأرض, ولا في السماء, فسيجازيكم على ما عملتم أتم الجزاء.
{وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ}93
ولما أعيوه وعجز عنهم قال: " يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ " أي.
على حالتكم ودينكم.
" إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ " ويحل عليه عذاب مقيم " وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ " أنا أم أنتم, وقد علموا بذلك ذلك حين وقع عليهم العذاب.
" وَارْتَقِبُوا " ما يحل بي " إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ " ما يحل بكم.
{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}94
" وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا " بإهلاك قوم شعيب " نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ " لا تسمع لهم صوتا, ولا ترى منهم حركة .
{ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ }95
" كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا " أي: كأنهم ما أقاموا في ديارهم, ولا تنعموا فيها حين أتاهم العذاب.
" أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ " إذ أهلكها الله وأخزاها " كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ " أي: قد اشتركت هاتان القبيلتان, في السحق, والبعد, والهلاك.
وشعيب عليه السلام, كان يسمى خطيب الأنبياء, لحسن مراجعته لقومه.
وإذا كان سرقتهم في المكاييل والموازين, موجبة للوعيد, فسرقتهم - على وجه القهر والغلبة - من باب أولى, وأحرى.
فمن بخس أموال الناس, يريد زيادة ماله, عوقب بنقيض ذلك, وكان سببا لزوال الخير, الذي عنده, من الرزق لقوله: " إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ " أي: فلا تتسببوا إلى زواله بفعلكم.
فدل, على أنه إذا لم يوجد العمل, فالإيمان ناقص, أو معدوم.
حتى إنه متقرر عند الكفار فضلها, وتقديمها على سائر الأعمال, وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر, وهي ميزان للإيمان وشرائعه.
فبإقامتها على وجهها, تكمل أحوال العبد, وبعدم إقامتها, تختل أحواله الدينية.
لا كما يزعمه الكفار, ومن أشبههم, أن أموالهم, لهم أن يصنعوا فيها ما يشاءون ويختارون,, سواء وافق حكم الله, أو خالفه.
وأول منته, عما ينهى غيره عنه, كما قال شعيب عليه السلام: " وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ " ولقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ " .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
بل لا يزال مستعينا بربه, متوكلا عليه, سائلا له التوفيق.
ولا عيرة بقول من يقول " إن التائب إذا تاب, فحسبه أن يغفر له, ويعود عليه بالعفو, وأما عود الود الحب فإنه لا يعود " .
وربما دفع عنهم, بسبب قبيلتهم, وأهل وطنهم الكفار, كما دفع الله عن شعيب, رجم قومه, بسبب رهطه.
وأن هذه الروابط, التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين, لا بأس بالسعي فيها, بل ربما تعين ذلك.
نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين, وهم الحكام, فهو المتعين.
والله أعلم.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
• قَـالَ تَعـالىٰ :
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًاوَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ﴾.
•فقد بين فيها أن المتقي يدفع الله عنه المضرة بما يجعله له من المخرج ، ويجلب له من المنفعة بما ييسره له من الرزق ، والرزق اسم لكل ما يغتذى به الإنسان، وذلك يعم رزق الدنيا ورزق الآخرة.
• قال بعضهم : ما افتقر تقي قط .
• قالوا : وَلِمَ ؟
• قال : لأن الله يقول :
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًاوَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ﴾.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
• قال ﷻ :
﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ ،
وقال في موضع آخر :
﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ﴾ ،
فنهىٰ عن تعدّيها في آية ، وعن قُرْبانها في آية .
وهذا لأن حدوده سبحانه هي النهايات الفاصلةُ بين الحلال والحرام ، ونهاية الشيء تارة تدخل فيه فتكون منه ، وتارة لا تكون داخلةً فيه فيكون لها حكم مقابلِه .
فبالاعتبار الأول نَهَى عن تعدِّيها ، وبالاعتبار الثاني نَهَىٰ عن قربانها .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
•حكمُ العبدِ فيما بينه وبين الناس ، وهو أن تكون مخالطته لهم
تعاونًا على البر والتَّقوى ، عِلمًا وعَملًا .
• وأما حالُه فيما بينَه وبينَ الله تعالى : فهو إيثارُ طاعتِه ، وتجنُّب معصيتِه ، وهو قوله تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ .
• فأرشدت الآيةُ إلى ذكرِ واجب العبدِ بينَه وبينَ الخلق، وواجبِهِ بينَه وبينَ الح قّ .
• ولا يتمُّ الواجب الأول إلا بعَزلِ نفسِه من الوسطِ ، والقيامِ بذلك لمحض النصيحة والإحسانِ ورعايةِ الأمر .
• ولا يَتِمُ له أداء الواجب الثاني إلا بعَزْلِ الخلقِ من البَيْنِ ، والقيامِ به لله إخلاصًا ومحبةً وعُبودية .
• فينبغي التّفطُن لهذه الدَّقيقة التي كلُّ خلل يدخلُ على العبد في أداء هذين الواجبين إنما هو من عدمِ مراعاتِها عِلمًا وعَملاً .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
• لما فَصَلَتْ عِيْرُ السَّيْر ، وأستوطنَ المسافر دارَ الغُربةِ ، وحِيْلَ بينه وبينَ مَأْلوفاته وعوائدِه المتعلقة بالوطنِ ولوازمِه ، أحدثَ له ذلك نظرًا آخر ؛
• فأجالَ فِكْرَه في أهمِّ ما يَقطَعُ به منازلَ سفرِه إلى الله ويُنفِقُ فيه بقيةَ عمره ، فأرشدَه مَن بيدِه الرشد إلى أن أهمَّ شيء يَقصِده إنما هو الهجرة إلى الله ورسوله ﷺ ،
• فإنها فرض عين على كلِّ أحد في كلِّ وقت ، وأنه لا انفكاكَ لأحد من وجوبها ، وهي مطلوبُ الله ومراده من العباد .
• الهجرة هجرتان:
هجرة بالجسم من بلد إلى بلد ، وهذه أحكامها معلومة ، وليس المرادُ الكلامَ فيها .
• والهجرة الثانية هجرة بالقلب إلى الله ورسوله ﷺ ،
• وهذه الهجرةُ هي الهجرة الحقيقية ، وهي الأصل ، وهجرة الجسدِ تابعةٌ لها ،
وهي هجرة تتضمن "من" و"إلى" :
فيهاجرُ بقلبه من محبة غير الله إلى محبته .
• ومن عبوديةِ غيره إلى عبوديته .
• ومن خوفِ غيرِه ورجائِه والتوكلِ عليه إلى خوفِ الله ورجائِه والتوكلِ عليه .
• ومن دعاء غيرِه وسؤالِه والخضوع له والذُّلِّ له والاستكانةِ له إلى دُعاءِ ربِّه وسؤالِه والخضوعِ له والذلِّ والاستكانةِ له .
• وهذا هو بعينه معنى الفرار إليه ، قال تعالى : ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾ .
• فالتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه .
• وتحت "من" و"إلى" في هذا سرّ عظيم من أسرار التوحيد ؛ فإنّ الفرارَ إليه سبحانَه يتضمنُ إفرادَه بالطلبِ والعبوديةِ ، ولوازمها من المحبة والخشية والإنابة والتوكل وسائر منازل العبودية ، فهو متضمن لتوحيد الإلهية التي اتفقتْ عليها دعوةُ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
• وأما الفرار منه إليه ؛ فهو متضمن لتوحيدِ الربوبية وإثباتِ القَدَر ، وأن كلَّ ما في الكون من المكروه والمحذور الذي يفرّ منه العبد ، فإنما أوجبتْه مشيئةُ الله وحدَه ؛ فإنه ما شاء اللهُ كان ووجبَ وجودُه بمشيئته ، وما لم يَشَأْ لم يكن ، وامتنع وجوده لعدم مشيئته ، فإذا فرَّ العبدُ إلى الله فإنما يَفِرُّ من شيء إلى شيء وُجِدَ بمشيئة الله وقَدَره ؛ فهو في الحقيقة فار من الله إليه .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِين}96
يقول تعالى: " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى " بن عمران " بِآيَاتِنَا " الدالة على صدق ما جاء به, كالعصا, واليد ونحوهما, من الآيات التي أجراها الله على يدي موسى عليه السلام.
" وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ " أي: حجة ظاهرة بينة, ظهرت ظهور الشمس.
{إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ}97
" إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ " أي: أشراف قومه, لأنهم المتبوعون, وغيرهم تبع لهم, فلم ينقادوا لما مع موسى من الآيات, التي أراهم إياها, كما تقدم بسطها في سورة الأعرف " فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ " بل هو ضال غاو, لا يأمر إلا بما هو ضرر محض.
لا جرم - لما اتبعه قومه - أرداهم وأهلكهم.
{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ}98
{وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}99
أي: في الدنيا " لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ " أي: يلعنهم الله وملائكته, والناس أجمعون في الدنيا والآخرة.
" بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ " أي: بئس ما اجتمع لهم, وترادف عليهم, من عذاب الله, ولعنة الدنيا والآخرة.
{ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}100
ولما ذكر قصص هؤلاء الأمم مع رسلهم, قال الله تعالى لرسوله: " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ " لتنذر به, ويكون آية على رسالتك, وموعظة وذكرى للمؤمنين.
" مِنْهَا قَائِمٌ " لم يتلف, بل بقي من آثار ديارهم, ما يدل عليهم.
ومنها " وَحَصِيدٌ " قد تهدمت مساكنهم, واضمحلت منازلهم, فلم يبق لها أثر.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
﴿.. وَلا تَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ إِنّي أَراكُم بِخَيرٍ وَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحيطٍ﴾:
⏺️ معاني الكلمات:
♥️ ﴿إني أراكم بخير﴾: يعني: رخص الأسعار وكثرة الأرزاق.
♥️ ﴿يوم محيط﴾: يوم القيامة أو يوم عذاب في الدنيا.
⬅️ جاء في التفسير_الميسر:
﴿.. وَلا تَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ إِنّي أَراكُم بِخَيرٍ وَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحيطٍ﴾: ولا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلهم وموازينهم، إني أراكم في سَعَة عيش، وإني أخاف عليكم -بسبب إنقاص المكيال والميزان- عذاب يوم يحيط بكم .
﴿.. وَلا تَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ إِنّي أَراكُم بِخَيرٍ وَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحيطٍ﴾: ولا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلهم وموازينهم، إني أراكم في سَعَة عيش، وإني أخاف عليكم -بسبب إنقاص المكيال والميزان- عذاب يوم يحيط بكم .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
۞ قال الله تعالى :
﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾
⭐️ قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالىٰ :
اسْتَنْبَطَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّ حِسَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَسِيرٌ، وَأَنَّهُ يَنْتَهِي فِي نِصْفِ نَهَارٍ، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ : مَقِيلًا : أَيْ مَكَانَ قَيْلُولَةٍ وَهِيَ الِاسْتِرَاحَةُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ .
📚 أضواء البيان (٤١/٦).
﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾
اسْتَنْبَطَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّ حِسَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَسِيرٌ، وَأَنَّهُ يَنْتَهِي فِي نِصْفِ نَهَارٍ، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ : مَقِيلًا : أَيْ مَكَانَ قَيْلُولَةٍ وَهِيَ الِاسْتِرَاحَةُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}101
" وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ " بأخذهم بأنواع العقوبات " وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ " بالشرك والكفر, والعناد.
" فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ " وهكذا كل من التجأ إلى غير الله, لم ينفعه ذلك, عند نزول الشدائد.
" وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ " أي.
خسار ودمار, بالضد مما خطر ببالهم.
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}102
أي: يقصمهم بالعذاب ويبيدهم, ولا ينفعهم, ما كانوا يدعون, من دون الله من شيء.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ}103
" إِنَّ فِي ذَلِكَ " المذكور, من أخذه للظالمين, بأنواع العقوبات.
" لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ " أي: لعبرة ودليلا, على أن أهل الظلم والإجرام, لهم العقوبة الدنيوية, والعقوبة الأخروية.
ثم انتقل من هذا, إلى وصف الآخرة فقال: " ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ " .
أي: جمعوا لأجل ذلك اليوم, للمجازاة, وليظهر لهم, من عظمة الله وعدله العظيم, ما به يعرفونه حق المعرفة.
" وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ " أي: يشهده الله وملائكته, وجميع المخلوقين.
{وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ}104
" وَمَا نُؤَخِّرُهُ " أي: إتيان يوم القيامة " إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ " إذا انفضى أجل الدنيا وما قدر الله فيها من الخلق, فحينئد ينقلهم إلى الدار الأخرى, ويجري عليهم أحكامه الجزائية, كما أجرى عليهم في الدنيا, أحكامه الشرعية.
{يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} 105
" يَوْمَ يَأْتِ " ذلك اليوم, ويجتمع الخلق " لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ " حتى الأنبياء, والملائكة الكرام, لا يشفعون إلا بإذنه.
" فَمِنْهُمْ " أي: الخلق " شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ " .
فالأشقياء, هم الذين كفروا بالله, وكذبوا رسله, وعصوا أمره.
والسعداء, هم: المؤمنون المتقون.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
• فأعظم أسباب شرح الصدر : التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه.
قَـالَ اللهُ تَعـالىٰ :
﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلى نورٍ مِن رَبِّهِ﴾.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
قَـالَ تَعـالىٰ :
﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ﴾.
• فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.
• العلم، فإنه يشرح الصدر، ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس،
• فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول ﷺ وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرا، وأوسعهم قلوبا.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
قال الله ﷻ : ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ﴾
⭐️ قال الإمام شمس الدين القرطبي - رحمه الله تبارك و تعالى - :
• وَقِيلَ : أُمِرَ بِالرَّكْضِ بِالرِّجْلِ لِيَتَنَاثَرَ عَنْهُ كُلُّ دَاءٍ فِي جَسَدِهِ .
📚 الجامع لأحكام القرآن (٢١١/١٥) 】
• وَقِيلَ : أُمِرَ بِالرَّكْضِ بِالرِّجْلِ لِيَتَنَاثَرَ عَنْهُ كُلُّ دَاءٍ فِي جَسَدِهِ .
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}106
وأما جزاؤهم " فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا " أي: حصلت لهم الشقاوة, والخزي والفضيحة.
" فَفِي النَّارِ " منغمسون في عذابها, مشتد عليه عقابها.
" لَهُمْ فِيهَا " من شدة ما هم فيه " زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ " وهو أشنع الأصوات وأقبحها.
{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيد}107
" خَالِدِينَ فِيهَا " أي: في النار, التي هذا عذابها " مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ " أي: خالدين فيها أبدا, إلا المدة التي شاء الله, أن لا يكونوا فيها, كما قاله جمهور المفسرين.
فالاستثناء على هذا, راجع إلى ما قبل دخولها, فهم خالدون فيها جميع الأزمان, سوى الزمن الذي قبل الدخول فيها.
" إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ " فكل ما أراد فعله واقتضته حكمته, فعله, تبارك وتعالى, لا يرده أحد عن مراده.
{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}108
" وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا " أي: حصلت لهم السعادة, والفلاح, والفوز " فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ " ثم أكد ذلك بقوله.
" عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ " أي: ما أعطاهم الله من النعيم المقيم, واللذة العالية, فإنه دائم مستمر, غير منقطع بوقت من الأوقات.
نسأل الله الكريم من فضله أن يجعلنا منهم.
{فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ}109
يقول الله تعالى, لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: " فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ " المشركون, أي: لا تشك في حالهم, وأن ما هم عليه باطل, فليس لهم, دليل شرعي ولا عقلي.
وإنما دليلهم وشبهتهم, أنهم " مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ " .
ومن المعلوم أن هذا, ليس بشبهة, فضلا عن أن يكون دليلا, لأن أقوال ما عدا الأنبياء, يحتج بها.
خصوصا أمثال هؤلاء الضالين, الذين كثر خطأهم وفساد أقوالهم, في أصول الدين.
فإن أقوالهم, وإن اتفقوا عليها, فإنها خطأ وضلال.
" وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ " أي: لا بد أن ينالهم نصيب من الدنيا, مما كتب لهم, وإن كثر ذلك النصيب, أو راق في عينك, فإنه لا يدل على صلاح حالهم.
فإد الله يعطي الدينا, من يحب, ومن لا يحب, ولا يعطي الإيمان والدين الصحيح, إلا من يحب.
والحاصل أنه لا يغتر باتفاق الضالين, على قول الضالين من آبائهم الأقدمين.
ولا على ما خولهم الله, وآتاهم من الدنيا.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ}110
يخبر نعالى, أنه آتى موسى الكتاب, الذي هو التوراة, الموجب للاتفاق على أوامره ونواهيه, والاجتماع, ولكن, مع هذا, فإن المنتسبين إليه, اختلفوا فيه اختلافا, أضر بعقائدهم, وبجامعتهم الدينية.
" وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ " بتأخيرهم, وعدم معاجلتهم بالعذاب " لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ " بإحلال العقوبة بالظالم, ولكنه تعالى, اقتضت حكمته, أن أخر القضاء بينهم إلى يوم القيامة, وبقوا في شك مريب.
وإذا كانت هذه حالهم, مع كتابهم, فمع القرآن الذي أوحاه الله إليك, غير مستغرب, من طائفة اليهود, أن لا يؤمنوا به, وأن يكونوا في شك منه مريب.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM