The account of the user that owns this channel has been inactive for the last 11 months. If it remains inactive in the next 28 days, that account will self-destruct and this channel may no longer have an owner.
{وتوكل على الحي الذي لا يموت}

لا تعتمد على غيره.

وكلّ من عاش الحياة ومرَّ بتجارب يعرف أنّ الخلق يضيّعون الخلق بنسيان أو بموت،
ولكن الله حيّ لا يموت، فلا يضيّع المتوكل عليه أبدًا.

فاعتمد على الله وأسلم الأمور إليه، فهو الحيّ الّذي لا يثق المرء العاقل إلّا به.
(ما مِن مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها مِن خطاياه حتى الشوكة يشاكها)

فلا يوجد شيء مهدور،
لا توجد آلام يشعر بها الإنسان نفسية ولا جسدية إلا أمامها الأجر.

فيقوم الإنسان من مرضه خاليًا من السيئات على حسب صبره ورضاه واحتسابه الأجر،

وبهذا يعرف الإنسان كيف يتصرف مع أي مصيبة تمر به.
في الحديث
(سلوا الله العفو والعافية فإن أحدًا لم يُعط بعد اليقين خيرا من العافية)

العافية أعظم أرزاق الله، العافية في الدين والعقل والبدن، فكم من إنسان ينام مؤمنا ويصبح كافرا، وكم من إنسان معافى في بدنه فإذا هو قد مرض مرضا لا يعرف له دواء

فاشكروا الله على العافية
ولنسأله دوما العفو والعافية
في أذكار الصباح والمساء نقول:
(اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي)

ما معنى أن أسأل الله -عزّ وجلّ- العافية في ديني؟
العافية في الدّين هي: طلب الوقاية من كلّ أمر يشين الإنسان في دينه ويفسد عليه دينه.

مَن بيده أن يقول: (أنا أضمن أن لايفسد علي ديني ولا أدخل في المنكرات)؟

مع كثرة الفتن أصبح الإنسان لايعرف السهام المسمومة مِن أي جهة تأتيه، ومالذي أفسد قلبه، وشتته في صلاته، وما الّذي جعله لا يستطيع أن يكمل حزبه في القرآن.
الإنسان يحتاج لأن يأكل، يتزوج ..الخ

فنحن ليلا ونهارا لنا حاجات، وكلما أقدمنا على أخذ حاجتنا وجب علينا الاستعانة وحسن الظن بالله والدعاء

وهذه حقيقة التوحيد (كل حاجة لك تفزع فيها إلى الله)

وإيمانك {وأنه هو أضحك وأبكى} يجعلك متيقنا أن حتى هذه الحاجة (انشراح صدرك وضحكك) إنما هي بيد الله
(خلق الله للإنسان الحاجات حتى تصْدُر منه العبادات)

مثلا: تحتاج لتأكل، تحتاج للمال
ما أتتك الحاجة لتكون حزينا ولا متوترًا
تأتيك الحاجة لتُري الله مِن نفسك توكلا واستهداءً وحسن ظن

تحتاج مال فتطلب الرزاق
يصيبك الصداع فتسأل الشافي
ينكسر قلبك فتسأل الجبار أن يجبرك
تقع في خطأ فتطلب من الستير
{لقد خلقنا الإنسان في كبد}
‏من معاني كبد المشقة

‏الدنيا خُلقت في كبد، ولو اجتمع الخلق على تغيير هذه الطبيعة لايستطيعون أبدا

‏فمِن الخطأ مايقال مِن أنك ستصل لأمانيك بأيسر مايكون
‏فلما يصطدم الإنسان بالواقع يكتئب
‏وذلك لأننا لم نفهم قاعدة الصحة النفسية وهي أن الدنيا كبد والراحة ليست هنا
عندما يفكر العبد جيدًا بأن كل نقص يعوض،
‏وأنك مأجور بالشوكة لو شاكتك،
‏وأنك يوم القيامة تود في تلك الحسنة أن تزحزحك عن النار،
‏(تعلم حينها أنك رابح).

‏الناس ينظرون إليك على أنك مصاب مريض،
‏وأنت مشروح الصدر راضٍ،
‏وهذا كله من عطايا الله،
‏ومِن الجبر الذي يجبره الله،
‏ وما أطيب جبر الله!
يقول: "أنا مستعد لأي نوع من البلاء إلا هذا البلاء الذي وقع علي" !

لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها،
البلاء الذي ينزل عليك يناسب قواك،
فلا تتخير المصائب بل تحمّل ما أتاك،

وثق ثقة مطلقة أن كل مفقود وراءه عوض أحسن منه،
حتى الشوكة لو شاكتك، فأنت أمامها مأجور.
ادخل هذا الشهر الكريم راغبًا في أن تكون تجارتك التجارة التي لن تبور،
بالصيام والقيام والذكر والدعاء،
خصوصًا أن هذا الشهر فيه ما يزيد ربحك ويضاعفه عن بقية أيام العام،

واعلم أنك ماتخسر مع الله أبدا،
فإنه بكرمه يضاعف الحسنات ويغفر الزلات،
ولا تنس أن هذه التجارة {تنجيكم من عذاب أليم}
أكثِر مِن الدعاء الدال على اهتمامك بموسم رمضان.

واستعن بذكر الله، لأن الله قد أمر مَن يقاتل في سبيله أن يذكر الله كثيرًا، لأنه قوة في البدن قوة في الروح.

ومِن أخص هذا الذكر -وقت طلب العون- الإكثار مِن قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنه غاية في النفع لمن أراد التجارة مع الله.
أول التجارة مع الله (إظهار صدق طلب رضاه).

فمن كانت ذات زوج وأولاد، تُفكر في حديث (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه) وأنّي أفعل مايرضيك حتى أعتذر إليك عندما ألقاك أني عملت ما أستطيع في هذه المسؤولية.

ومن خفّت عليه المسؤوليات يقوم بما ينفع المسلمين، ويفكر أنه ما يريد بهذا إلا رضا الله، وهذا هو الاحتساب
مِن أذكار الصّباح والمساء ومِن دعوات المكروب:
«اللَّهمَّ رَحْمتَك أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَينٍ، وأصلِحْ لي شَأني كلَّه، لا إلهَ إلَّا أنتَ».

فأنت وحدك مَن أرجو رحمتك،
فلا تكلني إلى نفسي، ولا تكلني إلى رأيي، ولا تكلني إلى مالي.
رحمتك أنت أرجوها، أنت الغنيّ، أنت القادر، أنت القاهر، أنت الوليّ، أنت الكافي، أنت الوكيل ونعم الوكيل.

«وأصلِحْ لي شَأني كلَّه».
أنا مفتقرة إليك في كلّ شأني: شأني في ديني، شأني في دنياي، شأني في آخرتي، في بدني، في قلبي، في صلاتي، في أبنائي، في قراراتي «وأصلِحْ لي شَأني كلَّه».
في البخاري (يا نساء المسلمات، لا تحقرنّ جارة لجارتها ولو فِرْسِنَ شاة).

‏فرسن: هو عظم قليل اللحم.

‏قد يقع في نفس المرأة أن هذا الشيء قليل، لا يُجمّل أمام الناس، فترى أنه من الأفضل ألاّ تعطيهم.

‏وكلما زاد الناس تعقيدًا في هذه الأمور كلما قلت العطيات، إلى أن تنقطع العطيّة بين الجيران.
لا تجعل إيمانك بالكتاب وبالرسول وبلقاء الله مجرد معلومات وانتهى الأمر، بل صحح تفكيرك بهذا الإيمان.

مثلا تقرأ في القرآن مايصف علاقتك بالناس
{ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ }
هذه قاعدة واضحة تحكم علاقتك بالخلق.

إذًا عند الأذية فالأمر ابتلاء وفتنة،
وأيضا عند العطية هو ابتلاء وفتنة،
يقول الله لنا { أتصبرون }
يجب أن تكون هناك قوة ثقة في رب العالمين، وأنه لا يمكن أن أرفع يدي إليه ويردني صفرا.
لكن متى يأتي الفرج؟ ما شكل الفرج؟
هذا كله في حكمة الله،
فكما تؤمن أن بيده مفاتيح الفرج، تؤمن كذلك بحكمته، وأن هناك اختبارات، وأن كل هذه الآلام التي تشعر بها ستُحمد عليها غدا وسيكون لك بسببها مكانة.
(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)،
واعلم أن الشيطان لن يتركك: "لو لم تفعل كذا، لو ما أخذت كذا".
واعلم أن الاحتساب نور المؤمن، وأن كل ألم أو ظلم لا يضيع عند رب العالمين.
لا تخف، الدنيا ليست نهاية المطاف، بل هي مقطع مِن الحقيقة، ثم يأتي المقطع الثاني الذي يحول كل شيء إلى حسنات وسيئات.
السبعون ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، ما صفتهم؟

(وعلى ربهم يتوكلون).

هذه الكلمة سهلة على اللسان، أما في الحقيقة فهي قلب التوحيد.
مَن يحققها تكون عنده ثقة برب العالمين تفوق الثقة بالمرئي والمسموع، تفوق الثقة بما يراه بعينيه ويسمعه بأذنيه، تفوق الثقة بكل شيء محسوس.
مِن المفاهيم المهمة التي علينا أن نصحح التفكير فيها:
(ماهو الفوز؟ مَن الفائز؟)

في قصة أصحاب الأخدود بسورة البروج، تمكّن الظلمة مِن المؤمنين، ألقوهم في النار.
الصورة الظاهرية أن المنتصر هؤلاء الظلمة،
لكن الله يصف ماحصل {ذلك الفوز الكبير}،
ففي الحقيقة هُم مِن نار الدنيا إلى جنات النعيم.

فلذلك يقول الله -عزّ وجلّ- ﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
2024/05/03 09:39:30
Back to Top
HTML Embed Code: