Telegram Web Link
الثَّامِنَ عَشَرَ: إخْبَارُهُ تَعَالَى عَنْ نَفْسِهِ وَإِخْبَارُ رَسُولِهِ عَنْهُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ عِيَانًا جَهْرَةً كَرُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ وَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَاَلَّذِي تَفْهَمُهُ الْأُمَمُ عَلَى اخْتِلَافِ لُغَاتِهَا وَأَوْهَامِهَا مِنْ هَذِهِ الرُّؤْيَةِ رُؤْيَةَ الْمُقَابَلَةِ وَالْمُوَاجَهَةِ الَّتِي تَكُونُ بَيْنَ الرَّائِي وَالْمَرْئِيِّ فِيهَا مَسَافَةٌ مَحْدُودَةٌ غَيْرَ مُفْرِطَةٍ فِي الْبُعْدِ فَتَمْتَنِعُ الرُّؤْيَةُ وَلَا فِي الْقُرْبِ فَلَا تُمْكِنُ الرُّؤْيَةُ، لَا تَعْقِلُ الْأُمَمُ غَيْرَ هَذَا، فَإِمَّا أَنْ يَرَوْهُ سُبْحَانَهُ مِنْ تَحْتِهِمْ - تَعَالَى اللَّهُ - أَوْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَوْ مِنْ أَمَامِهِمْ أَوْ عَنْ أَيْمَانِهِمْ أَوْ عَنْ شَمَائِلِهِمْ أَوْ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَلَا بُدَّ مِنْ قِسْمٍ مِنْ هَذِهِ الْأَقْسَامِ إنْ كَانَتْ الرُّؤْيَةُ حَقًّا، وَكُلُّهَا بَاطِلٌ سِوَى رُؤْيَتِهِمْ لَهُ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا فِي حَدِيثِ جَابِرٍ الَّذِي فِي الْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ: "بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَإِذَا الْجَبَّارُ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ: (سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يس: 58] ثُمَّ يَتَوَارَى عَنْهُمْ، وَتَبْقَى رَحْمَتُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ فِي دِيَارِهِمْ" ، وَلَا يَتِمُّ إنْكَارُ الْفَوْقِيَّةِ إلَّا بِإِنْكَارِ الرُّؤْيَةِ، وَلِهَذَا طَرَدَ الْجَهْمِيَّةُ أَصْلَهُمْ وَصَرَّحُوا بِذَلِكَ، وَرَكَّبُوا النَّفِيَّيْنِ مَعًا، وَصَدَّقَ أَهْلُ السُّنَّةِ بِالْأَمْرَيْنِ مَعًا، وَأَقَرُّوا بِهِمَا، وَصَارَ مَنْ أَثْبَتَ الرُّؤْيَةَ وَنَفَى عُلُوَّ الرَّبِّ عَلَى خَلْقِهِ وَاسْتِوَاءَهُ عَلَى عَرْشِهِ مُذَبْذَبًا بَيْنَ ذَلِكَ، لَا إلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إلَى هَؤُلَاءِ.

فَهَذِهِ أَنْوَاعٌ مِنْ الْأَدِلَّةِ السَّمْعِيَّةِ الْمُحْكَمَةِ إذَا بُسِطَتْ أَفْرَادُهَا كَانَتْ أَلْفَ دَلِيلٍ عَلَى عُلُوِّ الرَّبِّ عَلَى خَلْقِهِ وَاسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ؛ فَتَرَكَ الْجَهْمِيَّةُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَرَدُّوهُ بِالْمُتَشَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) [الحديد: 4] وَرَدَّهُ زَعِيمُهُمْ الْمُتَأَخِّرُ بِقَوْلِهِ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص: 1] وَبِقَوْلِهِ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى: 11] ثُمَّ رَدُّوا تِلْكَ الْأَنْوَاعَ كُلَّهَا مُتَشَابِهَةً، فَسَلَّطُوا الْمُتَشَابِهَ عَلَى الْمُحْكَمِ وَرَدُّوهُ بِهِ، ثُمَّ رَدُّوا الْمُحْكَمَ مُتَشَابِهًا؛ فَتَارَةً يَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَى الْبَاطِلِ، وَتَارَةً يَدْفَعُونَ بِهِ الْحَقَّ، وَمَنْ لَهُ أَدْنَى بَصِيرَةً يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا شَيْءَ فِي النُّصُوصِ أَظْهَرُ وَلَا أَبْيَنُ دَلَالَةً مِنْ مَضْمُونِ هَذِهِ النُّصُوصِ؛ فَإِذَا كَانَتْ مُتَشَابِهَةً فَالشَّرِيعَةُ كُلُّهَا مُتَشَابِهَةٌ، وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مُحْكَمٌ أَلْبَتَّةَ، وَلَازِمٌ هَذَا الْقَوْلُ لُزُومًا لَا مَحِيدَ عَنْهُ إنَّ تَرْكَ النَّاسِ بِدُونِهَا خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ إنْزَالِهَا إلَيْهِمْ، فَإِنَّهَا أَوْهَمَتْهُمْ وَأَفْهَمَتْهُمْ غَيْرَ الْمُرَادِ، وَأَوْقَعَتْهُمْ فِي اعْتِقَادِ الْبَاطِلِ، وَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُمْ مَا هُوَ الْحَقُّ فِي نَفْسِهِ، بَلْ أُحِيلُوا فِيهِ عَلَى مَا يَسْتَخْرِجُونَهُ بِعُقُولِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ وَمُقَايَسِهِمْ، فَنَسْأَلُ اللَّهَ - مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى - أَنْ يُثَبِّتَ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِهِ وَمَا بَعَثَ بِهِ رَسُولَهُ مِنْ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَأَنْ لَا يَزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَانَا؛ إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ».

#إعلام_الموقعين عن رب العالمين (2/ 215 - 217)
لسماع الفائدة السابقة صوتيا 🔽🔽🔽
Audio
#فوائد_صوتية

أنواع أدلة علو الله على خلقه وَكَوْنِهِ فَوْقَ عِبَادِهِ

✍️ للإمام ابن القيم، من كتاب #إعلام_الموقعين عن رب العالمين.

🔽
https://www.tg-me.com/fawaedmnkoteb/8871
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#حديث_اليوم

عن عائشة؛ أن النبي ﷺ كان يقول في دعائه «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَشَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ».
[أخرجه مسلم ٢٧١٦]

#بعض_الفوائد
* يدخل تحت قوله ﷺ "شَرِّ مَا عَمِلْتُ":
- شر الذنوب والمعاصي نفسها.
- شر آثار الذنوب على القلب، وعلى الجوارح، وعلى الناس.
- شر الأعمال التي يظنها الإنسان خيراً وهي شر.
- شر التقصير في الطاعات.

* ويدخل تحت قوله ﷺ : "وَشَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ"
- شر الأعمال التي قد يعملها الإنسان في المستقبل.
- شر العجز والكسل عن فعل الخير.
- شر ما توسوس به النفس ولم يُفعَله الإنسان، فيكون في الدعاء استعاذة من هذه الخواطر السيئة ومن شر التفكير فيها.

- فهذا دعاء عظيم شامل يستوعب الاستعاذة من كل شرور الماضي والمستقبل، والفعل والترك. لا ينبغي الغفلة عنه.

https://www.tg-me.com/fawaedmnkoteb
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بخصوص قانون منع الفتوى

هل نأخذ الفتوى ممن ........ ؟
ينفي علو الله على خلقه ؟
وممن يهون من شأن الشرك الأكبر ؟
وممن يقول القرآن مخلوق، ولكن يمتنع القول بخلقه إلا في مقام التعليم ؟
وممن يبيح الربا ؟
وممن يجوز تهنئة الكفار في أعيادهم ؟ بل يشاركهم في ذلك ؟
وممن هم أولياء اليهود والنصارى في هذا الزمان ؟
وممن يرى عدم مشروعية ختان الإناث ؟
وممن يبيح بناء الكنائس في ديار الإسلام ؟
وممن يرى النقاب مباحًا، أو عادة ، وليس فرضا وشريعة ؟


فمن الذي يفعل هذه الأمور، وأضعافها ؟!
أليسوا هم الأزاهرة وأصحاب المناصب الرسمية (أو كثير منهم على الأقل)

فهل يريدون جعل الفتوى حصرا على هؤلاء الضلال ؟

فحسبنا الله ونعم الوكيل.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
▪️الكَفافِ والقَناعَةِ وغِنى النَّفْسِ

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَيسَ الغِنى عَن كَثرَةِ العَرَضِ، ولَكِنَّ الغِنى غِنى النَّفسِ». [رواه البخاري ومسلم]

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنهما؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «قَد أفلَحَ مَن أسلَمَ، ورُزِقَ كَفافًا، وقَنَّعَهُ اللهُ بِما آتاهُ». [رواه مسلم]
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ذكر الشيخ السعدي رحمه الله من فوائد قصة موسى مع الخضر في سورة الكهف:

«أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله وجعلها على يد هذا العبد الصالح، ليستدل العباد بذلك على ألطافه في أقضيته، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا، وهي صلاح دينه، كما في قضية الغلام، أو وهي صلاح دنياه كما في قضية السفينة، فأراهم نموذجا من لطفه وكرمه، ليعرفوا ويرضوا غاية الرضا بأقداره المكروهة».

#سورة_الكهف
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#حديث_اليوم

عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه؛ أنَّ ناسًا مِن الأَنصارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ ﷺ فَأَعطاهُم، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعطاهُم، حَتّى إذا نَفِدَ ما عِندَهُ، قالَ: «ما يَكُن عِندِي مِن خَيرٍ فَلَن أدَّخِرَهُ عَنكُم، ومَن يَستَعفِف يُعِفَّهُ اللهُ، ومَن يَستَغنِ يُغنِهِ اللهُ، ومَن يَصبِر يُصَبِّرهُ اللهُ، وما أُعطِيَ أحَدٌ مِن عَطاءٍ خَيرٌ وأَوسَعُ مِن الصَّبرِ».
[أخرجه البخاري ومسلم]
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال بعض السلف:
«كل نعيم زائل إِلَّا نعيم أهل الْجنَّة، وكل هم مُنْقَطع إِلَّا هم أهل النَّار»
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال الشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله تعالى:

(فائدة) الأسباب الجالية لمحبة الله لعبده المؤمن نذكر ما تيسر منها إن شاء الله:

(١) قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه والتفطن لمراد الله منه.
(٢) الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى عباد الله، قال الله تعالى: ﴿والله يحب المحسنين﴾ [آل عمران: ١٣٤] .
(٣) التقوى، قال الله تعالى: ﴿والله يحب المتقين﴾ .
(٤) طهارة الباطن والظاهر، قال الله تعالى: ﴿والله يحب المطهرين﴾ [التوبة: ١٠٨].

(٥) التقرب إلى الله بالنوافل بعد أداء الفرائض فإنها توصل إلى محبة الله لعبده كما في الحديث:
«وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ». الحديث.

(٦) دوام ذكر الله على كل حال في كل مكان إلا في المحلات المستقذرة كالخلاء ونحوه ويكون ذلك باللسان والقلب والعمل.
(٧) إيثار محبة على محابه عند غلبات الهوى.
(٨) مطالعة القلب لأسمائه وصفاته وأفعاله ومشاهدتها وتقلبه في رياض
هذه المعرفة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.
(٩) مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة.
(١٠) إنكسار القلب بين يديه والتضرع والتذلل له وإظهار الافتقار إليه وإظهارالعجز والمسكنة والتلهف إلى رحمته ورأفته ولطفه.
(١١) مجالسة التالين للقرآن العاملين به والذاكرين الله كثيرا.
(١٢) القتال في سبيل الله، قال تعالى: ﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص﴾ [الصف: ٤] .
(١٣) إتباع النبي ﷺ قال الله جل وعلا: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾ [آل عمران: ٣١] .
(١٤) الصبر، قال تعالى: ﴿والله يحب الصابرين﴾ [آل عمران: ١٤٦] .
(١٥) الخلوة به سبحانه وقت النزول الإلهي أي وقت التجلي الإلهي، وهو في الاسحار قبل الفجر لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والقالب بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
(١٦) مباعدة العوائق والحوائل وكل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
- قال رجل لطاوس: أوصني.
قال: أوصيك أن تحب الله حباً حتى لا يكون شيء أحب إليك منه، وخفه خوفاً حتى لا يكون شيء أخوف إليك منه، وارجُ الله رجاءً يحول بينك وبين ذلك الخوف، وارضَ للناس ما ترضى لنفسك.

اللهم يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض نسألك أن توفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا وأحسن عاقبتنا وأكرم مثوانا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.

مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار ١/‏٣٣ — عبد العزيز السلمان (ت ١٤٢٢)


https://www.tg-me.com/fawaedmnkoteb
2025/07/09 23:52:08
Back to Top
HTML Embed Code: