https://youtu.be/UonYL5rWw3A?si=y5k9jc4-1Z-CVqoz

وهكذا حصل مع الشاعر (أمل دنقل) حين أُدخل إلى غرفة العمليات في آخر حياته، فبينما هو على النقالة في طريقه إلى العملية إذا به يقول: لا إله إلا الله! ذكرت ذلك زوجته عبلة الرويني في مذكراتها، فقالت له: "أفشتك وانت بتآمن بربنا".
فرد عليها: أخاف ألَّا أخرج من هذه العملية!

حال أولئك المبتعدين عن الصراط محزن، مملوء بالبؤس والشقاء والصراع الداخلي والتناقض.

فيا ربي لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد. توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين. آمين.

لا تحرم نفسك من الدعاء بما توده من أمورك الدينية التي عجزت عنها، فإذا كنت مثلاً مقصراً في تلاوة القرآن تدعو الله بأن يرزقك تلاوة ورد قرآني، وإذا كنت عاجزاً عن تدبر القرآن تدعو الله أن يفهمك ويعلمك معاني القرآن وأن يعينك على تدبره، وإذا كنت مقصراً في ذكر الله تدعو الله أن يجعلك من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وهكذا… لا تكتفِ بمجاهدتك في الطاعات، لا بد من سؤال العون من الله تعالى، وهذا مستفاد من قوله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين".

والموفق من يُلهم الدعاء، وكان عمر رضي الله عنه يحمل همّ الدعاء.

العيش مع القرآن

قال المزني: كان الشافعي إذا دخل شهر ‌رمضان يقوم الليل يصلي، فإذا مرَّت به آية تصلح لباب من أبواب الفقه يرجع ويسلم، ويُسْرِجُ السّراج ويثبتها، ثم يطفئ السراج ويعود إلى الصلاة، ثم يفعل ذلك في الليل مراراً كثيرة.

مناقب الشافعي للبيهقي ٢٤٤/١

(الإعلام) القائم على (الإثارة) ينشغل بتكثيف الصورة حول قوة العدو، لكنه لا يحشد (العقول) للتفكير في المخرج الجيد من الأزمات.
أليس كذلك؟

هكذا وصفوا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، نقله ابن إسحاق عنهم في السيرة ٣٥٦/٣

يتنامى الحديث عن التأثير السلبي الناتج عن التعامل السيء مع الطفل، وأنه يشوه شخصيته في الكبر، وهناك طرفان ووسط في الموضوع، فالتربية الغربية (التي تسمى: الحديثة) ترى أن التأثر السلبي بمواقف الطفولة حتمي ولا بد من ظهور انحرافات في الشخصية في سن الشباب وما بعده.
وهناك من يرى أنه لا أثر لهذا على هذا.

والوسط في المسألة: أن الطفولة مؤثرة على الكبر، وأن المواقف السلبية تؤثر سلباً، ولكن ذلك يمكن تلافيه وإصلاحه بالتربية الإسلامية، فإنها قادرة على تصحيح الأخطاء وتقويم المسار، وما كان الله ليكلف الناس إذا كبروا بما لا يطيقون، ولا ليؤاخذهم بما لا يملكون، ولذلك يؤاخذ البالغ بجنايته، وتكتب أعماله ويجري عليه قلم التكليف، بغض النظر عن عُقده وإشكالاته النفسيه، ما دام عاقلاً، إذ العقل مناط التكليف؛ كما هو مقرر في الأصول.

وهنا يتوجب على مجتمعات المسلمين العناية بأمرين:
أولهما: التربية الرشيدة للأطفال وتأهيل الأمهات تحديداً ليقوموا بهذه المهمة العظيمة.
ثانيهما: تشييد وتطوير المحاضن التربوية المتنوعة، لتساهم في تربية النشء والشباب تربية راشدة صالحة. لتقوم بالأدوار الناقصة وتحسن من بناء الشخصيات وإنتاج أجيال راشدة متزنة معتدلة.

فإذا اعتنينا بهذين الأمرين لم نعد بحاجة إلى علاج نفسي لتشوهات الطفولة. والله أعلم.

﴿كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ۝ فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون﴾ [البقرة: 151-152].

السعدي:
﴿واشكروا لي﴾؛ أي: على ما أنعمت عليكم بهذه النعم ودفعت عنكم صنوف النقم، والشكر يكون بالقلب إقراراً بالنعم واعترافاً، وباللسان ذكراً وثناءً، وبالجوارح طاعةً لله وانقياداً لأمره واجتناباً لنهيه، فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة وزيادة في النعم المفقودة، قال تعالى: ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾. وفي الإتيان بالأمر بالشكر بعد النعم الدينية من العلم وتزكية الأخلاق والتوفيق للأعمال بيان أنها أكبر النعم، بل هي النعم الحقيقية التي تدوم إذا زال غيرها، وإنه ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل أن يشكروا الله على ذلك ليزيدهم من فضله وليندفع عنهم الإعجاب فيشتغلوا بالشكر.

حيلة نفسية

الذي يعتاد تصوير يومياته وينشرها، قد لا يراها اكتملت مشاعرها إلا برؤية الناس لها وإعجابهم بها، ففي الحقيقة أن هذا الإعجاب هو مصدر سعادته، وليست المواقف التي هو فيها.

عُقد نفسية وارتهان السعادة لتقييم الآخرين وغباء في نمط الحياة.

سمت الطالب في مجلس العلم الشرعي: الأدب، وتبجيل المعلم.

﴿فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى﴾.

﴿فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ۝ وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون﴾ [القصص: ٧٩-٨٠].


كم من القارونات الصغيرة في هذا العصر، التي تتباهى بزينتها وأموالها عبر شبكات التواصل؟ بيوت باذخة، سيارات فارهة، مجوهرات وحلي وأثاث وسفريات… إلى آخره.

وكم من مريدي الدنيا من هو مفتون بتلك القارونات متعلق قلبه بالأموال والزينة؟ يتابعهم ويترقب يومياتهم..

وأين "الذين أوتوا العلم" من تحذير الناس من الافتتان بدنيا غيرهم؟

آيتان تضعنا على المحك! جميعنا.

لزائري معرض الشارقة:

كُتب العبد الفقير هنا

فقه الذنوب والعقوبات

من أجلّ أنواع الفقه، ومن ألصقها بحياة المسلم، ومن أهمها في إصلاح المجتمعات.

وهو بحاجة إلى بيان وشرح ونشر وتأليف ولقاءات وخطب جمعة.

ومن سمت نفسه لتعلّم هذا الفقه فعليه بالثلاثة الكبار: ابن تيمية،وابن القيم، وابن رجب رحمهم الله. فقد اعتنوا بعذا الفقه ومحصوا فيه أقوال السلف وأعملوا أدلة الكتاب والسنة.

وهو فقه يستحق أن تجرى له الحوارات وتفتتح له القنوات والملتقيات.

‏انظر إلى هذه الجملة العظيمة من ابن القيم، يقول رحمه الله:

"ولا ريب أن الله يسامح عبده المرة والمرتين والثلاث، وإنما يُخاف العنت على من اتخذ الذنب عادته، وتكرر منه مراراً كثيرة، وفي ذلك آثار سلفية، والاعتبار بالواقع يدل على هذا".
مدارج ٤٨٨/١

ثم نتساءل: ما بنا؟!