Telegram Web Link
• أركان الوضوء وفروضه وسننه •

أركان الوضوء وفروضه ستة وهي :

١- غسل الوجه - والفم والأنف منه .
٢- غسل اليدين إلى المرفقين .
٣- مسح الرأس .
٤- غسل الرجلين إلى الكعبين .
٥- الترتيب بين أعضاء الوضوء .
٥- الموالاة بينها . ( أي متابعة غسل الأعضاء بلا فاصل زمني طويل بينها ) .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) . [المائدة/٦] .
انظر : "الروض المربع مع حاشية ابن قاسم " (١/١٨١-١٨٨) .

❍ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" المراد بفروض الوُضُوء هنا أركانُ الوُضُوء.
وبهذا نعرف أن العُلماء ـ رحمهم الله ـ قد ينوِّعون العبارات، ويجعلون الفروضَ أركاناً، والأركان فروضاً " انتهى من "الشرح الممتع" (١/ ١٨٣) .

فواجبات الوضوء هي أركانه ، وهي فرائضه ، وهي ما يتكون منها الوضوء ولا يوجد إلا بها .
أما التسمية على الوضوء : فذهب الإمام أحمد إلى وجوبها .
وذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة من سنن الوضوء وليست واجبة .

وأما سنن الوضوء فكثيرة متعددة ،
❍ قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
سنن الوضوء هي:
أولاً: السواك ، ومحله عند المضمضة ؛ ليحصل به والمضمضة تنظيف الفم لاستقبال العبادة والتهيؤ لتلاوة القرآن ومناجاة الله عز وجل .

ثانياً: غسل الكفين ثلاثا في أول الوضوء قبل غسل الوجه ؛ لورود الأحاديث به ، ولأن اليدين آلة نقل الماء إلى الأعضاء ؛ ففي غسلهما احتياط لجميع الوضوء .

ثالثا: البداءة بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه ؛ لورود البداءة بهما في الأحاديث ، ويبالغ فيها إن كان غير صائم .
ومعنى المبالغة في المضمضة : إدارة الماء في جميع فمه، وفي الاستنشاق: جذب الماء إلى أقصى أنفه .

رابعا: تخليل اللحية الكثيفة بالماء حتى يبلغ داخلها، وتخليل أصابع اليدين والرجلين .

خامسا: التيامن، وهو البدء باليمنى من اليدين والرجلين قبل اليسرى .

سادسا: الزيادة على الغسلة الواحدة إلى ثلاث غسلات في غسل الوجه واليدين والرجلين " .
انتهى من "الملخص الفقهي" (١/ ٤٤-٤٥) .

ومن السنن أيضا : مسح الأذنين عند جمهور العلماء ، وذهب الإمام أحمد إلى وجوب مسحهما .
ويستحب أن يقول بعد الوضوء : ( أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ) .

https://www.tg-me.com/alislamea
• نواقض الوضوء •

نواقض الوضوء هي :
١- الخارج من السبيلين ( كالبول والغائط والريح والمذي والمني، مع وجوب الغسل للطهارة عند خروج المني، وغسل ما أصاب الثوب والبدن عن خروج المذي ) إلا خروج الريح من قُبل المرأة فإنه لا ينقض الوضوء .

٢- خروج البول والغائط من غير مخرجهما .

٣- زوال العقل ، ويكون إما بزواله بالكلية ، وهو رفع العقل وذلك بالجنون ، أو تغطيته بسبب يوجب ذلك لمدة معيّنة كالنوم والإغماء والسكر وما أشبه ذلك .

٤- مس الذَّكَر ، لحديث بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول : ( من مسّ ذكره فليتوضأ ) رواه أبو داود ( الطهارة/١٥٤ ) قال الألباني في صحيح سنن أبي داود صحيح برقم (١٦٦) .

٥- أكل لحم الإبل ، لحديث جابر بن سمرة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم  : ( أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم . ) رواه مسلم ( الحيض/٥٣٩) ومما ينبغي التنبيه عليه أن مس جسم المرأة لا ينقض الوضوء سواء كان بشهوة أو بغير شهوة ، إلا إذا خرج شيء نتيجة لهذا اللمس .
ويراجع كتاب الشرح الممتع لابن عثيمين (ج/١ ص/٢١٩-٢٥٠) .

https://www.tg-me.com/alislamea
• صفة الوضوء •

الوضوء له صفتان :
الأولى : صفة واجبة : وهي :

أولاً : غسل الوجه بالكامل مرّة، ومنه المضمضة والاستنشاق .

ثانياً : غسل اليدين إلى المرفقين مرّة واحدة .

ثالثاً : مسح الرأس كله ومنه الأذنان .

رابعا : غسل الرجلين مع الكعبين مرّة واحدة، والمراد بالمرّة في كلِّ ما سبق أن يستوعب جميع العضو بالغسل .

خامسا : الترتيب، بأن يغسل الوجه أولا ثم اليدين ثم يمسح الرأس ثم يغسل رجليه،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم رتَّب الوضوء على هذه الكيفية .

سادساً : الموالاة، وهي أن يكون غسل الأعضاء المذكورة متوالياً بحيث لا يفصل بين غسل عضو وغسل العضو الذي قبله بفترة زمنية طويلة عرفاً، بل يتابع غسل لأعضاء الواحد تلو الآخر .

فهذه فروض الوضوء التي لابد منها حتى يكون الوضوء صحيحاً،
والدليل على هذه الفروض ، قول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ  مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) . [المائدة/٦] .

الصفة الثانية : صفة مستحبة : وهي التي وردت في سنّة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتفصيلها كما يلي :

١- أن ينوي الإنسان الطهارة ورفع الحدث، ولا يتلفظ بالنيّة، لأنّ محلها القلب . وكذا سائر العبادات .

٢- يقول بسم الله .

٣- ثم يغسل كفيه ثلاث مرات .

٤- ثم يتمضمض ثلاث مرات، ( والمضمضة هي إدارة الماء في الفم ) ويستنشق ثلاث مرات وينثر الماء من أنفه بيساره، والاستنشاق هو إيصال الماء إلى داخل الأنف، والاستنثار هو إخراجه من الأنف .

٥- يغسل وجهه ثلاث مرات، وحد الوجه من منابت شعر الرأس المعتاد إلى ما انحدر من اللحيين والذقن، طولاً، ومن حدّ الأذن اليمنى إلى حد الأذن اليسرى عرضا، والرجل يغسل شعر لحيته لأنه من الوجه، فإن كانت خفيفة وجب غسل ظاهرها وباطنها، وإن كانت كثيفة أي ساترة للجلد، غسل ظاهرها فقط وخللها .

٦- ثم يغسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات ، وحَدُّ اليد من رؤوس الأصابع مع الأظافر إلى أول العضد، ولا بد أن يزيل ما علق باليد قبل الغسل من عجين أو طين، وصبغ ونحوه مما يمنع وصول الماء إلى البشرة .

٧- ثم بعد ذلك يمسح رأسه وأذنيه مرة واحدة بماء جديد غير البلل الباقي من غسل يديه، وصفة مسح الرأس أن يضع يديه مبلولتين بالماء على مقدم رأسه ويمرُّهما إلى قفاه ثم يردهما إلى الموضع الذي بدأ منه، ثم يدخل أصبعيه السبابتين في خرقي أذنيه، ويمسح ظاهرهما بإبهاميه . وبالنسبة لشعر المرأة فإنها تمسح عليه سواء كان نازلا أو ملفوفا من مقدَّم الرأس إلى منابت شعرها على الرقبة ، ولا يجب مسح ما طال من شعرها على ظهرها .

٨- ثم يغسل رجليه ثلاث مرات إلى الكعبين ، والكعبان هما العظمان الناتئان في أسفل الساق .

والدليل على ذلك ما تقدّم من حديث حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " . رواه مسلم ( الطهارة /٣٣١) .

أما شروط الوضوء فهي : الإسلام والعقل والتمييز والنية، فلا يصح الوضوء من كافر، ولا من مجنون، ولا من صغير لا يميزه، ولا من لم ينو الوضوء بأن نوى التبرد مثلا، ويشترط أن يكون الماء طهوراً فالماء النجس لا يصح به الوضوء، ويشترط كذلك إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الجلد والأظافر كالمناكير التي تضعها المرأة على أظافرها .

والتسمية مشروعة عند جماهير العلماء، وهم مختلفون هل هي واجبة أو سنة، وينبغي لمن ذكرها في أول الوضوء أو في أثنائه أن يقولها .

ولا اختلاف في صفة الوضوء بين كل من الرجل والمرأة .

https://www.tg-me.com/alislamea
• ما يقال بعد الوضوء •

وأما ما يقال بعده : فقد وردت فيه عدة أحاديث .
ومجموع ما ورد أنه يقول :
( أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ) .

روى مسلم (٢٣٤) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، إِلا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ) . رواه مسلم (٢٣٤) .

زاد الترمذي (٥٥) : ( اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ ) .

وهذه الزيادة ضعفها الحافظ ابن حجر رحمه الله ، فإنه قال : " هذه الزيادة التي عند الترمذي لم تثبت في هذا الحديث " انتهى من "الفتوحات الربانية" (٢/١٩) .
وقد صححها الألباني في صحيح الترمذي . وجزم ابن القيم في "زاد المعاد" بثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما ( سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ) .‏

فقد رواه النسائي في " عمل اليوم والليلة" والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . وقد اختلف الرواة هل الحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي سعيد رضي الله عنه ؟

❍ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" والسند صحيح بلا ريب ، إنما اختلف في رفع المتن ووقفه ، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأكثر والأحفظ ، فلذا حكم عليه بالخطأ ، وأما على طريق الشيخ المصنف (يعني النووي) تبعاً لابن الصلاح وغيرهم فالرفع عندهم مقدم لما مع الرافع من زيادة العلم ، وعلى تقدير العمل بالطريقة الأخرى فهذا مما لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع " انتهى من "الفتوحات الربانية" (٢/٢١) . وقد صححه الألباني في "صحيح الترغيب" (٢٢٥) و"السلسلة الصحيحة" (٢٣٣٣) .

https://www.tg-me.com/alislamea
• شرح معنى سد الذرائع في الإسلام •

أولاً :
الذرائع جمع ذريعة ، وهي في اللغة : الوسيلة إلى الشيء . 
ويقصد بها في اصطلاح الفقهاء والأصوليين : ما كان ظاهره الإباحة ، لكنه يفضي ويؤول إلى المفسدة أو الوقوع في الحرام .
❍ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَالذَّرِيعَةُ : مَا كَانَ وَسِيلَةً وَطَرِيقًا إلَى الشَّيْءِ ، لَكِنْ صَارَتْ فِي عُرْفِ الْفُقَهَاءِ : عِبَارَةً عَمَّا أَفَضْت إلَى فِعْلٍ مُحَرَّمٍ ، وَلَوْ تَجَرَّدَتْ عَنْ ذَلِكَ الْإِفْضَاءِ : لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَفْسَدَةٌ . 
وَلِهَذَا قِيلَ : الذَّرِيعَةُ الْفِعْلُ الَّذِي ظَاهِرُهُ أَنَّهُ مُبَاحٌ ، وَهُوَ وَسِيلَةٌ إلَى فِعْلِ الْمُحَرَّمِ " .
انتهى من " الفتاوى الكبرى " لابن تيمية (٦/١٧٢) .

❍ وقال الشاطبي رحمه الله :
" حَقِيقَتَهَا : التَّوَسُّلُ بِمَا هُوَ مَصْلَحَةٌ ، إِلَى مَفْسَدَةٍ " انتهى من " الموافقات " (٥/١٨٣) .

وعليه ، فالمقصود بقولهم : " سد الذرائع " ، أي : سد الطرق المؤدية إلى الفساد ، وقطع الأسباب الموصلة إليه ، وحسم مادة الفساد ، من أصلها . 
❍ قال القرافي رحمه الله :
" سَدُّ الذَّرَائِعِ ، وَمَعْنَاهُ : حَسْمُ مَادَّةِ وَسَائِلِ الْفَسَادِ ؛ دَفْعًا لَهَا ، فَمَتَى كَانَ الْفِعْلُ السَّالِمُ عَنْ الْمَفْسَدَةِ ، وَسِيلَةً لِلْمَفْسَدَةِ : مَنَعَ الإمام مَالِكٌ مِنْ ذَلِكَ الْفِعْلِ " انتهى من " الفروق " (٢/٣٢) . 

ثانياً :
دل على العمل بقاعدة : " سد الذرائع " أدلة من الكتاب ، والسنة .
وممن أطال في ذكر تلك الأدلة : شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتليمذه ابن القيم رحمهما الله ، بل عدّ ابن القيم رحمه الله باب : " سد الذرائع " : ربع الدين .

فمن تلك الأدلة :
١. قوله تعالى : ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ) . [النور / ٣١] ، فمنع النساء من الضرب بالأرجل ، وإن كان جائزا في نفسه ؛ لئلا يكون سبباً إلى سماع الرجال صوت الخلخال ، فيثير ذلك دواعي الشهوة لديهم .

٢. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكف عن قتل المنافقين ، مع كونه مصلحة ؛ لئلا يكون ذريعة إلى تنفير الناس عنه ، وقولهم : إن محمدا يقتل أصحابه ، فإن هذا القول يوجب النفور عن الإسلام ، ممن دخل فيه ، ومن لم يدخل فيه ، ومفسدة التنفير أكبر من مفسدة ترك قتلهم ، ومصلحة التأليف أعظم من مصلحة القتل .

وللاطلاع على غير ذلك من الأدلة ، ينظر : " الفتاوى الكبرى " لابن تيمية (٦/١٧٤ - ١٨٠) ، و" إعلام الموقعين " لابن القيم (٣/١٢٦) ، فقد ذكرا رحمهما الله من الشواهد والنصوص ما يدل على اعتبار قاعدة : " سد الذرائع " . 

هذا ، وقد اتفق العلماء رحمهم الله على العمل بقاعدة : " سد الذرائع " ، في الجملة .
❍ قال الشيخ مصطفى مخدوم حفظه الله : 
" وبتحرير محل الخلاف يتضح لنا : أن أصل سد الذرائع متفق عليه ، ومعمول به في الجملة ، وإنما وقع الخلاف في بعض أنواعه ، وفي بعض الفروع الفقهية التي تتفاوت فيها قوة وقوع المفسدة ، وظهور القصد إليها .

❍ قال الإمام القرافي رحمه الله : " فليس سد الذرائع خاصاً بمالك رحمه الله ، بل قال بها هو أكثر من غيره ، وأصل سدها مجمع عليه " . 
وقال أيضاً : " وإنما النزاع في ذرائع خاصة ، وهي بيوع الآجال ونحوها " .
ثالثاً :
الذرائع من جهة ما يجب سده ، وما لا يجب سده ، قد قسمها أهل العلم رحمهم الله ، إلى ثلاثة أقسام .

❍ قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
" وَقد تقرر فِي الْأُصُول ، أَن الذرائع ثَلَاثَة أَقسَام : وَاسِطَة وطرفان .
١. طرف يجب سَده إِجْمَاعًا ، كسب الْأَصْنَام إِذا كَانَ عابدوها يسبون الله مجازاة على سبّ أصنامهم ؛ فسب الْأَصْنَام فِي حد ذَاته مُبَاح ، فَإِذا كَانَ ذَرِيعَة لسب الله : مُنِع بِنَصّ قَوْله تَعَالَى : ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ، وكحفر الْآبَار فِي طَرِيق الْمُسلمين ؛ فإنه ذَرِيعَة لترديهم فِيهَا .

٢. وطرف لَا يجب سَده إِجْمَاعًا ، وَهُوَ مَا كَانَت الْمفْسدَة فِيهِ تعارضها مصلحَة عظمى أرجح مِنْهَا ؛ كغرس شجر الْعِنَب ، فإنه ذَرِيعَة إِلَى عصر الْخمر مِنْهُ ، وعصرها ذَرِيعَة لشربها ، إِلَّا أَن مصلحَة انْتِفَاع الْأمة بالعنب وَالزَّبِيب فِي أقطار الدُّنْيَا : أرجح من مفْسدَة عصر بعض الْأَفْرَاد للخمر مِنْهَا . فقد أجمع الْمُسلمُونَ على جَوَاز غرس شجر الْعِنَب ، إِلْغَاءً للمفسدة المرجوحة بِالْمَصْلَحَةِ الراجحة ... .

٣. وواسطة هِيَ مَحل الْخلاف بَين الْعلمَاء ، كالبيوع الَّتِي يسميها الْمَالِكِيَّة : بُيُوع الْآجَال ، ويسميها الْحَنَابِلَة وَالشَّافِعِيَّة : بيع الْعينَة ، كَأَن يَبِيع سلْعَة بِثمن إِلَى أجل ، ثمَّ يَشْتَرِيهَا بِعَينهَا بِثمن أَكثر من الأول ، لأجلٍ أبعد من الأول . فكلتا البيعتين فِي حد ذَاتهَا يظْهر أَنَّهَا جَائِزَة ، لِأَنَّهَا بيع سلْعَة بِثمن إِلَى أجل مَعْلُوم ، وَمن هُنَا قَالَ الشَّافِعِي وَزيد بن أَرقم بِجَوَاز ذَلِك .
وَلكنه يحْتَمل أَن يكون ذَلِك ذَرِيعَة للربا ؛ لِأَن السّلْعَة الْخَارِجَة من الْيَد ، العائدة إِلَيْهَا : ملغاة ، فيؤول الْأَمر إِلَى أَنه عِنْد الْأَجَل الأول : دفع نَقْدا وَأخذ عِنْد الْأَجَل الثَّانِي أَكثر مِنْهُ ؛ وَهَذَا عين الرِّبَا . كَمَا أنكرته عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا على زيد بن أَرقم ، وبالمنع قَالَ مَالك وَأَصْحَابه وَأحمد وَأكْثر أَصْحَابه " انتهى من " منهج التشريع الإسلامي وحكمته " للشيخ الشنقيطي (ص/٢٧-٢٨) .
وينظر – أيضاً – " الفروق " للقرافي رحمه الله (٢/٣٢) ، فقد ذكر تلك الأقسام التي ذكرها الشيخ الشنقيطي رحمه الله .

❍ وقال الشاطبي رحمه الله : 
" وَهُوَ مَا يَكُونُ أَدَاؤُهُ إِلَى الْمَفْسَدَةِ نَادِرًا ؛ فَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ مِنَ الْإِذْنِ ، لِأَنَّ الْمَصْلَحَةَ إِذَا كَانَتْ غَالِبَةً ؛ فَلَا اعْتِبَارَ بِالنُّدُورِ فِي انْخِرَامِهَا ، إِذْ لَا تُوجَدُ فِي الْعَادَةِ مَصْلَحَةٌ عَرِيَّةٌ عَنِ الْمَفْسَدَةِ جُمْلَةً ؛ إِلَّا أَنَّ الشَّارِعَ إِنَّمَا اعْتَبَرَ فِي مَجَارِي الشَّرْعِ غَلَبَةَ الْمَصْلَحَةِ ، وَلَمْ يَعْتَبِرْ نَدُورَ الْمَفْسَدَةِ؛ إِجْرَاءً لِلشَّرْعِيَّاتِ مَجْرَى الْعَادِيَّاتِ فِي الْوُجُودِ " انتهى من " الموافقات " (٣/٦٨) .

❍ وقال شيخ الإسلام رحمه الله :
" الذَّرِيعَةَ إلَى الْفَسَادِ يَجِبُ سَدُّهَا ، إذَا لَمْ يُعَارِضْهَا مَصْلَحَةٌ رَاجِحَةٌ ، وَلِهَذَا كَانَ النَّظَرُ الَّذِي يُفْضِي إلَى الْفِتْنَةِ مُحَرَّمًا ، إلَّا إذَا كَانَ لِمَصْلَحَةٍ رَاجِحَةٍ ، مِثْلُ نَظَرِ الْخَاطِبِ ، وَالطَّبِيبِ ، وَغَيْرِهِمَا ، فَإِنَّهُ يُبَاحُ النَّظَرُ لِلْحَاجَةِ ، لَكِنْ مَعَ عَدَمِ الشَّهْوَةِ " .
انتهى من " الفتاوى الكبرى " (١/٢٨٧) . 

https://www.tg-me.com/alislamea
• الألوان المستحبة والمكروهة والمحرمة في ثياب الرجال والنساء •

أولاً لا بد لنا من إيضاح أمر مهم وهو أن الأصل في ألوان اللباس الذي يلبسه الرجال والنساء الإباحة إلا إذا ورد النص الشرعي بالنهي عن لون معين بالنسبة للرجل أو المرأة . وقد جاءت نصوص الشريعة بلبس ألوان معينة وبالنهي عن ألوان معينة فمن ذلك ما يلي : 

اللون الأسود :
عن أم خالد بنت خالد أنها قالت : أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال : من ترون أن نكسو هذه ؟ فسكت القوم . فقال ائتُوني بأم خالد فأتي بها تُحمل فأخذ الخميصة بيده فألبسها وقال : أبلي وأخلقي . وكان فيها علم أخضر أو أصفر فقال يا أم خالد هذا سناه ، وسناه بالحبشية . رواه البخاري .

ومعنى أبلي وأخلقي هو دعاء بطول البقاء للمخاطب أي : أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلَق .

وعن جابر رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء . رواه مسلم .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : صنعت لرسول الله بردة سوداء فلبسها فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها وكانت تعجبه الريح الطيبة . رواه أبو داود وقال الحاكم (٤/١٨٨) : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
❍ وقال صاحب عون المعبود (١١/١٢٦) : والحديث يدل على مشروعية لبس السواد وأنه لا كراهة فيه .ا.هـ.
فاللون الأسود مباح للنساء والرجال على حد سواء .

ومن البدع الباطلة المتعلّقة بهذا اللون : تعمّد لبسه عند المصائب وفيه تشبّه بالنّصارى أيضا ،
❍ قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (فتاوى إسلامية ٣/٣١٣) : لبس السواد عند المصائب شعار باطل لا أصل له والإنسان عند المصيبة ينبغي أن يفعل ما جاء به الشرع فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها . لأنه إذا قال ذلك بإيمان واحتساب فإن الله يأجره على ذلك ويبدله بخير منها .ا.هـ.
❍ وقال أيضا : تخصيص لباس معين للتعزية من البدع فيما نرى ولأنه قد ينبئ عن تسخط الإنسان على قدر الله ...ا.هـ.

اللون الأبيض :
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ …الحديث . رواه البخاري في صحيحه وقال : باب الثياب البيض .
وروى البخاري عن سعد قال : رأيت بشمال النبي صلى الله عليه وسلم ويمينه رجلين عليهما ثياب بيض يوم أحد ما رأيتهما قبل ولا بعد .
❍ وهذان الرجلان هما جبريل وميكائيل كما ذكر ذلك الحافظ بن حجر في الفتح (١٠/٢٩٥) .

واللون الأبيض من الثياب التي يستحب أن يلبسها الأحياء ويكفن فيه الأموات كما جاء في حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الْبسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم " رواه ابوداود والترمذي وصححه الألباني في أحكام الجنائز (ص٨٢) .
وكذلك يستحب البياض في ثياب الإحرام للرجل وهي إزار ورداء .
اللون الأخضر :
عن أبي رِمْثةَ رضي الله عنه، قال: (رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعليه بُردانِ أخضَرانِ) . رواه أبو داود (٤٠٦٥)، والتِّرمذي (٢٨١٢)، والنَّسائيُّ (١٥٧٢) .
وعن عِكرمةَ: (أنَّ رِفاعةَ طَلَّقَ امرأتَه، فتزوَّجَها عبدُ الرَّحمنِ بنُ الزَّبَيرِ القُرَظيُّ، قالت عائشةُ: وعليها خِمارٌ أخضَرُ...) . رواه البُخاريُّ (٥٨٢٥) .

اللون الأصفر :
عن جُنْدَبِ بنِ عبدِ اللهِ البَجَليِّ، أنَّه بعث إلى عَسْعَس بنِ سَلامةَ زمَنَ فِتنةِ ابنِ الزُّبَيرِ، فقال: (اجمَعْ لي نفرًا مِن إخوانِك حتى أحَدِّثَهم، فبَعَث رسولًا إليهم، فلمَّا اجتمعوا جاء جُنْدَبٌ وعليه بُرْنُسٌ أصفَرُ...) . رواه مُسْلِم (٩٧) .

وعن أمِّ خالدٍ رضي الله عنها، قالت: (أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معَ أبي وعليَّ قَميصٌ أصفَرُ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سَنَهْ سَنَهْ- قال عبدُ اللهِ: وهي بالحبشِيَّةِ: حسنَةٌ-... الحديث) . رواه البُخاريُّ (٥٩٩٣) .

اللون الأحمر :
لقد جاء النهي عن لبس اللون الأحمر الخالص بالنسبة للرجال دون النساء لحديث ابن عمر " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المفدّم " . رواه الإمام أحمد وابن ماجة (٣٥٩١) .

والمفدّم : هو المشبع بالعصفر ، وفي حاشية السندي على سنن النسائي : المفدم : المشبع بالحمرة .

❍ وعن عمر أنه كان إذا رأى على الرجل ثوبا معصفرا جذبه وقال : " دعوا هذا للنساء " . أخرجه الطبري .
وعن عبد الله بن عمرو قال : " مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران فسلم عليه فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم " أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه والبزار وقال : لا نعلمه إلا بهذا الإسناد , وفيه أبو يحيى القتات مختلف فيه .

وقيل في السبب عن النهي عن لبس الأحمر للرجال أقوال منها :
ـ من أجل أنه لبس الكفار .
ـ من أجل أنه زي النساء فهو راجع إلى الزجر عن التشبه بالنساء .
ـ من أجل الشهرة أو خرم المروءة فيمنع حيث يقع ذلك .

والمنع مخصص بالثوب الذي يصبغ كله بالحمرة وأما ما كان فيه لون آخر غير الأحمر من بياض وسواد وغيرهما فلا ، وعلى ذلك تحمل الأحاديث الواردة في الحلة الحمراء كحديث الْبَرَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ . رواه البخاري (٥٤٠٠) .
فإن الحلل اليمانية غالبا تكون ذات خطوط حمر وغيرها . وليست حمراء خالصة .

❍ قال ابن القيم رحمه الله تعالى في لبس ( النبي صلى الله عليه وسلم ) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعَ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ .
والحلة : إزار ورداء .. وغلط من ظنّ أنها كانت حمراء بحتا لا يُخالطها غيره وإنما الحلّة الحمراء : بُردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر مع الأسود كسائر البرود اليمنية .. وإلا فالأحمر البحت منهي عنه أشدّ النهي ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المياثر الحمر ، .. وفي جواز لبس الأحمر من الثياب والجوخ وغيرها نظر . وأمّا كراهته فشديدة جدا . زاد المعاد (١/١٣٩) ، والله تعالى أعلم .

https://www.tg-me.com/alislamea
❍ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما الإرادة الجازمة، من القادر : فلا توجد ، إلا ويُوجَد الفعل .

فإنه متى وُجِدت الإرادة التامة ، والقدرة التامة : وجب وجودُ الفعل، فإن ذلك هو سببه التام، فيمتنع عدمُ الفعل بعد وجود سببه التامّ .
وحيثُ تعذَّرَ: فلخللٍ في القدرة ، أو في الإرادة"، جامع المسائل، م (٨: ٦٠) .
• فضل قراءة القرآن بالليل •

ثبت في السنة الصحيحة أن القرآن يشفع لمن قرأه في الليل ، وآثره على النوم .

كما روى أحمد (٦٦٢٦) عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه . ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال : فيشفعان" . رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (٣٨٨٢) .

وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءة القرآن بالليل من النعم التي يغبط عليها المؤمن ،
فقال : " لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل " . رواه البخاري (٤٧٣٨) .

وتلاوة القرآن في الليل منجاة من الغفلة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين" رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم .

وقد وصف الله المتقين بأنهم ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) . [الذريات/١٧ - ١٨] .

فلنتبادر لهذا العمل حتى لو كان بقراءة صفحة كل ليلة فقليل من العمل مع المداومة عليه، خيراً من كثير، يعمل يوم ويترك أيام .

https://www.tg-me.com/alislamea
• حاجة الإنسان للهداية •

شرح للإمام ابن القيم عن مدى افتقار الإنسان للهداية، وأن الله تعالى حين أمره بسؤاله إياها بقوله: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، فإن العبد مفتقر إلى هذه الهداية، في ظاهره وباطنه، في جميع ما يأتيه ويذره .

❍ قال ابن القيم رحمه الله :
" ثم تأمَّل ضرورته وفاقته إلى قوله: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، الذي مضمونه: معرفة الحق وقصده، وإرادته والعمل به، والثبات عليه، والدعوة إليه، والصبر على أذى المدعو .

فباستكمال هذه المراتب الخمس : تُستكمل الهداية، وما نقص منها ، نقص من هدايته .

ولما كان العبد مفتقرًا إلى هذه الهداية في ظاهره وباطنه في جميع ما يأتيه ويذره:

من أمورٍ قد فعلها على غير الهداية علمًا وعملًا وإرادةً، فهو محتاج إلى التوبة منها، وتوبته منها هي الهداية .

وأمور قد هُدي إلى أصلها دون تفصيلها، فهو محتاج إلى هداية تفاصيلها .

وأمورٍ قد هُدي إليها من وجه دون وجه، فهو محتاج إلى تمام الهداية فيها، ليتمَّ له الهداية ويُزاد هدى إلى هداه .

وأمور يحتاج فيها إلى أن يحصل له من الهداية في مستقبلها، مثل ما حصل له في ماضيها .

وأمور يعتقد فيها بخلاف ما هي عليه، فهو محتاج إلى هداية تنسخ من قلبه ذلك الاعتقاد، وتُثبِت فيه ضدَّه .

وأمور من الهداية هو قادر عليها، ولكن لم يخلق له إرادة فعلها، فهو محتاج في تمام الهداية إلى خلق إرادة يفعلها بها .

وأمور منها هو غير قادر على فعلها مع كونه مريدًا، فهو محتاج في هدايته إلى إقداره عليها .

وأمور منها هو غير قادر عليها ولا مريد لها فهو محتاج إلى خلق القدرة والإرادة له لتتم له الهداية. وأمور هو قائم بها على وجه الهداية اعتقادًا وإرادة وعملًا، فهو محتاج إلى الثبات عليها واستدامتها .

كانت حاجته إلى سؤال الهداية أعظم الحاجات، وفاقته إليها أشد الفاقات !!

[وقد] فرضَ عليه الرب الرحيم هذا السؤال كل يوم وليلة ، في أفضل أحواله ، وهي الصلوات الخمس مراتٍ متعددة، لشدة ضرورته وفاقته إلى هذا المطلوب، ثم بيَّن أن سبيل أهل هذه الهداية مغاير لسبيل أهل الغضب وأهل الضلال، فانقسم الخلق إذن ثلاثة أقسام بالنسبة إلى هذه الهداية:

مُنعَمٌ عليه بحصولها، واستمرار حظّه من النعم بحسب حظه من تفاصيلها وأقسامها .

وضالٌّ لم يُعطَ هذه الهداية ولم يُوفَّق لها .

ومغضوب عليه عرفَها ولم يُوفَّق للعمل بموجبها . " انتهى .

"الكلام على مسألة السماع" (١٠١ - ١٠٢) ، وبنحوه في كتاب "الصلاة" (٣٥٤) .

https://www.tg-me.com/alislamea
• الحذر من الطبع على القلب من كثرة الذنوب والمعاصي التي تتراكم على الإنسان •

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) .
رواه الترمذي ( ٣٣٣٤ ) وقال : حسن صحيح ، وحسَّنه الألباني .

والريْن هو الطبع .

❍ وقال ابن القيم - رحمه الله - :
الذنوب إذا تكاثرت : طُبع على قلب صاحبها ، فكان من الغافلين ، كما قال بعض السلف في قوله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) قال : هو الذنب بعد الذنب ، وقال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب ، حتى قال : وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية ، فاذا زادت : غلب الصدأ حتى يصير راناً ، ثم يغلب حتى يصير طبْعاً ، وقفلاً ، وختماً ، فيصير القلب في غشاوة وغلاف ، فاذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة : انتكس ، فصار أعلاه أسفله ، فحينئذ يتولاه عدوه ، ويسوقه حيث أراد .
" الجواب الكافي " ( ص ١٣٩ ) . 

https://www.tg-me.com/alislamea
عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، قال :" سمعتُ ابنَ عمر يقولُ: لم يكن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُ هؤلاء الدعواتِ حينَ يُمْسِي وحينَ يُصبحُ: اللَّهُمَّ إني أسالُكَ العافيَةَ في الدُنيا والآخرة ، اللَّهُمَّ إني أسالُكَ العفوَ والعافيَةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللَّهُمَّ استُر عوراتي، وآمِن رَوْعَاتي ، اللَّهُمَّ احفظني مِنْ بين يدىَّ ومن خلفي ، وعن يميني وعن شِمالي ، ومن فوقي ، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَال مِن تحتي . رواه أبو داود في "سننه" (٥٠٧٤)، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح ابن ماجه" (٣١٢١) .
• حديث في فضائل يوم الجمعة وفيما يستحب فيه •

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَن اغتسلَ يَومَ الجُمعةِ ولبِسَ مِن أحسنِ ثيابِهِ ، ومسَّ مِن طيبٍ إن كانَ عندَهُ ، ثمَّ أتَى الجُمعةَ فلم يتخَطَّ أعناقَ النَّاسِ ، ثمَّ صلَّى ما كتبَ اللَّهُ لَهُ ، ثمَّ أنصتَ إذا خرجَ إمامُهُ حتَّى يفرغَ مِن صلاتِهِ كانت كفَّارةً لِما بَينَها وبينَ جُمعتِهِ الَّتي قبلَها - قالَ : ويقولُ أبو هُرَيْرةِ : وزيادةٌ ثلاثةُ أيَّامٍ - ويقولُ : إنَّ الحَسنةَ بعشرِ أمثالِها .
رواه أبو داود ( ٣٤٣ ) ، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .

أمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِالاغتسالِ يومَ الجُمُعةِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِفَضيلةِ الاغتسالِ والتَّطيُّبِ والخُروجِ لِصلاةِ الجُمعةِ، فيقولُ:
"مَنِ اغتسَلَ يومَ الجُمعةِ"،
أي: اغتسَلَ الغُسلَ الشَّرعيَّ، وهو تَعميمُ البدنِ بالماءِ،
"ولَبِسَ مِن أحسَنِ ثِيابِهِ"،
أي: مِن أفضَلِها، وقيل: هي الثِّيابُ البيضُ، "ومَسَّ مِن طِيبٍ إنْ كانَ عِندَه"،
أَيْ: إنْ تَيسَّرَ لهُ تَحْصيلُهُ، بأنْ يكونَ في بَيتِهِ أو عِندَ امْرَأتِهِ، ولا يَطْلُبُ مِن غَيرِه،
"ثمَّ أتى الجُمعةَ، فلمْ يتخَطَّ أعناقَ النَّاسِ"
بأنْ بكَّرَ، وقَعَدَ حيثُ انْتَهى إليه المجلِسُ؛ فإنَّ مَن أرادَ التَّقدُّمَ في الصُّفوفِ مع التَّأخُّرِ في المجيءِ، فقدْ تعَدَّى حَدَّ التَّأثُّرِ،
"ثمَّ صَلَّى ما كتَبَ اللهُ له"،
أي: أدَّى ما قَضاهُ اللهُ وقَدَّرَهُ له،
"ثمَّ أنْصَتَ إذا خرَجَ إمامُه"
عندَ طُلوعِ المِنْبرِ والتَّوجُّهِ إلى النَّاسِ،
"حتَّى يَفرُغَ مِن صَلاتِه"،
أي: إذا ظَلَّ على هذه الحالِ مِنَ الإنصاتِ حتَّى يَنتَهِيَ مِن أداءِ صَلاةِ الجُمعةِ،
"كانت" فِعْلَتُه هذه، "كفَّارةً لِمَا بيْنَها"،
أي: لِمَا وقَعَ لهُ مِنَ الذُّنُوبِ بيْن ساعَةِ صَلاتِه هذه، "وبيْنَ جُمعَتِه الَّتي قبْلَها .
ويقولُ أبو هُريرةَ"،
أي: في روايتِه: "وزِيادةُ ثلاثةِ أيامٍ؛ إنَّ الحَسنةَ بِعشْرِ أمْثالِهَا" وهذا مِن فَضْلِ اللهِ على عِبادِهِ .

https://www.tg-me.com/alislamea
قَال رسول الله ﷺ : ( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :
( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ) .
رواه ابن ماجة ، وأحمد .

وقَال ﷺ : ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ) . رواه الترمذي .

#شاركوا معنا بقراءة الصفحة {٥٠٦} وال ٥ من سورة الأحقاف .

كل من قرأ الصفحة يضغط 👍
*هل صحيح أن الإمام الشافعي رحمه الله احتفل بالمولد النبوي؟
*#الجواب
⤵️⤵️⤵️⤵️⤵️
https://www.tg-me.com/rm01156/31323
هاام جدا
🤩نسخة تيليجرام احترافية🤩.

😍أهم الميزات 😍:
•إظهار الرسائل المحذوفة .
•إظهار الرسائل المعدلة.
•الرد التلقائي.
•وضع الشبح(إخفاء متصل واخفاء جاري الكتابة واخفاء صحين القراءة).
• تحويل بأنواع متعددة.
• إخفاء الدردشة وقفلها برمز خاص
• إظهار جهات الاتصال المتصلين في القائمة
• إمكانية نقل أعضاء من مجموعة الى أخرى من اعدادات المجوعات

والمزيد اكتشفه بنفسك
༺للتحميل اضغط هنا 👇
•• عروس عرضت على ثلاثة
فرفضوها لان مهرها غالٍي ..
وتقدم لها رابعٌ فاخذها بدون
مهر‼️

من هي العروس ؟
ومن هم الثلاثه الذين رفضوها ؟
ومن الرابع الذي اخذها بدون مهر ؟
الــجـــــــــواب ✍️ هنا
اضغط هنا 🌷
2024/05/09 09:34:38
Back to Top
HTML Embed Code: