"ستعلمك الفردانيّة أن تعتزل الناس، وسيعلمك الإسلام أن تخالطهم وتصبر على أذاهم، ستعلمك الفردانية الاستئثار، ويعملك القرآن الإيثار، تعلمك الفردانية السلوك النفعي والتمحور حول الذات، ومحبة نفسك، ويعلمك النبيﷺ أنّ خير الناس أنفعهم للناس، وأنه لايؤمن الرجل حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه".
الكلمات السيئة التي تلقيتها من الآخرين لم تكن سبباً في تأخرك وخَوَرِك، الذي أحدث ذلك هو نماؤها وتكرارها في عقلك، فالسوط لا يحدث أثرا من أول مرة.
"أنفع طريقة مجربة للقضاء على الهموم إدامة شكر الله، فالشكر يصنع خلايا جديدة في نفسك، ويزيل الرواسب، ويرفع الامتنان، الشاكرون أقدر الناس على تجاوز المصائب لأنهم انشغلوا بتعداد النعم عن الاستغراق بلحظة الهم، فضلًا عما ينتظرهم من ضمان الله بازدياد الأعطيات وتواتر الهبات".
مخالفة الهوى تُقيم العبد في مقام مَن لو أقسم على الله لأبرَّه فيقضي له مِن الحوائج أضعافَ أضعافِ ما فاته مِن هواه.
ابن القيم
ابن القيم
من شديد ما يمر على المرء أن يكون في انتظار الفرج، ثم تجري عليه أقدار الله بابتلاء آخر!
اللهم اربط على قلوب عبادك المبتلين وأغدق عليهم من فيض رحمتك.
اللهم اربط على قلوب عبادك المبتلين وأغدق عليهم من فيض رحمتك.
"إذا قدمت مشاعر الآخرين على مشاعرك فإنك تُظهر نُبلًا وإيثارًا في سبيل تحقيق المراعاة، لكن المراعاة لا تعني أن تُفني نفسك في غيرك، بل أن تكون ضمن المعادلة بمنح نفسك ما تستحقه لتستمر في العطاء من مكان ممتلئ، وليس من مكان مُثقل بالضغط".
جبل بعضهم على محبة الشكوى وانتظار المواساة، فتجد سائر منشوراته وانتباهاته تدور حول هذا الأمر، وإذا وعيت ذلك خف عليك ماتجده منهم من استرسال في الشكاية رغم عنايتك وعدم تقصيرك، ويزداد يقينك أن كثرة التوجد لا تدل بالضرورة سوء الحال، وأن كثرة الشكر لا تعني تمام الحال.
إنما هي فوارق الأنفس، وما أوتيت من يقين وغنى النفس.
إنما هي فوارق الأنفس، وما أوتيت من يقين وغنى النفس.
"أرض الله وإن اتّسعت في ظاهرها، فإنها تضيق على من لم يتّسع قلبه بالرضا والتوكل، إذ ليس الاتساع باتساع المكان، بل باتساع اليقين بالله، والتسليم لحكمه، فهو الذي يجعل القليل كثيرًا، والمحدود واسعًا".
لا يتهيأ للإنسان أن يكون شاعراً بارِعاً، مترسِّلاً بليغاً، متحدّثاً حاضر الوارِدة، خطيباً فتيق اللسان، حديد الذاكرة، فَهِماً ألْمَعِيّاً.
ليس يجيءُ من أحدٍ هذا أجمع، وإنما هي قِسَمٌ وحظوظٌ قد تفرّقت في هذا الخلق، مِننٌ مِن الله على مَن يشاء من عباده، ومن بُورك له في شيء فلْيلزمه".
عبدالله الهدلق.
وعلى هذا فمن البديهي أن تتفاوت ثقة الإنسان في ذاته في مختلف الأمور، فقد يكون عالياً معتداً في مجال، وليس بذاك في غيره!
ليس يجيءُ من أحدٍ هذا أجمع، وإنما هي قِسَمٌ وحظوظٌ قد تفرّقت في هذا الخلق، مِننٌ مِن الله على مَن يشاء من عباده، ومن بُورك له في شيء فلْيلزمه".
عبدالله الهدلق.
وعلى هذا فمن البديهي أن تتفاوت ثقة الإنسان في ذاته في مختلف الأمور، فقد يكون عالياً معتداً في مجال، وليس بذاك في غيره!
"المرونة: هي قدرتك على تقبل الصدمات والعودة سريعًا إلى التوازن النفسي، ركز على ما تبقى لديك بدلاً من الانشغال بما فقدته، لا تعمم السلبية، فالخلاف مع صديق لا يعني خسارة الجميع، والفشل في تجربة لا يعني الفشل في الحياة، كل أزمة هي مجرد محطة، والتكيف معها هو ما يصنع قوتك الحقيقية".
"لا تندفع في كلِّ حَدَث، اترك حرارة اللحظة تبرد حتى ترى ببصيرةٍ صافيةٍ ويبدر منك حُكمٌ صائب، فإنَّ مُعظم مجريات الحياةِ ينتهي تأثيرُها في مُدَّة قصيرة وكأنَّها حُلمُ مَنامٍ، وإنّما يتخلَّد فعلُك تجاهها، فَتَمهَّل فيما تفعل".
"اللهم بلغنا رمضان بلوغًا يُغير حالنا إلى أحسنه، ويُهذب نفوسنا، ويُطهر دواخلنا، اللهم بلوغ رحمة ومغفرة وعتق من النار".
"حين نستبدل مصطلحات إسلامية أصيلة مثل البركة بالوفرة، والشكر بالامتنان، والرضا بالقبول، فإننا لا نقوم بتغيير سطحي في الألفاظ، بل نُحدث تحولًا عميقًا في الرؤية التي نُفسر بها العالم والوجود.
المصطلحات الإسلامية ليست كلمات مجردة، بل مفاهيم متجذرة في رؤية توحيدية تجعل العلاقة بين الإنسان والخالق محورًا لكل شيء، فالبركة لا تعني مجرد الكثرة المادية، بل الخير الإلهي الذي يجعل القليل نافعًا ومثمرًا، متجاوزًا حدود الكم إلى الكيف، أما الوفرة فهي مفهوم مادي بحت، يُقاس بالكمية ويُغفل القيمة الأعمق للعطاء الإلهي، كذلك الشكر عبادة تربط النعمة بالمنعِم، وتُعبر عن وعي الإنسان بعجزه أمام مصدر النعمة الحقيقي، أما الامتنان في الأدبيات الحديثة، شعور ذاتي قد ينفصل عن الله، ويركز على الظرف أو الذات في إطار مادي أو نفسي، وأخيرًا فإن الرضا مقام إيماني يعكس التسليم لحكمة الله عن صبر وحب واحتساب للأجر، بينما القبول في سياقه الحديث قد يشير إلى التكيف مع الواقع دون أي بُعد توحيدي، هذا الاستبدال ليس عفويًا، بل جزء من هيمنة النموذج المادي الغربي، الذي يُعيد صياغة اللغة لتُعبر عن رؤيته للعالم بوصفه فضاءً ماديًا منفصلًا عن القيم الروحية حيث يُختزل الإنسان إلى مكونات مادية، وتُفهم النعمة بمنطق النفعية والكثرة، وليس بمنطق الخير الإلهي".
المصطلحات الإسلامية ليست كلمات مجردة، بل مفاهيم متجذرة في رؤية توحيدية تجعل العلاقة بين الإنسان والخالق محورًا لكل شيء، فالبركة لا تعني مجرد الكثرة المادية، بل الخير الإلهي الذي يجعل القليل نافعًا ومثمرًا، متجاوزًا حدود الكم إلى الكيف، أما الوفرة فهي مفهوم مادي بحت، يُقاس بالكمية ويُغفل القيمة الأعمق للعطاء الإلهي، كذلك الشكر عبادة تربط النعمة بالمنعِم، وتُعبر عن وعي الإنسان بعجزه أمام مصدر النعمة الحقيقي، أما الامتنان في الأدبيات الحديثة، شعور ذاتي قد ينفصل عن الله، ويركز على الظرف أو الذات في إطار مادي أو نفسي، وأخيرًا فإن الرضا مقام إيماني يعكس التسليم لحكمة الله عن صبر وحب واحتساب للأجر، بينما القبول في سياقه الحديث قد يشير إلى التكيف مع الواقع دون أي بُعد توحيدي، هذا الاستبدال ليس عفويًا، بل جزء من هيمنة النموذج المادي الغربي، الذي يُعيد صياغة اللغة لتُعبر عن رؤيته للعالم بوصفه فضاءً ماديًا منفصلًا عن القيم الروحية حيث يُختزل الإنسان إلى مكونات مادية، وتُفهم النعمة بمنطق النفعية والكثرة، وليس بمنطق الخير الإلهي".
Forwarded from 📚قناة د.محسن المطيري
لا ينقضي العجب من ثناءات الله المتتابعة في كتابه على موسى عليه السلام: (وَأَلۡقَیۡتُ عَلَیۡكَ مَحَبَّةࣰ مِّنِّی وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَیۡنِیۤ)
﴿وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِی﴾
(وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِیهࣰا)
يقول ابن القيم مبينا سبب هذه المنزلة: (سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: انظر إلى موسى رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه، وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدنيه؛ لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له وصدع بأمره وعالج أمة القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر)
﴿وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِی﴾
(وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِیهࣰا)
يقول ابن القيم مبينا سبب هذه المنزلة: (سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: انظر إلى موسى رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه، وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدنيه؛ لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له وصدع بأمره وعالج أمة القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر)
بعد توفيق الله للإنسان إذا أُنعم عليه بأبوين صالحَين مربييْن وأشبعاه عاطفياً ومعنوياً ونشأ نشأة قويمة؛ ستثمر هذه التنشئة السواء النفسي له بعد ذلك، سينضج فكرهُ وتحضُر بصيرته؛ لأن عاطفته مشبعة ولن تشتته وتجعله يتخبط في تصرفاته وقراراته وعلاقاته، ولو غاب هذا الإشباع فقد تجعله العاطفة يضطر للتنازل عن بعض مبادئه وتشغله عن منافعه للحصول عليها.
كما يقول ياسر الحزيمي: من يعطش يشرب من أي مياه دون سؤال عن طهارتها!
كما يقول ياسر الحزيمي: من يعطش يشرب من أي مياه دون سؤال عن طهارتها!
"الحب في أصله يُهدئك ولا يكبلّك، يُزهيك ولا يغيرك، يهذبك ولا يصنعك، لا يسدّ فجوةً ولا يُشبع نقصًا، جمال الرغبة لا ضرورة الحاجة".
"قُدِّر على هذا الإنسان الضعيف.. أن يكون وجودُه أكثرَ أهميةً مما يظن، وأن يكون مصيرُه أكثرَ جديةً مما يعتقد.
وقُدِّر عليه أن يختار، فيكون ثوابُه إذا نجح أكبرَ مما يرجو، وعقابُه إذا خسر أشدّ مما يتصور!".
وقُدِّر عليه أن يختار، فيكون ثوابُه إذا نجح أكبرَ مما يرجو، وعقابُه إذا خسر أشدّ مما يتصور!".
