لا تظهرن مودة لحبيب
فترى بعينكَ منه كُل عجيبِ
اظهرتُ يومًا للحبيب مودتيِ
فأخذت من هجرانهُ نصيب

"إني رأيتُ من العيونِ عجائبًا
‏وأراكِ أعجبَ من رأيت عُيونا
‏ما كنتُ أحسبُ أن طرفًا ناعسًا
‏قد يُورثُ العقلَ السَّليمَ جُنونا"

وإن أتتك جيوشُ الهم غازيةً
‏فبالصّلاة على المختار تنهزمُ..

أنتِ الجمالُ وسِحرُهُ ودلالُه
‏سُبحان ربِّي جلَّ مَن سوّاك

وإذا دهَـتْكَ منَ الحـياةِ نـوائب
‏فاقصِدْ إلهَ الكونِ واسجُدْ واقتربْ

كَالشَّمْسِ أَنْتِ وَهُنَّ عِنْدَكِ أَنْجُمٌ
‏إِنْ أَشْرَقَتْ أَيُرَى لَهُنَّ ضِيَاءُ ؟

وكم من صديقٍ لم يكن ذَا قرابةٍ
‏ولكنهُ في القلبِ دوماً من الأهلِ

لا أوحش الله عيني من ملامحِهِ
‏هل يأنسُ الليل محرومًا من القمر؟

عبثاً يخبّئُ سرّهُ في صَمتهِ
‏من قال أن الصمتَ لا يتكلَّمُ؟

وإذا خلوت بريبة في ظلمة
والنفس داعية إلى الطغيانِ
فاستحيي من نظر الإله وقل لها
إن الذي خلق الظلام يراني

إني أغار على محَاسن وجهه
‏من ناظِري فكيفَ بباقي الأعيُنِ

أتغارُ أنت و أنت كُل أحِبّتي
‏عجبًا أمَن مَلَكَ الفؤادَ يغارُ ؟

واحببتُها من بعد ألفين قبلهَا
فأيقنتُ أني قبلها اتدرَّب..

ولهُ في القلبِ ما لا يجوزُ لغيرهِ
‏وفي النبضِ نبضٌ على سواه محرّمُ"

تجري الأمورُ على وفق القضاءِ وفي
‏طَيِّ الحوادثِ محبوبٌ ومكروهُ
‏فربما سَرّني ما بِتُّ أحذَرُهُ
‏وربّما ساءني ما بتُّ أرجوهُ

وَألقيتُ عليكَ السَّلام في صمتٍ، كيف حَالك يا كُلَّ حالي؟

أَمَّا الفُؤادُ فَحَسبي أَنتَ ساكِنهُ
‏وَصاحِبُ البَيتِ أَدرى بِالَّذي فيهِ

آتيت موسى سؤالاً كانَ يطلبهُ
‏آتِ الفُؤاد إلٰهي ما تمنَّاهُ
‏ولستُ موسى وما عندي عصاهُ ولا
‏أوتيتُ معجزةً لكنّكَ اللهُ.

ليست حياةُ الفتى إلا كرامتهُ
‏ساءَ الذليلُ مقاماً أينما نزلا