#شرح_الحديث :🍃
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ ﷺ عن الجنَّةِ وما فيها مِن دَرَجاتٍ ومَنازِلَ عاليةٍ، ونَعيمٍ مُقيمٍ؛ فيقولُ النَّبيُّ ﷺ "في الجنَّةِ مِئةُ درَجةٍ"، والدَّرجةُ هي المنزِلةُ والمكانةُ العاليةُ، وقيل: يَعْني بالعدَدِ مِئةٍ أنَّه يُفيدُ كَثْرتَها، "ما بينَ كلِّ درَجَتَينِ"، أي: المسافةُ الَّتي تكونُ بينَ الدَّرَجتَين، ومِقْدارُ ارتِفاعِ كلِّ درَجةٍ عَن الأخرى "كما بيْنَ السَّماءِ والأرضِ" وهذه الدَّرَجاتُ بحسَبِ إيمانِ الإنسانِ وأعمالِه الصَّالحةِ، ثمَّ قال النَّبيُّ ﷺ "والفِرْدَوسُ أَعْلاها درَجةً"، أي: أفضَلُ وأعلى منزلةٍ في الجنَّةِ، وفي الفردوسِ مَنازِلُ الأنبياءِ، "ومنها"، أي: مِن الفِرْدَوسِ "تَفَجَّرُ"، أي: تَخرُجُ "أنهارُ الجنَّةِ الأربعةُ"، المذكورةُ في قولِه تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}، أي: يَكونُ هذا الماءُ صافيًا لا يتَكدَّرُ، ولا يكونُ فيه قذَرٌ، {وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ}، أي: لا يَكونُ حامِضًا بطولِ الْمُقامِ، كما تتغَيَّرُ الألبانُ في الدُّنيا، بل يكونُ في مُنتَهى البياضِ، مَذاقُه طيِّبٌ، {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}، أي: ليسَت كريهةَ الرَّائحةِ والطَّعمِ، بل هي طيِّبةُ الطَّعمِ والرَّائحةِ، ولا تَسلِبُ العقولَ كما هي الحالُ في خمرِ الدُّنيا، {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} محمد: 15، أي: عسَلٍ يكونُ صافيًا مِن الشَّمعِ، "ومِن فَوقِها يكونُ"، أي: يكونُ أعلى الفِرْدَوسِ "العَرشُ"، أي: عرشُ الرَّحمنِ يَكونُ سَقفًا لها، "فإذا سَألتُم اللهَ"، أي: إذا دَعَوتُم اللهَ أن يُدخِلَكم في جَنَّتِه "فاسْأَلوه"، أي: فادْعُوه أن يُدخِلَكم "الفِرْدوسَ"؛ لِما لها مِن فَضلٍ ومكانةٍ عاليةٍ في الجنَّةِ.
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ ﷺ عن الجنَّةِ وما فيها مِن دَرَجاتٍ ومَنازِلَ عاليةٍ، ونَعيمٍ مُقيمٍ؛ فيقولُ النَّبيُّ ﷺ "في الجنَّةِ مِئةُ درَجةٍ"، والدَّرجةُ هي المنزِلةُ والمكانةُ العاليةُ، وقيل: يَعْني بالعدَدِ مِئةٍ أنَّه يُفيدُ كَثْرتَها، "ما بينَ كلِّ درَجَتَينِ"، أي: المسافةُ الَّتي تكونُ بينَ الدَّرَجتَين، ومِقْدارُ ارتِفاعِ كلِّ درَجةٍ عَن الأخرى "كما بيْنَ السَّماءِ والأرضِ" وهذه الدَّرَجاتُ بحسَبِ إيمانِ الإنسانِ وأعمالِه الصَّالحةِ، ثمَّ قال النَّبيُّ ﷺ "والفِرْدَوسُ أَعْلاها درَجةً"، أي: أفضَلُ وأعلى منزلةٍ في الجنَّةِ، وفي الفردوسِ مَنازِلُ الأنبياءِ، "ومنها"، أي: مِن الفِرْدَوسِ "تَفَجَّرُ"، أي: تَخرُجُ "أنهارُ الجنَّةِ الأربعةُ"، المذكورةُ في قولِه تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}، أي: يَكونُ هذا الماءُ صافيًا لا يتَكدَّرُ، ولا يكونُ فيه قذَرٌ، {وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ}، أي: لا يَكونُ حامِضًا بطولِ الْمُقامِ، كما تتغَيَّرُ الألبانُ في الدُّنيا، بل يكونُ في مُنتَهى البياضِ، مَذاقُه طيِّبٌ، {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}، أي: ليسَت كريهةَ الرَّائحةِ والطَّعمِ، بل هي طيِّبةُ الطَّعمِ والرَّائحةِ، ولا تَسلِبُ العقولَ كما هي الحالُ في خمرِ الدُّنيا، {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} محمد: 15، أي: عسَلٍ يكونُ صافيًا مِن الشَّمعِ، "ومِن فَوقِها يكونُ"، أي: يكونُ أعلى الفِرْدَوسِ "العَرشُ"، أي: عرشُ الرَّحمنِ يَكونُ سَقفًا لها، "فإذا سَألتُم اللهَ"، أي: إذا دَعَوتُم اللهَ أن يُدخِلَكم في جَنَّتِه "فاسْأَلوه"، أي: فادْعُوه أن يُدخِلَكم "الفِرْدوسَ"؛ لِما لها مِن فَضلٍ ومكانةٍ عاليةٍ في الجنَّةِ.
إِذَا كَانَ الْعَبْدُ دَائِمـًا شَاكِـراً مُسْتَغْفِـراً ،
فَلَا يَزَالُ الْخَيْرُ يَتَضَاعَفُ لَهُ،
وَ الشَّرُّ يَنْدَفِعُ عَنْهُ .
الشيخ ابن تيمية رحمه الله :
مَجْمُوعُ الْفَتَاوَىٰ ٢٦٢/١٤.
فَلَا يَزَالُ الْخَيْرُ يَتَضَاعَفُ لَهُ،
وَ الشَّرُّ يَنْدَفِعُ عَنْهُ .
الشيخ ابن تيمية رحمه الله :
مَجْمُوعُ الْفَتَاوَىٰ ٢٦٢/١٤.
في «جلاء الأفهام» لابن القيم:
(قال عبد الله بن عبد الحكم: رأيت الشافعي في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟
قال: رحمني وغفر لي وزفَّني إلى الجنة كما يُزَفُّ بالعروس، ونثر عليَّ كما ينثر على العروس.
فقلتُ: بِمَ بلغتَ هذه الحال؟
فقال لي قائل: يقول لك: بما في كتاب «الرسالة» من الصلاة على النبي ﷺ.
قلتُ: فكيف ذلك؟
قال: «وصلَّى الله على محمد عددَ ما ذكره الذاكرون، وعددَ ما غفل عن ذكره الغافلون».
قال: فلمَّا أصبحت نظرت في «الرسالة»، فوجدت الأمر كما رأيتُ) (ص: 489).
(قال عبد الله بن عبد الحكم: رأيت الشافعي في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟
قال: رحمني وغفر لي وزفَّني إلى الجنة كما يُزَفُّ بالعروس، ونثر عليَّ كما ينثر على العروس.
فقلتُ: بِمَ بلغتَ هذه الحال؟
فقال لي قائل: يقول لك: بما في كتاب «الرسالة» من الصلاة على النبي ﷺ.
قلتُ: فكيف ذلك؟
قال: «وصلَّى الله على محمد عددَ ما ذكره الذاكرون، وعددَ ما غفل عن ذكره الغافلون».
قال: فلمَّا أصبحت نظرت في «الرسالة»، فوجدت الأمر كما رأيتُ) (ص: 489).
دعوةٌ للمغفرة
«كان عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالوا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ونزدد إيمانًا، تعالوا نذكره بطاعته لعله يذكرنا بمغفرته»..
[مصنف ابن أبي شيبة (١٧/ ٥٤)]
«كان عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالوا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ونزدد إيمانًا، تعالوا نذكره بطاعته لعله يذكرنا بمغفرته»..
[مصنف ابن أبي شيبة (١٧/ ٥٤)]
رزقك مضمون!
«يقول أحد السلف -رحمهم الله-: كنت جنينًا في بطن أمي وكان يؤتى برزقي حتى يوضع في فمي، حتى إذا كبرت وعرفت ربي ساء ظني، فأي عبد أشرُّ مني!»
[القناعة والتعفف، ابن أبي الدنيا (٥٥)]
«يقول أحد السلف -رحمهم الله-: كنت جنينًا في بطن أمي وكان يؤتى برزقي حتى يوضع في فمي، حتى إذا كبرت وعرفت ربي ساء ظني، فأي عبد أشرُّ مني!»
[القناعة والتعفف، ابن أبي الدنيا (٥٥)]
هل تريدُ أن تفوز بمنزلٍ في الجنَّة؟
«هذا فضل عظيم وأجر كبير على عمل يسير، فإن موضع سوط في الجنة كما قال النبي ﷺ خير من الدنيا وما فيها، فكيف إذا تبوأ الإنسان في الجنة منزلًا!
يكون بذلك قد حاز فضلًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا..
والأجور على الأعمال قد يدركها الإنسان وقد لا يدركها، فإن قول المنادي: "طبت وطاب ممشاك" أي: كان هذا العمل من أسباب طيبك وطيب عملك الذي اشتغلت به من عيادة مريض أو زيارة أخ في الله، والطيب ذكاء وصلاح واستقامة وانتفاء للعيب وزوال للنقص وسكن للفؤاد وطمأنينة للقلب، فإن الشيء إذا طاب زكى وسلم من الآفات، وهذا الأجر المعجل والثواب الحاضر الذي يدركه من اشتغل بهذا العمل»..
[شرح رياض الصالحين، أ.د. خالد المصلح]
«هذا فضل عظيم وأجر كبير على عمل يسير، فإن موضع سوط في الجنة كما قال النبي ﷺ خير من الدنيا وما فيها، فكيف إذا تبوأ الإنسان في الجنة منزلًا!
يكون بذلك قد حاز فضلًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا..
والأجور على الأعمال قد يدركها الإنسان وقد لا يدركها، فإن قول المنادي: "طبت وطاب ممشاك" أي: كان هذا العمل من أسباب طيبك وطيب عملك الذي اشتغلت به من عيادة مريض أو زيارة أخ في الله، والطيب ذكاء وصلاح واستقامة وانتفاء للعيب وزوال للنقص وسكن للفؤاد وطمأنينة للقلب، فإن الشيء إذا طاب زكى وسلم من الآفات، وهذا الأجر المعجل والثواب الحاضر الذي يدركه من اشتغل بهذا العمل»..
[شرح رياض الصالحين، أ.د. خالد المصلح]
❤1
Forwarded from مقتطفات دعوية مواعظ و فتاوى كبار العلماء
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
من غفل عن الذكر خسر الأجر والطمأنينة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله
الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله
❤1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
القارئ 🎙 عبدالباسط عبدالصمد يرحمه الله
إِنَّهُ كانَ بِكُم رَحيمًا
احتجت؟ هرول إلى ربك،
خائف؟ افزع إلى ربك،
مذنب؟ فِرَّ إلى ربك،
مشتاق؟ اسعَ إلى ربك،
مهموم؟ اطرق باب ربك،
لن تجد في كل ذلك إلا كريماً لطيفاً رحيماً سبحانه.
اللهم اشملنا برحمتك وكرمك وفضلك وإحسانك ..
#تأملات_قرآنيه
احتجت؟ هرول إلى ربك،
خائف؟ افزع إلى ربك،
مذنب؟ فِرَّ إلى ربك،
مشتاق؟ اسعَ إلى ربك،
مهموم؟ اطرق باب ربك،
لن تجد في كل ذلك إلا كريماً لطيفاً رحيماً سبحانه.
اللهم اشملنا برحمتك وكرمك وفضلك وإحسانك ..
#تأملات_قرآنيه
