قناة فـوائد ودرر الدعوية
«إذا أردتَ أن تنفعُك صَلاتُك فقل : لعلِّي لا أُصلِّي غيرَها» بكر بن عبدالله المزني _رحمه الله_ «قصر الامل لابن أبي الدنيا» (١٠٤)
📌الخشوع في الصلاة
أمر الخشوع كبير وشأنه خطير ، ولا يتأتى إلا لمن وفقه الله لذلك، وحرمان الخشوع مصيبة كبيرة، وخطب جلل ولذلك كان النبيﷺ ، يقول في دعائه : (اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ...).
والخاشعون درجات والخشوع من عمل القلب يزيد وينقص، فمنهم من يبلغ خشوعه عنان السماء، ومنهم من يخرج من صلاته لم يعقل شيئاً،
● والناس في الصلاة على مراتب خمسة :
•أحدها مرتبة الظالم لنفسه المفرط، وهو الذي انتقص من وضوئها
ومواقيتها وحدودها وأركانها .
•الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها، لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار .
•الثالث: حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع من الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته، فهو في صلاة وجهاد .
•الرابع من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئاً منها، بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها ،وإتمامها، قد استغرق قلبه شان الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها .
•الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل، ناظراً بقلبه إليه، مراقباً له، ممتلئاً من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أعظم مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بر به عز وجل قرير العين به .
فالقسم الأول معاقب، والثاني محاسب، والثالث مكفّر عنه، ه، والرابع مثاب، والخامس مقرّب من ربه، لأن له نصيباً ممن جُعلت قرة عينه في الصلاة، فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا، قرَّت عينه بقربه من ربه - عز وجل - في الآخرة، وقرت عينه أيضاً به في الدنيا، ومن قرت عينه بالله قرت به کل عین ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطَّعت نفسه على الدنيا حسرات. [الوابل الصيب ٤٠]
وختاماً أسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من الخاشعين وأن يتوب علينا أجمعين، وأن يجزي بالخير من ساهم في نشر هذه الرسالة، وأن ينفع من قرأ فيها آمين، والحمد لله رب العالمين .