Telegram Web Link
من الظواهر الغريبة التي بدأت تتسلل في تقريرات بعض طلاب العلم الخلل المنهجي في التعامل بتسامح ظاهر ، أو حتى بما قد يفهم منه القبول والاعتماد على علوم الفلسفة المشائية والمنطق الأرسطي وعلم الكلام ، مع ما هو معلوم من التباين المنهجي بين هذه العلوم وبين العلوم الشرعية .

فالفلسفة المشائية في حقيقتها مباينة لعلوم أهل الإسلام مناقضة لأصولها ، وعندهم أن العقل مستقل عن الوحي وغير محتاج إليه ، حتى إنهم اختلفوا في المفاضلة بين النبي والفيلسوف ، فمنهم كالفارابي من فضل النبي على الفيلسوف باعتبار أن الفيلسوف يقرر الحقيقة كما هي وأما النبي فيأتي بما يرمز إليها ولا يصرح بها ، ومنهم كابن سينا من فضل النبي لكونه علم ما علمه الفيلسوف وزيادة ، ونصوص الوحي عند بعضهم كابن رشد لها ظاهر يناسب العامة وباطن لا يطلع عليه إلا أهل البرهان ، وحقيقة تلك المعاني التي يدعون أنها برهانية هي ما وافق ما تقرر في فلسفتهم المشائية ، وهذا ما دعى الإمام ابن تيمية إلى أن يطلق عليهم في أول كتاب الدرء وصف أهل التخييل .
فلا يمكن مع هذه المنهجية ومع ما تفرع عنها من الخوض في أصول الاعتقاد أن ينظر إلى طريقتهم بما يشعر بأهميتها ، أو أن عندهم من العلم ما يحتاج طالب العلم إلى تحصيله والبناء عليه .

وأما المنطق الأرسطي فليس مما يحتاجه المسلمون في علومهم ، بل ولا أحد من الناس يحتاج إليه ، فكما هو معلوم فمنطق أرسطو مرتبط بميتافيزيقا أرسطو ، ولهذا يؤكد علي سامي النشار في كتابه في مناهج البحث على الترابط بين موقف المسلمين من منطق أرسطو وبين موقفهم من ميتافيزيقاه ، وهو نفس ما يكرره الإمام ابن تيمية من التلازم بين فساد أصولهم في الإلهيات وأصولهم في المنطق .
ولهذا نجد أن العلم التجريبي الحديث لم يقم ولم يتقدم إلا على أنقاض المنطق الأرسطي ، وهذا ما يؤكد عليه برتراند رسل في كلامه عن منطق أرسطو في كتابه تاريخ الفلسفة الغربية ، حيث يقرر أن " من أراد اليوم أن يدرس المنطق سيضيع وقته عبثا إذا درس أرسطو أو أي تلميذ من تلاميذه ، وأنه يكاد كل تقدم في العصر الحديث أن يكون قد خطا خطوته إلى الإمام في كفاح يقاوم به ما يبديه أشياع أرسطو من ضروب المقاومة " .

وأما علم الكلام فعلم دخيل على المنهج الإسلامي ، نشأ نتيجة التأثر بالمنهج الفلسفي ، فإذا كان المنهج الفلسفي المشائي يقوم على استقلال العقل عن الوحي فإن المنهج الكلامي يقوم على دعوى استقلال الاستدلال العقلي على أصول الاعتقاد فيما تثبت به النبوة ، فيكون إثبات النبوة عندهم هو منتهى العقليات ومبدأ السمعيات ، حسب تصنيفهم وتفريقهم بين العقليات والسمعيات .
وفرق كبير بين هذا الموقف من علم الكلام وبين ما قد يظن أنه يلزم منه رفض الاستدلال العقلي على أصول الاعتقاد ، إذ لا تلازم بينهما ، بل إن النصوص الشرعية قد تظمنت الدلائل العقلية التي تقوم بها الحجة بما لا يحتاج معها إلى غيرها ، فافتعال التباين بين الاستدلال العقلي وبين الاستدلال بالنصوص الشرعية مما ينافي حقيقة منهج الاستدلال بالنصوص على الوجه الشرعي الذي جاءت به .

وحاصل ما سبق أنه لابد لطالب العلم من تحقيق المفاصلة المنهجية بين العلوم الشرعية والعلوم الدخيلة عليها ، وأنه لو فرض أن هذه العلوم لم يكن لها وجود فليست الأمة محتاجة إليها ، بل إنه قد ترتب على وجودها وانتشارها في الأمة فساد عريض ، ومحادة ظاهرة لنصوص الشريعة وأحكامها ، وأن الناس محتاجون إلى من يبين لهم ما حصل بسببها من الضرر على العلوم الشرعية ، لا أنهم محتاجون إلى تقريبها وشرحها والدعوة إليها تحت ستار الحياد العلمي وتجنب ما يسمى بالرسالية في الموقف منها.
ويكفي مثالا لأهمية الصرامة في الموقف من هذه العلوم ما أعلنه الإمام الشافعي في عصره من الحكم على أهل الكلام بأن يضربوا بالجريد والنعال ، ويطاف بهم في القبائل والعشائر ، ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، وأقبل على علم الكلام ، وهذا الحكم من الإمام الشافعي ليس حجرا وتضييقا لمجال البحث والنظر ، وإنما هو كف عما يلحق الأمة من ضرر محقق ، يترتب عليه الخلل في مصدرية التلقي عن النصوص الشرعية ، فلا يسوغ لنا في عصرنا أن نقبل بما هو أقل من الحد الأدنى من إعلان البراءة من كل منهج يزاحم صفاء العلوم الشرعية ، ويشوش على مصدرية النصوص الشرعية في التلقي والاستدلال .
‏"وظنُّ كُلّ امرئ على مقدار علمه وعقله".
_البرهان في وجوه البيان، لابن وهب
السلام عليكم ورحمة الله.☘️
هذه أسماء المحاضرات الثمانين الأولى .. ليسهل كتابتها في محرك البحث وظهورها لكم، وسيتم إضافة أسماء أخرى -إن شاء الله- إذا كثر عدد المحاضرات ردا على نفس هذه الرسالة المثبتة.


١-المدخل لفهم التيارات الفكرية المعاصرة /أحمد سالم
٢-مدخل إلى الثقافة المتكاملة /أحمد سالم
٣-الانحراف في التعامل مع الأحاديث المتعلقة بالحرية وحقوق الإنسان.. /بندر الشويقي
٤-اعرف تاريخك، السلطان عبدالحميد الثاني/محمد الشريف
٥-ديوانية اللغة والهوية /عادل باناعمة
٦-الإلحاد وأثره في هدم الهوية /محمد العوضي
٧-الاعتدال والشباب في الوقت الراهن /صالح آل الشيخ
٨-تكوين وعي المسلم المعاصر /سلطان العميري
٩-سوريا والنصر القادم /محمد موسى
١٠-تجربتي مع القراءة /عبدالكريم بكار
١١-منازل الإيمان /فريد الأنصاري
١٢-أدلة وجود الله /عبدالله العجيري
١٣-عدنان إبراهيم ونصرة الإلحاد العلماني
١٤-الدولة العثمانية عوامل النهضة وعوامل السقوط /محمد موسى
١٥-من أنا؟ من أيم جئنا؟ ولماذا أتينا؟../محمد الددو
١٦-موجة لبرلة الإسلام /إبراهيم السكران
١٧-أبو بكر الصديق /سعيد الكملي
١٨-العلموية عرض ونقد /سامي عامري
١٩-هكذا تألق جيل الصحابة /عبدالله العجيري
٢٠-المذاهب الفكرية /فهد العجلان
٢١-منهجية التعامل مع الفكر الغربي /المسيري
٢٢-مفاهيم الحرية /فهد العجلان
٢٣-القراءة والمعرفة في زمن شبكات التواصل /عبدالله الوهيبي
٢٤-الفكر السياسي الغربي /أحمد سالم
٢٥-ترشيد الحالة السجالي في الملف الإلحادي /سامي عامري
٢٦-الإسلام والديمقراطية /عبدالرحيم جرين
٢٧-كيف يمكن معرفة حقيقية الإسلام /عبدالرحيم جرين
٢٨-الاستقامة على دين الله /البشير المراكشي
٢٩-أهمية العربية في فهم القران /البشير المراكشي
٣٠-اغتنم خمسا قبل خمس /البشير المراكشي
٣١-التيارات الفكرية الغربية المعاصرة وأثرها../المسيري،طه جابر
٣٢-دورة نقد الإلحاد /عبدالله العجيري
٣٣-القراءة مفاهيم وآليات /أحمد سالم
٣٤-حديث عن القراءة /نايف بن نهار
٣٥-حياتي مع الكتاب.. /عبدالرحمن الشهري
٣٦-مركزية القرآن الكريم في السجال الفكري../عبدالله العجيري
٣٧-عودة الخلافة بين الأسطورة والحقيقة /محمد موسى
٣٨-أسباب التمكين في الأرض /محمد موسى
٣٩-أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين /إبراهيم السكران
٤٠-سبل تحصيل الهمة العالية /البشير المراكشي
٤١-إضاءات للتفك / البشير المراكشي
٤٢-تأسيس وعي المسلم المعاصر / أيمن عبدالرحيم
٤٣-الداروينية والإلحاد / يوسف سمرين
٤٤- ارجع لأصلك /رشاد القرني
٤٥-تفسير آيات تأولها الليبراليون /عبدالعزيز الطريفي
٤٦-القراءة الفكرية المقدمات والمبادئ..
٤٧-الحرب النفسية وتدمير الأمم والشعوب..
٤٨-هندسة العقول../ممدوح الحربي
٤٩-مفهوم العدل في القران /عبدالله العجيري
٥٠-الأصول الفلسلفية /عبدالله القرني
٥١-العقل عند أهل السنة /عبدالرحيم السلمي
٥٢-تعامل المسلم مع الشبهات /المراكشي
٥٣-اللغة والهوية /أبو زيد الادريسي
٥٤-تجربتي مع القراءة /السعيدي
٥٥-كيف تدعو إلى الإسلام
٥٦-مخاطر تهدد الهوية /محمد الشريف
٥٧-مقومات العقل المسلم /سلطان العميري
٥٨-تكوين العقلية الناقدة /سلطان العميري
٥٩-الغرب والحضارة الإسلامية../الادريسي
٦٠-دورة تكوين المفكر /عبدالكريم بكار
٦١-تاريخ الجزائر /محمد موسى
٦٢-إعجاز القران عند المتقدمين /أحمد السيد
٦٣-آثار الضعف الفكري على طالب العلم /فهد العجلان
٦٤-فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم /فهد العجلان
٦٥-ويسلموا تسليما /فهد العجلان
٦٦-الشورى في نظام الحكم.. /فهد العجلان
٦٧-صلح الحديبية ومنهج التعامل مع الأسئلة المشكلة /فهد العجلان
٦٨-موقف المسلم من الفتن /الطريفي
٦٩-الليبرالية صراع مع الفطرة /الطريفي
٧٠-شبهات العقائد والأفكار كيف تبدأ وأين تنتهي /الطريفي
٧١-كيف قادني الكتاب المقدس../جاشوا ايفنز
٧٢-إلى الجيل الصاعد /أحمد السيد
٧٣-نظرية المؤامرة /العوضي
٧٤-السنن الثوابت /السرجاني
٧٥-نظرية دورة حياة الأمم /السرجاني
٧٦-إن الله ليزغ بالسلطان../السرجاني
٧٧-تاريخ الأندلس /السرجاني
٧٨-قواعد التعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة /مطلق الجاسر
٧٩-وهم العلم /روبرت سيلدريك
٨٠-الماسونية /مهنا المهنا
(خير يوم طلعت فيه الشمس) ألهمكم الله يا أصدقاء حسن الدعاء، وجعله من الدعاء المسموع المقبول♥️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
فخالف هواك فإن الهوى يقود النفوس إلى ما يُعاب.
هذه قنوات صديقتي هناء وقد كانت حريصة على نشرها، وهي من العمل الصالح لها بإذن الله، دعواتكم الصادقة لها بالرحمة والمغفرة، فهي من أطيب وأحرص من عرفت في مواقع التواصل علمًا وحمى عن الدين، أسأل الله أن يجعل ما قدمت رفعة لها ورضوان، وأن يجعلها ممن أحبت لقاء الله فأحب الله لقاءها.
👆🏻
"الرسالة الفوتوغرافية| The Photographic message "

"يشرح باحث اللسانيات[ رولاند بارث ] في مقالةٍ من مقالاته، معنى أن الصورة الفوتوغرافية تحمل رسالة ذات معنى، مثلها مثل النص اللّغوي المكتوب.. وربّما أكثر.. من ناحية قنوات التأثير فيها، لذلك يمكن للمتلقي، أو الباحث، أن يقوم بتحليل عميق للصور لغاية استخراج المعنى أو الرسالة المراد إيصالها..".
حساب الأخ محمد الفوزان، رحمه الله وغفر له، وتقبله، وألحقه بالصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا:
‏⁦ m.soundcloud.com/ifawzan-1
‏فيها أذكار الصباح والمساء، وبعض التلاوات من القرآن الكريم بصوته، وسلسلة لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالإنجليزية، والقناة بمجملها مفيدة، شاركوا حسابه وانشروه.
تزيدني الأيام قناعة بأن المؤثر الأكبر على شخصية الإنسان مرتبط بـ"تربيته" وليس بـ"تدينه"، وذلك في أغلب الناس.

وأقصد هنا بالشخصية: الأخلاق السلوكية والنفسية والآداب الاجتماعية.

وذلك أن المرء ينشأ في بيئة ما، فيتربى على نمط معين في العيش، فتجد أحدهم خلوقا مؤدبا حييا نبيلا صادقا يحب العدل ويكره الظلم وأذى الناس، نظيف المخبر والمظهر.
وتجد الآخر تربى على الفظاظة وعدم الاحترام، وأذية الخلق، والمكر والخداع، والكذب، والحسد وغير ذلك.

فإذا وُفق الاثنين لسلوك طريق الهداية والتدين، فإنهما يتدينان على ما كانوا عليه من "تربية"، باستثناء من كان انتقاله من اللا تدين إلى التدين، قويا وشاملا ومستمرا، وهذا قليل في العموم، ومع ذلك ستبقى تنازعه أخلاقه التي نشأ عليه، فيغالبها بخُلق الإسلام، كما حدث مع الصحابة رضي الله عنهم.

صاحب التربية الحسنة في الغالب أقرب إلى التدين من غيره، لأن كمال خُلقه من جنس ما أتى به الإسلام، فهو قابل له، وهذا مشاهد ومحسوس، وأثر التدين عليه يكون في زيادة هذه الأخلاق، وفي احتسابه لها، فتنشأ عن طبيعة وتدين، بعد أن كانت عن طبيعة فقط.
وأما صاحب التربية السيئة فهو أمام تحد كبير لتهذيب نفسه وخُلقه، وهو إن لم يفطن لهذا، ربما تأول فظاظة خلقه بالشدة على الحق، وظل يبحث عن مبررات عيوبه في تأويلات بعيدة من الشرع.

حسنا، ما أثر معرفتنا بهذا؟
1 - أن نعتني بالأخلاق ونشيع الحديث عنها والدعوة إليها فيمن حولنا وفي المحيط الواسع بنا أيضا، وأن نعلم أن الأفراد والمجتمعات القريبة من الأخلاق هي قد اقتربت خطوات من التدين.
2- أن نعلم أن كثيرا من الظلم والخطأ الصادر عن "المتدينين" هو في الغالب ناشئ عن تربية سيئة ولو غُطي بغطاء الدين.
3- للأباء والأمهات: إن لم تستطع أن تربي أبناءك على التدين، فركز على الأخلاق، فهي دافعة لهم إلى الدين.
4- للمربين والدعاة: أن الخلق من الدين، وأن كمال الأخلاق يعين على كمال التدين، فلا بد من زرع هذه الخصال وبذرها وتربية الجيل عليها، بل وهو من أسباب ثباتهم على الدين.

ولعل شاهد هذا الكلام وأصله، قوله صلى الله عليه وسلم :"الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا".
قال المباركفوري في شرحه لهذا الحديث :" أي من كان من خيار القبائل في الجاهلية وكان يستعد لقبول المآثر وجميل الصفات والتفوق في الأقران لكنه كان في ظلمة الكفر والجهل مغمورا مستورا، كما يكون الذهب والفضة في المعدن ممزوجا مخلوطا في التراب، كان في الإسلام كذلك، وفاق بتلك الاستعدادات والمآثر والصفات على أقرانه في الدين، وتنور بنور العلم والإيمان".

والله أعلم
_مفارقات السعادة، لوك فيري
إن العقيدة التي لا غيب فيها ولا مجهول، ولا حقيقة أكبر من الإدراك البشري المحدود، ليست عقيدة... -خصائص التصور الإسلامي صـ١٢٠
قائمة القراءة التاريخية المنهجية، م أيمن عبدالرحيم
2024/06/15 12:37:56
Back to Top
HTML Embed Code: