ﻭﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺤﻴﺮﻳﺰ؛ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻓﺎﺭﺱ ﻧﻄﺤﺔ ﺃﻭ ﻧﻄﺤﺘﺎﻥ ﺛﻢ ﻻ ﻓﺎﺭﺱ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا ﺃﺑﺪًا، ﻭاﻟﺮﻭﻡ ﺫاﺕ اﻟﻘﺮﻭﻥ، ﻛﻠﻤﺎ ﻫﻠﻚ ﻗﺮﻥ ﺧﻠﻔﻪ ﻗﺮﻥ، ﺃﻫﻞ ﺻﺨﺮ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﺤﺮ، ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻵﺧﺮ اﻟﺪﻫﺮ ﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻜﻢ ﻣﺎ ﺩاﻡ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ ﺧﻴﺮ» .
ﺭﻭاﻩ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻣﺮﺳﻼ، ﻭاﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ.
ﺭﻭاﻩ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻣﺮﺳﻼ، ﻭاﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ.
Forwarded from كتب وروايات
أخلاقه صلى الله عليه وسلم:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم، كما وصفه ربه تعالى.
وكان صلوات الله عليه وسلامه أحلم الناس، وأشجع الناس، وأعدل الناس، وأعف الناس، لم تمس قط يده امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم منه.
وكان عليه الصلاة والسلام أسخى الناس، لا يثبت عنده دينار ولا درهم، فإن فضل، ولم يجد من يعطيه ويجنه الليل، لم يأو منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله تعالى إلا قوت عامه فقط، من أيسر ما يجد من الشعير والتمر، ويضع سائر ذلك فى سبيل الله تعالى.
لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه، ثم يعود على قوت عامه فيؤثر منه حتى يحتاج قبل انقضاء العام.
يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخدم في مهنة أهله، ويقطع اللحم معهن.
أشد الناس حياء، لا يثبت بصره في وجه أحد. يجيب دعوة العبد والحر.
ويقبل الهدايا ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب، ويكافئ عليها ويأكلها ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها.
تستتبعه الأمة والمسكين، فيتبعهما حيث دعواه.
ولا يغضب لنفسه، ويغضب لربه، وينفذ الحق وإن عاد ذلك بالضرر عليه وعلى أصحابه.
عرض عليه الانتصار بالمشركين، وهو في قلة وحاجة إلى إنسان واحد يزيده في عدد من معه، فأبى وقال: إنا لا نستنصر بمشرك.
يعصب الحجر على بطنه من الجوع، ومرة يأكل ما وجد، لا يرد ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضر، ولا يتورع عن مطعم حلال، إن وجد تمرا دون خبز أكله، وإن وجد شواء أكله، وإن وجد خبز بر أكله، وإن وجد حلواء أو عسلا أكله، وإن وجد لبنا دون خبز اكتفى به، وإن وجد بطيخا أو رطبا أكله.
لا يأكل متئكا ولا على خوان، منديله باطن قدميه. لم يشبع من خبز بر ثلاثا تباعا حتى لقي الله تعالى، إيثارا على نفسه، لا فقرا، ولا بخلا.
يجيب الوليمة، ويعود المرضى، ويشهد الجنائز.
يمشي وحده بين يدي أعدائه بلا حارس.
أشد الناس تواضعا، وأسكتهم في غير كبر، وأبلغهم في غير تطويل، وأحسنهم بشرا.
لا يهوله شىء من أمور الدنيا. ويلبس ما وجد، فمرة شملة، ومرة برد حبرة يمانيا، ومرة جبة صوف، ما وجد من المباح، لبس خاتم فضة، فصه منه، يلبسه فى خنصره الأيمن، وربما في الأيسر.
يردف خلفه عبده أو غيره. يركب ما أمكنه، مرة فرسا، ومرة بعيرا، ومرة حمارا، ومرة بغلة شهباء، ومرة راجلا حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة.
يعود كذلك المرضى في أقصى المدينة. يحب الطيب، ويكره الريح الردية.
يجالس الفقراء، ويواكل المساكين، ويستألف أهل الشرف بالبر لهم.
يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر.
يمزح ولا يقول إلا حقا، يضحك في غير قهقهة، ويرى اللعب المباح فلا ينكره، ويسابق أهله على الأقدام، ويرفع الأصوات عليه فيصبر.
له لقاح وغنم، يتقوت هو وأهله من ألبانها. وله عبيد وإماء، لا يتفضل عليهم فى مأكل ولا ملبس.
ولا يمضى له وقت في غير عمل لله تعالى، أو فيما لابد له من صلاح نفسه.
يخرج إلى بساتين أصحابه، ويقبل البر اليسير، ويشرب النبيذ الحلو، ولا يحقر مسكينا لفقره وزمانته، ولا يهاب ملكا لملكه، يدعو هذا وهذا إلى الله تعالى مستويا.
أطعم السم، وسحر، فلم يقتل من سمه، ولا من سحره، إذ لم ير عليهما قتلا، ولو وجب ذلك عليهما لما تركهما.
قد جمع الله له السيرة الفاضلة، والسياسة التامة.
وهو صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب، ونشأ فى بلاد الجهل والصحارى، فى بلد فقر، وذي رعية غنم.
ورباه الله تعالى محفوفا باللطف، يتيما لا أب له، ولا أم، فعلمه الله جميع محاسن الأخلاق، والطرق الحميدة. وأوحى إليه جل وعلا أخبار الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة، والغبطة والخلاص فى الدنيا، ولزوم الواجب، وترك الفضول من كل شىء.
وفقنا الله تعالى لطاعته عليه الصلاة والسلام فى أمره، والتأسي به في فعله، إلا فيما يخص به، آمين، آمين.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم، كما وصفه ربه تعالى.
وكان صلوات الله عليه وسلامه أحلم الناس، وأشجع الناس، وأعدل الناس، وأعف الناس، لم تمس قط يده امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم منه.
وكان عليه الصلاة والسلام أسخى الناس، لا يثبت عنده دينار ولا درهم، فإن فضل، ولم يجد من يعطيه ويجنه الليل، لم يأو منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله تعالى إلا قوت عامه فقط، من أيسر ما يجد من الشعير والتمر، ويضع سائر ذلك فى سبيل الله تعالى.
لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه، ثم يعود على قوت عامه فيؤثر منه حتى يحتاج قبل انقضاء العام.
يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخدم في مهنة أهله، ويقطع اللحم معهن.
أشد الناس حياء، لا يثبت بصره في وجه أحد. يجيب دعوة العبد والحر.
ويقبل الهدايا ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب، ويكافئ عليها ويأكلها ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها.
تستتبعه الأمة والمسكين، فيتبعهما حيث دعواه.
ولا يغضب لنفسه، ويغضب لربه، وينفذ الحق وإن عاد ذلك بالضرر عليه وعلى أصحابه.
عرض عليه الانتصار بالمشركين، وهو في قلة وحاجة إلى إنسان واحد يزيده في عدد من معه، فأبى وقال: إنا لا نستنصر بمشرك.
يعصب الحجر على بطنه من الجوع، ومرة يأكل ما وجد، لا يرد ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضر، ولا يتورع عن مطعم حلال، إن وجد تمرا دون خبز أكله، وإن وجد شواء أكله، وإن وجد خبز بر أكله، وإن وجد حلواء أو عسلا أكله، وإن وجد لبنا دون خبز اكتفى به، وإن وجد بطيخا أو رطبا أكله.
لا يأكل متئكا ولا على خوان، منديله باطن قدميه. لم يشبع من خبز بر ثلاثا تباعا حتى لقي الله تعالى، إيثارا على نفسه، لا فقرا، ولا بخلا.
يجيب الوليمة، ويعود المرضى، ويشهد الجنائز.
يمشي وحده بين يدي أعدائه بلا حارس.
أشد الناس تواضعا، وأسكتهم في غير كبر، وأبلغهم في غير تطويل، وأحسنهم بشرا.
لا يهوله شىء من أمور الدنيا. ويلبس ما وجد، فمرة شملة، ومرة برد حبرة يمانيا، ومرة جبة صوف، ما وجد من المباح، لبس خاتم فضة، فصه منه، يلبسه فى خنصره الأيمن، وربما في الأيسر.
يردف خلفه عبده أو غيره. يركب ما أمكنه، مرة فرسا، ومرة بعيرا، ومرة حمارا، ومرة بغلة شهباء، ومرة راجلا حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة.
يعود كذلك المرضى في أقصى المدينة. يحب الطيب، ويكره الريح الردية.
يجالس الفقراء، ويواكل المساكين، ويستألف أهل الشرف بالبر لهم.
يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر.
يمزح ولا يقول إلا حقا، يضحك في غير قهقهة، ويرى اللعب المباح فلا ينكره، ويسابق أهله على الأقدام، ويرفع الأصوات عليه فيصبر.
له لقاح وغنم، يتقوت هو وأهله من ألبانها. وله عبيد وإماء، لا يتفضل عليهم فى مأكل ولا ملبس.
ولا يمضى له وقت في غير عمل لله تعالى، أو فيما لابد له من صلاح نفسه.
يخرج إلى بساتين أصحابه، ويقبل البر اليسير، ويشرب النبيذ الحلو، ولا يحقر مسكينا لفقره وزمانته، ولا يهاب ملكا لملكه، يدعو هذا وهذا إلى الله تعالى مستويا.
أطعم السم، وسحر، فلم يقتل من سمه، ولا من سحره، إذ لم ير عليهما قتلا، ولو وجب ذلك عليهما لما تركهما.
قد جمع الله له السيرة الفاضلة، والسياسة التامة.
وهو صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب، ونشأ فى بلاد الجهل والصحارى، فى بلد فقر، وذي رعية غنم.
ورباه الله تعالى محفوفا باللطف، يتيما لا أب له، ولا أم، فعلمه الله جميع محاسن الأخلاق، والطرق الحميدة. وأوحى إليه جل وعلا أخبار الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة، والغبطة والخلاص فى الدنيا، ولزوم الواجب، وترك الفضول من كل شىء.
وفقنا الله تعالى لطاعته عليه الصلاة والسلام فى أمره، والتأسي به في فعله، إلا فيما يخص به، آمين، آمين.
👍10
دين الإسلام
...المسلمون لله وحده .... 1
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل لو عوجا، الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، الحمد لله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، الحمد لله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحمد لله أرحم الراحمين، الحمد لله ناصر المستضعفين، الحمد لله رب العالمين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة نكتبها على عجالة، نبين فيها حقيقة دين الإسلام، ونبين فيها من هم المسلمون حقا، ونميزهم عن أولئك المجرمين الأفاكين الذين يدعون الإسلام، وينسبون أنفسهم إليه، والإسلام منهم بريء.
نبين في هذه الرسالة أن الإسلام ليس مجرد اسم ليس له معنى، ونبين أن الإسلام يعني الكثير، وليس كل من ادعى أنه مسلم فهو مسلم، بل لا بد أن يأتي بالإسلام كما أنزله الله ويرتضيه.
إن الدين عند الله الإسلام، ولا يقبل الله من أحد دينا غيره، فقال سبحانه {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران : 19].
وقال سبحانه {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران : 85].
فالدين الذي يرتضيه سبحانه لعباده هو دين الإسلام، لا يرضى غيره من الأديان، ومن لم يكن على دين الإسلام فهو في الآخرة من الخاسرين، وهو في الآخرة من الخالدين في النار، لا يجدون عنها محصيا.
فكما أنه سبحانه لا يرضى غير دين الإسلام من عباده، كذلك سبحانه لا يرضى أن يكون دين المرء من الإسلام ناقصا، لا يقبل الله سبحانه من عباده أن يأتوا بشيء من الإسلام ويتركوا منه شيئا، لا يقبل الله من عباده أن يؤمنوا ببعض الدين ويتركوا بعضه الآخر، لا يقبل الله سبحانه من عباده أن يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض، قال سبحانه {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 85].
فالله سبحانه أنزل دينه كاملا تاما لا يعتريه عيب ولا نقص، أنزل من لدن حكيم عليم، قال سبحانه {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3].
فالله سبحانه قد أكمل الدين وأتمه، فليس فيه نقص ولا خلل، ولا يقبل الله من عباده إلا دينا كاملا، لا يقبل الله من عبد أن يأتي ببعض الإسلام ويترك بعضه الآخر، فكان أمر الله بينا واضحا، قال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)} [البقرة : 208-209].
فأمر الله لعباده في غاية الإحكام والوضوح، أن يأتوا بالإسلام كاملا، كما أكمله الله وأتمه، ومن أتى ببعض الإسلام وترك بعضه فلم يأت به كما أمر الله، ومن لم يأت به كما أمر الله، فلن يقبل الله منه، وفي الآخرة هو خاسر نفسه في جهنم، نسأل الله العفو والعافية.
فلذلك أردنا أن نذكر أنفسنا أولا، والناس عموما بما أنزل الله، فلعل قارئا يقرأ فينفعه الله، ونسأل الله أن يسدد قولنا، وأن يجعلنا ممن يأت بالإسلام كما أنزله الله، لا ننقص منه شيئا، ولا نزيد فيه شيئا، ونسأل الله أن يجعلنا من المفلحين الفائزين، الآمنين في الدنيا والآخرة. اللهم آمين.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " . قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه .
...المسلمون لله وحده .... 1
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل لو عوجا، الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، الحمد لله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، الحمد لله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحمد لله أرحم الراحمين، الحمد لله ناصر المستضعفين، الحمد لله رب العالمين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة نكتبها على عجالة، نبين فيها حقيقة دين الإسلام، ونبين فيها من هم المسلمون حقا، ونميزهم عن أولئك المجرمين الأفاكين الذين يدعون الإسلام، وينسبون أنفسهم إليه، والإسلام منهم بريء.
نبين في هذه الرسالة أن الإسلام ليس مجرد اسم ليس له معنى، ونبين أن الإسلام يعني الكثير، وليس كل من ادعى أنه مسلم فهو مسلم، بل لا بد أن يأتي بالإسلام كما أنزله الله ويرتضيه.
إن الدين عند الله الإسلام، ولا يقبل الله من أحد دينا غيره، فقال سبحانه {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران : 19].
وقال سبحانه {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران : 85].
فالدين الذي يرتضيه سبحانه لعباده هو دين الإسلام، لا يرضى غيره من الأديان، ومن لم يكن على دين الإسلام فهو في الآخرة من الخاسرين، وهو في الآخرة من الخالدين في النار، لا يجدون عنها محصيا.
فكما أنه سبحانه لا يرضى غير دين الإسلام من عباده، كذلك سبحانه لا يرضى أن يكون دين المرء من الإسلام ناقصا، لا يقبل الله سبحانه من عباده أن يأتوا بشيء من الإسلام ويتركوا منه شيئا، لا يقبل الله من عباده أن يؤمنوا ببعض الدين ويتركوا بعضه الآخر، لا يقبل الله سبحانه من عباده أن يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض، قال سبحانه {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 85].
فالله سبحانه أنزل دينه كاملا تاما لا يعتريه عيب ولا نقص، أنزل من لدن حكيم عليم، قال سبحانه {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3].
فالله سبحانه قد أكمل الدين وأتمه، فليس فيه نقص ولا خلل، ولا يقبل الله من عباده إلا دينا كاملا، لا يقبل الله من عبد أن يأتي ببعض الإسلام ويترك بعضه الآخر، فكان أمر الله بينا واضحا، قال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)} [البقرة : 208-209].
فأمر الله لعباده في غاية الإحكام والوضوح، أن يأتوا بالإسلام كاملا، كما أكمله الله وأتمه، ومن أتى ببعض الإسلام وترك بعضه فلم يأت به كما أمر الله، ومن لم يأت به كما أمر الله، فلن يقبل الله منه، وفي الآخرة هو خاسر نفسه في جهنم، نسأل الله العفو والعافية.
فلذلك أردنا أن نذكر أنفسنا أولا، والناس عموما بما أنزل الله، فلعل قارئا يقرأ فينفعه الله، ونسأل الله أن يسدد قولنا، وأن يجعلنا ممن يأت بالإسلام كما أنزله الله، لا ننقص منه شيئا، ولا نزيد فيه شيئا، ونسأل الله أن يجعلنا من المفلحين الفائزين، الآمنين في الدنيا والآخرة. اللهم آمين.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " . قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه .
قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة ؟ . قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أمارتها ؟ . قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . [ ص: 94 ] ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال لي : " يا عمر ، أتدري من السائل ؟ . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " . صحيح مسلم .
في هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة، بأن جبريل عليه السلام أتاهم ليعلمهم دينهم، أتاهم جبريل بأمر الله رب العالمين، ليسأل رسول الله أمام صحابته عن الدين، ليترسخ ذلك في الصحابة والمسلمين من بعدهم.
في هذا الحديث يبين لنا جبريل ورسول الله ما هو الدين الذي يرتضيه الله سبحانه وتعالى، فلا يقبل الله من أحد من عباده دينا ناقصا غير تام.
الخطب عظيم، قدم جبريل عليه السلام بأمر الله، على النبي صلى الله عليه وسلم أمام المسلمين، ليعلمهم الدين الذي يرتضيه الله رب العالمين.
فلا يقبل الله من أحد الإسلام بغير الإيمان، ولا يمكن لهذا أن يكون من الفائزين الناجين من عذاب رب العالمين، قال سبحانه {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء : 124].
وقال سبحانه {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل : 97].
وقال سبحانه {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء : 19].
وقال سبحانه {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه : 112].
وقال سبحانه {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} [الأنبياء : 94].
وقال سبحانه {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر : 40].
في آيات واضحات بينات، يبين سبحانه أنه يقبل من عباده الأعمال الصالحة من ذكر أو أنثى، بشرط أن يكونوا مؤمنين، لذلك نجد أنه سبحانه اشترط في آيات عديدة الإيمان فقال " وهو مؤمن " .
فلا إسلام بدون إيمان.
وقال سبحانه {بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة : 112].
وقال سبحانه {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء : 125].
وقال سبحانه {۞ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [لقمان : 22].
في آيات بينات محكمات، يبين سبحانه أنه لا بد لمن أراد أن يستمسك بالإسلام وبلا إله إلا الله أن يكون من المحسنين، وكذلك لا بد من الإحسان حتى يكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فلا إسلام بدون إحسان.
لذلك جاء الحديث واضحا بسؤال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبريل جاء ليعلم المسلمين ويثبت عندهم دين الله الذي يرتضيه، ليبلغوا من بعدهم دين الله كاملا غير ناقص.
فلا إسلام بغير إيمان وبغير إحسان.
ليس ثمة وجود لمسلم غير مؤمن.
وليس ثمة وجود لمسلم غير محسن.
فالمسلم الحق هو مؤمن وهو محسن.
وإذا حدث ثمة خلل فيها.. في الإسلام أو الإيمان أو الإحسان... فليس لصاحبها من الإسلام نصيب، وليس هو من المقبولين الآمنين الفائزين.
في هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة، بأن جبريل عليه السلام أتاهم ليعلمهم دينهم، أتاهم جبريل بأمر الله رب العالمين، ليسأل رسول الله أمام صحابته عن الدين، ليترسخ ذلك في الصحابة والمسلمين من بعدهم.
في هذا الحديث يبين لنا جبريل ورسول الله ما هو الدين الذي يرتضيه الله سبحانه وتعالى، فلا يقبل الله من أحد من عباده دينا ناقصا غير تام.
الخطب عظيم، قدم جبريل عليه السلام بأمر الله، على النبي صلى الله عليه وسلم أمام المسلمين، ليعلمهم الدين الذي يرتضيه الله رب العالمين.
فلا يقبل الله من أحد الإسلام بغير الإيمان، ولا يمكن لهذا أن يكون من الفائزين الناجين من عذاب رب العالمين، قال سبحانه {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء : 124].
وقال سبحانه {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل : 97].
وقال سبحانه {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء : 19].
وقال سبحانه {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه : 112].
وقال سبحانه {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} [الأنبياء : 94].
وقال سبحانه {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر : 40].
في آيات واضحات بينات، يبين سبحانه أنه يقبل من عباده الأعمال الصالحة من ذكر أو أنثى، بشرط أن يكونوا مؤمنين، لذلك نجد أنه سبحانه اشترط في آيات عديدة الإيمان فقال " وهو مؤمن " .
فلا إسلام بدون إيمان.
وقال سبحانه {بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة : 112].
وقال سبحانه {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء : 125].
وقال سبحانه {۞ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [لقمان : 22].
في آيات بينات محكمات، يبين سبحانه أنه لا بد لمن أراد أن يستمسك بالإسلام وبلا إله إلا الله أن يكون من المحسنين، وكذلك لا بد من الإحسان حتى يكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فلا إسلام بدون إحسان.
لذلك جاء الحديث واضحا بسؤال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبريل جاء ليعلم المسلمين ويثبت عندهم دين الله الذي يرتضيه، ليبلغوا من بعدهم دين الله كاملا غير ناقص.
فلا إسلام بغير إيمان وبغير إحسان.
ليس ثمة وجود لمسلم غير مؤمن.
وليس ثمة وجود لمسلم غير محسن.
فالمسلم الحق هو مؤمن وهو محسن.
وإذا حدث ثمة خلل فيها.. في الإسلام أو الإيمان أو الإحسان... فليس لصاحبها من الإسلام نصيب، وليس هو من المقبولين الآمنين الفائزين.
دين الإسلام
...المسلمون لله وحده .... 2
الإسلام
الإسلام: هو العروة الوثقى، وهو دعوة جميع الرسل والأنبياء، وهو الكفر بالطاغوت، واجتناب الطاغوت.
قال سبحانه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 256].
وقال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (37)} [النحل : 36-37].
يبين الله سبحانه لعباده دينه، يبين لهم الإسلام، يبين لعباده طريق الرشاد.
ولا يمكن لأحد أن يأتي بالإسلام، حتى يكفر بالطاغوت وحتى يجتنب الطاغوت.
والطاغوت: هو إله باطل يعبد من دون الله، هو إله باطل يصرف الناس له جزءا من العبادة.
فلا يقبل الله من أحد الدين حتى يكفر بهذا الطاغوت وبعبادته، ويكفر بعابديه، ولا يستقيم ذلك إلا بالبغض لهم والعداوة، قال سبحانه {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ُ} [الممتحنة : 4].
فلا يقبل الله الإسلام من أحد وهو يرى إلها باطلا يعبد من دون الله، ثم لا يكفر به.... هذا لا يمكن أن يكون مسلما.
ولا يقبل الله الإسلام من أحد وهو يرى إلها يعبد من دون الله، فيعينه وينصره ويحبه ويتودد إليه .... هذا لا يمكن أن يكون مسلما.
لا يكون العبد مسلما وهو خادم للطاغوت، بل هو عندئذ شر مكانا وأضل عن السبيل، قال سبحانه {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة : 60].
لا يكون العبد مسلما وهو مطيع للطاغوت معين له، وقد أمره الله بالكفر به ومحاربته، قال سبحانه {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء : 76].
لا يكون العبد مسلما وهو يتحاكم إلى غير ما أنزل الله، قال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)} [النساء : 60-61].
ليس للطاغوت عند المسلمين طاعة، ليس له عند المسلمين إلا السيف والحرب والقتال، ليس له عند المسلمين إلا البغض والعداء.
المسلمون: لا يسمعون للطاغوت ولا يطيعونه.
المسلمون: ما أحله الله لهم أحلوه لأمر الله، لا لأن غير الله أحله وسمح به، وما حرمه الله حرموه لأن الله حرمه، لا لأن غيره حرمه ومنعه، وما أباحه الله أباحوه لأن الله أباحه، لا لأن الطاغوت أباحه وأذن به.
الحياة كلها لا تنبغي أن تكون إلا لله، هذه حياة المسلمين.
وإن من أطاع الطاغوت فقد والاه ودخل في دينه وخرج من دين الله، دخل في الظلمات وخرج من النور، قال سبحانه {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة : 257].
لا إسلام لأحد وهو يرى أن للطاغوت حق السمع والطاعة، ولا إسلام لأحد يرى للطاغوت حق الملك والحكم، ولا إسلام لأحد قد استسلم للطاغوت في أمر من أموره، ومن فعل ذلك فقد آمن بالطاغوت وكفر بالله، قال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء : 51].
...المسلمون لله وحده .... 2
الإسلام
الإسلام: هو العروة الوثقى، وهو دعوة جميع الرسل والأنبياء، وهو الكفر بالطاغوت، واجتناب الطاغوت.
قال سبحانه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 256].
وقال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (37)} [النحل : 36-37].
يبين الله سبحانه لعباده دينه، يبين لهم الإسلام، يبين لعباده طريق الرشاد.
ولا يمكن لأحد أن يأتي بالإسلام، حتى يكفر بالطاغوت وحتى يجتنب الطاغوت.
والطاغوت: هو إله باطل يعبد من دون الله، هو إله باطل يصرف الناس له جزءا من العبادة.
فلا يقبل الله من أحد الدين حتى يكفر بهذا الطاغوت وبعبادته، ويكفر بعابديه، ولا يستقيم ذلك إلا بالبغض لهم والعداوة، قال سبحانه {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ُ} [الممتحنة : 4].
فلا يقبل الله الإسلام من أحد وهو يرى إلها باطلا يعبد من دون الله، ثم لا يكفر به.... هذا لا يمكن أن يكون مسلما.
ولا يقبل الله الإسلام من أحد وهو يرى إلها يعبد من دون الله، فيعينه وينصره ويحبه ويتودد إليه .... هذا لا يمكن أن يكون مسلما.
لا يكون العبد مسلما وهو خادم للطاغوت، بل هو عندئذ شر مكانا وأضل عن السبيل، قال سبحانه {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة : 60].
لا يكون العبد مسلما وهو مطيع للطاغوت معين له، وقد أمره الله بالكفر به ومحاربته، قال سبحانه {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء : 76].
لا يكون العبد مسلما وهو يتحاكم إلى غير ما أنزل الله، قال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)} [النساء : 60-61].
ليس للطاغوت عند المسلمين طاعة، ليس له عند المسلمين إلا السيف والحرب والقتال، ليس له عند المسلمين إلا البغض والعداء.
المسلمون: لا يسمعون للطاغوت ولا يطيعونه.
المسلمون: ما أحله الله لهم أحلوه لأمر الله، لا لأن غير الله أحله وسمح به، وما حرمه الله حرموه لأن الله حرمه، لا لأن غيره حرمه ومنعه، وما أباحه الله أباحوه لأن الله أباحه، لا لأن الطاغوت أباحه وأذن به.
الحياة كلها لا تنبغي أن تكون إلا لله، هذه حياة المسلمين.
وإن من أطاع الطاغوت فقد والاه ودخل في دينه وخرج من دين الله، دخل في الظلمات وخرج من النور، قال سبحانه {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة : 257].
لا إسلام لأحد وهو يرى أن للطاغوت حق السمع والطاعة، ولا إسلام لأحد يرى للطاغوت حق الملك والحكم، ولا إسلام لأحد قد استسلم للطاغوت في أمر من أموره، ومن فعل ذلك فقد آمن بالطاغوت وكفر بالله، قال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء : 51].
فلا يقبل الله الإسلام من أحد حتى يستسلم لله وحده، وحتى يطيع الله وحده، وحتى يعبد الله وحده، وحتى ينقاد لله وحده، وحتى يتبع الله وحده...
لا يقبل الله من أحد الإسلام حتى يكفر بالطاغوت ويجتنب الطاغوت، فمن حقق ذلك فله البشرى، وإلا فله الخزي والندامة، قال سبحانه {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} [الزمر : 17-18].
الإيمان
ولا يقبل الله من أحد الدين بغير إيمان، ولا بد أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما أنزله الله، وبكل ما أخبر الله به.
لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما جاء في كتاب الله ويعمل وفق أمر الله، وينتهي عما نهى الله عنه.
لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما جاء به رسل الله.
ولا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بيوم القيامة، يوم الجزاء والحساب، فيعمل بما يرضي الله وبما أمر الله، حتى ينجو من عذاب الله في ذاك اليوم.
لا بد للمسلم أن يؤمن بأن الله سبحانه هو الإله الحق وحده لا شريك له، وأن ما عبد من دون الله فإله باطل.
لا بد للمسلم أن يؤمن بأن ما أصابه من خير أو شر فهو من عند الله وحده.
لا بد للمؤمن أن يؤمن بأن الله سبحانه له الخلق والأمر، ليس الخلق لأحد غيره، وليس الأمر لأحد غيره.
.........
..........
..........
الإحسان
الإحسان: هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فلا بد لمن أراد النجاة أن يكون من المحسنين.
لا بد لمن أراد النجاة أن يعبد الله بصدق وإخلاص.
لا بد لمن أراد النجاة أن يعمل بما أمر الله مخلصا بذلك لله وحده.
لا بد لمن أراد النجاة أن ينتهي عما نهاه الله عنه لله وحده.
فالمسلم يعبد الله بصدق وإخلاص، يطيع الله فيما أمر على الوجه الذي أمر به مخلصا بذلك لله، لا يدفعه لطاعة الله إلا حبه لله.
والمسلم ينتهي عما نهاه الله عنه، محبة لله، وخوفا من الله، ولأن الله يراه ويعلم ما يفعل ويعمل، وإن كان الناس لا يعلمون.
فالمسلم هو مؤمن وهو محسن، ولا وجود لمسلم غير مؤمن، أو مسلم غير محسن.
فالمسلم المؤمن المحسن: يستجيب لله وحده، ويعمل بما أمر الله، وينتهي عما نهاه الله عنه.
لذلك فإن معصية الله خطيرة جدا على أصحابها إن لم يتوبوا إلى الله.
فمن عصى الله سبحانه وأصر على معصيته فقد هدم دينه وإيمانه وإحسانه.
لا وجود لمؤمن فاسق، هذا لا وجود له في دين الله، قال سبحانه {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)} [السجدة : 18-20].
في دين الله مؤمن محسن، وليس مؤمن فاسق.
فمن فسق ولم يتب فلا إيمان له البتة.
ولا يوجد مسلم عاص مصر على معصيته، هذا لا وجود له في دين الله، قال سبحانه {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14)} [النساء : 13-14].
وقال سبحانه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب : 36].
وقال سبحانه {إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن : 23].
فلا وجود لمسلم عاص مصر على معصيته.
ولا وجود لمؤمن فاسق.
بل لا يقبل الله إلا مسلما مؤمنا محسنا لله.
قد يعصي المسلم ربه لكنه سرعان ما يتوب لله ويندم على معصيته وينيب لربه.
هذه رسالة مختصرة، وقد بينا أكثر في قضية الكفر بالطاغوت واجتناب الطاغوت، وقد بينا أيضا بشرح موسع في قضية المعاصي وكفر المصر معصية الله.
والحمد لله رب العالمين.
لا يقبل الله من أحد الإسلام حتى يكفر بالطاغوت ويجتنب الطاغوت، فمن حقق ذلك فله البشرى، وإلا فله الخزي والندامة، قال سبحانه {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} [الزمر : 17-18].
الإيمان
ولا يقبل الله من أحد الدين بغير إيمان، ولا بد أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما أنزله الله، وبكل ما أخبر الله به.
لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما جاء في كتاب الله ويعمل وفق أمر الله، وينتهي عما نهى الله عنه.
لا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بكل ما جاء به رسل الله.
ولا بد لمن أراد النجاة أن يؤمن بيوم القيامة، يوم الجزاء والحساب، فيعمل بما يرضي الله وبما أمر الله، حتى ينجو من عذاب الله في ذاك اليوم.
لا بد للمسلم أن يؤمن بأن الله سبحانه هو الإله الحق وحده لا شريك له، وأن ما عبد من دون الله فإله باطل.
لا بد للمسلم أن يؤمن بأن ما أصابه من خير أو شر فهو من عند الله وحده.
لا بد للمؤمن أن يؤمن بأن الله سبحانه له الخلق والأمر، ليس الخلق لأحد غيره، وليس الأمر لأحد غيره.
.........
..........
..........
الإحسان
الإحسان: هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فلا بد لمن أراد النجاة أن يكون من المحسنين.
لا بد لمن أراد النجاة أن يعبد الله بصدق وإخلاص.
لا بد لمن أراد النجاة أن يعمل بما أمر الله مخلصا بذلك لله وحده.
لا بد لمن أراد النجاة أن ينتهي عما نهاه الله عنه لله وحده.
فالمسلم يعبد الله بصدق وإخلاص، يطيع الله فيما أمر على الوجه الذي أمر به مخلصا بذلك لله، لا يدفعه لطاعة الله إلا حبه لله.
والمسلم ينتهي عما نهاه الله عنه، محبة لله، وخوفا من الله، ولأن الله يراه ويعلم ما يفعل ويعمل، وإن كان الناس لا يعلمون.
فالمسلم هو مؤمن وهو محسن، ولا وجود لمسلم غير مؤمن، أو مسلم غير محسن.
فالمسلم المؤمن المحسن: يستجيب لله وحده، ويعمل بما أمر الله، وينتهي عما نهاه الله عنه.
لذلك فإن معصية الله خطيرة جدا على أصحابها إن لم يتوبوا إلى الله.
فمن عصى الله سبحانه وأصر على معصيته فقد هدم دينه وإيمانه وإحسانه.
لا وجود لمؤمن فاسق، هذا لا وجود له في دين الله، قال سبحانه {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)} [السجدة : 18-20].
في دين الله مؤمن محسن، وليس مؤمن فاسق.
فمن فسق ولم يتب فلا إيمان له البتة.
ولا يوجد مسلم عاص مصر على معصيته، هذا لا وجود له في دين الله، قال سبحانه {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14)} [النساء : 13-14].
وقال سبحانه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب : 36].
وقال سبحانه {إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن : 23].
فلا وجود لمسلم عاص مصر على معصيته.
ولا وجود لمؤمن فاسق.
بل لا يقبل الله إلا مسلما مؤمنا محسنا لله.
قد يعصي المسلم ربه لكنه سرعان ما يتوب لله ويندم على معصيته وينيب لربه.
هذه رسالة مختصرة، وقد بينا أكثر في قضية الكفر بالطاغوت واجتناب الطاغوت، وقد بينا أيضا بشرح موسع في قضية المعاصي وكفر المصر معصية الله.
والحمد لله رب العالمين.
السلسلة الكبرى في تدبر آيات القرآن ... { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه} 1
الحكمة .... لا يقصد بها أنها السنة ....
يقول الله تعالى {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [النساء : 46].
ويقول تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ } [المائدة : 13]
إن تحريف الكلم عن مواضعه لهو جريمة من الجرائم الكبرى عند الله، يلجأ لها أهل الباطل والضلال ..أعداء الله ودينه.. لتحريف الكلم عن مواضعه ليصدوا الناس عن سبيل الله، ولينتصروا لإبليس في حربه الكبرى التي شنها على بني آدم ليغويهم.
عندما عجز أهل الباطل أن ينصروا باطلهم، وعجزوا أن يغيروا شيئا مما أنزله الله، لأنه سبحانه تكفل بحفظ دينه وكتابه، عندها لجأ أهل الباطل لحيلة قديمة استخدمها أعداء الله من اليهود، فراحوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويوهموا الناس أن مقصود الله كذا وكذا، وهو قط لم يكن.
ومما حرف أهل الباطل من الكلم وأخرجوه عن معناه ما ذكر الله في كتابه " الحكمة ".
فقال المحرفون أن المقصود من قول الله تعالى " الحكمة " هي السنة، وهي ما ورد من أحاديث نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عجز أهل الباطل من أن يجدوا دليلا ليثبتوا أن رسول الله هو مشرع مع الله، فقالوا : الحكمة من الله ، فحديث الرسول ..المنسوب له... من الله، وقد فضحهم الله حيث قال {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران : 78].
ونعلم كلنا يقينا أن ما نسب من الأحاديث هي يقينا ليست من عند الله، فهؤلاء من ينسبون أنفسهم إلى السنة، يقولون بل هي وحي من الله أوحى بها إلى رسوله، وكذبوا والله، فما أنزل الله على رسوله من وحي غير القرآن الذي نتلوه " وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ".
إذا فما المقصود من ذكر الله تعالى الحكمة؟!
يجيبنا الله سبحانه عن مقصوده بذكره الحكمة، بعيدا عن آراء الناس وتحريفاتهم وفلسفتهم.
يقول الله تعالى {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129].
ذكر سبحانه وتعالى الآيات ههنا بالتلاوة " يتلوا عليهم آياتك " ، ثم ذكر التعليم للكتاب والحكمة " ويعلمهم الكتاب والحكمة ".
ويقول سبحانه وتعالى {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 151].
أيضا ههنا سبحانه يذكر الآيات بالتلاوة، ويذكر الكتاب والحكمة بالتعليم.
ويقول سبحانه وتعالى {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة : 231].
وههنا ذكر سبحانه وتعالى الكتاب والحكمة بالموعظة " يعظكم به "
غير أنه سبحانه وتعالى في هذه الآية بين أن الكتاب والحكمة قد أنزلهما الله ليعظ الناس بهما.
إذن فالكتاب والحكمة: منزلة من عند الله، وليست من عند البشر ولا من أقوالهم.
وقال سبحانه {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة : 251].
وقد ذكر سبحانه أن الملك والحكمة قد آتاهما الله لنبيه داوود، فالحكمة من عند الله يؤتيها من يشاء.
ويقول سبحانه {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة : 269].
يبين الله سبحانه أن الحكمة من عنده يؤتيها من يشاء من عباده.
وقال سبحانه في ذكر عيسى عليه السلام {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ} [آل عمران : 48].
الحكمة .... لا يقصد بها أنها السنة ....
يقول الله تعالى {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [النساء : 46].
ويقول تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ } [المائدة : 13]
إن تحريف الكلم عن مواضعه لهو جريمة من الجرائم الكبرى عند الله، يلجأ لها أهل الباطل والضلال ..أعداء الله ودينه.. لتحريف الكلم عن مواضعه ليصدوا الناس عن سبيل الله، ولينتصروا لإبليس في حربه الكبرى التي شنها على بني آدم ليغويهم.
عندما عجز أهل الباطل أن ينصروا باطلهم، وعجزوا أن يغيروا شيئا مما أنزله الله، لأنه سبحانه تكفل بحفظ دينه وكتابه، عندها لجأ أهل الباطل لحيلة قديمة استخدمها أعداء الله من اليهود، فراحوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويوهموا الناس أن مقصود الله كذا وكذا، وهو قط لم يكن.
ومما حرف أهل الباطل من الكلم وأخرجوه عن معناه ما ذكر الله في كتابه " الحكمة ".
فقال المحرفون أن المقصود من قول الله تعالى " الحكمة " هي السنة، وهي ما ورد من أحاديث نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عجز أهل الباطل من أن يجدوا دليلا ليثبتوا أن رسول الله هو مشرع مع الله، فقالوا : الحكمة من الله ، فحديث الرسول ..المنسوب له... من الله، وقد فضحهم الله حيث قال {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران : 78].
ونعلم كلنا يقينا أن ما نسب من الأحاديث هي يقينا ليست من عند الله، فهؤلاء من ينسبون أنفسهم إلى السنة، يقولون بل هي وحي من الله أوحى بها إلى رسوله، وكذبوا والله، فما أنزل الله على رسوله من وحي غير القرآن الذي نتلوه " وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ".
إذا فما المقصود من ذكر الله تعالى الحكمة؟!
يجيبنا الله سبحانه عن مقصوده بذكره الحكمة، بعيدا عن آراء الناس وتحريفاتهم وفلسفتهم.
يقول الله تعالى {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129].
ذكر سبحانه وتعالى الآيات ههنا بالتلاوة " يتلوا عليهم آياتك " ، ثم ذكر التعليم للكتاب والحكمة " ويعلمهم الكتاب والحكمة ".
ويقول سبحانه وتعالى {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 151].
أيضا ههنا سبحانه يذكر الآيات بالتلاوة، ويذكر الكتاب والحكمة بالتعليم.
ويقول سبحانه وتعالى {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة : 231].
وههنا ذكر سبحانه وتعالى الكتاب والحكمة بالموعظة " يعظكم به "
غير أنه سبحانه وتعالى في هذه الآية بين أن الكتاب والحكمة قد أنزلهما الله ليعظ الناس بهما.
إذن فالكتاب والحكمة: منزلة من عند الله، وليست من عند البشر ولا من أقوالهم.
وقال سبحانه {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة : 251].
وقد ذكر سبحانه أن الملك والحكمة قد آتاهما الله لنبيه داوود، فالحكمة من عند الله يؤتيها من يشاء.
ويقول سبحانه {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة : 269].
يبين الله سبحانه أن الحكمة من عنده يؤتيها من يشاء من عباده.
وقال سبحانه في ذكر عيسى عليه السلام {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ} [آل عمران : 48].
وههنا يذكر سبحانه الحكمة مع الكتاب والتوراة والإنجيل، وهذا ما يتوافق مع ما ذكرناه، أن الحكمة قد أنزلها الله سبحانه، ويؤتيها من يشاء من عباده، وليست الحكمة من أقوال الناس وصنيعهم.
وقال سبحانه {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران : 164].
وهنا يذكر سبحانه الآيات بالتلاوة، والكتاب والحكمة بالتعليم.
وقال سبحانه {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)} [النساء : 54-55].
يذكر سبحانه أن الكتاب والحكمة من عنده، وقد آتاهما آل إبراهيم، ومن ثم ذكر سبحانه " فمنهم من آمن به " ولم يقل بهما، وههنا دلالة أن الكتاب والحكمة شيء واحد.
وقال تعالى {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء : 113].
يبين سبحانه في هذه الآية أن الكتاب والحكمة قد أنزلها هو سبحانه على رسول الله، فهي منزلة من عند الله، وليست أقوال بشر، وعلم الله رسوله ما لم يكن يعلمه.
وقال سبحانه {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [المائدة : 110].
وفي هذه الآية ذكر سبحانه الحكمة بالتعليم مع الكتاب والتوراة والإنجيل، وذكرها مقرونة بالكتاب يدلنا أن الحكمة والكتاب لا يفترقان، والحكمة علم يعلمه الله ويؤتيه من يشاء.
وقال سبحانه {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل : 125].
في هذه الآية يأمر الله نبيه أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلهم بالتي هي أحسن.
والحكمة : هي قرينة الكتاب لا تنفك عنه، والتي هي من الكتاب، ومما أوحاه الله لرسوله، ومما أنزله الله إليه، والتي يؤتيها الله من يشاء.
والموعظة: ما يعظهم ويذكرهم به، وليس ثمة واعظ يعظ الناس مثلما أنزل الله من الآيات التي يرغب بها عباده، والآيات التي يخوف الله بها عباده.
والمجادلة بالتي هي أحسن: لا تكون إلا بذكر الأدلة والبراهين من الله وآياته.
وقال سبحانه {۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
وقال سبحانه {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران : 164].
وهنا يذكر سبحانه الآيات بالتلاوة، والكتاب والحكمة بالتعليم.
وقال سبحانه {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)} [النساء : 54-55].
يذكر سبحانه أن الكتاب والحكمة من عنده، وقد آتاهما آل إبراهيم، ومن ثم ذكر سبحانه " فمنهم من آمن به " ولم يقل بهما، وههنا دلالة أن الكتاب والحكمة شيء واحد.
وقال تعالى {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء : 113].
يبين سبحانه في هذه الآية أن الكتاب والحكمة قد أنزلها هو سبحانه على رسول الله، فهي منزلة من عند الله، وليست أقوال بشر، وعلم الله رسوله ما لم يكن يعلمه.
وقال سبحانه {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [المائدة : 110].
وفي هذه الآية ذكر سبحانه الحكمة بالتعليم مع الكتاب والتوراة والإنجيل، وذكرها مقرونة بالكتاب يدلنا أن الحكمة والكتاب لا يفترقان، والحكمة علم يعلمه الله ويؤتيه من يشاء.
وقال سبحانه {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل : 125].
في هذه الآية يأمر الله نبيه أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلهم بالتي هي أحسن.
والحكمة : هي قرينة الكتاب لا تنفك عنه، والتي هي من الكتاب، ومما أوحاه الله لرسوله، ومما أنزله الله إليه، والتي يؤتيها الله من يشاء.
والموعظة: ما يعظهم ويذكرهم به، وليس ثمة واعظ يعظ الناس مثلما أنزل الله من الآيات التي يرغب بها عباده، والآيات التي يخوف الله بها عباده.
والمجادلة بالتي هي أحسن: لا تكون إلا بذكر الأدلة والبراهين من الله وآياته.
وقال سبحانه {۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
👍2
(32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39)} [الإسراء : 23-39]
هذه الآيات تبين بصريح العبارة، وبغاية البيان ما هي الحكمة المقصودة في كتاب الله، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى أنه قضى ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، وبالوالدين إحسانا، فلا نقل لهما أف ولا ننهرهما، وأن نخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وأن نقل لهما قولا كريما، وأن نؤتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل، وألا نكون من المبذرين، وأن نقول لهم قولا ميسورا، وألا نبخل وألا نسرف مما رزقنا إياه الله، وألا نقتل أولادنا خشية إملاق، وألا نقربى الزنا، وألا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وألا نأكل مال اليتيم بالباطل، وأن نفي بالعهد، وألا نقف ما ليس لنا به علم، وألا نمشي في الأرض مرحا..... ثم بين سبحانه أن ذلك مما أوحى الله إلى رسوله من الحكمة.
إذا فالحكمة وحي من عند الله، وهي مما أنزله الله في الكتاب، مما يدلنا على صلاح ديننا ودنيانا، وليس المقصود من الحكمة ما قاله المبطلون بأنها السنة، فهذا تحريف مقيت، وكذب واضح فاضح.
وقال سبحانه {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان : 12-19].
يبين سبحانه في هذه الآيات الحكمة التي آتاها الله لقمان، أن يشكر لله ولا يكفر به.
وقد أوصى لقمان ابنه بالحكمة والتي هي: ألا يشرك بالله، وأن يشكر لله ولوالديه وأن يصاحبهما في الدنيا معروفا، وأن يسلك سبيل التائبين، وأن الله يحاسب عباده على مثقال حبة، وأن يقيم الصلاة، وأن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وأن يصبر على ما يصيبه، وألا يصعر خده للناس، وألا يمش في الأرض مرحا، وأن يعتدل في مشيه، وأن يغضض من صوته....
فهذه أيضا من الحكمة التي أوحاها الله إلى رسوله، ويؤتيها الله من يشاء من عباده، وهي كما ذكر الله تتلى، وليس المقصود بها كما حرفوا أنها السنة.
وقال سبحانه {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب : 34].
وههنا يبين سبحانه أن ما قلناه كان صوابا، حيث ذكر سبحانه أن الحكمة تتلى كآيات الله، ويعلم الناس جميعا أن الأحاديث لا يمكن أن تتلى.
هذه الآيات تبين بصريح العبارة، وبغاية البيان ما هي الحكمة المقصودة في كتاب الله، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى أنه قضى ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، وبالوالدين إحسانا، فلا نقل لهما أف ولا ننهرهما، وأن نخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وأن نقل لهما قولا كريما، وأن نؤتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل، وألا نكون من المبذرين، وأن نقول لهم قولا ميسورا، وألا نبخل وألا نسرف مما رزقنا إياه الله، وألا نقتل أولادنا خشية إملاق، وألا نقربى الزنا، وألا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وألا نأكل مال اليتيم بالباطل، وأن نفي بالعهد، وألا نقف ما ليس لنا به علم، وألا نمشي في الأرض مرحا..... ثم بين سبحانه أن ذلك مما أوحى الله إلى رسوله من الحكمة.
إذا فالحكمة وحي من عند الله، وهي مما أنزله الله في الكتاب، مما يدلنا على صلاح ديننا ودنيانا، وليس المقصود من الحكمة ما قاله المبطلون بأنها السنة، فهذا تحريف مقيت، وكذب واضح فاضح.
وقال سبحانه {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان : 12-19].
يبين سبحانه في هذه الآيات الحكمة التي آتاها الله لقمان، أن يشكر لله ولا يكفر به.
وقد أوصى لقمان ابنه بالحكمة والتي هي: ألا يشرك بالله، وأن يشكر لله ولوالديه وأن يصاحبهما في الدنيا معروفا، وأن يسلك سبيل التائبين، وأن الله يحاسب عباده على مثقال حبة، وأن يقيم الصلاة، وأن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وأن يصبر على ما يصيبه، وألا يصعر خده للناس، وألا يمش في الأرض مرحا، وأن يعتدل في مشيه، وأن يغضض من صوته....
فهذه أيضا من الحكمة التي أوحاها الله إلى رسوله، ويؤتيها الله من يشاء من عباده، وهي كما ذكر الله تتلى، وليس المقصود بها كما حرفوا أنها السنة.
وقال سبحانه {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب : 34].
وههنا يبين سبحانه أن ما قلناه كان صوابا، حيث ذكر سبحانه أن الحكمة تتلى كآيات الله، ويعلم الناس جميعا أن الأحاديث لا يمكن أن تتلى.
👎1