بسم الله القاصمِ لظهور الطواغيت، والصلاة والسلام على من جاء بالتوحيد نارًا على كل صنمٍ وطاغوت.

الكفر بالطاغوت: ولاءٌ لله وبراءةٌ من آلهة الباطل.

تعريف الطاغوت لغةً واصطلاحًا

إنّ لفظ الطاغوت مأخوذٌ من الطغيان، ويعني اللغويُّ كلَّ ما تجاوز الحد وغلا في الكفر حتى بات مضاداً لله؛ "كل مجاوز حده في العصيان طاغٍ". وفي الاصطلاح الشرعي يقول الإمام الطبري: «الطاغوت: كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه… إنساناً كان ذلك المعبود، أو شيطاناً، أو وثناً، أو صنماً، أو كائناً ما كان من شيء». وأضاف الإمام ابن القيم: «الطاغوت: كل ما تجاوز العبد به حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع». وبهذا التجميع يعرف أهل العلم الطاغوت بأنه أي معبود أو مبدأ يرفع أحداً فوق منزلة الله في العبادة أو التشريع، سواء كان إنساناً أو شيطاناً أو قانوناً وضعياً، إلى أن يُصبح بديلاً لله في قلوب الناس.
والتكملة في الأسفل إن شاء الله.

معنى الكفر بالطاغوت في فكر علماء الدعوة

الكفر بالطاغوت عند دعاة التوحيد هو البراءة التامة من عبادة الكائن أو القاعدة التي تعبد دون الله والاعتقاد ببطلان تلك العبادة.
قال ابن باز: "معناه البراءة منه واعتقاد بطلانه… فقد أمر الله عباده بالكفر بالطاغوت… والمعبود المأثور من دون الله يتبرأ المسلم منه".
ومن ثم فمن لم يؤمن بهذا ليس بمسلم بل لا بد أن يعلن براءته من كل عبادة خطأ، ويؤمن أن الله وحده المستحق للعبادة.
وعمّم أئمّة الدعوة هذا الفهم، فعدّد شيخ الدعاة ابن عبد الوهاب رحمه الله خمسة أنواع بارزة من الطواغيت تشمل الشيطان والطغاة الفاسدين وآكلي الرشوة ومن يُعبد برضاءٍ وعمل بغير علم.
ومقتضى ذلك أن تجديد إيماننا يتطلب تصحيح عقيدتنا بحيث نُجحد أي طاغوت مهما كان ونحكم أن عبادته إنما هي ضلال ولهذا يجب التبرؤ منها.
ونكمل لاحقا إن شاء الله.

- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يَقولُ: في سجودِهِ اللَّهمَّ اغفِر لي ذنبي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأوَّلَهُ وآخرَهُ وعلانيتَهُ وسِرَّهُ
.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 483 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : من أفراد مسلم على البخاري

‏من مغرب يوم الخميس إلى مغرب يوم الجمعه كل ثانيه فيها خزائن من الحسنات فلنُكثر من الصلاة على النبيﷺ

‏قال ﷺ: أكثروا من الصلاة عليّ ليلة الجمعه و يوم الجمعه فإن صلاتكم معروضة عليّ

قَالَ ابِنُ تَِيمِّيَة

مَنْ أَراد علوًّا فِي الدرجاتِ في الجَنَّة فليُكثِر من قيام الليل

وَقَال رَسُولنَا الكَرِيم مُحمد ﷺ

في الجنّةِ غُرَفٌ يُرَى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللهُ لِمَن أطْعَمَ الطعامَ، وأفْشَى السلامَ، وصلَّى بالليلِ والناسُ نِيامٌ

وَلِيعَلم العَبد قِيَّام اللِّيل مِن أَفضل العِبَاداتِ التُي تُقربك إِلى اللَّه والقَائمِين للِّيلِ يُحبّهُم اللَّه ورَسُولهِ ، فَقِيام اللِّيل خَالية مِن الرَّيـاء لَا يَراك أَحد سِوى اللَّه وفِيها يُستجاب الدُّعاء وتتحقق الأَماني .

قِيَّامكُم ولَا تَنْسُون غَزَّة مِن الدُّعاء ولَا تَنْسُونا

اللَّهُمَّ أَنتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنتَ.

قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ.

بسم الله القاصمِ لظهور الطواغيت، والصلاة والسلام على من جاء بالتوحيد نارًا على كل صنمٍ وطاغوت.

معنى الكفر بالطاغوت في فكر علماء الدعوة

الكفر بالطاغوت عند دعاة التوحيد هو البراءة التامة من عبادة الكائن أو القاعدة التي تعبد دون الله والاعتقاد ببطلان تلك العبادة.
قال ابن باز: "معناه البراءة منه واعتقاد بطلانه… فقد أمر الله عباده بالكفر بالطاغوت… والمعبود المأثور من دون الله يتبرأ المسلم منه".
ومن ثم فمن لم يؤمن بهذا ليس بمسلم بل لا بد أن يعلن براءته من كل عبادة خطأ، ويؤمن أن الله وحده المستحق للعبادة.
وعمّم أئمّة الدعوة هذا الفهم، فعدّد شيخ الدعاة ابن عبد الوهاب رحمه الله خمسة أنواع بارزة من الطواغيت تشمل الشيطان والطغاة الفاسدين وآكلي الرشوة ومن يُعبد برضاءٍ وعمل بغير علم.
ومقتضى ذلك أن تجديد إيماننا يتطلب تصحيح عقيدتنا بحيث نُجحد أي طاغوت مهما كان ونحكم أن عبادته إنما هي ضلال ولهذا يجب التبرؤ منها.
والتكملة في الأسفل إن شاء الله .

{سورة البقرة 256} من تفسير ابن كثير رحمه الله

شرح ابن كثير قوله تعالى: ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾ بأنه: "أي: من خلع الأنداد والأوثان وكلَّ ما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يعبد من دون الله، ووحد الله فعبده وحده وشهد أن لا إله إلا هو، فقد ثبت في أمره واستقام على الصراط المستقيم".
فالمسلم الذي يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله هو الذي يزيل من قلبه وكل صورة عبادة غير الله، ويوحّد الربوبية والإلهية لله وحده.
وإذا كان هذا ثباتاً في العقيدة («استمسك بالعروة الوثقى»)، فهو دليلٌ على التزام صحيح بمنهج التوحيد. وبذلك الربط بين كفر الطاغوت والإيمان بالله نصُّ تنجي ووثيقة وَثِقَ بها العاقل في لحمة عقيدته، فهو الذي يَرسُبُ إيمانه في الإخلاص لله وحده وينأى به عن الشرك والبغي.
ونكمل لاحقّا إن شاء الله.

الكفر بالطاغوت والخروج على الحاكم "الشرعي"

قد يُساء فهم الفَرق بين الكفر بالطاغوت ومسألة الخروج على الحكّام.
الطاغوت في مفهومه الأصيل مرتبط بالعبادة والولاء لله، أما الخروج على الحاكم فهو مسألة فقهية سياسية مستقلة.
ولذا حذّر العلماء من الربط بينهما الخاطئ.
يقول الشيخ أبي إسحاق الحويني رحمه الله: "كفرنا بالطاغوت على اختلاف أشكاله، وليس المقصود بالحاكم نفسه هو الطاغوت… كل ما يُحاكم إليه من دون الله تبارك وتعالى فهو طاغوت".
أي: الطاغوت ليس شخصاً بحد ذاته، بل كل نظام أو حكم يُشرع بغير ما أنزل الله. وعليه، فإنّ الخروج على الحاكم لا يُسقِط عقيدة، بل هو قرار سياسي مأمور بالمناسبة.
ووفقاً لابن باز فمسألة الخروج محل نظر: لا يصح الخروج على الحاكم إلا عند رؤية "كفر بواح" وإمكان إزالته، وإلا كان الأمر مفسدة تستوجب التوقِّي منه. فالفرق واضح: كفر الطاغوت يدعو المؤمن إلى تنقية ولائه لله وحده، بينما الخروج على الحاكم يجب أن يكون مرجعياً لحالته الشرعية وعواقبه، ولا يصح مع هذا أن نخلط بين البراءة من الطاغوت وإصدار أحكام سياسية.
والتكملة في الأسفل إن شاء الله .

أمثلة معاصرة للطاغوت: أين يختبئ الشيطان في زماننا؟

هذه الأيام ليس الطاغوت تمثالاً من حجر، ولا صنمًا منصوبًا في ساحة… بل هو اليوم يرتدي بدلة رسمية، ويجلس تحت قبة برلمان، ويتكلم باسم "الحريّة"!
فليُفهم ذلك جيدًا: الطاغوت في زماننا ليس وهمًا… بل واقعًا يحكم، ويُشرّع، ويُضلّل.

أول الطواغيت: دساتير البشر وقوانينهم
كل نظام يضع تشريعًا يناقض شرع الله، أو يعطل حدًّا من حدوده، أو يفرض طاعة مطلقة لحاكمٍ من دون الله… فهو طاغوت.
قال ابن القيم: "الطاغوت: ما تجاوز به العبد حدّه من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاع"
وقد قال ابن باز: "من حكم القوانين الوضعية، وفضّلها على شريعة الله، أو قال: يجوز الحكم بها، فهو كافرٌ مرتدّ"
ليس شرطًا أن يسجد للطاغوت، يكفي أن يحكم بغير ما أنزل الله، أو يُوالي من يفعل ذلك.

ثاني الطواغيت: الإعلام الممسوخ
هذه الشاشات السوداء، والمواقع المضللة، تُروّج للمجرمين، وتصنع من الفُجّار رموزًا وقدوات.
يرقص الناس على سمومها، ويُبهرون بكلام كُتّابها، ويُفتنون بممثليها ومغنّيها، حتى صار "الترند" هو المعبود، و"المشهور" هو الإله الجديد!
هؤلاء الذين يُضلّون الناس باسم الفن والثقافة… هم من جنود الطاغوت، وإن لم يشعروا.

ثالث الطواغيت: قبور تُعبد، ومشاهد تُعظّم
كم من قبرٍ يُطاف حوله؟ وكم من ميتٍ يُدعى ويُستغاث به؟!
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : "الطاغوت يشمل كل من تُعدى به الحد من معبودٍ أو مدعوٍّ أو مطاع، فالولي الذي يُدعَى من دون الله طاغوت، كما أن الحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت".
فكل مشهد يُرفع فوق قدره الشرعي، ويُجعل له ما ليس له… فقد صار طاغوتًا شاء الناس أم أبوا.

رابع الطواغيت: الهوى وهو الإله الجديد
قال تعالى: ﴿أفرأيت من اتخذ إلهه هواه﴾.
الذي يعيش على مزاجه، يحرّم ما يشاء، ويحلّ ما يشاء، ثم يبرر لنفسه كل باطل بدعوى "أنا حرّ"...
فهذا قد سجد لهواه، وركع لشهوته.
قال ابن القيم رحمه الله : "الهوى أصل كل بلية، ومن عبده فقد جعل من نفسه طاغوتًا يُطاع من دون الله"


نحن لا نعيش في فراغ.
إما أن تكفر بالطاغوت كفرًا صريحًا عمليًا واضحًا… أو ستسير خلفه دون أن تدري، وإن كنت تردد "لا إله إلا الله"

كُن من حزب الله، أو من أتباع الطاغوت.
الدين ليس شعورًا… بل موقفًا، ومعركة.
والتكملة في الأسفل إن شاء الله .

أيها الموحدون، لا يكفي أن تعرفوا الطاغوت… بل اجتزوا عنقه، واهدموا عرشه من قلوبكم!
أعيدوا صياغة الولاء… لا لأرضٍ ولا لرايةٍ ولا لشخص… بل لله وحده!
وأعيدوا تعريف العداوة… ليست لمن خالف ذوقك، بل لمن حارب ربك، وخالف دينه، وتكبّر على شريعته.

من قال: "أنا مسلم" ثم أطاع الطاغوت، أو رقّ قلبه له، أو برّره، أو سوّغ له، فليراجع إيمانه!
من قال: "لا إله إلا الله" وهو يقدّس قانون البشر، أو يحتكم إلى شرعة الغرب، فليحذر أن يُكتب عند الله من المنافقين!

فـ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ﴾… أي يكفر به كفرًا عمليًا، في القلب واللسان والجَنان، في الطاعة والموالاة والانتماء،
﴿وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾… إيمانًا لا يخالطه رجاء في سواه، ولا استسلام لسواه،
﴿فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾…

هذه دعوتنا:
جدّد ولاءك…
أعلن براءتك…
اسحق الطواغيت بسجدة خالصة لله…

وكن كما أرادك الله: موحِّدًا، ثابتًا، من الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم.

والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ولا تنسوني من صالح دعائكم ❤️‍🩹.