🌙 بر الوالدين ورعاية المسنين وحقوقهم في الإسلام 🌙
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ
📢 كلمة بعنوان "بر الوالدين ورعاية المسنين وحقوقهم في الإسلام" موجهة إلى إخواننا في تونس ومتابعي قناة الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [الأحد 23 رمضان 1446 هـ / الموافق الأحد 23 مارس 2025 م].
• ضمن فعاليات: الدورة العلمية الرمضانية إتحاف أهل الإسلام بمجالس شهر الصيام
ا https://www.tg-me.com/h_ibndaoud
ا https://www.tg-me.com/altaifa_almansoura
📌 روابط قناة الشيخ د. حسن بن داود بوقليل
• التلغرام: https://www.tg-me.com/h_ibndaoud
• الفيسبوك: https://www.facebook.com/h.ibndaoud
• تويتر [إيكس]: https://x.com/h_ibndaoud
• اليوتيوب: https://youtube.com/channel/UCRx53EU77WXCf7ezzYG3K4A
[مقطع صوتي]
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ
📢 كلمة بعنوان "بر الوالدين ورعاية المسنين وحقوقهم في الإسلام" موجهة إلى إخواننا في تونس ومتابعي قناة الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [الأحد 23 رمضان 1446 هـ / الموافق الأحد 23 مارس 2025 م].
• ضمن فعاليات: الدورة العلمية الرمضانية إتحاف أهل الإسلام بمجالس شهر الصيام
ا https://www.tg-me.com/h_ibndaoud
ا https://www.tg-me.com/altaifa_almansoura
📌 روابط قناة الشيخ د. حسن بن داود بوقليل
• التلغرام: https://www.tg-me.com/h_ibndaoud
• الفيسبوك: https://www.facebook.com/h.ibndaoud
• تويتر [إيكس]: https://x.com/h_ibndaoud
• اليوتيوب: https://youtube.com/channel/UCRx53EU77WXCf7ezzYG3K4A
[مقطع صوتي]
👍7🥰1🤝1
=== إتباعُ رمضان بستةٍ من شوال / الإمام ابن باديس ===
عن أبي أيُّوب الأنصاري (رضي الله تعالى عنه): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رواه مسلم وأصحاب السُّنن وغيرهم، وجاء بمعناه عن ثوبان وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وابن عمر.
***
✍️ المفردات:
- تقول العرب: اتبع الفرس لجامها، أي ألحقه بها في العطاء. يضرب مثلاً في الأمر باستكمال المعروف واستتمامه. ويصدق هذا ولو كان بين العطاء الأوَّل والعطاء الثَّاني مهلةٌ، وكذلك جاء قوله تعالى: {فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا} أي: ألحقنا بعض القرون ببعض في الهلاك النَّاشيء عن تكذيبهم، مع أنَّ بين كلِّ قرنٍ وقرنٍ مدَّةً طويلةً.
فالإتباع هو الإلحاق لشيءٍ بشيءٍ في أمرٍ؛ سواءً أكان عن اتِّصالٍ أو عن انفصالٍ. - الدهر: أصل معناه: مدَّة الدُّنيا، ويطلق على أمدٍ من الزَّمان قلَّ أو كثر. والمراد به هنا السَّنة كما جاء مصرَّحًا به في بعض روايات الحديث.
✍️ التراكيب:
أفادت ثَمَّ أنَّ الإتباع متأخِّرٌ عن الصَّوم، وإن كان قد جاء من طريق غير أبي أيُّوب العطف بالواو.
والضَّمير في "كَانَ" عائدٌ على عمل المفهوم من الكلام السَّابق، أي كان عمله، وهو صومه شهرًا وستَّة أيَّامٍ.
✍️ المعنى:
من صام رمضان، وصام بعده ستَّة أيَّامٍ من شوَّالٍ كان ذلك من عمله كصيام الدَّهر؛ لأنَّ الله تعالى جعل الحسنة بعشر أمثالها، فشهر رمضان بعشر أشهُرٍ، وستَّة أيَّامٍ بعده بشهرين، فذلك تمام السَّنة.
وجاء هذا التَّفسير عند النَّسائي من طريق ثوبان مرفوعًا.
✍️ تطبيق:
قد علمتَ أنَّ الإتباع يصدق بالإلحاق متَّصلاً أو منفصلاً، والفصل هنا واجبٌ بيوم الفطر، للعلم بحُرمة صومه، فمن فصل به فقط فهو مُتْبِعٌ، ومن فصل بأكثر منه فهو مُتبِعٌ، ومقتضى الإطلاق في لفظة "سِتًّا" أنَّه لا فرق في حصول الفضل بين أن تكون متواليةً أو متفرِّقةً، وما تقدَّم في فصل المعنى من حديث ثوبان يؤيِّد هذا الإطلاق؛ لأنَّ المقصود تحصيل ستَّة أيَّامٍ لتكون بمقتضى جزاء الحسنة بعشرٍ ستِّين يومًا، وهذا حاصلٌ عند تفرُّقها وعند اجتماعها.
✍️ الأحكام:
- ذهب الشَّافعية والحنابلة وغيرهم - وهو المصحَّح عند الحنفية - إلى استحباب صوم هذه الأيَّام، محتجِّين بهذا الحديث الصَّحيح الصَّريح.
- وأمَّا المالكيَّة فقد قال يحيى بن يحيى (راوي "الموطأ"): "سمعت مالكًا يقول في صيام ستَّة أيَّامٍ بعد الفطر من رمضان أنَّه لم ير أحدًا من أهل العلم والفقه يصومها، ولم يبلغني ذلك عن أحدٍ من السَّلف، وأنَّ أهل العلم يكرهون ذلك، ويخافون بدعته، وأن يُلحِق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصةً عند أهل العلم ورأوهم يعملون بذلك" اهـ
والَّذي يظهر من عبارات مالكٍ أنَّ المكروه هو صوم ستَّةٍ أيَّامٍ متواليةً بيوم الفطر، كما يفهم من قوله: "في صيام ستَّةٍ أيَّامٍ بعد الفطر"، ومن قوله: "وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء"، وإنَّما يخشى هذا الإلحاق إذا كانت متواليةً ومتَّصلةً بيوم الفطر، فالكراهة إذًا عنده منصبَّةٌ على صومها بهذه الصِّفة من التَّوالي والاتِّصال، لا على أصل صومها، وهذا هو التَّحقيق في مذهبه.
✍️ فقه مالك واحتياطه:
انبنى فقه مالكٍ واحتياطه على أصلين:
الأصل الأول: أنَّ العبادة المقدَّرة لا يزاد عليها ولا ينقص منها، وهو أصلٌ عامٌّ في جميع العبادات.
وفي خصوص الصِّيام قد ثبت نهيه (صلى الله عليه وسلم) أن يتقدَّم شهر رمضان بصيام يومٍ أو يومين، وظاهرٌ أنَّ وجه هذا النَّهي هو خوفُ أن يعدَّ ذلك من رمضان، فحمى الشَّارعُ بهذا النَّهي العبادة من الزِّيادة في أوَّلها.
فبنى مالك - بسعة علمه وبُعد نظره - على ذلك حمايتها من الزِّيادة في آخرها، فكره صوم تلك الأيَّام متواليةً متَّصلةً بيوم الفطر مخافة - كما قال - "أن يُلحِق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء"، فكان احتياطه في الأخير
مطابقًا لاحتياط النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأوَّل، وذلك كلُّه لأجل المحافظة على بقاء العبادة المقدَّرة على حالها غير مختلطةٍ بغيرها.
وقد جاء نظير هذا الاحتياط في الصَّلاة؛ فقد روى أبو داود في "سننه" أنَّ رجلاً دخل إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلَّى الفرض وقام ليصلِّي ركعتين، فقال له عمر بن الخطَّاب (رضي الله عنه): اجلِس حتَّى تفصل بين فرضك ونفلك، فبهذا هلك من كان قبلنا. فقال له (عليه وآله الصَّلاة والسَّلام): "أَصَابَ اللهُ بِكَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ!" يعني أنَّ الَّذين كانوا قبلنا وصلوا النَّوافل بالفرائض، فأدَّى ذلك إلى اعتقاد جهَّالهم وجوبَ الجميع، فأدَّى ذلك إلى تغيير شرع الله وهو سبب الهلاك.
عن أبي أيُّوب الأنصاري (رضي الله تعالى عنه): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رواه مسلم وأصحاب السُّنن وغيرهم، وجاء بمعناه عن ثوبان وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وابن عمر.
***
✍️ المفردات:
- تقول العرب: اتبع الفرس لجامها، أي ألحقه بها في العطاء. يضرب مثلاً في الأمر باستكمال المعروف واستتمامه. ويصدق هذا ولو كان بين العطاء الأوَّل والعطاء الثَّاني مهلةٌ، وكذلك جاء قوله تعالى: {فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا} أي: ألحقنا بعض القرون ببعض في الهلاك النَّاشيء عن تكذيبهم، مع أنَّ بين كلِّ قرنٍ وقرنٍ مدَّةً طويلةً.
فالإتباع هو الإلحاق لشيءٍ بشيءٍ في أمرٍ؛ سواءً أكان عن اتِّصالٍ أو عن انفصالٍ. - الدهر: أصل معناه: مدَّة الدُّنيا، ويطلق على أمدٍ من الزَّمان قلَّ أو كثر. والمراد به هنا السَّنة كما جاء مصرَّحًا به في بعض روايات الحديث.
✍️ التراكيب:
أفادت ثَمَّ أنَّ الإتباع متأخِّرٌ عن الصَّوم، وإن كان قد جاء من طريق غير أبي أيُّوب العطف بالواو.
والضَّمير في "كَانَ" عائدٌ على عمل المفهوم من الكلام السَّابق، أي كان عمله، وهو صومه شهرًا وستَّة أيَّامٍ.
✍️ المعنى:
من صام رمضان، وصام بعده ستَّة أيَّامٍ من شوَّالٍ كان ذلك من عمله كصيام الدَّهر؛ لأنَّ الله تعالى جعل الحسنة بعشر أمثالها، فشهر رمضان بعشر أشهُرٍ، وستَّة أيَّامٍ بعده بشهرين، فذلك تمام السَّنة.
وجاء هذا التَّفسير عند النَّسائي من طريق ثوبان مرفوعًا.
✍️ تطبيق:
قد علمتَ أنَّ الإتباع يصدق بالإلحاق متَّصلاً أو منفصلاً، والفصل هنا واجبٌ بيوم الفطر، للعلم بحُرمة صومه، فمن فصل به فقط فهو مُتْبِعٌ، ومن فصل بأكثر منه فهو مُتبِعٌ، ومقتضى الإطلاق في لفظة "سِتًّا" أنَّه لا فرق في حصول الفضل بين أن تكون متواليةً أو متفرِّقةً، وما تقدَّم في فصل المعنى من حديث ثوبان يؤيِّد هذا الإطلاق؛ لأنَّ المقصود تحصيل ستَّة أيَّامٍ لتكون بمقتضى جزاء الحسنة بعشرٍ ستِّين يومًا، وهذا حاصلٌ عند تفرُّقها وعند اجتماعها.
✍️ الأحكام:
- ذهب الشَّافعية والحنابلة وغيرهم - وهو المصحَّح عند الحنفية - إلى استحباب صوم هذه الأيَّام، محتجِّين بهذا الحديث الصَّحيح الصَّريح.
- وأمَّا المالكيَّة فقد قال يحيى بن يحيى (راوي "الموطأ"): "سمعت مالكًا يقول في صيام ستَّة أيَّامٍ بعد الفطر من رمضان أنَّه لم ير أحدًا من أهل العلم والفقه يصومها، ولم يبلغني ذلك عن أحدٍ من السَّلف، وأنَّ أهل العلم يكرهون ذلك، ويخافون بدعته، وأن يُلحِق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصةً عند أهل العلم ورأوهم يعملون بذلك" اهـ
والَّذي يظهر من عبارات مالكٍ أنَّ المكروه هو صوم ستَّةٍ أيَّامٍ متواليةً بيوم الفطر، كما يفهم من قوله: "في صيام ستَّةٍ أيَّامٍ بعد الفطر"، ومن قوله: "وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء"، وإنَّما يخشى هذا الإلحاق إذا كانت متواليةً ومتَّصلةً بيوم الفطر، فالكراهة إذًا عنده منصبَّةٌ على صومها بهذه الصِّفة من التَّوالي والاتِّصال، لا على أصل صومها، وهذا هو التَّحقيق في مذهبه.
✍️ فقه مالك واحتياطه:
انبنى فقه مالكٍ واحتياطه على أصلين:
الأصل الأول: أنَّ العبادة المقدَّرة لا يزاد عليها ولا ينقص منها، وهو أصلٌ عامٌّ في جميع العبادات.
وفي خصوص الصِّيام قد ثبت نهيه (صلى الله عليه وسلم) أن يتقدَّم شهر رمضان بصيام يومٍ أو يومين، وظاهرٌ أنَّ وجه هذا النَّهي هو خوفُ أن يعدَّ ذلك من رمضان، فحمى الشَّارعُ بهذا النَّهي العبادة من الزِّيادة في أوَّلها.
فبنى مالك - بسعة علمه وبُعد نظره - على ذلك حمايتها من الزِّيادة في آخرها، فكره صوم تلك الأيَّام متواليةً متَّصلةً بيوم الفطر مخافة - كما قال - "أن يُلحِق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء"، فكان احتياطه في الأخير
مطابقًا لاحتياط النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأوَّل، وذلك كلُّه لأجل المحافظة على بقاء العبادة المقدَّرة على حالها غير مختلطةٍ بغيرها.
وقد جاء نظير هذا الاحتياط في الصَّلاة؛ فقد روى أبو داود في "سننه" أنَّ رجلاً دخل إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلَّى الفرض وقام ليصلِّي ركعتين، فقال له عمر بن الخطَّاب (رضي الله عنه): اجلِس حتَّى تفصل بين فرضك ونفلك، فبهذا هلك من كان قبلنا. فقال له (عليه وآله الصَّلاة والسَّلام): "أَصَابَ اللهُ بِكَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ!" يعني أنَّ الَّذين كانوا قبلنا وصلوا النَّوافل بالفرائض، فأدَّى ذلك إلى اعتقاد جهَّالهم وجوبَ الجميع، فأدَّى ذلك إلى تغيير شرع الله وهو سبب الهلاك.
👍3❤2
لا يقال إنَّ مقدار العبادة معلومٌ من الدِّين بالضَّرورة، فكيف يظنُّ أنَّه قد يعتقد الجميع من الأصل والزِّيادة عبادةً واحدةً؛ لأنَّنا نقول إذا دام وصل النَّافلة بالفريضة، وطال العهد، وخلفت الخلوف، أدَّى ذلك أهل الجهالة إلى ذلك الاعتقاد.
والاحتياط للعبادة يقتضي قطع ذلك الاعتقاد من أصله بالنَّهي عمَّا يؤدِّي إليه، وهو من سدِّ الذَّرائع الَّذي هو أحد أصول مالكٍ في مذهبه.
ومع هذا فقد نقل الإمام القرافي عن الإمام عبد العظيم المنذري أنَّ الَّذي خشي منه مالك (رحمه الله تعالى) قد وقع بالعجم فصاروا يتركون المسحرين على عادتهم والقوانين، وشعائر رمضان إلى آخر السِّتَّة أيَّام، فحينئذ يظهرون شعائر العيد. اهـ
فلله مالكٌ ما أوسع علمه! وما أدقَّ نظره! وما أكثر اتِّباعه! فرحمة الله تعالى عليه، وعلى أئمَّة الهدى أجمعين.
الأصل الثاني: أنَّ ما ورد من العبادة مقيَّدًا بقَيدٍ يلتزم قيده، وما ورد منها مطلقًا يلتزم إطلاقه، فالآتي بالعبادة المقيَّدة دون قيدها مخالفٌ لأمر الشَّرع ووضعه.
والآتي بالعبادة المطلقة ملتزمًا فيه ما جعله بالتزامه كالقيد مخالفٌ كذلك لأمر الشَّرع ووضعه، وهو أصلٌ في جميع العبادات.
ومثال ما ورد من العبادة مقيَّدًا: التَّسبيح والتَّحميد والتَّكبير ثلاثًا وثلاثين مرَّةً والختم بـ: لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فقيِّدت هذه العبادة المحدَّدة بإيقاعها دبُرَ كلِّ صلاةٍ، فالإتيان بها في غير دبُر الصَّلوات مخالفةٌ للوضع الشَّرعي.
ومثال ما ورد مطلَقًا: "لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ في يومٍ مائةَ مرَّةٍ"، و"سبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرَّةً"، فيلتزمها في وقتٍ معيَّنٍ من النَّهار، فيخرج عن مقتضى الإطلاق في لفظ يوم من نصِّ الحديث فيكون مخالفًا للوضع الشَّرعي.
ولفظ الحديث الوارد في هذه الأيَّام جاء مطلقًا في الاتِّباع صادقًا بالاتِّصال والانفصال، وفي لفظ ستَّة صادقًا بتواليها وتفرُّقها، فالتزام اتِّصالها وتواليها تقييدٌ لما أطلقه الشَّرع وتزيُّدٌ عليه.
✍️ اقتداء وتحذير:
هذان الأصلان اللَّذان قرَّرنا بهما فقه مالكٍ، هما أصلان مجمعٌ عليهما، كثيرةٌ في الشَّريعة المطهَّرة أدلَّتُهما، والفروع الَّتي تنبني عليهما، فلنا في مالكٍ وغيره من أئمَّة الهدى القدوة الحسنة في التَّمسُّك بهما، فنحتاط لعبادتنا حتَّى لا نخلط بين فرضها ونفلها، ونتقبَّل ما جاء من العبادات مقيَّدًا أو محدَّدًا بقيده وحده، ونتقبَّل ما جاء منها مطلقًا على إطلاقه، فلا نلتزم فيه ما يخرجه عن الإطلاق.
ولنحذر كلَّ الحذر من الإخلال بقيود الشَّارع أو التَّقييد لمطلقاته، ففي ذلك استظهارٌ عليه، وقلَّة أدَبٍ معه، وتبديلٌ لوضعه، واختيارٌ عليه، وإنَّما الخير لله ولرسوله، لا لأحدٍ من النَّاس، وأنَّ الغالب على النَّاس أنَّهم لا يتعمَّدون الإخلال بالقيود، وإنَّما يتعمَّدون التَّقييد للمطلَقات وأنواع الالتزامات، مع أنَّهما في المخالفة سواءٌ، فلنحذر من الوقوع في مثل هذا على الخصوص.
✍️ امتثال:
نصوم هذه السِّتَّة كما رغَّبنا نبيُّنا طمعًا في فضل ربِّنا، غير ملتزمين وصلها ولا موالاتها، والله يلهمنا والمسلمين أجمعين أنواع المبرَّات، وإقامتها بمنِّه وكرمه. آمين.
انتهى من "مجالس التَّذكير من حديث البشير النذير" (ص 52).
==========
* مقال قديم نشرته سنة ٢٠١٣ وأعدت نشره هنا لفائدته هذه الأيام، فرحم الله الإمام عبد الحميد بن باديس.
حساب الفيسبوك 👇
https://www.facebook.com/share/p/18oNFoGgFc/
حساب تويتر 👇
https://x.com/h_ibndaoud?t=6vitsDp7fW-UlXaEdBhs5g&s=09
والاحتياط للعبادة يقتضي قطع ذلك الاعتقاد من أصله بالنَّهي عمَّا يؤدِّي إليه، وهو من سدِّ الذَّرائع الَّذي هو أحد أصول مالكٍ في مذهبه.
ومع هذا فقد نقل الإمام القرافي عن الإمام عبد العظيم المنذري أنَّ الَّذي خشي منه مالك (رحمه الله تعالى) قد وقع بالعجم فصاروا يتركون المسحرين على عادتهم والقوانين، وشعائر رمضان إلى آخر السِّتَّة أيَّام، فحينئذ يظهرون شعائر العيد. اهـ
فلله مالكٌ ما أوسع علمه! وما أدقَّ نظره! وما أكثر اتِّباعه! فرحمة الله تعالى عليه، وعلى أئمَّة الهدى أجمعين.
الأصل الثاني: أنَّ ما ورد من العبادة مقيَّدًا بقَيدٍ يلتزم قيده، وما ورد منها مطلقًا يلتزم إطلاقه، فالآتي بالعبادة المقيَّدة دون قيدها مخالفٌ لأمر الشَّرع ووضعه.
والآتي بالعبادة المطلقة ملتزمًا فيه ما جعله بالتزامه كالقيد مخالفٌ كذلك لأمر الشَّرع ووضعه، وهو أصلٌ في جميع العبادات.
ومثال ما ورد من العبادة مقيَّدًا: التَّسبيح والتَّحميد والتَّكبير ثلاثًا وثلاثين مرَّةً والختم بـ: لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فقيِّدت هذه العبادة المحدَّدة بإيقاعها دبُرَ كلِّ صلاةٍ، فالإتيان بها في غير دبُر الصَّلوات مخالفةٌ للوضع الشَّرعي.
ومثال ما ورد مطلَقًا: "لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ في يومٍ مائةَ مرَّةٍ"، و"سبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرَّةً"، فيلتزمها في وقتٍ معيَّنٍ من النَّهار، فيخرج عن مقتضى الإطلاق في لفظ يوم من نصِّ الحديث فيكون مخالفًا للوضع الشَّرعي.
ولفظ الحديث الوارد في هذه الأيَّام جاء مطلقًا في الاتِّباع صادقًا بالاتِّصال والانفصال، وفي لفظ ستَّة صادقًا بتواليها وتفرُّقها، فالتزام اتِّصالها وتواليها تقييدٌ لما أطلقه الشَّرع وتزيُّدٌ عليه.
✍️ اقتداء وتحذير:
هذان الأصلان اللَّذان قرَّرنا بهما فقه مالكٍ، هما أصلان مجمعٌ عليهما، كثيرةٌ في الشَّريعة المطهَّرة أدلَّتُهما، والفروع الَّتي تنبني عليهما، فلنا في مالكٍ وغيره من أئمَّة الهدى القدوة الحسنة في التَّمسُّك بهما، فنحتاط لعبادتنا حتَّى لا نخلط بين فرضها ونفلها، ونتقبَّل ما جاء من العبادات مقيَّدًا أو محدَّدًا بقيده وحده، ونتقبَّل ما جاء منها مطلقًا على إطلاقه، فلا نلتزم فيه ما يخرجه عن الإطلاق.
ولنحذر كلَّ الحذر من الإخلال بقيود الشَّارع أو التَّقييد لمطلقاته، ففي ذلك استظهارٌ عليه، وقلَّة أدَبٍ معه، وتبديلٌ لوضعه، واختيارٌ عليه، وإنَّما الخير لله ولرسوله، لا لأحدٍ من النَّاس، وأنَّ الغالب على النَّاس أنَّهم لا يتعمَّدون الإخلال بالقيود، وإنَّما يتعمَّدون التَّقييد للمطلَقات وأنواع الالتزامات، مع أنَّهما في المخالفة سواءٌ، فلنحذر من الوقوع في مثل هذا على الخصوص.
✍️ امتثال:
نصوم هذه السِّتَّة كما رغَّبنا نبيُّنا طمعًا في فضل ربِّنا، غير ملتزمين وصلها ولا موالاتها، والله يلهمنا والمسلمين أجمعين أنواع المبرَّات، وإقامتها بمنِّه وكرمه. آمين.
انتهى من "مجالس التَّذكير من حديث البشير النذير" (ص 52).
==========
* مقال قديم نشرته سنة ٢٠١٣ وأعدت نشره هنا لفائدته هذه الأيام، فرحم الله الإمام عبد الحميد بن باديس.
حساب الفيسبوك 👇
https://www.facebook.com/share/p/18oNFoGgFc/
حساب تويتر 👇
https://x.com/h_ibndaoud?t=6vitsDp7fW-UlXaEdBhs5g&s=09
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
👍6❤2
#مقاطع_إذاعة_مرسال
🎁🎉 بشرى لأحبتنا المتابعين لإذاعة مرسال 🎁🎉
تم اليوم نشر آخر المقاطع المنتقاة من سلسلة تعليق الشيخ د. حسن بوقليل - حفظه الله - على كتاب " شرح السنة" للإمام المزني [ دورة بلعباس- الجزائر ـ / 1436هـ - 2015]، يمكنكم تنزيل كل المقاطع ـ والتي بلغت 25 مقطعًا ـ في ملف واحد بنقرة زر ملحقا به قائمة المقاطع.
📢 والرجاء من إخواننا نشر هذه الفوائد والفرائد على أكبر نطاقٍ ممكنٍ عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي طلبًا من الله الأجر والمثوبة، وإعانة لنا على الخير ونشر العلم النافع، ومزاحمة لأهل الباطل، وفق الله الجميع لكل خير وجزاكم الله خيرا.
💿 لتحميل ملف مقاطع السلسلة:
ا https://www.tg-me.com/mirsallive/8022
• تحميل صوتيات الشيخ [MP3] عبر الخدمة السحابية MEGA:
ا https://mega.nz/folder/wtx2hKbT#1ZEIKwAXSnDWLe3LC2hp4w
• سماع السلسلة عبر ساوندكلاود:
ا https://soundcloud.com/mirsallive/sets/hb-sunamuzani
• يوتيوب:
ا https://www.youtube.com/playlist?list=PLxNcA3rLZElVq1KfzqngI50y6uoGskeUr
📡 إذاعة مرسال:
┈•ا🔸ا•┈
• فيسبوك : https://fb.com/mirsallive
• تويتر: https://twitter.com/mirsallive
🎁🎉 بشرى لأحبتنا المتابعين لإذاعة مرسال 🎁🎉
تم اليوم نشر آخر المقاطع المنتقاة من سلسلة تعليق الشيخ د. حسن بوقليل - حفظه الله - على كتاب " شرح السنة" للإمام المزني [ دورة بلعباس- الجزائر ـ / 1436هـ - 2015]، يمكنكم تنزيل كل المقاطع ـ والتي بلغت 25 مقطعًا ـ في ملف واحد بنقرة زر ملحقا به قائمة المقاطع.
📢 والرجاء من إخواننا نشر هذه الفوائد والفرائد على أكبر نطاقٍ ممكنٍ عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي طلبًا من الله الأجر والمثوبة، وإعانة لنا على الخير ونشر العلم النافع، ومزاحمة لأهل الباطل، وفق الله الجميع لكل خير وجزاكم الله خيرا.
💿 لتحميل ملف مقاطع السلسلة:
ا https://www.tg-me.com/mirsallive/8022
• تحميل صوتيات الشيخ [MP3] عبر الخدمة السحابية MEGA:
ا https://mega.nz/folder/wtx2hKbT#1ZEIKwAXSnDWLe3LC2hp4w
• سماع السلسلة عبر ساوندكلاود:
ا https://soundcloud.com/mirsallive/sets/hb-sunamuzani
• يوتيوب:
ا https://www.youtube.com/playlist?list=PLxNcA3rLZElVq1KfzqngI50y6uoGskeUr
📡 إذاعة مرسال:
┈•ا🔸ا•┈
• فيسبوك : https://fb.com/mirsallive
• تويتر: https://twitter.com/mirsallive
👍10❤6
=== انتبه أيها الشاب ===
انتشر في بعض صفحات التواصل مقطع لشاب جزائري لعله في المستوى الثانوي، يتحدث عن سورتي (الحفد والخَلع)، وأنهما من القرآن ولا نجدهما الآن في المصحف، مما يجعله ناقصًا في نظر هذا الشاب.
وإني أنصحه وأمثاله بأن السبق إلى المعلومة لا يعني أن تتجرأ على المبادئ الإسلامية، والمعلوم في الدين بالضرورة؛ فإنه لا يوجد مِن المسلمين مَن يعتقد النقص في المصحف العثماني الذي بين أيدينا، وإنما ذلك عند غلاة الشيعة.
👈 لا ينبغي للشباب أن يخوض فيما لا يحسنه من مسائل الدين، فها قد خاض هذا الشاب في بحر لا يحسن فيه السباحة، وهو الناسخ والمنسوخ، فنسب النقص إلى المصحف، ونشر ذلك بين المسلمين، فجعل بعضهم يشكون فيما يقرؤون!
فاحذر يا بُني أن يُطعن في الإسلام وثوابته بسببك.
👈 ينبغي للمسلم إذا تكلم عن الصحابة (رضي الله عنهم) أن يبدي الاحترام والترضي عليهم، لا أن يذكرهم كأناس من العامة، فضلا أن يعبر عنهم بألفاظ لا تليق، مثل ما ظهر في كلام هذا الشاب.
👈 ما نقلته عن إمام الحرم أنه قرأ بسورتي الحفد والخلع خطأ فاحش، فإنه دعا بالألفاظ الواردة فيهما، ولم يقرأها على أنها سورة من القرآن، فانتبه يا ولدي.
✍ ثم جوابًا على ما أشار إليه أقول:
هناك آيات منسوخة في القرآن نصًّا، ولهذا لم يكتبها الصحابة (رضي الله عنهم) في زمن عثمان (رضي الله عنه) لما جمع المصحف، ومن ذلك آية الرضعات العشر التي وردت في "صحيح مسلم"، ومنها ما أشار إليه في "الدر المنثور" سورتا الحفد والخلع، فهما منسوختان.
قال الشنقيطي في «أضواء البيان» (3/ 439 ط عطاءات العلم): «فمثال نسخ السنة بالكتاب: نسخ استقبال بيت المقدس باستقبال بيت الله الحرام، فإن استقبال بيت المقدس أولًا إنما وقع بالسنة لا بالقرآن، وقد نسخه الله بالقرآن في قوله: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} الآية. ومثال نسخ الكتاب بالسنة: نسخ آية عشر رضعات تلاوة وحكمًا بالسنة المتواترة؛ ونسخ سورة الخلع وسورة الحفد تلاوة وحكمًا بالسنة المتواترة. وسورة الخلع وسورة الحفد: هما للقنوت في الصبح عند المالكية، وقد أوضح صاحب (الدر المنثور) وغيره تحقيق أنهما كانتا سورتين من كتاب الله ثم نسختا».
وإنني لا أشك أن هذا الشاب تحمس لهذه (الفائدة!!)، من باب إثارة الفضول، وأنه لو كان يعلم خطورة الكلام والافتراء في هذا الباب لما أقبل على ما فعل، فأرجو أن يصل إليه هذا التنبيه.
كتبه: د حسن بن داود بوقليل
أستاذ محاضر بكلية العلوم الإسلامية / جامعة الجزائر1
==========================
الفيسبوك👇
https://www.facebook.com/share/p/1AMZ8AmP8s/
تويتر👇
https://x.com/h_ibndaoud?t=z8B9NAHlh_Lquq8UYWQC6A&s=09
انتشر في بعض صفحات التواصل مقطع لشاب جزائري لعله في المستوى الثانوي، يتحدث عن سورتي (الحفد والخَلع)، وأنهما من القرآن ولا نجدهما الآن في المصحف، مما يجعله ناقصًا في نظر هذا الشاب.
وإني أنصحه وأمثاله بأن السبق إلى المعلومة لا يعني أن تتجرأ على المبادئ الإسلامية، والمعلوم في الدين بالضرورة؛ فإنه لا يوجد مِن المسلمين مَن يعتقد النقص في المصحف العثماني الذي بين أيدينا، وإنما ذلك عند غلاة الشيعة.
👈 لا ينبغي للشباب أن يخوض فيما لا يحسنه من مسائل الدين، فها قد خاض هذا الشاب في بحر لا يحسن فيه السباحة، وهو الناسخ والمنسوخ، فنسب النقص إلى المصحف، ونشر ذلك بين المسلمين، فجعل بعضهم يشكون فيما يقرؤون!
فاحذر يا بُني أن يُطعن في الإسلام وثوابته بسببك.
👈 ينبغي للمسلم إذا تكلم عن الصحابة (رضي الله عنهم) أن يبدي الاحترام والترضي عليهم، لا أن يذكرهم كأناس من العامة، فضلا أن يعبر عنهم بألفاظ لا تليق، مثل ما ظهر في كلام هذا الشاب.
👈 ما نقلته عن إمام الحرم أنه قرأ بسورتي الحفد والخلع خطأ فاحش، فإنه دعا بالألفاظ الواردة فيهما، ولم يقرأها على أنها سورة من القرآن، فانتبه يا ولدي.
✍ ثم جوابًا على ما أشار إليه أقول:
هناك آيات منسوخة في القرآن نصًّا، ولهذا لم يكتبها الصحابة (رضي الله عنهم) في زمن عثمان (رضي الله عنه) لما جمع المصحف، ومن ذلك آية الرضعات العشر التي وردت في "صحيح مسلم"، ومنها ما أشار إليه في "الدر المنثور" سورتا الحفد والخلع، فهما منسوختان.
قال الشنقيطي في «أضواء البيان» (3/ 439 ط عطاءات العلم): «فمثال نسخ السنة بالكتاب: نسخ استقبال بيت المقدس باستقبال بيت الله الحرام، فإن استقبال بيت المقدس أولًا إنما وقع بالسنة لا بالقرآن، وقد نسخه الله بالقرآن في قوله: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} الآية. ومثال نسخ الكتاب بالسنة: نسخ آية عشر رضعات تلاوة وحكمًا بالسنة المتواترة؛ ونسخ سورة الخلع وسورة الحفد تلاوة وحكمًا بالسنة المتواترة. وسورة الخلع وسورة الحفد: هما للقنوت في الصبح عند المالكية، وقد أوضح صاحب (الدر المنثور) وغيره تحقيق أنهما كانتا سورتين من كتاب الله ثم نسختا».
وإنني لا أشك أن هذا الشاب تحمس لهذه (الفائدة!!)، من باب إثارة الفضول، وأنه لو كان يعلم خطورة الكلام والافتراء في هذا الباب لما أقبل على ما فعل، فأرجو أن يصل إليه هذا التنبيه.
كتبه: د حسن بن داود بوقليل
أستاذ محاضر بكلية العلوم الإسلامية / جامعة الجزائر1
==========================
الفيسبوك👇
https://www.facebook.com/share/p/1AMZ8AmP8s/
تويتر👇
https://x.com/h_ibndaoud?t=z8B9NAHlh_Lquq8UYWQC6A&s=09
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
👍18❤4💯1
الأشهر الحرم
sheikh Hassan Bouklil الشيخ حسن بوقليل
🌙 الأشهر الحرم 🌙
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [ المدة: 11:15د ]
◘ المصدر: خطبة الجمعة بعنوان "الأشهر الحرم" [25 أفريل 2025].
📌 روابط قناة الشيخ د. حسن بن داود بوقليل
• التلغرام: https://www.tg-me.com/h_ibndaoud
• الفيسبوك: https://www.facebook.com/h.ibndaoud
• تويتر [إيكس]: https://x.com/h_ibndaoud
• اليوتيوب: https://youtube.com/channel/UCRx53EU77WXCf7ezzYG3K4A
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [ المدة: 11:15د ]
◘ المصدر: خطبة الجمعة بعنوان "الأشهر الحرم" [25 أفريل 2025].
📌 روابط قناة الشيخ د. حسن بن داود بوقليل
• التلغرام: https://www.tg-me.com/h_ibndaoud
• الفيسبوك: https://www.facebook.com/h.ibndaoud
• تويتر [إيكس]: https://x.com/h_ibndaoud
• اليوتيوب: https://youtube.com/channel/UCRx53EU77WXCf7ezzYG3K4A
👍4❤3💯2🥰1
=== بين ابن باديس والطيب العقبي ===
✍️ مما وقعت عليه عيني في جريدة "الإصلاح" (العدد 47) بتاريخ (10 جمادى الثانية 1366) الموافق لـ (1 ماي 1947م) التي كان يشرف عليها الشيخ العقبي، رسالة تشجيعية من الإمام المصلح الشيخ ابن باديس إلى الشيخ الطيب العقبي، كانت فاتحة خير في دعوة الإصلاح الجزائرية، فها هي دونكم إخواني:
فاتحة عهد التعارف
(بين الفقيد العظيم والأستاذ الشيخ العقبي)
حل الشيخ الأستاذ العقبي بمدينة بسكرة من أرض الحجاز، وما كاد يستقر به المقام هنالك حتى رفع علَم المقاومة في وجه المظالم والاضطهادات، وحمل حملةً عنيفةً على المنكرات التي أُلصِقت بالدِّين والبدع والخرافات، فذاع صِيته، وسارت بذكر حملته الجريئة الرُّكبانُ، وكان من أوَّل ما ورد عليه من تشجيع في سبيل الحق ومؤازرة للدعوة الإصلاحية الخالصة لوجه الله الكريم هو هذه الرسالة الكريمة التي جاءته من الفقيد العظيم، فكانت فاتحة عهد تعارف وتآلف وجهاد متواصل في سبيل الله، ورفع شأن الإسلام، وخدمة الأمة، وهذا نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
حامدًا ومصليًّا
باتنة ۲۱ صفر سنة ١٣٤٢
العلامةَ الأديبَ الفهَّامة الأريب، مولانا الأستاذ الشيخ سيدي الطيب العقبي - لا زال موفورَ المواهب، محمود العواقب -:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
سيدى، لا زِلتُ مشتاقًا جدَّ الاشتياق إلى رؤيتكم والاجتماع بكم منذ حلَلتُم بهاته الدِّيار، ولم تُتَح لي - ويا للأسف - تلكَ الأُمنية إلى اليوم، بيننا روابطُ رُوحيَّةٌ هي التي جعلتني أحِنُّ إليكم هذا الحنين؛ الإسلام، والعروبة، والأدبية، والشرقية، والتلمذة للأستاذ الكبير مولانا الشيخ حمدان - رحمه الله تعالى -.
كل واحدة من هاته الروابط كافيةٌ لمَزج الأرواح مَزجًا، فاللهَ أسأل أن ييسِّر لنا أسبابَ الاجتماع البدني، كما مَنَّ علينا بهذا الوِداد الرُّوحي.
كتبتُ هذا بدُكَّان أخينا المُحبِّ الأديب المِفضال سيدى المعراج، بعدما أرجنا مجلسَنا بذكركم الذكي، فاقبَلوا مني ومنه أجمل التحيات الوِدادية.
والسلام.
وكتب محبكم: عبد الحميد باديس لطف به.
✍️ مما وقعت عليه عيني في جريدة "الإصلاح" (العدد 47) بتاريخ (10 جمادى الثانية 1366) الموافق لـ (1 ماي 1947م) التي كان يشرف عليها الشيخ العقبي، رسالة تشجيعية من الإمام المصلح الشيخ ابن باديس إلى الشيخ الطيب العقبي، كانت فاتحة خير في دعوة الإصلاح الجزائرية، فها هي دونكم إخواني:
فاتحة عهد التعارف
(بين الفقيد العظيم والأستاذ الشيخ العقبي)
حل الشيخ الأستاذ العقبي بمدينة بسكرة من أرض الحجاز، وما كاد يستقر به المقام هنالك حتى رفع علَم المقاومة في وجه المظالم والاضطهادات، وحمل حملةً عنيفةً على المنكرات التي أُلصِقت بالدِّين والبدع والخرافات، فذاع صِيته، وسارت بذكر حملته الجريئة الرُّكبانُ، وكان من أوَّل ما ورد عليه من تشجيع في سبيل الحق ومؤازرة للدعوة الإصلاحية الخالصة لوجه الله الكريم هو هذه الرسالة الكريمة التي جاءته من الفقيد العظيم، فكانت فاتحة عهد تعارف وتآلف وجهاد متواصل في سبيل الله، ورفع شأن الإسلام، وخدمة الأمة، وهذا نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
حامدًا ومصليًّا
باتنة ۲۱ صفر سنة ١٣٤٢
العلامةَ الأديبَ الفهَّامة الأريب، مولانا الأستاذ الشيخ سيدي الطيب العقبي - لا زال موفورَ المواهب، محمود العواقب -:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
سيدى، لا زِلتُ مشتاقًا جدَّ الاشتياق إلى رؤيتكم والاجتماع بكم منذ حلَلتُم بهاته الدِّيار، ولم تُتَح لي - ويا للأسف - تلكَ الأُمنية إلى اليوم، بيننا روابطُ رُوحيَّةٌ هي التي جعلتني أحِنُّ إليكم هذا الحنين؛ الإسلام، والعروبة، والأدبية، والشرقية، والتلمذة للأستاذ الكبير مولانا الشيخ حمدان - رحمه الله تعالى -.
كل واحدة من هاته الروابط كافيةٌ لمَزج الأرواح مَزجًا، فاللهَ أسأل أن ييسِّر لنا أسبابَ الاجتماع البدني، كما مَنَّ علينا بهذا الوِداد الرُّوحي.
كتبتُ هذا بدُكَّان أخينا المُحبِّ الأديب المِفضال سيدى المعراج، بعدما أرجنا مجلسَنا بذكركم الذكي، فاقبَلوا مني ومنه أجمل التحيات الوِدادية.
والسلام.
وكتب محبكم: عبد الحميد باديس لطف به.
👍23❤8
👇👇👇👇👇👇👇👇
=== عيوب الأضاحي ===
روى أبو داود (2802) عن عبيد بن فيروز قال: سألتُ البراء بن عازب: ما لا يجوز في الأضاحي؟ فقال: قام فينا رسولُ الله ﷺ - وأصابعي أقصر من أصابعه، وأناملي أقصر من أنامله - فقال: "أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحي". فقال: "الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا ، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي".
قال: قلتُ: فإني أكره أن يكون في السنِّ نقص. قال: ما كرهتَ فدَعه، ولا تحرِّمه على أحد.
✍️ قوله: (بيِّنٌ عوَرُها)، أي: إحدى عينَيها عمياء ظاهرة.
✍️ قوله: (والمريضة)، أي: المرض الذي يجعلها لا تعتلف.
✍️ قوله: (بيِّنٌ ظلَعها) أي: عرَجها، ويكون ظاهرًا يمنعها من اللَّحاق بأخواتها.
✍️ قوله: (والكَسِير) أي: التي لا نِقْيَ لها، وهو المخ، فهي هزيلةٌ جدًّا.
✍️ قال الخطابي: "في الحديث دليل على أن العيب الخفيف في الضحايا معفو عنه، ألا تراه يقول: بين عورها، وبين مرضها، وبين ظلعها، فالقليل منه غير بيِّن، فكان معفوا عنه".
✍️ وقال النووي: "وأجمعوا على أن العيوب الأربعة المذكورة في حديث البراء لا تجزئ التضحية بها، وكذا ما كان في معناها أو أقبح منها كالعمى، وقطع الرجل وشبهه".
على الفايسبوك 👇
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2643879225885902&id=100007915508418
على تويتر 👇
https://twitter.com/h_ibndaoud/status/1286956442159853573?s=19
=== عيوب الأضاحي ===
روى أبو داود (2802) عن عبيد بن فيروز قال: سألتُ البراء بن عازب: ما لا يجوز في الأضاحي؟ فقال: قام فينا رسولُ الله ﷺ - وأصابعي أقصر من أصابعه، وأناملي أقصر من أنامله - فقال: "أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحي". فقال: "الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا ، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي".
قال: قلتُ: فإني أكره أن يكون في السنِّ نقص. قال: ما كرهتَ فدَعه، ولا تحرِّمه على أحد.
✍️ قوله: (بيِّنٌ عوَرُها)، أي: إحدى عينَيها عمياء ظاهرة.
✍️ قوله: (والمريضة)، أي: المرض الذي يجعلها لا تعتلف.
✍️ قوله: (بيِّنٌ ظلَعها) أي: عرَجها، ويكون ظاهرًا يمنعها من اللَّحاق بأخواتها.
✍️ قوله: (والكَسِير) أي: التي لا نِقْيَ لها، وهو المخ، فهي هزيلةٌ جدًّا.
✍️ قال الخطابي: "في الحديث دليل على أن العيب الخفيف في الضحايا معفو عنه، ألا تراه يقول: بين عورها، وبين مرضها، وبين ظلعها، فالقليل منه غير بيِّن، فكان معفوا عنه".
✍️ وقال النووي: "وأجمعوا على أن العيوب الأربعة المذكورة في حديث البراء لا تجزئ التضحية بها، وكذا ما كان في معناها أو أقبح منها كالعمى، وقطع الرجل وشبهه".
على الفايسبوك 👇
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2643879225885902&id=100007915508418
على تويتر 👇
https://twitter.com/h_ibndaoud/status/1286956442159853573?s=19
Facebook
Log in or sign up to view
See posts, photos and more on Facebook.
👍13❤3
إلى كل العائلة والأصدقاء والمعارف
تقبل الله منا ومنكم
✍️ د حسن بن داود بوقليل
تقبل الله منا ومنكم
✍️ د حسن بن داود بوقليل
❤26👍19💯2
=== مساجلة علمية حول التوسعة على العيال في يوم عاشوراء ===
إنَّ مسألة (التَّوسعة على العيال في يوم عاشوراء) مطروحة بين أهل العلم قديمًا وحديثًا، وممَّا حفظ لنا التُّراث الجزائريُّ مساجَلةٌ علمِيَّةٌ بينَ الشَّيخ أبي يعلى الزَّواوي، والشَّيخ عمر بن البَسكري، وهي تدلُّ على عِلم الرَّجُلَين، وعدَم المُحاباة مقابِلَ الحقِّ، وسَعة صدورِهم للخلاف الفقهيِّ.
وأصل هذه المساجلة:
فتوى أصدرَها الشَّيخُ أبو يعلى الزَّواوي - رحمه الله - جوابًا لسؤالٍ ورد عليه من محمَّد بن عبد الله الطَّنجي من مدينة (البليدة)، وذلك ضمن الأسئلة الموجَّهة لـ(لجنة الفتوى) بـ(جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)؛ فالشَّيخ أبو يعلى - رحمه الله - عضوٌ فيها، وكان يَرأسُها الشَّيخ العربي التبسي - رحمه الله -، ولمَّا قرأ الشَّيخ عمر بن البسكري - رحمه الله - الفَتوى ردَّ عليها في الجريدة نفسها، ثمَّ أجابه الشَّيخ أبو يعلى – رحمه الله -.
فأحبَبت أن أنشُر هذه المساجَلة، وأعلِّق عليها بما يسَّر الله، وهو الموفِّق.
***
جاء في العدد 15 من «البصائر» (1/128):
«قسم الفتوى»:
سأل السيد محمَّد بن عبد الله الطَّنْجي السَّاكن في (البليدة) بقوله: أفتى بعضُ الطَّلبة بجواز التَّوسعة على العِيال يوم عاشوراء، واعتمد في فتواه تلك حديثَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَنْهُ سَائِرَ سَنَتِهِ». وهل هذا الحديث الَّذي استدلَّ به صحيحٌ أو حسنٌ أو ضعيفٌ أو موضوعٌ؟
أفيدونا تؤجَروا.
الجواب: أصابَ مَن أفتى بذلك[1]، وأنَّ التَّوسِعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غير المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»[2].
قلتُ: وأجَبنا هذا السَّائل أخذًا لخاطِره فقَط، ومِن حيثُ السُّؤال على الحديثِ، وإلاَّ فإنَّ الإِنفاق على العِيال لا يُستَفتى فيه؛ إنَّما يُستَفتى في عدَم الإِنفاق إنِ استَطاع وبخِل[3].
أبو يعلى الزَّواوي
***
ثمَّ تعقَّبه الشَّيخُ عمر بن البسكري - رحمه الله - في العدد 20 من «البصائر» (1/167):
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾
كتابٌ كريمٌ إلى أخٍ كريمٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ ربِّه عمرَ بن البَسكري إلى أخيه، بل والِده الإِصلاحيِّ، شيخِ المُصلِحين، ومُصلِح الشُّيوخ سيَّدِي أبي يعلَى الزَّواوي - أمدَّ اللهُ في عُمره لنَفع المسلِمين -:
السَّلام عليكم ورحمة الله
وبعد: فقَد اطَّلعتُ لفضِيلتكم بجريدة «البصائر» على ما يتحتَّم التَّنبيهُ عليه، والدَّعوة إلى إصلاحِ خَلَلِه؛ لما في الأثَر: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْمِرْآةِ»[4]، ولما في «الصَّحيح»: «اَلْمُؤْمِنُ لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ؛ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»[5].
ذلكم سيِّدي! ما أفتَيتُم به في (العدد الخامسَ عشر) من الجريدة، المذكور تحت عنوان: «قسم الفتوى»، من تأيِيد مَن يقولُ بجَواز التَّوسِعة على العِيال يوم عاشُوراء، ومُعتمَد كلٍّ منكُما على حديثِ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، لقولكم حرفِيًّا: «أصابَ مَن أفتى بذلك، وأنَّ التَّوسعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غيرِ المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»».
هكذا قُلتُم حرفيًّا.
سيِّدي! أُحيط جَنابَكُم علمًا بأنَّ الحديثَ المذكور يقولُ فيه حجَّة الإسلام ابنُ تيمِيَّة ما نصُّه حرفيًّا في كتاب «منهاج السُّنة» (ج 4/ ص 114): «وقد يَروِي كثيرٌ ممَّن ينتسِبُ إلى السُّنة أحاديثَ يظُنُّونها من السُّنة وهي كذِبٌ؛ كالأحاديثِ المروِيَّة في فضل عاشُوراء - غير الصَّوم -، وفضل الكُحل فيه، والاغتِسال، والحديث، والخِضاب، والمُصافَحة، وتَوسِعة النَّفقة على العِيال فيه، ونحوِ ذلك، وليسَ في أحاديثِ عاشُوراء حديثٌ صحيحٌ غير الصَّوم»، هكذا يقول حرفيًّا، وتبِعه تلميذُه ابنُ القيِّم وابنُ رجَبٍ، وغيرُهم[6]، ثمَّ لا يخفَى على جَنابكم أنَّ الجرحَ مقدَّمٌ على التَّعديل[7].
وأمَّا الآيةُ الَّتي استَدللتُم بها فهي غيرُ مطابِقةٍ لمحلِّ النِّزاع؛ لأنَّها في أصلِ النَّفقة العامَّة في سائِر الأيَّام الَّتي تقِلُّ وتكثُر بحسَب رِزق المُنفِق.
وهي لم يسأَلكُم عنها السَّائل، وإنَّما تب
إنَّ مسألة (التَّوسعة على العيال في يوم عاشوراء) مطروحة بين أهل العلم قديمًا وحديثًا، وممَّا حفظ لنا التُّراث الجزائريُّ مساجَلةٌ علمِيَّةٌ بينَ الشَّيخ أبي يعلى الزَّواوي، والشَّيخ عمر بن البَسكري، وهي تدلُّ على عِلم الرَّجُلَين، وعدَم المُحاباة مقابِلَ الحقِّ، وسَعة صدورِهم للخلاف الفقهيِّ.
وأصل هذه المساجلة:
فتوى أصدرَها الشَّيخُ أبو يعلى الزَّواوي - رحمه الله - جوابًا لسؤالٍ ورد عليه من محمَّد بن عبد الله الطَّنجي من مدينة (البليدة)، وذلك ضمن الأسئلة الموجَّهة لـ(لجنة الفتوى) بـ(جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)؛ فالشَّيخ أبو يعلى - رحمه الله - عضوٌ فيها، وكان يَرأسُها الشَّيخ العربي التبسي - رحمه الله -، ولمَّا قرأ الشَّيخ عمر بن البسكري - رحمه الله - الفَتوى ردَّ عليها في الجريدة نفسها، ثمَّ أجابه الشَّيخ أبو يعلى – رحمه الله -.
فأحبَبت أن أنشُر هذه المساجَلة، وأعلِّق عليها بما يسَّر الله، وهو الموفِّق.
***
جاء في العدد 15 من «البصائر» (1/128):
«قسم الفتوى»:
سأل السيد محمَّد بن عبد الله الطَّنْجي السَّاكن في (البليدة) بقوله: أفتى بعضُ الطَّلبة بجواز التَّوسعة على العِيال يوم عاشوراء، واعتمد في فتواه تلك حديثَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَنْهُ سَائِرَ سَنَتِهِ». وهل هذا الحديث الَّذي استدلَّ به صحيحٌ أو حسنٌ أو ضعيفٌ أو موضوعٌ؟
أفيدونا تؤجَروا.
الجواب: أصابَ مَن أفتى بذلك[1]، وأنَّ التَّوسِعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غير المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»[2].
قلتُ: وأجَبنا هذا السَّائل أخذًا لخاطِره فقَط، ومِن حيثُ السُّؤال على الحديثِ، وإلاَّ فإنَّ الإِنفاق على العِيال لا يُستَفتى فيه؛ إنَّما يُستَفتى في عدَم الإِنفاق إنِ استَطاع وبخِل[3].
أبو يعلى الزَّواوي
***
ثمَّ تعقَّبه الشَّيخُ عمر بن البسكري - رحمه الله - في العدد 20 من «البصائر» (1/167):
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾
كتابٌ كريمٌ إلى أخٍ كريمٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ ربِّه عمرَ بن البَسكري إلى أخيه، بل والِده الإِصلاحيِّ، شيخِ المُصلِحين، ومُصلِح الشُّيوخ سيَّدِي أبي يعلَى الزَّواوي - أمدَّ اللهُ في عُمره لنَفع المسلِمين -:
السَّلام عليكم ورحمة الله
وبعد: فقَد اطَّلعتُ لفضِيلتكم بجريدة «البصائر» على ما يتحتَّم التَّنبيهُ عليه، والدَّعوة إلى إصلاحِ خَلَلِه؛ لما في الأثَر: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْمِرْآةِ»[4]، ولما في «الصَّحيح»: «اَلْمُؤْمِنُ لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ؛ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»[5].
ذلكم سيِّدي! ما أفتَيتُم به في (العدد الخامسَ عشر) من الجريدة، المذكور تحت عنوان: «قسم الفتوى»، من تأيِيد مَن يقولُ بجَواز التَّوسِعة على العِيال يوم عاشُوراء، ومُعتمَد كلٍّ منكُما على حديثِ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، لقولكم حرفِيًّا: «أصابَ مَن أفتى بذلك، وأنَّ التَّوسعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غيرِ المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»».
هكذا قُلتُم حرفيًّا.
سيِّدي! أُحيط جَنابَكُم علمًا بأنَّ الحديثَ المذكور يقولُ فيه حجَّة الإسلام ابنُ تيمِيَّة ما نصُّه حرفيًّا في كتاب «منهاج السُّنة» (ج 4/ ص 114): «وقد يَروِي كثيرٌ ممَّن ينتسِبُ إلى السُّنة أحاديثَ يظُنُّونها من السُّنة وهي كذِبٌ؛ كالأحاديثِ المروِيَّة في فضل عاشُوراء - غير الصَّوم -، وفضل الكُحل فيه، والاغتِسال، والحديث، والخِضاب، والمُصافَحة، وتَوسِعة النَّفقة على العِيال فيه، ونحوِ ذلك، وليسَ في أحاديثِ عاشُوراء حديثٌ صحيحٌ غير الصَّوم»، هكذا يقول حرفيًّا، وتبِعه تلميذُه ابنُ القيِّم وابنُ رجَبٍ، وغيرُهم[6]، ثمَّ لا يخفَى على جَنابكم أنَّ الجرحَ مقدَّمٌ على التَّعديل[7].
وأمَّا الآيةُ الَّتي استَدللتُم بها فهي غيرُ مطابِقةٍ لمحلِّ النِّزاع؛ لأنَّها في أصلِ النَّفقة العامَّة في سائِر الأيَّام الَّتي تقِلُّ وتكثُر بحسَب رِزق المُنفِق.
وهي لم يسأَلكُم عنها السَّائل، وإنَّما تب
👍6❤2🔥1