Audio
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (12)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
حقيقة العبودية .
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔷حقيقة العبودية
الله الذي أنزل الكتاب هدى للناس، وجعل الرسول قدوةً للعباد، فلا هداية إلا بالكتاب، ولا يتمّ الكتاب إلا بالرسول، وامتداده من الأئمة المعصومين الذين أورثهم الله الكتاب. فالمحور الأساس للرسالات السماوية هو التوحيد والعبادة، إذ خلق الله الإنسان لعبادته، وجاء الأنبياء جميعًا بهذا النداء الإلهي: "يا قوم اعبدوا الله".
فالعبادة ليست مجرد أعمال شعائرية، بل مفهوم شامل لحياة الإنسان، تشمل الخضوع لله في كل شيء، كما قال تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين". فالإنسان بين خيارين لا ثالث لهما: إما عبادة الله، أو عبادة الباطل بجميع ألوانه.
ورسول الله صلى الله عليه وآله هو النموذج الأكمل لعبودية الله، حيث جسّد مفهوم العبودية الشامل، وكان مظهرًا للطاعة والخضوع المطلق لله. ولذلك، لا يتحقق كمال العبودية إلا بالإخلاص، والخشوع، والصمت، والخوف من الله، والاستحياء منه في السر والعلن، والزهد في الدنيا، وحبّ الأخيار، وتجنب أهل الباطل.
وهذا ما أكّده الإمام الرضا عليه السلام بقوله: "أول عبادة الله معرفته"، فالمعرفة أساس العبودية، ومن عرف الله حقًا لم يَرَ لنفسه ملكًا فيما خوله الله، بل يرى أن المال والأبناء والنفس ملك لله، ويتصرّف فيها وفق إرادته سبحانه.
🔸والإمام الصادق عليه السلام لخص حقيقة العبودية في ثلاث:
1. عدم رؤية ملكية الإنسان لما أعطاه الله.
2. عدم التدبير للنفس، بل التوكل على الله.
3. أن يكون شغله فيما أمر الله ونهاه.
🔶جوهر العبودية
فالعبودية الحقيقية ليست مجرد أفعال ظاهرية، بل مقام روحي ومعرفي ينعكس على السلوك، فيكون العبد متواضعًا، زاهدًا، صابرًا، محبًا للصالحين، مبغضًا لأعداء الله، يرى الدنيا وسيلة للآخرة، لا غاية بحد ذاتها.
وهكذا كان النبي صلى الله عليه وآله قبل البعثة، مثالًا للطهارة والعبودية، فاتهموه بالسحر والكهانة والجنون، كما يتهم كل داعٍ إلى الحق عبر التاريخ، لأن رسالته تصدم أهل الدنيا وتفضح زيفهم.
فالعبودية هي جوهر الوجود، والأنبياء والأئمة عليهم السلام هم القادة الحقيقيون في مسيرتها، ولا هداية إلا بالسير على نهجهم في التوحيد والطاعة المطلقة لله.
🔸 الصراع بين الإيمان والنفاق
يمكن أن يُتَّهم الرساليون كما اتُّهم النبي محمد (ص) والرسل من قبله، فقد وصفهم قومهم بالمجانين لأنهم كانوا يعملون أشياء لا يستوعبها عامة الناس ضمن معاييرهم ومقاييسهم الدنيوية والأهوائية.
الرساليون يصدمون المجتمع بالأفكار القرآنية الرسالية وتطبيقها في الواقع، بينما يرى المجتمع القرآن كتابًا من الماضي، شيئًا لزمنٍ قديمٍ، ويظن أنه ليس وقته الآن، فيتخذ منه ما يناسب أهواءه ويترك ما يخالفها.
لكن الرساليين لا يقبلون بهذه النظرة، فهم يعملون بالقرآن بكل ما فيه، مما يصدم ضعاف الإيمان والمنافقين والمذبذبين.
وعندما يصطدمون مع هؤلاء، يبدأ المجتمع بمواجهتهم بالإشاعات والافتراءات والأكاذيب، لأن الرساليين يفضحون الواقع الفاسد والهزيل، ويكشفون النفاق من خلال سلوكهم وإيمانهم، دون الحاجة إلى خطاب مباشر، فمجرد عملهم الصادق يكون تعريةً للنفاق.
ولأن الرساليين يقدمون نموذجًا إيمانيًا كاملاً.
بينما المنافقون لا يمتلكون إلا إيمانًا زائفًا متلبسًا بالادعاء، فإن زيفهم ينكشف عند عرض هذا النموذج الحقيقي في المجتمع. ولذلك، قال قوم النبي عنه إنه مجنون، لأنه لم يبالِ بردود أفعالهم، ولم يُؤخَذ بحساباتهم الدنيوية، بل قام بالتبليغ الإلهي، وواجه الشرك والأصنام، ودعا لعبادة الله وحده، مما جعلهم يرونه مخالفًا لعاداتهم وأعرافهم.
🔶سنة الهية
وعلى مر التاريخ، كانت هذه هي مسيرة الرسل والرساليين، حيث يواجهون نفس الاتهامات والمشاكل والعقبات.
قالوا عن النبي إنه كاهن، لأنه أخبرهم بالغيب الذي علمه الله، وقالوا إنه مُعلَّم، واتهموه بأن هناك من يعلمه سرًّا، كما يحدث اليوم حين يُتهم أصحاب الحق بأنهم مرتبطون بجهات خارجية أو دول معينة.
ورغم كل هذه الاتهامات، كان النبي (ص) يعيش حياة البسطاء ويؤدي دوره الرسالي بإخلاص، غير آبهٍ بتكذيب المكذبين، بل كان ثابتًا على طريق الدعوة الإلهية.
🔶الخاتمة: تحقيق العبودية في الحياة اليومية
العبودية ليست مجرد مفهوم نظري بل أسلوب حياة.
يجب أن ينعكس الإيمان والعبادة في كل تفاصيل حياة الإنسان.
التوكل على الله، التواضع، الصبر، الزهد، الالتزام بالأوامر الإلهية، وحب الأولياء، كلها مظاهر لعبادة حقيقية.
بهذا الترتيب، يتضح أن الهدف الأسمى للحياة هو تحقيق العبودية الحقة لله من خلال المعرفة، العمل، الالتزام بالشريعة، والزهد في الدنيا، مع اتخاذ النبي (ص) وأهل بيته (ع) قدوة في ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرآن كتاب قيّم 13
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (13)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
القرآن الكريم كتابٌ قيّم .
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔷القرآن الكريم الكتاب القيّم
⚡️القرآن الكريم ليس مجرد كتاب، بل هو دليل نجاة، يحمل بين طياته الهداية والتذكرة لمن أراد السير في الصراط المستقيم.
🔸صفة القرآن: الاستقامة وعدم العوج
⚡️القرآن كتاب متكامل لا اعوجاج فيه، لا في ألفاظه ولا في معانيه.
⚡️استقامة القرآن تعني أنه لا تناقض بين نصوصه، بل يقدم الحقائق بوضوح تام؛ لا إفراط فيه ولا تفريط، بل يحقق التوازن الكامل بين جميع جوانب التشريع والهداية.
⚡️التقديم والتأخير في ترتيب الآيات هو جزء من الإعجاز البلاغي القرآني الذي يحقق المعاني بأبلغ صورة.
🔸قيومية القرآن: هدايته للتي هي أقوم
⚡️من صفات القرآن أنه "قيّم"، أي أنه المرجع المستقيم الذي يصحح المسارات ويهدي للحق.
⚡️معنى "قيّم" أنه كتاب هداية يُرشد الإنسان إلى طريق النجاة في الدنيا والآخرة.
⚡️القرآن يوجه الإنسان نحو الصلاح، ويمنحه الرؤية الصحيحة للحياة.
صفته القيمومة تعني أيضًا أنه يضع الأمور في مواضعها الصحيحة، ويعطي كل شيء حقه دون زيادة أو نقصان.
🔸القرآن كتاب ثابت مترابط متكامل
⚡️معنى كونه "كتابًا" أنه نص ثابت لا يعتريه تغيير، ولا يخضع للمتغيرات الزمنية.
⚡️ليس مجرد نصوص متفرقة، بل هو منظومة متكاملة من التشريعات والمفاهيم التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية.
⚡️كل جزئية فيه تترابط مع الأخرى، بحيث تشكل كُلًّا متكاملاً من الهداية والتوجيه.
🔸العلاقة بين الكتاب القرآني والكتاب الكوني
⚡️القرآن يبين القوانين والسنن الإلهية التي تحكم الكون، ويكشف عن أسرار الحياة.
⚡️كل شيء في الوجود يسير وفق نظام إلهي دقيق، والقرآن يوضح هذه السنن للإنسان ليعيش وفقها.
⚡️قراءة الكون لا تتم بشكل صحيح إلا من خلال قراءة القرآن، لأنه المرجع لفهم السنن الإلهية؛ و العلاقة بينهما تبين أن الدين ليس منفصلًا عن الواقع، بل هو امتداد للحكمة الإلهية في الخلق.
🔸ارتباط القرآن بحياة الإنسان العملية
⚡️القرآن ليس كتابًا نظريًا أو طقوسيًا، بل هو منهج عملي شامل لكل تفاصيل حياة الإنسان.
⚡️يحدد القواعد الأساسية للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية.
⚡️ليس كتابًا ترفيهيًا أو خياليًا، بل هو كتاب واقعي يعالج قضايا الإنسان بعمق ودقة؛ يهدف إلى تحقيق السعادة الحقيقية للإنسان، والتي لا تتحقق إلا من خلال الاتزان بين جميع أبعاد الحياة.
🔶وظيفة القرآن الأساسية: الهداية والتذكرة
⚡️القرآن كتاب هداية قبل أن يكون كتاب تشريع، فهو يُبصِّر الإنسان بالحقائق الكبرى، يُذكِّر الإنسان بما فُطر عليه، ويعيده إلى أصله الإلهي الذي غفل عنه.
ليس كتاب إكراه، بل كتاب اختيار، يعرض الحقائق بوضوح ليختار الإنسان مساره بحرية.
🔶القرآن محفوظ ومهيمن على الرسالات السماوية السابقة
⚡️القرآن يحفظ جوهر الدين الإلهي من التحريف، ويهيمِن على الكتب السماوية السابقة.
⚡️القرآن يحمل في داخله خلاصات الرسالات السابقة، ويقدمها بصورتها الأكمل، بدون القرآن، كان يمكن أن تندثر المعارف الإلهية الصحيحة، لكن بحفظه تُحفظ معالم الدين الحق.
🔶القرآن معجزة النبي الخالدة وعطاؤه المستمر
⚡️القرآن هو المعجزة الكبرى لرسول الله (ص)، وهو الدليل الدائم على نبوته.
بركة القرآن لا تنتهي، ومعارفه متجددة في كل قراءة وتدبر.
⚡️كلما تدبر القارئ في القرآن، وجد فيه نورًا جديدًا، ومعرفة أعمق، وهداية أوضح، ليس كتابًا يُقرأ لمرة واحدة، بل هو مصدر دائم للعلم والتوجيه، كلما غاص فيه الإنسان ازداد علمًا.
🔶القرآن منهج حياة شامل وكامل
⚡️القرآن ليس مجرد كتاب ديني، بل هو نظام حياة متكامل ، لا يمكن فصل جانب من جوانب الحياة عن تعاليم القرآن، فهو يغطي جميع الأبعاد.
⚡️من أراد الكمال الإنساني، لن يجد منهجًا أكمل من القرآن الكريم القرآن يربط بين الدنيا والآخرة، وبين الفرد والمجتمع، وبين التشريع والأخلاق، في منظومة متناسقة.
🔶ضرورة التدبر والعمل بالقرآن
⚡️يجب على المؤمن أن يتدبر القرآن، لا أن يقرأه فقط قراءة سطحية، فالتدبر يكشف أبعادًا جديدة في كل مرة، لأن القرآن بحر لا ساحل له.
⚡️من أراد الهداية والرشد، فعليه بالعمل بالقرآن، لا مجرد التلاوة اللفظية.
القرآن ليس نصًا جامدًا، بل هو نورٌ يُضيء العقل، ويُحرك القلب، ويُوجه العمل.
🔶خاتمة: القرآن هو القيم وهو الدين القيم
⚡️القرآن ليس فقط كتابًا قيمًا، بل هو الذي جعل الدين كله قيمًا، الدين القيم هو الدين القائم على الحقائق الثابتة، والمنسجم مع الفطرة.
⚡️القيومية تعني أن القرآن يظل المرجع الأساسي لكل زمان ومكان، لأنه متصل بالله القيوم.
⚡️ارتباط القرآن بالقيومية الإلهية يعني أنه لا يمكن أن يُستغنى عنه، فهو مصدر الهداية الدائمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدبرات قرآنية في سورة الكهف المباركة(١٤).
<unknown>
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (14)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
القيمومة القرآنية وتجليات البأس الإلهي.
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔷 القيمومة القرآنية وتجليات البأس الإلهي
المقدمة
أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز ليكون منهجًا لحياة الإنسان، فهو الذي يقيمه ويهديه ويثبّته على طريق الحق، وبدونه يكون الإنسان عرضةً للضياع والانحراف، كما قال تعالى:
"إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا".
ومن أعظم ما يحققه القرآن للإنسان هو القيمومة، أي الاستقامة والثبات، وحفظ الإنسان من الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة.
القيمومة القرآنية ودورها في إصلاح الإنسان والمجتمع
وصف القرآن الكريم بأنه "قيّم"، كما في قوله تعالى:
"ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَٰبَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُۥ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا".
ومعنى القيمومة هنا:
أن القرآن قائم بذاته، محفوظ من التحريف، لا عوج فيه، وهو المصدر الوحيد للهداية الحقة.
أن القرآن هو المقيِّم لحياة الإنسان؛ فكلما تمسكنا به زادت استقامتنا، وكلما ابتعدنا عنه حلّ بنا الضياع والانحراف.
أن القرآن يعالج المشكلات الفردية والاجتماعية والأممية، فهو المصدر الأوحد لحل الأزمات وإصلاح الانحرافات.
ولهذا فإن القرب من القرآن تلاوةً وتدبّرًا وعملًا هو السبيل الوحيد للاستقامة في هذه الحياة، كما قال تعالى:
"فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ".
أثر القرآن في صناعة الشخصيات القرآنية
القرآن لا يُحدث تغييرًا عابرًا في حياة الإنسان، بل يصنع شخصيات تتجسّد فيها القيم القرآنية بشكل كامل، كما ظهر في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وأصحاب الأئمة المعصومين عليهم السلام.
ومن أبرز الأمثلة على الشخصيات القرآنية:
مالك الأشتر: كان نموذجًا للثبات على الحق، لم تزعزعه الفتن.
حبيب بن مظاهر الأسدي: من قرّاء القرآن الذين عاشوا معانيه، وكان من كبار أصحاب الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، وقاتل حتى استُشهد بين يديه.
أصحاب الإمام الحسين عليه السلام: كانوا من حفّاظ القرآن وقرّائه، وقد وصفهم أعداؤهم بأنهم "أصحاب بصائر وحفّاظ القرآن وقرّاء المصر"، مما جعل قتالهم صعبًا على الأعداء، الذين لم يواجهوهم مباشرة بل لجؤوا إلى الغدر والخديعة.
وهذا يدل على أن من يعيش القرآن حقًا يصبح قويًا، ثابتًا، لا تهزّه الفتن، لأن القرآن يغذّيه بالقيمومة والاستقامة.
الإنذار والبأس الإلهي كوظيفة قرآنية
قدّم الله سبحانه وتعالى الإنذار على التبشير في كثير من الآيات، لأن طبيعة الإنسان تحتاج إلى التذكير بعواقب الانحراف قبل أن يكون مؤهَّلًا للبشرى، كما في قوله تعالى:
"لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ".
ويتجلى هذا البأس الشديد في صور متعددة، منها:
العذاب الإلهي في الدنيا والآخرة: كما حدث مع الأقوام السابقة الذين عُذبوا بسبب كفرهم وطغيانهم، مثل قوم نوح، وعاد، وثمود.
سقوط الطغاة والظالمين: فالله يُمهل ولا يُهمل، والسنن الإلهية لا تتخلف.
المؤمنون أولياء الله كأدوات للبأس الإلهي: فقد جعل الله بأسه في أيدي عباده المؤمنين ليواجهوا الطغيان والفساد.
البأس الشديد وأثره في المواجهة
قال تعالى: "وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌۭ شَدِيدٌۭ"
فالبأس هنا هو القوة التي أودعها الله في الحديد، ولكنها لا تبلغ فعاليتها إلا بيد من يحملها بحق، وقد تجلّى هذا المعنى في سيف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
ومن تجليات بأس أمير المؤمنين عليه السلام:
في بدر:
قتل صناديد قريش، وكان له الدور الحاسم في النصر.
في أحد: دافع عن النبي صلى الله عليه وآله بعد أن فرّ كثير من الصحابة، حتى قال جبرائيل: "لا فتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار".
في الخندق: قتل عمرو بن عبد ودّ العامري الذي كان يعد بألف فارس، فقال النبي صلى الله عليه وآله: "ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين".
في خيبر: قلع باب الحصن بيده، وفتح الله على يديه.
في الجمل وصفين والنهروان: واجه الناكثين والقاسطين والمارقين، وقضى على الفتن.
فكان أمير المؤمنين عليه السلام مظهر بأس الله في الأرض، والبأس الإلهي ليس تهديدًا نظريًا، بل حقيقة تجسّدت في أولياء الله الذين جاهدوا في سبيله.
البأس الشديد في آخر الزمان
قال تعالى: "عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُو۟لِى بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ"
وقد فسّرت الروايات هؤلاء العباد بأنهم أصحاب الإمام المهدي عليه السلام، الذين سيكونون سببًا في إنهاء الطغيان والفساد في الأرض.
وهذا يعني أن أهل الحق يحتاجون دائمًا إلى القوة في مواجهة الباطل، وأن هذه القوة يجب أن تُغذّى من القرآن الكريم، حتى تكون ذات بُعد إلهي ورسالي، لا دنيويّ مصلحيّ.
ممتاز، هذه خاتمة معبّرة ومناسبة جدًا، لكن يمكن تحسين تنسيقها قليلًا لتكون أكثر جذبًا ووضوحًا عند النشر على تلجرام، دون أي تغيير في المعنى أو المضمون. إليك النسخة المنقحة:
🔚 الخاتمة
:
القرآن الكريم ليس كتابًا نظريًا، بل هو كتاب حياة، يقيم الإنسان، وينذر الظالمين، ويبشّر المؤمنين.
من يعيش القيمومة القرآنية يكون مستقيمًا في الدنيا وسعيدًا في الآخرة.
والبأس الشديد هو جزء من العدل الإلهي،
يظهر فيمن يدافعون عن الحق،
كما ظهر في أمير المؤمنين (ع) وأصحاب الإمام الحسين (ع)،
وسيظهر في آخر الزمان مع الإمام المهدي (ع).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (15)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
البشارة في القرآن وعلاقتها بالإيمان والعمل الصالح.
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔷البشارة في القرآن وعلاقتها بالإيمان والعمل الصالح
مقدمة
⚡️(ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا).
إن مفهوم البشارة في القرآن الكريم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإيمان والعمل الصالح، فليس كل من ادعى الإيمان مستحقًا للبشارة، بل يجب أن يكون مقترنًا بالسلوك القويم والعمل المرضي عند الله.
أهمية الإيمان والعمل الصالح في استحقاق البشارة
⚡️ البشارة في القرآن تأتي غالبًا للمؤمنين، كما قال تعالى: ﴿وَيبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾.
⚡️ويؤكد القرآن أن الإيمان لا يكون إيمانًا حقيقيًا إلا إذا اقترن بالعمل الصالح، كما قال عز وجل: ﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ﴾ (البقرة: 25).
⚡️ إن القرآن يهدي إلى التي هي أقوم، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام): "إن هذا القرآن يهدي إلى الإيمان، لكنه لا يُستكمل إلا بوجود إمام يُبيّنه ويدل عليه".
⚡️ ومن هنا، فإن مفهوم البشارة مرتبط بحقيقة الإيمان المتجسد في الأعمال الصالحة، والتي تتمثل في الطاعة والالتزام بشريعة الله.
الإنذار والبشارة: تلازم ضروري في المنهج الإلهي
⚡️إن منهج الله في الهداية يقوم على الإنذار والبشارة، وهو المنهج الذي اتبعه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام). قال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرًۭا وَنَذِيرًۭا﴾ (البقرة: 119). فكما أن البشارة تدفع المؤمن إلى الاستمرار في العمل الصالح، فإن الإنذار يوقظ الغافلين ويعيدهم إلى جادة الحق.
التدرج في مراتب البشارة
⚡️ ليس كل البشرى في القرآن على درجة واحدة، بل هناك مراتب في الإيمان تترتب عليها درجات في البشارة:
بشارة عامة للمؤمنين: ﴿وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾.
بشارة خاصة بالصابرين: ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ﴾ (البقرة: 155).
بشارة للمخبتين: ﴿وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ﴾ (الحج: 34).
بشارة للمحسنين: ﴿وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾ (الحج: 37).
بشارة للمجاهدين والمضحين في سبيل الله: ﴿فَٱسْتَبْشِرُوا۟ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُم بِهِۦ﴾ (التوبة: 111).
دور البشارة في تحفيز المؤمنين
⚡️البشارة ليست مجرد خبر سار، بل هي محفز يدفع المؤمن إلى المزيد من العطاء في سبيل الله. وكما قال الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة: "يا أيها الناس، إنه من استنصح الله وُفِّق، ومن اتخذ قوله دليلاً هُدِيَ للتي هي أقوم". فالمؤمن الذي يستبشر بوعد الله يزداد إيمانًا واستقامةً.
البشارة وعلاقتها بالمسؤولية
⚡️لا يمكن أن يُفصل الإيمان عن العمل والمسؤولية، فقد قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ (البقرة: 82).
⚡️ومن هنا، فإن المؤمن الحقيقي هو الذي يتحمل مسؤولياته تجاه الدين والمجتمع، ولا يتقاعس عن دوره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خاتمة
⚡️إن البشارة في القرآن الكريم منهج تربوي قائم على ربط الإيمان بالعمل الصالح، وتحفيز المؤمنين للثبات على الحق والسير في طريق الهداية. وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "من اتخذ كلام الله دليلاً، هداه للتي هي أقوم".
⚡️فنسأل الله أن يجعلنا من الذين يبشرهم برحمته ورضوانه، وأن يرزقنا العمل الصالح والثبات على طريق الحق، إنه سميع مجيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (16)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
التمحض في العبودية كأساس لتلقي الرسالة.
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص:
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّمَا يُنذِرُ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ﴾ [مريم: ٩٤]
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 مفهوم العبودية في تلقّي الوحي:
⚡️ العبودية الخالصة لله تعالى هي المعيار الأساس لتلقّي الرسالة.
⚡️ اصطفى الله رسوله (صلى الله عليه وآله) عبدًا خالصًا ليكون مظهرًا للكتاب الإلهي:
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ [الإسراء: ١]
⚡️ تجلّت هذه العبودية في رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) وسائر الأئمة (ع)، فهم عباد الله المخلَصون.
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 أثر الإيمان والعمل الصالح في تحقيق الجزاء الإلهي:
قال تعالى:
﴿ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: ٩]
⚡️ الإيمان الصادق ليس نظريًا فحسب، بل يجب أن يتحوّل إلى واقع عملي.
⚡️ الجزاء الإلهي يبدأ من النيّة والعمل ، وقد روي عن النبي(ص) : "نية المؤمن خير من عمله".
⚡️ الله يهب المؤمنين نور البصيرة، التوفيق، السكينة، واليقين في الدنيا، ويعدهم بالجزاء العظيم في الآخرة.
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 أسباب نسبة الولد إلى الله عند المشركين:
١️⃣ الهروب من المسؤولية الدينية والأخلاقية.
٢️⃣ التأثر بالجهالات والظلمات النفسية.
٣️⃣ حب التشبيه والتجسيم (تصوير الله بصورة بشرية).
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 الردود العقلية والشرعية:
⚡️ الله غنيّ عن الحاجة، ولو كان له ولد لكان شريكًا، وهذا ينافي التوحيد.
⚡️ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: ١٣]
⚡️ نسبة الولد لله فساد عقائدي وأخلاقي يفضي إلى الهلاك والخزي.
⚡️ قال أمير المؤمنين (ع): "لم يُولد فيكون في العز مشاركًا، ولم يلد فيكون موروثًا."
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 الابتلاء والامتحان في العقيدة الحقة:
⚡️ الحياة كلّها امتحان إلهي لتمييز أهل الحق من أهل الباطل.
⚡️ لا ينبغي للرساليين أن يحزنوا بسبب استبدال الناس للحق بالهوى.
⚡️ سنة الابتلاء الإلهي قائمة، والمهم أن يركّز المؤمن على نجاحه في امتحانه الخاص.
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 الإنذار الإلهي لأهل الشرك وأثره:
قال الله تعالى:
﴿ وَيُنذِرُ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ [الكهف: ٤]
⚡️ الإنذار موجّه للمشركين واليهود والنصارى الذين نسبوا الولد إلى الله.
⚡️ هدفه بيان خطورة هذا القول على العقيدة، وإتمام الحُجّة.
⚡️ قال النبي (ص):
"يوشك أن يتساءل الناس حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد."
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 الخاتمة:
✅ التمسّك بالتوحيد الخالص ورفض التشبيه والشرك.
✅ الالتزام بالولاية الإلهية والاقتداء بالرسول وأهل بيته (ع) هو السبيل لتحقيق العبودية الخالصة.
✅ الابتلاء سنة إلهية، وواجب المؤمن النجاح فيه بالإخلاص والثبات على العقيدة .
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔷 التمحض في العبودية كأساس لتلقّي الرسالة
قال الله تعالى:
﴿ إِنَّمَا يُنذِرُ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ﴾ [مريم: ٩٤]
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 مفهوم العبودية في تلقّي الوحي:
⚡️ العبودية الخالصة لله تعالى هي المعيار الأساس لتلقّي الرسالة.
⚡️ اصطفى الله رسوله (صلى الله عليه وآله) عبدًا خالصًا ليكون مظهرًا للكتاب الإلهي:
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ [الإسراء: ١]
⚡️ تجلّت هذه العبودية في رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) وسائر الأئمة (ع)، فهم عباد الله المخلَصون.
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 أثر الإيمان والعمل الصالح في تحقيق الجزاء الإلهي:
قال تعالى:
﴿ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: ٩]
⚡️ الإيمان الصادق ليس نظريًا فحسب، بل يجب أن يتحوّل إلى واقع عملي.
⚡️ الجزاء الإلهي يبدأ من النيّة والعمل ، وقد روي عن النبي(ص) : "نية المؤمن خير من عمله".
⚡️ الله يهب المؤمنين نور البصيرة، التوفيق، السكينة، واليقين في الدنيا، ويعدهم بالجزاء العظيم في الآخرة.
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 أسباب نسبة الولد إلى الله عند المشركين:
١️⃣ الهروب من المسؤولية الدينية والأخلاقية.
٢️⃣ التأثر بالجهالات والظلمات النفسية.
٣️⃣ حب التشبيه والتجسيم (تصوير الله بصورة بشرية).
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 الردود العقلية والشرعية:
⚡️ الله غنيّ عن الحاجة، ولو كان له ولد لكان شريكًا، وهذا ينافي التوحيد.
⚡️ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: ١٣]
⚡️ نسبة الولد لله فساد عقائدي وأخلاقي يفضي إلى الهلاك والخزي.
⚡️ قال أمير المؤمنين (ع): "لم يُولد فيكون في العز مشاركًا، ولم يلد فيكون موروثًا."
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 الابتلاء والامتحان في العقيدة الحقة:
⚡️ الحياة كلّها امتحان إلهي لتمييز أهل الحق من أهل الباطل.
⚡️ لا ينبغي للرساليين أن يحزنوا بسبب استبدال الناس للحق بالهوى.
⚡️ سنة الابتلاء الإلهي قائمة، والمهم أن يركّز المؤمن على نجاحه في امتحانه الخاص.
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 الإنذار الإلهي لأهل الشرك وأثره:
قال الله تعالى:
﴿ وَيُنذِرُ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ [الكهف: ٤]
⚡️ الإنذار موجّه للمشركين واليهود والنصارى الذين نسبوا الولد إلى الله.
⚡️ هدفه بيان خطورة هذا القول على العقيدة، وإتمام الحُجّة.
⚡️ قال النبي (ص):
"يوشك أن يتساءل الناس حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد."
━━━━━━━━━━━━━━━
🔹 الخاتمة:
✅ التمسّك بالتوحيد الخالص ورفض التشبيه والشرك.
✅ الالتزام بالولاية الإلهية والاقتداء بالرسول وأهل بيته (ع) هو السبيل لتحقيق العبودية الخالصة.
✅ الابتلاء سنة إلهية، وواجب المؤمن النجاح فيه بالإخلاص والثبات على العقيدة .
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (17)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
"مسؤولية الكلمة وخطر الانحراف في التوحيد"
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص :
⚡️ قال تعالى:
﴿ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ (الكهف: 4-5)
⚡️ الهدف من الإنذار والبشارة ليس إخافة الجسد أو تحفيز الشهوة، بل تغذية الروح وتزكيتها.
⚡️ البشارة تزرع الأمل وتحفّز على العمل الصالح، بينما الإنذار يوقظ الضمير ويكبح جماح النفس عن الانحراف.
⚡️ الإنسان بحاجة دائمة إلى رسائل التذكير والتقويم التي تشدّ روحه إلى عالم الطهر، وتردّها عن السقوط في عالم الهوى.
⚡️ التبشير والإنذار ليسا مجرد وسائل دعوية، بل هما أدوات لتكميل الروح البشرية.
⚡️ التبشير يقوّي الروح بالأمل، ويشحذها بالطمع في رحمة الله والثواب، فيزداد الإنسان رغبة في العمل الصالح.
⚡️ والإنذار – بالخزي والعذاب – يكبح جماح النفس، ويمنعها من الانحدار نحو الطغيان والانغماس في المادية.
﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾
⚡️ هناك إنذار خاص موجه للذين قالوا: "اتخذ الله ولدًا"، وهم الذين انحرفوا في أصل التوحيد.
⚡️ مقولة "اتخذ الله ولدًا" – شرك عقائدي مغلّف بالمصلحة، فهذه الكلمة، رغم بساطتها اللفظية، هي انفجار في صميم التوحيد، لأنها تُدخل التجسيم والشبه والمادية في الذات الإلهية.
⚡️ القرآن يصفها بأنها قول عظيم بهتانٌ عظيم، تكاد السماوات تنشقّ من فظاعته:
﴿ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴾ (مريم: 89-90)
⚡️ هذا التشبيه ينقض أصل التوحيد الذي هو ميزان العقيدة، ومن فسد توحيده فسدت سائر عقائده.
⚡️ التوحيد مسؤولية، لأنه يعني خضوعًا كاملاً لله ورفضًا لأي شريك أو ند أو وساطة غير مشروعة.
⚡️ الذين نسبوا الولد لله لم يفعلوا ذلك عن جهل فحسب، بل عن تعمد لخدمة مصالحهم.
⚡️ أرادوا التقرب لعامة الناس، خصوصًا من الخلفيات الوثنية، فجعلوا لله أولادًا أو شركاء ليكسبوا القبول الشعبي.
⚡️ وهناك تقليد أعمى للآباء، رغم أن الآباء لا علم لهم ولا حجة فقد كانوا سببًا في ضلال الأبناء، حين قدّسهم الأبناء واتبعوا خطاهم دون تمحيص:
﴿ ما لهم به من علم ولا لآبائهم ﴾
﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾
⚡️ الشرك يسقط الإنسان من علياء إنسانيته إلى حضيض الظلمات، كما في قوله:
﴿ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ... ﴾ (الحج: 31)
⚡️ بعض الناس يضلهم آباؤهم، وآخرون يضلهم المستكبرون من الحكّام والوجهاء.
⚡️ كلا الصنفين مارس التضليل، لكن الإنسان لا يُعفى من المسؤولية، لأنه يملك العقل والفطرة والضمير.
⚡️ الإنسان مسؤول عن نفسه، ولا يعذر بتقليد آبائه أو الانجرار وراء الكبراء:
﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴾ (عبس: 34-35)
⚡️ التعبير عن العقيدة بكلمة باطلة – مثل "اتخذ الله ولدًا" – هو قول عظيم ومُفترى.
⚡️ الكلمة لا تخرج عبثًا، بل هي مسؤولية، ولذلك قال تعالى:
﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ... ﴾
⚡️ قول "اتخذ الله ولدًا" ليس فقط باطلًا، بل هو كذب محض يضادّ الفطرة والعقل والنقل.
⚡️ الكلمة التي تخرج من الفم يجب أن تكون محسوبة بميزان الحق والعلم:
﴿ ولا تقف ما ليس لك به علم ﴾
⚡️ في زمن الإشاعات والانحرافات، الكلمة تصبح معركة بين الحق والباطل، بين النور والظلام.
⚡️ لذلك وصفها الله:
﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ – أي أن منشأها الكذب، ومآلها الشرك والانحراف.
⚡️ المؤمن الرسالي لا يقف عند أي فكرة أو عقيدة إلا بدليل، لا ينخدع بالتقليد أو التبريرات المصلحية.
⚡️ كما أن الدعوة مسؤولية، فإن السقوط في الشرك مسؤولية عظمى، تبدأ من "الكلمة"، وتنتهي بالهلاك الأبدي.
⚡️ الكلمة في الإسلام ليست مجرد صوت، بل ميثاق وعهد وراية، فاحذر أن تكون رايتك باطلة وأنت تظنها من الحق.
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔶 مسؤولية الكلمة وخطورة الانحراف في التوحيد
⚡️ قال تعالى:
﴿ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ (الكهف: 4-5)
التبشير والإنذار.. حركة الروح وتهذيبها
⚡️ الهدف من الإنذار والبشارة ليس إخافة الجسد أو تحفيز الشهوة، بل تغذية الروح وتزكيتها.
⚡️ البشارة تزرع الأمل وتحفّز على العمل الصالح، بينما الإنذار يوقظ الضمير ويكبح جماح النفس عن الانحراف.
⚡️ الإنسان بحاجة دائمة إلى رسائل التذكير والتقويم التي تشدّ روحه إلى عالم الطهر، وتردّها عن السقوط في عالم الهوى.
⚡️ التبشير والإنذار ليسا مجرد وسائل دعوية، بل هما أدوات لتكميل الروح البشرية.
⚡️ التبشير يقوّي الروح بالأمل، ويشحذها بالطمع في رحمة الله والثواب، فيزداد الإنسان رغبة في العمل الصالح.
⚡️ والإنذار – بالخزي والعذاب – يكبح جماح النفس، ويمنعها من الانحدار نحو الطغيان والانغماس في المادية.
﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾
الإنذار الخاص.. إنذار العقيدة المنحرفة
⚡️ هناك إنذار خاص موجه للذين قالوا: "اتخذ الله ولدًا"، وهم الذين انحرفوا في أصل التوحيد.
⚡️ مقولة "اتخذ الله ولدًا" – شرك عقائدي مغلّف بالمصلحة، فهذه الكلمة، رغم بساطتها اللفظية، هي انفجار في صميم التوحيد، لأنها تُدخل التجسيم والشبه والمادية في الذات الإلهية.
⚡️ القرآن يصفها بأنها قول عظيم بهتانٌ عظيم، تكاد السماوات تنشقّ من فظاعته:
﴿ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴾ (مريم: 89-90)
⚡️ هذا التشبيه ينقض أصل التوحيد الذي هو ميزان العقيدة، ومن فسد توحيده فسدت سائر عقائده.
⚡️ التوحيد مسؤولية، لأنه يعني خضوعًا كاملاً لله ورفضًا لأي شريك أو ند أو وساطة غير مشروعة.
دوافع الشرك.. مصالح مادية وأهواء نفسية
⚡️ الذين نسبوا الولد لله لم يفعلوا ذلك عن جهل فحسب، بل عن تعمد لخدمة مصالحهم.
⚡️ أرادوا التقرب لعامة الناس، خصوصًا من الخلفيات الوثنية، فجعلوا لله أولادًا أو شركاء ليكسبوا القبول الشعبي.
⚡️ وهناك تقليد أعمى للآباء، رغم أن الآباء لا علم لهم ولا حجة فقد كانوا سببًا في ضلال الأبناء، حين قدّسهم الأبناء واتبعوا خطاهم دون تمحيص:
﴿ ما لهم به من علم ولا لآبائهم ﴾
﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾
⚡️ الشرك يسقط الإنسان من علياء إنسانيته إلى حضيض الظلمات، كما في قوله:
﴿ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ... ﴾ (الحج: 31)
تضليل المستضعفين.. بين الآباء والطغاة
⚡️ بعض الناس يضلهم آباؤهم، وآخرون يضلهم المستكبرون من الحكّام والوجهاء.
⚡️ كلا الصنفين مارس التضليل، لكن الإنسان لا يُعفى من المسؤولية، لأنه يملك العقل والفطرة والضمير.
⚡️ الإنسان مسؤول عن نفسه، ولا يعذر بتقليد آبائه أو الانجرار وراء الكبراء:
﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴾ (عبس: 34-35)
الكلمة... مسؤولية ثقيلة
⚡️ التعبير عن العقيدة بكلمة باطلة – مثل "اتخذ الله ولدًا" – هو قول عظيم ومُفترى.
⚡️ الكلمة لا تخرج عبثًا، بل هي مسؤولية، ولذلك قال تعالى:
﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ... ﴾
⚡️ قول "اتخذ الله ولدًا" ليس فقط باطلًا، بل هو كذب محض يضادّ الفطرة والعقل والنقل.
⚡️ الكلمة التي تخرج من الفم يجب أن تكون محسوبة بميزان الحق والعلم:
﴿ ولا تقف ما ليس لك به علم ﴾
⚡️ في زمن الإشاعات والانحرافات، الكلمة تصبح معركة بين الحق والباطل، بين النور والظلام.
⚡️ لذلك وصفها الله:
﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ – أي أن منشأها الكذب، ومآلها الشرك والانحراف.
🔹 الخاتمة 🔹
⚡️ المؤمن الرسالي لا يقف عند أي فكرة أو عقيدة إلا بدليل، لا ينخدع بالتقليد أو التبريرات المصلحية.
⚡️ كما أن الدعوة مسؤولية، فإن السقوط في الشرك مسؤولية عظمى، تبدأ من "الكلمة"، وتنتهي بالهلاك الأبدي.
⚡️ الكلمة في الإسلام ليست مجرد صوت، بل ميثاق وعهد وراية، فاحذر أن تكون رايتك باطلة وأنت تظنها من الحق.
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسؤولية الكلمة وعدم حزن الرساليين على تكذيب الناس(18)
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (18)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
"مسؤولية الكلمة وعدم حزن الرساليين على تكذيب الناس
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص :
مسؤولية الكلمة وعدم الحزن الرسالي عند تكذيب الناس
⚡️استُهل الدرس ببيان أن الكلمة مسؤولية عظيمة، فقد تكون أساسًا لبناء حضارة وأمة، وقد تكون أداة لهدمهما.
⚡️يقول الله تعالى: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}، وهذه الآية أظهرت قبح الكلمة المنحرفة، خصوصًا تلك التي تنبع من ظلمانية النفس، وجهلها، وأنانيتها، والتي تكذب على الله وتناقض سننه، وتتعارض مع الحقيقة والفطرة والواقع.
⚡️القرآن نزل على النبي، لكن روحه ممتدة لكل الرساليين في كل زمان، كما قال الإمام الصادق (ع): "إياك أعني واسمعي يا جارة".
⚡️فالخطاب وإن كان موجهًا للرسول، فهو رسالة إلى جميع من سار على خط الرسالة. ومن هنا، يتضح أن الحزن الرسالي على ضلال الناس ليس ضعفًا، بل انعكاسٌ للحرص العظيم على هدايتهم.
⚡️يقول الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}، تعبيرًا عن شدة تألم النبي حين لا يؤمن الناس، حتى كاد أن يهلك نفسه.
⚡️وفي سورة طه: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ}، تشير إلى أن القرآن لم يُنزَل ليكون مصدر حزن للنبي، بل تذكرة {لِمَنْ يَخْشَىٰ}.
⚡️لكن التذكرة لا تنفع من يطمر فطرته. فمن يرفض القرآن بإرادته، يتحمل نتائج خياره، والله لا يُكره أحدًا على الإيمان: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}.
⚡️الإنسان حر في اختياره، والله أقام عليه الحجة من خلال الفطرة، والعقل، والرسل، والكتب.
⚡️قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، فالزينة اختبار، إما أن تُستَخدم وسيلةً لعبادة الله، أو أن تكون حجابًا ماديًا يُبعد عن الحق.
⚡️هذا الابتلاء يشمل الجميع، حتى الأنبياء والرسل، كما في قول أمير المؤمنين (ع): "ولو أراد الله سبحانه لأنبيائه حين بعثهم أن يفتح عليهم كنوز الذهبان ومعادن القطفان... لفعل، ولكنه أراد أن يبتليهم بالبأساء والضراء ليبلوهم".
⚡️ولو شاء الله لأنزل آية من السماء فتخضع أعناق الناس لها: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}، لكنه لا يريد إيمانًا بالإكراه.
⚡️أراد الله أن يختبر الناس برسله من جنسهم: يأكلون، يشربون، يمشون في الأسواق، ولم يجعلهم متميزين ظاهرًا عن الناس حتى لا يسقط الاختبار.
⚡️جاء عن الإمام الباقر (ع) في تفسير {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ}: "يعني قاتل نفسك على آثارهم".
⚡️الحزن مطلوب لكنه ينبغي أن لا يتحول إلى يأس، فالهداية ليست بيدنا، وإنما هي فيض من الله.
⚡️الرساليون يجب أن يحملوا الهم كما حمله النبي، ولكن بوعي وميزان دقيق، لا ينهارون إن لم يستجب الناس.
⚡️اللامبالاة من الناس تجاه القرآن والحق يجب أن لا تُضعف عزيمتنا، بل تكون امتحانًا يزيدنا إيمانًا.
⚡️نموذج لمن ابتلوا بزينة الدنيا – مال، سلطة، شهرة – لكنهم ثبتوا على الحق رغم البيئة الفاسدة من حولهم، ولم يلتقوا لا بنبي ولا وصي، فصاروا حجة على الآخرين.
⚡️قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}، بل هم نموذج من سنن الله.
⚡️قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}، الأصل أن المؤمن أولى بزينة الدنيا، لكن بشرط استخدامها فيما يرضي الله.
⚡️قال الإمام علي (ع): "والله لدنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز"، في دلالة على أن القيمة في الآخرة، والدنيا مجرد وسيلة.
⚡️كن رساليًا، وازن بين الحزن على الضالين، وبين الثبات النفسي وعدم اليأس.
⚡️افهم أن الدعوة امتحان، وأن الزينة ليست مذمومة لذاتها، بل بمدى تأثيرها على ميزانك الداخلي، فقد تغر الإنسان وتحجبه عن الحق، وأغلب الناس وقع في هذا الامتحان.
⚡️اقتدِ بالأنبياء والأئمة في الحرص على الناس، ولكن بحكمة ووعي بأن الإيمان اختيار، والهداية بيد الله.
الحزن حرقة صادقة، لكنه لا يكون انكسارًا... بل دافعًا لمواصلة البلاغ بوعي، وفهم سنن الله في الابتلاء والهداية.
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسؤولية الكلمة وعدم الحزن الرسالي عند تكذيب الناس
🔶 خطورة الكلمة وجوهرها الرسالي
⚡️استُهل الدرس ببيان أن الكلمة مسؤولية عظيمة، فقد تكون أساسًا لبناء حضارة وأمة، وقد تكون أداة لهدمهما.
⚡️يقول الله تعالى: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}، وهذه الآية أظهرت قبح الكلمة المنحرفة، خصوصًا تلك التي تنبع من ظلمانية النفس، وجهلها، وأنانيتها، والتي تكذب على الله وتناقض سننه، وتتعارض مع الحقيقة والفطرة والواقع.
🔶 الخطاب النبوي العام
⚡️القرآن نزل على النبي، لكن روحه ممتدة لكل الرساليين في كل زمان، كما قال الإمام الصادق (ع): "إياك أعني واسمعي يا جارة".
⚡️فالخطاب وإن كان موجهًا للرسول، فهو رسالة إلى جميع من سار على خط الرسالة. ومن هنا، يتضح أن الحزن الرسالي على ضلال الناس ليس ضعفًا، بل انعكاسٌ للحرص العظيم على هدايتهم.
🔶 الحزن الرسالي وحدوده
⚡️يقول الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}، تعبيرًا عن شدة تألم النبي حين لا يؤمن الناس، حتى كاد أن يهلك نفسه.
⚡️وفي سورة طه: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ}، تشير إلى أن القرآن لم يُنزَل ليكون مصدر حزن للنبي، بل تذكرة {لِمَنْ يَخْشَىٰ}.
⚡️لكن التذكرة لا تنفع من يطمر فطرته. فمن يرفض القرآن بإرادته، يتحمل نتائج خياره، والله لا يُكره أحدًا على الإيمان: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}.
🔶 سُنة الامتحان الإلهي
⚡️الإنسان حر في اختياره، والله أقام عليه الحجة من خلال الفطرة، والعقل، والرسل، والكتب.
⚡️قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، فالزينة اختبار، إما أن تُستَخدم وسيلةً لعبادة الله، أو أن تكون حجابًا ماديًا يُبعد عن الحق.
⚡️هذا الابتلاء يشمل الجميع، حتى الأنبياء والرسل، كما في قول أمير المؤمنين (ع): "ولو أراد الله سبحانه لأنبيائه حين بعثهم أن يفتح عليهم كنوز الذهبان ومعادن القطفان... لفعل، ولكنه أراد أن يبتليهم بالبأساء والضراء ليبلوهم".
⚡️ولو شاء الله لأنزل آية من السماء فتخضع أعناق الناس لها: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}، لكنه لا يريد إيمانًا بالإكراه.
🔶 الأنبياء بشر مثل الناس
⚡️أراد الله أن يختبر الناس برسله من جنسهم: يأكلون، يشربون، يمشون في الأسواق، ولم يجعلهم متميزين ظاهرًا عن الناس حتى لا يسقط الاختبار.
⚡️جاء عن الإمام الباقر (ع) في تفسير {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ}: "يعني قاتل نفسك على آثارهم".
🔶 ردّ الفعل الرسالي المطلوب
⚡️الحزن مطلوب لكنه ينبغي أن لا يتحول إلى يأس، فالهداية ليست بيدنا، وإنما هي فيض من الله.
⚡️الرساليون يجب أن يحملوا الهم كما حمله النبي، ولكن بوعي وميزان دقيق، لا ينهارون إن لم يستجب الناس.
⚡️اللامبالاة من الناس تجاه القرآن والحق يجب أن لا تُضعف عزيمتنا، بل تكون امتحانًا يزيدنا إيمانًا.
🔶 النموذج التطبيقي – أصحاب الكهف
⚡️نموذج لمن ابتلوا بزينة الدنيا – مال، سلطة، شهرة – لكنهم ثبتوا على الحق رغم البيئة الفاسدة من حولهم، ولم يلتقوا لا بنبي ولا وصي، فصاروا حجة على الآخرين.
⚡️قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}، بل هم نموذج من سنن الله.
🔶 الدنيا ملك للمؤمنين، ولكن...
⚡️قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}، الأصل أن المؤمن أولى بزينة الدنيا، لكن بشرط استخدامها فيما يرضي الله.
⚡️قال الإمام علي (ع): "والله لدنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز"، في دلالة على أن القيمة في الآخرة، والدنيا مجرد وسيلة.
🔶 الرسالة العملية
⚡️كن رساليًا، وازن بين الحزن على الضالين، وبين الثبات النفسي وعدم اليأس.
⚡️افهم أن الدعوة امتحان، وأن الزينة ليست مذمومة لذاتها، بل بمدى تأثيرها على ميزانك الداخلي، فقد تغر الإنسان وتحجبه عن الحق، وأغلب الناس وقع في هذا الامتحان.
⚡️اقتدِ بالأنبياء والأئمة في الحرص على الناس، ولكن بحكمة ووعي بأن الإيمان اختيار، والهداية بيد الله.
للاقتداء بالرساليين الحقّ
الحزن حرقة صادقة، لكنه لا يكون انكسارًا... بل دافعًا لمواصلة البلاغ بوعي، وفهم سنن الله في الابتلاء والهداية.
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Telegram
دروس من هدى القرآن
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْـمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
من سورة الإسراء- آية (9)
من سورة الإسراء- آية (9)
زينة الدنيا وكيفية التعامل معاها (19)
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (19)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
"زينة الحياة الدنيا وسبل التعامل معها"
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملخص :"زينة الحياة الدنيا وسبل التعامل معها"
⚡️الدرس يدور حول فهم فلسفة "زينة الدنيا" في ضوء الآيات الكريمة (الكهف: 7–8)، وهي أن الله جعل ما على الأرض زينة لغاية عليا وهي الابتلاء الذي يُميز فيه من يُحسن العمل لأجل الآخرة ومن يغتر بالدنيا ويجعلها غاية.
⚡️﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا﴾: أي أن كل ما على الأرض من جمال وزينة ومتاع هو جعل إلهي مقصود، لا عبث فيه.
⚡️الغاية: ﴿لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾، فالزينة ليست للتمتع المفرط، بل لاختبار الناس: هل يعلو إيمانهم ويُحسنون العمل؟ أم يسقطون في حب الدنيا؟
⚡️التمييز بين "أحسن" و"حسن": الله لا يطلب مجرد العمل الصالح، بل أحسنه، أي الأكمل نيةً، وإخلاصاً، واتباعاً للحق.
⚡️الزينة ليست مجرد مشهد خارجي، بل تمتد إلى القلب وتشده.
⚡️لأن الإنسان مخلوق من تراب الأرض، فهناك سنخية وجاذبية طبيعية بينه وبين ما على الأرض من زينة.
⚡️هذه الجاذبية تشكل خطراً، فلا ينجو منها إلا من زكّى نفسه وأخلص لله.
⚡️الابتلاء ليس في المصائب فقط، بل في النعم أيضاً. الغِنى، الجمال، الأولاد... كلها زينة لكنها تمثل امتحاناً.
⚡️قال الإمام السجاد (ع): «إِنَّ ٱللَّهَ لَمْ يُحِبَّ زَهْرَةَ ٱلدُّنْيَا لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِهِ»، فالله لم يجعل الدنيا مغنماً لأوليائه بل جعل لهم الآخرة.
⚡️الزهد ليس ترك الدنيا، بل عدم التعلّق بها. أن تملكها ولا تملكك.
⚡️«ٱلدُّنْيَا مَزْرَعَةُ ٱلآخِرَةِ»: لا يصح أن تتخذ المزرعة سكناً، بل تعبر منها وتستثمرها لما بعد الموت.
⚡️قال الإمام علي (ع) لجابر الأنصاري: ذكّره أن كل لذائذ الدنيا في حقيقتها تافهة أو مستقذرة، رغم مظهرها الجذاب.
⚡️الابتلاء الحقيقي في التوازن: أن تستخدم الزينة وسيلة لطريق الآخرة، لا أن تغتر بها.
⚡️الإنسان الذي يجعل الدنيا قبلته، يضل. فالناس اليوم يتأوهون على الدنيا، وهمّهم الأكبر فيها، كأنها غاية الخلق!!
⚡️القرآن هو صمام الأمان لفهم حقيقة الدنيا والعمل لأجل الآخرة.
⚡️سلمان المحمدي، عندما تولى على المدائن، دخلها بلا زينة ولا حاشية ولا حراس، وسكن غرفة صغيرة بجوار القصر ورفض القصور.
⚡️وفي فيضان المدائن، بينما الناس انشغلوا بأموالهم، كان هو أول من صعد الجبل حاملاً فقط متاعه القليل، قائلاً: «فَازَ ٱلْمُخَفَّفُونَ، فَازَ ٱلْمُخَفَّفُونَ».
⚡️الزهد لا يعني تحريم الزينة: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾، ولكن الزهد الحقيقي كما قال أمير المؤمنين (ع): «أَنْ لَا تَمْلِكُكَ ٱلدُّنْيَا وَإِنْ مَلَكْتَهَا».
⚡️المؤمن يجعل من زينة الدنيا وسيلة للقرب من الله من خلال اغتنامها في التوجه إلى الله وليس حجاباً عن الله.
⚡️التوازن القرآني: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾، هذه هي روح الزهد.
⚡️الدنيا ليست دار قرار بل دار اختبار، زينتها فتنة، فلا تتعلّق بها، بل استثمرها للآخرة.
⚡️كن من «أَحْسَنَ عَمَلًا»، لا فقط من "عمل حسناً".
⚡️قاوم الزينة بروح القرآن، وسيرة أولياء الله وكن من «ٱلْمُخَفَّفِينَ»، الذين تزودوا للآخرة وتركوا التعلّق بالزائل.
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔶 فلسفة زينة الدنيا وهدفها
⚡️الدرس يدور حول فهم فلسفة "زينة الدنيا" في ضوء الآيات الكريمة (الكهف: 7–8)، وهي أن الله جعل ما على الأرض زينة لغاية عليا وهي الابتلاء الذي يُميز فيه من يُحسن العمل لأجل الآخرة ومن يغتر بالدنيا ويجعلها غاية.
⚡️﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا﴾: أي أن كل ما على الأرض من جمال وزينة ومتاع هو جعل إلهي مقصود، لا عبث فيه.
⚡️الغاية: ﴿لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾، فالزينة ليست للتمتع المفرط، بل لاختبار الناس: هل يعلو إيمانهم ويُحسنون العمل؟ أم يسقطون في حب الدنيا؟
⚡️التمييز بين "أحسن" و"حسن": الله لا يطلب مجرد العمل الصالح، بل أحسنه، أي الأكمل نيةً، وإخلاصاً، واتباعاً للحق.
🔶 جاذبية الزينة وخطورتها
⚡️الزينة ليست مجرد مشهد خارجي، بل تمتد إلى القلب وتشده.
⚡️لأن الإنسان مخلوق من تراب الأرض، فهناك سنخية وجاذبية طبيعية بينه وبين ما على الأرض من زينة.
⚡️هذه الجاذبية تشكل خطراً، فلا ينجو منها إلا من زكّى نفسه وأخلص لله.
⚡️الابتلاء ليس في المصائب فقط، بل في النعم أيضاً. الغِنى، الجمال، الأولاد... كلها زينة لكنها تمثل امتحاناً.
🔶 رؤية أهل الإيمان للزينة
⚡️قال الإمام السجاد (ع): «إِنَّ ٱللَّهَ لَمْ يُحِبَّ زَهْرَةَ ٱلدُّنْيَا لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِهِ»، فالله لم يجعل الدنيا مغنماً لأوليائه بل جعل لهم الآخرة.
⚡️الزهد ليس ترك الدنيا، بل عدم التعلّق بها. أن تملكها ولا تملكك.
⚡️«ٱلدُّنْيَا مَزْرَعَةُ ٱلآخِرَةِ»: لا يصح أن تتخذ المزرعة سكناً، بل تعبر منها وتستثمرها لما بعد الموت.
⚡️قال الإمام علي (ع) لجابر الأنصاري: ذكّره أن كل لذائذ الدنيا في حقيقتها تافهة أو مستقذرة، رغم مظهرها الجذاب.
🔶 الصراع بين الزينة والروح
⚡️الابتلاء الحقيقي في التوازن: أن تستخدم الزينة وسيلة لطريق الآخرة، لا أن تغتر بها.
⚡️الإنسان الذي يجعل الدنيا قبلته، يضل. فالناس اليوم يتأوهون على الدنيا، وهمّهم الأكبر فيها، كأنها غاية الخلق!!
⚡️القرآن هو صمام الأمان لفهم حقيقة الدنيا والعمل لأجل الآخرة.
🔶 أمثلة عملية من أهل الزهد
⚡️سلمان المحمدي، عندما تولى على المدائن، دخلها بلا زينة ولا حاشية ولا حراس، وسكن غرفة صغيرة بجوار القصر ورفض القصور.
⚡️وفي فيضان المدائن، بينما الناس انشغلوا بأموالهم، كان هو أول من صعد الجبل حاملاً فقط متاعه القليل، قائلاً: «فَازَ ٱلْمُخَفَّفُونَ، فَازَ ٱلْمُخَفَّفُونَ».
🔶 موازنة رسالية ضرورية
⚡️الزهد لا يعني تحريم الزينة: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾، ولكن الزهد الحقيقي كما قال أمير المؤمنين (ع): «أَنْ لَا تَمْلِكُكَ ٱلدُّنْيَا وَإِنْ مَلَكْتَهَا».
⚡️المؤمن يجعل من زينة الدنيا وسيلة للقرب من الله من خلال اغتنامها في التوجه إلى الله وليس حجاباً عن الله.
⚡️التوازن القرآني: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾، هذه هي روح الزهد.
🔶 الرسالة التربوية
⚡️الدنيا ليست دار قرار بل دار اختبار، زينتها فتنة، فلا تتعلّق بها، بل استثمرها للآخرة.
⚡️كن من «أَحْسَنَ عَمَلًا»، لا فقط من "عمل حسناً".
⚡️قاوم الزينة بروح القرآن، وسيرة أولياء الله وكن من «ٱلْمُخَفَّفِينَ»، الذين تزودوا للآخرة وتركوا التعلّق بالزائل.
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتحان الله للبشر بزينة الحياة الدنيا(20)
📖✨ تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (20)
🔹 الموضوع:
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الموضوع:
امتحان الله للبشرية بزينة الحياة الدنيا.
🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملخص درس: امتحانُ اللهِ للبشرِ بزينةِ الحياةِ الدنيا
الحياةُ ليست عبثًا… بل هي امتحانٌ دقيق، وصيغةُ الوجودِ ليست ارتجالًا… بل سُنّةٌ مُحكمة.
قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزٗا ﴾ [الكهف: 7].
💥اللهُ جعلَ ما على الأرضِ زينةً، لكنه لم يجعلْها غايةً، بل وسيلةً للتمحيصِ والتمييز.
💥المعيار: "أحسنُ عملًا"… ومن أصدقُ مصاديقِ "أحسنِهم عملًا"؟
هو أزهدُهم في الدنيا… من لم تغرَّه زخارفُها، ولم تستعبدْ قلبَه.
💥قال الإمامُ زينُ العابدين (عليه السلام): "أحسنُهم عملًا: مَن زهدَ فيها، ولم يغترَّ بها، وقنعَ منها بالكفاف."
💥هذه الزينةُ ستتلاشى، هذه المدينةُ الجميلةُ التي نبنيها ستصيرُ صعيدًا جُرُزًا، لا خُضرةَ ولا ماء، لا بهجةَ ولا لون.
💥فلماذا نتشبّثُ بما مصيرُه الزوال؟ لماذا نخضعُ لزينةٍ خُلقتْ لنُخضعَها؟
هل نُسخّرُها في طاعةِ الله… أم نسخّرُ أنفسَنا في خدمتِها؟!
💥قال الإمامُ الصادق (عليه السلام): "الزهدُ ليس أن لا تملكَ شيئًا، بل الزهدُ أن لا يملكَك شيءٌ."
💥تمتلكُ المال؟ لا بأس… لكن لا تجعلِ المالَ يملِكُك.
تسكنُ بيتًا جميلًا؟ رائع… لكن لا تضعْ قلبَك في نوافذِه.
💥قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ ﴾ [المؤمنون: 30].
الابتلاءُ ليس حالةً استثنائيةً، بل قانونٌ كوني، سُنّةٌ جارية، قَدَرٌ لا يُرد.
💥كما لا يستطيعُ أحدٌ إنكارَ الشمس، لا يستطيعُ أحدٌ إنكارَ سُنّةِ الابتلاء.
💥ابتلاءٌ في الصحةِ والمرض، ابتلاءٌ في الغِنى والفقر، ابتلاءٌ في القولِ والصمت، في النظرِ والغضّ، في الحبّ والكُره، في الحركةِ والسكون.
💥قال الإمامُ الصادق (عليه السلام): "ما من قبضٍ ولا بسطٍ إلا وللهِ فيه المَنُّ والابتلاءُ."
💥مَرِضَ أميرُ المؤمنين (عليه السلام)، فقيل له: كيف أصبحتَ؟
فكان جوابُه: "أصبحتُ بشرًا."
💥نعم، نحنُ بشر، نَمرضُ، نَضعُف، نفقِد… لكنْ وراءَ كلّ بلاءٍ تنقيةٌ، تمحيصٌ، رفعٌ للدّرجات.
💥قال تعالى: ﴿ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗ ﴾ [الأنبياء: 35]،
الخيرُ بلاء، والشرُّ بلاء، لكنّ المؤمنَ يرى فيهما طريقًا إلى الله.
💥اللهُ يعلمُ كلَّ شيءٍ أزلًا، فلا حاجةَ له بالامتحانِ ليعرِفَنا، لكن نحنُ نحتاجُه لنعرفَ أنفسَنا.
💥ليُظهرَ ما في صدورِنا، ليكشفَ لنا حقيقتَنا، ليُفهمَنا إنْ كنّا أهلَ الجنة… أم غيرَ ذلك.
💥قال تعالى: ﴿ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ ﴾ [محمد: 31].
﴿ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡ ﴾ [آل عمران: 154].
🔶 البلاء فرزٌ… وغربلة:
💥حين يُمحَّصُ الناس، يقلّ الديّانون، ويظهرُ مَن كان الدينُ على لسانِه لا في قلبِه.
💥قال الإمامُ الحسين (عليه السلام): "الناسُ عبيدُ الدنيا، والدينُ لَعْقٌ على ألسنتِهم، يَحوطونَه ما درّتْ معايشُهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاءِ، قلَّ الديّانون."
💥خلقَ اللهُ آدمَ من طينٍ لا من نور… لماذا؟
لأنّه لو خُلقَ من نور، لكان السجودُ له بداهةً، بلا اختبار.
💥لكنّ الطينَ يُخفي جوهرَ النور، وجسدَ الترابِ يُخفي روحًا من أمرِ الله، وهنا يظهرُ المستكبرُ من المخلص، ويظهرُ إبليسُ المُتخفّي بين الملائكة.
💥الصلاةُ، الصيامُ، الذكرُ… لا تُزكّيك إنْ لم تُربِّك.
💥العبادةُ هي تربيةُ النفس، سُمُوُّ الروح، درعٌ ضدَّ الشيطانِ والهوى.
💥العبادةُ التي لا تُغيّرُ صاحبَها… تصبحُ عادةً لا عبادة.
💥حتى الكعبةُ… أحجارٌ لا تسمعُ ولا تُبصر، لكنها صارتْ وسيلةً إلى الله، بابًا إلى فضلِه، وسببًا لعفوِه.
💥فمَن استكبرَ على التوسّلِ بأولياءِ الله… فليسألْ نفسَه: هل استكبرتَ على أمرِ الله؟
💥قال الإمامُ (عليه السلام): "ما من مؤمنٍ تُصيبه رفاهيةٌ في دولةِ الباطل، إلا ابتُلي قبل موتِه ببدنِه أو مالِه..."
ليأخذَ اللهُ منه نصيبَه من العناء… حتى لا يُحرَمَ من نصيبِه من الجنة.
🔶 تمهيد:
الحياةُ ليست عبثًا… بل هي امتحانٌ دقيق، وصيغةُ الوجودِ ليست ارتجالًا… بل سُنّةٌ مُحكمة.
قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزٗا ﴾ [الكهف: 7].
🔶 الدنيا… زينة لكنها مؤقتة:
💥اللهُ جعلَ ما على الأرضِ زينةً، لكنه لم يجعلْها غايةً، بل وسيلةً للتمحيصِ والتمييز.
💥المعيار: "أحسنُ عملًا"… ومن أصدقُ مصاديقِ "أحسنِهم عملًا"؟
هو أزهدُهم في الدنيا… من لم تغرَّه زخارفُها، ولم تستعبدْ قلبَه.
💥قال الإمامُ زينُ العابدين (عليه السلام): "أحسنُهم عملًا: مَن زهدَ فيها، ولم يغترَّ بها، وقنعَ منها بالكفاف."
🔶 الدنيا زائلة… فلمَ التعلّق بها؟
💥هذه الزينةُ ستتلاشى، هذه المدينةُ الجميلةُ التي نبنيها ستصيرُ صعيدًا جُرُزًا، لا خُضرةَ ولا ماء، لا بهجةَ ولا لون.
💥فلماذا نتشبّثُ بما مصيرُه الزوال؟ لماذا نخضعُ لزينةٍ خُلقتْ لنُخضعَها؟
هل نُسخّرُها في طاعةِ الله… أم نسخّرُ أنفسَنا في خدمتِها؟!
🔶 "الزهد الحقيقي… أن تَملِك الأشياءَ دون أن تَملِكَكَ"
💥قال الإمامُ الصادق (عليه السلام): "الزهدُ ليس أن لا تملكَ شيئًا، بل الزهدُ أن لا يملكَك شيءٌ."
💥تمتلكُ المال؟ لا بأس… لكن لا تجعلِ المالَ يملِكُك.
تسكنُ بيتًا جميلًا؟ رائع… لكن لا تضعْ قلبَك في نوافذِه.
🔶 الابتلاء… سُنّةُ اللهِ التي لا تتوقف:
💥قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ ﴾ [المؤمنون: 30].
الابتلاءُ ليس حالةً استثنائيةً، بل قانونٌ كوني، سُنّةٌ جارية، قَدَرٌ لا يُرد.
💥كما لا يستطيعُ أحدٌ إنكارَ الشمس، لا يستطيعُ أحدٌ إنكارَ سُنّةِ الابتلاء.
🔶 كل شيءٍ فيك هو موضعُ اختبار:
💥ابتلاءٌ في الصحةِ والمرض، ابتلاءٌ في الغِنى والفقر، ابتلاءٌ في القولِ والصمت، في النظرِ والغضّ، في الحبّ والكُره، في الحركةِ والسكون.
💥قال الإمامُ الصادق (عليه السلام): "ما من قبضٍ ولا بسطٍ إلا وللهِ فيه المَنُّ والابتلاءُ."
🔶 حتى البلاء… رحمةٌ خفيّة:
💥مَرِضَ أميرُ المؤمنين (عليه السلام)، فقيل له: كيف أصبحتَ؟
فكان جوابُه: "أصبحتُ بشرًا."
💥نعم، نحنُ بشر، نَمرضُ، نَضعُف، نفقِد… لكنْ وراءَ كلّ بلاءٍ تنقيةٌ، تمحيصٌ، رفعٌ للدّرجات.
💥قال تعالى: ﴿ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗ ﴾ [الأنبياء: 35]،
الخيرُ بلاء، والشرُّ بلاء، لكنّ المؤمنَ يرى فيهما طريقًا إلى الله.
🔶 غايةُ الابتلاء: أن تعرفَ نفسَك…
💥اللهُ يعلمُ كلَّ شيءٍ أزلًا، فلا حاجةَ له بالامتحانِ ليعرِفَنا، لكن نحنُ نحتاجُه لنعرفَ أنفسَنا.
💥ليُظهرَ ما في صدورِنا، ليكشفَ لنا حقيقتَنا، ليُفهمَنا إنْ كنّا أهلَ الجنة… أم غيرَ ذلك.
💥قال تعالى: ﴿ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ ﴾ [محمد: 31].
﴿ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡ ﴾ [آل عمران: 154].
🔶 البلاء فرزٌ… وغربلة:
💥حين يُمحَّصُ الناس، يقلّ الديّانون، ويظهرُ مَن كان الدينُ على لسانِه لا في قلبِه.
💥قال الإمامُ الحسين (عليه السلام): "الناسُ عبيدُ الدنيا، والدينُ لَعْقٌ على ألسنتِهم، يَحوطونَه ما درّتْ معايشُهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاءِ، قلَّ الديّانون."
🔶 آدم… وامتحانُ السجود:
💥خلقَ اللهُ آدمَ من طينٍ لا من نور… لماذا؟
لأنّه لو خُلقَ من نور، لكان السجودُ له بداهةً، بلا اختبار.
💥لكنّ الطينَ يُخفي جوهرَ النور، وجسدَ الترابِ يُخفي روحًا من أمرِ الله، وهنا يظهرُ المستكبرُ من المخلص، ويظهرُ إبليسُ المُتخفّي بين الملائكة.
🔶 العبادةُ تزكيةٌ حين تُثمرُ تربيةً وتُحدثُ تغييرا"
💥الصلاةُ، الصيامُ، الذكرُ… لا تُزكّيك إنْ لم تُربِّك.
💥العبادةُ هي تربيةُ النفس، سُمُوُّ الروح، درعٌ ضدَّ الشيطانِ والهوى.
💥العبادةُ التي لا تُغيّرُ صاحبَها… تصبحُ عادةً لا عبادة.
🔶 البلاء… يفتحُ أبوابَ الفضلِ والرحمة:
💥حتى الكعبةُ… أحجارٌ لا تسمعُ ولا تُبصر، لكنها صارتْ وسيلةً إلى الله، بابًا إلى فضلِه، وسببًا لعفوِه.
💥فمَن استكبرَ على التوسّلِ بأولياءِ الله… فليسألْ نفسَه: هل استكبرتَ على أمرِ الله؟
🔶 رفاهيةٌ في دولةِ الباطل؟ احذر… سيأتيك ابتلاء:
💥قال الإمامُ (عليه السلام): "ما من مؤمنٍ تُصيبه رفاهيةٌ في دولةِ الباطل، إلا ابتُلي قبل موتِه ببدنِه أو مالِه..."
ليأخذَ اللهُ منه نصيبَه من العناء… حتى لا يُحرَمَ من نصيبِه من الجنة.
تابع
مؤمنٌ يحسدُه
منافقٌ يُبغضُه
كافرٌ يُقاتلُه
نفسٌ تُنازعُه
شيطانٌ يُضلُّه
💥وإذا بقيَ صامدًا، فهو خيرُ أهلِ الأرض… وهو أهلٌ للبلاءِ وأهلٌ للجزاء.
💥الابتلاءُ سُنّةُ اللهِ التي لن تتبدّل… فمَن أرادَ القُرب، فليثبُتْ في ساحةِ الامتحان.
💥ومَن أرادَ العافيةَ الدائمة… فليصبِرْ على الشدّةِ المؤقتة.
قال تعالى: ﴿ وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [محمد: 31].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔶 المؤمنُ في خمسِ شدائد لا تنفكُّ عنه:
مؤمنٌ يحسدُه
منافقٌ يُبغضُه
كافرٌ يُقاتلُه
نفسٌ تُنازعُه
شيطانٌ يُضلُّه
💥وإذا بقيَ صامدًا، فهو خيرُ أهلِ الأرض… وهو أهلٌ للبلاءِ وأهلٌ للجزاء.
🔶 الخاتمة:
💥الابتلاءُ سُنّةُ اللهِ التي لن تتبدّل… فمَن أرادَ القُرب، فليثبُتْ في ساحةِ الامتحان.
💥ومَن أرادَ العافيةَ الدائمة… فليصبِرْ على الشدّةِ المؤقتة.
قال تعالى: ﴿ وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [محمد: 31].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
