Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
إذا عرض عليك مال فلا ترفض

عن عُمَرَ بنِ الخَطَّـابِ رضي الله عنه،
قالَ: كانَ رَسـولُ اللهِ يُعطيني العَطاءَ،
فَأَقولُ: أَعطِهِ أَفقَرَ إِلَيهِ مِنِّي، فَقالَ:
«خُذهُ؛ إذا جاءَكَ مِن هَذا المالِ شَيءٌ
وأَنتَ غَيرُ مُشرِفٍ ولا سـائِلٍ، فَخُذهُ،
وما لا، فَلا تُتبِعهُ نَفسَـكَ».

ـ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـ
-

المالُ مِن فِتَنِ الحياةِ الدُّنيا التي يَنبغي
لِلمُؤمِنِ أن يَصونَ نفسَـه عن الحِرصِ
عليه، ويَحترِزَ مِن أن يَطلُبَه بغَيرِ ماأحلَّ
اللهُ تعالَى، أو يُنفِقَه في غَيرِ مَرضاتِه.


وفي هذا الحديثِ يَروي عُمَرُ بنُ
الخطَّابِ رضي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ ﷺ
كان يُعطيهِ شَيئًا مِن العَطاءِ،
وفي رِوايةِ النَّسائيِّ: «يُعطِينِي المالَ»،
فكان رَسـولُ اللهِ ﷺ يُعطي لِعمَرَ
رَضيَ اللهُ عنه شيئًا مِن مالِ الزَّكاةِ على
أنَّه نَظيرُ عَمَلِـه فيها، لا علَى أنَّه صَدَقةٌ،
وظنَّ أنَّ النبـيَّ ﷺ يُعطِيه إيَّاه لظَنِّه
فَقرَه، فطلَبَ مِن النبيِّ ﷺ أن يُعطيَ
هذا المالَ مَن هو أفقَرُ منه..

فأمَرَه النبـيُّ ﷺ أن يَأخُذَه، وقال له
-كما في رِوايةِ مُسلمٍ-: «خُذه فتَموَّله،
أو تَصدَّق به»، فخيَّرَه ﷺ بيـن أن
يُبقيَه معه ويَنتفِعَ به، أو يَتصدَّقَ به هو
بعدَ أن يَحوزَه منه..

ثمَّ بيَّن له النبيُّ ﷺ سَببَ أمرِه له بأخذِ
هذا المـالِ؛ وذلك أنَّه إذا جاءَهُ مِن هذا
المالِ شَيءٌ وهو غيرُ مُتطلِّعٍ إليه،
ولا حَريصٍ عليه، ولا سـاعٍ في سَبيلِه،
وغيرُ طالِبٍ له؛ فليَأخُذه،
وأمَّا لم يُعطَه فلا يَنبغِي له أن يَطلُبَه
أو يَسأَلَه ويَتمنَّاه.

= المال إذا جاءك من طريق لا بأس به،
فخذه، ولا ترده، إن شئت تتصرف به
لنفسـك، وإن شئت فتصدق به، أو
اصرفه في مشـروع الخير، أما إذا جاء
من طريق غير شـرعية، من طريق
الرشوة، من طريق السرقة،
والظلم للناس؛ فلا تقبله، ولا تعن على
معاصي الله.


قال النووي في المجموع:
" إذا عُرض عليه مال من حلال على
وجه يجوز أخذه ولم يكن مِنهُ مسألة
ولا تطلع إليه جاز أخذه بـلا كراهة،
ولا يجب ".

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
الأعمال تُرفَع إلى اللـهِ
كلَّ يومٍ وكلَّ ليلـةٍ

عن أَبي مُوسَى الأشعَريِّ رضي الله عنه
قالَ: قامَ فينا رَسولُ اللهِ ﷺ بخَمسِ
كَلِماتٍ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لا يَنامُ،
ولا يَنبَغي لَهُ أن يَنامَ، يَخفِضُ القِسـطَ
ويَرفَعُهُ، يُرفَعُ إلَيهِ عَمَلُ اللَّيلِ قَبلَ عَمَلِ
النَّهارِ، وعَمَلُ النَّهارِ قَبلَ عَمَلِ اللَّيـلِ،
حِجابُهُ النُّورُ.

صحيح مسلم ١٧٩
-

في هذا الحديـثِ
يَروي أبو مُوسى الأشعريُّ رَضيَ اللهُ
عنه أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قامَ في أصحابِه
ذاتَ مَرَّةٍ، فخَطَبَهُـم، بِخَمسِ جُمَلٍ
ومَعانٍ تامَّةٍ تَشتمِلُ على مَواعِظَ
وتَعاليمَ في الدِّينِ؛ فأخبَرَهمُ النَّبيُّ ﷺ:
أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يَأتيـه النَّومُ، فهو
دائمُ اليَقَظةِ، ولا يَليقُ به سُبحانَه جَلَّ
شَأنُه أن يَنامَ؛ فإنَّ النَّومَ مُسـتحيلٌ في
حقِّه جلَّ شأنُه؛ لأنَّ النَّومَ صِفَةُ نَقصٍ،
ويَسـتَحيلُ على اللهِ عزَّ وجلَّ أن يكونَ
به نَقصٌ، كما قالَ سُـبحانَه:
{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: ٢٥٥]،
وكيفَ يَنامُ مُدبِّرُ السَّمواتِ والأرضِ؟!

وأخبَرَهم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَملِكُ بيَدِه
القِسـطَ، وهو ميزانُ العدلِ والأرزاقِ
الَّذي يَعدِلُ به بينَ عِبادِه فيُضيِّقُ
ويُوسِّعُ عليهم؛ لِحكمةٍ عندَه
سُبحانَه وتعالَى، وسُمِّيَ قِسـطًا لأنَّ
القِسطَ العَدلُ، وبالميزانِ يَقَعُ العدلُ،
والمُـرادُ أنَّ اللهَ تَعالَى يَخفِضُ الميزانَ
ويَرفعُه بما يُوزَنُ من أعمالِ العِبـادِ
المُرتفِعةِ، ويُوزَنُ من أرزاقِهمُ النَّازِلةِ،
وقيلَ: المُرادُ بالقِسطِ الرِّزقُ الذي هو
قِسطُ كلِّ مخلوقٍ؛ يَخفِضُه فيَقتُرُه،
ويَرفَعُه فيُوسِعُه.

وأخبَرَ ﷺ أنَّ اللهَ سُـبحانَه وتعالى
«حِجابُـه النُّورُ»، أي: إنَّ هناك حاجزًا
بينَ اللـهُ عزَّ وجلَّ وبين خلقِه، مادَّتُه
التي يَتكوَّنُ منها النُّـورُ.

وأخبَرَ ﷺ أنَّه يُرفَعُ إلى اللهِ تَعالَى عَمَلُ
اللِّيـلِ قبلَ عَمَلِ النَّهارِ، وعَمَلُ النَّهارِ قبلَ
عَمَلِ اللِّيلِ، فما قامَ به العِبـادُ من أعمالٍ
صالِحةٍ أو سيِّئةٍ في ليلِهم تُرفَعُ إلى
اللهِ تَعالَى، وما قاموا بها في نَهارِهـم
تُرفَعُ إلى اللهِ تَعالَى، وفي هذا إشارةٌ
إلى أنَّ رَفعَ الأعمالِ لا يُتَباطَأُ فيه
ولا يُنتظَرُ إلى إتمامِ اليومِ؛ فما أحدَثَ
العبـدُ من أعمالٍ في ليلِه مُنفصِلٌ عمَّا
عَمِلَه بالنَّهارِ، والَّذي يَرفعُ الأعمـالَ همُ
المَلائكـةُ، وهو سُبحانَه أعلَمُ بكلِّ ذلك
قبلَ رَفعِه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
في "مجموع الفتاوى" (٢٥٢/٤):
"وأعمال العباد تُجمع جملة وتفصيلًا،
فترفع أعمال الليل قبل أعمال النهار،
وأعمال النهار قبل أعمال الليل، تُعرض
الأعمال على الله في كل يوم اثنين
وخميـس؛ فهذا كله مما جاءت به
الأحاديث الصحيحة".

وقال ابن القيم رحمه الله:
وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله
وطويت صحيفة العمل.


فيستحب للمسلم الازدياد من الطاعات
في أوقـات الرفع والعرض، أوقات رفع
الأعمال إلى الله وعرض الأعمال على
الله، ولذلك كان من هديه ﷺ: صيام
الاثنين والخميس، والتزود من الأعمال
الصالحة في الليل والنهار.

وقد خصت الشريعة صلاتي الفجر
والعصر بمكانة عظيمـة، أن أعظم
الصلوات الفجر والعصر، هذا المعنى
فيها وقت صعود الأعمال إلى الله.

وكان بعض التابعين يبكي إلى امرأته
يوم الخميس وتبكي إليه، ويقول:
اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل!!
[ ذكره ابن رجب في لطائف المعارف ]


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
إطعام الطعام طاعة للرسول ﷺ

عن أبي موسَى الأشعَريِّ رضي الله عنه
عن النَّبيِّ ﷺ، قالَ:
أَطعِموا الجائِعَ، وعُودوا المَريضَ،
وفُكُّوا العانيَ.

صحيح البخاري ٥٦٤٩
-

حقُّ المُسلِمِ على أخيه المسلمِ كبيرٌ،
ولا يقومُ بهذا الحَقِّ إلَّا مُؤمِنٌ قَوِيُّ
الإيمانِ أصيلُ المَعدِنِ، وقد كان
النَّبـيُّ ﷺ يُربِّي النَّاسَ على القيامِ
بحُقوقِ الأُخُوَّةِ فيما بينهم؛ حتَّى يكونَ
المجتَمَعُ مُتحابًّا مُتعاوِنًا، فيهنَأُ النَّاسُ
في الدُّنيا بطِيبِ العَيشِ، ويَسعَدوا في
الآخِرةِ بالأَجرِ الجَزيلِ مِنَ اللهِ عزَّ وجَلَّ.


وفي هذا الحديثِ يَأمرُ النَّبيُّ ﷺ
بثَلاثةِ أمورٍ كلُّها مِن حقِّ المسـلِمِ على
المسـلِمِ؛ فأمَر ﷺ بإطعامِ الجائع، أي:
أن يُقدَّمَ له الطَّعامُ الذي يُشبِعُه ويُذهِبُ
عنه غائِلـةَ الجوعِ، وقد حَثَّ على ذلك
القرآنُ في مواضِعَ كثيـرةٍ، مِثلُ قَولِه
تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ۝ وَمَا
أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ۝ فَكُّ رَقَبَةٍ ۝ أَوْ
إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝ يَتِيمًا ذَا
مَقْرَبَةٍ ۝ أَوْ مِسْـكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}
[البلد: ١١ - ١٦]، فينبغي أن نُطعِمَ الجائِعَ
إنقاذًا له من ألمِ الجوعِ، ومحافظةً على
حياتِه، وليكُن إطعامُه من خيرِ ما نَطعَمُ
به؛ عملًا بقَولِـه تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا
الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُـونَ} [البقرة: ٢٦٧]

وأمَرَ بزيارتِه إذا مَرِضَ، والدُّعـاءِ له،
بشَـرطِ ألَّا يَضُرَّه بزيارتِه؛ كأن يُطيلَ
الجلوسَ عندَه، أو يَضُرَّ نفسَه؛ كأن
يكونَ مَريضًا بمَرضٍ مُعدٍ، فيَكتفي
بالسُّـؤالِ عنه والدُّعاءِ له دونَ زِيارتِه.
وفي العادةِ تكونُ عِيادتُه لأخيهِ سَببًا
لتَقويةِ أواصرِ الحبِّ، وربَّما تكونُ سَببًا
لوُجودِ نَشاطِه، وانتعاشِ قُوَّتِه.

وأمَرَ بفَكِّ العَانِي، والعاني: هو الأسـيُر؛
فيَجِبُ السَّعيُ في فكِّهِ وتَخليصِه مِن
الأَسـرِ بكلِّ طَريقٍ مُتاحٍ، سواءٌ بالمالِ
أو بغيرِه.

فمن صالح الأعمال وأكرمها عند الله
والتي ندب إليها ديننا الحنيف إطعام
الطعام والحض عليه والترهيب من
عدم الحض عليه أو منعه:

عن عبد الله بن عمرو بن العـاص رضي
الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ:
أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعِمُ الطَّعامَ
وَتَقرَأُ السَّلامَ عَلى مَن عَرَفتَ ومَن لَم
تَعرِف» (متفق عليه).

وقال ﷺ: «أَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللَّهِ
سُرورٌ تُدخِلُهُ عَلى مُسلِمٍ، أَو تَكشِفُ عَنهُ
كُربةً، أَو تَطرُدُ عَنهُ جوعًا، أَو تَقضي
عَنهُ دَينًا» (صحيح الجامع).

واعلـم أن إطعام الطعام يجعل صاحبه
من خيار النَّـاس عند الله تعالى؛
قال رسول الله ﷺ: «خِيارُكُم مَن أَطعَمَ
الطَّعامَ» (رواه أحمد).

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
حڪم الحجامة للصائم؟

عن شُـعبةَ، قالَ: سَمِعتُ ثابِتًا البُنانيَّ،
قالَ: سُئِلَ أنَسُ بنُ مالِكٍ رضي الله عنه:
أكُنتُم تَكرَهونَ الحِجامةَ لِلصَّائِمِ؟
-وفي رِوايةٍ: علَى عَهدِ النَّبـيِّ ﷺ-
قالَ: لا، إلَّا مِن أجلِ الضَّعفِ.

صحيح البخاري ١٩٤٠
-

الحِجامةُ وَسيلةٌ مِن الوسائلِ الطِّبِّيةِ
الَّتي تُستعمَلُ في استخراجِ الدَّمِ
الفاسدِ مِن الجسمِ للتَّداوي.


وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابعيُّ ثابتٌ
البُنانيُّ أنَّ أنسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه
سُئِلَ: هل كُنتم تَكرَهونَ الحِجامةَ
للصَّائمِ على عهدِ النَّبيِّ ﷺ؟
فبيَّنَ أنسٌ رضي اللهُ عنه أنَّ الكَراهةَ
كانت تَنزيهيَّةً ولَيست تَحريميَّةً؛ لأجلِ
أنَّها تُضعِفُ الجسَدِ، فيَحتاجُ معها
الصَّائِمُ إلى تَغذيةٍ.

= مَن احتجمَ وهو صـائِمٌ؛ فقد اختلف
فيه أهلُ العِلمِ على قولين:
القول الأول: أنَّ صَومَه لا يَفسُـدُ، وهو
مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّة، والمالكيَّة،
والشَّافِعيَّة.

الأدِلَّـــة:
- عنِ ابنِ عبَّـاسٍ رضي الله عنهما،
عن النبـيِّ ﷺ أنَّه احتجَمَ وهو صائِمٌ.
[متفق عليه]
- عن بعضِ أصحابِ رَسولِ الله ﷺ: أنَّ
النَّبيَّ ﷺ نهى عن المُواصَلةِ والحِجامةِ
للصَّائِمِ، ولم يُحَرِّمهما؛ إبقاءً على
أصحابِه.
[أخرجه أبو داود، وصححه الألباني]

القول الثاني: من احتجَمَ وهو صائِمٌ،
يَفسُد صَومُه، وهو مِن مُفرداتِ مذهب
الحَنابِلة، وبه قال ابنُ تيمية، وابن باز،
وابن عُثيمين.

الأدِلَّـــة:
- عن شدَّادِ بنِ أوسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ
النَّبيَّﷺ قال:أفطَرَ الحاجِمُ والمَحجومُ.
[ رواه أبو داود ٢٣٦٩ ]
- لأنَّه يَحصُلُ بالحِجامةِ ضَعفٌ شديدٌ،
يحتاجُ معه الصَّائِمُ إلى تغذيةٍ.
[ مجموع الفتاوى لابن تيميـة ٥٢٨/٢٠ ]

ولعل الصواب في المسألة هو:
أن الأولى لمن تضعفه الحجامة أن
يؤخر الحجامة إلى الليـل، ‏لأنه قد
يضطر إلى الفطر بسـببها.
ففي موطأ مالك عن ابن عمر: "أنه
احتجم وهو صـائم ثم ‏ترك ذلك، وكان
إذا صـام لم يحتجم حتى يفطر".
وعن الزهـري: "كان ابن عمر يحتجم
وهو صائم في رمضان وغيره، ثم تركه
لأجل الضعف". والحديث وصله
عبد الرزاق عن ‏معمر عن الزهري عن
سالم عن أبيه، هكذا ذكره الحافظ
في الفتح.‏


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
طاعة النبي ﷺ نجاة لنا

عن أبي مُوسَى، عنِ النَّبيِّ ﷺ، قالَ:
إنَّما مَثَلي ومَثَلُ ما بَعَثَني اللَّهُ بِهِ، كَمَثَلِ
رَجُلٍ أَتَى قَومًا فَقالَ: يا قَومِ، إنِّي رَأَيتُ
الجَيشَ بِعَينَيَّ، وإنِّي أَنا النَّذيرُ العُريانُ،
فَالنَّجـاءَ، فأطاعَهُ طائِفةٌ مِن قَومِهِ،
فأدلَجوا، فَانطَلَقوا عَلى مَهَلِهِم فَنَجَوا،
وكَذَّبَت طائِفةٌ مِنهُم، فأصبَحوا مَكانَهُم،
فَصَبَّحَهُمُ الجَيـشُ فأهلَكَهُم واجتاحَهُم،
فَذَلِكَ مَثَلُ مَن أَطاعَني فَاتَّبَـعَ
مـا جِئتُ بِهِ، ومَثَلُ مَن عَصاني وكَذَّبَ
بِما جِئتُ بِهِ مِنَ الحَقِّ.

ـ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـ
-

أرسَلَ اللهُ سُبحانَه الرُّسُلَ مُبشِّريـنَ
ومُنذِرينَ، فمَن تَبِعَهم فازَ ونَجَا في
الدُّنيا والآخِرةِ، ومَن خالَفَهم وابتعَدَ
عن دَعوتِهم خَسِرَ وخابَ عِندَ اللـهِ
يومَ القيامةِ.


وفي هذا الحديثِ ضَرَبَ رَسولُ اللهِﷺ
مَثلًا لحالِه في دعوتِه ورسالتِه وطاعةِ
النَّـاسِ لدَعوتِه، ولِما بَعَثَه اللهُ به
وأرسَلَه، «كَمَثَلِ رجُلٍ أتَى قومًا»
ليُحذِّرَهم، فقالَ: «يا قَومِ، إنِّي رأَيتُ
الجيـشَ بعَينَيَّ» لِعَدُوٍّ لهُم يَعرِفونَه،
«وإنِّي أنـا النَّذيرُ العُريانُ»، وهو إشارةٌ
لشِـدَّةِ الخَطرِ؛ بحيثُ كأنَّه نَزَع ثيابَه
ليُنذِرَهم بالإشارةِ بثيابِه.

أو هو رجُلٌ جَرَّده العـدوُّ فهَرَبَ منهم
مُنذِرًا قومَه، فعَلِموا من تَعرِّيـه صِدقَ
خَبرِه؛ لأنَّهم كانوا يَعرفونه ولا يَتَّهمونه
في النَّصيحةِ، ولا جَرَت عادتُه بالتَّعرِّي،
فقَطَعوا بصِدقِه لهذه القَرائنِ، ثُمَّ صارَ
مَثلًا لكلِّ ما يُخافُ مُفاجَأتُه، فضَرَبَ
النَّبيُّﷺ لنَفسِه ولِما جاءَ به مَثلًا بذلك؛
لِما أبـداه منَ الخوارِقِ والمُعجِزاتِ
الدَّالَّـةِ على القَطعِ بصِدقِه تَقريبًا لإفهامِ
المُخاطَبينَ بما يألَفونه ويَعرِفونه.

ثُمَّ نَصَحَهم هذا النَّذيـرُ أن يَطلُبوا
النَّجاءَ والسَّلامةَ من خَطرِ هذا العـدوِّ،
فانقسَمَ النَّاسُ فَريقَيـنِ: ففَريقٌ أطاعَه
فأدلَجوا، والدُّلجةُ هي الظُّلمةُ، والمَعنى:
ساروا من فَورِهم في أوَّلِ اللَّيلِ،
«فانطَلَقوا» مُبادِرينَ «على مَهَلِهم»، أي:
بسَـكينةٍ وتَأنٍّ؛ لأنَّهم أخَذوا وقتَهم من
أوَّلِه، «فنَجَوا» منَ العدوِّ.

والطَّائفـةُ الثَّانيةُ كَذَّبت فتَأخَّروا في
الاستجابةِ لهذا النَّذيـرِ، ولم يُحاوِلوا
اختبـارَ صِدقِه من كَذِبِه، فأتَى عليهمُ
الصُّبحُ ولم يَسيرُوا من مكانِهم ولم
يَبتَعدوا عنِ الخَطرِ، «فصَبَّحَهُمُ
الجيشُ»، أي: هَجَمَ عليهم باكِرًا في
الصَّبـاحِ، «فأهلَكَهم واجتاحَهم» أيِ:
استَأصَلَهم.

وهكذا مَن أطاعَ الرَّسولَ ﷺ نَجَـا في
الدُّنيا والآخِرةِ، ومَن تَرَكَ ما جاءَ به
حَلَّت عليه العُقوبةُ في الدُّنيا والآخِرةِ.

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-

مِن السنن التي يفعلها المسلم
: يوم العيد :


عن أَنَـسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ:
كانَ رَسـولُ اللهِ ﷺ لا يَغدو يَومَ الفِطرِ
حَتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ، ويَأْكُلُهُنَّ وِترًا.

صحيح البخاري ٩٥٣
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
المداومة على العمل الصالح
بعد انقضاء شهر رمضـان


عن أَبي أَيُّوبَ الأَنصاريِّ رضي الله عنه،
أَنَّ رَسُــولَ اللهِ ﷺ قالَ:
"مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًّا مِن
شَوَّالٍ، كانَ كَصيامِ الدَّهرِ".

صحيح مسلم ١١٦٤
2024/05/16 13:33:56
Back to Top
HTML Embed Code: