"ولكن كيف أصف بغير ذلك هذا المشهد المتهالك الذي يتجلى أمام أعيننا؟ تلك البلدان التي تتفكك تلك المجتمعات الموجودة منذ آلاف السنين التي تقتلع من جذورها، وتلك الآثار النبيلة التي تُدمَّر، وتلك المدن المبقورة، ثم ذلك الجموح الذي لا يوصف للوحشية رجم وقطع رؤوس وبتر أعضاء وصلب وإعدام غوغائي – وكل ذلك يُصور ويبث، لكيلا يفوت سائر الكوكب مشهد واحد؟"
غرق الحضارات|أمين معلوف
غرق الحضارات|أمين معلوف
❤1
كل إنسان يستطيع التثبت مما بقي من إنسانيته بالإجابة على هذه الأسئلة:
- إلى أي مدى كنت لا تبالي بمآسي الآخرين؟! إلى أي مدى كنت تحاول أن تعرف بما يجري؟! هل تحس أنك غير مسؤول لأنك لم تعرف؟! أم تحس بأنك مسؤول لأنك لم تحاول أن تعرف."
#دفاعاً_عن_الجنون #ممدوح_عدوان
- إلى أي مدى كنت لا تبالي بمآسي الآخرين؟! إلى أي مدى كنت تحاول أن تعرف بما يجري؟! هل تحس أنك غير مسؤول لأنك لم تعرف؟! أم تحس بأنك مسؤول لأنك لم تحاول أن تعرف."
#دفاعاً_عن_الجنون #ممدوح_عدوان
❤1
نحتاج إلى طريقة سحرية ندخر بها عناقات أمهاتنا.
أحمد مهنى
أحمد مهنى
💘6😇2
ملك أم كتابة
يد بيضاء التقطت هذه العملة في مدى بلادسيت، تحت قصر طيني كان يرقص على سطحه مرتزقة السلطان قبل حوالي سبعين سنة، كان الجندي فوق السطح يلقي بالعملة ليحدد مصيره، بعد أن التهمه الندم، لقد اضطر إلى دفع العجوز الثائرة إلى بئر لتلقى مصرعها.
وقف على حافة السطح ليختار القدر مصيره، هل يتردى أم ينسحب من الجيش؟
سأل العملة، لكن كفه لم تتلقف إجابتها، لقد وقعت في إحدى حفر المدى، وخبأها الزمن.
عاد وثار على الشاه في بلاده، وابنته التي ستعثر على العملة انتصرت للكتابة.
الشاعر خميس قلم
يد بيضاء التقطت هذه العملة في مدى بلادسيت، تحت قصر طيني كان يرقص على سطحه مرتزقة السلطان قبل حوالي سبعين سنة، كان الجندي فوق السطح يلقي بالعملة ليحدد مصيره، بعد أن التهمه الندم، لقد اضطر إلى دفع العجوز الثائرة إلى بئر لتلقى مصرعها.
وقف على حافة السطح ليختار القدر مصيره، هل يتردى أم ينسحب من الجيش؟
سأل العملة، لكن كفه لم تتلقف إجابتها، لقد وقعت في إحدى حفر المدى، وخبأها الزمن.
عاد وثار على الشاه في بلاده، وابنته التي ستعثر على العملة انتصرت للكتابة.
الشاعر خميس قلم
دراسة مطولة رصينة ومختلفة عن متاهات مجموعتي القصصية فهرس الملوك..
🤔4
لا بد أنّ
لا بدّ أنه في الخامسة. صادفته عند المكوجي، حافيًا. لا بدّ أنه يلوذ من لسعات الظهيرة. ذكرني بطفل ما. "عمي عندك نص ريال؟"، لا بد أنه مرسول بمال للملابس ففقده. "ليش تريد فلوس؟" "أريد أشتري أسكريم"، لا بدّ أن الشمس نشفت حلقه. "بس بابا عيب تطلب من الناس، وين أهلك؟" "ما عندي في البيت غير أبوي"، لا بد أنه يتيم، "أبوك ما يعجبه تطلب فلوس..."، "أنا ما أحبه، أنا طاير من البيت"، لا بد أن الصبي شقي، لا بد أن الأب حازم، "أبوك يحبك، بس يمكن انته ما تسمع الكلام". غاضبا:" أبوي يضربني واجد واجد"، لا بد أنهما يعانيان معًا، كل بطريقته.
"بشتري لك أسكريم، بس ترجع البيت، ولا تطلب من حد غريب فلوس مرة ثانية"، لا بد أن تعابير وجهه الغامضة تعني الموافقة. لم يختر آيس كريم بل أشار إلى معجنات مدهونة بالشكولاته، وأشار إلى علبة مياه غازية. "تجلس تاكل هنا، ولما تخلص تروح البيت"، بينما أخرج: "شكرا عمي" ، أرسل لي قبلة هوائية بيده. اندهشت. لا بدّ أنه شاهد الحركة في مقطع مصور.
أخذني كرسي الحلاق إلى افتراضات بشأن الصغير الحافي اليتيم الخائف الذي لم يدخل المدرسة بعد ويستطيع أن يعد حتى المئة، قارنته بصغار أبرع منه في الحساب لكنهم لن يطيقوا المشي حتى بالنعال في طقس كهذا.
لم يكن ينبغي أن أتركه، لكنه قال إن بيته قريب، لا بد أن أباه غاضب، لا بد أنه سيقسو عليه، سيضربه؛هكذا سيعبر عن خوفه من غيابه.
في طريق عودتي، رأيته ملتصقًا بجدار المسجد، يتشبث بالظل المتناقص، لا بد أن الدنيا أظلمت عليه في منتصف النهار، "ليش ما رجعت البيت؟"، "أبوي بيضربني"، لا بد أن جحيم البيت أشد من هنا، "هين بيتكم؟"، أشار إلى منزل يبعد عدة أمتار، "بروح أكلم أبوك عشان ما يضربك" لا بد أنه سيتفهم طلبي كجار بعيد، سأستخدم كل لياقتي التربوية، "لا، لا، لا تروح" لا بد أن هيئتي غير الرسمية لم تشجع الصغير لأتوسط له، أردت أن أدعوه إلى مكيف السيارة، ترددت، لا بد أن السيارات المارة التي لم تكترث له، سيساورها الفضول وهو معي، فكرت في حيلة:" لما تخلص الصلاة، خبر الإمام يوصلك البيت، ويكلم أبوك ما يضربك"، لا بد أن الأب سيستجيب لوقار الإمام.
تركته، ولم يتركني، بقي معي يذكرني بصغار أعرفهم، أعرفهم جيدا، يحبون الآيس كريم، الكريب، والديو، ويتقنون الحساب، ويكرهون النوم في الشتاء دون مكيف.
تركته في صهد الظهيرة وحيدا، حافيًا، خائفا من الضرب، ولم يتركني، جلب لي معه طفلا من الذاكرة، ملامحه كبرت في وجهي، طفلا يهرب إلى حجارة الجبل المتقدة حتى لا تلسعه العصا...
سأكتب قصته، لا بد أن الكتابة ستخلصني من بؤسه.
الشاعر العماني خميس قلم
لا بدّ أنه في الخامسة. صادفته عند المكوجي، حافيًا. لا بدّ أنه يلوذ من لسعات الظهيرة. ذكرني بطفل ما. "عمي عندك نص ريال؟"، لا بد أنه مرسول بمال للملابس ففقده. "ليش تريد فلوس؟" "أريد أشتري أسكريم"، لا بدّ أن الشمس نشفت حلقه. "بس بابا عيب تطلب من الناس، وين أهلك؟" "ما عندي في البيت غير أبوي"، لا بد أنه يتيم، "أبوك ما يعجبه تطلب فلوس..."، "أنا ما أحبه، أنا طاير من البيت"، لا بد أن الصبي شقي، لا بد أن الأب حازم، "أبوك يحبك، بس يمكن انته ما تسمع الكلام". غاضبا:" أبوي يضربني واجد واجد"، لا بد أنهما يعانيان معًا، كل بطريقته.
"بشتري لك أسكريم، بس ترجع البيت، ولا تطلب من حد غريب فلوس مرة ثانية"، لا بد أن تعابير وجهه الغامضة تعني الموافقة. لم يختر آيس كريم بل أشار إلى معجنات مدهونة بالشكولاته، وأشار إلى علبة مياه غازية. "تجلس تاكل هنا، ولما تخلص تروح البيت"، بينما أخرج: "شكرا عمي" ، أرسل لي قبلة هوائية بيده. اندهشت. لا بدّ أنه شاهد الحركة في مقطع مصور.
أخذني كرسي الحلاق إلى افتراضات بشأن الصغير الحافي اليتيم الخائف الذي لم يدخل المدرسة بعد ويستطيع أن يعد حتى المئة، قارنته بصغار أبرع منه في الحساب لكنهم لن يطيقوا المشي حتى بالنعال في طقس كهذا.
لم يكن ينبغي أن أتركه، لكنه قال إن بيته قريب، لا بد أن أباه غاضب، لا بد أنه سيقسو عليه، سيضربه؛هكذا سيعبر عن خوفه من غيابه.
في طريق عودتي، رأيته ملتصقًا بجدار المسجد، يتشبث بالظل المتناقص، لا بد أن الدنيا أظلمت عليه في منتصف النهار، "ليش ما رجعت البيت؟"، "أبوي بيضربني"، لا بد أن جحيم البيت أشد من هنا، "هين بيتكم؟"، أشار إلى منزل يبعد عدة أمتار، "بروح أكلم أبوك عشان ما يضربك" لا بد أنه سيتفهم طلبي كجار بعيد، سأستخدم كل لياقتي التربوية، "لا، لا، لا تروح" لا بد أن هيئتي غير الرسمية لم تشجع الصغير لأتوسط له، أردت أن أدعوه إلى مكيف السيارة، ترددت، لا بد أن السيارات المارة التي لم تكترث له، سيساورها الفضول وهو معي، فكرت في حيلة:" لما تخلص الصلاة، خبر الإمام يوصلك البيت، ويكلم أبوك ما يضربك"، لا بد أن الأب سيستجيب لوقار الإمام.
تركته، ولم يتركني، بقي معي يذكرني بصغار أعرفهم، أعرفهم جيدا، يحبون الآيس كريم، الكريب، والديو، ويتقنون الحساب، ويكرهون النوم في الشتاء دون مكيف.
تركته في صهد الظهيرة وحيدا، حافيًا، خائفا من الضرب، ولم يتركني، جلب لي معه طفلا من الذاكرة، ملامحه كبرت في وجهي، طفلا يهرب إلى حجارة الجبل المتقدة حتى لا تلسعه العصا...
سأكتب قصته، لا بد أن الكتابة ستخلصني من بؤسه.
الشاعر العماني خميس قلم
❤7🥰1
المفارقة_في_قصص_فهرس_الملوك_للكاتبة_ليلى_عبدالله.pdf
723.2 KB
تطبيق واحد لجميع احتياجات Word وExcel وPowerPoint وPDF. الحصول على تطبيق Microsoft 365 Copilot: https://aka.ms/GetM365