قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٩]،

تدل هذه الآية على وجوب تغطية الوجه من أربعة أوجه:

١- أن الله أمر نساء المؤمنين بما أمر به زوجات الرسول ﷺ، وزوجات الرسول ﷺ واجب عليهن تغطية الوجه، فالحجاب الواجب في حق زوجات الرسول ﷺ هو الحجاب الواجب في حق نساء المؤمنين فإن الجميع أُمر بالحجاب في آية واحدة، فكيف يقال تغطية الوجه واجب على زوجات الرسول ﷺ غير واجب على نساء المؤمنين؟

٢- الوجه الثاني: قوله "يدنين عليهن" ما قال يدنين على رؤوسهن، فدل على أن الواجب إدناء الجلباب على المرأة كلها بدلالة قوله "عليهن"، ويشمل ذلك الوجه،

٣- الوجه الثالث: أن ستر الوجه أدفع لشر الفاسق وتحرشه من ستر الشعر وغيره، فكيف يباح كشف الوجه الذي هو مجمع المحاسن ويحرم كشف القدم والفتنة بالوجه أشد منها بالقدم؟!

٤- الوجه الرابع: أن المجيزين لكشف الوجه يقولون معنى الآية وجوب العباءة التي توضع على الرأس فوق الخمار وهي الجلباب، فنسألهم: هل الشارع يوجب العباءة فوق الخمار ويبيح كشف الوجه، وأيهما منافعه أكبر ودفعه للمفاسد أكثر العباءة أم ستر الوجه؟! فكيف يوجب الشارع العباءة ويبيح كشف الوجه، وهل الفتنة بالكاشفة وجهها مثل الفتنة بتاركة العباءة الساترة لشعرها؟ سبحان الله العظيم! وفي قوله تعالى: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} دليل على وجوب تغطية الوجه، لأن الصحابيات غطين وجوههن امتثالا لهذه الآية، ولو كان المراد بضرب الخمار على الجيب ستر الشعر والنحر فقط مع كشف الوجه لجاء عن الصحابيات نص صريح أنهن كشفن وجوههن عند امتثال هذه الآية، فلما لم يأت ما يدل على ذلك وجب علينا حمل الآية على ما فعلته الصحابيات ونفسر الآية بعمل الصحابيات، فما هو عمل الصحابيات؟ ستر الوجه، إذاً الامتثال الصحيح لهذه الآية هو ستر الوجه الذي فسرته الصحابيات بعملهن، وقوله ﷺ : (المرأة عورة) يشمل جميع المرأة كما أفتى الإمام أحمد رحمه الله، ولم يستثن النبي ﷺ الوجه والكفين، فدل على أن الوجه والكفين عورة كذلك يجب سترهما، وأما كونها تكشفهما في الحج والعمرة فلا يدل على أنهما ليسا بعورة لأنها مأمورة بسترهما عن الرجال في الإحرام لكن بغير النقاب، وأما نظر الخاطب لوجهها فلحاجة الزواج ولا يدل على أنه ليس عورة فالنظر للعورة في حالات استثنائية لحاجة معتبرة شرعا لا ينفي أنها عورة.

قال ابن تيمية:
ومعلوم أن أمّ الإنسان أعلى قدرا عنده من زوجته، وأن تسلطه على زوجته أعظم منه على أمه، فإن الرجل مالك للزوجة، قوام عليها، والمرأة أسيرة عند زوجها، بخلاف أمه.

[الجواب الصحيح]

ومن حُسن الأدب:

- ألا تغالب أحدًا على كلامه،

- وإذا سُئل غيرُك فلا تُجب عنه،

- وإذا حدّث بحديث فلا تنازعه إياه ولا تقتحم عليه فيه، ولا تُرِهِ أنك تَعلمه،

- وإذا كلمتَ صاحبَك فأخذتَه (=غلبتَه) بحجّتك فحسِّن مَخرج ذلك عليه، ولا تُظهر الظفر به،

- وتعلّم حُسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام.

~ ابن عبد ربه في العقد الفريد ~

آخر لقاء للشيخ #الحويني طيب الله ثراه قبل وفاته

تصنيف الأحاديث إلى مقبول ومردود

تعلّم العربيّ للأعجميّة أسهل من تعلّم الأعجميّ للعربيّة، فعلّم أبناءك العربيّة أوّلًا، ثمّ علّمهم ما شئت.
حتّى لا تجني عليهم بإبعادهم عن دينهم وآدابهم.

إذا كانت متابعتك لطالب العلم الشّاب لشكله وصوته ومزاحه مع أصدقائه؛ فتلكم الفتنة بعينها، فاعتزلي متابعته، ولا تعلّقي نفسك بشباكه، واحظري حساباته بلا رجعة، فمن قبلكِ مَن وقعت ولم تقم إلّا بكسور شديدة، وفتنة كبيرة.
العلم الموجود عند هذا الشّابّ تجدينه وزيادة عليه عند العلماء الكبار عمرًا وقدرًا، فلا تتحجّجي به، وإن لم تجديه عند غيره، فعِلم جرّ فتنة وتعلّقًا وانحرافًا عن البوصلة الجهل منه أفضل.

ونحن لا نريد لمثلك أن يُكسر، بل نعوّل عليك جبر كسور المسلمات، والوقوف بثبات وقوّة على الثّغور الحساسة، فإن أنت أوقعتِ نفسك بيدك، فمن ينهض؟
.
أمّا عن المراسلات وفتح أبواب التّواصل بين الشّباب والشّابّات من ذوي العلم والالتزام، فهو من المآسي المُحزِنة بحقّ فئة طلّاب العلم، ومَن يحمل وِزر الفتنة هذه؟ الشّابّ الّذي أطلق العِنان لحسابه الخاصّ ونصّب نفسه مصلحًا اجتماعيًّا ومخزنًا للأسرار ومفتيًا للنّساء؟ أم الفتاة الّتي سمحت لنفسها أن تكسر حاجز الحياء الّتي حباها الله به، وأعطت لنفسها أعذارًا -سخيفة- شتّى لتبيح التّواصل، وهي لا تريد إلّا فُتات الوصل ورائحة مِن القرب، لا تشفي ولا تُبرِئ!

يا أختي، الواحد منّا على مواقع التّواصل لا يعرض شخصيّته، بل علمه فقط، وإنّما الإنسان علم وعمل، وأنتِ لن تتزوّجي علمًا محضًا، فقد يكون هذا الّذي فُتِنتِ به وبعلمه وشكله لا يصلح بأن يكون زوجًا سيّدًا قوّامًا تسكنين إليه، فلا يغرّنّك العلم وحده، إنّما الزّواج مؤسّسة تقوم على أعمدة عدّة، العلم أحدها لا كلّها، فاصبري وأبصري بعقلك ثمّ قلبك، واثبتي، إنّ ثباتك يصنع أمّة.

#أنثى_واعية
🎀 www.tg-me.com/hamsatmnm

كتاب من تأليف زوجة الشيخ الراحل أبي اسحاق الحويني - رحمه الله-

يقول الألباني: "وفي نقدي أنه لا فرق بين هؤلاء المقلدة الموجبين على النساء ستر وجوههن سدا للذريعة كما زعموا وبين ما لو قال قائل: يجب على الرجال أن يستروا وجوههم كما هو شأن الملثمين في بعض البلاد كي لا يفتتن النساء بالنظر إليهم سدا للذريعة أيضا فهذا كهذا ومن فرق فقد تناقض وتعصب للرجال على النساء إذ إنهم مشتركون جميعا في وجوب غض البصر".

أقول: هو يلزم الموجبين بقياس الرجل على المرأة لعلة سد الذريعة، وخفي عليه أنه لو صح كلامه فيلزمه أن يستحب للرجال ستر وجوههم كما استحبه للنساء لئلا ينظر النساء إلى وجوههم وصيانة للأعراض، والمرأة ليست مثل الرجل، فهو طالب وهي مطلوبة، والنبي ﷺ حث الخاطب على الرؤية ولم يحث المخطوبة على الرؤية، والمرأة محل فتنة والرجل ليس محل فتنة كالمرأة في العادة، والمرأة يخشى عليها فهي ضعيفة بخلاف الرجل فإنه لا يخشى عليه، فالفروق بين الرجل والمرأة كثيرة والله تعالى يقول: {وليس الذكر كالأنثى}، فكيف تقيس الرجل على المرأة؟ المرأة يجب عليها ستر شعرها ونحرها ورجلها وذراعها وكل جسدها عن الأجانب وأنت استثنيت الوجه والكفين فلماذا لا توجب على الرجل ذلك كما أوجبته على المرأة لأنه يجب عليها غض البصر؟ فهذا يدل على فساد هذا الإلزام وبطلانه.

قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ : ( وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، أَيْ: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ النِّسَاءِ وِقَايَةً، وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يَدْخُلُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَنْ تَسْتُرَ الْمَرْأَةُ وَجْهَهَا لِتَقِيَ الرَّجُلَ مِنْ فِتْنَتِهَا، فَهَذِهِ مِنْ أَعْظَمِ الْإِعَانَةِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَكَيْفَ يَتَّقِي الرَّجُلُ فِتْنَةَ الْمَرْأَةِ وَهِيَ تَخْرُجُ كَاشِفَةً وَجْهُهَا مُظْهِرَةً جَمَالِهَا؟ لَا شَكَّ أَنَّ الْقَوْلَ بِجَوَازِ كَشْفِ الْوَجْهِ مَدْخَلٌ إِلَى الْفِتْنَةِ بِالْمَرْأَةِ وَتَيْسِيرٌ لِلْوُصُولِ إِلَيْهَا وَالِافْتِتَانِ بِهَا، لَاحِظَ أَخِي الْكَرِيمِ كَمْ مِنْ الشَّرِّ وَقَعَ فِي أُمَّةِ الْإِسْلَامِ مِنْ جَرَّاءِ بَثِّ هَذَا الْقَوْلِ؟ كَمْ مِنْ امْرَأَةٍ كَشَفَتْ وَجْهَهَا وَكَانَتْ جَمِيلَةً فَفَتَنَتْ الشَّبَابَ بِهَا؟ وَكَمْ مِنْ الْبَلَاءِ وَالْمَصَائِبِ وَقَعَ بِسَبَبِ ظُهُورِ النِّسَاءِ كَاشِفَاتِ الْوُجُوهِ؟ وَكَمْ مِنْ امْرَأَةٍ ضَلَّتْ وَفَسَقَتْ بِسَبَبِ هَذَا الْقَوْلِ؟ فِي الْبِدَايَةِ تَأْخُذُ بِجَوَازِ الْكَشْفِ ثُمَّ تَتَمَكْيجُ ثُمَّ تُظْهِرُ مَفَاتِنَهَا الْأُخْرَى ثُمَّ تَلْبَسُ الضِّيقَ وَالشَّفَافَ ثُمَّ تَتَعَرَّى شَيْئًا فَشَيْئًا، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَوَقَّفُ عِنْدَ حَدٍّ مُعَيَّنٍ، بَلْ يَسْلُكُ بِالْإِنْسَانِ طَرِيقَ الْفِسْقِ وَالْغِوَايَةِ خُطْوَةً خُطْوَةً، وَلَا يَشُكُّ عَاقِلٌ أَنَّ أُوْلَى خُطُوَاتِ الزِّنَى كَشْفُ الْوَجْهِ فِي الْأَعَمِّ الْأَغْلَبِ.

(حكم وضع المحرمة غطاء فوق النقاب)

له صورتان:

الصورة الأولى:
أن تلبس النقاب المعتاد كما هو، ثم تلبس فوقه غطاء، فهذا لا يجوز لأن لبس الغطاء فوق النقاب لا يخرج المحرمة عن كونها لابسة للنقاب. وهي منهية عن النقاب حال الإحرام.

الصورة الثانية:
أن تخيط على فتحات العين في نفس النقاب غطاء شفافا فهذا فيه تفصيل:
- إن كان غطاء خفيفا يظهر ملامح العين فهذا وجوده كعدمه وهو تغيير شكلي للنقاب وليس حقيقيا...فهو لا يجوز، لوجود حقيقة النقاب.

- وإن كان الغطاء الذي على العين أخف من الغطاء المعتاد بشيء يسير فهو جائز. لأنه ليس نقابا ولا في معناه.

#فقه_المناسك