Telegram Web Link
لم يُخطئ شيخي يومَ أن قال لي : أنَّ الفلاحَ كلَّ الفلاحِ في طلبِ العلم ، والتَّصبُّر لأجله ، والمشيُ في سبيلِه ، وأنَّ السَّعادة تحفُّ القِرطاسَ والقَلم ، فلا تفارقه ، والزم غرزَه .
نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة
للعلامة الامام سليمان بن سحمان رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

1 بحمدِ وليِّ الحمد مُسدِى الفضائل *** أُؤَلِّفُ نظماً فائقاً في المسائِلِ

2 مسائلُ عن شيخِ الوجودِ أُولى التقى *** مبيدِ العِدَى من كلِّ غاوٍ, وَجَاهِلِ

3 وأَعنِي به الحبرَ بنَ تيميةَ الرِّضَى *** وفي بعضِها جاءت عضالُ الزَّلازِلِ

4 تفرَّدَ عن نعمانَ فيها ومالكٍ, *** وعن أَحمد والشافعيِّ الأَماثِلِ

5 وقد جاء بعضُ الصَّحبِ يسأَلُ نظمها *** فأَحببتُ أَن أَحظَى بدعوةِ سَائِلِ

6 وإِن لم أَكُن ذَا خِبرَةٍ, ودِرَايةٍ, *** ولستُ لتحقيقِ العلومِ بآهلِ

7 ولكنَّني أَرجُو من اللهِ رحمةً *** وعلمَاً وتفهيماً بكلِّ المسائِلِ

المسأَلة الأُولى

8 فأَوَّلُها قصرُ الصَّلاةِ لِكُلِّ ما *** به سِفر يُسَمَّى لدى كُلِّ قَائِل

9 وسيَّانَ عندَ الشَّيخِ كانَت طويلَة *** مسافَتُه أَو دُونَه في التَّماثُلِ

10 وذَا مذهبٌ للظاهريَّةِ قد أتى *** وعن بعضِ أَصحابِ النَّبِي الأَفَاضِل


المسأَلة الثانية والثالثة

11 وتستبرىءُ البكرَ الكبيرةَ عندهُم *** وكان إِلى أَقوالِهم غيرَ ماثِلِ

12 ويختارُ ما اختارَ البُخارِي وقد أَتَى *** بذا أَثرٍ, عن نجلِ حُلوِ الشَّمائِلِ

13 وذاكَ هو الفاروقُ والقولُ لابنهِ *** وثالثُها ما قاله في المسائِلِ

14 فيختارُ ما اختارُوا لسَجدةِ قارئ *** بغير اشتراطٍ, للوضُوءِ لفاعلِ


المسأَلة الرابعة

15 ومعتقداً ليلا فبان بضدِّه *** لأكلٍ, ومطعومٍ, بشهرِ الفَضَائلِ

16 فليسَ القضَا يوماً عليه بواجبٍ, *** وما حكمهُ إِلاَّ كناسٍ, وجاهِلِ

17 وما أَمر المعصومُ من كانَ مُخطِئاً *** من الصَّحبِ أَن يقضِي الصيامَ فَسائِلِ

18 كذلكَ بعضُ التَّابعينَ وبعضُ مَن *** إِلى الفقه منسوبٌ ومَن لِلفضائِلِ

19 عنيتُ به نجلَ الخليفةِ ذي التٌّقى *** فمذهبهُم أَلاَّ قضاء لفاعِلِ

20 وعمدتُهم ما في الصحيحينِ ذكرُه *** وقد مرَّ منظوماً فكن غير غَافِلِ


المسأَلة الخامسة

21 ومَن كانَ في حجَّاتِه متمتعاً *** بفرض وإِلاَّ في جميعِ النَّوافِلِ

22 فيكفِيه سعىٌ واحدٌ في اختيارِه *** وعن أَحمدٍ, يرويه بعضُ الأَفاضِلِ

23 وكانَ ابنُ عبَّاسٍ, بذلك قائلاً *** فأَعظم به من قُدوةٍ, ذي فَضَائِل


المسأَلة السادسة

24 وقد جَوَّز الشيخُ السبَاقَ بغيرِ أَن *** يحلِّله ما ليسَ يوماً بجاعِلِ

25 وإِن أَخرجَا جُعلا وهَذَا اختيارُه *** وكان إِماماً عالِماً بالمسائِلِ


المسأَلة السابعة والثامنة والتاسعة

26 وَمَن تَفتَدِى تستبرئنَّ بحَيضِه *** وفي ذَا حديثٌ مرسلٌ في المراسِلِ

27 وموطؤة يا صَاحِ أَعني بشبهةٍ, *** وَمَن طلقت إِحدى الثلاثِ الكَوامِل


المسأَلة العاشرة

28 كَذا وطئ من حِيزَت بملكِ إِباحةٍ, *** من الوثَنيَّاتِ الحِسَانِ الخواذِلِ


المسأَلة الحادية عشرة

29 وجُوِّزَ عَقدٌ للرِّداءِ لمحرِم *** بإِحرامِه فافهم مقالَ الأَفاضِلِ


المسأَلة الثانية عشرة

30 وجُوِّز يا صاحِ الطَّوافُ لحائضٍ, *** وليسَ لما قد أَوجَبُوه بمائِلِ

31 إِذَا كان لم يُمكن طوافُ طهارَةٍ, *** ورفقَتُها قد قربُوا للرَّواحِل


المسأَلة الثالثة عشر

32 وجوز بيعاً للعصير بأَصلِه *** كزيتٍ, بزيتونٍ, فكن غيرَ غافِلِ


المسألة الرابعة عشر

33 كذاك الوُضُو يا صاحِ مِن كُلِّ مَا عَسى *** يُسمَّى به أَلما جائز غير حَائِلِ

34 سواءٌ لديه مُطلقاً أَو مقيَّداً *** وعنه رأَينا مُطلقاً في المسائِلِ


المسأَلة الخامسة عشر

35 وجوَّزَ بيعاً للحلِيِّ وغيرِها *** إِذا اتخذت في فضةٍ, بالتَّفاضُل

36 بها والَّذي قَد زادَ يجعلُ للَّذِي *** لصنعتها في فاضِلٍ, في المقابلِ


المسأَلة السادسة عشر

37 وإِن وقَعت في مائعٍ, من نجاسَةٍ, *** سواء قليلا أَو يكن غَير حَامِلِ

38 ولم يتغيَّر ليسَ ينجس عندَه *** وقد كانَ أَحظَى منهمُو بالدَّلائِل


المسأَلة السابعة عشر

39 ومن خافَ مِن عيدٍ, كذاك وجمعةٍ, *** فواتاً وليسَ الماءُ يوماً بحاصِلِ

40 فإِن يتيمَّم كان ذلك عندَه *** يجوزُ فقابل بالثَّنا كلَّ فاضلِ


المسأَلة الثامنة عشر

41 ومما جَرى منها عليه فوادِحٌ *** عِظامٌ وجاءت نحوه بالزلاَزِلِ

42 بإِفتائِه أَنَّ الطَّلاقَ إِذا أَتى *** ثلاثاً بلفظٍ, واحدٍ, غيرُ كَامِلِ

43 ولا واقعٌ بل إِن تلك جميعهَا *** لواحدةٌ في قِيله كالأَماثلِ

44 من الصَّحب في عهدِ النَّبيِّ وبعدَه *** إِلى أَن أُجيزت في عُقوبةِ عادِل

45 ولو فُرِّقت إِذا هِي لم تكُن *** على سَّنِة المعصومِ أَفضلِ فاضِل


المسأَلة التاسعة عشر

46 ومَن بطلاقٍ, حالف فيمينُه *** مكفرةٌ لكن هي بالقَلاقِل

47 وعودِى بل أُوذي لإِفتائِه بهَا *** وكم مَرَّةٍ, إِلى ذا الآن من مُتَحامِلِ

48 وقد كَتبَ الشَّيخُ الإمامُ مصنَّفاً *** بأَلفٍ, من الأَوراقِ دفعاً لصَائِلِ
49 ولكنَّه مع خصمِه سوفَ يَلتقَي *** لدى اللهِ والرحمنُ أَعدلُ عادِل

50 وفي بعضِ ما قد مرَّ مما نظمتهُ *** مواقِفُ منهم له في المسَائِلِ

51 وقد قال هذا ما تفرَّد عنهمُو *** به الشَّيخُ هذا رَسم خطٍّ, لناقِلِ

52 وصَلِّ إِلهي كلَّ ما هبَّت الصَّبَا *** وما انهلَّ صوبُ السَّارِياتِ الهَوامِل

53 على المصطَفى الهادِي الأَمينِ محمَّدٍ, *** وأَصحابِه والآلِ أَهلِ الفَضَائِل



انتهت المنظومة بحمد الله - تعالى -وأسأل الله الذي أعان عليها أن يعين على غيرها

وصلى الله على نبينا محمد
‏"إن ابن تيمية كان من أسرة اشتهرت بالإمامة في مذهب أحمد بن حنبل ، وأنه هو نفسه قد انتهت إليه رياسة هذا المذهب".

العلامة محمد خليل الهراس
👆
هذا الكلام يزعج الحنابلة الجدد (:
حكى تلميذ الإمام الكسائيِّ أبو مسحل الأعرابي قال: رأيت الكسائيَّ في النوم، كأن وجهَه البدرُ، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بالقرآن! فقلت: ما فعل بحمزة الزيات؟ قال: ذاك في عليين، ما نراه إلا كما يُرى الكوكب الدريُّ.
من عجائب مواعظ الإمام ابن الجوزي الفاعلات في القلوب أفعالها:

أيها المذنب؛ إذا أحسست نفحات الجزاء؛ فلا تُكْثِرن الضجيج، ولا تقولن: قد تبت وندمت؛ فهلا زال عني من الجزاء ما أكره! فلعل توبتك ما تحققت.

وإن للمجازاة زمانًا يمتد امتداد المرض الطويل، فلا تنجع فيه الحِيَل حتى ينقضي أوانه، وإن بين زمان: "وَعَصَى" إلى إِبَّان: "فَتَلَقَّى" مدةٌ مديدةٌ.

فاصبر أيها الخاطيء حتى يتخلل ماء عينيك خلال ثوب القلب المتنجس، فإذا عصرته كف الأسى، ثم تكررت دفع الغسلات؛ حُكِم بالطهارة.

بقي آدم يبكي على زلله ثلاث مائة سنةً.

ومكث أيوب عليه السلام في بلائه ثماني عشرة سنةً.

وأقام يعقوب يبكي على يوسف عليهما السلام ثمانين سنةً.

وللبلايا أوقاتٌ ثم تنصرم، ورُبَّ عقوبةٍ امتدت إلى زمان الموت.

فاللازم لك أن تلازم محراب الإنابة، وتجلس جِلسة المستجدي، وتجعل طعامك القلق، وشرابك البكاء، فربما قدِم بشير القبول فارتد يعقوب الحزن بصيرًا.

وإن مت في سجنك؛ فربما ناب حزن الدنيا عن حزن الآخرة، وفي ذلك ربحٌ عظيمٌ.

رحم الله واعظًا ليس كمِثله واعظٌ.
قرأ شيخ الإسلام ابن تيمية في سجنه ثمانين ختمة، وشرع فِي الحادية والثمانين، فانتهى إِلَى قَوْله تَعَالَى : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
ثم قبض الله روحه رحمه الله "


"ذيل طبقات الحنابلة (4/ 525)"
لقد شكَّل الحنابلة عبر التَّاريخ خط الدِّفاع النِّهائي عن الإسلام الصَّحيح.

كتاب: "الإسلام الحنبلي" لجورج مقدسي - مستشرق أميركي لبناني الأصل- 1969.
حين غضبَ الإمامُ السّبكيّ من الوظيفة ..!

لمّا عُزِلَ الإمامٌ الكبير تقيّ الدّين السّبكيّ عن منصب القضاء في مصر عاد إلى كتبه وأوراقه ، وكتب قصيدة بديعة ، صارت نشيدًا يتردّدُ على ألسنة الطّلبة مع توالي الأيّام :

كَمَالُ الْفَتى بِالْعلمِ لَا بالمناصِبِ
وَرُتبةُ أهل الْعلم أَسْنَى الْمَرَاتِبِ !

هُمُ وَرِثُوا علمَ النَّبِيين فاهتدى
بِهم كلُّ سَارٍ فِي الظّلامِ وسارِبِ !

وَلَا فَخرَ إِلَّا إِرْثُ شِرعةِ أَحمدَ
وَلَا فضلَ إِلَّا باكتسابِ المنَاقِبِ !

وَبحثٌ وتدقيقٌ وإيضاحُ مُشكِلٍ
وتحريرُ بُرهَانٍ وَقطعُ مُغالِبِ !

وإحكامُ آيَاتِ الْكتابِ وَسُنَّةٍ
أَتَتْ عَن رَسُولٍ من لؤَيِّ بن غَالِبِ !

إِذا الْمَرْءُ أَمْسَى للعلومِ مُحالِفًا
أَضَاءَ لَهُ مِنْهَا جَمِيعُ الغياهِبِ !

وينزاحُ عَنهُ كلٌّ شكٍّ وشبهَةٍ
وتبدو لَهُ الْأَنْوَارُ من كلّ جَانبِ !

هِيَ الرُّتْبَةُ العُليَا تسامى بِأَهْلِهَا
إِلَى مُسْتَقَرٍّ فَوق مَتنِ الْكَوَاكِبِ !

فدُونَكَها إِن كنتَ للرُّشد طَالبًا
تنَلْ خيرَ مرجُوِّ الدّنا والعواقِبِ !

وَلَا تعدِلَنْ بِالْعلمِ مَالًا ورِفعةً
وَسُمْرَ القَنا أَو مُرهَفَاتِ القَواضِبِ !

وهبْكَ انزوتْ دنياكَ عَنْكَ فَلَا تُبَلْ
فعنها لقد عُوِّضْتَ صفوَ المشارِبِ !

فَمَا قَدْرُ ذِي الدُّنْيَا وَمَا قًدْرُ أَهلهَا
وَمَا اللَّهْوُ بالأولاد أَو بالكواعِبِ !

إِذا قِسْتَ مَا بَين الْعُلُوم وَبَينهَا
بعقلٍ صَحِيحٍ صَادِقِ الْفِكرِ صائِبِ !

فَمَا لَذَّةٌ تَبقَى وَلَا عَيْشَ يُقتنى
سوى العلمِ أَعلَى مٍن جَمِيع المكاسِبِ !
قال أبو الفرج الجوزي : الرجل كلُّ الرَّجل مَن يصبر على العافية .

ـ وهذا الصبر متصل بالشكر ، فلا يتم إلا بالقيام بحق الشُّكر ، وإنما كان الصبر على السرَّاء شديدا ، لأنه مقرون بالقدرة ، والجائع عند غيبة الطعام أقدر على الصبر منه عند حضور الطعام اللذيذ .

[ الأداب الشرعية ١ / ٨ - ٩ ]
قال حسان بن ثابت يذكر قتل كعب بن الأشرف وقتل سلام بن أبي الحقيق :

- للَّه دَرُّ عِصَابَةٍ لَاقَيْتهمْ ** يَا بن الْحُقَيْقِ وَأَنْتَ يَا بن الْأَشْرَفِ

- يَسْرُونَ بِالْبِيضِ الْخِفَافِ إلَيْكُمْ ** مَرَحًا كَأُسْدٍ فِي عَرِينٍ مُغْرِفِ

- حَتَّى أَتَوْكُمْ فِي مَحِلِّ بِلَادِكُمْ ** فَسَقَوْكُمْ حَتْفًا بِبِيضٍ ذُفَّفِ

- مُسْتَنْصِرِينَ لِنَصْرِ دِينِ نَبِيِّهِمْ ** مُسْتَصْغَرِينَ لِكُلِّ أَمْرٍ مُجْحِفِ
شيءٌ عن الإخلاص

« ما كان للهِ يبقى »


أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي- رحمه الله - لما صنَّف كتابَه الموسوم بالموَطَّأ سمعَ به عبد الله بن وهبٍ المصري ، فصنَّف كتابًا وسمَّاه بالموطَّأ فأخبر بذلك مالك ، فقال : « ما كانَ للهِ يبقى » .
‏لو رأيت رسول اللَّهِ ﷺ كيف يتضرّع بالثبات.. وأبو بكرٍ من شرّ النفس.. وعُمَر من النِفاق..

لَما غرّتك نفسك مَهْما كانت من التقىٰ والعِلم!
فأي امرئٍ اتكَأ علىٰ نفسه.. خُذل، واللَّهُ المسْتَعان!


#منقول
اللهم ارضَ عن أهل العلم العاملين الدالين عليك الذَّابين عنك ، واجعلِ اللهم شيوخي وكل من أفادني بعلم في أعلى درجات جنانك ، ورفقة للنبي - صلى الله عليه وسلم -
"نعوذُ باللّٰه من ضياع السَّعي بسبب نيّة فاسدة،

نعوذُ باللّٰه من الرِّياء الخفيّ،
ومن العمل لأجل الظُّهور لا لأجل اللّٰه،

نعوذُ باللّٰه من قلّّة الإِخلاص، وفقدان الدَّليل."
أيها الأشعث الأغبر، الطريقُ طويلٌ وشاق.. ولكن لا طريق إلى الفتح سواه!!

د. علي فريد
#آداب

هل يجب الرضا بالمصائب ؟

قال في « نهاية المبتدئين » : هل يجبُ الرضا بالمرض والسقم والفقر والعاهة وعدم العقل ؟ قال القاضي : لا يلزم ، وقيل : بلى .


وذكر ابن تيمية أن الرِّضا بالقضاء ليس بواجب في أصحِّ قولي العلماء ، وإنما الواجب الصبر .

وقال في « الفرقان » : والصَّبر واجبٌ باتِّفاق العقلاء . ثمَّ ذكر في الرِّضا قولَين ، ثم قال : وأعلى من ذلك أن يشكر الله على المصيبة لما يرى من إنعام الله عليه بها ، ولا يلزم العاصي الرضا بلعنه ولا المعاقب الرضا بعقابه .
2024/05/15 02:22:45
Back to Top
HTML Embed Code: