Telegram Web Link
يُحكَى أن الشافعي كان جالساً وسط تلاميذه فجاءته جارية وقالت له : (يا إمام أزانى بالليل خطيب بالنهار؟)
يعني : (تزني معايا بالليل، وتخطب في الناس في الصباح)، فنظر تلاميذ الشافعي إليه منتظرين إجابته ونفي هذه التهمة، فنظر الشافعي للجارية وقال لها : (يا جارية كم حسابك ؟)
فثار تلاميذ الشافعي، منهم من صاح، ومنهم من قام ليمشي، فقال لهم الشافعي : (فلتعتبروني مثل التمر، كلوا منه الطيب وإرموا النواة)، فلم يعجب التلاميذ بهذا،
ووسط هذا اللغط جاء رجل مسرعاً يقول:
(يا جارية إن بيتك يحترق وبداخله أبنائك، فجرى كل من كان موجوداً باتجاه المنزل بما فيهم الشافعي، وحين وصلوا دخل الشافعي مسرعاً وأنقذ اﻷطفال، فقالت الجارية منكسرة : (إن اليهود هم من سلطوني ﻷفعل هذا حتى تهتز صورتك
وتتشوه وسط تلاميذك)، فنظر التلاميذ متسائلين للشافعي عن عدم نفي التهمة
عنه، فقال الشافعي : (لو كنت نفيت التهمة كنتم ستقتسمون لفريقين، فريق لن يصدقني ويستمر في تكذيبي، وفريق يصدقني ولكن يشك في صدقي، فأحببت أن أفوض أمري كله لله)
من اعدادي وتصميمي
( أكلها أنا حتى لا تأكلها أنت )

يقول أحد الأخوة : في طفولتي عندما كان يدخل موسم فاكهة المانجا، كان أبي يحضر منها كمية للبيت، وكنا نجلس حوله لنشاركه طعمها العذب، كنا نحب هذه الفاكهة كثيراً، فكان يعطينا اللبّ منها، ويقوم هو بأكل قشورها !!

كنت أراقب هذا التصرف الغريب منه دون أن أعلم السبب ؟!
سألته يوماً : لماذا تأكل قشور المانجا يا أبي ؟!

نظر إلي بابتسامة وقال : ( أكلها أنا حتى لا تأكلها أنت )

لم أفهم معنى كلامه في وقتها، وبرّرت الأمر بأنها قد تكون عادة قديمة اكتسبها من أيامه التي عاشها في طفولته بين أحضان الفقر القاسي، وخصوصاً أن طعم قشور المانجا ليس سيئاً، ولكنه بصراحة لا يقارن بما هو تحت تلك القشور .

المهم : مع الأيام نسيت أمر قشور المانجا، كما نسيت الكثير من الذكريات بين صفحات كتاب الزمن، إلى مدة قريبة عندما أهداني صديق لي فاكهة مانجا، جلبها لي كهدية من بلد بعيدة ..
كنت أمنّي نفسي بالإستمتاع بطعمها الذي ينافس شهد النحل طوال الطريق وأنا متجه الى بيتي، وبمجرد أن وصلت البيت بدأت في تقطيع تلك المانجا وهي تتفجر بين يدي بما تحتويه من لبّ ذهبي، وعصير ملكي !!
الحقيقة أني أحب تلك الفاكهة كثيراً !!

وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي، اقتربت إبنتي الصغيرة مني وقالت : أبي، أريد قطعة ؟
ابتسمت من طلبها واعطيتها الجزء الذي كان بيدي
وعلى الفور إقترب إبني يطلب مثل ما حصلت عليه اخته
ولحقتهما أختهما الثالثة تطلب حصتها تماماً كما حصَّل إخوانها .

كانت فرحتي بالنظر لهم وهم يمرغون وجوههم بقطع المانجا، والسعادة والفرح تشع من أعينهم كشمس الصباح الدافئة بعد ليلة شتاء قارص !

وفي لحظة وجدت نفسي أمام صحن خالي إلا من بعض قشور المانجا التي مازال عالقاً بها أجزاء صغيرة من فتات الفاكهة الأصلية ..

بدأت بالتهام قشور المانجا دون تفكير الى أن توقفت فجأة لأتذكر كلمات أبي رحمه الله !!

الآن فقط بعد كل تلك الأيام والسنوات اتضحت لي معنى كلماته وماذا كان يقصد بعبارته، وغصّت اللقمة في فمي وهطلت الدموع من عينيّ.

الآن فقط علمت أن سعادة أبي الحقيقية لم تكن يوماً في أكل قشور المانجا، وإنما كانت سعادته الحقيقية في رؤيتنا ونحن ناكل أفضل جزء منها أمامه .
كانت فرحته الغامرة وهو يشاهدنا ونحن نحصل على أفضل وأنقى وأجود ما كان يقدمه إلينا في لحظتها

وتساءلت حينها والدموع في عيني :
يا هل ترى، كم من مانجا قدمها لنا أبي واكتفى هو بمجرد قشورها ؟!

وأنا هنا لا أقصد تلك الفاكهة بذاتها، ولكن أقصد كل ما ترمز له في هذه الحياة !!
فالمانجا قد تكون ملبساً، أو بيتاً، أو فراش، أو نوماً مريحاً، أو تعليماً، وقد تكون أيضاً لمسة حنان على الكتف، أو قبلة على الوجه، أو مسح دمعة من على الخد !!

(( والله، مانجا الأهل لا حدود لها، ولا يمكن لأحد أن يقيِّم سعرها ))

- أنظر إلى من حولي لأجد أبناء لا يقدرون أهلهم حق القدر، ولا يوفون حقهم، وكأن وظيفة الأهل في هذه الحياة هي في اختلاق الذرائع التي من شأنها أن تكدر صفو حياتهم

- أرى أبناء قد تملكهم الغرور حتى حسبوا أنهم يفوقون أهلهم علماً وفكراً ومنطق

- أرى أبناء يقدسون كلمة الزوجة في مقابل دموع الأم أو الأب

- أرى أبناء يهجرون أهلهم في ديار رعاية بعيدة ويتركونهم لرحمة الغرباء

- أرى أبناء قد يقاطعون أهلهم سنيناً طويلة

- أرى أبناء يتمنون زوال أهلهم من هذه الدنيا عاجلاً ليس آجل من أجل أن يرثونهم

- أرى كل ذلك وفي نفسي لو كان الأمر بيدي، لدفعت عمري كله ثمناً حتى يعود بي الزمن لأجلس مع أبي يوماً واحداً أسبقه حينما يحضر فاكهة المانجا، لالتهم قشورها بدلاً عنه ليتبقى له فقط أفضل ما فيها .

حتى اذا سألني لماذا أحب أكل قشور المانجا ؟
فأقول له :
( أكلها أنا حتى لا تأكلها أنت )
إهداء الى كل من مازال أباه على قيد الحياة، عسى أن تجد الى قلبه دليلاً
اللهم اغفر وارحم آبائنا وأمهاتنا واجعلهم من أهل الفردوس الأعلى برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم ألبس لباس الصحة والعافية كل من هم على قيد الحياة من الآباء والأمهات
واعفوا عنهم ولا تقبضهم إلا وأنت راض عنهم يا سميع يا عليم .
Forwarded from بوت نشر قنوات التلجرام
Forwarded from نصائح زوجيه اكاديمية بركات (Mohammed Barakat)
لاي استفسار سري يمكن تتبع البوت التالي

@brcan_bot
‏صورة من Mhammed Barakat
أفضل شركة تصميم تطبيقات الجوال في #سوريا

يستخدم أغلب الناس تطبيقات الجوال في أجهزتهم. انه الخيار الأكثر انتشارا حول العالم للتفاعل والتواصل والشراء والتعلم والمعرفة. نحن في #فيو أفضل شركة تصميم تطبيقات الجوال نقدم خدمات كاملة لتطبيقات الهواتف. حول مشروعك المنتظر الى تطبيق موبايل واجعل الكثير من الناس يستخدمونه فهو خيارك الأفضل.

حصل معنا على تطبيقات في المجالات التالية :

1- متاجر

2- توصيل طلبات

3- نقل و تكاسي

4- تعليمية

5- مطاعم

6- حجوزات

7- اختصاصية

#تصميم_تطبيقات_الجوال

#برمجة_تطبيقات


https://view1sy.com/%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%88%d8%a7%d8%aa%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d9%8a%d8%a9/
طرفة أنقلها عن دهاء امرأة، فيقال عن امرأة أتت مجلس يتجمع فيه التجار من أجل تسويق بضائعهم، فأشارت بيدها إلى أحدهم فقام إليها، وسألها عن مرادها، فقالت له: أطلب خدمة، ومن يخدمني سأعطيه عشرين ديناراً، فسألها عن ماهية الخدمة، فردت: إن زوجي ذهب إلى الجهاد منذ عشر سنوات ولم يرجع، ولم يأتني منه خبر منذ أن تركنا، فرد الرجل: أرجعه الله بالسلامة، فقالت: اريد منك أن تذهب معي الى القاضي وتدعي أنك زوجي، ثم تطلقني أمامه، فأنا أريد أن أعيش كباقي النساء، فلم يمانع الرجل.
ذهب الاثنان الى القاضي ووقفا أمامه، فقالت المرأة للقاضي: يا حضرة القاضي، هذا زوجي الغائب عني منذ عشر سنوات والآن يريد ان يطلقني، فسأله القاضي: هل أنت زوجها؟ قال الرجل: نعم: فسأله: وهل تريد طلاقها؟ قال: نعم، فسأل القاضي المرأة: وهل أنت تقبلين الطلاق؟ قالت: نعم، فقال القاضي للرجل: اذن طلقها، فطلقها.
القصة لم تنته هنا، فقد توجهت المرأة بكلامها للقاضي مسترحمة: يا حضرة القاضي، ان هذا الرجل غاب عني عشر سنوات لم ينفق عليّ خلالها شيئا، ولهذا فإنني أطلب منه نفقة العشر سنوات الماضية، إضافة الى نفقة الطلاق، فسأل القاضي الرجل: لماذا تركت زوجتك من دون نفقة طول مدة غيابك؟ فتلعثم الرجل، وأسقط بيده، فهذه المرأة أوقعته في مشكلة صعب الفكاك منها، فرد قائلا على مضض: بأن ظروفه لم تسمح بذلك، فحكم عليه القاضي بدفع ألفي دينار نفقة.
الرجل لم يجد له مفر، فإن أنكر فسينكشف كذبه، وسيكون مصيره السجن أو الجلد، وسيتعرض الى فضيحة مجلجلة بين التجار، فدفع لها الألفي دينار مرغما، وعند انصرافهما، دفعت له المرأة العشرين ديناراً نظير خدمته وانصرفت. أما الرجل، فعاد الى أصحابه وهو يضرب يديه كفاً بكف، ويندب حظه العاثر الذي أوقعه بيد هذه المرأة.
2024/06/01 05:40:12
Back to Top
HTML Embed Code: