(ريبة للجميع)

في اقصى الحانةِ
كأسٌ يمرُّ على الاحشاءِ بريبة
يذكّرني بدفء حبيبةٍ عتيقةٍ
متفطرة المشاعر
كانت ترقص مثل ساقيةٍ هاربةٍ من الجاذبية
تتمايل على بوصلتي
على يسارها عناقيد نديةٌ
وعلى يمينها عرشٌ من البلاستك
وصولجان من الورق المقوى
يصعدُ ضغطها لسقف الحلمِ
ثم يهبط في جلدي
وتنام في اقصى زاويةٍ لدي بريبة
من دقّ على طاولتي وايقظها؟
لمَ كل هذا الثلج في عينيّ؟
لم يكُ سوى نشيجاً
وعصارة ذكريات في صحن مكسور
قال النادلُ : الحساب لو سمحت
قلت: هناك في اقصى الزاوية
ستجدُ محفظةً على شكل ذاكرة
خذ منها ما تشاء من القلق،
ثم شعر بالريبةِ هو الآخر وغادر.


#حيدر_حمادي
٢٠٢٥/١٠/٢٥
٣ ص

ربما الرحيل اجمل شيءٍ يمكنهُ ان يؤشر على أسى الانسان، لا مشكلة في الاختفاء والزحف بعيداً عن هذا الفضاء الملطخ بالزَيف، قد يبدو الكوكب كرةً متسخة بالمجاملات والنفاق والاحتيال او ربما هذا الاقتراب من الاشياء ليس له دواء.
لا اعرف الكثير عن الاقنعة والعيش على هامش المحاولات ولا اعتقد ان انسانيتي تسمح لي بالسكون في خضم التغييب لكل ماهو جميل وانساني وتصدير الهراء ولو على ظهر المحبة.
لذلك لستُ ارى شيئاً افضل من الصمت والابتعاد، لمن هذا التعب والتمسك بقشة والعاصفة ازلية؟
متى سيحلّ الانسان المشكلة مادام هو المشكلة!
المنفى ليس غرفةَ كامب في اوربا
بل محاولات بائسة للتغير او للقول : انا هنا، انا ارفض القبح وادعو الى الجمال.
كل المرايا التي تعكس صورنا ونحن بائسين بوجوهنا الحزينة
ستنكسر يوماً ما وستجرحنا وتدعونا ان ننعزل وان نصمت ولربما نكون قد تركنا لمحةً او لمحتين في بال احدهم، فالوادي مزدحمٌ بالتناقضات والأسى.


#حيدر_حمادي
٢٠٢٥/١٠/٢٥
١١ م