هي:

وجهكَ المتعب لا ترفعهُ في الفجر اليا
نحن غادرنا طريقَ الليلِ
هل ابقيتَ شيا ؟
لا تقل فلنرحل الان ، فما كان لديا
غابَ عني . وجهك المتعب موتاً ابديا
وتمطى في فمي طفلاً صغيراً وتداعا
وجهكَ الضائعُ امسكتُ به يوماً وضاعا

هو:

ها أنا .. وجهي على وجهكِ ينحبْ
لاتهزي مهده النائم صدرُ الطفلِ متعبْ


- رشدي العامل
١٩٦٤

الصخرةُ السوداء يا سيزيف تفلتها يداك
فتخض اوردة وتسحقها وتشحب مقلتاك
الصخرة السوداء يا سيزيف قد تعبت خطاك
عبرت قرانا دونما صوتٍ ومزقت الستاره
يا ايها الصوت الذي نخشى انتظاره
امواتنا الاحياء يبتسمون ، والاحياء موتى
متلاصقينَ تلاصقَ الحشراتِ في بطن المحاره
احداقهم تعبى
واحرفهم بلا معنى واوجههم معاره


- رشدي العامل
١٩٦٣

تكثيف ممتنع
المرايا التي شاهدتني أحلق ،
كانت تتكسر ،
والماء الذي لمحَ وجهي في اخر الطمأنينة
كان يرجف من القلق .
وجهي ثابتٌ في هذيانهِ
والرجوع للتيهِ يولّدُ تياراً
من اللامعنى .
ان الخائفين يحدّقون بي
والامهات يضعنَ صغارهنَّ
فوقَ كلماتي المكثفة ،
لذلك الناس
يسمعونَ صوتَ بكاءٍ
في كل نصٍ اكتبه .


#حيدر_حمادي

مدري يادم بشوارع امنياتي
ايكطّر ابلا صوت من ضويات خوفي
اغمُضْ عيوني وأرد
ومدري منهو اليفتح عيون القصيدة يكلها :شوفي

#حيدر_حمادي

اضوكك طعم حنضل تكطع الزردوم
واتمطك جذب بعناد نمّامي

- عطا السعيدي

امن احلم بيك ،
من اكعد :
اشم مخدتي إلا انهض

#حيدر_حمادي

يا حايل ثمر من الجدم للراس
وكل حايل ثمر معذور من ينغر
ياتين العجم ياطعم خمرة دير
تسكيني بكرم وتلومني امن اسكر !
من تدلع غنج عندك عذر مقبول
رمانك لحك والزيج ماينزر

عريان السيد خلف

(حصار طروادة وشعراء أشبه بأخيل وهيكتور)


بعدما قرأت قصة طروادة في الياذة هوميروس وتعرفت على ابطالها وشخصياتها وما تحمله من بطولة وجشع وبسالة ومكر ، وقفت عند شخصيتيّ أخيل وهيكتور . فكرهت أخيل وأحببت هيكتور . لكنني تذكرت جملةً كنت قد كتبتها في احدى قصائدي النثرية عندما بدأ يتشكل لدي وعي شعري بسيط ولربما كانت هذه الجملة ساذجة إلا انها ترجمت شعوراً لازمني كثيراً في حياتي وهذه الجملة تقول : (حتى التفكير بالفردوس ومغرياتهِ
بات يشعرني بالأيمان المهترئ )
وأخص هنا - الايمان المهترئ -
اثارت شخصية أخيل هذه الجملة في داخلي بعدما ادركت انه نصف اله ، وان هذه القوة التي يتمتع بها ليست من التدريب والشجاعة والخبرة القتالية فقط بل ان هنالك تدخل سماوي او أولمبي - نسبة لآلهة الأولمب كما جاء في الاساطير اليونانية -
اذاً هذه التوفيقات هي ايمان مهترئ شخصي لدى الفرد الذي يتمنى ان يحصل على ميزات سماوية يتعكز عليها ليتميز عن اقرانه او ليتحصل على خلود مثل خلود أخيل .
من هو أخيل اذاً ؟ هذا البطل الاسطوري الخالد الذي اذا ماركزنا عليه سنكتشف أن أمه آلهة
او كما يعرف عنها حورية البحر واسمها تيثيس او ثيتس وابوه هو بيليه الملك الفتي الذي بقي متمسكاً بثيتس وملاحقاً اياها حتى تمكن من الزواج منها . وقد بارك زيوس وبقية الآلهة هذا الزواج وهكذا انجبت ثيتس ابنها أخيل الذي علمه ودربه شيرون السنتور الحكيم والمعلم الذي علم ودرب الكثير من ابطال اليونان من بينهم هرقل .
ولما كانت أمه ثيتس تحاول منح الخلود لأبنائها
كانت تغمسهم في النار إلا انهم يذوبون ويموتون جميعاً وكان صنيعها يفجع زوجها بيليه حتى انه حاول إخفاء ابنه أخيل عنها كما جاء في بعض الاساطير . وهكذا يكبر أخيل ويصبح احد ابطال اليونان الشجعان الذين يشاركون في حرب طروادة
وبلا شك انه كان اشجعهم واقواهم حتى يصطدم بهيكتور امير طروادة الشجاع . وهيكتور هو ابن فريام ملك طروادة وأخ باريس الشاب الذي تهرب معه هيلينه زوجة مينيلاس الى طروادة
فيذهب مينيلاس الى اخيه اغاممنون ملك اليونان
الذي يستغل هذه الفرصة الذهبية لشن الحرب على طروادة . اذاً هيكتور محارب شجاع لكنه فانٍ وليس من الالهة ، كما انه ليس نصف آلهة مثل أخيل . بينما يقوم هيكتور بتقديم القرابين لأبولو (الاله المعبود في طروادة) يقوم أخيل وجنوده بقتل كهنة معبد ابولو اله الشمس ويزدري أخيل الالهة وأولهم ابولو !
بينما تقوم أمه ثيتس بالذهاب الى هيفايستوس الاله الصانع الحداد الذي يصنع كل اسلحة آلهة الاولمب وهكذا يتحصل أخيل على سلاح فتاك لن يوجد في الارض سلاح يتغلب عليه !
بعد امتناع أخيل عن الحرب بسبب خلافه مع اغاممنون واقتراب الطرواديين من الانتصار
تبدأ الترضيات تنهال على أخيل المغرور المستقل ليعود وجنوده الى ساحة المعركة لكنه يمتنع مبغضاً لملك اليونان ولليونانيين حتى يسمح لصديقه هرطقل بارتداء سلاحه والذهب مع بعض الجنود فيقتل هذا الاخير على يد هيكتور ظناً منه انه قد قتل أخيل نفسه فتثور ثائرة أخيل ويقرر مبارزة هيكتور .
فتتم المبارزة امام سور طروادة وينتصر أخيل بالسلاح الذي جلبته له امه ثيتس من الاله الحداد هيفايستوس .
وهكذا يتخلد أخيل بعد موته وبعد انتصار اليونان على طروادة . ومن المؤكد انه يستحق هذا الخلود لنقطة معينة وهي ان امه ثيتس اخبرته بأنه سيموت في تلك الحرب وسيخلد ذكره في التاريخ فاختار ان يذهب لهذه الحرب التي لا تعنيه شيئاً والتي يقودها ملك بغيض يدعى اغاممنون .
فما ذهابه لشيءٍ سوى للخلود . ولكن اي ايمان مهترئ لدى أخيل ليجعله يزدري الالهة جميعهم وخصوصاً ابولو اله الشمس ثم يقبل السلاح التي جلبته امه من هيفايستوس الاله الحداد ؟
وبالجانب الآخر اي ايمان ساذج لدى كهنة معبد طروادة وكاهنهم الاكبر الذي اشار لادخال الحصان الخشبي الى المعبد داخل المدينة !
اذاً بهذا الايمان السطحي المهترئ تمت الكارثة
للطرواديين على الصعيد العام وتم الخلود لأخيل على الصعيد الشخصي . ولا انكر انني بعدما تذكرت هذه الجملة وهذه الاحداث التي حللتها تحليلاً نابعاً من نظرتي عن التوفيقات السماوية قد ادركت تشابهاً بين شخصية أخيل التي كرهتها
وبين شخصيات عديدة في الشعر ، وخصوصا الشعر الشعبي العراقي .فمن المستحيل ان انسى كيف كنت اشعر ببلادة الموقف وسذاجة المتحدث عندما يسألونه السؤال الكلاسيكي المعتاد : ماهو سبب نجاحك الشعري وماهو سر انتشارك وشهرتك السريعة لدى الناس المحبين للشعر الشعبي ؟
فيجيب بدون اي تفكير : توفيق من الله !
مازلتُ ارى ان هذا هراءً يجب ان يتبخر من ادمغة هؤلاء الشعراء لاسيما الذين تمتد شهرتهم لأشهر معدودة فقط !

اذاً هذا توفيق وقتي وفي الحقيقة ماهي الا صدفة تتشكل من وعي جمعي مهترئ هو الآخر فلا يمكنه من استيعاب نقاء مستمر بل انه يفضل الشوائب المؤقتة مدركاً بأنها ستتلاشى في خضم صراع الوصول لقمة الشهرة .
ومثلما يدرك أخيل بأنه محظوظ بقوته وسلاحه ورعاية امه الالهة له ، يدرك الشاعر الشعبي ذو الايمان المهترئ ان قصائده لن تؤهله ان يصل لما وصل عليه من مكانة وشهرة ..الخ
لكنه يصر على اجابته المهترئة : توفيق من الله !
وبذلك يكون لدينا شاعر شبيه بهيكتور
وشاعر شبيه بأخيل وذائقة ذات ايمان سطحي مثل الكهنة الذين أدخلوا الحصان الخشبي للمدينة والى المعبد تحديداً .


#حيدر_حمادي
٢٠٢٤/٤/٢٩

عندما رأى ابو نواس الجارية جنان التي يحبها بين النساء  تبكي وتلطم معهن في بيت آل عبد الوهاب الثقفي ، كان واقفاً عند الباب فقال :


يا قمراً ابرزهُ مأتمٌ
يندب شجواً بين اترابِ
يبكي  فيذري الدرَّ من نرجسٍ
ويلطم الورد بعنّابِ
لا تبكِ ميتاً حلَّ في حفرةٍ
وابكِ قتيلاً لكِ بالبابِ

وعندما سمع ابو نواس ان حبيبته جنان الجارية سوف تذهب للحج مع مولاتها قرر ان يذهب هو الاخر للحج فسبقها الى مكة ثم التقاها عند الكعبة وبقي يتبعها حتى صارا عند الحجر الاسود فإذا هو لثمه معها حتى التصق خده بخدها . فقال في ذلك :

وعاشقين التفّ خدّاهما
عند التثامِ الحجر الاسودِ
فاشتفيا من غير ان يأثما
كأنما كانا على موعدِ
لو لا دفاع الناس إياهما
لما استفاقا آخر المسندِ
ظِلنا كلانا ساترٌ وجههُ
مما يلي جانبهُ باليدِ
نفعلُ في المسجدِ ما لم يكن
يفعلهُ الأبرارُ بالمسجدِ

من يعتبرون بسطاء لدى ذوي الفطنة يعتبرهم عامة الناس اكثر بلاغة


- يوربيديس
م/ هيبوليتوس

عاتبت كلمن نساني بخاطر اعمه
وجلبت بذيال خوفي واكبرت
كمت اسامح مو لأن كلبي جبير ، تعودت .
روحي صار سنين ادورها اويه روحي
ومادريت شضيعت !

#حيدر_حمادي